المجموع : 604
صاحِبْهُمُ بترفّقٍ ما أصحَبُوا
صاحِبْهُمُ بترفّقٍ ما أصحَبُوا / وتَجافَ عن تَعنِيفهم إن اذنَبوا
وِدَع العِتابَ إذا بدت لك زَلَّةٌ / إنّ الهوى مُتَجرِّمٌ لا يُعتِبُ
واحمِل لهُم جَورَ المَلالِ وحَملُه / صَعبٌ ولكنّ القطيعةَ أصعبُ
بِنفسي قريبُ الدارِ والهجرُ دُونَه
بِنفسي قريبُ الدارِ والهجرُ دُونَه / وبُعدُ التَّقَالي غيرُ بُعدِ السَباسِبِ
أَراهُ مكانَ الشّمسِ بُعداً وبينَنا / كما بينَ عينٍ في التّداني وحاجِبِ
وهل نَافِعي قربٌ ومِن دُون قلبِه / نَوىً قُذُفٌ أَعيَت ظُهورَ الرَكائِبِ
تجنَّى لِيَ الذي ما جَنَيتُه / ولا هُو مغفورٌ بِعذرَةٍ تائِبِ
وَمَلَّ فلو أهدى إليّ خيَالَه / بَدا لِيَ مَنهُ في الكَرى وجهُ عاتِبِ
وضَنَّ فلو أنّ النسيمَ يُطيعُه / لجنَّبَني بَرْدَ الصَّبا والجنائبِ
إذَا رجَعَتْ باليأسِ مِنهُ مَطامِعي / علِقتُ بأذيال الظُّنونِ الكَواذِبِ
وأعجبُ ما خُبِّرتُه من صَبابتي / بِه والَهوى ما زالَ جَمَّ العَجائِبِ
حَنيني إلى مَن خِلبُ قَلبيَ دارُهُ / وشَوقي إلى مَن لَيس عنّي بغائبِ
حتَّى مَتى أنا شائِمٌ
حتَّى مَتى أنا شائِمٌ / إِيماضَ بارِقةٍ خَلُوبِ
وإِلامَ ألقَى اللاّئِمي / نَ عَليكَ بالوجهِ القَطوبِ
وأعلِّلُ النفسَ العلي / لَةَ فيكَ بالأملِ الكذوبِ
وأقولُ تُصلِحك الخطو / بُ وأنت من بعضِ الخُطوبِ
نشدتُكُما يا مُدَّعِيَّيْنِ سَلوةً
نشدتُكُما يا مُدَّعِيَّيْنِ سَلوةً / عن الحُبِّ لِمْ يُستحسنُ الظُّلمُ في الحُبِّ
وما بالُه يَلَقى البَريءُ من الضَّنى / جَريرَةَ ما يأتي المسيءُ من الذَّنْبِ
وكيفَ استمرَّ الجَورُ فيه وأُوجِبَتْ / عقوبةُ ما تَجني العيونُ على القلبِ
قَمرٌ إذا عاتَبتُه
قَمرٌ إذا عاتَبتُه / كانتْ قطيعَتُهُ جَوابي
مُتجرِّمٌ أبداً يُجر / رِعُنِي مَراراتِ العتابِ
كم سهَّلَتْ عيناهُ لي / من وصلِه وعْرَ الطِّلابِ
حتى وقعتُ ولم يَكُن / هذَا التلَّونُ في حِسابي
ذكرَ الوفاءَ خيالُكَ المُنتابُ
ذكرَ الوفاءَ خيالُكَ المُنتابُ / فألمَّ وهو بوُدِّنا مُرتابُ
نفسي فداؤُكَ من خيالٍ زائرٍ / مُتَعَتِّبٍ عندي له الإعتابُ
مُستَشْرِفٍ كالبدر خلفَ حجابِهِ / أَوَ في الكَرى أيضاً عليكَ حِجابُ
أنكرتُ هجري والزّمانُ بِجَوره / يَقضِي بأن يَتهاجرَ الأحبابُ
حَظَر الوفاءُ علَيَّ هجركَ طائِعاً / وإذا اقْتُسِرتُ فما عليَّ عتابُ
وُدّي كَعهدِكَ والدّيارُ قريبةٌ / من قبلِ أن تَتَقَطّع الأسبابُ
ثَبْتٌ فلا طُولُ الزّيارةِ ناقصٌ / منه وليس يزيدُه الإغبابُ
نفسِي بزَهرةٍ دُنياها معذَّبةٌ
نفسِي بزَهرةٍ دُنياها معذَّبةٌ / فكيفَ حالُ مَنِ الدّنيا تُعذِّبُهُ
ومن سَمَتْ لوصالِ الشّمسِ هِمَّتُهُ / فغيرُ مُستَنكَرٍ إنْ عزّ مطلبُهُ
واعصِ اصْطبارَكَ إن تكفَّل أَنّه
واعصِ اصْطبارَكَ إن تكفَّل أَنّه / لك مُسعدٌ فالهجرُ يُظهر حُوبَهُ
وبِحَسْب قلبِك ما بِه من حُبِّهم / فَعلامَ تَقرفُ بالصدود نُدوبَهُ
لَيس طَرفِي جاراً لِقلبي ولكنْ
لَيس طَرفِي جاراً لِقلبي ولكنْ / دَمُ هَذا بدمعِ هذَا مَشُوبُ
خُلطةٌ في تَبايُنِ الحالِ هذا / أبداً ظاهِرٌ وذَا محجوبُ
ولِطَرفِي في كلِّ نَهْجٍ من الحُب / بِ وَجيفٌ وقَلبيَ المجنُوبُ
وسهامُ العيون أخفى من الوَه / مِ ولكنْ بهِنَّ تَدْمى القُلوبُ
أَطِع الَهوى واعْصِ المُعاتِبْ
أَطِع الَهوى واعْصِ المُعاتِبْ / واصْدِف عن الواشِي المُراقِبْ
وتَغَنَّمِ اللّذّات إن / نَ مَمَرّها مَرُّ السَّحائِبْ
وانْظُر إلى الأغصانِ حا / مِلةً شُموساً في غَياهِبْ
من كلِّ حَاوٍ قد تَكَن / نَفَهُ ثَعابِينُ الذّوائِبْ
في وجهِهِ ضِدّانِ كُل / لٌ مِنهُما لِلُّبِّ سَالِبْ
نارٌ بلا لَفْحٍ تَضَر / مُ وسْطَ ماءٍ غيرِ ذَائِبْ
هَذي بقايا سِحْرِ بَا / بِلَ وهيَ من إحدى العجائِبْ
فحذَارِ يا أُسْدَ الشَّرى / من فَتكِ ألحاظِ الرّبَارِبْ
غَضبانُ أفديهِ عَلى / ما كانَ منهُُ مِن مَغَاضبْ
دَعْ ذا فما عُذرُ الفَتى / في غَيِّه والفودُ شَائِبْ
مَن زَيَّن الأُقْحوانَ الرَّطْبَ بالشَّنَبِ
مَن زَيَّن الأُقْحوانَ الرَّطْبَ بالشَّنَبِ / ونظَّمَ الدُّرَّ بين الرّاحِ والحَبَبِ
ومن تُرى غَرسَ الأغصانَ حاملةً / شمساً تردّتْ ديَاجي الشَّعر في كُثُبِ
وقُل لِشَادِنٍ آرامِ الكَناسِ أَلاَ / فاُنظُر إلى مُلَحٍ في شادِنِ العَربِ
نارُ الحياءِ بخَدَّيْهِ بلا لَهبٍ / قد مازَجَت ماءَ حُسنْ غَيرَ مُنسَكِبِ
سُبحانَ باري سِهَامٍ مِن لَواحِظِهِ / من الملاَحَةِ لا مِن أسهُمِ الغَرَبِ
إذا رَمَينَ فَما دُون القُلوبِ وإِن / حُرِسنَ من جُنَنٍ تَحمي ولا حُجُبِ
كانت وليلُ الصِّبا تُخفي دَياجِرُهُ / عَنِّي سبيلَ النُّهَى والرّشدِ من أَرَبي
أعْصِي النّصيحةَ فيها غيرَ مُعتَذِرٍ / وأَركبُ الغَيَّ عمداً غير مُتَّئِبِ
وأحِملُ الضِّغْنَ في وجْدِي بِها وأَرَى / حملَ الَهوى مِن وقارِ الحُلمِ أجمَلَ بِي
حتّى إذا نَادَتِ السبعونَ حَسبُكَ مِنْ / تَعليلِ قَلبِكَ بالآمالِ والكَذِبِ
مَهَفْهَفٌ يُخجِلُ بَدرَ الدُّجَى
مَهَفْهَفٌ يُخجِلُ بَدرَ الدُّجَى / فإن رآهُ اكْتَنَّ في السُّحْبِ
قَوَامُهُ يُزرِي إِذا ما انْثَنَى / مِنْ لِينِهِ بالغُصُنِ الرَّطِبِ
يَبسِمُ عن دُرٍّ تَعالَى الّذِي / نَظَّمَه في البارِدِ العَذبِ
أُلاَمُ فيهِ وهَو لي شَاغِلٌ / بالَهَجرِ عن لَومٍ وعَن عَتبِ
أدعُو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ
أدعُو على ظَالمي فيغضَبُ مِنْ / دُعَايَ قُل لِي عَلامَ ذَا الغَضَبُ
هَجْرُكَ لي ظالماً وخَوفُكَ مِن / دُعَايَ يَا ظالِمي هُو العَجَبُ
يَدعو لِساني والقلبُ من وَجَلٍ / عليكَ أن يُستجابَ لي يَجِبُ
وبَعْدُ مَن لِي لو أَنّ وِزْرَكَ في / صَحيفتي في المَعَادِ يُكتَتَبُ
لا تكثِرنَّ عِتَابَ مَن لم يُعتِبِ
لا تكثِرنَّ عِتَابَ مَن لم يُعتِبِ / فمِن العَنَاءِ قِيادُ غَيرِ المُصْحِبِ
بين السّلُوِّ وبينَ قلبِ أَخِي الهَوى / ما بينَ شرقٍ في البِعاد ومغْرِبِ
يُصغِي فتحسَبُه اُرعَوى ولِذكرِ من / يَهوَى أصاخَ ولم يُصِخ لمؤنِّبِ
والغَيُّ ما أبصرتَه من رُشدِه / والغِشُّ نُصحُ الناصِحِ المتَقرِّبِ
كَفّ عَنِّي واشٍ وأغضَى رقيبُ
كَفّ عَنِّي واشٍ وأغضَى رقيبُ / ونَهانِي عن التّصابِي المشيبُ
يا مُعمِلَ الآمالِ دَعْ خُدَعَ المنى
يا مُعمِلَ الآمالِ دَعْ خُدَعَ المنى / فاليأسُ ينقضُ كلّ ما أبرَمتَهُ
مَرِّضْ فؤادَكَ بالسّلوِّ لعلّه / مُتَيَسّرٌ بَعدَ النّوى إن رُمتَه
فمنِ الجهالةِ أن تُؤَمّل وصلَهم / بَعد البِعاد وفي الدّنُوِّ حُرِمتَه
وقائلٍ رابَهُ ضَلاليَ عن
وقائلٍ رابَهُ ضَلاليَ عن / نَهجِيَ والحبّ مالَه نهْجُ
وَيحَ بَنِي الوجدِ كلّما عُذِلُوا / في خَوضِهم لُجّةَ الهَوى لجُّوا
علّكَ تَنجُو منهم فقلتُ له / إيّاك عنّي حاشَايَ أن أنْجُو
أُنظرْ إليها ولا نَظَرْتَ ترى / شخصاً عنِ العاشقين يحتَجُّ
غُصنٌ ودِعقٌ فالغُصنُ من هَيَفٍ / يَميسُ ليناً والدِّعْصُ يَرْتَجُّ
شَمسٌ وليلٌ فاعجَب لشمسِ ضُحىً / تُشْرِقُ والليلُ راكدٌ يَدجُو
رحيقُ ريقٍ عَذْبٍ ففي كبِدي / منهُ سعيرٌ وفي فَمي ثلجُ
في وجهِها كَعبةُ الجَمالِ فلل / عينِ إلى حُسنِ وجهِها حَجّ
نَفسي فَدتْ بَدْرَ تمامٍ إذا
نَفسي فَدتْ بَدْرَ تمامٍ إذا / عاتَبَنِي بالجِدّ أو بالمُزاحْ
سَدَدتُ بالتقبيل فاهُ على / مسكٍ ودُرٍّ وعقيقٍ ورَاحْ
بَاحَ بشكْوى ما بِهِ فاستراحْ
بَاحَ بشكْوى ما بِهِ فاستراحْ / فهلْ عليه في الهوى من جُناحْ
لمّا رأى كِتمانَ ما يَنْطَوي / عليهِ لا يُغْنِي إذا الدّمعُ بَاحْ
دَاوَى بما أعلن من بثِّه / قَلباً من الكتمانِ دَامِي الجراحْ
صَبٌّ حَماهُ الوجدُ طيبَ الكرَى / وجِسمُهُ للسُّقمِ نَهبٌ مُباحْ
مُخاطِرٌ يركب هولَ الهَوى / أمّاً وأمّاً مثلَ ضرب القِداحْ
يا صاحِ ما أصحاكَ عن سَكْرَتي / عَقْلِي بأحْوى ذِي مِراحٍ ورَاحْ
مُهفْهَفٍ صحَّت على سُقمِها / جُفونُه فهي مِراضٌ صِحاحْ
لِطَرفِه فَتكةُ بِيضِ الظُّبا / وقَدِّه هزّةُ سُمرِ الرِّماحْ
شمسُ نهارٍ تَرتدي بالدّجى / غُصنٌ مُراحٌ فوق حِقفٍ رَدَاحْ
طَافَ عَلينا والدّجى راكدٌ / يُظلُّنا من جُنحِه بالجنَاحْ
بقهوةٍ مِن خدِّه أَشرَقت / ونَشْرُها الضّائِعُ من فيهِ فَاحْ
فَظَلْتُ في أَمْنِ غرَامِي به / من كلِّ واشٍ ورَقيبٍ ولاَحْ
في حِنْدِسَيْ طُرَّتِه والدّجَى / ونَيِّرَيْ غُرَّتِه والصّباحْ
بغبطةٍ جادَت على بُخلِها / بها اللّيالي غَلَطاً لاَ سماحْ
حتَى قَضى الدّهرُ بتفريقنا / فما احتيالي في القضاءِ المُتاحْ
أَرتْه غِرَّتُه في الهَجْر مَصْلَحتي
أَرتْه غِرَّتُه في الهَجْر مَصْلَحتي / جهلاً فأفسدَ منِّي كلَّ ما صَلَحا
وقَال لَيس له قلبٌ يُطيقُ بهِ / صَبراً ولو همَّ بالسُّلوانِ لافْتُضِحَا
وصبوةُ الحبِّ كانت قبلَ بَذلَتِهِ / وبَعدها فسواءٌ صدّ أو نَزَحَا
كالشَّعر يُحفظُ ما لم يُبتذلْ فإذا / حَلَقْته عَادَ بعد الصّون مُطَّرَحَا