المجموع : 122
فَوّارَةٌ مِنها تَمُجُّ ماءَ
فَوّارَةٌ مِنها تَمُجُّ ماءَ /
كَما أَذَبتَ الفِضَّةَ البَيضاءَ /
أَمطَرَتِ الأَرضُ بِها السَماءَ /
دُموعٌ فَيَضُهُنَّ مَعَ الدِماءِ
دُموعٌ فَيَضُهُنَّ مَعَ الدِماءِ / كَما وَرَّدتَ حاشِيَةَ الرِداءِ
أُريحُ إِلى الدُموعِ الوَجدَ مِنّي / إِذا ما عَزَّني حُسنُ العَزاءِ
مَلامَكَ لَيسَ مِن عَينَيكَ دَمعي / وَلا بِحَشاكَ أَسقامي وَدائي
حَبيبي حَبيبٌ يَكتُمُ الناسَ أَنَّهُ
حَبيبي حَبيبٌ يَكتُمُ الناسَ أَنَّهُ / لَنا حينَ تَرمينا العُيونُ حَبيبُ
يُباعِدُني في المُلتَقى وَفُؤادُهُ / وَإِن هُوَ أَبدى لي البِعادَ قَريبُ
وَيُعرِضُ عَنّي وَالهَوى لي مُقبِلٌ / إِذا خافَ عَيناً أَو أَشارَ رَقيبُ
فَتَخرَسُ مِنّا أَلسُنٌ حينَ نَلتَقي / وَتَنطِقُ مِنّا أَعيُنٌ وَقُلوبُ
كَملَت في المُبَرَّدِ الآدابُ
كَملَت في المُبَرَّدِ الآدابُ / وَاِستُقِلَّت في عَقلِهِ الأَلبابُ
غَيرَ أَنَّ الفَتى كَما زَعَمَ النا / سُ دَعِيٌّ مُصَحِّفٌ كَذّابُ
لَيسَ العَجيبُ بَأَن أَرى لَكَ حاجِباً
لَيسَ العَجيبُ بَأَن أَرى لَكَ حاجِباً / وَلَأَنتَ عِندي مِن حِجابِكَ أَعجَبُ
فَلَئِن حُجِبتُ لَقَدَ حَجَبتَ مَعاشِراً / ما كانَ مِثلُهُمُ بِبابِكَ يُحجَبُ
حَجَبتَ وَقَد يَستَسِرُّ الهِلالُ
حَجَبتَ وَقَد يَستَسِرُّ الهِلالُ / وَيَظهَرُ مِن بَعد ما يُحجَبُ
وَقَد يُغمَدُ السَيفُ في جَفنِهِ / وَيَظهَرُ حينَ بهِ يُضرَبُ
كَذاكَ السَماءُ إِذا ما الغَما / مُ أَلبَسَها سُترَةً تَسكُبُ
وَفي الشَمسِ بُعدٌ وَأَنوارُها / إِذا طَلَعَت مَرَّةً تَقربُ
حُجِبتُ وَقَد كَنتُ لا أُحجَبُ
حُجِبتُ وَقَد كَنتُ لا أُحجَبُ / وَأُبعِدتُ عَنكَ فَما أَقرُبُ
وَما لِيَ ذَنبٌ سِوى أَنَّني / إِذا أَنا أُغضِبتُ لا أُغضَبُ
وَأَن لَيسَ دونَكَ لي مَرغَبٌ / وَلا دونَ بابِكَ لي مَذهَبُ
فَلَيتَكَ تَبقى سَليمَ المَكانِ / وَتَأذَنُ إِن شِئتَ أَو تَحجُبُ
تكلَّم عَمّا في الصُدورِ عُيونُنا
تكلَّم عَمّا في الصُدورِ عُيونُنا / وَتَفقَهُ عَنّا أَعيُنٌ وَحَواجِبُ
فَمَن قالَ إِنَّ الحبَّ يَخفى لِذي الهَوى / إِذا ما رَأى أَحبابَهُ فَهوَ كاذِبُ
تُحَدِّثُنا الأَبصارُ ما في قُلوبِنا
تُحَدِّثُنا الأَبصارُ ما في قُلوبِنا / فَنَغنى بِها عَمّا يُرَدَّدُ في الكُتبِ
عَلاماتُنا مَكتوبَةٌ في جِباهِنا / حَبيبانِ مَوقوفانِ في سُبُلِ الحُبِّ
عَرَفَت بِالسَلامِ عَينُ الرَقيتِ
عَرَفَت بِالسَلامِ عَينُ الرَقيتِ / وَأَشارَت بِلحَظِ طَرفٍ مُريبِ
وَشَكَت لَوعَةَ النَوى بِجُفونٍ / أَعرَبَت عَن لِسانِ قَلبٍ كَئيبِ
رُبَّ طَرفٍ يَكونُ أَفصَحَ مِن لَف / ظٍ وَأَبدى لِمُضمِراتِ القُلوبِ
صِرتُ أَدعوكَ مِن وَراءِ حِجاب
صِرتُ أَدعوكَ مِن وَراءِ حِجاب / وَلَقَد كُنتَ حاجِبَ الحُجّابِ
أَصَواباً تَراهُ أَصلَحَكَ الل / هُ فَما إِن رَأَيتُهُ بِصَوابِ
لَقَد عَرَّضَ بِالحُبِّ
لَقَد عَرَّضَ بِالحُبِّ / كَما عَرَّضتُ بِالحُبِّ
وَكانَت أَعيُنٌ رُسلاً / مَكانَ الرُسلِ بِالكُتبِ
عُيونٌ تَنقُلُ الأَسرا / رَ مِن قَلبٍ إِلى قَلبِ
لَولا عَلِيٌّ بنُ مَهدِيٍّ وَخلَّتهُ
لَولا عَلِيٌّ بنُ مَهدِيٍّ وَخلَّتهُ / لَما اِهتَدَينا إِلى ظرفٍ وَلا أَدَبِ
إِذا سَقى مُترَعَ الكاساتِ أَوهَمُنا / بِأَنَّ غِلمانَنا خَيرٌ مِنَ العَرَبِ
لَهُ خَلائِقُ لَم تُطبَع عَلى طَبعٍ
لَهُ خَلائِقُ لَم تُطبَع عَلى طَبعٍ / وَنائِلٌ وَصَلَت أَسبابُهُ سَبَبي
كَالغَيثِ يُعطيكَ بَعدَ الرّيِّ وابِلهُ / وَلَيسَ يُعطيكَ ما يُعطيكَ عَن طَلَبِ
قَد كُنتُ أصدقُ في وَعدي فَصَيَّرَني
قَد كُنتُ أصدقُ في وَعدي فَصَيَّرَني / كَذّابَةً لَيسَ ذا في جُملَةِ الأَدَبِ
يا ذاكِراً حُلتُ عَن عَهدي وَعهدِكُمُ / فَنُصرَةُ الصِدقِ أَفضَت بي إِلى الكَذِبِ
سَقى سُرَّ مَن رأَى وَسُكّانَها
سَقى سُرَّ مَن رأَى وَسُكّانَها / وَدَيراً لِسَوسَنِها الراهِبِ
سَحابٌ تَدَفَّقَ عَن رَعدِهِ ال / صَفوقِ وَبارِقِه الواصِبِ
فَقَد بِتُّ في دَيرِهِ لَيلَةً / وَبَدرٌ عَلى غُصنٍ صاحِبي
غَزالٌ سَقانيَ حَتّى الصَبا / حِ صَفراءَ كَالذَهَبِ الذائِبِ
عَلى الوَردِ مِن حُمرَةِ الوَجنَتَي / نِ وَفي الآسِ مِن خُضرَةِ الشارِبِ
سَقاني المُدامَةَ مُستَيقِظاً / وَنِمتُ وَنامَ إِلى جانِبي
فَكانَت هَناةٌ لَكَ الوَيلُ مِن / جَناها الَّذي خَطَّهُ كاتِبي
فَيا رَبِّ تُب وَاِعفُ عَن مُذنِبٍ / مُقِرٍّ بِزَلَّتِهِ تائِبِ
أَلَيسَ وَجدي وَفَرطُ شَوقي
أَلَيسَ وَجدي وَفَرطُ شَوقي / وَطولُ سُقمي شُهودَ حُبّي
وَمَجلِس لَذَّةٍ لَم نَقوَ فيهِ
وَمَجلِس لَذَّةٍ لَم نَقوَ فيهِ / عَلى شَكوى وَلا عَدِّ الذُنوبِ
فَلَمّا لَم نُطِق فيهِ كَلاماً / تَكَلَّمَتِ العُيونُ عَنِ القُلوبِ
وَفي غَمزِ الحَواجِبِ مُستَراحٌ / لِحاجاتِ المُحِبِّ إِلى الحَبيبِ
وَيلَ بَناتِ الأَرضِ مِن لَعوبِ
وَيلَ بَناتِ الأَرضِ مِن لَعوبِ /
إِذا اِغتَدَت بِصاحِبٍ مَصحوبِ /
عاصٍ عَلى المَلامِ وَالتَأنيبِ /
فَاِشتَرَفَت مِن جانِبَي كَئيبِ /
مِثلَ اِشتِرافِ القَومِ لِلخَطيبِ /
وَنَظَرَت كَنَظرَةِ الرَقيبِ /
إِلى مُحِبٍّ وَإلى حَبيبِ /
تَخالَسا بِالنَظَرِ المُريبِ /
بِمُقلَةٍ تَشُقُّ في الغُيوبِ /
فَآنَسَت سِرباً مِنَ السُروبِ /
لَيسَ بِمَحروسٍ وَلا مَربوبِ /
فَاِلتَهَبَت كَالكَوكَبِ المَشبوبِ /
وَاِندَفَعَت كَالفَرَسِ اليَعبوبِ /
وَخَفِيَت كَالقاتِلِ المَطلوبِ /
وَظَهَرَت كَالطالِبِ القَريبِ /
فَرَجِعَت بِثَعلبٍ مَسحوبِ /
وَأَتبَعَت بِأَرنَبٍ مَجنوبِ /
أَديبَةٍ تَأوي إِلى أَديبِ /
مَرهوبَةٍ مِن أَنفَسِ المَرهوبِ /
تَأخُذُ بِالعيونِ وَالقُلوبِ /
مَهلاً أَبا حَسَنٍ مَهلاً فَتى العَرَبِ
مَهلاً أَبا حَسَنٍ مَهلاً فَتى العَرَبِ / مَهلاً فَتى الشِعرِ مَهلاً يا فَتى الأَدَبِ
لا تَحمِلَنّي عَلى حَدباءَ مُعضِلَةٍ / فَيَركَبُ الشِعرَ ظَهراً غَيرَ ذي حَدَبِ
لَئِن وَثِقتَ بِحلمي ساعَةَ الغَضَبِ / خَطَبتَ بي فَأَنا العالي عَلى الخُطَبِ
هل يَأَخُذُ الزّاخِرُ الفَيّاض مِن وَشَلٍ / وَيُخلَطُ الصّفرُ بِالصافي مِنَ الذَهَبِ
وَكَيفَ يَدخُل في عَرضِ المَواكِبِ مَن / يَنشَقُّ عَنهُ غُبارُ الجَحفَلِ اللَجِبِ
أَم كَيفَ يَسلُبُ حَقَّ القَولِ قائِلهُ / مَن لَم يَزَل وَهوَ يَكسو الناسَ مِن سَلَبِ
مَن جَزَّ كَلباً فَمُحتاجٌ إِلى وَبَرٍ / وَلاقِطُ البَعرِ مُحتاجٌ إِلى حَطَبِ
وَالشِعرُ ظَهرُ طَريقٍ أَنتَ راكِبُهُ / فَمِنهُ مُنشَعِبٌ أَو غَير مُنشَعِبِ
وَرُبَّما ضَمَّ بَينَ الرَكبِ مَنهَجَهُ / وَأَلصَقَ الطُنُبَ العالي إلى الطُنُبِ
أَظَنَّ دَعوَتَهُ في الشِعرِ جائِزَةً / لَهُ عَلَيَّ كَما جازَت عَلى النَسَبِ