القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ضِرار بنُ الخطّاب الفِهْري الكل
المجموع : 28
يا نَبِيَّ الهُدى إِلَيكَ لَجا حَي
يا نَبِيَّ الهُدى إِلَيكَ لَجا حَي / يُ قُرَيشٍ وَلاتَ حينَ لَجاءِ
حينَ ضاقَت عَلَيهِمُ سِعَةُ الأَر / ضِ وَعاداهُمُ إِلَهُ السَماءِ
وَاِلتَقَت حَلقَتا البِطانِ عَلى القَو / مِ وَنودوا بِالصَيلَمِ الصَلعاءِ
إِنَّ سَعداً يُريدُ قاصِمَةَ الظَه / رِ بِأَهلِ الحُجونِ وَالبَطحاءِ
خَزرَجِيٌّ لَو يَستَطيعُ مِنَ الغَي / ظِ رَمانا بِالنَسرِ وَالعَوّاءِ
وَغِرُ الصَدرِ لا يَهِمُّ بِشَيءٍ / غَيرِ سَفكِ الدِما وَسَبيِ النِساءِ
قَد تَلَظّى عَلى البِطاحِ وَجاءَت / عَنهُ هِندٌ بِالسَوءَةِ السَوآءِ
إِذ تَنادى بِذُلِّ حَيِّ قُرَيشٍ / وَاِبنِ حَربٍ بَذاً مِنَ الشُهداءِ
فَلَئِن أَقحَمَ اللِواءَ وَنادى / يا حُماةَ الِلواءِ أَهلَ اللِواءِ
ثُمَّ ثابَت إِلَيهِ مَن بِهِمُ الخَز / رَجُ وَالأَوسُ أَنجُمَ الهَيجاءِ
لِتَكونَنَّ بِالبِطاحِ قُرَيشٌ / فَقعَةَ القاعِ في أَكُفِّ الإِماءِ
فَاِنهَيَنهُ فَإِنَّهُ أَسَدُ الأُس / دِ لَدى الغابِ والِغٌ في الدِماءِ
إِنَّهُ مُطرِقٌ يُريدُ لَنا الأَم / رَ سُكوتاً كَالحَيَّةِ الصَمّاءِ
وَنَحنُ بَنو الحَربِ العَوانِ نَشُنُّها
وَنَحنُ بَنو الحَربِ العَوانِ نَشُنُّها / وَبِالحَربِ سُمّينا فَنَحنُ مُحارِبُ
إِذا قَصُرَت أَسيافُنا كانَ وَصلُها / خُطانا إِلى أَعدائِنا فَنُضارِبُ
فَذلِكَ أَفنانا وَأَبقى قَبائِلاً / سِوانا تَوَقّيهِم قِراعَ الكَتائِبِ
أَيَجزَعُ كَعبٌ لِأَشياعِهِ
أَيَجزَعُ كَعبٌ لِأَشياعِهِ / وَيَبكي مِنَ الزَمَنِ الأَعوَجِ
عَجيجُ المُذَكّي رَأى إِلفَهُ / تَرَوَّحَ في صادِرٍ مُحنِجِ
فَراحَ الرَوايا وَغادَرنَهُ / يُعَجعِجُ قَسراً وَلَم يَحدُجِ
فَقولا لِكَعبٍ يَثَنّي البُكا / وَلِلنَيءِ مِن لَحمِهِ يَنضُجِ
لِمَصرَعِ إِخوانِهِ في مِكَر / مِنَ الخَيلِ ذي قَسطَلٍ مُرهِجِ
فَيا لَيتَ عَمراً وَأَشياعَهُ / وَعُتبَةَ في جَمعِنا السَورَجِ
فَيَشفوا النُفوسَ بِأَوتارِها / بِقَتلى أُصيبَت مِنَ الخَزرَجِ
وَقَتلى مِنَ الأَوسِ في مَعرَكٍ / أُصيبوا جَميعاً بِذي الأَضوَجِ
وَمَقتلَ حَمزَةَ تَحتَ اللِواء / بِمُطَّرِدٍ مارنٍ مُخلِجِ
وَحَيثُ اِنثَنى مُصعَبٌ ثاوِياً / بِضَربَةَ ذي هِبَةٍ سَلجَجِ
بِأُحدٍ وَأَسيافُنا فيهِمُ / تَلَهَّبُ كَاللَهَبِ الموهِجِ
غَداةَ لَقيناكُم في الحَديد / كَأُسدِ البَراحِ فَلَم تَعنِجِ
بِكُلِّ مَجَلَّحَةٍ كَالعُقاب / وَأَجرَدَ ذي مَيعَةٍ مُسرَجِ
فَدُسناهُمُ ثَمَّ حَتّى اِنثَنوا / سِوى زاهِقِ النَفسِ أَو مُحرِجِ
ما بالُ عَينِكَ قَد أَزرى بِها السَهَدُ
ما بالُ عَينِكَ قَد أَزرى بِها السَهَدُ / كَأَنَّما جالَ في أَجفانِها الرَمَدُ
أَمِن فِراقِ حَبيبٍ كُنتَ تَألَفُهُ / قَد حالَ مِن دونِهِ الأَعداءُ وَالبُعُدُ
أَم ذاكَ مِن شَغبِ قَومٍ لا جَداءَ بِهِم / إِذ الحُروبُ تَلَظَّت نارُها تَقِدُ
ما يَنتَهونَ عَنِ الغَيِّ الَّذي رَكِبوا / وَما لَهُم مِن لُؤَيٍّ وَيحَهُم عَضُدُ
وَقَد نَشَدناهُمُ بِاللَهِ قاطِبَةً / فَما تَرُدُّهُمُ الأَرحامُ وَالنُشُدُ
حَتّى إِذا ما أَبَوا إِلاّ مُحارَبَةً / وَاِستَحصَدَت بَينَنا الأَضغانُ وَالحُقُدُ
سِرنا إِلَيهِم بِجَيشٍ في جَوانِبِهِ / قَوانِسُ البيضِ وَالمَحبوكَةُ السُرَدُ
وَالجُردُ تَرفُلُ بِالأَبطالِ شازِبَةً / كَأَنَّها حَدأٌ في سَيرِها تُؤَدُ
جَيشٌ يَقودُهُم صَخرٌ وَيَرأَسُهُم / كَأَنَّهُ لَيثُ غابٍ هاصِرٌ حَرِدُ
فَأَبرَزَ الحَينُ قَوماً مِن مَنازِلِهِم / فَكانَ مِنّا وَمِنهُم مُلتَقىً أُحُدُ
فَغودِرَت مِنهُم قَتلى مُجَندَلَةً / كَالمَعزِ أَصرَدَهُ بِالصَردَحِ البَرَدُ
قَتلى كِرامٌ بَنو النَجّارِ وَسطَهُمُ / وَمُصعَبٌ مِن قَنانا حَولَهُ قَصَدُ
وَحَمزَةُ القَرمُ مَصروعٌ تَطيفُ بِهِ / ثَكلى وَقَد حُزَّ مِنهُ الأَنفُ وَالكَبِدُ
كَأَنَّهُ حينَ يَكبو في جَديلَتِهِ / تَحتَ العَجاجِ وَفيهِ ثَعلَبٌ جَسَدُ
حَوارُ نابٍ وَقَد وَلّى صِحابَتُهُ / كَما تَوَلّى النَعامُ الهارِبُ الشَرِدُ
مُجَلِّحينَ وَلا يُلوونَ قَد مُلِئوا / رُعباً فَنَجَّتهُمُ العَوصاءُ وَالكَوَدُ
تَبكي عَليهِم نِساءٌ لا بُعولَ لَها / مِن كُلِّ سالِبَةٍ أَثوابُها قِدَدُ
وَقَد تَرَكناهُمُ لِلطَيرِ مَلحَمَةً / وَلِلضِباعِ إِلى أَجسادِهِم تَفِدُ
دَعَوتُ إِلى خُطَّةٍ خالِداً
دَعَوتُ إِلى خُطَّةٍ خالِداً / مِنَ المَجدِ ضَيَّعَها خالِدُ
فَوَ اللَهِ أَدري أَضاهى بِها / بَني العَمِّ أَم صَدرُهُ بارِدُ
وَلَو خالِدٌ عادَ في مِثلِها / لَتابَعَهُ عُنُقٌ وارِدُ
أَقولُ لَهُ وَالرُمحُ بَيني وبَينَهُ
أَقولُ لَهُ وَالرُمحُ بَيني وبَينَهُ / أَآذينَ ما ذا الفِعلُ مِثلُ الَّذي تُبدي
فَقالَ وَلَم أَحفَل لِما قالَ إِنَّني / أَدينُ لِكِسرى غَيرَ مُدَّخِرٍ جُهدي
فَصارَت إِلَينا السَيرَوانُ وَأَهلُها / وَما سَبَذانٌ كُلُّها يَومَ ذي الرَمدِ
لَهاشِمٍ وَزُهيرٍ فَرعُ مَكرُمَةٍ
لَهاشِمٍ وَزُهيرٍ فَرعُ مَكرُمَةٍ / بِحَيثُ لاحَت نُجومُ الفُرعِ وَالأَسَدِ
مُجاوِرَ البَيتِ ذي الأَركانِ بَيتَهُما / ما دونَهُ في جِوارِ البَيتِ مِن أَحَدِ
تَدارَكتَ سَعداً عُنوَةً فَأَخَذتَهُ
تَدارَكتَ سَعداً عُنوَةً فَأَخَذتَهُ / وَكانَ شِفاءً لَو تَدارَكتَ مُنذِرا
وَلَو نِلتَهُ طُلَّت هُناكَ جِراحُهُ / وَكانَ حَرِيّاً أَن يُهانَ وَيُهدَرا
عَجِبتُ لِفَخرِ الأَوسِ وَالحَينُ دائرٌ
عَجِبتُ لِفَخرِ الأَوسِ وَالحَينُ دائرٌ / عَلَيهِم غَداً وَالدَهرُ فيهِ بَصائِرُ
وَفَخرُ بَني النَجّارِ إِن كانَ مَعشَرٌ / أُصيبوا بِبَدرٍ كُلُّهُم ثَمَّ صابِرُ
فَإِن تَكُ قَتلى غودِرَت مِن رِجالِنا / فَإِنّا رِجالٌ بَعدَهُم سَنُغادِرُ
وَتُردي بِنا الجُردُ العَناجيجُ وَسطَكُم / بَني الأَوسِ حَتّى يَشفِيَ النَفسَ ثائرُ
وَوَسطَ بَني النَجّارِ سَوفَ نَكُرُّها / لَها بِالقَنا وَالدارِعينَ زَوافِرُ
فَنَترُك صَرعى تَعصِبُ الطَيرُ حَولَهُم / وَلَيسَ لَهُم إِلّا الأَمانِيُّ ناصِرُ
وَتَبكيهِمُ مِن أَهلِ يَثرِبِ نِسوَةٌ / لَهُنَّ بِها لَيلٌ عَنِ النَومِ ساهِرُ
وَذَلِكَ أَنّا لا تَزالُ سُيوفُنا / بِهِنَّ دَمٌ مِمَّن يُحارِبنَ مائِرُ
فَإِن تَظفَروا في يَومِ بَدرٍ فَإِنَّما / بِأَحمَدَ أَمسى جَدُّكُم وَهوَ ظاهِرُ
وَبِالنَفَرِ الأَخيارِ هُم أَولِياؤُهُ / يُحامونَ في اللَأواءِ وَالمَوتُ حاضِرُ
يُعَدُّ أَبو بَكرٍ وَحَمزَةُ فيهِمُ / وَيُدعى عَلِيٌّ وَسطَ مَن أَنتَ ذاكِرُ
وَيُدعى أَبو حَفصٍ وَعُثمانُ مِنهُمُ / وَسَعدٌ إِذا ما كانَ في الحَربِ حاضِرُ
أُولئِكَ لا مَن نَتَّجَت في دِيارِها / بَنو الأَوسِ وَالنَجّارِ حينَ تُفاخِرُ
وَلَكِن أَبوهُم مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ / إِذا عُدَّتِ الأَنسابُ كَعبٌ وَعامِرُ
هُمُ الطاعِنونَ الخَيلَ في كُلِّ مَعرِكٍ / غَداةَ الهَياجِ الأَطيَبونَ الأَكاثِرُ
أَلَم تَسأَلِ الناسَ عَن شَأنِنا
أَلَم تَسأَلِ الناسَ عَن شَأنِنا / وَلَم يُثبِتِ الأَمرَ كالخابِرِ
غَداةَ عُكاظٍ إِذ اِستَكمَلت / هَوازِنُ في كَفِها الحاضِرِ
وَجاءَت سُلَيمٌ تَهُزُّ القَنا / عَلى كُلِّ سَلهَبَةٍ ضامِرِ
وَجئِنا إِلَيهِم عَلى المُضمَرات / بِأَرعَنَ ذي لَجَبٍ زاخِرِ
فَلَمّا اِلتَقَينا أَذَقناهُمُ / طِعاناً بسُمرِ القَنا العائِرِ
فَغُرَّت سُلَيمٌ وَلَم يَصبِروا / وَطارَت شُعاعاً بَنو عامِرِ
وَفَرَّت ثَقيفُ إِلى لاتِها / بِمُنقَلِبِ الخائِبِ الخاسِرِ
وَقاتَلَتِ العَنسُ شَطرَ النَها / رِ ثُمَّ تَوَلَّت مَعَ الصادِرِ
عَلى أَنَّ دُهمانَها حافَظَت / أَخيراً لَدى دارَةِ الدائِرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ يَلعَبُ بِالفَتى
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ يَلعَبُ بِالفَتى / وَلا يَملِكُ الإِنسانُ دَفعَ المَقادِرِ
وَلَمّا لَقيناهُم بَهنَدفَ جَمعِهِم
وَلَمّا لَقيناهُم بَهنَدفَ جَمعِهِم / أَناخوا وَقالوا إِصبِروا آل فارِسِ
فَقُلنا جَميعاً نَحنُ أَصبَرُ مِنكُمُ / وَأَكرَمُ في يَومِ الوَغى وَالتَمارُسِ
ضَرَبناهُمُ بِالبيضِ حَتّى إِذا اِنثَنَت / أَقَمنا لَها مِثلاً بِضَربِ القَوانِسِ
فَما فَتِئَت خَيلي تَقُصُّ طَريقَهُم / وَتَقتُلُهُم بَعدَ اِشتِباكِ الحَنادِسِ
فَعادوا لَنا ديناً وَدانوا بِعَهدِنا / وَعُدنا إِلَيهِم بِالنُهى في المَجالِسِ
القَومُ أَعلَمُ لَولا مَقدَمي فَرَسي
القَومُ أَعلَمُ لَولا مَقدَمي فَرَسي / إِذ جالَتِ الخَيلُ بَينَ الجِزعِ وَالقاعِ
ما زالَ مِنّا بِجَنبِ الجُرِّ مِن أُحُدٍ / أَصواتُ هامٍ تُزَقّي أَمرُها شاعي
وَفارِسٍ قَد أَصابَ السَيفُ مَفرِقَهُ / أَفلاقُ هامَتِهِ كَقُروَةِ الراعي
إِنّي وَجَدِّكَ لا أَنفَكُّ مُنتَطِقاً / بِصارِمٍ مِثلِ لَونِ المِلحِ قَطّاعِ
عَلى رَحالَةِ مِلواحٍ مُثابِرَةٍ / نَحوَ الصَريخِ إِذا ما ثَوَّبَ الداعي
فَلا نُدِبتَ إِلى خورٍ وَلا كُشُفٍ / وَلا لِئامٍ غَداةَ البَأسِ أَوراعِ
بَل ضارِبينَ حَبيكَ البيضِ إِذ لَحِقوا / شُمَّ العَرانينِ عَندَ المَوتِ لُذّاعِ
قَومٌ هُمُ يَضرِبونَ الكَبشَ ضاحِيَةً / وَلا يُراعونَ عِندَ المَوتِ للِداعي
شُمٌ مَساعيرُ مَحمودٌ لِقاؤُهُمُ / وَسَعيُهُم كانَ سَعياً غَيرَ دَعداعِ
وَلا يَضِنّونَ بِالمَعروفِ قَد عَلِموا / لَكِنَّهُم عِندَ عَرفٍ حَقُّ سُمّاعِ
إِذا اِتَصَلَت تَدعو أَباها لِحارِثٍ
إِذا اِتَصَلَت تَدعو أَباها لِحارِثٍ / دَعَت بِاِسمِ سَيّالِ العَطاءِ زَعوفِ
وَهوبِ النَجيباتِ المَراقيلِ بِالضُحى / بِأَكوارِها تَجتابُ كُلَّ تَنوفِ
لَمّا أَتَت مِن بَينِ كَعبِ مُزيَنةٍ
لَمّا أَتَت مِن بَينِ كَعبِ مُزيَنةٍ / وَالخَزرَجيةُ فيها البيضُ تَأتَلِقُ
وَجَرَّدوا مَشرَفِيّاتٍ مُهنَّدَةً / وَرايَةً كَجَناحِ النَسرِ تَختَفِقُ
فَقلُتُ يَومٌ بِأَيّامٍ وَمَعرَكَةٌ / تُنبي لِما خَلفَها ما هَزهَزَ الوَرَقُ
قَد عُوِّدوا كُلَّ يَومٍ أَن تَكون لَهمُ / ريحُ القِتالِ وَأَسلابُ الَّذينَ لَقوا
خَيَّرتُ نَفسي عَلى ما كانَ مِن وَجلٍ / مِنها وَأَيقَنتُ أَنَّ المَجدِ مُستَبَقُ
أَكرَهتُ مُهرِيَ حَتّى خاضَ غَمرَتَهُم / وَبَلَّهُ مِن نَجيعٍ عانِكٍ عَلِقُ
فَظَلَّ مُهري وَسِربالي جَسيدَهُما / نَفخُ العُروقِ رَشاشَ الطَعنِ وَالوَرَقُ
أَيقَنتُ أَنّي مُقيمٌ في دِيارِهِمُ / حَتّى يُفارِقَ ما في جَوفِهِ الحَدَقُ
لا تَجزَعوا يا بَني مَخزومِ إِن لَكُم / مِثلَ المَغيرَةِ فيكُم ما بِهِ زَهَقُ
صَبراً فِدىً لَكُمُ أُمّي وَما وَلَدَت / تَعاوَروا الضَربَ حَتّى يُدبِرَ الشَفَقُ
مَهلاً بَني عَمِّنا ظَلامَتُنا
مَهلاً بَني عَمِّنا ظَلامَتُنا / إِنَّ بِنا سورَةً مِنَ الغَلَقِ
لِمِثلِكُم نَحمِلُ السُيوفَ وَلا / تَغمِزُ أَحسابُنا مِنَ الرِقَقِ
إِنّي لأُنمى إِذا اِنتَمَيتُ إِلى / حيٍّ كِرامٍ وَمَعشَرٍ صُدُقِ
بيضٌ جِعادٌ كَأَنَّ أَعيُنَهُم / تُكحَلُ يَومَ الهِياجِ بِالعَلَقِ
فَلا لَعَمرِ الَّذي تَبيتُ لَهُ / لِباتُ بُدنٍ يَنضَحنَ بِالدَفَقِ
أَوتيكُم تِلكُمَ الظُلامَةَ ما اِه / تَزَّت غُصونُ العَضاه بِالوَرَقِ
أَو تَصدِرُ الخَيلُ وَهيَ جافِلَةٍ / عَن مارِقٍ أَو جَماجِمٍ فُلُقِ
تَجَرَّعوا الغَيظَ ما بَدا لَكُمُ / أَو أَرِثوا الحَربَ مِن فَتًى حَنِقِ
أَرى اِبنَي لَؤَيٍّ أَوشَكا أَن يُسالِما
أَرى اِبنَي لَؤَيٍّ أَوشَكا أَن يُسالِما / وَقَد سَلَكَت أَبناؤُهُم كُلَّ مَسلَكِ
فَيا اِبنَي لُؤَيٍّ إِنَّما يَمنَعُ الخَنا / أُولو العِرضِ وَالأَحسابِ وَالمُتَمَسَّكِ
فَإِنَّ شَقاءَ الظُلمِ ما قَد جَمَعتُما / وَمَن يَتَّقِ الأَقوامَ بِالشَرِّ يُترَكِ
فَإِن أَنتُمُ لَم تَثأَروا بِرِجالِكُم / فَدوكوا الَّذي أَنتُم عَلَيهِ بِمِدوَكِ
أَلَم يَكُ مِنّا الجَارَ فيكُم فَتَغضَبوا / لَما نيلَ مِنَ عِرضٍ وَمالٍ مُنهَّكِ
جَزى اللَهُ عَنّا أُمَّ غيلانَ صالِحاً
جَزى اللَهُ عَنّا أُمَّ غيلانَ صالِحاً / وَنُسوَتَها إِذ هُنَّ شُعثٌ عَواطِلُ
يُزَحزِحنَ عَنّي المَوتَ بَعدَ اِقتِرابِهِ / وَقَد بَرَزَت لِلثائِرينَ المَقاتِلُ
وَعَوفاً جَزاهُ اللَهُ خَيراً فَما وَنى / وَما بَرَّدَت مِنهُ لَدَيَّ المَفاصِلُ
دَعا دَعوَةً دَوساً فَسالَت شِعابُها / بِغُرٍّ وَلَمّا بيدَ مِنهُم تُخاذِلُ
أَلَيسَ الأُلى يوفي الجِوارَ عَبيدُهُم / بِقَومٍ كِرامٍ حينَ تُبلى المَحاصِلُ
وَقُمتُ إِلى سَيفي فَجَرَّدتُ نَصلَهُ / وَعَن أَيِّ نَفسٍ بَعدَ نَفسي أُقاتِلُ
وَأَقبَلتُ أَمشي بِالحُسامِ مُهنَّداً / فَلا هُوَ مَفلولٌ وَلا أَنا ناكِلُ
وَيَومَ حَبَسنا قَومَ آذينَ جُندَهُ
وَيَومَ حَبَسنا قَومَ آذينَ جُندَهُ / وَقَطراتُهُ عِندَ اِختِلافِ العَواملِ
وَزَرداً وَآذيناً وَفَهداً وَجَمعَهُم / غَداةَ الوَغى بِالمُرهَفاتِ القَواصِلِ
فَجاؤوا إِلَينا بَعدَ غِبِّ لِقائِنا / بِما سَبَذانٍ بَعدَ تِلكَ الزَلازِلِ
أَلا مَن لِعَينٍ باتَتِ اللَيلَ لَم تَنَم
أَلا مَن لِعَينٍ باتَتِ اللَيلَ لَم تَنَم / تُراقِبُ نَجماً في سَوادٍ مِنَ الظُلَم
كَأَنَّ قَذىً فيها وَلَيسَ بِها قَذىً / سِوى عَبرَةٍ مِن جائِلِ الدَمعِ تَنسَجِم
فَبَلِّغ قُريشاً أَن خَيرَ نَدِيِّها / وَأَكرَمَ مَن يَمشي بِساقٍ عَلى قَدَم
ثَوى يَومَ بَدرٍ رَهنَ خَوصاءَ رَهنُها / كَريمِ المَساعي غَيرِ وَغدٍ وَلا بَرِم
فَآليتُ لا تَنفَكُّ عَيني بِعَبرَةٍ / عَلى هالِكٍ بَعدَ الرَئيسِ أَبي الحَكَم
عَلى هالِكٍ أَشجى لُؤَيَّ بنَ غالِبٍ / أَتَتهُ المَنايا يَومَ بَدرٍ فَلَم يَرَم
تَرى كِسَرَ الخَطِّيِّ في نَحرِ مُهرِهِ / لَدى بائِنٍ مِن لَحمِهِ بَينَها خَذَم
وَما كانَ لَيثٌ ساكِناً بَطنَ بَيشَةٍ / لَدى غَلَلٍ يَجري بِبَطحاءَ في أَجَم
بِأَجرَأَ مِنهُ حينَ تَختَلِفُ القَنا / وَتُدعى نَزالِ في القَماقِمةِ البُهَم
فَلا تَجزَعوا آل المُغيرَةِ وَاِصبِروا / عَلَيهِ وَمَن يَجزَع عَلَيهِ فَلَم يُلَم
وَجُدّوا فَإِنَّ المَوتَ مَكرُمَةٌ لَكُم / وَما بَعدَهُ في آخِرِ العَيشِ مِن نَدَم
وَقَد قُلتُ إِنَّ الريحَ طَيِّبَةٌ لَكُم / وَعَزَّ المَقامُ غَيرَ شَكٍّ لِذي فَهَم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025