المجموع : 68
قَد عَزَّني الداءُ فَما لي دَواء
قَد عَزَّني الداءُ فَما لي دَواء / مِمّا أَلاقي مِن حَسانِ النِساء
قَلبٌ صَحيحٌ كُنتُ أَسطو بِهِ / أَصبَحَ مِن سَلمى بِداءٍ عَياءُ
أَنفاسُها مِسكٌ وَفي طَرفِها / سِحرٌ وَما لي غَيرَها مِن دَواءِ
وَعَدَتني وَعداً فأَوفي بِهِ / هَل تَصلُحُ الخَمرَةُ إِلّا بِماءِ
كَم كُربَةٍ قَد مَسَّني ضُرُّها / نادَيتُ فيها عَمرَ بنَ العَلاءِ
بِعَيسا باذَ حُرٌّ مِن قُرَيشٍ
بِعَيسا باذَ حُرٌّ مِن قُرَيشٍ / عَلى جَنَباتِهِ الشَربُ الرِواءُ
يَعوذُ المُسلِمونَ بِحَقوَتَيهِ / إِذا ما كانَ خَوفٌ أَو رَجاءُ
وَبِالميدانِ دَورٌ مُشرِفاتٌ / يُشَيِّدُهُنَّ قَومٌ أَدعِياءُ
وَكَم مِن قائِلٍ إِنّي صَحيحٌ / وَتَأباهُ الخَلائِقُ وَالرُواءُ
لَهُ حَسبٌ يَضِنُّ بِهِ لِيَبقى / وَلَيسَ لِما يَضِنُّ بِهِ بَقاءُ
عَلى الضَبِّيِّ لُؤمٌ لَيسَ يَخفى / يَغطيهِ فَيَنكَشِفُ الغِطاءُ
لَعَمري لَو أَقامَ أَبو خُدَيجٍ / بِناءَ الدارِ ما اِنهَدَمَ البِناءُ
إِنّي أَتَتني عَنِ المَهدِيِّ مَعتَبَةٌ
إِنّي أَتَتني عَنِ المَهدِيِّ مَعتَبَةٌ / تَكادُ مِن خَوفِها الأَحشاءُ تَضطَّرِبُ
اِسمَع فِداكَ بَنو حَواءَ كُلُّهُمُ / وَقَد يَحورُ بِرَأسِ الكاذِبِ الكَذِبِ
فَقَد حَلَفتُ يَميناً غَيرَ كاذِبَةٍ / يَومَ المَغيبَةِ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ
أَلا يُحالِفَ مَدحي غَيرَكُم أَبَداً / وَلَو تَلاقى عَلَيَّ الغَرضُ وَالحَقَبُ
إِنّي أَعوذُ بِخَيرِ الناسِ كُلِّهِمِ / وَأَنتَ ذاكَ بِما نَأتي وَنَجتَنِبُ
كَيفَ الفِرارُ وَلَم أَبلِغ رِضى مَلِكٍ / تَبدو المَنايا بِعَينَيهِ وَتَحتَجِبُ
وَأَنتَ كَالدَهرِ مَبثوثاً حَبائِلُهُ / وَالدَهرُ لا مَلجَأٌ مِنهُ وَلا هَرَبُ
وَلَو مَلَكتُ عِنانَ الريحِ أَصرِفُها / في كُلِّ ناحِيَةٍ ما فاتَها الطَلَبُ
فَلَيسَ إِلّا اِنتِظاري مِنكَ عارِفَةً / فيها مِنَ الخَوفِ مُنجاةٌ وَمُنقَلَبُ
مَولاكَ مَولاكَ لا تُشمِت أَعادِيَةُ / فَما وَراءَكَ لي ذَكرٌ وَلا نَسَبُ
يَمَّمتُ موسى الإِمامَ مُرتَغِباً
يَمَّمتُ موسى الإِمامَ مُرتَغِباً / أَرجو نَداهُ وَالخَيرُ مُطَّلَبُ
فَرعَي قُرَيشٍ عَزّاً وَمَكرُمَةً / وَأَعظَمُ الناسَ حينَ يَنتَسِبُ
لَولا هُداكُم وَفَضلُ أَوَّلِكُم / لَم تَدرِ ما أَصلُ دينِها العَرَبُ
أَتَتني تُؤَنِّبُني في البُكاءِ
أَتَتني تُؤَنِّبُني في البُكاءِ / فاهِلاً بِها وَبَتَأنيبِها
تَقولُ وَفي قَولِها حِشمَةٌ / أَتَبكي بِعَينٍ تَراني بِها
فَقُلتُ إِذا اِستَحسَنَت غَيرَكُم / أَمَرتُ الدُموعَ بِتَأديبِها
إِذا نَزَلَ الفَضلُ بنُ يَحيى بِبَلدَةٍ
إِذا نَزَلَ الفَضلُ بنُ يَحيى بِبَلدَةٍ / رَأَيتَ بِها عُشبَ المَكارِمِ يَنبُتُ
وَلَيسَ بِسَعّالٍ إِذا سيلَ حاجَةً / وَلا بِمُكِبٍّ في ثَرى الأَرضِ يَنكُثُ
حَضَرَ الرَحيلُ وَشُدَّتِ الأَحداجُ
حَضَرَ الرَحيلُ وَشُدَّتِ الأَحداجُ / وَغَدا بِهِنَّ مُشَمِّرٌ مِزعاجُ
لِلشَّوقِ نيرانٌ قَدَحنَ بِقَلبِهِ / حَتّى اِستَمَرَّ بِهِ الهَوى المِلجاجُ
أَزعِج هَواكَ إِلى الَّذينَ تُحِبُّهُم / إِنَّ المُحِبَّ يَسوقُهُ الإِزعاجُ
لَن يُدنِيَّنكَ لِلحَبيبِ وَوَصلِهِ / إِلا السُرى وَالبازِلُ الهَجهاجُ
إِنَّ المَنايا في السُيوفِ كَوامِنٌ / حَتّى يُهَيِّجَها فَتىً هَيّاجُ
وَمَدجَجٍ يَغشى المَضيقَ بِسَيفِهِ / حَتّى يَكونَ بِسَيفِهِ الإِفراجُ
نَزَلَت نُجومُ اللَيلِ فَوقَ رُؤوسِهِم / وَلِكُلِّ قَومٍ كَوكَبٌ وَهّاجُ
شَرِبَت بِمَكَّةَ في ذُرى بَطحائِها / ماءَ النُبُوَّةِ لَيسَ فيهِ مِزاجُ
سَأُرسِلُ بَيتا قَد وَسَمتُ جَبينَهُ
سَأُرسِلُ بَيتا قَد وَسَمتُ جَبينَهُ / يُقَطِّعُ أَعناقَ البُيوتِ الشَوارِدِ
أَقامَ النَدى وَالجودُ في كُلِّ مَنزِلٍ / أَقامَ بِهِ الفَضلُ بنُ يَحيى بنُ خالِدِ
لَقَد فازَ موسى بِالخِلافَةِ وَالهُدى
لَقَد فازَ موسى بِالخِلافَةِ وَالهُدى / وَماتَ أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدُ
فَماتَ الَّذي عَمَّ البَرِيَّةَ فَقدُهُ / وَقامَ الَّذي يَكفيكَ مِن يَتَفَقَّدُ
ما اِقبَحَ التَزهيدَ مِن واعِظٍ
ما اِقبَحَ التَزهيدَ مِن واعِظٍ / يُزَهِّدُ الناسَ وَلا يَزهَدُ
لَو كانَ في تَزهيدِهِ صادِقاً / أَضحى وَأَمسى بَيتَهُ المَسجِدِ
وَرَفَضَ الدُنيا وَلَم يَلقَها / وَلَم يَكُن يَسعى وَيَستَرفِدُ
يَخافُ أَن تَنفَدَ اِرزاقُهُ / وَالرِزقُ عِندَ اللَهِ لا يَنفَدُ
الرِزقُ مَقسومٌ عَلى مَن تَرى / يَنالُهُ الأَبيَضُ وَالأَسوَدُ
كُلٌّ يُوَفّى رِزقَهُ كامِلاً / مِن كَفَّ عَن جَهدٍ وَمَن يَجهَدُ
يَقومُ مَعَ الرُمحِ الرُدَينِيِّ قائِماً
يَقومُ مَعَ الرُمحِ الرُدَينِيِّ قائِماً / وَيَقصُرُ عَنهُ طولُ كُلِّ نِجادِ
يا صالِحَ الجودِ الَّذي مَجدُهُ
يا صالِحَ الجودِ الَّذي مَجدُهُ / أَفسَدَ مَجدَ الناسِ بِالجودِ
بَنَيتَ قَصراً مُشرِفاً عالِياً / بِطائِرَي سَعدٍ وَمَسعودِ
كَأَنَّما يَرفَعُ بُنيانَهُ / جِنُّ سُلَيمانَ بنِ داودِ
لا زِلتَ مَسروراً بِهِ سالِماً / عَلى اِختِلافِ البيضِ وَالسودِ
وَأَينَ مَن جَبَرَ الإِسلامَ يَومَ وَهِيَ
وَأَينَ مَن جَبَرَ الإِسلامَ يَومَ وَهِيَ / وَاِستَنقَذَ الناسُ مِن عَمياءَ صَيخودِ
قالَت قُرَيشٌ غَداةُ اِنهاضَ مُلكُهُمُ / يا اِبنَ الرَبيعِ وَأَعطَوا بِالمَقاليدِ
فَقامَ بِالأَمرِ مِئناسٌ بِوَحدَتِهِ / ماضي العَزيمَةِ ضَرّابُ القَماحيدِ
إِنَّ الأُمورَ إِذا ضاقَت مَسالِكُها / حَلَّت يَدُ الفَضلِ مِنها كُلَّ مَعقودِ
إِنَّ الرَبيعَ وَإِنَّ الفَضلَ قَد بَنَيا / رِواقَ مَجدٍ عَلى العَبّاسِ مَمدودٌ
قُل لِلإِمامِ الَّذي جاءَت خِلافَتُهُ
قُل لِلإِمامِ الَّذي جاءَت خِلافَتُهُ / تَهدى إِلَيهِ بِحَقٍّ غَيرِ مَردودِ
نِعمَ المُعينُ عَلى التَقوى أُعِنتَ بِهِ / أَخوكَ في اللَهِ يَعقوبُ بنُ داوُدِ
موسى المَطَرغَيثٌ بَكِر
موسى المَطَرغَيثٌ بَكِر / ثُمَّ اِنهَمَر أَلوى المِرَر
كَم اِعتَسَر ثُمَّ اِتَّسَر / وَكَم قَدَر ثُمَّ غَفَر
عَدلُ السِيَر باقي الأَثَر / خَيرٌ وَشَر نَفعٌ وَضَر
خَيرُ البَشَر فِرعُ مُضِر / بَدرٌ بَدَر وَالمُفتَخَر
لِمَن غَبَر /
موسى المَطَر غَيثٌ بَكَر / ثُمَّ اِنهَمَر لِما اِغتَفَر
ثُمَّ غَفَر لِما قَدَر / ثُمَّ اِقتَصَر عَدلُ السَيَر
باقي الأَثَر خَيرُ البَشَر / فَرعُ مُضِر بَدرٌ بَدَر
لِمَن نَظَر هُوَ الوَزَر / لِمَن حَضَر وَالمُفتَخَر
لا تَسأَلِ المَرءَ عَن خَلائِقِهِ
لا تَسأَلِ المَرءَ عَن خَلائِقِهِ / في وَجهِهِ شاهِدٌ عَنِ الخَبَرِ
قُل لِلمَنازِلِ بِالكَثيبِ الأَعفَرِ
قُل لِلمَنازِلِ بِالكَثيبِ الأَعفَرِ / أُسقيتِ غادِيَةَ السَحابِ المُمطِرِ
قَد وَفَّقَ اللَهُ الخَليفَةَ إِذ بَنى / بَيتَ الخَليفَةِ لِلهِجانِ الأَزهَرِ
فَهُوَ الخَليفَةُ عَن أَبيهِ وَجَدِّهِ / شَهِدا عَلَيهِ بِمَنظَرٍ وَبِمَخبَرِ
قَد بايَعَ الثَقلانِ في مَهدي الهُدى / لِمُحَمَّدِ بنِ زُبَيدَةَ اِبنَةِ جَعفَرِ
وَلَّيتَهُ عَهدَ الأَنامِ وَأَمرَهُم / فَدَمَغَتَ بِالمَعروفِ رَأسَ المُنكَرِ
جاراكَ قَومٌ فَلَم يَنالوا
جاراكَ قَومٌ فَلَم يَنالوا / صَداكَ وَالجَريُ لا يُعارُ
وَكَيفَ تَخافُ مِن بُؤسٍ بِدارٍ
وَكَيفَ تَخافُ مِن بُؤسٍ بِدارٍ / تَكَنَّفَها البَرامِكَةُ البُحورُ
وَقَومٌ مِنهُمُ الفَضلُ بنُ يَحيى / نَفيرٌ ما يُوازِنُهُ نَفيرُ
لَهُ يَومانِ يَومُ نَدىً وَبَأسٍ / كَأَنَّ الدَهرَ بَينَهُما أَسيرُ
إِذا ما البَرمَكِيُّ غَدا اِبنَ عَشرٍ / فَهِمَّتُهُ وَزيرٌ أَو أَميرُ
بَقاءُ الدينِ وَالدُنيا جَميعاً
بَقاءُ الدينِ وَالدُنيا جَميعاً / إِذا بَقِيَ الخَليفَةُ وَالوَزيرُ
يُغارُ عَلى حِمى الإِسلامِ يَحيى / إِذا ما ضَيَّعَ الحَزمَ الغَيورُ
وَلَيسَ يَقومُ بِالإِسلامِ إِلّا / مَعاذٌ يُستَجارُ وَيَستَجيرُ
كِلا يَومَيكَ مِن نَفعٍ وَضَرٍّ / يَحوطُ حِماهُما كَرَمٌ وَخَيرُ
وَما أَلهاكَ عَمّا أَنتَ فيهِ / نَعيمُ المُلكِ وَالوَطِىءُ الوَثيرُ
إِلَيكَ سَبيلُنا مِن كُلِّ وَجهٍ / وَكُلُّ الأَمرِ أَتَ بِهِ بَصيرُ
بَلَوتُ الناسَ مِن عُجمٍ وَعُربٍ / فَما أَحَدٌ يَسيرُ كَما تَسيرُ
فَكُلُّ الأُمورِ مِن قَولٍ وَفِعلٍ / إِذا عَلِقَت يَداكَ بِهِ صَغيرُ
وَفي كَفيكَ مَدرَجَةُ المَنايا / وَمِن جَدواهُما الغَيثُ المَطيرُ
وَأَنتَ العِزُّ في حَربٍ وَسِلمٍ / يُضافُ إِلى مَناكِبِكَ الظُهورُ
عَرَفتَ الدَهرَ مِن خَيرٍ وَشَرٍّ / فَكُلُّ الرَأيِ أَنتَ بِهِ خَبيرُ
وَلَستَ مُجازِياً بِالضِغنِ ضِغناً / وَلَو أَبدى المُظاهَرَةَ الظَهيرُ
فَكُلُّ الناسِ بَينَ غِنىً وَعَفوٌ / لَدَيكَ كِلاهُما دَرٌّ دَرَورُ
وَما يَخفى عَلَيكَ وَأَنتَ طَبٌّ / بُطونٌ لِلأُمورِ وَلا ظُهورُ
سَرابيلُ المَحامِدِ ضافِياتٌ / عَلَيكَ يَزينُها الوَشيُ الحَبيرُ
وَما نَزَعَتكَ لِلدُّنيا هَناتٌ / إِلَيها أَعيُنُ الوُزَراءِ صورُ
وَما إِن نالَ مِن دينٍ لِدُنيا / قَليلٌ مِن هَواكَ وَلا كَثيرُ
وَكانَت قَبلَكَ الوُزَراءُ فَوضى / يَؤُمُّ كَبيرَهُم فيها الصَغيرُ
وَما إِن جازَ مَقطَعَ كُلِّ حَقٍّ / صُعودٌ في هَواكَ وَلا حُدورُ
تَفَرَّجَت الأُمورُ بِبَرَمَكِيٍّ / تُضيءُ لَهُ المَنابِرُ وَالسَريرُ
حَمَلتَ فَوادِحَ الأَعباءِ عَنّا / عَنِ الإِسلامِ أَن شَكَرَ الشَكورُ
لَن مَلِكٌ نِعمَ وَوَزيرُ مَلكٍ / عَلَيهِ مِن لِباسِ الشَيبِ نورُ
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ / إِذا ما نابَهُ الخَطبُ الكَبيرُ
وَأَجزَلُ ما يَكونُ الدَهرُ رَأياً / إِذا عَمِيَ المُشاوَرُ وَالمُشيرُ
وَلا غَرَسَ الأُمورَ وَلا اِجتَناها / كَيَحيى حينَ يَعزِمُ أِو يَسيرُ
إِذا قامَت مَساعي الفَخرِ يَوماً / عَلى الأَقدامِ أَو مُدِحَ المَريرُ
فَما نَفعٌ كَنَفعِ أَبي عَلِيٍّ / وَلا أَحَدٌ يَصيرُ كَما يَصيرُ