القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : المُثَقِّب العَبْدي الكل
المجموع : 22
هَل عِندَ غانٍ لِفُؤادٍ صَدِ
هَل عِندَ غانٍ لِفُؤادٍ صَدِ / مِن نَهلَةٍ في اليَومِ أَو في غَدِ
يَجزي بِها الجازونَ عَنّي وَلَو / يُمنَعُ شُربي لَسَقَتني يَدي
قالَت أَلا لا يُشتَرى ذاكُمُ / إِلاّ بِما شِئنا وَلَم يوجَدِ
إِلّا بِبَدرَي ذَهَبٍ خالِصٍ / كُلُّ صَباحٍ آخِرَ المُسنَدِ
مِن مالِ مَن يَجبي وَيُجبى لَهُ / سَبعونَ قِنطاراً مِنَ العَسجَدِ
أَو مِائَةٌ تُجعَلُ أَولادُها / لَغواً وَعُرضُ المائةِ الجَلمَدِ
إِذ لَم أَجِد حَبلاً لَهُ مِرَّةٌ / إذ أَنا بَينَ الخَلِّ وَالأَوبَدِ
حَتّى تُلوفِيتُ بِلَكِّيَّةٍ / مُعجَمَةِ الحارِكِ وَالموقِدِ
تُعطيكَ مَشياً حَسَناً مَرَّةً / حَثَّكَ بِالمِروَدِ وَالمُحصَدِ
يُنبي تَجاليدي وَأَقتادَها / ناوٍ كَرَأسِ الفَدَّنِ المُؤَيَّدِ
عَرقاءَ وَجناءَ جُمالِيَّةٍ / مُكرَبَةٍ أَرساغُها جَلمَدِ
تَنمي بِنَهّاضٍ إِلى حارِكٍ / تَمَّ كَرُكنِ الحَجَرِ الأَصلَدِ
كَأَنَّما أَوبُ يَدَيها إِلى / حَيزومِها فَوقَ حَصى الفَدفَدِ
نَوحُ اِبنَةِ الجَونِ عَلى هالِكٍ / تَندُبُهُ رافِعَةَ المِجلَدِ
كَلَّفتُها تَهجيرَ داوِيَّةٍ / مِن بَعدِ شَأوَي لَيلِها الأَبعَدِ
في لاحِبٍ تَعزِفُ جِنّانُهُ / مُنفَهِقِ القَفرَةِ كَالبُرجُدِ
تَكادُ إِذ حُرِّكَ مِجدافُها / تَنسَلُّ مِن مَثناتِها وَاليَدِ
لا يَرفَعُ السَوطَ لَها راكِبٌ / إِذا المَهارى خَوَّدَت في البَدِ
تَسمَعُ تَعزافاً لَهُ رَنَّةٌ / في باطِنِ الوادي وَفي القَردَدِ
كَأَنَّها أَسفَعُ ذو جُدَّةٍ / يَمسُدُهُ الوَبلُ وَلَيلٌ سَدِ
مُلَمَّعُ الخَدَّينِ قَد أُردِفَت / أَكرُعُهُ بِالزَّمَعِ الأَسَودِ
كَأَنَّما يَنظُرُ في بُرقُعٍ / مِن تَحتِ رَوقٍ سَلِبِ المِذوَدِ
يُصيخُ لِلنَّبأَةِ أَسماعَهُ / إِصاخَةَ النّاشِدِ لِلمُنشِدِ
ضَمَّ صِماخَيهِ لِنُكرِيَّةٍ / مِن خَشيَةِ القانِصِ وَالمُؤسَدِ
وَاِنتَصَبَ القَلبُ لِتَقسيمِهِ / أَمراً فَريقَينِ وَلَم يَبلُدِ
يَتبَعُهُ في إِثرِهِ واصِلٌ / مِثلُ رِشاءِ الخُلُبِ الأَجرَدِ
تَنحَسِرُ الغَمرَةُ عَنهُ كَما / يَنحَسِرُ النَجمُ عَنِ الفَرقَدِ
في بَلدةٍ تَعزِفُ جِنّانُها / فيها خَناطيلُ مِن الرُوَّدِ
قاظَ إِلى العَليا إِلى المُنتهى / مُستَعرِضَ المَغرِبِ لَم يَعضُدِ
فَذاكُمُ شَبَّهتُهُ ناقَتي / مُرتَجِلاً فيها وَلَم أَعتَدِ
بِالمِربَإِ المَرهوبِ أَعلامُهُ / بِالمُفرِعِ الكاثِبَةِ الأَكبَدِ
لَمّا رَأى فاليهِ ما عِندَهُ / أَعجَبَ ذا الرَوحَةِ وَالمُغتَدي
كَالأَجدَلِ الطّالِبِ رَهوَ القَطا / مُستَنشِطاً في العُنُقِ الأَصيَدِ
يَجمَعُ في الوَكرِ وَزيماً كَما / يَجمَعُ ذو الوَفضَةِ في المِزوَدِ
هَل لِهَذا القَلبِ سَمعٌ أَو بَصَر / أَو تَناهٍ عَن حَبيبٍ يُدَّكَر
أَو لِدَمعٍ عَن سَفاهٍ نِهيَةٌ / تَمتَري مِنهُ أَسابِيَّ الدِرَر
مُرمَعِلّاتٌ كَسِمطَيِّ لُؤلُؤٍ / خُذِلَت أَخراتُهُ فيهِ مَغَر
إِن رَأى ظُعناً لِلَيلى غُدوَةً / قَد عَلا الحَزماءَ مِنهُنَّ أُسَر
قَد عَلَت مِن فَوقِها أَنماطُها / وَعَلى الأَحداجِ رَقمٌ كَالشَقِر
وَإِلى عَمرٍو وَإِن لَم آتِهِ / تُجلَبُ المِدحَةُ أَو يَمضي السَفَر
وَاضِحُ الوَجهِ كَريمٌ نَجرُهُ / مَلَكَ السَيفَ إِلى بَطنِ العُشَر
حَجَرِيٌّ عائِدِيٌّ نَسَباً / ثُمَّ لِلمُنذِرِ إِذ جَلّى الخَمَر
باحِرِيُّ الدَمِ مُرٌّ طَعمُهُ / يُبرِئُ الكَلبَ إِذا عَضَّ وَهَر
كُلُّ يَومٍ كان عَنّا جَلَلاً / غَيرَ يَومِ الحِنوِ في جَنَبي قَطَر
ضَرَبَت دَوسَرُ فينا ضَربَةً / أَثبَتَت أَوتادَ مُلكٍ مُستَقِر
صَبَّحَتنا فَيلَقٌ مَلمومَةٌ / تَمنَعُ الأَعقابَ مِنهُنَّ الأُخَر
فَجَزاهُ اللَهُ مِن ذي نِعمَةٍ / وَجَزاهُ اللَهُ إِن عَبدٌ كَفَر
وَأَقامَ الرَأسَ وَقعٌ صادِقٌ / بعدَ ما صافَ وَفي الخَدِّ صَعَر
وَلَقَد راموا بِسَعيٍ ناقِصٍ / كَي يُزيلوهُ فَأَعيا وَأَبَر
وَلَقَد أَودى بِمَن أَودى بِهِ / عَيشُ دَهرٍ كان حُلواً فَأَمَر
أَلا إِنَّ هِنداً أَمسِ رَثَّ جَديدُها
أَلا إِنَّ هِنداً أَمسِ رَثَّ جَديدُها / وَضَنَّت وَما كانَ المَتاعُ يَؤودُها
فَلَو أَنَّها مِن قَبلُ جادَت لَنا بِهِ / عَلى العَهدِ إِذ تَصطادُني وَأَصيدُها
وَلَكِنَّها مِمّا تَميطُ بِوُدِّها / بَشاشَةُ أَدنى خُلَّةٍ تَستَفيدُها
أَعاذِلُ ما يُدريكِ أَن رُبَّ بَلدَةٍ / إِذا الشَمسُ في الأَيّامِ طالَ رُكودُها
وَآمَت صَواديحُ النَّهارِ وَأَعرَضَت / لَوامِعُ يُطوى رَيطُها وَبُرودُها
قَطَعتُ بِفَتلاءِ اليَدينِ ذَريعةٍ / يَغولُ البِلادَ سَومُها وَبَريدُها
فَبِتُّ وَباتَت بِالتَنوفَةِ ناقَتي / وَباتَت عَلَيها صَفنَتي وَقُتودُها
وَأَغضَت كَما أَغضَيتُ عَيني فَعَرَّسَت / عَلى الثَفِناتِ وَالجِرانِ هُجودُها
عَلى طُرُقٍ عِندَ اليَراعَةِ تارَةً / تُوازي شَريمَ البَحرِ وَهوَ قَعيدُها
كَأَنَّ جَنيباً عِندَ مَعقِدِ غَرزِها / تُراوِدُهُ عَن نفسِهِ وَيُريدُها
تَهالَكُ مِنهُ في النَجاءِ تَهالُكاً / تَقاذُفَ إِحدى الجونِ حانَ وُرودُها
فَنَهنَهتُ مِنها وَالمَناسِمُ تَرتَمي / بِمَعزاءَ شَتّى لا يُرَدُّ عَنودُها
وَأَيقَنتُ إِن شاءَ الإِلَهُ بِأَنَّهُ / سَيُبلِغُني أَجلادُها وَقَصيدُها
فَإِنَّ أَبا قابوسَ عِندي بَلاؤُهُ / جَزاءً بِنُعمى لا يَحِلُّ كُنودُها
وَجَدتُ زِنادَ الصَالِحينَ نَمَينَهُ / قَديماً كَما بَذَّ النُجومَ سُعودُها
فَلَو عَلِمَ اللَهُ الجِبالَ ظَلَمنَهُ / أَتاهُ بِأَمراسِ الجِبالِ يَقودُها
فَإِن تَكُ مِنّا في عُمانَ قَبيلَةٌ / تَواصَت بِإِجنابٍ وَطالَ عُنودُها
وَقَد أَدرَكَتها المُدرِكاتُ فَأَصبَحَت / إِلى خَيرِ مَن تَحتَ السَماءِ وُفودُها
إِلى مَلِكٍ بَذَّ المُلوكَ بِسَعيِهِ / أَفاعيلُهُ حَزمُ المُلوكِ وَجودُها
وَأَيَّ أُناسٍ لا يُبيحُ بِقَتلَةٍ / يُوازي كُبَيداتِ السَماءِ عَمودُها
وَجَأواءَ فيها كَوكَبُ الموتِ فَخمَةٍ / تَقَمَّصَ بِالأَرضِ الفَضاءِ وَئيدُها
لَها فَرَطٌ يَحمي النِهابَ كَأَنَّهُ / لَوامِعُ عِقبانٍ مَروعٍ طَريدُها
وَأَمكَنَ أَطرافَ الأَسِنَّةِ وَالقَنا / يَعاسيبُ قودٌ ما تُثَنّى قُتودُها
تَنَبَّعَ مِن أَعطافِها وَجُلودِها / حَميمٌ وَآضَت كَالحَماليجِ قودُها
وَطارَ قُشارِيُّ الحَديدِ كَأَنَّهُ / نُخالَةُ أَقواعٍ يَطيرُ حَصيدُها
بِكُلِّ مَقَصِّيٍّ وَكُلِّ صَفيحَةٍ / تَتابَعُ بَعدَ الحارِشِيِّ خُدودُها
فَأَنعِم أَبَيتَ اللَعنَ إِنَّكَ أَصبَحَت / لَدَيكَ لُكَيزٌ كَهلُها وَوَليدُها
وَأَطلِقهُمُ تَمشي النِساءُ خِلالَهُم / مُفَكَّكَةً وَسَطَ الرِحالِ قُيودُها
وَسارٍ تَعَنّاهُ المَبيتُ فَلَم يَدَع
وَسارٍ تَعَنّاهُ المَبيتُ فَلَم يَدَع / لَهُ طامِسُ الظَلماءِ وَاللَيلِ مَذهَبا
رَأَى ضَوءَ نارٍ مِن بَعيدٍ فَخالَها / لَقَد أَكذَبَتهُ النَفسُ بَل راءَ كَوكَبا
فلَمّا اِستَبانَ أَنَّها آنِسِيَّةٌ / وَصَدَّقَ ظَنّاً بَعدَ ما كان كَذَّبا
رَفَعتُ لَهُ بِالكَفِّ ناراً تَشُبُّها / شآمِيَّةٌ نَكباءُ أَو عاصِفٌ صَبا
وَقُلتُ اِرفَعاها بِالصَعيدِ كَفى بِها / مُنادٍ لِسارٍ لَيلَةً إِن تَأَوَّبا
فَلَمَّا أَتاني وَالسَماءُ تَبُلُّهُ / فَلَقَّيتُهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَبا
وَقُمتُ إِلى البَركِ الهَواجِدِ فَاِتَّقَت / بِكَوماءَ لَم يَذهَب بِها النَّيُّ مَذهَبا
فَرَحَّبتُ أَعَلى الجَنبِ مِنها بِطَعنَةٍ / دَعَت مُستَكِنَّ الجَوفِ حَتّى تَصَبَّبا
تَسامى بَناتُ الغَليِ في حُجُراتِها / تَسامي عِتاقِ الخَيلِ وَرداً وَأَشهَبا
أَفاطِمُ قَبلَ بَينِكِ مَتِّعيني
أَفاطِمُ قَبلَ بَينِكِ مَتِّعيني / وَمَنعُكِ ما سَأَلتُكِ أَن تَبيني
فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ / تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَيفِ دوني
فَإِنّي لَو تُخالِفُني شِمالي / خِلافَكِ ما وَصَلتُ بِها يَميني
إِذاً لَقَطَعتُها وَلَقُلتُ بِيني / كَذَلِكَ أَجتَوي مَن يَجتَويني
لِمَن ظُعُنٌ تَطَلَّعَ مِن ضُبَيبٍ / فَما خَرَجَت مِنَ الوادي لِحينِ
مَرَرنَ عَلى شَرافٍ فَذاتِ هَجلٍ / وَنَكَّبنَ الذَرانِحَ بِاليَمينِ
وَهُنَّ كَذاكَ حينَ قَطَعنَ فَلجاً / كَأَنَّ حُدوجَهُنَّ عَلى سَفينِ
يُشَبَّهنَ السَفينَ وَهُنَّ بُختٌ / عُراضاتُ الأَباهِرِ وَالشُؤونِ
وَهُنَّ عَلى الرَجائِزِ واكِناتٌ / قَواتِلُ كُلَّ أَشجَعَ مُستَكينِ
كَغُزلانٍ خَذَلنَ بِذاتِ ضالٍ / تَنوشُ الدانِياتِ مِنَ الغُصونِ
ظَهَرنَ بِكِلَّةٍ وَسَدَلنَ رَقماً / وَثَقَّبنَ الوَصاوِصَ لِلعُيونِ
وَمِن ذَهَبٍ يَلوحُ عَلى تَريبٍ / كَلَونِ العاجِ لَيسَ بِذي غُضونِ
وَهُنَّ عَلى الظِلام مُطَلَّبَاتٌ / طَويلاتُ الذَوائِبِ وَالقُرونِ
أَرَينَ مَحاسِناً وَكَنَنَّ أُخرى / مِنَ الأَجيادِ وَالبَشَرِ المَصونِ
إِذا ما فُتنَهُ يَوماً بِرَهنٍ / يَعِزُّ عَلَيهِ لَم يَرجِع بِحينِ
بِتَلهِيَةٍ أَريشُ بِها سِهامي / تَبُذُّ المُرشِقاتِ مِنَ القَطينِ
عَلَونَ رَباوَةً وَهَبَطنَ غَيباً / فَلَم يَرجِعنَ قائِلَةً لِحينِ
فَقُلتُ لِبَعضِهِنَّ وَشُدَّ رَحلي / لِهاجِرَةٍ عَصَبتُ لَها جَبيني
لَعَلَّكِ إِن صَرَمتِ الحَبلَ مِنّي / أَكونُ كَذاكَ مُصحِبَتي قَروني
فَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِذاتِ لَوثٍ / عُذافِرةٍ كَمِطرَقَةِ القُيونِ
بِصادِقَةِ الوَجيفِ كَأَنَّ هِرّاً / يُباريها وَيَأخُذُ بِالوَضينِ
كَساها تامِكاً قَرِداً عَلَيها / سَوادِيُّ الرَضيحِ مِنَ اللَجينِ
إِذا قَلِقَت أَشُدُّ لَها سِنافاً / أَمامَ الزَورِ مِن قَلَقِ الوَضينِ
كَأَنَّ مَواقِعَ الثَفِناتِ مِنها / مُعَرَّسُ باكِراتِ الوِردِ جُونِ
يَجُدُّ تَنَفُّسُ الصُعَداءِ مِنها / قُوى النِسعِ المُحَرَّمِ ذي المُتونِ
تَصُكُّ الجَانِبَينِ بِمُشفَتِرٍّ / لَهُ صَوتٌ أَبَحُّ مِنَ الرَنينِ
كَأَنَّ نَفِيَّ ما تَنفي يَداها / قِذافُ غَريبَةٍ بِيَدَي مُعينِ
تَسُدُّ بِدائِمِ الخَطَرانِ جَثلٍ / خَوايَةَ فَرجِ مِقلاتٍ دَهينِ
وَتَسمَعُ لِلذُبابِ إِذا تَغَنّى / كَتَغريدِ الحَمامِ عَلى الوُكونِ
وَأَلقَيتُ الزِمامَ لَها فَنامَت / لِعادَتِها مِنَ السَدَفِ المُبينِ
كَأَنَّ مُناخَها مُلقى لِجامٍ / عَلى مَعزائِها وَعَلى الوَجينِ
كَأَنَّ الكورَ وَالأَنساعَ مِنها / عَلى قَرواءَ ماهِرَةٍ دَهينِ
يَشُقُّ الماءَ جُؤجُؤُها وَتَعلو / غَوارِبَ كُلِّ ذي حَدَبٍ بَطينِ
غَدَت قَوداءَ مُنشَقّاً نَساها / تَجاسَرُ بِالنُخاعِ وَبِالوَتينِ
إِذا ما قُمتُ أَرحَلُها بِلَيلٍ / تَأَوَّهُ آهَةَ الرَجُلِ الحَزينِ
تَقولُ إِذا دَرَأتُ لَها وَضيني / أَهَذا دِينُهُ أَبَداً وَديني
أَكُلُّ الدَهرِ حَلٌّ وَاِرتِحالٌ / أَما يُبقي عَلَيَّ وَما يَقيني
فَأَبقى باطِلي وَالجِدُّ مِنها / كَدُكّانِ الدَرابِنَةِ المَطينِ
ثَنَيتُ زِمامَها وَوَضَعتُ رَحلي / وَنُمرُقَةً رَفَدتُ بِها يَميني
فَرُحتُ بِها تُعارِضُ مُسبَكِرّاً / عَلى ضَحضاحِهِ وَعَلى المُتونِ
إِلى عَمرٍو وَمِن عَمرٍو أَتَتني / أَخى النَجداتِ وَالحِلمِ الرَصينِ
فَإِمّا أَن تَكونَ أَخي بِحَقٍّ / فَأَعرِفَ مِنكَ غَثّي مِن سَميني
وَإِلّا فَاِطَّرِحني وَاِتَّخِذني / عَدُوّاً أَتَّقيكَ وَتَتَّقيني
وَما أَدري إِذا يَمَّمتُ وَجهاً / أُريدُ الخَيرَ أَيُّهُما يَليني
أَأَلخَيرُ الَّذي أَنا أَبتَغيهِ / أَمِ الشَرُّ الَّذي هُوَ يَبتَغيني
دَعى ماذا عَلِمتُ سَأَتَّقيهِ / وَلَكِن بِالمَغيبِ نَبِّئيني
ذادَ عَنى النَومَ هَمٌّ بَعدَ هَمّ
ذادَ عَنى النَومَ هَمٌّ بَعدَ هَمّ / وَمِن الهَمِّ عَناءٌ وَسَقَم
طَرَقَت طَلحَةُ رَحلي بَعدَما / نامَ أَصحابى وَلَيلي لَم أَنَم
طَرَقَتنا ثُمَّ قُلنا إِذ أَتَت / مَرحَباً بِالزَورِ لَمّا أَن أَلَمّ
ضَرَبَت لَمّا اِستَقَلَت مَثَلاً / قالَهُ القُوّالُ عَن غَيرِ وَهَم
مَثَلاً يَضرِبُهُ حُكامُنا / قَولُهُم فى بَيتِهِ يُؤتى الحَكَم
فَأَجابَت بِصوابٍ قَولَها / مَن يَجُد يُحمَد وَمَن يَبخَل يُذَم
إِنَّما جادَ بِشَأسٍ خالِدٌ / بَعدَما حاقَت بِهِ إِحدى العِظَم
مِن مَنايا يَتَخاسَينَ بِهِ / يَبتَدِرنَ الزولَ مِن لَحمٍ وَدَم
باكِرُ الجَفنَةِ رِبعِيُّ النَدى / حَسَنٌ مَجلِسُهُ غَيرُ لُطَم
يَجعَلُ المالَ عَطايا جَمَّةً / إِنَّ بَذلَ المالِ في العِرضِ أُمَم
لا يُبالي طَيِّبُ النَفسِ بِهِ / عَطَبَ المالِ إِذا العِرضُ سَلِم
لا تَقولَنَّ إِذا ما لَم تُرِد / أَن تُتِمَّ الوَعدَ في شَيءٍ نَعَم
حَسَنٌ قَولُ نَعَم مِن بَعدِ لا / وَقَبيحٌ قَولُ لا بَعدَ نَعَم
إِنَّ لا بَعدَ نَعَم فاحِشَةٌ / فَبِلا فَاِبدَأ إِذا خِفتَ النَدَم
فَإِذا قُلتَ نَعَم فَاِصبِر لَها / بِنَجاحِ الوَعدِ إِنَّ الخُلفَ ذَم
وَاِعلَمَ أَنَّ الذَمَّ نَقصٌ لِلفَتى / وَمَتى لا يَتَّقِ الذَمَّ يُذَم
أُكرِمُ الجارَ وَأَرعى حَقَّهُ / إِنَّ عِرفانَ الفَتى الحقَّ كَرَم
أَنا بَيتي مِن مَعَدٍّ في الذُرى / وَلِيَ الهامَةُ وَالفَرعُ الأَشَم
لا تَراني راتِعاً في مَجلِسٍ / في لُحومِ الناسِ كَالسَبعِ الضَرِم
إِنَّ شَرَّ الناسِ مَن يَكشِرُ لي / حينَ يَلقاني وَإِن غِبتُ شَتَم
وَكلامٍ سَيِّئٍ قَد وَقَرَت / عَنهُ أُذُنايَ وَما بي مِن صَمَم
فَتَعَزَّيتُ خَشاة أَن يَرى / جاهِلٌ أَنّي كَما كانَ زَعَم
وَلَبَعضُ الصَفحِ وَالإِعراضِ عَن / ذي الخَنا أَبقى وَإِن كانَ ظَلَم
أَجعَلُ المالَ لِعِرضي جُنَّةً / إِنَّ خَيرَ المالِ ما أَدّى الذِّمَم
أَلا حَيِّيا الدارَ المُحيلَ رُسومُها
أَلا حَيِّيا الدارَ المُحيلَ رُسومُها / تَهيجُ عَلَينا ما يَهيجُ قَديمُها
سَقى تِلكَ مِن دارٍ وَمَن حَلَّ رَبعَها / ذِهابُ الغَوادي وَبلُها وَمُديمُها
ظَلَلتُ أَرُدُّ العَينَ عَن عَبَراتِها / إِذا نَزَفَت كانَت سَريعاً جُمومُها
كَأَنّي أُقاسي مِن سَوابِقِ عَبرَةٍ / وَمِن لَيلَةٍ قَد ضافَ صَدري هُمومُها
تُرَدُّ بِأَثناءٍ كَأَنَّ نُجومَها / حَيارى إِذا ما قُلتُ غابَ نُجومُها
فَبِتُّ أَضُمُّ الرُكبَتَينِ إِلى الحَشا / كَأَنّي راقي حَيَّةٍ أَو سَليمُها
سَيَكفيكَ أَمرَ الهَمِّ عَزمُكَ صَرمَهُ / وَيَكفيكَ مَخلوجَ الأُمورِ صَريمُها
وَيَعمَلَةٍ أَرمي بِها البيدَ في السُرى / يُقَطَّعُ أَجوازَ الفَلاةِ رَسيمُها
رَجومٍ بِأَثقالٍ شِدادٍ رَجيلَةٍ / إِذا الآلُ في التِّيهِ اِستَقَلَّت حُزومُها
كَأَنّي وَأَقتادي عَلى حَمشَةِ الشَوى / يَجورُ صَراريٌّ بِها وَيُقيمُها
أُمَضّي بِها الأَهوالَ في كُلِّ قَفرَةٍ / يُنادي صَداها آخِرَ اللَيلِ بومُها
أَنُصُّ السُرى فِيها بِكُلِّ هَجيرَةٍ / تُغَيِّرُ أَلوانَ الرِجالِ سَمومُها
أَرى بِدَعاً مُستَحدَثاتٍ تُريبُني / يَجوزُ بِها مُستَضعَفٌ وَحَليمُها
فَإِن تَكُ أَموالٌ أُصيبَت وَحُوِّلَت / دِيارٌ فَقَد كُنّا بِدارٍ نُقيمُها
وَنَحمي عَنِ الثَغرِ المَخوفِ وَيُتَّقى / بِغارَتِنا كَيدُ العِدى وَضُيومُها
صَبَرنا لَها حَتّى تَفَرَّجَ بَأسُنا / وَفِئنا لَنا أَسلابُها وَعَظيمُها
نَعُدُّ لِأَيّامِ الحِفاظِ مَكارِماً / فِعالاً وَأَعراضاً صَحيحاً أَديمُها
أَبي أَصلَحَ الحَيَّينِ بَكراً وَتَغلِباً / وَقَد أُرعِشَت بَكرٌ وَخَفَّ حُلومُها
وَقامَ بِصُلحٍ بَينَ عَوفٍ وَعامِرٍ / وَخُطَّةِ فَصلٍ ما يُعابُ زَعيمُها
أَخي وَأَخوكَ بِبَطنِ النُسَي
أَخي وَأَخوكَ بِبَطنِ النُسَي / رِ لَيس لَنا مِن مَعَدٍّ عَريب
يُطيفُ بِنُصبِهِم حُجنٌ صِغارٌ
يُطيفُ بِنُصبِهِم حُجنٌ صِغارٌ / فَقَد كادَت حواجِبُهُم تَشيبُ
فَلا يَدعُني قَومي لِنَصرِ عَشيرَتي
فَلا يَدعُني قَومي لِنَصرِ عَشيرَتي / لَئِن أَنا لَم أَجلِب عَلَيهِم وَأُثقِبِ
ظَعائِنُ لا توفي بِهِنَّ ظَعائِنٌ
ظَعائِنُ لا توفي بِهِنَّ ظَعائِنٌ / وَلا الثاقِباتُ مِن لُؤَيِّ بِنِ غالِبِ
وَلا ثَعلَبِيّاتٌ حَلَلنَ عُباعِباً / وَلا أُسرَةُ القَعقاعِ مِن رَهطِ حاجِبِ
وَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ
وَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ / إِذا لَم يَثِب لِلأَمرِ إِلّا بِقائِدِ
فَعالِج جَسيماتِ الأُمورِ وَلا تَكُن / هَبيتَ الفُؤادِ هَمُّهُ لِلوَسائِدِ
إِذا الريحُ جاءَت بِالجَهامِ تَشُلُّهُ / هَذا لَيلُهُ شَلَّ القِلاصِ الطَرائِدِ
وَأَعقَبَ نَوءَ المِرزَمَينِ بِغُبرَةٍ / وَقَطرٍ قَلِيلِ الماءِ بِاللَيلِ بارِدِ
كَفى حاجَةَ الأَضيافِ حَتّى يُريحَها / عَنِ الحَيِّ مِنّا كُلُّ أَروَعَ ماجِدِ
تَراهُ بِتَفريجِ الأُمورِ وَلَفِّها / لَمّا نالَ مِن مَعروفِها غَيرَ زاهِدِ
وَلَيسَ أَخونا عِندَ شَرٍّ يَخافُهُ / وَلا عِندَ خَيرٍ إِن رَجاهُ بِواحِدِ
إِذا قيلَ مَن لِلمُعضِلاتِ أَجابَهُ / عِظامُ اللُهى مِنّا طِوالُ السَواعِدِ
فَباتَ يَجتابُ شُقارى كَما
فَباتَ يَجتابُ شُقارى كَما / بَيقَرَ مَن يَمشي إِلى الجَلسَدِ
داوَيتُهُ بِالمَحضِ حَتّى شَتا
داوَيتُهُ بِالمَحضِ حَتّى شَتا / يَجتَذِبُ الآرِيَّ بِالمِروَدِ
أَلا مِن مُبلِغٌ عَدوانَ عَنّي
أَلا مِن مُبلِغٌ عَدوانَ عَنّي / وَما يُغني التَوعُّدُ مِن بَعيدِ
فَإِنَّكَ لَو رَأَيتَ رِجالَ أَبوى / غَداةَ تَسَربَلوا حَلَقَ الحَديدِ
إِذاً لَظَنَنتَ جِنَّةَ ذي عَرينٍ / وَآسادَ الغُرَيفَةِ في صَعيدِ
تَهَزَّأَت عِرسِيَ وَاِستَنكَرَت
تَهَزَّأَت عِرسِيَ وَاِستَنكَرَت / شَيبي فَفيها جَنَفٌ وَاِزوِرار
لا تُكثِري هُزءاً وَلا تَعجَبي / فَلَيسَ بِالشَيبِ عَلى المَرءِ عار
عَمرَكِ هَل تَدرينَ أَنَّ الفَتى / شَبابُهُ ثَوبٌ عَلَيه مُعار
وَلا أَرى مالاً إِذا لَم يَكُن / زَغفٌ وَخَطّارٌ وَنَهدٌ مُغار
مُستَشرِفُ القُطرَينِ عَبلُ الشَوى / مُحَنَّبُ الرِجلَينِ فيهِ اِقوِرار
وَأَطرُقُ الحانِيَّ في بَيتِهِ / بِالشَربِ حَتّى تُستَباحَ العُقار
فَذاكَ عَصرٌ قَد خَلا وَالفَتى / تُلوي لَياليهِ بِهِ وَالنَهار
لا يَنفَعُ الهارِبَ إيغالُهُ / وَلا يُنَجّي ذا الحَذارِ الحَذار
إِنَّ الأُمورَ إِذا اِستَقبَلَتها اِشتَبَهَت
إِنَّ الأُمورَ إِذا اِستَقبَلَتها اِشتَبَهَت / وَفي تَدَبُّرِها التِبيانُ وَالعِبَرُ
إِذا ما تَدَبَّرتَ الأُمورَ تَبَيَّنَت
إِذا ما تَدَبَّرتَ الأُمورَ تَبَيَّنَت / عِياناً صَحيحاتُ الأُمورِ وَعورُها
أَلا تِلكَ العَمودُ تَصُدُّ عَنّا
أَلا تِلكَ العَمودُ تَصُدُّ عَنّا / كَأَنّا في الرَخيمَةِ مِن جَديسِ
لَحى الرَحمَنُ أَقواماً أَضاعوا / عَلى الوَعواعِ أَفراسي وَعيسي
وَنَصبُ الحَيِّ قَد عَطَّلتُموهُ / وَنَقرٌ بِالأَثامِجِ وَالوُكوسِ
وَجاءَت جَيأَلٌ وَأَبو بَنيها
وَجاءَت جَيأَلٌ وَأَبو بَنيها / أَجَمُّ المَأقَيَينِ بِهِ خُماعُ
غَلَبتَ مُلوكَ الأَرضِ بِالحَزمِ وَالنُهى
غَلَبتَ مُلوكَ الأَرضِ بِالحَزمِ وَالنُهى / فَأَنتَ اِمرُؤٌ في سورَةِ المَجدِ تَرتَقي
وَأَنجِب بِهِ مِن آلِ نَصرٍ سَمَيدَعٍ / أَغَرَّ كَلَونِ الهُندُوانِيَّ رَونَقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025