المجموع : 76
أَضَوءُ سَنا بَرقٍ بَدا لَكَ لَمعُهُ
أَضَوءُ سَنا بَرقٍ بَدا لَكَ لَمعُهُ / بِذي الأَثلِ مِن أَجراعِ بيشَةَ تَرقَبُ
نَعَم إِنَّني صَبٌّ هُناكَ مُوَكَّلٌ / بِمَن لَيسَ يُدنيني وَلا يَتَقَرَّبُ
وَمَن أَشتَكي مِنهُ الجَفاءُ وَحُبُّهُ / طَرائِفُ كانَت زَوَّ مَن يَتَحَبَّبُ
عَفا اللَهُ عَن أُمِّ الوَليدِ أَما تَرى / مَساقِطَ حُبّي كَيفَ بي تَتَلَعَّبُ
فَتَأوى لِمَن كادَت تَفيظُ حَياتُهُ / غَداةَ سَمَت نَحوي سَوائِرَ تَنعَبُ
وَمِن سَقَمي مِن نِيَّةِ الحِبِّ كُلَّما / أَتى راكِبٌ مِن نَحوِ أَرضَكِ يَضرِبُ
مَرِضتُ فَجاؤوا بِالمُعالِجِ وَالرُقى / وَقالوا بَصيرٌ بِالدَوَا مُتَطَبِّبُ
أَتاني فَداواني وَطالَ اِختِلافُهُ / إِلَيَّ فَأَعياهُ الرُقى وَالتَطَبُّبُ
وَلَم يُغنِ عَنّي ما يُعَقِّدُ طائِلاً / وَلا ما يُمَنّيني الطَبيبُ المُجَرِّبُ
وَلا نُشُراتٌ باتَ يَغسِلُني بِها / إِذا ما بَدا لي الكَوكَبُ المُتَصَوِّبُ
وَبانوا وَقَد زالَت بِلُبناكَ جَسرَةٌ / سَبوحٌ وَمَوّارُ المَلاطَينِ أَصهَبُ
تَظُنُّ مِنَ الظَنِّ المُكَذَّبِ أَنَّهُ / وَراكِبُهُ دارا بِمَكَّةَ يَطلِبُ
فَلا وَالَّذي مَسَّحتُ أَركانَ بَيتِهِ / أَطوفُ بِهِ فيمَن يَطوفُ وَيَحصِبُ
نَسيتُكَ ما أَرسى ثَبيرٌ مَكانَهُ / وَما دامَ جارا لِلحَجونِ المُحَصَّبُ
وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى / تُصَعِّدُ في أَفنانِها وَتُصَوِّبُ
وَما أَمطَرَت يَوماً بِنَجدٍ سَحابَةٌ / وَما اِخضَرَّ بِالأَجراعِ طَلحٌ وَتَنضُبُ
وَقالَ أُناسٌ وَالظُنونُ كَثيرَةٌ / وَأَعلَمُ شَيءٍ بِالهَوى مَن يُجَرِّبُ
أَلا إِنَّ في اليَأسِ المُفَرِّقُ راحَةً / سَيُسليكَ عَمَّن نَفعُهُ عَنكَ يَعزُبُ
فَكُلُّ الَّذي قالوا بَلَوتُ فَلَم أَجِد / لِذي الشَجوِ أَشفى مِن هَوى حينَ يَقرُبُ
عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما هَبَّتِ الصَبا / وَما لاحَ وَهنا في دُجى اللَيلِ كَوكَبُ
فَلَستُ بِمُبتاعٍ وِصالاً بِوَصلِها / وَلَستُ بِمُفشٍ سِرَّها حينَ أَغضَبُ
وَما هُوَ إِلّا أَن أَراها فُجاءَةً
وَما هُوَ إِلّا أَن أَراها فُجاءَةً / فَأَبهَتُ حَتّى ما أَكادُ أُجيبُ
حَلَفتُ لَها بِالمَشعَرَينِ وَزَمزَمٍ
حَلَفتُ لَها بِالمَشعَرَينِ وَزَمزَمٍ / وَذو العَرشِ فَوقَ المُقسِمينَ رَقيبُ
لَئِن كانَ بَردُ الماءِ حَرّانَ صادِياً / إِلَيَّ حَبيباً إِنَّها لَحَبيبُ
يُقَرُّ بِعَيني قُربُها وَيَزيدُني
يُقَرُّ بِعَيني قُربُها وَيَزيدُني / بِها كَلَفاً مَن كانَ عِندي يَعيبُها
وَكَم قائِلٍ قَد قالَ تُب فَعَصَيتُهُ / وَتِلكَ لَعَمري تَوبَةٌ لا أَتوبُها
فَيا نَفسُ صَبراً لَستِ وَاللَهِ فَاِعلَمي / بِأَوَّلِ نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبُها
لَقَد نادى الغُرابُ بِبَينِ لُبنى
لَقَد نادى الغُرابُ بِبَينِ لُبنى / فَطارَ القَلبُ مِن حَذَرِ الغُرابِ
وَقالَ غَداً تَباعَدُ دارُ لُبنى / وَتَنأى بَعدَ وُدٍّ وَاِقتِرابِ
فَقُلتُ تَعِستَ وَيحُكَ مِن غُرابٍ / وَكانَ الدَهرَ سَعيُكَ في تَبابِ
لَقَد أولِعتَ لا لاقَيتَ خَيراً / بِتَفريقِ المُحِبِّ عَنِ الحُبابِ
أَيا كَبِداً طارَت صُدوعاً نَوافِذا
أَيا كَبِداً طارَت صُدوعاً نَوافِذا / وَيا حَسرَتا ماذا تَغَلغَلَ في القَلبِ
فَأُقسِمُ ما عُمشُ العُيونِ شَوارِفٌ / رَوائِمُ بَوٍّ حائِماتٌ عَلى سَقبِ
تَشَمَّمنَهُ لَو يَستَطِعنَ اِرتَشَفنَهُ / إِذا سُفنَهُ يَزدَدنَ نَكباً عَلى بَكبِ
رَإِمنَ فَما تَنحاشُ مِنهُنَّ شارِفٌ / وَحالَفنَ حَبساً في المُحولِ وَفي الجَدبِ
بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ وَلَّت حُمولُها / وَقَد طَلَعَت أولى الرِكابِ مِنَ النَقبِ
وَكُلُّ مُلِمّاتِ الزَمانِ وَجَدتُها / سِوى فُرقَةِ الأَحبابِ هَيِّنَةَ الخَطبِ
إِذا اِفتَلَتَت مِنكَ النَوى ذا مَوَدَّةٍ / حَبيباً بِتَصداعٍ مِنَ البَينِ ذي شَغبِ
أَذاقَتكَ مُرَّ العَيشِ أَو مُتَّ حَسرَةً / كَما ماتَ مَسقِيُّ الضَياحِ عَلى أَلبِ
وَقُلتُ لِقَلبي حينَ لَجَّ بِيَ الهَوى / وَكَلَّفَني ما لا يُطيقُ مِنَ الحُبِّ
أَلا أَيُّها القَلبُ الَّذي قادَهُ الهَوى / أَفِق لا أَقَرَّ اللَهُ عَينَكَ مِن قَلبِ
نُباحُ كَلبٍ بِأَعلى الوادِ مِن سَرِفٍ
نُباحُ كَلبٍ بِأَعلى الوادِ مِن سَرِفٍ / أَشهى إِلى النَفسِ مِن تَأذينِ أَيّوبِ
أَمَسُّ تُرابَ أَرضِكِ يا لُبَينى
أَمَسُّ تُرابَ أَرضِكِ يا لُبَينى / وَلَولا أَنتِ لَم أَمسَس تُرابا
وَما أَحبَبتُ أَرضَكُم وَلَكِن
وَما أَحبَبتُ أَرضَكُم وَلَكِن / أُقَبِّلُ إِثرَ مَن وَطِئَ التُرابا
لَقَد لاقَيتُ مِن كَلَفي بِلُبنى / بَلاءَ ما أُسيغَ بِهِ الشَرابا
إِذا نادى المُنادي بِاِسمِ لُبنى / عَيَيتُ فَما أَطيقُ لَهُ جَوابا
فَهَذا فِعلُ شَيخَينا جَميعاً / أَرادا لي البَلِيَّةَ وَالعَذابا
إِذا خَدِرَت رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَها
إِذا خَدِرَت رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَها / فَنادَيتُ لُبنى بِاِسمِها وَدَعَوتُ
دَعَوتُ الَّتي لَو أَنَّ نَفسي تُطيعُني / لَفارَقتُها مِن حُبِّها وَقَضَيتُ
بَرَت نَبلَها لِلصيدِ لُبنى وَرَيَّشَت / وَرَيَّشتُ أُخرى مِثلُها وَبَرَيتُ
فَلَمّا رَمَتني أَقصَدَتني بِسَهمِها / وَأَخطَأتُها بِالسَهمِ حينَ رَميتُ
وَفارَقتُ لُبنى ضَلَّةً فَكَأَنَّني / قُرِنتَ إِلى العُيوقِ ثُمَّ هَوَيتُ
فَيا لَيتَ أَنّي مِتُّ قَبلَ فِراقِها / وَهَل تَرجِعَن فَوتَ القَضِيَّةِ لَيتُ
فَصِرتُ وَشَيخي كَالَّذي عَثَرَت بِهِ / غَداةَ الوَغى بَينَ العُداةِ كُمَيتُ
فَقامَت وَلَم تُضرَر هُناكَ سَوِيَّةً / وَفارِسُها تَحتَ السَنابِكِ مَيتُ
فَإِن يَكُ تَهيامي بِلُبنى غَوايَةً / فَقَد يا ذَريحَ بنَ الحُبابِ غَوَيتُ
فَلا أَنتَ ما أَمَّلتَ فِيَّ رَأَيتُهُ / وَلا أَنا لُبنى وَالحَياةَ حَوَيتُ
فَوَطِّن لِهُلكي مِنكِ نَفساً فَإِنَّني / كَأَنَّكَ بي قَد يا ذُرَيحَ قَضَيتُ
لَقَد عَذَّبتَني يا حُبَّ لُبنى
لَقَد عَذَّبتَني يا حُبَّ لُبنى / فَقَع إِمّا بِمَوتٍ أَو حَياةِ
فَإِنَّ المَوتَ أَروَحُ مِن حَياةٍ / نَدومُ عَلى التَباعُدِ وَالشَتاتِ
وَقالَ الأَقرَبونَ تَعَزَّ عَنها / فَقُلتُ لَهُم إِذَن حانَت وَفاتي
ماتَت لُبَينى فَمَوتُها مَوتي
ماتَت لُبَينى فَمَوتُها مَوتي / هَل تَنفَعَن حَسرَةٌ عَلى الفَوتِ
وَسَوفَ أَبكي بُكاءَ مُكتَإِبٍ / قَضى حَياةً وَجداً عَلى مَيتِ
كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يَغدى
كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يَغدى / بِلَيلى العامِرِيَةِ أَو يُراحُ
قَطاةً عَزَّها شَرَكٌ فَباتَت / تُجاذِبُهُ وَقَد عَلِقَ الجَناحُ
هَبيني اِمرَأً إِن تُحسِنى فَهوَ شاكِرٌ
هَبيني اِمرَأً إِن تُحسِنى فَهوَ شاكِرٌ / لِذاكَ وَإِن لَم تُحسِني فَهوَ صافِحُ
وَإِن يَكُ أَقوامٌ رَساؤوا وَأَهجَروا / فَإِنَّ الَّذي بَيني وَبَينَكِ صالِحُ
وَمَهما يَكُن فَالقَلبُ يا لُبنَ ناشِرٌ / عَلَيكِ الهَوى وَالجَيبُ ما عِشتُ ناصِحُ
وَإِنَّكَ مِن لُبنى العَشيَّةَ رائِحٌ / مَريضُ الَّذي تُطوى عَلَيهِ الجَوانِحُ
فَما وَجِدَت وَجدي بِها أُمُّ واحِدٌ / بِواحِدِها ضُمَّت عَلَيهِ صَفائِحُ
وَجَدتُ بِها وَجدَ المُضِلِّ رِكابَهُ / بِمَكَّةَ وَالرُكبانُ غادٍ وَرائِحُ
نُباكِرُ أَم تَروحُ غَداً رَواحا
نُباكِرُ أَم تَروحُ غَداً رَواحا / وَلَن يَسطيعَ مَرتَهَن بَراحا
سَقيمٌ لا يُصابُ لَهُ دَواءُ / أَصابَ الحُبُّ مَقلَتَهُ فَناحا
وَعَذَّبَهُ الهَوى حَتّى بَراهُ / كَبَريِ القَينِ بِالسَفَنِ القِداحا
فَكادَ يُذيقَهُ جُرَعَ المَنايا / وَلَو سَقّاهُ ذالِكَ لَاِستَراحا
وَفى عُروَةَ العُذريِّ إِن مِتُّ أُسوَةٌ
وَفى عُروَةَ العُذريِّ إِن مِتُّ أُسوَةٌ / وَعَمروِ بنِ عَجلانَ الَّذي قَتَلَت هِندُ
وَبي مِثلُ ما ماتا بِهِ غَيرَ أَنَّني / إِلى أَجَلٍ لَم يَأتِني وَقتُهُ بَعدُ
هَلِ الحُبُّ إِلّا عَبرَةٌ بَعدَ عَبرَةٍ / وَحَرٌّ عَلى الأَحشاءِ لَيسَ لَهُ بَردُ
وَفَيضُ دُموعِ العَينِ بِاللَيلِ كُلَّما / بَدا عَلَماً مِن أَرضِكُم لَم يَكُن يَبدو
عيدَ قَيسٌ مِن حُبِّ لُبنى وَلُبنى
عيدَ قَيسٌ مِن حُبِّ لُبنى وَلُبنى / داءُ قَيسٍ وَالحُبُّ داءٌ شَديدُ
وَإِذا عادَني العَوائِدُ يَوماً / قالَتِ العَينُ لا أَرى مَن أُريدُ
لَيتَ لُبنى تَعودَني ثُمَّ أَقضي / أَنَّها لا تَعودُ فيمَن يَعودُ
وَيحَ قَيسٍ لَقَد تَضَمَّنَ مِنها / داءَ خَبلٍ فَالقَلبُ مِنهُ عَميدُ
أَلا لَيتَ أَيّامَ مَضَينَ تَعودُ
أَلا لَيتَ أَيّامَ مَضَينَ تَعودُ / فَإِن عُدنَ يَوماً إِنَّني لَسَعيدُ
سَقى دارَ لُبنى حَيثُ حَلَّت وَخَيَّمَت / مِنَ الأَرضِ مُنهَلُّ الغَمامِ رَعودُ
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعَدَت / فَإِن تَدنُ مِنّا فَالدُنوُّ مَزيدُ
فَلا اليَأسُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي / وَلُبنى مَنوعٌ ما تَكادُ تَجودُ
كَأَنِّيَ مِن لُبنى سَليمٌ مُسَهَّدٌ / يَظَلُّ عَلى أَيدي الرِجالِ يَميدُ
رَمَتني لُبَينى في الفُؤادِ بِسَهمِها / وَسَهمُ لُبَينى لِلفُؤادِ صَيودُ
سَلا كُلُّ ذي شَجوٍ عَلِمتُ مَكانَهُ / وَقَلبي لِلُبنى ما حَيِيتُ وَدودُ
وَقائِلَةٍ قَد ماتَ أَو هُوَ مَيِّتٌ / وَلِلنَفسِ مِنى أَن تَفيضَ رَصيدُ
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَةٍ / عَلى رَمَقٍ وَالعائِداتُ تَعودُ
فَإِن ذُكِرَت لُبنى هَشِشتُ لِذِكرِها / كَما هَشَّ لِلثَديِ الدَرورِ وَليدُ
أُجيبُ بِلُبنى مَن دَعاني تَجَلُّدا / وَبي زَفَراتٌ تَنجَلي وَتَعودُ
نُعيدُ إِلى رَوحِ الحَياةَ وَإِنَّني / بِنَفسِيَ لَو عايَنتِني لَأَجودُ
لَعَمري يَقَد صاحَ الغُرابُ بِبَينِهِم
لَعَمري يَقَد صاحَ الغُرابُ بِبَينِهِم / فَأَوجَعَ قَلبي بِالحَديثِ الَّذي يُبدي
فَقُلتُ لَهُ أَفصَحتَ لا طِرتَ بَعدَها / بِريشٍ فَهَل لِلبَينِ وَيحَكَ مِن رَدِّ
فَما وَجَدَت وَجدي بِها أُمُّ واحيدٍ
فَما وَجَدَت وَجدي بِها أُمُّ واحيدٍ / وَلا وَجَدَ النَهديُّ وَجدي عَلى هِندِ
وَلا وَجَدَ العُذريُّ عَروَةُ في الهَوى / كَوَجدي وَلا مَن كانَ قَبلي وَلا بَعدي