المجموع : 31
دَعيني وَقولي بَعدُ ما شِئتِ إِنَّني
دَعيني وَقولي بَعدُ ما شِئتِ إِنَّني / سَيُغدَى بِنَعشي مَرَّةً فَأُغَيَّبُ
خَرَجنا فَلَم نَعَهد وَقَلَّت وَصاتُنا / ثَمانِيَة ما بَعَدها مُتَعَتَّبُ
سَراحينُ فِتيانٍ كَأَنَّ وُجوهَهُم / مَصابيحُ أَو لَونٌ مِنَ الماءِ مُذهَبُ
نَمُرُّ بِرَهوِ الماءِ صَفحاً وَقَد طَوَت / ثَمائِلُنا وَالزادُ ظَنٌّ مُغَيَّبُ
ثَلاثاً عَلى الأَقدامِ حَتّى سَما بِنا / عَلى العَوصِ شَعشاعً مِنَ القَومِ مِحرَبُ
فَثاروا إِلَينا في السَوادِ فَهَجهَجوا / وَصَوَّتَ فينا بِالصَباحِ المُثَوَّبُ
فَشَنَّ عَلَيهِم هَزَّةَ السَيف ثابِتٌ / وَصَمَّمَ فيهِم بِالحُسام المُسَيَّبُ
وَظِلتُ بِفِتيانٍ مَعي أَتَّقيهُمُ / بِهِنَّ قَلِيلاً ساعَةً ثُمَّ خُيَّبوا
وَقَد خَرَّ مِنهُم رَاجِلانِ وَفارِسٌ / كَمِيٌّ صَرَعناهُ وَخومٌ مُسَلَّبُ
يَشُنُّ إِلَيهِ كُلُّ ريعٍ وَقَلعَةٍ / ثَمانِيَةً وَالقَومُ رِجلٌ وَمِقنَبُ
فَلَمّا رَآنا قَومُنا قيلَ أَفلِحوا / فَقُلنا اِسأَلوا عَن قائِلٍ لا يُكَذَّبُ
أَنا السّمع الأَزَلُّ فلا أُبالي
أَنا السّمع الأَزَلُّ فلا أُبالي / ولو صَعُبَت شَناخيبُ العِقابِ
وَلا ظَمَأٌ يُؤخِّرُني وحَرٌّ / ولا خَمصٌ يُقَصِّرُ من طِلابِ
أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ
أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ / وَما وَدَّعَت جيرانَها إِذ تَوَلَّتِ
وَقَد سَبَقَتنا أُمُّ عَمرو بِأَمرِها / وَكَانَت بِأَعناقِ المَطِيَّ أَظَلَّتِ
بِعَينَيَّ ما أَمسَت فَباتَت فَأَصبحَتَ / فَقَضَّت أُموراً فَاِستَقَلَّت فَوَلَّتِ
فَوَا كَبِدا عَلى أُمَيمَةَ بَعدَما / طَمِعتُ فَهَبها نِعمَةَ العَيشِ زَلَّتِ
فَيا جارَتي وَأَنتِ غَيرُ مُليمَةٍ / إِذ ذُكِرتُ وَلا بِذاتِ تَقَلَّتِ
لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها / إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها / لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
تَحُلُّ بِمَنجاةٍ مِنَ اللَومِ بَيتَها / إِذا ما بُيوتٌ بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
كَأَنَّ لَها في الأَرضِ نِسياً تَقُصُّهُ / عَلى أَمَّها وَإِن تُكَلَّمكَ تَبلَتِ
أُمَيمَةُ لا يُخزى نَثاها حَليلَها / إِذا ذُكَرِ النِسوانُ عَفَّت وَجَلَّتِ
إِذا هُوَ أَمسى آبَ قُرَّةَ عَينِهِ / مَآبَ السَعيدِ لَم يَسَل أَينَ ظَلَّتِ
فَدَقَّت وَجَلَّت وَاِسبَكَرَّت وَأُكمِلَت / فَلَو جُنَّ إِنسانٌ مِنَ الحُسنِ جُنَّتِ
فَبِتنا كَأَنَّ البَيتَ حُجَّرَ فَوقَنا / بِرَيحانَةٍ ريحَت عِشاءً وَطَلَّتِ
بِرَيحانَةٍ مِن بَطنِ حَليَةَ نَوَّرَت / لَها أَرَجٌ ما حَولَها غَيرُ مُسنِتِ
وَباضِعَةٍ حُمرِ القِسِيَّ بَعَثتُها / وَمَن يَغزُ يَغنَم مَرَّةً وَيُشَمَّتِ
خَرَجنا مِنَ الوادي الَّذي بَينَ مِشعَلٍ / وَبَينَ الجَبا هَيهاتَ أَنشَأتُ سُرَبتي
أُمَشّي عَلى الأَرضِ الَّتي لَن تَضُرَّني / لِأَنكِيَ قَوماً أَو أُصادِفَ حُمَّتي
أُمَشّي عَلى أَينِ الغَزاةِ وَبُعدَها / يُقَرَّبُني مِنها رَواحي وَغُدوَتي
وَأُمَّ عِيالٍ قَد شَهِدتُ تَقوتُهُم / إِذا أَطعَمَتهُم أَوتَحَت وَأَقَلَّتِ
تَخافُ عَلَينا العَيلَ إِن هِيَ أَكثَرَت / وَنَحنُ جِياعٌ أَيَّ آلٍ تَأَلَّتِ
وَما إِن بِها ضِنُّ بِما في وِعائِها / وَلَكِنَّها مِن خيفَةِ الجوعِ أَبقَتِ
مُصَعِلكَةٌ لا يَقصُرُ السِترُ دونَها / وَلا تُرتَجى لِلبَيتِ إِن لَم تُبَيَّتِ
لَها وَفضَةٌ مِنها ثَلاثونَ سَيحَفاً / إِذا آنَسَت أولى العَدِيَّ اقشَعَرَّتِ
وَتَأتي العَدِيَّ بارِزاً نِصفُ ساقِها / تَجولُ كَعَيرِ العانَةِ المُتَلَفَّتِ
إِذا فَزِعوا طارَت بِأَبيَضَ صارِمٍ / وَرامَت بِما في جَفرِها ثُمَّ سَلَّتِ
حُسامٌ كَلَونِ المِلح صافٍ حَديدُهُ / جُرازٍ كَأَقطاع الغَدير المُنَعَّتِ
تَراها أمامَ الحَيِّ حينَ تَشايَحوا / لدى مَنكِبَيها كُلُّ أبيَضَ مُصلِتِ
تَراها كَأَذنابِ الحَسيلِ صَوادِراً / وَقَد نَهِلَت مِنَ الدِماءِ وَعَلَّتِ
قَتَلنا قَتيلاً مُهدِياً بِمُلَبَّدٍ / جِمارَ مِنًى وَسطَ الحَجيج المُصَوَّتِ
فَإِن تُقبِلوا تُقبِل بِمَن نيلَ مِنهُمُ / وَإِن تُدبِروا فَأُمُّ مَن نيلَ فَيأتِ
جَزَينا سَلامانَ بنَ مُفرِجَ قَرضَها / بِما قَدَّمَت أَيديهِمُ وَأَزَلَّتِ
وَهُنَّئَ بي قَومٌ وَما إِن هَنَأتُهُم / وَأَصبَحتُ في قَومٍ وَلَيسوا بِمُنيَتي
شَفَينا بِعَبدِ اللَهِ بَعضَ غَليلِنا / وَعَوفٍ لَدى المَعدى أَوانَ اِستَهَلَّتِ
إِذا ما أَتَتني مِيتَتي لَم أُبالِها / وَلَم تُذرِ خالاتي الدُموعَ وَعَمَّتي
وَلَو لَم أَرِم في أَهلِ بَيتي قاعِداً / إِذَن جاءَني بَينَ العَمودَين حُمَّتي
أَلا لا تَعُدني إِن تَشَكَّيتُ خُلَّتي / شَفاني بِأَعلى ذي البُرَيقَين غَدَوتي
وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي / وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ
أَبيٌّ لِما آبي سَريعٌ مَباءَتي / إِلى كُلَّ نَفسٍ تَنتَحي في مَسَرَّتي
أَلا طرقَت رَحلي وَقَد نامَ صُحبتي
أَلا طرقَت رَحلي وَقَد نامَ صُحبتي / بِإِيوان سيرينَ المُزَخرَفِ طَلَّتي
وَكفّ فَتىً لم يَعرفِ السَّلخَ قَبلها
وَكفّ فَتىً لم يَعرفِ السَّلخَ قَبلها / تَجورُ يَداهُ في الإِهابِ وَتَخرُجُ
وَمُستَبسِلٍ ضافي القَميصِ ضَمَمتُهُ
وَمُستَبسِلٍ ضافي القَميصِ ضَمَمتُهُ / بِأَزرَقَ لا نِكسٍ وَلا مُتَعَوَجِ
عَليهِ نَسارِيٌّ عَلى خوطِ نَبعَةٍ / وَفوقٍ كَعُرقوبِ القَطاةِ مُدَحرَجِ
وَقارَبتُ مِن كَفَّيَّ ثُمَّ نَزَعتُها / بِنَزعٍ إِذا ما اِستُكرِهَ النَزعُ مُحلِجِ
فَصاحَت بِكَفَّيَّ صَيحَةً ثُمَّ راجَعَت / أَنينَ المَريضِ ذي الجِراحِ المُشَجَّجِ
إِذا أَوحَشَ اللَّيلُ الهِدانَ وَجَدتني
إِذا أَوحَشَ اللَّيلُ الهِدانَ وَجَدتني / هو الأُنسُ لي والمَشرفِيُّ المُهَنَّدُ
ومَن يَكُ مثلي يَلقَهُ المَوتُ خالياً
ومَن يَكُ مثلي يَلقَهُ المَوتُ خالياً / منَ المالِ والأهلين في رَأسِ فَدفَدِ
أَلا لَيتَ شِعري أَيّ دَخلٍ يُصيبُني / وإنَّ ذنوبي تَلقَني وهو مَوعِدي
سَعَيتُ لعبدِ اللَّهِ بَعضَ حَشاشَتي / وَنِلتُ حِزاماً مُهدياً بِمُهَنَّدي
وَإنِّي لَذو أَنفٍ حَمِيٍّ مُرَقَّعٍ / وَإنَّ لَثَأري حيثُ كنتُ بِمَرصَدِ
وقالوا أَخوكُم جَهرَةً وابنُ عَمِّكُم / ألا فَاجعَلوني مَثلاً بَعد أبعَدِ
أَنا ابنُ الأُلى شدُّوا وَراءَ أَكُفِّهِم / وَلَستُ بِفَقعِ القاعِ من بَين قُردُدِ
أَضَعتُم أَبي قتلاً فَكُنتُم بِثَأرِهِ / عَلى قَومِكُم يا آلَ عَمرِو بن مَرثَدِ
فَها أَنَذا كَاللَّيثِ يَحمي عَرينَه / وَإن كُنتُ عانٍ في وِثاقي مُصَفَّدِ
فَإِن تَقطَعوا كَفِّي أَلا رُبَّ ضَربَةٍ / ضَرَبتُ وَقَلبي ثابِتٌ غير مُرعِدِ
أَضَعتُم أَبي إذ مالَ شِقُّ وِسادِه / عَلى جَنَفٍ قد ضاعَ مَن لَم يُوَسَّدِ
فَإِن تَطعَنوا الشَّيخَ الذي لم تُفَوِّقوا / مَنِيَّتَهُ وَغِبتُ إِذ لَم أُشَهَّدِ
فَطَعنَةُ خِلس مِنكُمُ قَد تَركتُها / تَمجُّ عَلى أَقطارِها سُمَّ أَسودِ
فَإِن تَقتُلوني تَقتُلوا غَيرَ ناكِصٍ / ولا يرم هام عَلَى الحيرِ مُلهَدِ
أَلا فَاقتُلوني إِنَّني غَيرُ رَاجِعٍ / إِلَيكُم وَلا أُعطي عَلَى الذُّلِّ مِقوَدي
كَأَن قَد فَلا يَغرُرك مِنّي تَمَكُّثي
كَأَن قَد فَلا يَغرُرك مِنّي تَمَكُّثي / سَلَكتُ طَريقاً بَينَ يَربَغَ فَالسَردِ
وَإنّي زَعيمٌ أَن تَلُفَّ عَجاجَتي / عَلى ذِي كِساءٍ مِن سَلامانَ أَو بُردِ
وَأَمشي لَدى العَصداءِ أَبغي سَراتَهُم / وَأَسلكَ خَلاًّ بَينَ أَرباغِ وَالسَردِ
هُمُ عَرَفوني ناشِئاً ذا مَخيلَةٍ / أُمَشّي خِلالَ الدارِ كَالأَسَدِ الوَردِ
كَأَنّي إِذا لَم أُمس في دارِ خالِدٍ / بِتَيماءَ لا أُهدَى سَبيلاً وَلا أُهدي
لا تَحسَبيني مِثلَ مَن هُوَ قاعِدٌ
لا تَحسَبيني مِثلَ مَن هُوَ قاعِدٌ / عَلى عُثَّةٍ أَو واثِقٌ بِكَسادِ
إِذا انفَلَتَت مِنّي جَوادٌ كَريمَةٌ / وَثَبتُ فَلم أُخطِئ عِنانَ جَوادي
وَنائِحَةٍ أَوحَيتُ في الصُبح سَمعَها
وَنائِحَةٍ أَوحَيتُ في الصُبح سَمعَها / فَريعَ فُؤادي وَاِشمَأَزَّ وَأَنكَرا
فَخَفَّضتُ جَأشي ثُمَّ قُلتُ حَمامَةٌ / دَعَت ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَنَفَّرا
وَمَقرونَةٍ شِمالُها بِيَمينِها / أُجَنَّبُ بَزّي ماؤُها قَد تَقَصَّرا
وَنَعلٍ كَأَشلاءِ السُمانى تَرَكتُها / عَلى جَنبِ مَورٍ كَالنَحيزَةِ أَغبَرا
فَإِن لا تَزُرني حَتَفتي أَو تُلاقِني / أَمَشّي بِدَهوٍ أَو عِدافٍ بَنَوُّرا
أُمَشّي بِأَطرافِ الحَماطِ وَتارَةً / تُنَفَّصُ رِجلي بُسبُطاً فَعَصَنصَرا
أُبَغّي بَني صَعبِ بنِ مُرٍّ بِلادَهُم / وَسَوفَ أُلاقيهِم إِن اللَهُ أَخَّرا
وَيَوماً بِذاتِ الرَسَّ أَو بَطنِ مِنجَلٍ / هُنالِكَ نَبغي القاصِيَ المُتَغَوَّرا
وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ
وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ / عَلَيكُم وَلَكِن أَبشِري أُمَّ عامِرِ
إِذا ضَرَبوا رَأسي وَفي الرَأسِ أَكثَري / وَغودِرَ عِندَ المُلتَقى ثَمَّ سائِري
هُنالِكَ لا أَرجو حَياةً تَسُرُّني / سَجيسَ اللَيالِي مُبسَلاً بِالجَرائِرِ
لَقُلتُ لها قَد كانَ ذَلِكَ مَرَّةً / ولَستُ على ما قَد عَهدتُ بِقادِرِ
أُونِس ريحَ المَوتِ في المكاسِر
أُونِس ريحَ المَوتِ في المكاسِر /
لا بُدَّ يَوماً من لِقاء المقادِر /
هذا أَواني أَسَدَ بن جابِر /
بِنَبعَةٍ وأَسهُمٍ طَوائِر /
وَمُرهَفٍ ماضِي الشَّباةِ باتِر /
وابناهُ في الرّيبةِ والتَّحابر /
أَخطَأتَ ما أَمَّلتَ يا ابنَ الغادِر /
لَستُ بِورَّادٍ ولا بِصادِر /
لَيسَ لِوالِدَةٍ هَوءُهَا
لَيسَ لِوالِدَةٍ هَوءُهَا / وَلا قَولُها لاِبنِها دَعَدعِ
تَطوفُ وَتَحذَرُ أَحوالَهُ / وَغَيرُك أَملَكُ بِالمَصرَعِ
تُوَلوِلُ أَن غالَها دَهرُها / بِريبِ المَكارِهِ بِالأَروعِ
وَكلُّ فتىً عاشَ في غِبطَةٍ / يَصيرُ إِلى الجَدَثِ الأَسفَعِ
فَأقسِمُ أَبرَحُ في غارَةٍ / مُغَزَّرةِ النَّفسِ بالمُكرِعِ
قَتيلا فَخارٍ أَنتُما إِن قُتِلتُما
قَتيلا فَخارٍ أَنتُما إِن قُتِلتُما / بِجَنبَي دَحيسٍ أَو تَبالَةَ يا اِسمَعا
وَمَرقَبَةٍ عَنقاءَ يَقصُرُ دونَها
وَمَرقَبَةٍ عَنقاءَ يَقصُرُ دونَها / أَخو الضِروَةِ الرِجلُ الحَفِيُّ المُخَفَّفُ
نَعَبتُ إِلى أَدنى ذُراها وَقَد دَنا / مِنَ اللَيلِ مُلتَفُّ الحَديَقةِ أَسدَفُ
فَبتُّ عَلى حَدَّ الذِراعَين مُجذِياً / كَما يَتَطَوّى الأَرقَمُ المُتَعَطَّفُ
وَلَيسَ جِهازي غَيرُ نَعلَينِ أُسحِقَت / صُدورُها مَخصورَةً لا تُخَصَّفُ
وَمِلحَفَةٍ دَرسٍ وَجَردِ مُلاءَةٍ / إَذا أَنهَجَت مِن جانِبٍ لا تُكَفَّفُ
وَأَبيَضُ مِن ماءِ الحَديدِ مُهَنَّدٌ / مُجِذٌّ لِأَطرافِ السَواعِدِ مِقطَفُ
وَحَمراءُ مِن نَبعٍ أَبِيٍّ ظَهيرَةٌ / تَرِنُّ كَإِرنانِ الشَجِيّ وَتَهتِفُ
إِذا آلَ فيها النَزعُ تَأبى بِعَجزِها / وَتَرمي بِذَروَيها بِهِنَّ فَتَقذِفُ
كَأَنَّ حَفيفَ النَبلِ مِن فَوقِ عَجزِها / غَوارِبُ نَحلٍ أَخطَأَ الغارَ مُطنِفُ
نَأَت أُمُّ قَيسِ المَربَعَين كِلَيهِما / وَتَحذَرُ أَن يَنأى بِها المُتَصَيَّفُ
وَإِنَّكِ لَو تَدرينَ أَن رُبَّ مَشرَبٍ / مَخوفٍ كَداءِ البَطنِ أَو هُوَ أَخَوفُ
وَرَدتُ بِمَأثورٍ يَمانٍ وَضاَّلةٍ / تَخَيَّرتُها مِمّا أُريشُ وَأَرصُفُ
أَرَكَّبُها في كُلَّ أَحمَرَ غاثِر / وَأَنسِجُ لِلوِلدانِ ما هُوَ مُقرِفُ
وَتابَعتُ فيهِ البَريَ حَتّى تَرَكتُهُ / يَرِنُّ إِذا أَنزَفتُهُ وَيُزَفزفُ
بِكَفَّيَ مِنها لِلبَغيضِ عُراضَةٌ / إِذا بِعتُ خُلاًّ مَالَهُ مُتَعَرَّفُ
وَوادٍ بَعيدِ العُمقِ ضَنكٍ جُماعُهُ / بَواطِنُهُ لِلجِنَّ وَالأُسدِ مَألَفُ
وحوشٍ يُرى بادِ الذِّئابِ مَضلّة / بَواطِنُه لِلجنِّ والأُسدِ مَألَفُ
تَعَسَّفتُ مِنهُ بَعدَما سَقَطَ النَدى / غَماليلَ يَخشى عَيلَها المُتَعَسَّفُ
وَإنَي إذا خامَ الجَبانُ عَنِ الرَدى / فَلي حَيثُ يَخشى أَن يُجاوِزَ مِخشَفُ
وَإِنَّ اِمرَأً قَد جارَ سَعدَ بنَ مالِكٍ / عَلَيَّ وَأَثوابِ الأُقَيصَر يَعنُفُ
يا صاحِبَيَّ هَلِ الحِذارُ مُسَلِّمي
يا صاحِبَيَّ هَلِ الحِذارُ مُسَلِّمي / أَو هل لِحَتفِ مَنِيَّةٍ مِن مَصرِفِ
إِنِّي لأَعلَمُ أَنَّ حَتفِيَ في التي / أَخشى لَدى الشُّربِ القَليلِ المُنزِفِ
أَلا هَل أَتى عَنّا سُعادَ وَدونَها
أَلا هَل أَتى عَنّا سُعادَ وَدونَها / مَهامِهُ بيدٍ تَعتَلي بالصَعالِكِ
بِأَنّا صَبَحنا القَومَ في حُرَّ دارِهِم / حِمامَ المَنايا بِالسُيوفِ البَواتِكِ
قَتَلنا بعَمرو مِنهُمُ خَيرَ فارِسٍ / يَزيدَ وَسَعداً وَاِبنَ عَوفٍ بِمالِكِ
ظَلَلنا نُفَرّي بِالسُيوفِ رُؤوسَهُم / وَنَرشُقُهُم بِالنَبلِ بَينَ الدَكادِكِ
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم
أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم / فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ
فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ / وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ
وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى / وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ / سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ / وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ
هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ / لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ
وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي / إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ
وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ / بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ
وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّلٍ / عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ
وَلي صاحِبٌ من دونِهم لا يَخونني / إِذا التبسَت كفِّي بِهِ يَتَأكّلُ
وَإِنّي كَفانِي فَقدُ مَن لَيسَ جازِياً / بِحُسنى وَلا في قُربٍه مُتَعَلَّلُ
ثَلاثَةُ أَصحابٍ فُؤادٌ مُشَيَّعٌ / وَأَبيَضُ إِصليتٌ وَصَفراءُ عَيطَلُ
هَتوفٌ مِنَ المُلسِ المُتونِ يَزينُها / رَصائِعُ قَد نيطَت إلَيها وَمِحمَلُ
إِذا زَلَّ عَنها السَهمُ حَنَّت كَأَنَّها / مُرَزَّأَةٌ عَجلى تُرِنُّ وَتُعوِلُ
وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني / إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ
وَلَستُ بِمِهيافٍ يُعَشّي سَوامَهُ / مُجَدَّعَةً سُقبانَها وَهيَ بُهَّلُ
وَلا جَبأَ أَكهى مُرِبٍّ بِعِرسِهِ / يُطالِعُها في شَأنِهِ كَيفَ يَفعَلُ
وَلا خَرِقٍ هَيقٍ كَأَنَّ فُؤادَهُ / يَظَلُّ بِهِ المُكَّاءُ يَعلو وَيَسفِلُ
وَلا خالِفٍ دارِيَّةٍ مُتَغَزَّلٍ / يَروحُ وَيَغدو داهِناً يَتَكَحَّلُ
وَلَستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دونَ خَيرِهِ / أَلَفَّ إِذا ما رُعتَهُ اِهتاجَ أَعزَلُ
وَلَستُ بِمِحيارِ الظَلامِ إِذا اِنتَحَت / هُدى الهَوجِل العِسّيفِ يَهماءُ هَوجَلُ
إِذا الأَمَعزُ الصُوّانُ لاقى مَناسِمي / تَطايَرَ مِنهُ قادِحٌ وَمُفَلَّلُ
أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ / وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ
وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَهُ / عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ
وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَم يُلفَ مَشرَبٌ / يُعاشُ بِهِ إِلّا لَدَيَّ وَمَأكَلُ
وَلَكِنَّ نَفساً مُرَّةً لا تُقيمُ بي / عَلى الذَأمِ إِلّا رَيثما أَتَحَوَّلُ
وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت / خُيوطَةُ مارِيٍّ تُغارُ وَتُفتَلُ
وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيدِ كَما غَدَا / أَزَلُّ تَهاداهُ التَنائِفُ أَطحَلُ
غَدا طاوِياً يُعارِضُ الريحَ هافِياً / يَخوتُ بِأَذنابِ الشِعابِ وَيَعسَلُ
فَلَمّا لَواهُ القوتُ مِن حَيثُ أَمَّهُ / دَعا فَأَجابَتهُ نَظائِرُ نُحَّلُ
مُهَلهَةٌ شِيبُ الوُجوهِ كَأَنَّها / قِداحٌ بِكَفَّي ياسِرٍ تَتَقَلقَلُ
أَو الخَشرَمُ المَبعوثُ حَثحَثَ دَبرَهُ / مَحابيضُ أَرداهُنَّ سامٍ مُعَسَّلُ
مُهَرَّتَهٌ فوهٌ كَأَنَّ شُدوقَها / شُقوقُ العِصِيَّ كَالِحاتٌ وَبُسلُ
فَضَجَّ وَضَجَّت بِالبَراح كَأَنَّها / وَإِيّاه نوحٌ فَوقَ عَلياءَ ثُكَّلُ
وَأَغضى وَأَغضَت وَاِتَّسى وَاِتَّسَت بِهِ / مَراميلُ عَزّاها وَعَزَّتهُ مُرمِلُ
شَكا وَشَكَت ثُمَّ اِرعَوى بَعدُ وَاِرعَوَت / وَلَلصَّبرُ إِن لَم يَنفَع الشَكوُ أَجمَلُ
وَفاءَ وَفاءَت بادِراتٌ وَكُلُّهَا / عَلى نَكَظٍ مِمّا يُكاتِمُ مُجمِلُ
وَتَشرِبُ أَسآرِيَ القَطا الكُدرُ بَعدَما / سَرَت قَرَباً أَحناؤُها تَتَصَلصَلُ
هَمَمتُ وَهَمَّت وَاِبتَدَرنا وَأَسدَلَت / وَشَمَّرَ مِنّي فارِطٌ مُتَمَهَّلُ
فَوَلَّيتُ عَنها وَهَي تَكبو لِعَقرِهِ / يُباشِرُهُ مِنها ذُقونٌ وَحَوصَلُ
كَأَنَ وَغاها حَجرَتَيهِ وَحَولَهُ / أَضاميمُ مِن سِفرِ القَبائِلِ نُزَّلُ
تَوافَينَ مِن شَتّى إِلَيهِ فَضَمَّها / كَما ضَمَّ أَذوادَ الأَصاريمِ مَنهَلُ
فَعَبَّت غِشاشاً ثُمَّ مَرَّت كَأَنَّها / مَعَ الصُبحِ رَكبٌ مِن أُحاضَةَ مُجفِلُ
وَآلَفَ وَجهَ الأَرضِ عِندَ افتِراشِها / بِأَهدَأ تُنبيهِ سَناسِنُ قُحَّلُ
وَأَعدِلُ مَنحوضاً كَأَنَّ فُصوصَهُ / كِعابٌ دَحاها لاعِبٌ فَهيَ مُثَّلُ
فَإِن تَبتَئِس بِالشَنفَرى أُمُّ قَسطَلٍ / لَما اِغتَبَطَت بِالشَنفَرى قَبلُ أَطوَلُ
طَريدُ جِناياتٍ تَياسَرنَ لَحمَهُ / عَقيرَتُهُ لأَيَّها حُمَّ أَوَّلُ
تَنامُ إِذا ما نامَ يَقظى عُيونُها / حِثاثاً إِلى مَكروهِهِ تَتَغَلغَلُ
وَإِلفُ هُمومٍ ما تَزالُ تَعودُهُ / عِياداً كَحُمّى الرَبعِ أَو هِيَ أَثقَلُ
إِذا وَرَدت أَصدَرتُها ثُمَّ إِنَّها / تَثوبُ فَتَأتي مِن تُحَيتٍ وَمِن عَلُ
فَإِمّا تَرَيني كَاِبنَةِ الرَملِ ضاحِياً / عَلى رِقَّةٍ أَحفى وَلا أَتَنَعَّلُ
فَإِنّي لَمَولى الصَبرِ أَجتابُ بَزَّهُ / عَلى مِثلِ قَلبِ السِمعِ وَالحَزمَ أَفعَلُ
وَأُعدِمُ أَحياناً وَأَغنى وَإِنَّما / يَنالُ الغِنى ذو البُعَدةِ المُتَبَذَّلُ
فَلا جَزعٌ مِن خَلَّةٍ مُتَكَثَّفٌ / وَلا مَرحٌ تَحتَ الغِنى أَتَخَيَّلُ
وَلا تَزدَهي الأَجهالُ حِلمي وَلا أَرى / سِؤولاً بِأعقابِ الأَقاويلِ أَنمُلُ
وَلَيلَةِ نَحسٍ يَصطَلِيَ القَوسَ رَبُّها / وَأَقطُعَهُ اللاتي بِها يَتَنَبَّلُ
دَعَستُ عَلى غَطشٍ وَبَغشٍ وَصُحبَتي / سُعارٌ وَإِرزيزٌ وَوَجرٌ وَأَفكُلُ
فَأَيَّمتُ نِسواناً وَأَيتَمتُ آلَدَةً / وَعُدتُ كَما أَبدَأتُ وَاللَيلُ أَليَلُ
وَأَصبَحَ عني بِالغُمَيصاءِ جالِساً / فَريقانِ مَسؤولٌ وَآخَرُ يَسأَلُ
فَقالوا لَقَد هَرَّت بِلَيلٍ كِلابُنَا / فَقُلنا أَذِئُبٌ عَسَّ أَم عَسَّ فُرغُلُ
فَلَم تَكُ إِلّا نَبأَةً ثُمَّ هَوَّمَت / فَقُلنا قَطاةٌ ريعَ أَم رِيَعَ أَجدَلُ
فَإِن يَكُ مِن جِنٍّ لَأَبَرحُ طارِقاً / وَإِن يَكُ أُنساً ماكَها الأُنسُ تَفعَلُ
وَيَومٍ مِنَ الشِعرى يَذوبُ لَوابُهُ / أَفاعيهِ في رَمضائِهِ تَتَمَلمَلُ
نَصَبتُ لَهُ وَجهي وَلا كِنَّ دونَهُ / وَلا سِترَ إِلّا الأَتُحَمِيَ المُرَعبَلُ
وَضافٍ إِذا هَبَّت لَهُ الريحُ طَيَّرَت / لَبائِدَ عَن أَعطافِهِ ما تَرَجَّلُ
بَعيدٌ بِمَسَّ الدُهنِ وَالفَليُ عَهدُهُ / لَهُ عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسلِ مُحوِلُ
وَخَرقٍ كَضَهرِ التِرسِ قَفرٍ قَطَعتُهُ / بِعامِلَتَينِ ظَهرُهُ لَيسَ يُعمَلُ
وَأَلحَقتُ أولاهُ بِأُخراهُ موفِياً / عَلى قُنَّةٍ أُقعي مِراراً وَأَمثِلُ
تَرودُ الأَراوِيَ الصُحمُ حَولِي كَأَنَّها / عَذارى عَلَيهنَّ المُلاءُ المُذَيَّلُ
وَيَركُدنَ بالآصالِ حَولِي كَأَنَّني / مِنَ العُصم أَدفى يَنتَحي الكَيحَ أَعقَلُ
نَحنُ الصَعاليكُ الحُماةُ البُزَّلُ
نَحنُ الصَعاليكُ الحُماةُ البُزَّلُ /
إِذا لَقينا لا نُرى نُهَلَّلُ /