المجموع : 3
سَلامٌ في الصَحيفَةِ مِن لَقيطٍ
سَلامٌ في الصَحيفَةِ مِن لَقيطٍ / إِلى مَن بِالجَزيرَةِ مِن إِيادِ
بِأَنَّ اللَيثَ كِسرى قَد أَتاكُمُ / فَلا يَشغَلكُمُ سَوقُ النِقادِ
أَتاكُم مِنهُمُ سِتّونَ أَلفاً / يَزُجّونَ الكَتائِبَ كَالجَرادِ
عَلى حَنَقٍ أَتَيناكُم فَهَذا / أَوانُ هَلاكِكُم كَهَلاكِ عادِ
يا دارَ عَمرَةَ مِن مُحتَلِّها الجَرَعا
يا دارَ عَمرَةَ مِن مُحتَلِّها الجَرَعا / هاجَت لِيَ الهَمَّ وَالأَحزانَ وَالوَجَعا
تامَت فُؤادي بِذاتِ الجِزعِ خَرعَبَةٌ / مَرَّت تُريدُ بِذاتِ العَذْبَةِ البِيَعا
جَرَّت لِما بَينَنا حَبلَ الشُموسِ فَلا / يَأساً مُبيناً تَرى مِنها وَلا طَمَعا
فَما أَزالُ عَلى شَحطٍ يُؤَرِّقُني / طَيفٌ تَعَمَّدَ رَحلي حَيثُما وُضِعا
إِنّي بِعَينَيَّ إِذ أَمَّت حُمولُهُمُ / بَطنَ السَلَوطَحِ لا يَنظُرنَ مَن تَبِعا
طَوراً أَراهُمُ وَطَوراً لا أُبينُهُمُ / إِذا تَواضَعَ خِدرٌ ساعَةً لَمَعا
بَل أَيُّها الراكِبُ المُزجي عَلى عَجَلٍ / نَحوَ الجَزيرَةِ مُرتاداً وَمُنتَجِعا
أَبلِغ إِياداً وَخَلِّل في سَراتِهِمِ / أَنّي أَرى الرَأَيَ إِن لَم أُعصَ قَد نَصَعا
يا لَهفَ نَفسِيَ أَن كانَت أُمورُكُمُ / شَتّى وَأُحكِمَ أَمرُ الناسِ فَاِجتَمَعا
أَلا تَخافونَ قَوماً لا أَبا لَكُمُ / أَمسَوا إِلَيكُم كَأَمثالِ الدَّبا سُرُعا
أَبناءُ قَومٍ تَأَوَّوكُم عَلى حَنَقٍ / لا يَشعُرونَ أَضَرَّ اللَهُ أَم نَفَعا
أَحرارُ فارِسَ أَبناءُ المُلوكِ لَهُم / مِنَ الجُموعِ جُموعٌ تَزدَهي القَلَعا
فَهُم سِراعٌ إِلَيكُم بَينَ مُلتَقِطٍ / شَوكاً وَآخَرَ يَجني الصابَ وَالسَلَعا
لَو أَنَّ جَمعَهُمُ راموا بِهَدَّتِهِ / شُمَّ الشَماريخِ مِن ثَهلانَ لَانصَدَعا
في كُلِّ يَومٍ يَسُنّونَ الحِرابَ لَكُم / لا يَهجَعونَ إِذا ما غافِلٌ هَجَعا
لا الحَرثُ يَشغَلُهُم بَل لا يَرَونَ لَهُم / مِن دونِ بَيضَتِكُم رِيّاً وَلا شِبَعا
وَأَنتُمُ تَحرُثونَ الأَرضَ عَن سَفَهٍ / في كُلِّ مُعتَمَلٍ تَبغونَ مُزدَرَعا
وَتُلقِحونَ حِيالَ الشَولِ آوِنَةً / وتَنتِجونَ بِدارِ القُلعَةِ الرُبَعا
أَنتُم فَريقانِ هَذا لا يَقومُ لَهُ / هَصرُ اللُيوثِ وَهَذا هالِكٌ صَقَعا
وَقَد أَظَلَّكُمُ مِن شَطرِ ثَغرِكُمُ / هَولٌ لَهُ ظُلَمٌ تَغشاكُمُ قِطَعا
ما لي أَراكُم نِياماً في بُلَهنِيَةٍ / وَقَد تَرَونَ شِهابَ الحَربِ قَد سَطَعا
فَاِشفوا غَليلي بِرَأيٍ مِنكُمُ حَسَنٍ / يُضحي فُؤادي لَهُ رَيّانَ قَد نَقِعا
وَلا تَكونوا كَمَن قَد باتَ مُكتَنِعاً / إِذا يُقالُ لَهُ اِفرِج غُمَّةً كَنَعا
صونوا جِيادَكُمُ وَاِجلوا سُيوفَكُمُ / وَجَدِّدوا لِلقِسِيِّ النَبلَ وَالشِرَعا
وَاِشروا تِلادَكُمُ في حِرزِ أَنفُسِكُم / وَحِرزِ نِسوَتِكُم لا تَهلِكوا هَلَعا
وَلا يَدَع بَعضُكُم بَعضاً لِنائِبَةٍ / كَما تَرَكتُم بِأَعلى بيشَةَ النَخَعا
أَذكوا العُيونَ وَراءَ السَرحِ وَاِحتَرِسوا / حَتّى تُرى الخَيلُ مِن تَعدائِها رُجُعا
فَلا تَغُرَّنَّكُم دُنيا وَلا طَمَعٌ / لَن تَنعَشوا بِزِماعِ ذَلِكَ الطَمَعا
يا قَومِ بَيضَتُكُم لا تُفجَعُنَّ بِها / إِنّي أَخافُ عَلَيها الأَزلَمَ الجَذَعا
يا قَومِ لا تَأمَنوا إِن كُنتُمُ غُيُراً / عَلى نِسائِكُمُ كِسرى وَما جَمَعا
هُوَ الجَلاءُ الَّذي يَجتَثُّ أَصلَكُمُ / فَمَن رَأى مِثلَ ذا رَأياً وَمَن سَمِعا
فَقَلِّدوا أَمرَكُمُ لِلَّهِ دَرُّكُمُ / رَحبَ الذِراعِ بِأَمرِ الحَربِ مُضطَلِعا
لا مُشرِفاً إِن رَخاءُ العَيشِ ساعَدَهُ / وَلا إِذا عَضَّ مَكروهٌ بِهِ خَشَعا
مُسَهَّدَ النَومِ تَعنيهِ ثُغورُكُمُ / يَرومُ مِنها إِلى الأَعداءِ مُطَّلَعا
ما اِنفَكَّ يَحلُبُ دَرَّ الدَهرِ أَشطُرَهُ / يَكونُ مُتَّبِعاً طَوراً ومُتَّبَعا
وَلَيسَ يَشغَلُهُ مالٌ يُثَمِّرُهُ / عَنكُم وَلا وَلَدٌ يَبغي لَهُ الرَفَعا
حَتّى اِستَمَرَّت عَلى شَزرٍ مَريرَتُهُ / مُستَحكِمَ السِنِّ لا قَحماً وَلا ضَرَعا
كَمالِكِ بنِ قَنانٍ أَو كَصاحِبِهِ / زَيدِ القَنا يَومَ لاقى الحارِثَينِ مَعا
إِذ عابَهُ عائِبٌ يَوماً فَقالَ لَهُ / دَمِّث لِجَنبِكَ قَبلَ اللَيلِ مُضطَجَعا
فَساوَروهُ فَأَلفَوهُ أَخا عَلَلٍ / في الحَربِ يَحتَبِلُ الرِئبالَ وَالسَبُعا
عَبلَ الذِراعِ أَبِيّاً ذا مُزابَنَةٍ / في الحَربِ لا عاجِزاً نِكساً وَلا وَرَعا
مُستَنجِداً يَتَحَدّى الناسَ كُلَّهُمُ / لَو قارَعَ الناسَ عَن أَحسابِهِم قَرَعا
لَقَد بَذَلتُ لَكُم نُصحي بِلا دَخَلٍ / فَاِستَيقِظوا إِنَّ خَيرَ العِلمِ ما نَفَعا
هَذا كِتابي إِلَيكُم وَالنَذيرُ لَكُم / فَمَن رَأى رَأيَهُ مِنكُم وَمَن سَمِعا
بِمُقلَتَي خاذِلٍ أَدماءَ طاعَ لَها / نَبتُ الرِياضِ تُزَجّي وَسطَهُ ذَرَعا
وَواضِحٍ أَشنَبِ الأَنيابِ ذي أُشُرٍ / كَالأُقحوُانِ إِذا ما نورُهُ لَمَعا
إِنّي أَراكُم وَأَرضاً تُعجَبونَ بِها / مَثلَ السَفينَةِ تَغشى الوَعثَ وَالطَبَعا
خُزراً عُيونُهُمُ كَأَنَّ لَحظَهُمُ / حَريقُ نارٍ تَرى مِنهُ السَنا قِطَعا
وَتَلبَسونَ ثِيابَ الأَمنِ ضاحِيَةً / لا تَجمَعون وَهَذا اللَيثُ قَد جَمَعا
يَسعى وَيَحسِبُ أَنَّ المالَ مُخلِدُهُ / إِذا اِستَفادَ طَريفاً زادَهُ طَمَعا
فَاِقنَوا جِيادَكُمُ وَاِحموا ذِمارَكُمُ / وَاِستَشعِروا الصَبرَ لا تَستَشعِروا الجَزَعا
فَإِن غُلِبتُم عَلى ضِنٍّ بِدارِكُمُ / فَقَد لَقيتُم بِأَمرٍ حازِمٍ فَزَعا
لا تُلهِكُم إِبِلٌ لَيسَت لَكُم إِبِلٌ / إِنَّ العَدُوَّ بِعَظمٍ مِنكُمُ قَرَعا
لا تُثمِروا المالَ لِلأَعداءِ إِنَّهُمُ / إِن يَظهَروا يَحتَووكُم وَالتِلادَ مَعا
هَيهاتَ لا مالَ مِن زَرعٍ وَلا إِبِلٍ / يُرجى لِغابِرِكُم إِن أَنفُكُم جُدِعا
وَاللَهِ ما اِنفَكَّتِ الأَموالُ مُذ أَبَدٍ / لِأَهلِها إِن أُصيبوا مَرَّةً تَبَعا
ماذا يُرَدُّ عَلَيكُم عِزُّ أَوَّلِكُمُ / إِن ضاعَ آخِرُهُ أَو ذَلَّ وَاِتَّضَعا
قوموا قِياماً عَلى أَمشاطِ أَرجُلِكُم / ثُمَّ اِفزَعوا قَد يَنالُ الأَمنَ مَن فَزِعا
لا يَطعَمُ النَومَ إِلّا رَيثَ يَبعَثُهُ / هَمٌّ يَكادُ سَناهُ يَقصِمُ الضِلَعا
يا قَومِ إِنَّ لَكُم مِن إِرثِ أَوَّلِكُم / مَجداً قَد اشفَقتُ أَن يَفنى وَيَنقَطِعا
وَخانَنا خَوّانُ في اِرتِباعِنا
وَخانَنا خَوّانُ في اِرتِباعِنا / فَاِنفَدَّ لِلسارِحِ مِن سَوامِنا