المجموع : 28
يا نَبِيَّ الهُدى إِلَيكَ لَجا حَي
يا نَبِيَّ الهُدى إِلَيكَ لَجا حَي / يُ قُرَيشٍ وَلاتَ حينَ لَجاءِ
حينَ ضاقَت عَلَيهِمُ سِعَةُ الأَر / ضِ وَعاداهُمُ إِلَهُ السَماءِ
وَاِلتَقَت حَلقَتا البِطانِ عَلى القَو / مِ وَنودوا بِالصَيلَمِ الصَلعاءِ
إِنَّ سَعداً يُريدُ قاصِمَةَ الظَه / رِ بِأَهلِ الحُجونِ وَالبَطحاءِ
خَزرَجِيٌّ لَو يَستَطيعُ مِنَ الغَي / ظِ رَمانا بِالنَسرِ وَالعَوّاءِ
وَغِرُ الصَدرِ لا يَهِمُّ بِشَيءٍ / غَيرِ سَفكِ الدِما وَسَبيِ النِساءِ
قَد تَلَظّى عَلى البِطاحِ وَجاءَت / عَنهُ هِندٌ بِالسَوءَةِ السَوآءِ
إِذ تَنادى بِذُلِّ حَيِّ قُرَيشٍ / وَاِبنِ حَربٍ بَذاً مِنَ الشُهداءِ
فَلَئِن أَقحَمَ اللِواءَ وَنادى / يا حُماةَ الِلواءِ أَهلَ اللِواءِ
ثُمَّ ثابَت إِلَيهِ مَن بِهِمُ الخَز / رَجُ وَالأَوسُ أَنجُمَ الهَيجاءِ
لِتَكونَنَّ بِالبِطاحِ قُرَيشٌ / فَقعَةَ القاعِ في أَكُفِّ الإِماءِ
فَاِنهَيَنهُ فَإِنَّهُ أَسَدُ الأُس / دِ لَدى الغابِ والِغٌ في الدِماءِ
إِنَّهُ مُطرِقٌ يُريدُ لَنا الأَم / رَ سُكوتاً كَالحَيَّةِ الصَمّاءِ
وَنَحنُ بَنو الحَربِ العَوانِ نَشُنُّها
وَنَحنُ بَنو الحَربِ العَوانِ نَشُنُّها / وَبِالحَربِ سُمّينا فَنَحنُ مُحارِبُ
إِذا قَصُرَت أَسيافُنا كانَ وَصلُها / خُطانا إِلى أَعدائِنا فَنُضارِبُ
فَذلِكَ أَفنانا وَأَبقى قَبائِلاً / سِوانا تَوَقّيهِم قِراعَ الكَتائِبِ
أَيَجزَعُ كَعبٌ لِأَشياعِهِ
أَيَجزَعُ كَعبٌ لِأَشياعِهِ / وَيَبكي مِنَ الزَمَنِ الأَعوَجِ
عَجيجُ المُذَكّي رَأى إِلفَهُ / تَرَوَّحَ في صادِرٍ مُحنِجِ
فَراحَ الرَوايا وَغادَرنَهُ / يُعَجعِجُ قَسراً وَلَم يَحدُجِ
فَقولا لِكَعبٍ يَثَنّي البُكا / وَلِلنَيءِ مِن لَحمِهِ يَنضُجِ
لِمَصرَعِ إِخوانِهِ في مِكَر / مِنَ الخَيلِ ذي قَسطَلٍ مُرهِجِ
فَيا لَيتَ عَمراً وَأَشياعَهُ / وَعُتبَةَ في جَمعِنا السَورَجِ
فَيَشفوا النُفوسَ بِأَوتارِها / بِقَتلى أُصيبَت مِنَ الخَزرَجِ
وَقَتلى مِنَ الأَوسِ في مَعرَكٍ / أُصيبوا جَميعاً بِذي الأَضوَجِ
وَمَقتلَ حَمزَةَ تَحتَ اللِواء / بِمُطَّرِدٍ مارنٍ مُخلِجِ
وَحَيثُ اِنثَنى مُصعَبٌ ثاوِياً / بِضَربَةَ ذي هِبَةٍ سَلجَجِ
بِأُحدٍ وَأَسيافُنا فيهِمُ / تَلَهَّبُ كَاللَهَبِ الموهِجِ
غَداةَ لَقيناكُم في الحَديد / كَأُسدِ البَراحِ فَلَم تَعنِجِ
بِكُلِّ مَجَلَّحَةٍ كَالعُقاب / وَأَجرَدَ ذي مَيعَةٍ مُسرَجِ
فَدُسناهُمُ ثَمَّ حَتّى اِنثَنوا / سِوى زاهِقِ النَفسِ أَو مُحرِجِ
ما بالُ عَينِكَ قَد أَزرى بِها السَهَدُ
ما بالُ عَينِكَ قَد أَزرى بِها السَهَدُ / كَأَنَّما جالَ في أَجفانِها الرَمَدُ
أَمِن فِراقِ حَبيبٍ كُنتَ تَألَفُهُ / قَد حالَ مِن دونِهِ الأَعداءُ وَالبُعُدُ
أَم ذاكَ مِن شَغبِ قَومٍ لا جَداءَ بِهِم / إِذ الحُروبُ تَلَظَّت نارُها تَقِدُ
ما يَنتَهونَ عَنِ الغَيِّ الَّذي رَكِبوا / وَما لَهُم مِن لُؤَيٍّ وَيحَهُم عَضُدُ
وَقَد نَشَدناهُمُ بِاللَهِ قاطِبَةً / فَما تَرُدُّهُمُ الأَرحامُ وَالنُشُدُ
حَتّى إِذا ما أَبَوا إِلاّ مُحارَبَةً / وَاِستَحصَدَت بَينَنا الأَضغانُ وَالحُقُدُ
سِرنا إِلَيهِم بِجَيشٍ في جَوانِبِهِ / قَوانِسُ البيضِ وَالمَحبوكَةُ السُرَدُ
وَالجُردُ تَرفُلُ بِالأَبطالِ شازِبَةً / كَأَنَّها حَدأٌ في سَيرِها تُؤَدُ
جَيشٌ يَقودُهُم صَخرٌ وَيَرأَسُهُم / كَأَنَّهُ لَيثُ غابٍ هاصِرٌ حَرِدُ
فَأَبرَزَ الحَينُ قَوماً مِن مَنازِلِهِم / فَكانَ مِنّا وَمِنهُم مُلتَقىً أُحُدُ
فَغودِرَت مِنهُم قَتلى مُجَندَلَةً / كَالمَعزِ أَصرَدَهُ بِالصَردَحِ البَرَدُ
قَتلى كِرامٌ بَنو النَجّارِ وَسطَهُمُ / وَمُصعَبٌ مِن قَنانا حَولَهُ قَصَدُ
وَحَمزَةُ القَرمُ مَصروعٌ تَطيفُ بِهِ / ثَكلى وَقَد حُزَّ مِنهُ الأَنفُ وَالكَبِدُ
كَأَنَّهُ حينَ يَكبو في جَديلَتِهِ / تَحتَ العَجاجِ وَفيهِ ثَعلَبٌ جَسَدُ
حَوارُ نابٍ وَقَد وَلّى صِحابَتُهُ / كَما تَوَلّى النَعامُ الهارِبُ الشَرِدُ
مُجَلِّحينَ وَلا يُلوونَ قَد مُلِئوا / رُعباً فَنَجَّتهُمُ العَوصاءُ وَالكَوَدُ
تَبكي عَليهِم نِساءٌ لا بُعولَ لَها / مِن كُلِّ سالِبَةٍ أَثوابُها قِدَدُ
وَقَد تَرَكناهُمُ لِلطَيرِ مَلحَمَةً / وَلِلضِباعِ إِلى أَجسادِهِم تَفِدُ
دَعَوتُ إِلى خُطَّةٍ خالِداً
دَعَوتُ إِلى خُطَّةٍ خالِداً / مِنَ المَجدِ ضَيَّعَها خالِدُ
فَوَ اللَهِ أَدري أَضاهى بِها / بَني العَمِّ أَم صَدرُهُ بارِدُ
وَلَو خالِدٌ عادَ في مِثلِها / لَتابَعَهُ عُنُقٌ وارِدُ
أَقولُ لَهُ وَالرُمحُ بَيني وبَينَهُ
أَقولُ لَهُ وَالرُمحُ بَيني وبَينَهُ / أَآذينَ ما ذا الفِعلُ مِثلُ الَّذي تُبدي
فَقالَ وَلَم أَحفَل لِما قالَ إِنَّني / أَدينُ لِكِسرى غَيرَ مُدَّخِرٍ جُهدي
فَصارَت إِلَينا السَيرَوانُ وَأَهلُها / وَما سَبَذانٌ كُلُّها يَومَ ذي الرَمدِ
لَهاشِمٍ وَزُهيرٍ فَرعُ مَكرُمَةٍ
لَهاشِمٍ وَزُهيرٍ فَرعُ مَكرُمَةٍ / بِحَيثُ لاحَت نُجومُ الفُرعِ وَالأَسَدِ
مُجاوِرَ البَيتِ ذي الأَركانِ بَيتَهُما / ما دونَهُ في جِوارِ البَيتِ مِن أَحَدِ
تَدارَكتَ سَعداً عُنوَةً فَأَخَذتَهُ
تَدارَكتَ سَعداً عُنوَةً فَأَخَذتَهُ / وَكانَ شِفاءً لَو تَدارَكتَ مُنذِرا
وَلَو نِلتَهُ طُلَّت هُناكَ جِراحُهُ / وَكانَ حَرِيّاً أَن يُهانَ وَيُهدَرا
عَجِبتُ لِفَخرِ الأَوسِ وَالحَينُ دائرٌ
عَجِبتُ لِفَخرِ الأَوسِ وَالحَينُ دائرٌ / عَلَيهِم غَداً وَالدَهرُ فيهِ بَصائِرُ
وَفَخرُ بَني النَجّارِ إِن كانَ مَعشَرٌ / أُصيبوا بِبَدرٍ كُلُّهُم ثَمَّ صابِرُ
فَإِن تَكُ قَتلى غودِرَت مِن رِجالِنا / فَإِنّا رِجالٌ بَعدَهُم سَنُغادِرُ
وَتُردي بِنا الجُردُ العَناجيجُ وَسطَكُم / بَني الأَوسِ حَتّى يَشفِيَ النَفسَ ثائرُ
وَوَسطَ بَني النَجّارِ سَوفَ نَكُرُّها / لَها بِالقَنا وَالدارِعينَ زَوافِرُ
فَنَترُك صَرعى تَعصِبُ الطَيرُ حَولَهُم / وَلَيسَ لَهُم إِلّا الأَمانِيُّ ناصِرُ
وَتَبكيهِمُ مِن أَهلِ يَثرِبِ نِسوَةٌ / لَهُنَّ بِها لَيلٌ عَنِ النَومِ ساهِرُ
وَذَلِكَ أَنّا لا تَزالُ سُيوفُنا / بِهِنَّ دَمٌ مِمَّن يُحارِبنَ مائِرُ
فَإِن تَظفَروا في يَومِ بَدرٍ فَإِنَّما / بِأَحمَدَ أَمسى جَدُّكُم وَهوَ ظاهِرُ
وَبِالنَفَرِ الأَخيارِ هُم أَولِياؤُهُ / يُحامونَ في اللَأواءِ وَالمَوتُ حاضِرُ
يُعَدُّ أَبو بَكرٍ وَحَمزَةُ فيهِمُ / وَيُدعى عَلِيٌّ وَسطَ مَن أَنتَ ذاكِرُ
وَيُدعى أَبو حَفصٍ وَعُثمانُ مِنهُمُ / وَسَعدٌ إِذا ما كانَ في الحَربِ حاضِرُ
أُولئِكَ لا مَن نَتَّجَت في دِيارِها / بَنو الأَوسِ وَالنَجّارِ حينَ تُفاخِرُ
وَلَكِن أَبوهُم مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ / إِذا عُدَّتِ الأَنسابُ كَعبٌ وَعامِرُ
هُمُ الطاعِنونَ الخَيلَ في كُلِّ مَعرِكٍ / غَداةَ الهَياجِ الأَطيَبونَ الأَكاثِرُ
أَلَم تَسأَلِ الناسَ عَن شَأنِنا
أَلَم تَسأَلِ الناسَ عَن شَأنِنا / وَلَم يُثبِتِ الأَمرَ كالخابِرِ
غَداةَ عُكاظٍ إِذ اِستَكمَلت / هَوازِنُ في كَفِها الحاضِرِ
وَجاءَت سُلَيمٌ تَهُزُّ القَنا / عَلى كُلِّ سَلهَبَةٍ ضامِرِ
وَجئِنا إِلَيهِم عَلى المُضمَرات / بِأَرعَنَ ذي لَجَبٍ زاخِرِ
فَلَمّا اِلتَقَينا أَذَقناهُمُ / طِعاناً بسُمرِ القَنا العائِرِ
فَغُرَّت سُلَيمٌ وَلَم يَصبِروا / وَطارَت شُعاعاً بَنو عامِرِ
وَفَرَّت ثَقيفُ إِلى لاتِها / بِمُنقَلِبِ الخائِبِ الخاسِرِ
وَقاتَلَتِ العَنسُ شَطرَ النَها / رِ ثُمَّ تَوَلَّت مَعَ الصادِرِ
عَلى أَنَّ دُهمانَها حافَظَت / أَخيراً لَدى دارَةِ الدائِرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ يَلعَبُ بِالفَتى
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ يَلعَبُ بِالفَتى / وَلا يَملِكُ الإِنسانُ دَفعَ المَقادِرِ
وَلَمّا لَقيناهُم بَهنَدفَ جَمعِهِم
وَلَمّا لَقيناهُم بَهنَدفَ جَمعِهِم / أَناخوا وَقالوا إِصبِروا آل فارِسِ
فَقُلنا جَميعاً نَحنُ أَصبَرُ مِنكُمُ / وَأَكرَمُ في يَومِ الوَغى وَالتَمارُسِ
ضَرَبناهُمُ بِالبيضِ حَتّى إِذا اِنثَنَت / أَقَمنا لَها مِثلاً بِضَربِ القَوانِسِ
فَما فَتِئَت خَيلي تَقُصُّ طَريقَهُم / وَتَقتُلُهُم بَعدَ اِشتِباكِ الحَنادِسِ
فَعادوا لَنا ديناً وَدانوا بِعَهدِنا / وَعُدنا إِلَيهِم بِالنُهى في المَجالِسِ
القَومُ أَعلَمُ لَولا مَقدَمي فَرَسي
القَومُ أَعلَمُ لَولا مَقدَمي فَرَسي / إِذ جالَتِ الخَيلُ بَينَ الجِزعِ وَالقاعِ
ما زالَ مِنّا بِجَنبِ الجُرِّ مِن أُحُدٍ / أَصواتُ هامٍ تُزَقّي أَمرُها شاعي
وَفارِسٍ قَد أَصابَ السَيفُ مَفرِقَهُ / أَفلاقُ هامَتِهِ كَقُروَةِ الراعي
إِنّي وَجَدِّكَ لا أَنفَكُّ مُنتَطِقاً / بِصارِمٍ مِثلِ لَونِ المِلحِ قَطّاعِ
عَلى رَحالَةِ مِلواحٍ مُثابِرَةٍ / نَحوَ الصَريخِ إِذا ما ثَوَّبَ الداعي
فَلا نُدِبتَ إِلى خورٍ وَلا كُشُفٍ / وَلا لِئامٍ غَداةَ البَأسِ أَوراعِ
بَل ضارِبينَ حَبيكَ البيضِ إِذ لَحِقوا / شُمَّ العَرانينِ عَندَ المَوتِ لُذّاعِ
قَومٌ هُمُ يَضرِبونَ الكَبشَ ضاحِيَةً / وَلا يُراعونَ عِندَ المَوتِ للِداعي
شُمٌ مَساعيرُ مَحمودٌ لِقاؤُهُمُ / وَسَعيُهُم كانَ سَعياً غَيرَ دَعداعِ
وَلا يَضِنّونَ بِالمَعروفِ قَد عَلِموا / لَكِنَّهُم عِندَ عَرفٍ حَقُّ سُمّاعِ
إِذا اِتَصَلَت تَدعو أَباها لِحارِثٍ
إِذا اِتَصَلَت تَدعو أَباها لِحارِثٍ / دَعَت بِاِسمِ سَيّالِ العَطاءِ زَعوفِ
وَهوبِ النَجيباتِ المَراقيلِ بِالضُحى / بِأَكوارِها تَجتابُ كُلَّ تَنوفِ
لَمّا أَتَت مِن بَينِ كَعبِ مُزيَنةٍ
لَمّا أَتَت مِن بَينِ كَعبِ مُزيَنةٍ / وَالخَزرَجيةُ فيها البيضُ تَأتَلِقُ
وَجَرَّدوا مَشرَفِيّاتٍ مُهنَّدَةً / وَرايَةً كَجَناحِ النَسرِ تَختَفِقُ
فَقلُتُ يَومٌ بِأَيّامٍ وَمَعرَكَةٌ / تُنبي لِما خَلفَها ما هَزهَزَ الوَرَقُ
قَد عُوِّدوا كُلَّ يَومٍ أَن تَكون لَهمُ / ريحُ القِتالِ وَأَسلابُ الَّذينَ لَقوا
خَيَّرتُ نَفسي عَلى ما كانَ مِن وَجلٍ / مِنها وَأَيقَنتُ أَنَّ المَجدِ مُستَبَقُ
أَكرَهتُ مُهرِيَ حَتّى خاضَ غَمرَتَهُم / وَبَلَّهُ مِن نَجيعٍ عانِكٍ عَلِقُ
فَظَلَّ مُهري وَسِربالي جَسيدَهُما / نَفخُ العُروقِ رَشاشَ الطَعنِ وَالوَرَقُ
أَيقَنتُ أَنّي مُقيمٌ في دِيارِهِمُ / حَتّى يُفارِقَ ما في جَوفِهِ الحَدَقُ
لا تَجزَعوا يا بَني مَخزومِ إِن لَكُم / مِثلَ المَغيرَةِ فيكُم ما بِهِ زَهَقُ
صَبراً فِدىً لَكُمُ أُمّي وَما وَلَدَت / تَعاوَروا الضَربَ حَتّى يُدبِرَ الشَفَقُ
مَهلاً بَني عَمِّنا ظَلامَتُنا
مَهلاً بَني عَمِّنا ظَلامَتُنا / إِنَّ بِنا سورَةً مِنَ الغَلَقِ
لِمِثلِكُم نَحمِلُ السُيوفَ وَلا / تَغمِزُ أَحسابُنا مِنَ الرِقَقِ
إِنّي لأُنمى إِذا اِنتَمَيتُ إِلى / حيٍّ كِرامٍ وَمَعشَرٍ صُدُقِ
بيضٌ جِعادٌ كَأَنَّ أَعيُنَهُم / تُكحَلُ يَومَ الهِياجِ بِالعَلَقِ
فَلا لَعَمرِ الَّذي تَبيتُ لَهُ / لِباتُ بُدنٍ يَنضَحنَ بِالدَفَقِ
أَوتيكُم تِلكُمَ الظُلامَةَ ما اِه / تَزَّت غُصونُ العَضاه بِالوَرَقِ
أَو تَصدِرُ الخَيلُ وَهيَ جافِلَةٍ / عَن مارِقٍ أَو جَماجِمٍ فُلُقِ
تَجَرَّعوا الغَيظَ ما بَدا لَكُمُ / أَو أَرِثوا الحَربَ مِن فَتًى حَنِقِ
أَرى اِبنَي لَؤَيٍّ أَوشَكا أَن يُسالِما
أَرى اِبنَي لَؤَيٍّ أَوشَكا أَن يُسالِما / وَقَد سَلَكَت أَبناؤُهُم كُلَّ مَسلَكِ
فَيا اِبنَي لُؤَيٍّ إِنَّما يَمنَعُ الخَنا / أُولو العِرضِ وَالأَحسابِ وَالمُتَمَسَّكِ
فَإِنَّ شَقاءَ الظُلمِ ما قَد جَمَعتُما / وَمَن يَتَّقِ الأَقوامَ بِالشَرِّ يُترَكِ
فَإِن أَنتُمُ لَم تَثأَروا بِرِجالِكُم / فَدوكوا الَّذي أَنتُم عَلَيهِ بِمِدوَكِ
أَلَم يَكُ مِنّا الجَارَ فيكُم فَتَغضَبوا / لَما نيلَ مِنَ عِرضٍ وَمالٍ مُنهَّكِ
جَزى اللَهُ عَنّا أُمَّ غيلانَ صالِحاً
جَزى اللَهُ عَنّا أُمَّ غيلانَ صالِحاً / وَنُسوَتَها إِذ هُنَّ شُعثٌ عَواطِلُ
يُزَحزِحنَ عَنّي المَوتَ بَعدَ اِقتِرابِهِ / وَقَد بَرَزَت لِلثائِرينَ المَقاتِلُ
وَعَوفاً جَزاهُ اللَهُ خَيراً فَما وَنى / وَما بَرَّدَت مِنهُ لَدَيَّ المَفاصِلُ
دَعا دَعوَةً دَوساً فَسالَت شِعابُها / بِغُرٍّ وَلَمّا بيدَ مِنهُم تُخاذِلُ
أَلَيسَ الأُلى يوفي الجِوارَ عَبيدُهُم / بِقَومٍ كِرامٍ حينَ تُبلى المَحاصِلُ
وَقُمتُ إِلى سَيفي فَجَرَّدتُ نَصلَهُ / وَعَن أَيِّ نَفسٍ بَعدَ نَفسي أُقاتِلُ
وَأَقبَلتُ أَمشي بِالحُسامِ مُهنَّداً / فَلا هُوَ مَفلولٌ وَلا أَنا ناكِلُ
وَيَومَ حَبَسنا قَومَ آذينَ جُندَهُ
وَيَومَ حَبَسنا قَومَ آذينَ جُندَهُ / وَقَطراتُهُ عِندَ اِختِلافِ العَواملِ
وَزَرداً وَآذيناً وَفَهداً وَجَمعَهُم / غَداةَ الوَغى بِالمُرهَفاتِ القَواصِلِ
فَجاؤوا إِلَينا بَعدَ غِبِّ لِقائِنا / بِما سَبَذانٍ بَعدَ تِلكَ الزَلازِلِ
أَلا مَن لِعَينٍ باتَتِ اللَيلَ لَم تَنَم
أَلا مَن لِعَينٍ باتَتِ اللَيلَ لَم تَنَم / تُراقِبُ نَجماً في سَوادٍ مِنَ الظُلَم
كَأَنَّ قَذىً فيها وَلَيسَ بِها قَذىً / سِوى عَبرَةٍ مِن جائِلِ الدَمعِ تَنسَجِم
فَبَلِّغ قُريشاً أَن خَيرَ نَدِيِّها / وَأَكرَمَ مَن يَمشي بِساقٍ عَلى قَدَم
ثَوى يَومَ بَدرٍ رَهنَ خَوصاءَ رَهنُها / كَريمِ المَساعي غَيرِ وَغدٍ وَلا بَرِم
فَآليتُ لا تَنفَكُّ عَيني بِعَبرَةٍ / عَلى هالِكٍ بَعدَ الرَئيسِ أَبي الحَكَم
عَلى هالِكٍ أَشجى لُؤَيَّ بنَ غالِبٍ / أَتَتهُ المَنايا يَومَ بَدرٍ فَلَم يَرَم
تَرى كِسَرَ الخَطِّيِّ في نَحرِ مُهرِهِ / لَدى بائِنٍ مِن لَحمِهِ بَينَها خَذَم
وَما كانَ لَيثٌ ساكِناً بَطنَ بَيشَةٍ / لَدى غَلَلٍ يَجري بِبَطحاءَ في أَجَم
بِأَجرَأَ مِنهُ حينَ تَختَلِفُ القَنا / وَتُدعى نَزالِ في القَماقِمةِ البُهَم
فَلا تَجزَعوا آل المُغيرَةِ وَاِصبِروا / عَلَيهِ وَمَن يَجزَع عَلَيهِ فَلَم يُلَم
وَجُدّوا فَإِنَّ المَوتَ مَكرُمَةٌ لَكُم / وَما بَعدَهُ في آخِرِ العَيشِ مِن نَدَم
وَقَد قُلتُ إِنَّ الريحَ طَيِّبَةٌ لَكُم / وَعَزَّ المَقامُ غَيرَ شَكٍّ لِذي فَهَم