القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السُّهْرَوَرْدي المَقتول الكل
المجموع : 53
أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ
أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ / وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم / وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ
وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا / سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم / وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ
وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم / عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ
أَحبابنا ماذا الَّذي أَفسدتمُ / بِجفائكم غَير الفَسادِ صَلاحُ
خَفضَ الجَناح لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُم / لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ
وَبَدَت شَواهِدُ للسّقامِ عَلَيهمُ / فيها لِمُشكل أمّهم إِيضاحُ
فَإِلى لِقاكم نَفسهُ مُرتاحةٌ / وَإِلى رِضاكُم طَرفه طَمّاحُ
عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى / فَالهَجرُ لَيلٌ وَالوصالُ صَباحُ
صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم / في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
وَتَمَتّعوا فَالوَقتُ طابَ لِقُربِكُم / راقَ الشّراب وَرَقّتِ الأَقداحُ
يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ / إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ
لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الهَوى / كِتمانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلوا بِها / لَمّا دَروا أَنّ السَّماح رَباحُ
وَدعاهُمُ داعي الحَقائقِ دَعوة / فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
رَكِبوا عَلى سنَنِ الوَفا وَدُموعهُم / بَحرٌ وَشِدّة شَوقهم مَلّاحُ
وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ / حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ
لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم / أَبَداً فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ
حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِهم / فَتَهَتّكوا لَمّا رَأوه وَصاحوا
أَفناهُم عَنهُم وَقَد كشفَت لَهُم / حجبُ البقا فَتَلاشتِ الأَرواحُ
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم / إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
قُم يا نَديم إِلى المدامِ فَهاتها / في كَأسِها قَد دارَتِ الأَقداحُ
مِن كَرمِ أَكرام بدنّ ديانَةٍ / لا خَمرَة قَد داسَها الفَلّاحُ
هيَ خَمرةُ الحُبِّ القَديمِ وَمُنتَهى / غَرض النَديم فَنعم ذاكَ الراحُ
وَكَذاكَ نوحٌ في السَّفينة أَسكَرَت / وَلَهُ بِذَلِكَ رَنَّةً وَنِياحُ
وَصَبَت إِلى مَلَكوتِهِ الأَرواحُ / وَإِلى لِقاءِ سِواه ما يَرتاحُ
وَكَأَنَّما أَجسامهُم وَقُلوبهُم / في ضَوئِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
مَن باحَ بَينَهُم بِذِكرِ حَبيبِهِ / دَمهُ حلالٌ لِلسّيوفِ مُباحُ
خلقَت هَياكِلُها بِجَرعاءِ الحِمى
خلقَت هَياكِلُها بِجَرعاءِ الحِمى / وَصَبت لِمَغناها القَديم تَشَوّقا
مَحجوبَة سَفرت وَأَسفَر صُبحها / وَتَجَرَّدت عَمّا أَجدّ وَأَخلقا
وَتَلَفّتت نَحوَ الدِّيارِ فَشاقَها / رَبع عَفَت أَطلالُهُ فتَمَزَّقا
وَغَدَت تردّدُ في الفَضاءِ حَبيبها / فَيَروم مُرتَبِعاً يَروق المُرتقى
وَقَفَت تُسائِلُه فَرَدَّ جَوابَها / رَجعَ الصَّدى أن لا سَبيلَ إِلى اللّقا
فَشَكَت بِعَينِ الحالِ مَعهَد عَهدِها / أَسَفاً عَلى شَملٍ مَضى وَتَفَرَّقا
فَكَأَنَّما بَرقٌ تَأَلّق بِالحِمى / ثُمَّ اِنطَوى فَكَأَنَّهُ ما أَبرَقا
شَرّد نومي دنِفا
شَرّد نومي دنِفا / يرقّ عَلى الغور نَفا
ذَكَّرَني وَميضه / طيبَ لَيالٍ سَلَفا
وَا أَسفي عَلى الحِمى / وَأَهلِه وَا أَسَفا
يا لَيتَ حادي عيسِهِم / لَمّا سَرى تَوقَّفا
هيَّجني لَمّا حَدا / وَمَرّ عَنّي معسفاً
وَالعِيسُ مِن أَشواقِها / قَد رَقَصَت تَلَطّفا
طَرَقَ السَمع يا أهيلَ المصلّى
طَرَقَ السَمع يا أهيلَ المصلّى / خَبَراً مِنكُم فَزادَ اِشتِياقي
مُحكَمُ النَّقلِ قَد رَوته ثِقاةٌ / مُسنَدٌ بِالرّواةِ وَالاتفاقِ
أَن سَأَفنى بِكُم وَتَفنى عِظامي / وَرَسيس الغَرامِ في القَلب باقي
أَيُّها السائِقُ يَبغي دارَ مي
أَيُّها السائِقُ يَبغي دارَ مي / وَعريباً دونَ ذيّاك اللّوي
هَذِهِ الباناتُ باناتُ الحِمى / حَيّها يا مَيّت الأَشواقِ حي
وَاِطوِ ذِكرَ البانِ في ظلِّ النّقا / بَينَ سَفحِ السَّفحِ مِن سلعٍ وَطي
وَإِذا الحُسن بَدا فَاِسجُد لَهُ / فَسُجودُ الشُّكرِ فَرضٌ يا أَخي
هَذِهِ أَنوارُ لَيلى قَد بَدَت / فَلِسَلبِ العَقلِ يا صاحي نهي
فَالفَتى ما سَلبته جُملة / لا الَّذي تَسلبه شَيئاً فتي
كُلُّ حَيٍّ في هَواها مَيّت / إِنَّما ميتُ هَواها ذاكَ حي
شَوقي يَجلُّ عَنِ الوَسائل
شَوقي يَجلُّ عَنِ الوَسائل / وَهوَى ينزّه عَن مُماثِل
شَوقي يُجدّدهُ الزَّمان / إِلَيكَ لا نَحوَ المَنازل
بُشّرتُ أَنّك قاتِلي / يا حَبَّذا إِن كُنتَ قاتل
زَوّد فُؤادي نَظرَة / مِن حُسنِ وَجهِكَ فَهوَ راحِل
روحي فِداء مُبَشِّري / إِن صَحَّ أَنَّكَ لي مُواصِل
مُستَشفِعٌ بِوَسائلٍ / وَأَلَذّ مِن إِحدى الوَسائل
سَهَري لِغَيركَ ضائِعٌ / وَتَيمّمي بِسِواكَ باطِل
بَيني وَبَينَكَ في المَوَدّةِ نِسبَةٌ
بَيني وَبَينَكَ في المَوَدّةِ نِسبَةٌ / مَكتومَة عَن سرّ هَذا العالَمِ
نَحنُ اللّذان تعارَفَت أَرواحُنا / مِن قَبلِ خَلق اللَّه طينَةَ آدمِ
بانوا وَأَضحى الجِسمُ مِن بعدِهِم
بانوا وَأَضحى الجِسمُ مِن بعدِهِم / ما تُبصِرُ العَينُ لَهُ فيّا
يا أَسَفي مِنهُم وَمِن قَولِهُم / ما ضَرَّكَ الفَقدُ لَنا شيّا
بِأَيّ وَجهٍ أَتَلَقّاهُم / إِن وَجَدوني بَعدَهُم حَيّا
لا تَأمَنِ المَوتَ الخَؤو
لا تَأمَنِ المَوتَ الخَؤو / نَ وَخَف بَوادِرَ آفته
المَوت سَهمٌ مُرسَلٌ / وَالعُمرُ قَدر مَسافَته
إِذا ما أَتَتنا الرّيحُ مِن نَحوِ أَرضِهِ
إِذا ما أَتَتنا الرّيحُ مِن نَحوِ أَرضِهِ / أَتَتناه بِريّاه مطاب فَطابَ هبوبُها
أَتَتنا بِعَرفٍ خالِد المِسك عَنبرٍ / وَريحِ خُزامى باكَرتهُ جنوبُها
أَحنّ لِذكراهُ إِذا ما ذَكَرتُهُ / وَتَنهل عَبراتٌ تَفيض غُروبها
حَنينُ أَسيرٍ نازحٍ شدّ قَيدهُ / وَأَعوال نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبها
وَبي أَملٌ أَنّي أَسودُ وَكَيفَ لا
وَبي أَملٌ أَنّي أَسودُ وَكَيفَ لا / وَآل بُويهٍ بَعدَ فَقرِهم سادوا
وَأَحكمُ في أَهلِ الزَّمانِ كَما أَشا / وَأَملِكُ ما صانوا وأَهدِمُ ما شادوا
وَأَفعلُ ما أَختار في كلِّ فاسِق / مِنَ الصّيد حَتّى لا تَراهُم وَقَد بادوا
لا يَمنَعنّكَ مِن بِغا
لا يَمنَعنّكَ مِن بِغا / ءِ الخَيرِ تِعقاد التَّمائم
لا وَالتَّشاؤم بِالعطا / سِ وَلا التَّيامن بِالمَقاسم
فَلَقَد غَدَوت وَكُنتُ لا / أَغدو عَلى واقٍ وَحاتم
فَإِذا الأَشائِمُ كَالأَيا / مِن وَالأَيامن كَالمَشائِم
وَكَذاكَ لا خَيرَ وَلا / شرّ عَلى أَحدٍ بِدائم
قَد خَطَّ ذَلِكَ في الزّبو / رِ الأَوليّاتِ القَدائِم
أَحنّ إِلى أَرضِ الحِجازِ وَحاجَتي
أَحنّ إِلى أَرضِ الحِجازِ وَحاجَتي / خِيامٌ بِنَجدٍ دونَها الطّرف يَقصرُ
وَما نَظَري نَحوَ الحِجاز بِنافعي / أَجل وَلَكِنّي عَلى ذَاكَ أَنظرُ
أَفي كُلِّ يَومٍ نَظرَةٌ ثُمّ عَبرةٌ / لِعَينيك يَجري ماؤُها يَتَحدّرُ
مَتى يَستريحُ القَلبُ إِمّا مُجاور / حَزين وَإِمّا نازِحٌ يَتَذَكّرُ
وَالمَرءُ يَفرَحُ بِالأَيّام يَقطَعها
وَالمَرءُ يَفرَحُ بِالأَيّام يَقطَعها / وَكُلّ يَومٍ مَضى يَدنو مِن الأَجلِ
بَلاءٌ لَيسَ يُشبِههُ بَلاء
بَلاءٌ لَيسَ يُشبِههُ بَلاء / عَداوَة غَير ذي حَسَب وَدينِ
يُبيحك مِنهَ عرضاً لَم يَصنهُ / وَيَرتَع مِنكَ في عرض مَصونِ
تَوَلَّت بِهجَةُ الدُّنيا
تَوَلَّت بِهجَةُ الدُّنيا / فَكُلُّ جَديدها خَلقُ
وَخانَ النّاسَ كُلَّهُم / فَما أَدري بِمَن أَثقُ
رَأَيتُ مَعالِمَ الخَيرا / تِ سدَّت دونَها الطُّرقُ
فَلا حَسبٌ وَلا نَسَب / وَلا دين وَلا خلقُ
فَلَست مُصَدّق الأَقوا / مِ في شَيءٍ وَلَو صَدَقوا
إِذا المَرء لَم يَحتل وَقَد جَدّ جَدّه
إِذا المَرء لَم يَحتل وَقَد جَدّ جَدّه / أَضاعَ وَقاسى أَمره وَهوَ مدبرُ
وَلَكِن أَخو الحَزم الَّذي لَيسَ نازلا / بِهِ الأَمرُ إِلا وَهوَ لِلقَصد مبصرُ
فَذاكَ قَريعُ الدَّهرِ ما عاشَ حَولَهُ / إِذا سدّ مِنهُ منخرٌ جاشَ منخرُ
لا يَمنَعنّك خَفض العَيشِ في دِعةٍ
لا يَمنَعنّك خَفض العَيشِ في دِعةٍ / مِن أَن تَبَدّل أَوطاناً بِأَوطانِ
تَلَقى بِكُلّ بِلادٍ إِن حَللتَ بِها / أَهلاً بِأَهلٍ وَإِخواناً بِإِخوانِ
رَأَيتُ خَيالَ الظلِّ أَكبرَ عبرَة
رَأَيتُ خَيالَ الظلِّ أَكبرَ عبرَة / لِمَن كانَ في عِلمِ الحَقيقَةِ راقي
شخوصٌ وَأَشباحٌ تَمُرُّ وَتَنقَضي / سَريعاً وَأَشكالاً بِغَيرِ وِفاقِ
تَجيئ وَتَمضي تارَةً بَعدَ تارَة / وَتَغنى جَميعاً وَالمحرّك باقي
وَما أمّ خشفٍ طولَ يَومٍ وَليلةٍ
وَما أمّ خشفٍ طولَ يَومٍ وَليلةٍ / بِبلقعةٍ بَيداء ظَمآن صادِيا
تَهيم وَلا تَدري إِلى أَين تَبتَغي / مولّهة حُزناً تَجوزُ الفَيافِيا
أَضرّ بِها لِفتحِ الهَجير فَلَم تَجِد / لعلّتِها مِن بارِدِ الماءِ شافياً
إِذا اِنقَلَبَت عَن خَشفها اِنقَطَعَت لَهُ / فَأَلفتهُ مَلهوفَ الجَوانِح طاوِيا
بأَوجع مِنّي يَوم شَدّوا حُمولهم / وَنادى مُنادي البَين أَن لا تَلاقيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025