المجموع : 127
خَدعُ الخدودِ يَلوحُ تَحتَ صَفائِها
خَدعُ الخدودِ يَلوحُ تَحتَ صَفائِها / فَحَذَارِهَا إنْ مُوِّهَتْ بِحَيائِها
تِلكَ الحَبائِلُ لِلنُفوسِ وَإنّما / قطْعُ الصَّوارِم تحتَ رَوْنَقِ مائِها
أنا حزبٌ والدَّهْرُ والناسُ حزبُ
أنا حزبٌ والدَّهْرُ والناسُ حزبُ / فَمَتى أَغلِبُ الفَريقَينِ وَحدي
لا وَحبّيكَ لا عَبدتُكَ سِرّاً
لا وَحبّيكَ لا عَبدتُكَ سِرّاً / ليلُ صُدْغَيْكَ صَيَّرَ اللّيْلَ ظُهْرا
وَضحَ الأمرُ واِستَوى النّاسُ فيهِ / وافْتَضَحْنا فَالحَمدُ لِلّهِ شُكرا
أَيُّهَا الصَّاحيانِ من كَأسِ عَينٍ / غازَلَتْنِي حَتّى تَطَعَّمْتُ سُكرا
اعْذُرا إِنْ أَرَدتُما أَو فَلُوما / في بَديعٍ حَسبي عِذاراهُ عُذرا
وَاِطْلُبَا لِلجُحودِ غَيري فَإِنّي / لَستُ مِمّن يُحِبُّ في الحُبِّ سِترا
أَنا مِن أَجلِ خَدِّهِ دِنْتُ لِلنّا / رِ وَفي خَالِهِ عَبدْتُ الشِّعْرَى
فَضَلالي بَعدَ الهُدى في هَوَاهُ / هوَ عِندي خَيرٌ وَأَعظَمُ أَجرا
أَنكَرَتْ مُقْلَتُهُ سَفْكَ دَمي
أَنكَرَتْ مُقْلَتُهُ سَفْكَ دَمي / وَعَلا وَجنَتَهُ فَاِعتَرَفَتْ
لا تَخالوا خَالَهُ في خَدّهِ / قَطْرَةً مِن دَمِ جَفْني نَطَفَتْ
ذاكَ مِن نارِ فُؤادي جَذْوَةٌ / فيهِ ساخَتْ وَاِنْطَفَتْ ثُمَّ طَفَتْ
عَطَفوهُ فَتَمادى وَلَها
عَطَفوهُ فَتَمادى وَلَها / عَن حَشاً أَسعَرَ فيها الوَلَهَا
رَقَدَت مُقْلَتُهُ عَن مُقْلَةٍ / أَمَرَ الدَّمْعُ عَلَيها وَنَهَا
قَمرٌ ما طَلَعتْ طَلْعَتهُ / قَطُّ إِلّا سَجدَ البَدرُ لَها
لَهَبيُّ السّخط مائِيُّ الرِّضَى / فَهوَ المَعشوقُ كَيفَ اِتَّجَهَا
نَقَشَ الحُسْنُ على وجنَتِهِ / شامةً أشْمَتَ حُسّادي بِها
كَانَ قَد أَعْوَزَهَا بُسْتانُهُ / ثُمَّ لَمَّا أَشرَقَتْ فيهِ اِنتَهى
يا بِأَبي مَن وَصَلا
يا بِأَبي مَن وَصَلا / وَمَلَّ مِمّا مَطَلا
زارَ وَقَد خاطَ الدُّجَى / على حُلاهُ حُلَلا
فَكِدْتُ إِجلالاً لَهُ / أُدْمِي يَدَيْهِ قُبَلا
فَقُلتُ مَولايَ أَلا / غَيرَ اليَدينِ قالَ لا
وَدارَ ماءُ الحُسْنِ فَو / قَ وَجْنَتَيْهِ خَجلا
حَتّى إِذا سَرَّى سَرى / وَحينَ أَحْيَا قَتَلا
كَما حَلا طيفُ الخَيا / لِ نَفساً ثُمَّ اِنْجَلا
يا حَبّذا ذاكَ الغَزا / لَ لَو شَفاني غَزلا
فَدَيْتُ مَن أَبيتُ مِن / هُ وَعَلَيهِ وَجَلا
بَدرٌ إِذا البَدرُ سَرى / فيهِ المَحاقُ كَملا
شَمسٌ إِذا الشَّمسُ خَبَتْ / تَحتَ الكُسُوفِ اِشتَعلا
إِذا تَلَطَّفْتُ قَسا / وَإِنْ سَأَلتُ بَخلا
لَيتَ اِعتِدالَ قَدِّهِ / عَطَفَهُ فَعَدَلا
بَل لَيتَ صَحْنَ خَدِّهِ / مِن ذَلكَ الخالِ خَلا
فَهوَ الَّذي قَلَّبَ قَل / بي في قَواليبِ البِلا
يا سَائِلي عَنِ الهَوَى / وَطَعمِهِ سَلْ مَن سَلا
أَسكَرني الحُبُّ فَما / أَدري أَمَرَّ أَمْ حَلا
أَتُرَى يُثْنِيهِ عَن قَسْوَتِهِ
أَتُرَى يُثْنِيهِ عَن قَسْوَتِهِ / خدُّهُ الذّائب من رِقَّتِهِ
أَفَأَستنجدُهُ وَهوَ الّذي / لَوَّنَ الدَّمْعَ على صِبْغَتِهِ
أَوْمَا حاجِبُهُ حاجبَهُ / إنْ تَجَافَى عن مَدَى جَفْوَتِهِ
فلِهذا قوسُهُ مُوتَرَةٌ / تَستَمِدُّ النَّبْلَ من مُقْلَتِهِ
قمرٌ لا فخرَ للبدْرِ سوَى / أَنَّه صِيغَ على صورتِهِ
صدغُهُ كَرْمَةُ خَمْرٍ قسِّمَتْ / بَينَ خَدَّيهِ إلى نَكْهَتِهِ
فتَّرَتْ جَفْنَيْه منها نَشوَةٌ / تُوقِظُ العاذِل من سَكْرَتِهِ
أَتخالُ الخالَ يعلو خَدَّهُ / نقطَ مِسْكٍ ذابَ مِن طُرَّتهِ
ذاكَ قَلبي سُلِبَتْ حَبَّتُهُ / وَاِسْتَوَتْ خالاً على وجْنَتِهِ
عاتَبْتُهُ فاسْتَطالا
عاتَبْتُهُ فاسْتَطالا / وصَدَّ عنّي دلالا
وهكذا مَن تعالَى / في حُسْنِه يتغالَى
مولايَ قد ذُبْتُ صبراً / وكم تُذيب مطالا
ما كان عهدُك إِلّا / مثل السُّلُوِّ مُحَالا
بَلْ كان زُورَ خضابٍ / نَما وفي الحالِ حَالا
سَلَبْت حبَّة قلبي / وصُغْتُهَا لك خالا
فقد كَسَتْني نحولاً / كما كَسَتْكَ جمالا
يا كاملاً وَجهُهُ عل / لَمَ البدور الكمالا
يا أَحسنَ النّاس وجهاً / صِلْ أَسْوأ النّاسِ حالا
حاشا جَمالكَ مِن أَن / يَستَقبِحَ الإِجمالا
لَم أَحظَ مِنكَ بِسُؤلٍ / وَقَد فَنيت سُؤالا
أَما تعلَّمْتَ شَيئاً / مِنَ الكلام سِوَى لا
سَقاني العَسجَديَّة ذو عِذارٍ
سَقاني العَسجَديَّة ذو عِذارٍ / ينَمنِم عَنبَراً في صَحن عَسْجَدْ
وحَيّا باللآلئ في صِدافٍ / مِنَ الياقوتِ طُرِّز بالزَّبَرْجَد
روحي الفِداء لِمَنْ إذا آلمتُهُ
روحي الفِداء لِمَنْ إذا آلمتُهُ / عتْباً تفضَّض خدُّهُ وتَذَهَّبا
وتوقَّدَتْ في الرَّوْضِ من وَجنَاتِهِ / نارُ الحياءِ يشبُّها ماءُ الصِّبَا
خَطَّتْ سَوالِفُهُ عَلَيها رُقيةً / لَمّا تَثَعْبَنَ صُدْغُهُ وتَعَقْرَبَا
عَذْبُ المُقَبَّل إنْ تَحَدَّثَ أسكَرَتْ / أَلفاظُهُ وَإِذا تَنَفَّسَ أَطْرَبا
مُتَغَضِّبٌ دَلّاً فَلَستُ بمُدْرِكٍ / مِنهُ الرِّضا إِلّا بأَنْ أَتَغضَّبا
أَينَ مِنّي الصَّبْر عَن وَجهكَ أَينْ
أَينَ مِنّي الصَّبْر عَن وَجهكَ أَينْ / بين قلبي وسُلُوِّي عنك بَينْ
واهِنُ العَزْمِ إِذا اِستَنجَدته / فتَّرَتْهُ فتراتُ المُقْلَتَيْنْ
صارَ مِن أَعوانِ عَينَيك كَذا / كلُّ قلْبٍ في الهوى عَوْناً لِعَيْنْ
أيُّها الرَّاقد عندي سَهَرٌ / يُكْمِد الواشي ويُبْكي العاذِلَيْنْ
مِتُّ سُكْراً أَفَمِنْ كأسَيْ طِلا / رَاقَ لي رِيقُكَ أَمْ مِن شَفَتَينْ
أَنا لا أَصبِرُ عَمَّن وَجهُهُ / فَلَقٌ مُبْتَسمٌ في غَسَقَيْنْ
تطْلُعُ الشَّمْسُ لنا من شَفَقٍ / وهو يبدو طالعاً من شَفَقَينْ
قُلت لِلكاهِن حينَ اِختَلَست / عَينُهُ عَيني فَجر الحَين حَينْ
قمرَ العَقربِ خوّفْتَ فَمَنْ / مُنْقِذِي من قمرٍ في عَقْرَبَينْ
ويلي مِنَ المُعْرِضِ الغَضْبان إذ نقلَ ال
ويلي مِنَ المُعْرِضِ الغَضْبان إذ نقلَ ال / واشي إليه حديثاً كُلُّهُ زُورُ
مقصّرُ الصُّدْغِ مَسبول ذَؤابَتهُ / لي مِنهُ وجدان مَمدودٌ وَمَقصورُ
سَلَّمتُ فَاِزوَرَّ يَزوي قَوسَ حاجِبِهِ / كَأَنّني كأس خَمرٍ وهوَ مخْمُورُ
فيهِ مَحاسِنُ شَتَّى قَد فُتِنْتُ بِها / وكلّ مُفْتَتِنٍ بالحُسْنِ مَعْذُورُ
مُهَفْهَفٌ في هَواه ما اِستَجَرتُ بهِ / إِلّا وَجَدت غَرامي وَهوَ مَنصورُ
بِأَبي مَن صَدَّ عنّي وصَدَفْ
بِأَبي مَن صَدَّ عنّي وصَدَفْ / ثُمَّ لَمّا ملّ مِن هَجري عَطَفْ
قلتُ مَولايَ أَحَقّ ما أرى / بَعدَما حَكَّمْتَ في روحي التَّلَفْ
قالَ مِنْ أَحْمَدِ شَيءٍ في الهَوَى / عُقَبُ الصَّبْرِ وَتَأميلُ الخَلَفْ
نَحنُ نُحْيي مَن أَمَتْنا كَرَماً / وَعَفا اللَّهُ لنا عمّا سَلَفْ
أَلِفَ الصُّدُودَ وَحينَ أَسرَفَ أَسعَفا
أَلِفَ الصُّدُودَ وَحينَ أَسرَفَ أَسعَفا / فَاِزْوَرَّ عَتْباً ثمَّ زارَ تَعَطُّفا
لَبِسَ الدُّجَى في لَيلَةٍ هوَ بَدرُها / وَالبَدْرُ أَشهَرُ ما يَكونُ إِذا اِختَفى
طَلَع الهِلالُ وَقَد بَدا مُتَلَثّماً / حَتّى إِذا حَسَرَ اللِّثامَ تَنصَّفا
يا طَرْفَهُ ما لي أَراكَ خلَقت لي / داءً فَهَلّا كنت لي مِنه شفا
واهي مَناط الخَصْرِ سُنَّةُ عَيْنِهِ / تقْتَصُّ في قتل النُّفُوس وتُقْتَفَى
يَبدو فَتَقرأُ في صَحيفَةِ خَدِّهِ / من مَشْقِ أقلامِ المَلاحةِ أحرُفا
ذو وَجْنَةٍ نُقِشَتْ بنُقْطَة خالِهِ / ونباتِ عارِضِه فَخيلَتْ مُصْحَفَا
قِفْ قليلاً لأَسْأَلَكْ
قِفْ قليلاً لأَسْأَلَكْ / مَنْ مِنَ الأُفْقِ أَنْزَلَكْ
صِرْتَ في الأرضِ ماشِياً / بَعدَما كنتَ في الفَلَكْ
أيُّها البدرُ بالّذي / لِمُحَاقي قد أَكمَلَكْ
أيُّ شرْعٍ أباح طَرْ / فكَ إتلاف ما مَلَكْ
فَنائي فيك أَعذَبُ مِن بَقائي
فَنائي فيك أَعذَبُ مِن بَقائي / وَدائي مِنكَ أَنْفَعُ مِن دَوائي
وَذُلّي في هَوانِ هَوَاكَ عِزٌّ / وإنْ طاحتْ عُهُودُك في الهواءِ
بِنَفسي مَن يُحَلّلُ عَقْد صَبْري / إِذا ما ماسَ في عُقَد القباءِ
وَمَن يُوهي قُوايَ بِعَطفِ صُدْغٍ / كَما اِنعَطفَ الظّلامُ على الضّياءِ
أَقولُ وَقَد بَدا يَنهالُ ليناً / كَما اِرتجَّ اللِوى تَحتَ اللِواءِ
أَتِمْثالٌ مِنَ الكافورِ طابَتْ / مَراشِفُ فيه أم تِمْثَالُ ماءِ
فَقالَ بَلِ الهِلالُ فَقلتُ حَقّاً / ولكنْ لِم نَزَلْتَ من السَّماءِ
لي سَيّدٌ بَعضُ اِسمِه جَنَّةٌ
لي سَيّدٌ بَعضُ اِسمِه جَنَّةٌ / وبَعْضُهُ نارُ مَحِبّيهِ
مَن زَارَهُ كانَ كَنِصفِ اِسْمِهِ / أَو صَدَّهُ كان كَباقيهِ
تَقَلّصَ العَقْرَبُ من صُدْغِهِ / عَن خَدِّهِ خَوْفَ تَلَظّيهِ
وَكَم لَهُ في كَبِدي لَسعَةٌ / بُرودُها الدّرْياقُ مِن فيهِ
لامُ عِذارٍ بَدا
لامُ عِذارٍ بَدا / عَرَّضَ بي للرَّدى
أسودُ كالكُفْر في / أبيضَ مثل الهُدَى
يا فَرْقَدَ اللّيْلِ لِمْ / أرْعَيْتَني الفَرْقَدَا
اليَومَ تَجفو فَهَل / تَجفو التّجافي غدا
جَميلَةٌ سَيفُها قَد / سُقِيَ المرْقِدا
فَالحَيْفُ وَالحَتْفُ إِنْ / أُغْمِدَ أو جُرِّدا
عذِّبوني بهَجْرِكُمْ عذّبوني
عذِّبوني بهَجْرِكُمْ عذّبوني / وَاِطْرُدُوا طارِقَ الكَرَى عَن جُفوني
أوهبُوني دَمْعاً لَعَلَّ مَعينَ الدم / عِ يَوماً عَلى هَواكُم مُعِيني
لم يَدع مِنّي الضَّنا غير شَيء / سَترَ الشَّكُّ فيه وَجْهَ اليَقينِ
كَانَ وَجْدِي بِكُم قَضاءً قَديماً / أَفَأمْحُو ما خُطَّ فَوقَ جَبيني
رَغيفُهُ مِن ذَرَّةٍ
رَغيفُهُ مِن ذَرَّةٍ / يَصنَعُه أو أَصْغَرا
مُبَيَّتاً مُلَفَّفاً / مُبَريَقاً مُبَيْكَرا
لَو جازَ في عَينِ الّذي / يَأكلهُ لَما دَرَى
أو بَلَعَ الصَّائمُ أل / فاً مثلَهُ ما أَفْطَرا
كأَنَّما خَبَّازُهُ / به تَحَدَّى البَشَرا
فَهاتِ قُل أَعَرَضاً / تَجِدْهُ أَمْ جَوْهَرا