المجموع : 103
أَأَذكُرُ حاجَتي أَم قَد كَفاني
أَأَذكُرُ حاجَتي أَم قَد كَفاني / حَياؤُكَ إِنَّ شيمَتَكَ الحَياءُ
وَعِلمُكَ بِالأُمورِ وَأَنتَ قَرمٌ / لَكَ الحَسَبُ المُهَذَّبُ وَالسَناءُ
كَريمٌ لا يُغَيِّرُهُ صَباحٌ / عَنِ الخُلُقِ السَنِيِّ وَلا مَساءُ
فَأَرضُكَ كُلُّ مَكرُمَةٍ بَناها / بَنو تَيمٍ وَأَنتَ لَها سَماءُ
إِذا أَثنى عَلَيكَ المَرءُ يَوماً / كَفاهُ مِن تَعَرُّضِهِ الثَناءُ
تُباري الريحَ مَكرُمَةً وَمَجداً / إِذا ما الكَلبُ أَجحَرَهُ الشِتاءُ
إِذا خُلِّفتَ عَبدَ اللَهِ فَاِعلَم / بِأَنَّ القَومَ لَيسَ لَهُم جَزاءُ
فَأَبرَزَ فَضلَهُ حَقّاً عَلَيهِم / كَما بَرَزَت لِناظِرِها السَماءُ
فَهَل تَخفى السَماءُ عَلى بَصيرٍ / وَهَل بِالشَمسِ طالِعَةً خَفاءُ
بُناةُ مَكارِمٍ وَأُساةُ كَلمٍ / دَماً وَهُمُ مِنَ الكَلمِ الشِفاءُ
إِنَّ الغُلامَ مُطيعٌ مَن يُؤَدِّبُهُ
إِنَّ الغُلامَ مُطيعٌ مَن يُؤَدِّبُهُ / وَلا يُطيعُكَ ذو شَيبٍ بِتَأديبِ
إِذا قيلَ مَن رَبُّ هَذي السَما
إِذا قيلَ مَن رَبُّ هَذي السَما / فَلَيسَ سِواهُ لَهُ يَضطَرِب
وَلو قيلَ رَبٌّ سِوى رَبِّنا / لَقالَ العِبادُ جَميعاً كَذِب
جَزى اللَهُ الأَجَلُّ المَرءَ نوحاً
جَزى اللَهُ الأَجَلُّ المَرءَ نوحاً / جَزاءَ البِرِّ لَيسَ لَهُ كِذابُ
بِما حَمَلَت سَفينَتُهُ وَأَنجَت / غَداةَ أَتاهُمُ المَوتُ القُلابُ
وَفيها مِن أَرومَتِهِ عِيالٌ / لَديهِ لا الظِماءُ وَلا السِغابُ
وَإِذ هُم لا لَبوسَ لَهُم تَقيهِم / وَإِذ صَمُّ السِلامِ لَهُم رِطابُ
عَشِيَّةَ أَرسَلَ الطوفانَ تَجري / وَفاضَ الماءُ لَيسَ لَهُ جِرابُ
عَلى أَمواجِ أَخضَرَ ذي حَبيكٍ / كَأَنَّ سُعارَ زاخِرِهِ الهِضابُ
وَأُرسِلَتِ الحَمامَةُ بَعدَ سَبعٍ / تَدُلُّ عَلى المَهالِكِ لا تَهابُ
تَلَمَّسُ هَل تَرى في الأَرضِ عَيناً / وَغايَتُهُ بِها الماءُ العُبابُ
فَجاءَت بَعدَما رَكَضَت بِقِطفٍ / عَلَيهِ الثَأطُ وَالطينُ الكُثابُ
فَلَمّا فَرَّشوا الآياتِ صاغوا / لَها طَوقاً كَما عُقِدَ السِخابُ
إِذا ماتَت تُوَرِّثُهُ بَنيها / وَإِن تُقتَل فَلَيسَ لَها اِستِلابُ
بِآيَةِ قامَ يَنطُقُ كُلُّ شَيءٍ / وَخانَ أَمانَةَ الديكِ الغُرابُ
كَذي الأَفعى يُرَبّيها لَدَيهِ / وَذي الجِنِيِّ أَرسَلَها تُسابُ
فَلا رَبُّ المَنِيَّةِ يَأمَنَنها / وَلا الجِنِيُّ أَصبَحَ يُستَتابُ
بِإِذنِ اللَهِ فَاِشتَدَت قِواهُم / عَلى مَلَكَينِ وَهيَ لَهُم وِثابُ
وَفيها مِن عِبادِ اللَهِ قَومٌ / مَلائِكُ ذُلِّلوا وَهُمُ صِعابُ
سَراةُ صَلابَةٍ خَلقاءَ صيغَت / تُزِلُّ الشَمسَ لَيسَ لَها إِيابُ
وَأَعلاقُ الكَواكِبِ مُرسَلاتٌ / تُرَدَّدُ وَالرِياحُ لَها رِكابُ
وَأَعلاطُ النُجومِ مُعَلَّقاتٌ / كَحَبلِ القِرقِ غايَتُها النِصابُ
غُيوثٌ تَلتَقي الأَرحامُ فيها / تُحِلُّ بِها الطَروقَةُ وَاللِجابُ
وَتَرذى النابُ وَالجَمعاءُ فيهِ / بِوَحشِ الأَصمَتَينِ لَهُ ذُبابُ
المُطعِمونَ الطَعامَ في السَنَةِ ال
المُطعِمونَ الطَعامَ في السَنَةِ ال / أَزمَةِ وَالفاعِلونَ لِلزَّكَواتِ
أَلاّ بَكَيتَ عَلى الكِرا
أَلاّ بَكَيتَ عَلى الكِرا / مِ بَني الكِرامِ أولي المَمادِح
كَبُكا الحَمامِ عَلى فُرو / عِ الأَيكِ في الغُصُنِ الصَوادِح
يَبكينَ حَزنى مُستَكي / ناتٍ يَرُحنَ مَع الرَوائِح
أَمثالُهُنَّ الباكِيا / تُ المُعوِلاتِ مِنَ النَوائِح
مَن يَبكِهِم يَبكِ عَلى / حُزنٍ وَيَصدُقُ كُلُّ مادِح
كَم بَينَ بَدرٍ وَالعَقَن / قَلِ مِن مَرازبَةٍ جَحاجِح
فَمُدافِعِ البَرقَينِ فَال / حَنّانِ مِن طَرفِ الأَواشِح
شُمطٍ وَشُبّانٍ بَهال / يلٍ مَغاويرٍ وَحاوِح
أَوَ لا تَرَونَ كَما أَرى / وَقَد اِستَبانَ لِكُلِّ لامِح
أَن قَد تَغَيَرَّ بَطنُ مَكَ / ةَ فَهيَ موحِشَةُ الأَباطِح
مِن كُلِّ بِطريقٍ لِبِط / ريقٍ نَقِيِّ الوَجهِ واضِح
دُعموصِ أَبوابِ المُلوكِ / وَجائِبٍ لِلخَرقِ فاتِح
وَمِنَ السَراطِمَةِ الجَلا / حِمَةِ المَلاوِثَةِ المَناجِح
القائِلينَ الآمِرينَ ال / فاعِلينَ لِكُلِّ صالِح
المُطعِمينَ الشَحمَ فَو / قَ الخُبزِ شَحماً كَالأَنافِح
نُقُلِ الجِفانِ مَعَ الجِفا / نِ إِلى جِفانٍ كَالمَناضِح
لَيسَت بِأَصفارٍ لِمَن / يَقفو وَلا رُحٍّ رَحارِح
وُهُبِ المِئينَ مِنَ المِئي / نِ إِلى المِئينِ مِنَ اللَواقِح
لِلضَيفِ ثُمَّ الضَيفِ بَع / دَ الضَيفِ وَالبُسُطِ السَلاطِح
سَوقَ المُؤَبِّلِ لِلمُؤَب / بِلِ صادِراتٍ عَن بَلادِح
لِكِرامِهِم فَوقَ الكِرا / مِ مَزِيَّةٌ وَزنَ الرَواجِح
كَتَثاقُلِ الأَرطالِ بِال / قِسطاسِ في الأَيدي المَوانِح
خَذَلتَهُمُ فِئَةٌ وَهُم / يَحمونَ عَوراتِ الفَضائِح
الضارِبينَ التَقدُمِي / يَّةَ بِالمُهَنَّدَةِ الصَفائِح
وَلَقَد عَناني صَوتُهُم / مِن بَينِ مُستَسقٍ وَصائِح
لِلَهِ دُرُّ بَني عَلِيٍّ / أَيِّمٍ مِنهُم وَناكِح
إِن لَم يُغيروا غارَةً / شَعواءَ تُجحِرُ كُلَّ نابِح
بِالمُقرِباتِ المُبعِدا / تِ الطامِحاتِ مَعَ الطَوامِح
مُرداً عَلى جُردٍ إِلى / أُسدٍ مُكالِبَةٍ كَوالِح
وَيُلاقِ قِرنٌ قِرنَهُ / مَشيَ المُصافِحِ لِلمُصافِح
بِزُهاءِ أَلفٍ ثُمَّ أَل / فٍ بَينَ ذي بَدَنٍ وَرامِح
تَعَلَّم فَإِنَّ اللَهَ لَيسَ كَصُنعِهِ
تَعَلَّم فَإِنَّ اللَهَ لَيسَ كَصُنعِهِ / صَنيعٌ وَلا يَخفى عَلى اللَهِ مُلحَدُ
في كُلِ مُنكَرَةٍ لَهُ مَعروفَةٌ / أُخرى عَلى عَينٍ بِما يَتَعَمَّدُ
جُدَدٌ وَتَوشيمٌ وَرَسمُ عَلامَةٍ / وَخَزائِنٌ مَفتوحَةٌ لا تَنفَدُ
عَمَّن أَرادَ بِها وَجابَ عَنانَها / لا يَستَقيمُ لِخالِقٍ يَتَزَيَّدُ
غَيمٌ وَظَلماءٌ وَغَيثُ سَحابَةٍ / أَيّامَ كَفَّنَ وَاِستَرادَ الهُدهُدُ
يَبغي القَرارَ لِأُمِّهِ لِيُجِنَّها / فَبَنى عَلَيها في قَفاها يَمهَدُ
مَهداً وَطِيّاً فَاِستَقَلَّ بِحَملِهِ / في الطَيرِ يَحمِلُها وَلا يَتَأَوَّدُ
مِن أُمِّهِ فَجَرى لِصالِحٍ حَملِها / وَلَداً وَكَلَّف ظَهرَهُ ما تَفقِدُ
فَيَزالُ يَدلَحُ ما مَضى بِجَنازَةٍ / مِنها وَما اِختَلَفَ الجَديدُ المُسنَدُ
وَالأَرضُ نَوَّخَها الإِلَهُ طَروقَةً / لِلماءِ حَتّى كُلُّ زَندٍ مُسفَدُ
وَالأَرضُ مَعقِلُنا وَكانَت أُمَّنا / فيها مَقابِرُنا وَفيها نوأَدُ
فيها تَلامِذَةٌ عَلى قُذُفاتِها / حُسُراً قياماً فَالفَرائِصُ تُرعَدُ
فَبَنى الآلَهُ عَليهُمُ مَخصوفَةً / خلقاءَ لا تَبلى وَلا تَتأَوَّدُ
فَلَو أَنَّهُ يَحدو البُرامَ بِمَتنِها / لَنَبا وَأَلفاها الَتي لا تُقرَدُ
فَأَتَمَّ سِتاً فاِستَوتَ أَطباقُها / وَأَتى بِسابِعَةٍ فأَنَّى تورَدُ
فَكَأَنَّ بِرقِعَ واّلمَلائِكُ حَولَها / سَدِرٌ تَواكَلُهُ القَوائِمُ أَجرَدُ
خَضراءُ ثانيَةٌ تُظِلُّ رُؤُوسَهُم / فَوقَ الذَوائِبِ فاِستَوتَ لا تُحصَدُ
كَزُجاجَةِ الغَسّولِ أَحسَنَ صَنعُها / لَما بَناها رَبُنا يَتَجَرَّدُ
لِمُصَفَّدين عَليهِمُ صاقورَةٌ / صَمّاءُ ثالِثَةٌ تُماعُ وَتُجمَدُ
وَكَأَنَّ رابِعَةً لَها حاقورَةٌ / في جَنبِ خامِسَةٍ عَناصٍ تَمَرَدُ
فيها النُجومُ تُطيعُ غَيرَ مُراحَةٍ / ما قالَ صَدَّقَها الأَمينُ الأَرشَدُ
رَسَخَ المَها فيها فأَصبَحَ لَونُها / في الوارِساتِ كأَنَهُنَّ الإِثمَدُ
شَدَّ القُطوعَ عَلى المَطايا رَبُّنا / كُلٌّ بِنَعماءِ الآلِهَ مُقَيَّدُ
فَأَصَحنَ وَاِفتَرَشَ الرَحائِلَ شَرجَعٌ / نُفُجٌ عَلى أَثباجِهِنَّ مُؤَكَّدُ
بِفُصوصِ ياقوتٍ وَكَظَّ بِعَرشِهِ / هَولٌ وَنارٌ دونَهُ تَتَوَقَدُ
فَعَلا طِوالاتِ القَوائِمِ فاِستَوى / فَوقَ الخُلودِ وَمَن أَرادَ مُخَلَّدُ
وَتَرى شَياطيناً تَروغُ مُضاعَةً / وَرواغُها شَتّى إِذا ما تُطرَدُ
تُلقى عَلَيها في السَماءِ مَذَلَّةٌ / وَكَواكِبٌ تُرمى بِها فَتَعرَّدُ
مَلِكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهَيمِنٌ / تَعنو لِعِزَّتِهِ الوجوهُ وَتَسجُدُ
لَولا وِثاقُ اللَهِ ضَلَّ ضَلالُنا / وَلسَرَّنا أَنّا نُتَلُّ فَنوأَدُ
بِأُولي قِوى فَمُبتَّلٌ وَمُتَلمَدُ /
يَنتاَبُهُ المُتَنَصِّفونَ بِسُحرَةٍ / في أَلفِ أَلفٍ مِن مَلائِكَ تُحشَدُ
رُسُلٌ يَجوبونَ السَماءَ بِأَمرِهِ / لا يَنظُرونَ ثَواءَ مَن يَتَقَصَّدُ
فَهُمُ كَأَوبِ الريحِ بيَنا أَدبَرَت / رَجَعَت بَوادِرُ وَجهِها لا تُكرَدُ
خَذٌّ مَناكِبُهُم عَلى أَكتافِهِم / زَفُّ يَزِفُّ بِهِم إِذا ما اِستُنجِدوا
وَإِذا تَلامِذَةُ الآلِهِ تَعاوَنوا / غَلَبوا وَنَشَّطَهُم جَناحٌ مُعتَدُ
نَهَضوا بِأَجنِحَةٍ فَلَم يَتَواكَلوا / لا مُبطِئٌ مِنهُم وَلا مُستَوغِدُ
حَيّاً وَمَيتاً لا أَبا لَكَ إِنَّما / طولُ الحَياةِ كَزادِ غادٍ يَنفَدُ
وَالشَهرُ بَينَ هِلالِهِ وَمُحاقِهِ / أَجلٌ لِعِلمِ الناسِ كَيفَ يُعَدَّدُ
لا نَقسَ فيهِ غَيرَ أَنَّ خَبيئَهُ / قَمَرٌ وَساهورٌ يُسَلُّ وَيُغمَدُ
خَرِقٌ يَهيمُ كَهاجِعٍ في نَومِهِ / لَم يَقضِ رَيبَ نُعاسِهِ فَيُهَجَّدُ
فَإِذا مَرَتهُ لَيلَتانِ وَراءَهُ / فَقَضى سُراهُ أَو كَراهُ يَسأَدُ
لِمَواعِدٍ تَجري النُجومُ أَمامَهُ / وَمُعَمَّمٌ بِحِذائِهِنَّ مُسَوَّدُ
مُستَخفياً وَبَناتُ نَعشٍ حَولَهُ / وَعَنِ اليَمينِ إِذا يَغيبُ الفَرقَدُ
حالَ الدَراري دونَهُ فَتَجِنُّهُ / لا أَن يَراهُ كُلُّ مَن يَتَلَدَّدُ
حُبِسَ السَرافيلُ الصَوافي تَحتَهُ / لا واهِنٌ مِنهُم وَلا مُستَوعِدُ
زُحلٌ وَثَورٌ تَحتَ يُمنى رِجلِهِ / وَالنَسرُ لِليُسرى وَلَيثٌ مُرصِدُ
وَالشَمسُ تَطلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ / حَمراءَ يُصبِحُ لَونُها يَتَوَرَّدُ
تأَبى فَلا تَبدو لَنا في رِسلِها / إِلّا مُعَذَّبَةً وَإِلّا تُجلَدُ
لا تَستَطيعُ أَن تُقَصِّرَ ساعَةً / وَبِذاكَ تَدأَبُ يَومَها وَتَشَرَّدُ
وَلَسوفَ يَنسى ما أَقولُ مَعاشِرٌ / وَلَسوفَ يُذَكُرُهُ الَذي لا يَزهَدُ
فَاِغفِر لِعَبدٍ إِنَّ أَوَّلَ ذَنبِهِ / شُربٌ وَإِيسارٌ يُشارِكُها دَدُ
دارٌ دَحاها ثُمَّ أَعمَرَنا بِها / وَأَقامَ بِالأُخرى الَّتي هِيَ أَمجَدُ
وَيُنَفِّدُ الطوفانَ نَحنُ فِداؤُهُ / وَاِقتادَ شَرجَعَهُ بَداحٌ بَديَدُ
وَالطوطَ نَزرَعُهُ أَغَنَّ جِراؤُهُ / فيهِ اللِباسُ لِكُلِّ حَولٍ يُعَضَدُ
فَاِسمَع لِسانَ اللَهِ كَيفَ شُكولُهُ / عَجَبٌ وَيُنبِئكَ الَذي تَستَشهِدُ
وَالوَحشَ وَالأَنعامَ كَيفَ لُغاتُها / وَالعِلمَ يُقسَمُ بينَهُم وَيُبَدَّدُ
لِلَّهِ نِعمَتُنا تَباركَ رَبُّنا / رَبُّ الأَنامِ وَرَبُّ مَن يتَأَبَّدُ
قَد كانَ ذو القَرنَينِ قَبلي مُسلِماً
قَد كانَ ذو القَرنَينِ قَبلي مُسلِماً / مَلِكاً عَلا في الأَرضَ غَيرَ مُعَبَّدُ
بَلَغَ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ يَبتَغي / أَسبابَ مُلكٍ مِن كَريمٍ سَيِّدِ
فَرَأى مَغيبَ الشَمسِ عِندَ مَآبِها / في عَينِ ذي خُلُبٍ وَيأطِ حَرمَدِ
مِن قَبلِهِ بَلقيسُ كانَت عَمَّتي / حَتى تَقَضّى مُلكُها بِالهُدهُدِ
إِنَّ الحَدائِقَ في الجِنانِ ظَليلَةٌ
إِنَّ الحَدائِقَ في الجِنانِ ظَليلَةٌ / فيها الكَواعِبُ سِدرُها مَخضودُ
قالَت لأُختٍ لَهُ قُصّيهِ عَن جُنُبٍ
قالَت لأُختٍ لَهُ قُصّيهِ عَن جُنُبٍ / وَكَيفَ تَقفو بِلا سَهلٍ وَلا جَدَدِ
يوقَفُ الناسُ لِلحِسابِ جَميعاً
يوقَفُ الناسُ لِلحِسابِ جَميعاً / فَشَقيٌّ مُعَذَّبٌ وَسَعيدُ
وَما لِيَ لا أُحيِّيهِ وَعِندي
وَما لِيَ لا أُحيِّيهِ وَعِندي / مَواهِبُ يَطَّلِعنَ مِنَ النَجادِ
إِليَّ وَإِنَّهُ لِلناسِ نَهيٌ / وَلا يَعتَلُّ بِالكَلمِ الصوادي
لأَبيَضَ مِن بَني تَيمِ بنِ كَعبٍ / وَهُم كَالمَشَرِفِيّاتِ الحِدادِ
لِكُلِ قَبيلَةٍ هادٍ وَرأسٌ / وَأَنتَ الرَأسُ تَقَدُمُ كُلَّ هادي
عِمادُ الخيفِ قَد عَلِمتَ مَعَدٌّ / وَإِنَّ البَيتَ يُرفَعُ بِالعِمادِ
لَهُ داعٍ بِمَكَةَ مُشمَعِلٌّ / وَآخَرَ فَوقَ دارَتِهِ يُنادي
إِلى رُدُحٍ مِنَ الشيزى مِلاءٍ / لُبابَ البُرِّ يُلبَكُ بِالشَهادِ
فَأَدخَلَهُم عَلى رَبِذٍ يَداهُ / بِفِعلِ الخَيرِ لَيسَ مِنَ الهَدادِ
عَلى الخَيرِ بنِ جَدعانَ بِن عَمرٍ / طَويلِ السَمكِ مُرتَفِعِ العِمادِ
سَقى الأَمطارُ قَبرَ أَبي زُهيرٍ / إِلى سُقفٍ إِلى بُركِ الغَمادِ
وَما لاقَيتُ مِثلَكَ يا اِبنَ سَعدٍ / لِمَعروفٍ وَخيرٍ مُستَفادِ
لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا
لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا / فَلا شَيءَ أَعلى مِنكَ مَجداً وَأَمجَدُ
مَليكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهيمِنٌ / لِعِزَّتِهِ تَعنو الوجوهُ وَتَسجُدُ
عَلَيهِ حِجابُ النورِ وَالنورُ حَولَهُ / وأَنهارُ نورٍ حولَهُ تَتَوَقَّدُ
فَلا بَصَرٌ يَسمو إِلَيهِ بِطَرفِهِ / وَدونَ حِجابِ النورِ خَلقٌ مُؤَيَّدُ
مَلائِكَةٌ أَقدامُهُم تَحتَ عَرشِهِ / بِكَفِيهِ لَولا اللَهُ كَلّوا وَأَبلَدوا
قيامٌ عَلى الأَقدامِ عانينَ تَحتَهُ / فَرائِضُهُم مِن شِدَّةِ الخوفِ تُرعَدُ
وَسِبطٌ صُفوفٌ يَنظُرونَ قَضاءَهُ / يُصيخونَ بِالإِسماعِ لِلوَحيِ رُكَّدُ
أَمينٌ لِوَحيِ القُدسِ جِبريلُ فيهِم / وَميكالُ ذو الروحِ القَوِيُّ المُسَدَّدُ
وَحُرّاسُ أَبوابِ السَمَواتِ دونَهُم / قيامٌ عَليهِم بِالمَقاليدِ رُصَّدُ
فَنِعمَ العِبادُ المُصطَفَونَ لِأَمرِهِ / وَمِن دوُنِهِم حُندٌ كَثيفٌ مُجَنَّدُ
مَلائِكَةٌ لا يَفتَرونَ عِبادَةً / كَروبِيَّةٌ مِنهُم رُكوعٌ وَسُجَّدُ
فَساجِدُهُم لا يَرفَعُ الدَهرَ رَأسَهُ / يُعَظِّمُ رَبّاً فَوقَهُ وَيُمَجِّدُ
وَراكِعُهُم يَعنو لَهُ الدَهرَ خاشِعاً / يُرَدِّدُ آلاءَ الآِلَهِ وَيَحمَدُ
وَمِنهُم مُلِفٌّ في الجَناحينِ رَأسَهُ / يَكادُ لِذِكرى رَبِّهِ يَتَفَصَّدُ
مِنَ الخَوفِ لا ذو سأمَةٍ بِعِبادَةٍ / وَلا هوَ مِن طولِ التَعَبُّدِ يَجهَدُ
وَدونَ كَثيفِ الماءِ في غامِضِ الهَوا / ملائِكَةٌ تَنحَطُّ فيهِ وَتَصعَدُ
وَبَينَ طِباقِ الأَرضِ تَحتَ بُطونِها / مَلائِكَةٌ بِالأَمرِ فيها تَرَدَّدُ
فَسُبحانَ مَن لا يَعرِفُ الخَلقُ قَدرَهُ / وَمَن هوَ فوقَ العَرشِ فَردٌ مُوَحَّدُ
وَمَن لَم تُنازِعهُ الخَلائِقُ مُلكَهُ / وَإِن لَم تُفرِّدهُ العِبادُ فَمُفرَدُ
مَليكُ السَمَواتِ الشِدادِ وَأَرضِها / وَلَيسَ بِشَيءٍ عَن قَضاهُ تَأَوُّدُ
هواللَهُ باري الخَلقِ وَالخَلقُ كُلُّهُم / إِماءٌ لَهُ طَوعاً جَميعاً وَأَعبُدُ
وَأنَّى يَكونُ الخَلقُ كَالخالِقِ الَذي / يَدومُ وَيَبقى وَالخَليقَةُ تَنفَدُ
وَلَيسَ لِمَخلوقٍ مِنَ الدَهرِ جِدَّةٌ / وَمَن ذا عَلى مَرِّ الحَوادِثِ يَخلُدُ
وَتَفنى وَلا يَبقى سِوى الواحِدُ الَذي / يُميتُ وَيحيِي دائِباً لَيسَ يُهمَدُ
تُسَبِّحُهُ الطَيرُ الجَوانِحُ في الخَفى / وإِذ هِيَ في جَوِّ السَماءِ تُصَعِّدُ
وَمِن خَوفِ رَبّي سَبَّحَ الرَعدُ فَوقَنا / وَسَبَّحَهُ الأَشجارُ وَالوَحشُ أُبَّدُ
وَسَبَّحَهُ النَينانُ وَالبَحرُ زاخِراً / وَما طَمَّ مِن شَيءٍ وَما هُوَ مُقَلِدُ
أَلا أَيُّها القَلبُ المُقيمُ عَلى الهَوى / إِلى أَيِّ حينٍ مِنكَ هَذا التَصَدُّدُ
عَنِ الحَقِّ كَالأَعمى المُميطِ عَنِ الهُدى / وَلَيسَ يَرُدُّ الحَقَّ إِلاّ مُفَنِّدُ
وَحالاتِ دُنيا لا تَدومُ لِأَهلِها / فَبَينا الفَتى فيها مَهيبٌ مُسَوَّدُ
إِذا إِنقَلَبَت عَنهُ وَزالَ نَعيمُها / وَأَصبَحَ مِن تَربِ القُبورِ يوَسَّدُ
وَفارَقَ روحاً كانَ بَينَ جَنانِهِ / وَجاوَرَ مَوتى ما لَهُم مُتَرَدَّدُ
فأَي فَتىً قَبلي رأَيتَ مُخَلَّداً / لَهُ في قَديمِ الدَهرِ ما يَتَوَدَّدُ
وَمَن يَبتَليهِ الدَهرُ مِنهُ بِعَثرَةٍ / سَيَكبو لَها وَالنائِباتِ تَرَدَّدُ
فَلَم تَسلَم الدُنيا وَإِن ظَنَّ أَهلُها / بِصِحَّتِها وَالدَهرُ قَد يَتَجَرَّدُ
أَلَستَ تَرى في ما مَضى لَك عِبرَةً / فَمَه لا تَكُن يا قَلبُ أَعمى يُلَدَّدُ
فَكُن خائِفاً لِلمَوتِ وَالبَعثِ بَعدَهُ / وَلا تَكُ مِمَّن غَرَّهُ اليَومُ أَو غَدُ
فإِنَّكَ في دُنيا غُرورٍ لِأَهلِها / وَفيها عَدوٌّ كاشِحُ الصَدرِ يُوقِدُ
وساكِنُ أَقطارِ الرَقيعِ عَلى الهَوا / وَمِن دونِ عِلمِ الغَيبِ كُلٌّ مُسَهَّدُ
وَلولا وِثاقُ اللَهِ ضَلَّ ضَلالُنا / وَقَد سَرَّنا أَنّا نُتَلُّ فَنوأَدُ
تَرى فيهِ أَخبارَ القُرونِ الَتي مَضَت / وَأَخبارَ غَيبٍ في القيامَةِ تَنجُدُ
وَلَيسَ بِها إِلا الرَقيمُ مُجاوراً / وَصيدَهُمُ وَالقومُ في الكَهفَ هُمَّدُ
سُبحانَهُ ثُمَ سُبحاناً يَعودُ لَهُ
سُبحانَهُ ثُمَ سُبحاناً يَعودُ لَهُ / وَقَبلَنا سَبَّحَ الجودِيُّ وَالجُمُدُ
مَن كانَ ذا عَضُدٍ يُدرِك ظَلامَتَهُ
مَن كانَ ذا عَضُدٍ يُدرِك ظَلامَتَهُ / إِنَّ الذَليلَ الَذي لَيسَت لَهُ عَضُدُ
تَنبو يَداهُ إِذا ما قَلَّ ناصِرُهُ / وَتأنَفُ الضيمَ إِن أَثرى لَهُ عَضُدُ
فَما أَنابوا لِسَلمٍ حينَ تُنذِرُهُم
فَما أَنابوا لِسَلمٍ حينَ تُنذِرُهُم / رُسلُ الآِلَهِ وَما كانوا لَهُ عَضُدا
وَأَبو اليَتامى كانَ يُحسِنُ أَوسَهُم
وَأَبو اليَتامى كانَ يُحسِنُ أَوسَهُم / وَيَحوطُهُم في كُلِّ عامٍ جاحِدِ
عَلِمَ اِبنُ جُدعانَ بِن عَمروٍ
عَلِمَ اِبنُ جُدعانَ بِن عَمروٍ / أَنَّهُ يَوماً مُدابِر
وَمُسافِراً سَفَراً بَعيداً / لا يَأوبُ بِهِ المُسافِرُ
فَقُدورُهُ بِفِنائِهِ / لِلضيفِ مُترَعَةٌ زَواخِر
تَبدو الكُسورُ مِن إِن / ضِراجِ الغَلي فيها وَالكَراكِر
فَكأَنَهُنَّ بِما حَمَينَ / وَما شُحِنَّ بِها ضَرائِر
وَكَأَنَّهُنَّ بِها عُرَينَةُ / في طَوائِفِها وَهاجِر
زَبَدٌ وَقَرقَرةٌ كَقَرقَرَةِ / الفُحولِ إِذا تُخاطَر
بَذَّ المَعاخِرَ كُلَّها / بِالفَضلِ قَد عَلِمَ المَعاشِر
وَعَلا عَلوَّ الشَمسِ / حَتّى ما يُفاخِرُهُ مُفاخِرُه
دانَت لَهُ أَبناءُ فَهرٍ / مِن بَني كَعبٍ وَعامِر
أَنتَ الجَوادُ إبنُ الجَوادِ / بِكُم يُنافِرُ مَن يُنافِر
آباؤُك الشُمُّ المَراجيحُ / المَسامِحُ الأَخاير
وَإِذا تَشامُ بُروقِهم / جادَت أَكُّفَهُمُ المَواطِر
لا يَحتَويهِم جانِبٌ / لِلمَحلِ مِنهُ وَلا مُجاوِر
قومٌ حُصونُهُمُ الأَسِنَّةُ / وَالأَعِنَّةُ وَالبَواتِر
نَزَلوا البِطاحَ وَفُضِّلَت / بِهِمُ البَواطِنُ وَالظَواهِر
وَالطّوطَ نَزرَعُهُ فيها فَنَلبَسُهُ
وَالطّوطَ نَزرَعُهُ فيها فَنَلبَسُهُ / وَالصوفَّ نَجتَزُّهُ ما أَدفأَ الوَبَرُ
هِىَ القَرارُ فَما نَبغي لَها بَدَلا / ما أَرحَمَ الأَرضَ إِلاّ أَنَّنا كُفُرُ
وَطَعنَةُ اللِ في الأَعداءِ نافِذَةٌ / تُعيِي الأَطِباءَ لا يُلوي لَها السُبُرُ
مِنها خُلِقنا وَكانَت أُمُنا خُلِقَت / وَنَحنُ أَبناؤُها لَو أَنَنا شُكُرُ
وَيومُ مَوعِدُهُم أَن يُحشَروا زُمراً / يَومُ التَغابُنِ إِذ لا يَنفَعُ الحَذَرُ
مُستَوسِقينَ مَعَ الداعي كَأَنَّهُم / رِجلُ الجَرادِ زَفَّتهُ الريحُ تَنتَشِرُ
وَأُبرِزوا بِصَعيدٍ مُستَوٍ جُرُزٍ / وَأُنزِلَ العَرشُ وَالميزانُ وَالزُبُرُ
وَحوسِبوا بِالَذي لَم يُحصِهِ أَحَدٌ / مِنهُم وَفي مِثلِ ذاكَ اليَومِ مُعتَبَرُ
فَمِنهُم فَرِحٌ راضٍ بِمَبعَثِهِ / وَآخَرونَ عَصَوا مَأواهُمُ السَقَرُ
يَقولُ خُزّانُهُم ما كانَ عِندَكُمُ / أَلَم يَكُن جاءَكُم مِن رَبِكُم نُذُرُ
قالوا بَلى فَأَطَعنا سادَةً بَطَروا / وَغَرَّنا طولُ هَذا العَيشِ وَالعُمُرُ
قالوا اُمكُثوا في عَذابِ اللَهِ / ما لَكُمُ إِلا السَلاسِلُ وَالأَغلالُ وَالسُعُرُ
وَأُهلِكوا بِعَذابٍ خَصَّ دابِرُهُم / فَما اِستَطاعوا لَهُ صَرفاً وَلا اِنتَصَروا
فَذاكَ عَيشُهُم لا يَبرَحونَ بِهِ / طولَ المَقامِ وَإِن ضَجَّوا وَإِن ضَجَروا
وَآخَرونَ عَلى الأَعرافِ قَد طَمِعوا / بِجَنَّةٍ حَفَّها الرُمانُ وَالخَضرُ
مِنهُمُ رِجالٌ عَلى الرَحمَنِ رَِزقُهُمُ / مُكَفَّرٌ عَنهُمُ الأَخباثُ وَلوَزَرُ
إِنَ الأَنامَ رَعايا اللَهِ كُلَّهُمُ / هوَ السَلَيطَطُ فَوقَ الأَرضِ مُستَطِرُ
وَلَيسَ يَبقى لِوجهِ اللَهِ مُختَلَقٌ / إِلاّ السَماءَ وَإِلّا الأَرضِ وَالكَفَرُ
لَو كانَ مُنفَلِتٌ كانَت قَساقِسَةٌ / يُحيِيهُمُ اللَهُ في أَيديهِم الزُبُرُ
وَلَيسَ ذو العِلمِ بِالتَقوى كَجاهِلِها / وَلا البَصيرُ كأَعمى ما لَهُ بَصَرُ
فَاِستَخبِرِ الناسَ عَمّا أَنتَ جاهِلُهُ / إِذا عَميتَ فَقَد يَجلو العَمى الخَبَرُ
إِنَّ الصَفيَّ بنَ النَبيتِ مُملِكاً
إِنَّ الصَفيَّ بنَ النَبيتِ مُملِكاً / أَعلى وَأَجوَدُ مِن هِرَقلَ وَقَيصَرا