المجموع : 211
وَاِنصَرَفنا لَمّا تَغَنَّت عِطاشاً
وَاِنصَرَفنا لَمّا تَغَنَّت عِطاشاً / وَالقَناني كَما دَخَلنا مِلاءُ
فَإِن يَكُ عَن لِقائِكَ غابَ وَجهي
فَإِن يَكُ عَن لِقائِكَ غابَ وَجهي / فَلَم تَغِبِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ
وَلَم يَزَلِ الثَناءُ عَلَيكَ يَترى / بِظَهرِ الغَيبِ يَتبَعُهُ الثَناءُ
وَلَيلٍ في كَواكِبِهِ حِرانٌ
وَلَيلٍ في كَواكِبِهِ حِرانٌ / فَلَيسَ لِطولِ مُدَّتِهِ اِنقِضاءُ
عَدِمتُ مَحاسِنَ الإِصباحِ فيهِ / كَأَنَّ الصُبحَ جودٌ أَو وَفاءُ
قَد أَتى الطيلَسانُ مُستَوعِباً شُك
قَد أَتى الطيلَسانُ مُستَوعِباً شُك / ريَ في حُسنِ مَنظَرٍ وَرُواءِ
مُثقِلاً عاتِقي وَإِن كانَ في الخِف / فَةِ وَاللُطفِ في قِياسِ الهَواءِ
تَسرَحُ العَينُ مِنهُ وَالقَلبُ في الآ / لِ وَفي الماءِ وَالسَنا وَالبَهاءِ
يَتَلَقّى حَرَّ الصُدودِ بِبَردِ ال / وَصلِ وَالصَيفَ في طِباعِ الشِتاءِ
يَخفِقُ الدَهرُ في النَسيمِ كَما يَخ / فِقُ قَلبُ الجبانِ في الهيجاء
كُلُّ جزءٍ مِنهُ يَمُجُّ إِلى الأَر / واحِ رَوحَ المُنى وَبَردَ الوَفاءِ
لَيسَ فيهِ لِلنّارِ وَالأَرضِ حَظٌّ / هو مِن جَوهَرَي هواءٍ وَماءِ
زادَ في هِمَّتي وَنَفسي وَتَأمي / لي عُلُوّاً وَزادَ في كِبرِيائي
فَكَأَنّي إِذا تَبخترتُ فيهِ / قَد تَطَيلَستُ نِصفَ بَدرِ السَماءِ
لا تُعِدَّنَّ لِلزَّمانِ صَديقاً
لا تُعِدَّنَّ لِلزَّمانِ صَديقاً / وَأَعِدَّ الزَمانَ لِلأَصدِقاء
أَلَيسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثلي
أَلَيسَ مِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِثلي / يُقامُ لِأَحمَدَ بنِ أَبي العَلاءِ
وَلي نَفسٌ أَبَت إِلّا اِرتِفاعاً / فَأَضحَت كَالسَماءِ عَلى السَماءِ
لَقَد غَضِبَ الزَمانُ عَلى أُناسٍ / فأَبلاهُم بِأَولادِ الزِناءِ
أَعزِز عَلَيَّ بِأَن يَشُمَّكَ باخِلٌ
أَعزِز عَلَيَّ بِأَن يَشُمَّكَ باخِلٌ / أَو أَن تَراكَ نَواظِرُ السُقَطاءِ
لا تَعجَبي يا هِندُ مَن
لا تَعجَبي يا هِندُ مَن / حالي فَما فيها عَجَب
إِنَّ الزَمانَ بِمَن تَقَدَّ / دَمَ في النَباهَةِ مُنقَلِب
فَالجَهلُ يَضطَهِدُ الحِجى / وَالرَأسُ يَعلوهُ الذَنَب
الحَمدُ لِلَّهِ لَيسَ لي كاتِب
الحَمدُ لِلَّهِ لَيسَ لي كاتِب / وَلا عَلى بابِ مَنزِلي حاجِب
وَلا حِمارٌ إِذا عَزَمتُ عَلى / رُكوبِهِ قيلَ جَحظَةٌ راكِب
وَلا قَميصٌ يَكونُ لي بَدَلاً / مَخافَةً مِن قَميصِيَ الذاهِب
وَأُجرَةُ البَيتِ فَهيَ مُقرِحَةٌ / أَجفانَ عَيني بِالوابِلِ الساكِب
إِن زارَني صاحِبٌ عَزَمتُ عَلى / بَيعِ كِتابٍ لِشَبعَةِ الصاحِب
أَصبَحتُ في مَعشَرٍ تَشَمُّتُهُم / فَرضٌ مِنَ اللَهِ لازِبٌ واجِب
فيهِم صَديقٌ في عُرسِهِ عَجَبٌ / إِذا تَأَمَّلتَ أَمرَها عاجِب
تَحسَبُها حُرَّةً وَحافِرُها / أَرَقُّ مِن شِعرِ خالِدِ الكاتِب
حَسبي ضَجِرتُ مِنَ الأَدَب
حَسبي ضَجِرتُ مِنَ الأَدَب / وَرَأَيَّتُهُ سَبَبَ العَطَب
وَهَجَرتُ إِعرابَ الكَلا / مِ وَما حَفِظتُ مِنَ الخُطَب
وَرَفَضتُ تَفسيرَ الغَريبِ / وَعِلمَ أَشعارِ العَرَب
وَشَنِئتُ أَخبارَ الزُبَيرِ / وَما رَواهُ مِنَ النَسَب
وَرَهَنتُ ديوانَ النَقا / ئِضِ وَاِستَرَحتُ مِنَ التَعَب
وَلا عَن رِضاً كانَ الحِمارُ مطيَّتي
وَلا عَن رِضاً كانَ الحِمارُ مطيَّتي / وَلكِنَّ مَن يَمشي سَيَرضى بِما رَكِب
أَحسَنُ من قَهوَةٍ مُعَتَّقةٍ
أَحسَنُ من قَهوَةٍ مُعَتَّقةٍ / تَخالُها في إِنائِها ذَهَبا
مِن كُلِّ مَقدودَةٍ مُنَعَّمَةٍ / تَقسِمُ فينا أَلحاظُها الوَصَبا
نِعمَةُ قومٍ أَزالها قَدَرٌ / لَم يَحظَ حُرُّ فيها بِما طَلَبا
أَيَعذُبُ مِن بَعدِ اِبن حَمدونَ مشرَبٌ
أَيَعذُبُ مِن بَعدِ اِبن حَمدونَ مشرَبٌ / لَقَد كُدِّرَت بَعد الصَفاءِ المَشارِبُ
أُصِبنا بِهِ فَاِستَأسَدَ الضَبعُ بَعدَهُ / وَدَبّت إِلَينا من أُناسٍ عَقارِبُ
وَقُطِّبَ وَجهُ الدَهرِ بَعدَ وَفاتِهِ / فَمِن أَيِّ وَجهٍ جئتَهُ فَهوَ قاطِبُ
بِمَن أَلِجُ البابَ الشَديدَ حِجابُهُ / إِذا اِزدَحَمَت يَوماً عَلَيهِ المَواكِبُ
بِمَن أَبلُغُ الغاياتِ أَم مَن بِجاهِهِ / أَنالُ وَأَحوي كلَّ ما أَنا طالِبُ
فَأَصبَحتُ حِلفَ البَيتِ خَلفَ جِدارِهِ / وَبِالأَمرِ منّي يَستَعيذُ النَجائِبُ
يا مَن بَعُدتُ عَن الكَرى بِبُعادِهِ
يا مَن بَعُدتُ عَن الكَرى بِبُعادِهِ / الصَبرُ مُذ غُيِّبتَ عَنّي غائِبُ
أَصبَحتُ أَجحَدُ أَنَّني لَكَ عاشِق / وَالعَينُ مُخبِرَةٌ بِأَنّي كاذِبُ
لَم يَبلُغِ الشَيخُ إِبليسٌ إِرادَتَهُ
لَم يَبلُغِ الشَيخُ إِبليسٌ إِرادَتَهُ / حَتّى تَكاثَفَ في عُنقودِهِ العِنَبُ
أَلا أَيُّها البَرقُ الَّذي صابَ وَدقُه
أَلا أَيُّها البَرقُ الَّذي صابَ وَدقُه / وَسارَت بِهِ في الجانِبَينِ الجَنائِبُ
إِذا أَنتَ روَّيتَ المطيرَةَ مِثلَما / رَوينا بِهِ خَمراً فَحَقُّكَ واجِبُ
قُلتُ لما رَأَيتُهُ في قُصورٍ
قُلتُ لما رَأَيتُهُ في قُصورٍ / مُشرِفاتٍ وَنِعمَةٍ لا تُعابُ
ربِّ ما أَبيَنَ التبايُنَ فيهِ / مَنزِلٌ عامِرٌ وَعَقلٌ خرابُ
يا راقِداً وَنَسيمُ الوَردِ مُنتَبِهٌ
يا راقِداً وَنَسيمُ الوَردِ مُنتَبِهٌ / في رِبقَةِ القُفصِ وَالأَطيارُ تَنتَحِبُ
الوَردُ ضَيفٌ فَلا تَجهَل كَرامَتَهُ / وَهاتِها قَهوَةً في الكاسِ تَلتَهِبُ
سَقياً لَهُ زائِراً تَحيا النُفوسُ بِهِ / يَجودُ بِالوَصلِ حيناً ثُمَّ يَجتَنِبُ
تَبّاً لِحُرٍّ رَآهُ وَهوَ ذو جِدَةٍ / لَم يَقضِ من حَقِّهِ بِالشُربِ ما يَجِبُ
قُل لِلَّذينَ تَحَصَّنوا من راغِبٍ
قُل لِلَّذينَ تَحَصَّنوا من راغِبٍ / بِمَنازِلٍ من دونِها حُجّابُ
إِن حالَ لِقائِكُم بَوّابُكُم / فَاللَهُ لَيسَ لِبابِهِ بَوّابُ
أَبا فَرَجٍ أُهجى لَدَيكَ وَيُعتَدى
أَبا فَرَجٍ أُهجى لَدَيكَ وَيُعتَدى / عَلَيَّ فَلا تَحمي لِذاكَ وَتَغضَبُ
لَعَمرُكَ ما أَنصَفتَني في مَوَدَّتي / فَكُن مُعتِباً إِنَّ الأَكارِمَ تَعتِبُ