المجموع : 34
يا مَن يُذَكِّرُني بِعَهدِ أَحِبَّتي
يا مَن يُذَكِّرُني بِعَهدِ أَحِبَّتي / طابَ الحَديثُ بِذِكرِهِم وَيَطيبُ
أَعِدِ الحَديثَ عَليَّ مِن جَنَباتِهِ / إِنَّ الحَديثَ عَنِ الحَبيبِ حَبيبُ
مَلأَ الضُلوعَ وَفاضَ عَن أَحنائِها / قَلبٌ إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ يَذوبُ
ما زالَ يَضرِبُ خافِقاً بِجَناحِهِ / يا لَيتَ شِعري هَل تَطير قُلوبُ
أَهلاً بِزَهرِ اللازَوَرد وَمَرحَبا
أَهلاً بِزَهرِ اللازَوَرد وَمَرحَبا / في رَوضَةِ الكِتّانِ تَعطِفُهُ الصِبا
لَو كُنتَ ذا جَهلٍ لَخِلتُكَ لُجَّةً / وَكَشَفتُ عَن ساقٍ كَما فَعَلَت سَبا
لِلَّهِ ما صَنَعَ الغَرامُ بِقَلبِهِ
لِلَّهِ ما صَنَعَ الغَرامُ بِقَلبِهِ / أَودى بِهِ لمّا أَلمَّ بِلبِّهِ
لَبّاهُ لَمَّا أَن دَعاهُ وَهكَذا / مَن يَدعهُ داعي الغَرامِ يُلَبِّهِ
بِأَبي الَّذي لا تَستَطيعُ لِعجبِهِ / رَدَّ السَلامِ وَإِن شَكَكتُ فَعج بِهِ
ظَبيٌ مِنَ الأَتراكِ ما تَرَك الضَنا / أَلحاظه مِن سَلوَةٍ لِمُحِبِّهِ
إِن كُنتَ تُنكِر ما جَنى بِلِحاظِهِ / في سَلبِهِ يَومَ الغويرِ فَسَل بِهِ
أَو شِئتَ أَن تَلقى غَزالاً أَغيَداً / في سِربِهِ أَسَدُ العَرينِ فَسِر بِهِ
يا ما أُمَيلحَهُ وَأَعذَبَ ريقَهُ / وَأَعزَّهُ وَأَذَلَّني في حُبِّهِ
أَو ما أُلَيطَفَ وَردَه في خَدِّهِ / وَأَرَقّها وَأَشدَّ قَسوَةَ قَلبِهِ
كَم مِن خِمارٍ دونَ خَمرَةِ ريقِهِ / وَعَذابُ قَلبٍ دونَ رائِقِ عَذبِهِ
نادى بِنَفسِجِ عارِضَيهِ تَعَمُّداً / يا عاشِقينَ تَمَتَّعوا مِن قُربِهِ
إِنّي نَظَرتُ إِلى المِرآةِ إِذ جليت
إِنّي نَظَرتُ إِلى المِرآةِ إِذ جليت / فَأَنكَرَت مُقلَتايَ كُلَّ ما رَأَتا
رَأَيتُ فيها شُيَيخاً لَستُ أَعرِفُهُ / وَكُنتُ أَعرِفُ فيها قَبلَ ذاكَ فَتى
فَقُلتُ أَينَ الَّذي مَثواهُ كانَ هُنا / مَتى تَرحَلُ عَن هذا المَكانِ مَتى
فَاِستَجهَلَتني وَقالَت لي وَما نَطَقَت / قَد كانَ ذاكَ وَهذا بَعد ذاكَ أَتى
هَوِّن عَلَيكَ فَهذا لا بَقاءَ لَهُ / أَما تَرى العُشبَ يَفني بَعدَما نَبَتا
كانَ الغَواني يَقُلنَ يا أَخي فَقَد / صارَ الغَواني يَقُلنَ اليَومَ يا أَبَتا
مَغنىً خَصيبٌ وَبابٌ مُرتَجٌ أَبَداً
مَغنىً خَصيبٌ وَبابٌ مُرتَجٌ أَبَداً / وَالدنُّ وَالزِقُّ وَالإِبريقُ وَالطاسُ
هذي الخَلاعَةُ لا شَيءَ سَمِعت بِهِ / فَاِستَغنِم اللَهوَ إِنَّ العُمرَ أَنفاسُ
وَلي حَبيبٌ مَليحُ الدلِّ ذو غَنَجٍ / حُلو الشَمائِلِ ما في لَثمِهِ باسِ
فَإِن تَعَذَّرَ أَو عَزَّتُ مَطالِبُهُ / فَالكَأسُ وَالكيسُ وسواسٌ وَخَنّاسُ
رَمَت كَبدي أُختَ السماكِ فَأَقصَدَت
رَمَت كَبدي أُختَ السماكِ فَأَقصَدَت / أَلا بِأَبي رامٍ يُصيبُ وَلا يُخطي
قَريبَةُ ما بَينَ الخَلاخِل إِن مَشَت / بَعيدَة ما بَينَ القِلادَةِ وَالقرطِ
نَعِمت بِها حَتّى أُتيحَت لَنا النَوى / كَذا شيمَ الأَيّامُ تَأخُذُ ما تُعطي
حيلَةُ البُرءِ صَنعَةٌ لِعَليلِ
حيلَةُ البُرءِ صَنعَةٌ لِعَليلِ / يَتَرَجّى الحَياةَ أَو لِعَليلِه
فَإِذا جاءَت المَنِيَّةُ قالَت / حيلَة البُرءِ لَيسَ في البُرءِ حيلَه
وَمُوسِّدينَ عَلى الأَكُفِّ خُدودَهم
وَمُوسِّدينَ عَلى الأَكُفِّ خُدودَهم / قَد غالَهُم نَومُ الصَباحِ وَغالني
ما زِلتُ أَسقيهِم وَأَشرَبُ فَضلَهم / حَتّى سَكِرتُ وَنالَهُم ما نالَني
وَالخَمرُ تَعلَمُ كَيفَ تَطلُبُ ثَأرَها / إِنّي أَمَلتُ إِناءَها فَأَمالَني
وَلي واحِدٌ مِثل فَرخِ القَطا
وَلي واحِدٌ مِثل فَرخِ القَطا / صَغيرٌ تَخلَّفَ قَلبي لَدَيه
نَأَت عَنهُ داري فَيا وَحشَتي / لِذاكَ الشَخيصِ وَذاكَ الوَجيه
تَشَوَّقَني وَتَشَوَّقتُهُ / فَيَبكي عَلَيَّ وَأَبكي عَلَيه
وَقَد تَعِب الشَوق ما بَينَنا / فَمِنهُ إِليَّ وَمَنّي إِلَيه
تَأمَّل بِفَضلِكَ يا واقِفاً
تَأمَّل بِفَضلِكَ يا واقِفاً / وَلاحِظ مَكاناً دفعنا إِلَيه
تُرابُ الضَريحِ عَلى صَفحَتي / كَأَنّيَ لَم أَمشِ يَوماً عَلَيه
أُداوي الأَنامُ حذار المَنون / فَها أَنا قَد صِرتُ رَهناً لَدَيه
كُلٌّ لَهُ هَواكَ يَطيبُ
كُلٌّ لَهُ هَواكَ يَطيبُ /
أَنا وَعاذِلي وَالرَقيبُ /
أَما أَنا فَحَيثُ تَشاءُ /
هَجرٌ وَلَوعَةٌ وَعَناءُ /
يا وَيلَتاه مِمّا أَساءُ /
قَتَلتَني وَأَنتَ الطَبيبُ /
فَأَنتَ لي عَدُوٌّ حَبيبُ /
لِلَّهِ عَيشي ما أَمَرّا /
لَقَد شَقيتُ سِرّاً وَجَهرا /
دَمعي جَرى فَصارَ بَحرا /
وَاِستَبطَنَ الضُلوعَ لَهيبُ /
ذابَت بِحرِّهِ وَتُذيبُ /
ما لي بِمُقلَتَيكَ حَويلُ /
وَلا إِلى رِضاكَ سَبيلُ /
يا مَن يَحولُ فيما يَقولُ /
أَشكو النَوى وَأَنتَ قَريبُ /
أَمرٌ كَما تَراهُ عَجيبُ /
لَم يَدرِ عاذِلي وَرَقيبي /
أَنَّ الهَوى أَخَفُّ ذُنوبي /
وَأَنتَ يا عَذابَ القُلوبِ /
كَم تَشتَكي إِلَيكَ القُلوبُ /
وَأَنتَ مُعرِضٌ لا تُجِيبُ /
قالَت سماكَ أَنتَ مَلولُ /
فَقُلتُ وُدّكَ المُستَحيلُ /
فَأَنشَد النَصوحُ يَقولُ /
مَن خانَ حَبيب اللَه حَسيب /
اللَه يعاقبهُ أَو يُثيب /
هاتِ اِبنَةَ العنبِ
هاتِ اِبنَةَ العنبِ / وَاِشرَبِ
يا صاحِبي ما تقول /
ماءٌ وَظِلٌّ ظَليل /
وَقَهوَةٌ سَلسَبيل /
ظَفرتَ بِالطَرَب / فَاِطرَب
ظَمِئتُ وَيحي وَما /
كُنتُ أَخافُ الظَما /
ما ذاقَ ماء اللَمى /
وَقَهوَةٌ كَالشَنَبِ / مَشرَب
ظَبيٌ هَضيمُ الوِشاح /
يُرعى بِمَولى المِلاح /
أَذَلَّ أُسدَ الكِفاح /
في مَوضِعِ العَجَبِ / فَاِعجَب
يا زائِري في المَنام /
بِحَقِّ بَدرِ التَمام /
بَلِّغهُ عَنّي السَلام /
وَفِدهُ بِأَبي / ثُمَّ بي
وَسَلهُ أَن يَصحَبا /
تَحِيَّةٌ لِلصّبا /
وَغَنه إِن أَبى /
رُدَّ السَلام يا صبى / بِالنَبي
ما العيدُ في حلَّة وَطاق
ما العيدُ في حلَّة وَطاق / وَشمُّ طِيب
وَإِنَّما العيدُ التَلاقي / مَعَ الحَبيب
فَتق المِسكَ بِكافورِ الصَباح
فَتق المِسكَ بِكافورِ الصَباح /
وَوَشَت بِالرَوضِ أَعرافُ الرِياح /
فَاِسقينِها قَبلَ نورِ الفَلَق /
وَغِناءَ الورقِ بَينَ الوَرَق /
كَاِحمِرارِ الشَمسِ عِندَ الشَفَق /
نَسجَ المَزج عَلَيها حينَ لاح /
فَلكُ اللَهوِ وَشَمسُ الاِصطِباح /
وَغَزال سامَني بِالمَلَقِ /
وَبَرى جِسمي وَأَذكى حُرَقي /
أَهيَفٌ مُذ سَلَّ سَيفَ الحَدَقِ /
قَصُرَت عَنهُ أَنابيبُ الرِماحِ /
وَثَنى الذُعرُ مَشاهيرَ الصِفاحِ /
صارَ بِالدلِّ فُؤادي كَلِفا /
وَجُفون ساحِرات وَطَفا /
كُلَّما قُلتُ جَوى الحُبّ اِنطَفا /
أَمرَضَ القَلبُ بِأَجفاني صِحاح /
وَسَبى العَقلُ بِجِدٍّ وَمِزاح /
يوسُفيّ الحُسنِ عَذب المُبتَسَم /
قَمَريُّ الوَجهِ لَيليّ اللمَم /
عَنتَريّ البَأسِ علويِّ الهِمَم /
غُصني القَدّ مَهضومِ الوِشاح /
مادَري الوَصلِ طائيّ السَماح /
قَد بِالقَدِّ فُؤادي هيفا /
وَسبى عَقلي لَما اِنعَطَفا /
ليتَهُ بِالوَصلِ أَحيا دَنفا /
مُستَطارُ العَقلِ مَقصوص الجَناح /
ما عَلَيهِ في هَواهُ مِن جُناح /
يا عَلي أَنتَ نورُ المُقَل /
جُد بِوَصلٍ مِنكَ لي يا أَمَلي /
كَم أُغنيكَ إِذا ما لُحتَ لي /
طَرَقت وَاللَيلُ مَمدودُ الجَناح /
مَرحَباً بِالشَمسِ مِن غَيرِ صَباح /
هَل يَنفَعُ الوَجدُ أَو يُفيدُ
هَل يَنفَعُ الوَجدُ أَو يُفيدُ / أَم هَل عَلى مَن بَكى جُناح
يا مُنيَةَ القَلبِ غِبتَ عَنّي / فَاللَيلُ عِندي بِلا صَباح
أَفديهِ مِن معرضٍ تَولّى / لا عَينٌ مِنهُ وَلا أَثَر
عَذَّبَني في هَواهُ كَلّا / لَم يُبقِ مِنّي وَلَم يَذَر
يا عَينُ عَنّى فَلَيسَ إِلى / صَبر عَلى الدَمعِ وَالسَهَر
وَيَفعَل الشَوقُ ما يُريد / في كَبِدٍ كُلّها جِراح
يا مُخجِلَ البَدرِ لا تَسَلني / عَن جورِ أَلحاظِك المِلاح
زادَ عَلى بَهجَةِ النَهارِ / مِن حُسنِهِ الدَهرُ في اِزدِياد
لَحظٌ لَهُ سَطوَةَ العقار / يَفعَل في العَقلِ ما أَراد
خَدّاهُ كَالوَردِ في البِهار / يَقطِفُ بِاللَحظِ أَو يَكاد
وَذلِكَ المَبسَم البَرود / حَصاهُ درّ وَصرفُ راح
أَو مِثل ما قُلت ماءَ مُزنٍ / يُسقى بِهِ يانِع الأَقاح
يا مَن لَهُ أَبدَع الصِفات / يا غُصنُ يا دعصُ يا قَمَر
غِبتَ فَلَم يَأتِ مِنكَ آت / فَاِستَوحَشَ السَمعَ وَالبَصَر
لَولا صَبا تلكُمُ الجِهات / لَذابَ قَلبي مِنَ الفِكر
يا أَيُّها النازِحُ البَعيد / جاءَت بِأَنبائِكَ الرِياح
إِنَّ الصبا عَنكَ أَخبَرَتني / ما اِهتَزَّ رَوضُ الرُبى وَفاح
يا ساحِراً فَوقَ كُلِّ ساحِرٍ / وَمَن لَهُ حُسنه أَصِف
وَجهٌ كَالصَباح باهِر / أَردِيَة الحُسنِ يَلتَحِف
كَالرَوضِ حَفَّت بِهِ الأَزاهر / يَقطِفُ بِاللَحظِ إِن قَطَف
كَالبَدرِ في لَيلَةِ السُعود / أَشرَقَ لَألاؤُهُ وَلاح
كَالغُصن اللَدن في التَثَنّي / تَهزُّ أَعطافهُ الرِياح
مَن لي بِمَخضوبَةِ البَنان / مَمشوقَةِ القَدِّ وَالدَلال
مَن هَجرُها مُشبِه الزَمان / ماضٍ وَمُستَقبل وَحال
فيها رَثى عاذِلي لِشاني / ثُمَّ اِنثَنى ضاحِكاً وَقال
عاشِقٌ وَمِسكينُ اللَه يريد / وارِثٌ لِمَن يَعشقُ المِلاح
فَداع يَهجُرن أَو يَصِلني / لَيسَ عَلى ساحِر اِقتِراح
نَبَّه الصُبحُ رَقدَةَ النائِمِ
نَبَّه الصُبحُ رَقدَةَ النائِمِ / فَاِنتَبه لِلصبوح
وَأَدِر قَهوَةً لَها شان / ذاتُ عُرفٍ يَفوح
يا حُميّا الكُؤوسِ لا جَفَّت / مِنكَ أَرضُ الكَريم
وَلَك الخَيرُ كُلَّما اِلتَفَّت / وَرَقاتُ الكُروم
وَلَعَمري لَنِعم ما حَفَّت / بِبَنانِ النَديم
هاتِها قَبلَ بكرَة اللائِمِ / وَرَواحِ النَصيح
وأَدر أَنَّ العَذولَ شَيطانٌ / يغتَدي وَيَروح
يا أَخي قَد نَبَذت سُلطاني / وَخِلتُ العذار
إِنَّما أَضلُعي وَأَجفاني / بَينَ ماءٍ وَنار
رَبِّ إِنَّ الهَوى تَولّاني / رَبِّ أَينَ الفِرار
جُملَةَ الأَمرِ إِنَّني هائِم / بِغَزالٍ مَليح
فَدَعِ العاذِلينَ لا كانوا / إِنَّ حُبّي صَحيح
هَل لِقَلبي قَرار
هَل لِقَلبي قَرار /
وَالأَحِبَّةُ ساروا / رَواحا
يا فُؤادي عَزاء /
كانَ ما اللَهُ شاء /
هَل تَردّ القَضاء /
فَلتُوالِ الدُعاء /
أَن يرد القِطار /
فَيَعودُ المَزار / سَراحا
كَتَموا الاِرتِحالا /
عَن كَئيبٍ نَكالا /
ثُمَّ زَمّوا الجمالا /
وَعَلوها الجمالا /
حَيثُ ساروا أَناروا /
وَاللَيالي أَصاروا / صَباحا
إِذ نَأَوا بِاِرتِحال /
وَسَروا بِالهِلال /
طالِعاً في كَمال /
مِن سُتورِ الحِجال /
لَيتَ أَنّي جار /
لَهُم ما النَهار / أَلاحا
تَرَكوا بِالمَغاني /
هائِمَ القَلبِ عانِ /
مُغرَماً بِالأَماني /
نادِباً لِلحِسان /
مُفرَداً لا يُزارُ /
أَوحَشَتهُ الدِيارُ / فَناجا
لا أُسمّي حَبيبي /
خَوفَ واشٍ رَقيبِ /
يا عَليم الغُيوبِ /
أَنتَ تَدري الَّذي بي /
قَلبي المُستَطار /
خانَهُ الاصطِبار / فَباحا
إِن نَأوا بِفُؤادي /
وَتوخّوا بِعادي /
وَأَراحوا رُقادي /
يا إِلهَ العِباد /
لَقّهِم حَيثُ ساروا /
أَنجَدوا أُمَّ أَغاروا / نَجاحا
يا صاحِبَيَّ نِداء مُغتَبِطٍ بِصاحِب
يا صاحِبَيَّ نِداء مُغتَبِطٍ بِصاحِب /
لِلَّهِ ما أَلقاهُ مِن فَقدِ الحَبائِب /
قَلبٌ أَحاطَ بِهِ الهَوى /
مِن كُلِّ جانِب /
أَي قَلب هائِمٍ / لا يَستَريحُ إِلى اللَواحي
يا مَن أُعانِقُهُ بِأَحناءِ الضُلوع /
وَأُقيمُهُ بَدَلاً مِنَ القَلبِ الصَديع /
أَنا لِلغَرامِ وَأَنتَ لِلحُسنِ البَديع /
وَكَلامُ اللائِم / شَيءٌ يَمُرُّ مَعَ الرِياح
أَنحى عَلى رُشدي وَأَفقَدَني صَلاحي /
ثَغرٌ ثَنى الأَبصارَ عَن نورِ الأَقاحِ /
يُسقى بِمُختَلِطَينِ مِن مِسكٍ وَراح /
كَالحَبابِ العائِم / في صَفحَةِ الماءِ القراح
مَن لي بِهِ صُبحاً تَجَلّى بِالظَلام /
عَلقت مِن وَجناتِهِ بِدر التَمام /
وَعَلِقتُ مِن أَعطافِهِ لدنَ القَوام /
كَالقَضيبِ الناعِمِ / لَم يَستَطِع حَملَ الوِشاح
حَمّلتَني في الحُبِّ ما لا يُستَطاع /
شَوقاً يُراعُ لِذِكرِهِ مَن لا يُراع /
بَل أَنتَ أَظلَمُ مَن لَهُ أَمرٌ مُطاع /
وَمَع أَنَّكَ ظالِمي / أَنتَ مُنايَ وَاِقتِراحي
زَعَمت أَنفاسِيَ الصَعدا
زَعَمت أَنفاسِيَ الصَعدا / أَنَّ أَفراحَ الهَوى نَكَد
هامَ قَلبي في مُعذِّبِهِ /
وَأَنا أَشكو لِمَطلَبِهِ /
إِن كَتَمتُ الحُبَّ مِتُّ بِهِ /
وَإِذا ما صِحتُ وا كَبِدا / فَرِحَ الأَعداءُ وَاِنتَقَدوا
أَيُّها الباكي عَلى الطَلَلِ /
وَمُديرَ الراحِ بِالأَمَلِ /
أَنا مِن عَينَيكَ في شُغل /
فَدَعِ الدَمعَ السَفوحَ سُدىً / وَضِرامُ الشَوقِ تَتَّقِدُ
مُقلَةٌ جادَت بِما مَلَكَت /
عَرَفَت ذُلَّ الهَوى فَبَكَت /
وَشَكَت مِمّا بِها وَرَثَت /
وَفُؤادي هائِمٌ أَبَداً / ما عَلَيهِ لِلسلوِّ يَدُ
إِنَّ عَيني لا أذنَبَها /
أَتعَبت قَلبي وَأَتعَبَها /
لِنُجومٍ بِتُّ أَرقُبُها /
رُمتُ أَن أُحصي لَها عَدَدا / وَهيَ لا يُحصى لَها عَدَدُ
وَغَزالٌ يَغلِبُ الأَسَدا /
جِئتُ لِاِستِنجازِ ما وَعَدا /
فَاِنزَوى عَنّي وَقالَ غَدا /
أَترى يا قَومُ إِش هو غَدا / في أَيِّ مَكانٍ يَسكُن أَو نَجِدُ
مدّ الخَليج
مدّ الخَليج / وَرَفّ الشَجَر
لَقَد تَعانَقا / منظرٌ وَمُختبر