القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : قَيْس بنُ ذُرَيح الكل
المجموع : 76
أَضَوءُ سَنا بَرقٍ بَدا لَكَ لَمعُهُ
أَضَوءُ سَنا بَرقٍ بَدا لَكَ لَمعُهُ / بِذي الأَثلِ مِن أَجراعِ بيشَةَ تَرقَبُ
نَعَم إِنَّني صَبٌّ هُناكَ مُوَكَّلٌ / بِمَن لَيسَ يُدنيني وَلا يَتَقَرَّبُ
وَمَن أَشتَكي مِنهُ الجَفاءُ وَحُبُّهُ / طَرائِفُ كانَت زَوَّ مَن يَتَحَبَّبُ
عَفا اللَهُ عَن أُمِّ الوَليدِ أَما تَرى / مَساقِطَ حُبّي كَيفَ بي تَتَلَعَّبُ
فَتَأوى لِمَن كادَت تَفيظُ حَياتُهُ / غَداةَ سَمَت نَحوي سَوائِرَ تَنعَبُ
وَمِن سَقَمي مِن نِيَّةِ الحِبِّ كُلَّما / أَتى راكِبٌ مِن نَحوِ أَرضَكِ يَضرِبُ
مَرِضتُ فَجاؤوا بِالمُعالِجِ وَالرُقى / وَقالوا بَصيرٌ بِالدَوَا مُتَطَبِّبُ
أَتاني فَداواني وَطالَ اِختِلافُهُ / إِلَيَّ فَأَعياهُ الرُقى وَالتَطَبُّبُ
وَلَم يُغنِ عَنّي ما يُعَقِّدُ طائِلاً / وَلا ما يُمَنّيني الطَبيبُ المُجَرِّبُ
وَلا نُشُراتٌ باتَ يَغسِلُني بِها / إِذا ما بَدا لي الكَوكَبُ المُتَصَوِّبُ
وَبانوا وَقَد زالَت بِلُبناكَ جَسرَةٌ / سَبوحٌ وَمَوّارُ المَلاطَينِ أَصهَبُ
تَظُنُّ مِنَ الظَنِّ المُكَذَّبِ أَنَّهُ / وَراكِبُهُ دارا بِمَكَّةَ يَطلِبُ
فَلا وَالَّذي مَسَّحتُ أَركانَ بَيتِهِ / أَطوفُ بِهِ فيمَن يَطوفُ وَيَحصِبُ
نَسيتُكَ ما أَرسى ثَبيرٌ مَكانَهُ / وَما دامَ جارا لِلحَجونِ المُحَصَّبُ
وَما سَجَعَت وَرقاءُ تَهتُفُ بِالضُحى / تُصَعِّدُ في أَفنانِها وَتُصَوِّبُ
وَما أَمطَرَت يَوماً بِنَجدٍ سَحابَةٌ / وَما اِخضَرَّ بِالأَجراعِ طَلحٌ وَتَنضُبُ
وَقالَ أُناسٌ وَالظُنونُ كَثيرَةٌ / وَأَعلَمُ شَيءٍ بِالهَوى مَن يُجَرِّبُ
أَلا إِنَّ في اليَأسِ المُفَرِّقُ راحَةً / سَيُسليكَ عَمَّن نَفعُهُ عَنكَ يَعزُبُ
فَكُلُّ الَّذي قالوا بَلَوتُ فَلَم أَجِد / لِذي الشَجوِ أَشفى مِن هَوى حينَ يَقرُبُ
عَلَيها سَلامُ اللَهِ ما هَبَّتِ الصَبا / وَما لاحَ وَهنا في دُجى اللَيلِ كَوكَبُ
فَلَستُ بِمُبتاعٍ وِصالاً بِوَصلِها / وَلَستُ بِمُفشٍ سِرَّها حينَ أَغضَبُ
وَما هُوَ إِلّا أَن أَراها فُجاءَةً
وَما هُوَ إِلّا أَن أَراها فُجاءَةً / فَأَبهَتُ حَتّى ما أَكادُ أُجيبُ
حَلَفتُ لَها بِالمَشعَرَينِ وَزَمزَمٍ
حَلَفتُ لَها بِالمَشعَرَينِ وَزَمزَمٍ / وَذو العَرشِ فَوقَ المُقسِمينَ رَقيبُ
لَئِن كانَ بَردُ الماءِ حَرّانَ صادِياً / إِلَيَّ حَبيباً إِنَّها لَحَبيبُ
يُقَرُّ بِعَيني قُربُها وَيَزيدُني
يُقَرُّ بِعَيني قُربُها وَيَزيدُني / بِها كَلَفاً مَن كانَ عِندي يَعيبُها
وَكَم قائِلٍ قَد قالَ تُب فَعَصَيتُهُ / وَتِلكَ لَعَمري تَوبَةٌ لا أَتوبُها
فَيا نَفسُ صَبراً لَستِ وَاللَهِ فَاِعلَمي / بِأَوَّلِ نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبُها
لَقَد نادى الغُرابُ بِبَينِ لُبنى
لَقَد نادى الغُرابُ بِبَينِ لُبنى / فَطارَ القَلبُ مِن حَذَرِ الغُرابِ
وَقالَ غَداً تَباعَدُ دارُ لُبنى / وَتَنأى بَعدَ وُدٍّ وَاِقتِرابِ
فَقُلتُ تَعِستَ وَيحُكَ مِن غُرابٍ / وَكانَ الدَهرَ سَعيُكَ في تَبابِ
لَقَد أولِعتَ لا لاقَيتَ خَيراً / بِتَفريقِ المُحِبِّ عَنِ الحُبابِ
أَيا كَبِداً طارَت صُدوعاً نَوافِذا
أَيا كَبِداً طارَت صُدوعاً نَوافِذا / وَيا حَسرَتا ماذا تَغَلغَلَ في القَلبِ
فَأُقسِمُ ما عُمشُ العُيونِ شَوارِفٌ / رَوائِمُ بَوٍّ حائِماتٌ عَلى سَقبِ
تَشَمَّمنَهُ لَو يَستَطِعنَ اِرتَشَفنَهُ / إِذا سُفنَهُ يَزدَدنَ نَكباً عَلى بَكبِ
رَإِمنَ فَما تَنحاشُ مِنهُنَّ شارِفٌ / وَحالَفنَ حَبساً في المُحولِ وَفي الجَدبِ
بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ وَلَّت حُمولُها / وَقَد طَلَعَت أولى الرِكابِ مِنَ النَقبِ
وَكُلُّ مُلِمّاتِ الزَمانِ وَجَدتُها / سِوى فُرقَةِ الأَحبابِ هَيِّنَةَ الخَطبِ
إِذا اِفتَلَتَت مِنكَ النَوى ذا مَوَدَّةٍ / حَبيباً بِتَصداعٍ مِنَ البَينِ ذي شَغبِ
أَذاقَتكَ مُرَّ العَيشِ أَو مُتَّ حَسرَةً / كَما ماتَ مَسقِيُّ الضَياحِ عَلى أَلبِ
وَقُلتُ لِقَلبي حينَ لَجَّ بِيَ الهَوى / وَكَلَّفَني ما لا يُطيقُ مِنَ الحُبِّ
أَلا أَيُّها القَلبُ الَّذي قادَهُ الهَوى / أَفِق لا أَقَرَّ اللَهُ عَينَكَ مِن قَلبِ
نُباحُ كَلبٍ بِأَعلى الوادِ مِن سَرِفٍ
نُباحُ كَلبٍ بِأَعلى الوادِ مِن سَرِفٍ / أَشهى إِلى النَفسِ مِن تَأذينِ أَيّوبِ
أَمَسُّ تُرابَ أَرضِكِ يا لُبَينى
أَمَسُّ تُرابَ أَرضِكِ يا لُبَينى / وَلَولا أَنتِ لَم أَمسَس تُرابا
وَما أَحبَبتُ أَرضَكُم وَلَكِن
وَما أَحبَبتُ أَرضَكُم وَلَكِن / أُقَبِّلُ إِثرَ مَن وَطِئَ التُرابا
لَقَد لاقَيتُ مِن كَلَفي بِلُبنى / بَلاءَ ما أُسيغَ بِهِ الشَرابا
إِذا نادى المُنادي بِاِسمِ لُبنى / عَيَيتُ فَما أَطيقُ لَهُ جَوابا
فَهَذا فِعلُ شَيخَينا جَميعاً / أَرادا لي البَلِيَّةَ وَالعَذابا
إِذا خَدِرَت رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَها
إِذا خَدِرَت رِجلي تَذَكَّرتُ مَن لَها / فَنادَيتُ لُبنى بِاِسمِها وَدَعَوتُ
دَعَوتُ الَّتي لَو أَنَّ نَفسي تُطيعُني / لَفارَقتُها مِن حُبِّها وَقَضَيتُ
بَرَت نَبلَها لِلصيدِ لُبنى وَرَيَّشَت / وَرَيَّشتُ أُخرى مِثلُها وَبَرَيتُ
فَلَمّا رَمَتني أَقصَدَتني بِسَهمِها / وَأَخطَأتُها بِالسَهمِ حينَ رَميتُ
وَفارَقتُ لُبنى ضَلَّةً فَكَأَنَّني / قُرِنتَ إِلى العُيوقِ ثُمَّ هَوَيتُ
فَيا لَيتَ أَنّي مِتُّ قَبلَ فِراقِها / وَهَل تَرجِعَن فَوتَ القَضِيَّةِ لَيتُ
فَصِرتُ وَشَيخي كَالَّذي عَثَرَت بِهِ / غَداةَ الوَغى بَينَ العُداةِ كُمَيتُ
فَقامَت وَلَم تُضرَر هُناكَ سَوِيَّةً / وَفارِسُها تَحتَ السَنابِكِ مَيتُ
فَإِن يَكُ تَهيامي بِلُبنى غَوايَةً / فَقَد يا ذَريحَ بنَ الحُبابِ غَوَيتُ
فَلا أَنتَ ما أَمَّلتَ فِيَّ رَأَيتُهُ / وَلا أَنا لُبنى وَالحَياةَ حَوَيتُ
فَوَطِّن لِهُلكي مِنكِ نَفساً فَإِنَّني / كَأَنَّكَ بي قَد يا ذُرَيحَ قَضَيتُ
لَقَد عَذَّبتَني يا حُبَّ لُبنى
لَقَد عَذَّبتَني يا حُبَّ لُبنى / فَقَع إِمّا بِمَوتٍ أَو حَياةِ
فَإِنَّ المَوتَ أَروَحُ مِن حَياةٍ / نَدومُ عَلى التَباعُدِ وَالشَتاتِ
وَقالَ الأَقرَبونَ تَعَزَّ عَنها / فَقُلتُ لَهُم إِذَن حانَت وَفاتي
ماتَت لُبَينى فَمَوتُها مَوتي
ماتَت لُبَينى فَمَوتُها مَوتي / هَل تَنفَعَن حَسرَةٌ عَلى الفَوتِ
وَسَوفَ أَبكي بُكاءَ مُكتَإِبٍ / قَضى حَياةً وَجداً عَلى مَيتِ
كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يَغدى
كَأَنَّ القَلبَ لَيلَةَ قيلَ يَغدى / بِلَيلى العامِرِيَةِ أَو يُراحُ
قَطاةً عَزَّها شَرَكٌ فَباتَت / تُجاذِبُهُ وَقَد عَلِقَ الجَناحُ
هَبيني اِمرَأً إِن تُحسِنى فَهوَ شاكِرٌ
هَبيني اِمرَأً إِن تُحسِنى فَهوَ شاكِرٌ / لِذاكَ وَإِن لَم تُحسِني فَهوَ صافِحُ
وَإِن يَكُ أَقوامٌ رَساؤوا وَأَهجَروا / فَإِنَّ الَّذي بَيني وَبَينَكِ صالِحُ
وَمَهما يَكُن فَالقَلبُ يا لُبنَ ناشِرٌ / عَلَيكِ الهَوى وَالجَيبُ ما عِشتُ ناصِحُ
وَإِنَّكَ مِن لُبنى العَشيَّةَ رائِحٌ / مَريضُ الَّذي تُطوى عَلَيهِ الجَوانِحُ
فَما وَجِدَت وَجدي بِها أُمُّ واحِدٌ / بِواحِدِها ضُمَّت عَلَيهِ صَفائِحُ
وَجَدتُ بِها وَجدَ المُضِلِّ رِكابَهُ / بِمَكَّةَ وَالرُكبانُ غادٍ وَرائِحُ
نُباكِرُ أَم تَروحُ غَداً رَواحا
نُباكِرُ أَم تَروحُ غَداً رَواحا / وَلَن يَسطيعَ مَرتَهَن بَراحا
سَقيمٌ لا يُصابُ لَهُ دَواءُ / أَصابَ الحُبُّ مَقلَتَهُ فَناحا
وَعَذَّبَهُ الهَوى حَتّى بَراهُ / كَبَريِ القَينِ بِالسَفَنِ القِداحا
فَكادَ يُذيقَهُ جُرَعَ المَنايا / وَلَو سَقّاهُ ذالِكَ لَاِستَراحا
وَفى عُروَةَ العُذريِّ إِن مِتُّ أُسوَةٌ
وَفى عُروَةَ العُذريِّ إِن مِتُّ أُسوَةٌ / وَعَمروِ بنِ عَجلانَ الَّذي قَتَلَت هِندُ
وَبي مِثلُ ما ماتا بِهِ غَيرَ أَنَّني / إِلى أَجَلٍ لَم يَأتِني وَقتُهُ بَعدُ
هَلِ الحُبُّ إِلّا عَبرَةٌ بَعدَ عَبرَةٍ / وَحَرٌّ عَلى الأَحشاءِ لَيسَ لَهُ بَردُ
وَفَيضُ دُموعِ العَينِ بِاللَيلِ كُلَّما / بَدا عَلَماً مِن أَرضِكُم لَم يَكُن يَبدو
عيدَ قَيسٌ مِن حُبِّ لُبنى وَلُبنى
عيدَ قَيسٌ مِن حُبِّ لُبنى وَلُبنى / داءُ قَيسٍ وَالحُبُّ داءٌ شَديدُ
وَإِذا عادَني العَوائِدُ يَوماً / قالَتِ العَينُ لا أَرى مَن أُريدُ
لَيتَ لُبنى تَعودَني ثُمَّ أَقضي / أَنَّها لا تَعودُ فيمَن يَعودُ
وَيحَ قَيسٍ لَقَد تَضَمَّنَ مِنها / داءَ خَبلٍ فَالقَلبُ مِنهُ عَميدُ
أَلا لَيتَ أَيّامَ مَضَينَ تَعودُ
أَلا لَيتَ أَيّامَ مَضَينَ تَعودُ / فَإِن عُدنَ يَوماً إِنَّني لَسَعيدُ
سَقى دارَ لُبنى حَيثُ حَلَّت وَخَيَّمَت / مِنَ الأَرضِ مُنهَلُّ الغَمامِ رَعودُ
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعَدَت / فَإِن تَدنُ مِنّا فَالدُنوُّ مَزيدُ
فَلا اليَأسُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي / وَلُبنى مَنوعٌ ما تَكادُ تَجودُ
كَأَنِّيَ مِن لُبنى سَليمٌ مُسَهَّدٌ / يَظَلُّ عَلى أَيدي الرِجالِ يَميدُ
رَمَتني لُبَينى في الفُؤادِ بِسَهمِها / وَسَهمُ لُبَينى لِلفُؤادِ صَيودُ
سَلا كُلُّ ذي شَجوٍ عَلِمتُ مَكانَهُ / وَقَلبي لِلُبنى ما حَيِيتُ وَدودُ
وَقائِلَةٍ قَد ماتَ أَو هُوَ مَيِّتٌ / وَلِلنَفسِ مِنى أَن تَفيضَ رَصيدُ
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَةٍ / عَلى رَمَقٍ وَالعائِداتُ تَعودُ
فَإِن ذُكِرَت لُبنى هَشِشتُ لِذِكرِها / كَما هَشَّ لِلثَديِ الدَرورِ وَليدُ
أُجيبُ بِلُبنى مَن دَعاني تَجَلُّدا / وَبي زَفَراتٌ تَنجَلي وَتَعودُ
نُعيدُ إِلى رَوحِ الحَياةَ وَإِنَّني / بِنَفسِيَ لَو عايَنتِني لَأَجودُ
لَعَمري يَقَد صاحَ الغُرابُ بِبَينِهِم
لَعَمري يَقَد صاحَ الغُرابُ بِبَينِهِم / فَأَوجَعَ قَلبي بِالحَديثِ الَّذي يُبدي
فَقُلتُ لَهُ أَفصَحتَ لا طِرتَ بَعدَها / بِريشٍ فَهَل لِلبَينِ وَيحَكَ مِن رَدِّ
فَما وَجَدَت وَجدي بِها أُمُّ واحيدٍ
فَما وَجَدَت وَجدي بِها أُمُّ واحيدٍ / وَلا وَجَدَ النَهديُّ وَجدي عَلى هِندِ
وَلا وَجَدَ العُذريُّ عَروَةُ في الهَوى / كَوَجدي وَلا مَن كانَ قَبلي وَلا بَعدي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025