القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : النابِغَة الذُّبْياني الكل
المجموع : 80
كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ
كِليني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ / وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَواكِبِ
تَطاوَلَ حَتّى قُلتُ لَيسَ بِمُنقَضٍ / وَلَيسَ الَّذي يَرعى النُجومَ بِآئِبِ
وَصَدرٍ أَراحَ اللَيلُ عازِبُ هَمِّهِ / تَضاعَفَ فيهِ الحُزنُ مِن كُلِّ جانِبِ
عَلَيَّ لِعَمروٍ نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ / لِوالِدِهِ لَيسَت بِذاتِ عَقارِبِ
حَلَفتُ يَميناً غَيرَ ذي مَثنَوِيَّةٍ / وَلا عِلمَ إِلّا حُسنُ ظَنٍّ بِصاحِبِ
لَئِن كانَ لِلقَبرَينِ قَبرٍ بِجِلَّقٍ / وَقَبرٍ بِصَيداءَ الَّذي عِندَ حارِبِ
وَلِلحارِثِ الجَفنِيَّ سَيِّدِ قَومِهِ / لَيَلتَمِسَن بِالجَيشِ دارَ المُحارِبِ
وَثِقتُ لَهُ بِالنَصرِ إِذ قيلَ قَد غَزَت / كَتائِبُ مِن غَسّانَ غَيرُ أَشائِبِ
بَنو عَمِّهِ دُنيا وَعَمروُ بنُ عامِرٍ / أولَئِكَ قَومٌ بَأسُهُم غَيرُ كاذِبِ
إِذا ماغَزوا بِالجَيشِ حَلَّقَ فَوقَهُم / عَصائِبُ طَيرٍ تَهتَدي بِعَصائِبِ
يُصاحِبنَهُم حَتّى يُغِرنَ مُغارَهُم / مِنَ الضارِياتِ بِالدِماءِ الدَوارِبِ
تَراهُنَّ خَلفَ القَومِ خُزراً عُيونُها / جُلوسَ الشُيوخِ في ثِيابِ المَرانِبِ
جَوانِحَ قَد أَيقَنَّ أَنَّ قَبيلَهُ / إِذا ما اِلتَقى الجَمعانِ أَوَّلُ غالِبِ
لَهُنَّ عَلَيهِم عادَةٌ قَد عَرَفنَها / إِذا عُرِّضَ الخَطِّيُّ فَوقَ الكَواثِبِ
عَلى عارِفاتٍ لِلطِعانِ عَوابِسٍ / بِهِنَّ كُلومٌ بَينَ دامٍ وَجالِبِ
إِذا اِستُنزِلوا عَنهُنَّ لِلطَعنِ أَرقَلوا / إِلى المَوتِ إِرقالَ الجِمالِ المَصاعِبِ
فَهُم يَتَساقَونَ المَنيَّةَ بَينَهُم / بِأَيديهِمُ بيضٌ رِقاقُ المَضارِبِ
يَطيرُ فُضاضاً بَينَها كُلُّ قَونَسٍ / وَيَتبَعَها مِنهُم فَراشُ الحَواجِبِ
وَلا عَيبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم / بِهِنَّ فُلولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ
تُوُرَّثنَ مِن أَزمانِ يَومِ حَليمَةٍ / إِلى اليَومِ قَد جُرِّبنَ كُلَّ التَجارِبِ
تَقُدَّ السَلوقِيَّ المُضاعَفَ نَسجُهُ / وَتوقِدُ بِالصُفّاحِ نارَ الحُباحِبِ
بِضَربٍ يُزيلُ الهامَ عَن سَكِناتِهِ / وَطَعنٍ كَإيزاغِ المَخاضِ الضَوارِبِ
لَهُم شيمَةٌ لَم يُعطِها اللَهُ غَيرَهُم / مِنَ الجودِ وَالأَحلامُ غَيرُ عَوازِبِ
مَحَلَّتُهُم ذاتُ الإِلَهِ وَدينُهُم / قَويمٌ فَما يَرجونَ غَيرَ العَواقِبِ
رِقاقُ النِعالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُم / يُحَيّونَ بِالريحانِ يَومَ السَباسِبِ
تُحَيّهِمُ بَيضُ الوَلائِدِ بَينَهُم / وَأَكسِيَةُ الإِضريجِ فَوقَ المَشاجِبِ
يَصونونَ أَجساداً قَديماً نَعيمُها / بِخالِصَةِ الأَردانِ خُضرِ المَناكِبِ
وَلا يَحسَبونَ الخَيرَ لا شَرَّ بَعدَهُ / وَلا يَحسِبونَ الشَرَّ ضَربَةَ لازِبِ
حَبَوتُ بِها غَسّانَ إِذ كُنتُ لاحِقاً / بِقَومي وَإِذ أَعيَت عَلَيَّ مَذاهِبي
إِنّي كَأَنّي لَدى النُعمانِ خَبَّرَهُ
إِنّي كَأَنّي لَدى النُعمانِ خَبَّرَهُ / بَعضُ الأُوُدَّ حَديثاً غَيرَ مَكذوبِ
بِأَنَّ حِصناً وَحَيّاً مِن بَني أَسَدٍ / قاموا فَقالوا حِمانا غَيرُ مَقروبِ
ضَلَّت حُلومُهُمُ عَنهُم وَغَرَّهُمُ / سَنُّ المُعَيدِيَّ في رَعيٍ وَتَعزيبِ
قادَ الجِيادَ مِنَ الجَولانِ قائِظَةً / مِن بَينِ مُنعَلَةٍ تُزجى وَمَجنوبِ
حَتّى اِستَغاثَت بِأَهلِ المِلحِ ما طَعِمَت / في مَنزِلٍ طَعمَ نَومٍ غَيرَ تَأويبِ
يَنضَحنَ نَضحَ المَزادِ الوُفرِ أَتأَقَها / شَدُّ الرُواةِ بِماءٍ غَيرِ مَشروبِ
قُبُّ الأَياطِلِ تَردي في أَعِنَّتِها / كَالخاضِباتِ مِنَ الزُعرِ الظَنابيبِ
شُعثٌ عَلَيها مَساعيرٌ لِحَربِهِمُ / شُمُّ العَرانينِ مِن مُردٍ وَمِن شيبِ
وَما بِحِصنٍ نُعاسٌ إِذ تُؤَرِّقُهُ / أَصواتُ حَيٍّ عَلى الأَمرارِ مَحروبِ
ظَلَّت أَقاطيعُ أَنعامٍ مُؤَبَّلَةٍ / لَدى صَليبٍ عَلى الزَوراءِ مَنصوبِ
فَإِذ وُقيتِ بِحَمدِ اللَهِ شِرَّتَها / فَاِنجي فَزارَ إِلى الأَطوادِ فَاللوبِ
وَلا تُلاقي كَما لَقَت بَنو أَسَدٍ / فَقَد أَصابَتهُمُ مِنها بِشُؤبوبِ
لَم يَبقَ غَيرُ طَريدٍ غَيرِ مُنفَلِتٍ / وَموثَقٍ في حِبالِ القِدِّ مَسلوبِ
أَو حُرَّةٍ كَمَهاةِ الرَملِ قَد كُبِلَت / فَوقَ المَعاصِمِ مِنها وَالعَراقيبِ
تَدعو قُعَيناً وَقَد عَضَّ الحَديدُ بِها / عَضَّ الثِقافِ عَلى صُمِّ الأَنابيبِ
مُستَشعِرينَ قَدَ الفَوا في دِيارِهِمُ / دُعاءَ سوعٍ وَدُعمِيٍّ وَأَيّوبِ
أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني
أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لِمتَني / وَتِلكَ الَّتي أُهتَمُّ مِنها وَأَنصَبُ
فَبِتُّ كَأَنَّ العائِداتِ فَرَشنَني / هَراساً بِهِ يُعلى فِراشي وَيُقشَبُ
حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ رَيبَةً / وَلَيسَ وَراءَ اللَهِ لِلمَرءِ مَذهَبُ
لَئِن كُنتَ قَد بُلِّغتَ عَنّي خِيانَةً / لَمُبلِغُكَ الواشي أَغَشُّ وَأَكذَبُ
وَلَكِنَّني كُنتُ اِمرَأً لِيَ جانِبٌ / مِنَ الأَرضِ فيهِ مُستَرادٌ وَمَذهَبُ
مُلوكٌ وَإِخوانٌ إِذا ما أَتَيتُهُم / أُحَكَّمُ في أَموالِهِم وَأُقَرَّبُ
كَفِعلِكَ في قَومٍ أَراكَ اِصطَنَعتَهُم / فَلَم تَرَهُم في شُكرِ ذَلِكَ أَذنَبوا
فَلا تَترُكَنّي بِالوَعيدِ كَأَنَّني / إِلى الناسِ مَطلِيٌّ بِهِ القارُ أَجرَبُ
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ أَعطاكَ سورَةً / تَرى كُلَّ مَلكٍ دونَها يَتَذَبذَبُ
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالمُلوكُ كَواكِبٌ / إِذا طَلَعَت لَم يَبدُ مِنهُنَّ كَوكَبُ
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ / عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
فَإِن أَكُ مَظلوماً فَعَبدٌ ظَلَمتَهُ / وَإِن تَكُ ذا عُتبى فَمِثلُكَ يُعتِبُ
فَإِن يَكُ عامِرٌ قَد قالَ جَهلاً
فَإِن يَكُ عامِرٌ قَد قالَ جَهلاً / فَإِنَّ مَظِنَّةَ الجَهلِ الشَبابُ
فَكُن كَأَبيكَ أَو كَأَبي بَراءٍ / تُوافِقكَ الحُكومَةُ وَالصَوابُ
وَلا تَذهَب بِحِلمِكَ طامِياتٌ / مِنَ الخُيَلاءِ لَيسَ لَهُنَّ بابُ
فَإِنَّكَ سَوفَ تَحلُمُ أَو تَناهى / إِذا ما شِبتَ أَو خابَ الغُرابُ
فَإِن تَكُنِ الفَوارِسُ يَومَ حِسيٍ / أَصابوا مِن لِقائِكَ ما أَصابوا
فَما إِن كانَ مِن نَسَبٍ بَعيدٍ / وَلَكِن أَدرَكوكَ وَهُم غِضابُ
فَوارِسُ مِن مَنولَةَ غَيرُ ميلٍ / وَمُرَّةَ فَوقَ جَمعِهِمُ العُقابُ
مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ
مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ / وَالدَهرُ بِالوِترِ ناجٍ غَيرُ مَطلوبِ
ما مِن أُناسٍ ذَوي مَجدٍ وَمَكرُمةٍ / إِلّا يَشُدُّ عَلَيهِم شِدَّةَ الذيبِ
حَتّى يُبيدَ عَلى عَمدٍ سَراتَهُمُ / بِالنافِذاتِ مِنَ النَبلِ المَصايِيبِ
إِنّي وَجَدتُ سِهامَ المَوتِ مُعرِضَةً / بِكُلِّ حَتفٍ مِنَ الآجالِ مَكتوبِ
أَرَسماً جَديداً مِن سُعادَ تَجَنَّبُ
أَرَسماً جَديداً مِن سُعادَ تَجَنَّبُ / عَفَت رَوضَةُ الأَجدادِ مِنها فَيَثقُبُ
عَفا آيَهُ ريحُ الجُنوبِ مَعَ الصَبا / وَأَسحَمُ دانٍ مُزنُهُ مُتَصَوَّبُ
كَأَنَّ قُتودي وَالنُسوعُ جَرى بِها
كَأَنَّ قُتودي وَالنُسوعُ جَرى بِها / مِصَكٌ يُباري الجَونَ جَأبٌ مُعَقرَبُ
رَعى الرَوضَ حَتّى نَشَّتِ الغُدرُ وَاِلتَوَت / بِرِجلاتِها قيعانُ شَرجٍ وَأَيهَبُ
حَذّارُ مُدبِرَةٌ سَكّاءُ مُقبِلَةٌ
حَذّارُ مُدبِرَةٌ سَكّاءُ مُقبِلَةٌ / لِلماءِ في النَحرِ مِنها نَوطَةٌ عَجَبُ
تَدعو القَطا وَبِها تُدعى إِذا نُسِبَت / يا حُسنَها حينَ تَدعوها فَتَنتَسِبُ
لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ مِن آلِ ضَجعَمٍ
لَعَمري لَنِعمَ المَرءُ مِن آلِ ضَجعَمٍ / تَزورُ بِبُصرى أَو بِبُرقَةِ هارِبِ
فَتىً لَم تَلِدهُ بِنتُ أُمٍّ قَريبَةٍ / فَيَضوى وَقَد يَضوى رَديدُ الأَقارِبِ
وَما حاوَلتُما بِقِيادِ خَيلٍ
وَما حاوَلتُما بِقِيادِ خَيلٍ / يَصولُ الوَردُ فيها وَالكُمَيتُ
إِلى ذُبيانَ حَتّى صَبَّحَتهُم / وَدونَهُمُ الرَبائِعُ وَالخُبَيتُ
كَأَنَّ الظُعنَ حينَ طَفَونَ ظُهراً
كَأَنَّ الظُعنَ حينَ طَفَونَ ظُهراً / سَفينُ البَحرِ يَمَّمنَ القَراحا
قِفا فَتَبَيَّنا أَعُرَيتَناتٍ / يُوَخّي الحَيُّ أَم أَمّوا لُباحا
كَأَنَّ عَلى الحُدوجِ نِعاجَ رَملٍ / زَهاها الذُعرُ أَو سَمِعَت صِياحا
وَاِستَبقِ وِدَّكَ لِلصَديقِ وَلا تَكُن
وَاِستَبقِ وِدَّكَ لِلصَديقِ وَلا تَكُن / قَتَباً يَعَضُّ بِغارِبٍ مِلحاحا
فَالرُفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ / فَتَأَنَّ في رِفقٍ تَنالُ نَجاحا
وَاليَأسُ مِمّا فاتَ يُعقِبُ راحَةً / وَلِرُبَّ مَطعَمَةٍ تَعودُ ذُباحا
يَعِدُ اِبنَ جَفنَةَ وَاِبنَ هاتِكِ عَرشِهِ / وَالحارِثَينِ بِأَن يَزيدَ فَلاحا
وَلَقَد رَأى أَنَّ الَّذي هُوَ غالَهُم / قَد غالَ حِميَرَ قَيلَها الصَبّاحا
وَالتُبَّعَينِ وَذا نُؤاسٍ غُدوَةً / وَعلا أُذَينَةَ سالِبَ الأَرواحا
يَقولونَ حِصنٌ ثُمَّ تَأبى نُفوسُهُم
يَقولونَ حِصنٌ ثُمَّ تَأبى نُفوسُهُم / وَكَيفَ بِحِصنٍ وَالجِبالُ جُموحُ
وَلَم تَلفِظِ المَوتى القُبورُ وَلَم تَزَل / نُجومُ السَماءِ وَالأَديمُ صَحيحُ
يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ
يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ / أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ
وَقَفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها / عَيَّت جَواباً وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ
إِلّا الأَوارِيَّ لَأياً ما أُبَيِّنُها / وَالنُؤيَ كَالحَوضِ بِالمَظلومَةِ الجَلَدِ
رَدَّت عَلَيهِ أَقاصيهِ وَلَبَّدَهُ / ضَربُ الوَليدَةِ بِالمِسحاةِ في الثَأَدِ
خَلَّت سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحبِسُهُ / وَرَفَّعَتهُ إِلى السَجفَينِ فَالنَضَدِ
أَمسَت خَلاءً وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلوا / أَخنى عَلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ
فَعَدِّ عَمّا تَرى إِذ لا اِرتِجاعَ لَهُ / وَاِنمِ القُتودَ عَلى عَيرانَةٍ أُجُدِ
مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَحضِ بازِلُها / لَهُ صَريفٌ صَريفُ القَعوِ بِالمَسَدِ
كَأَنَّ رَحلي وَقَد زالَ النَهارُ بِنا / يَومَ الجَليلِ عَلى مُستَأنِسٍ وَحِدِ
مِن وَحشِ وَجرَةَ مَوشِيٍّ أَكارِعُهُ / طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ
سَرَت عَلَيهِ مِنَ الجَوزاءِ سارِيَةٌ / تُزجي الشَمالُ عَلَيهِ جامِدَ البَرَدِ
فَاِرتاعَ مِن صَوتِ كَلّابٍ فَباتَ لَهُ / طَوعَ الشَوامِتِ مِن خَوفٍ وَمِن صَرَدِ
فَبَثَّهُنَّ عَلَيهِ وَاِستَمَرَّ بِهِ / صُمعُ الكُعوبِ بَريئاتٌ مِنَ الحَرَدِ
وَكانَ ضُمرانُ مِنهُ حَيثُ يوزِعُهُ / طَعنَ المُعارِكِ عِندَ المُحجَرِ النَجُدِ
شَكَّ الفَريصَةَ بِالمِدرى فَأَنقَذَها / طَعنَ المُبَيطِرِ إِذ يَشفي مِنَ العَضَدِ
كَأَنَّهُ خارِجاً مِن جَنبِ صَفحَتِهِ / سَفّودُ شَربٍ نَسوهُ عِندَ مُفتَأَدِ
فَظَلَّ يَعجُمُ أَعلى الرَوقِ مُنقَبِضاً / في حالِكِ اللَونِ صَدقٍ غَيرِ ذي أَوَدِ
لَمّا رَأى واشِقٌ إِقعاصَ صاحِبِهِ / وَلا سَبيلَ إِلى عَقلٍ وَلا قَوَدِ
قالَت لَهُ النَفسُ إِنّي لا أَرى طَمَعاً / وَإِنَّ مَولاكَ لَم يَسلَم وَلَم يَصِدِ
فَتِلكَ تُبلِغُني النُعمانَ إِنَّ لَهُ / فَضلاً عَلى الناسِ في الأَدنى وَفي البَعَدِ
وَلا أَرى فاعِلاً في الناسِ يُشبِهُهُ / وَلا أُحاشي مِنَ الأَقوامِ مِن أَحَدِ
إِلّا سُلَيمانُ إِذ قالَ الإِلَهُ لَهُ / قُم في البَرِيَّةِ فَاِحدُدها عَنِ الفَنَدِ
وَشَيِّسِ الجِنَّ إِنّي قَد أَذِنتُ لَهُم / يَبنونَ تَدمُرَ بِالصُفّاحِ وَالعَمَدِ
فَمَن أَطاعَكَ فَاِنفَعهُ بِطاعَتِهِ / كَما أَطاعَكَ وَاِدلُلهُ عَلى الرَشَدِ
وَمَن عَصاكَ فَعاقِبهُ مُعاقَبَةً / تَنهى الظَلومَ وَلا تَقعُد عَلى ضَمَدِ
إِلّا لِمِثلِكَ أَو مَن أَنتَ سابِقُهُ / سَبقَ الجَوادَ إِذا اِستَولى عَلى الأَمَدِ
أَعطى لِفارِهَةٍ حُلوٍ تَوابِعُها / مِنَ المَواهِبِ لا تُعطى عَلى نَكَدِ
الواهِبُ المِئَةَ المَعكاءَ زَيَّنَها / سَعدانُ توضِحَ في أَوبارِها اللِبَدِ
وَالأُدمَ قَد خُيِّسَت فُتلاً مَرافِقُها / مَشدودَةً بِرِحالِ الحيرَةِ الجُدُدِ
وَالراكِضاتِ ذُيولَ الرَيطِ فانَقَها / بَردُ الهَواجِرِ كَالغِزلانِ بِالجَرَدِ
وَالخَيلَ تَمزَعُ غَرباً في أَعِنَّتِها / كَالطَيرِ تَنجو مِنَ الشُؤبوبِ ذي البَرَدِ
اِحكُم كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ إِذ نَظَرَت / إِلى حَمامِ شِراعٍ وارِدِ الثَمَدِ
يَحُفُّهُ جانِبا نيقٍ وَتُتبِعُهُ / مِثلَ الزُجاجَةِ لَم تُكحَل مِنَ الرَمَدِ
قالَت أَلا لَيتَما هَذا الحَمامُ لَنا / إِلى حَمامَتِنا وَنِصفُهُ فَقَدِ
فَحَسَّبوهُ فَأَلفَوهُ كَما حَسَبَت / تِسعاً وَتِسعينَ لَم تَنقُص وَلَم تَزِدِ
فَكَمَّلَت مِئَةً فيها حَمامَتُها / وَأَسرَعَت حِسبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ
فَلا لَعَمرُ الَّذي مَسَّحتُ كَعبَتَهُ / وَما هُريقَ عَلى الأَنصابِ مِن جَسَدِ
وَالمُؤمِنِ العائِذاتِ الطَيرِ تَمسَحُها / رُكبانُ مَكَّةَ بَينَ الغَيلِ وَالسَعَدِ
ما قُلتُ مِن سَيِّئٍ مِمّا أَتَيتَ بِهِ / إِذاً فَلا رَفَعَت سَوطي إِلَيَّ يَدي
إِلّا مَقالَةَ أَقوامٍ شَقيتُ بِها / كانَت مَقالَتُهُم قَرعاً عَلى الكَبِدِ
إِذاً فَعاقَبَني رَبّي مُعاقَبَةً / قَرَّت بِها عَينُ مَن يَأتيكَ بِالفَنَدِ
أُنبِئتُ أَنَّ أَبا قابوسَ أَوعَدَني / وَلا قَرارَ عَلى زَأرٍ مِنَ الأَسَدِ
مَهلاً فِداءٌ لَكَ الأَقوامُ كُلُّهُمُ / وَما أُثَمَّرُ مِن مالٍ وَمِن وَلَدِ
لا تَقذِفَنّي بِرُكنٍ لا كِفاءَ لَهُ / وَإِن تَأَثَّفَكَ الأَعداءُ بِالرِفَدِ
فَما الفُراتُ إِذا هَبَّ الرِياحُ لَهُ / تَرمي أَواذِيُّهُ العِبرَينِ بِالزَبَدِ
يَمُدُّهُ كُلُّ وادٍ مُترَعٍ لَجِبٍ / فيهِ رِكامٌ مِنَ اليَنبوتِ وَالخَضَدِ
يَظَلُ مِن خَوفِهِ المَلّاحُ مُعتَصِماً / بِالخَيزُرانَةِ بَعدَ الأَينِ وَالنَجَدِ
يَوماً بِأَجوَدَ مِنهُ سَيبَ نافِلَةٍ / وَلا يَحولُ عَطاءُ اليَومِ دونَ غَدِ
هَذا الثَناءُ فَإِن تَسمَع بِهِ حَسَناً / فَلَم أُعَرِّض أَبَيتَ اللَعنَ بِالصَفَدِ
ها إِنَّ ذي عِذرَةٌ إِلّا تَكُن نَفَعَت / فَإِنَّ صاحِبَها مُشارِكُ النَكَدِ
أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِ
أَمِن آلِ مَيَّةَ رائِحٌ أَو مُغتَدِ / عَجلانَ ذا زادٍ وَغَيرَ مُزَوَّدِ
أَفِدَ التَرَجُّلُ غَيرَ أَنَّ رِكابَنا / لَمّا تَزُل بِرِحالِنا وَكَأَن قَدِ
زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحلَتَنا غَداً / وَبِذاكَ خَبَّرَنا الغُدافُ الأَسوَدُ
لا مَرحَباً بِغَدٍ وَلا أَهلاً بِهِ / إِن كانَ تَفريقُ الأَحِبَّةِ في غَدِ
حانَ الرَحيلُ وَلَم تُوَدِّع مَهدَداً / وَالصُبحُ وَالإِمساءُ مِنها مَوعِدي
في إِثرِ غانِيَةٍ رَمَتكَ بِسَهمِها / فَأَصابَ قَلبَكَ غَيرَ أَن لَم تُقصِدِ
غَنيَت بِذَلِكَ إِذ هُمُ لَكَ جيرَةٌ / مِنها بِعَطفِ رِسالَةٍ وَتَوَدُّدِ
وَلَقَد أَصابَت قَلبَهُ مِن حُبِّها / عَن ظَهرِ مِرنانٍ بِسَهمٍ مُصرَدِ
نَظَرَت بِمُقلَةِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ / أَحوى أَحَمِّ المُقلَتَينِ مُقَلَّدِ
وَالنَظمُ في سِلكٍ يُزَيَّنُ نَحرَها / ذَهَبٌ تَوَقَّدُ كَالشِهابِ الموقَدِ
صَفراءُ كَالسِيَراءِ أُكمِلَ خَلقُها / كَالغُصنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ
وَالبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ / وَالإِتبُ تَنفُجُهُ بِثَديٍ مُقعَدِ
مَحطوطَةُ المَتنَينِ غَيرُ مُفاضَةٍ / رَيّا الرَوادِفِ بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ
قامَت تَراءى بَينَ سَجفَي كِلَّةٍ / كَالشَمسِ يَومَ طُلوعِها بِالأَسعُدِ
أَو دُرَّةٍ صَدَفِيَّةٍ غَوّاصُها / بَهِجٌ مَتى يَرَها يُهِلَّ وَيَسجُدِ
أَو دُميَةٍ مِن مَرمَرٍ مَرفوعَةٍ / بُنِيَت بِآجُرٍّ تُشادُ وَقَرمَدِ
سَقَطَ النَصيفُ وَلَم تُرِد إِسقاطَهُ / فَتَناوَلَتهُ وَاِتَّقَتنا بِاليَدِ
بِمُخَضَّبٍ رَخصٍ كَأَنَّ بَنانَهُ / عَنَمٌ يَكادُ مِنَ اللَطافَةِ يُعقَدِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِحاجَةٍ لَم تَقضِها / نَظَرَ السَقيمِ إِلى وُجوهِ العُوَّدِ
تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ / بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِالإِثمِدِ
كَالأُقحُوانِ غَداةَ غِبَّ سَمائِهِ / جَفَّت أَعاليهِ وَأَسفَلُهُ نَدي
زَعَمَ الهُمامُ بِأَنَّ فاها بارِدٌ / عَذبٌ مُقَبَّلُهُ شَهِيُّ المَورِدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ / عَذبٌ إِذا ما ذُقتَهُ قُلتَ اِزدُدِ
زَعَمَ الهُمامُ وَلَم أَذُقهُ أَنَّهُ / يُشفى بِرَيّا ريقِها العَطِشُ الصَدي
أَخَذَ العَذارى عِقدَها فَنَظَمنَهُ / مِن لُؤلُؤٍ مُتَتابِعٍ مُتَسَرِّدِ
لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ / عَبَدَ الإِلَهِ صَرورَةٍ مُتَعَبِّدِ
لَرَنا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها / وَلَخالَهُ رُشداً وَإِن لَم يَرشُدِ
بِتَكَلُّمٍ لَو تَستَطيعُ سَماعَهُ / لَدَنَت لَهُ أَروى الهِضابِ الصُخَّدِ
وَبِفاحِمٍ رَجلٍ أَثيثٍ نَبتُهُ / كَالكَرمِ مالَ عَلى الدِعامِ المُسنَدِ
فَإِذا لَمَستَ لَمَستَ أَجثَمَ جاثِماً / مُتَحَيِّزاً بِمَكانِهِ مِلءَ اليَدِ
وَإِذا طَعَنتَ طَعَنتَ في مُشَهدِفٍ / رابي المَجَسَّةِ بِالعَبيرِ مُقَرمَدِ
وَإِذا نَزَعتَ نَزَعتَ عَن مُستَحصِفٍ / نَزعَ الحَزَوَّرِ بِالرَشاءِ المُحصَدِ
وَإِذا يَعَضُّ تَشُدُّهُ أَعضائُهُ / عَضَّ الكَبيرِ مِنَ الرِجالِ الأَدرَدِ
وَيَكادُ يَنزِعُ جِلدَ مَن يُصلى بِهِ / بِلَوافِحٍ مِثلِ السَعيرِ الموقَدِ
لا وارِدٌ مِنها يَحورُ لِمَصدَرٍ / عَنها وَلا صَدِرٌ يَحورُ لِمَورِدِ
أَهاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ
أَهاجَكَ مِن سُعداكَ مَغنى المَعاهِدِ / بِرَوضَةِ نُعمِيٍّ فَذاتِ الأَساوِدِ
تَعاوَرَها الأَرواحُ يَنسِفنَ تُربَها / وَكُلُّ مُلِثٍّ ذي أَهاضيبَ راعِدِ
بِها كُلُّ ذَيّالٍ وَخَنساءَ تَرعَوي / إِلى كُلِّ رَجّافٍ مِنَ الرَملِ فارِدِ
عَهِدتُ بِها سُعدى وَسُعدى غَريرَةٌ / عَروبٌ تَهادى في جَوارٍ خَرائِدِ
لَعَمري لَنِعمَ الحَيِّ صَبَّحَ سِربَنا / وَأَبياتَنا يَوماً بِذاتِ المَراوِدِ
يَقودُهُمُ النُعمانُ مِنهُ بِمُحصَفٍ / وَكَيدٍ يَغُمُّ الخارِجِيَّ مُناجِدِ
وَشيمَةِ لا وانٍ وَلا واهِنِ القُوى / وَجَدٍّ إِذا خابَ المُفيدونَ صاعِدِ
فَآبَ بِأَبكارٍ وَعونٍ عَقائِلٍ / أَوانِسَ يَحميها اِمرُؤٌ غَيرُ زاهِدِ
يُخَطَّطنَ بِالعيدانِ في كُلِّ مَقعَدٍ / وَيَخبَأنَ رُمّانَ الثُدِيِّ النَواهِدِ
وَيَضرِبنَ بِالأَيدي وَراءَ بَراغِزٍ / حِسانِ الوُجوهِ كَالظِباءِ العَواقِدِ
غَرائِرُ لَم يَلقَينَ بَأساءَ قَبلَها / لَدى اِبنِ الجُلاحِ ما يَثِقنَ بِوافِدِ
أَصابَ بَني غَيظٍ فَأَضحَوا عِبادَهُ / وَجَلَّلَها نُعمى عَلى غَيرِ واحِدِ
فَلا بُدَّ مِن عَوجاءَ تَهوي بِراكِبٍ / إِلى اِبنِ الجُلاحِ سَيرُها اللَيلَ قاصِدِ
تَخُبُّ إِلى النُعمانِ حَتّى تَنالَهُ / فِدىً لَكَ مِن رَبٍّ طَريفي وَتالِدي
فَسَكَّنتَ نَفسي بَعدَما طارَ روحُها / وَأَلبَستَني نُعمى وَلَستُ بِشاهِدِ
وَكُنتُ اِمرَأً لا أَمدَحُ الدَهرَ سوقَةٍ / فَلَستُ عَلى خَيرٍ أَتاكَ بِحاسِدِ
سَبَقتَ الرِجالَ الباهِشينَ إِلى العُلى / كَسَبقِ الجَوادِ اِصطادَ قَبلَ الطَوارِدِ
عَلَوتَ مَعَدّاً نائِلاً وَنِكايَةً / فَأَنتَ لِغَيثِ الحَمدِ أَوَّلُ رائِدِ
أَبقَيتَ لِلعَبسيِّ فَضلاً وَنِعمَةً
أَبقَيتَ لِلعَبسيِّ فَضلاً وَنِعمَةً / وَمَحمَدَةً مِن باقِياتِ المَحامِدِ
حِباءُ شَقيقٍ فَوقَ أَعظُمِ قَبرَهُ / وَما كانَ يُحبى قَبلَهُ قَبرُ وافِدِ
أَتى أَهلَهُ مِنهُ حِباءٌ وَنِعمَةٌ / وَرُبَّ اِمرِئٍ يَسعى لِآخَرَ قاعِدِ
ياعامِ لَم أَعرِفكَ تَنكِرُ سُنَّةً
ياعامِ لَم أَعرِفكَ تَنكِرُ سُنَّةً / بَعدَ الَّذينَ تَتابَعوا بِالمَرصَدِ
لَو عايَنَتكَ كُماتُنا بِطُوالَةٍ / بِالحَزوَرِيَّةِ أَو بِلابَةِ ضَرغَدِ
لَثَوَيتَ في قِدٍّ هُنالِكَ موثَقاً / في القَومِ أَو لَثَوَيتَ غَيرَ مُوَسَّدِ
عَوجوا فَحَيّوا لِنُعمٍ دُمنَةَ الدارِ
عَوجوا فَحَيّوا لِنُعمٍ دُمنَةَ الدارِ / ماذا تُحَيّونَ مِن نُؤيٍ وَأَحجارِ
أَقوى وَأَقفَرَ مِن نُعمٍ وَغَيَّرَهُ / هوجُ الرِياحِ بِهابي التُربِ مَوّارِ
وَقَفتُ فيها سَراةَ اليَومِ أَسأَلُها / عَن آلِ نُعمٍ أَموناً عَبرَ أَسفارِ
فَاِستَعجَمَت دارُ نُعمٍ ما تُكَلِّمُنا / وَالدارُ لَو كَلَّمَتنا ذاتُ أَخبارِ
فَما وَجَدتُ بِها شَيئاً أَلوذُ بِهِ / إِلّا الثُمامَ وَإِلّا مَوقِدَ النارِ
وَقَد أَراني وَنُعماً لاهِيَينِ بِها / وَالدَهرُ وَالعَيشُ لَم يَهمُم بِإِمرارِ
أَيامَ تُخبِرُني نُعمٌ وَأُخبِرُها / ما أَكتُمُ الناسَ مِن حاجي وَأَسراري
لَولا حَبائِلُ مِن نُعمٍ عَلِقتُ بِها / لَأَقصَرَ القَلبُ عَنها أَيَّ إِقصارِ
فَإِن أَفاقَ لَقَد طالَت عَمايَتُهُ / وَالمَرءُ يُخلِقُ طَوراً بَعدَ أَطوارِ
نُبِّئتُ نُعماً عَلى الهِجرانِ عاتِبَةً / سَقياً وَرَعياً لِذاكَ العاتِبِ الزاري
رَأَيتُ نُعماً وَأَصحابي عَلى عَجَلٍ / وَالعيسُ لِلبَينِ قَد شُدَّت بِأَكوارِ
فَريعَ قَلبي وَكانَت نَظرَةٌ عَرَضَت / حَيناً وَتَوفيقَ أَقدارٍ لِأَقدارِ
بَيضاءُ كَالشَمسِ وافَت يَومَ أَسعَدِها / لَم تُؤذِ أَهلاً وَلَم تُفحِش عَلى جارِ
تَلوثُ بَعدَ اِفتِضالِ البُردِ مِئزَرَها / لَوثاً عَلى مِثلِ دِعصِ الرَملَةِ الهاري
وَالطيبُ يَزدادُ طيباً أَن يَكونَ بِها / في جيدِ واضِحَةِ الخَدَّينِ مِعطارِ
تَسقي الضَجيعَ إِذا اِستَسقى بِذي أَشَرٍ / عَذبِ المَذاقَةِ بَعدَ النَومِ مِخمارِ
كَأَنَّ مَشمولَةً صِرفاً بِريقَتِها / مِن بَعدِ رَقدَتِها أَو شَهدَ مُشتارِ
أَقولُ وَالنَجمُ قَد مالَت أَواخِرُهُ / إِلى المَغيبِ تَثَبَّت نَظرَةً حارِ
أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ رَأى بَصَري / أَم وَجهُ نُعمٍ بَدا لي أَم سَنا نارِ
بَل وَجهُ نُعمٍ بَدا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / فَلاحَ مِن بَينِ أَثوابٍ وَأَستارِ
إِنَّ الحُمولَ الَّتي راحَت مُهَجِّرَةً / يَتبَعنَ كُلَّ سَفيهِ الرَأيِ مِغيارِ
نَواعِمٌ مِثلُ بَيضاتٍ بِمَحنِيَةٍ / يَحفِزنَ مِنهُ ظَليماً في نَقاً هارِ
إِذا تَغَنّى الحَمامُ الوُرقُ هَيَّجَني / وَإِن تَغَرَّبتُ عَنها أُمِّ عَمّارِ
وَمَهمَهٍ نازِحٍ تَعوي الذِئابُ بِهِ / نائي المِياهِ عَنِ الوُرّادِ مِقفارِ
جاوَزتُهُ بِعَلَنداةٍ مُناقِلَةٍ / وَعرَ الطَريقِ عَلى الإِحزانِ مِضمارِ
تَجتابُ أَرضاً إِلى أَرضٍ بِذي زَجَلٍ / ماضٍ عَلى الهَولِ هادٍ غَيرِ مِحيارِ
إِذا الرِكابُ وَنَت عَنها رَكائِبُها / تَشَذَّرَت بِبَعيدِ الفَترِ خَطّارِ
كَأَنَّما الرَحلُ مِنها فَوقَ ذي جُدَدٍ / ذَبَّ الرِيادِ إِلى الأَشباحِ نَظّارِ
مُطَرَّدٌ أُفرِدَت عَنهُ حَلائِلُهُ / مِن وَحشِ وَجرَةَ أَو مِن وَحشِ ذي قارِ
مُجَرَّسٌ وَحَدٌ جَأبٌ أَطاعَ لَهُ / نَباتُ غَيثٍ مِنَ الوَسميِّ مِبكارِ
سَراتُهُ ما خَلا لَبانَهُ لَهِقٌ / وَفي القَوائِمِ مِثلُ الوَشمِ بِالقارِ
باتَت لَهُ لَيلَةٌ شَهباءُ تَسفَعُهُ / بِحاصِبٍ ذاتِ إِشعانٍ وَأَمطارِ
وَباتَ ضَيفاً لِأَرطاةٍ وَأَلجَأَهُ / مَعَ الظَلامِ إِلَيها وابِلٌ سارِ
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت ظَلماءُ لَيلَتِهِ / وَأَسفَرَ الصُبحُ عَنهُ أَيَّ إِسفارِ
أَهوى لَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ / عاري الأَشاجِعِ مِن قُنّاصِ أَنمارِ
مُحالِفُ الصَيدِ هَبّاشٌ لَهُ لَحمٌ / ما إِن عَلَيهِ ثِيابٌ غَيرُ أَطمارِ
يَسعى بِغُضفٍ بَراها فَهيَ طاوِيَةٌ / طولُ اِرتِحالٍ بِها مِنهُ وَتَسيارِ
حَتّى إِذا الثَورُ بَعدَ النَفرِ أَمكَنَهُ / أَشلى وَأَرسَلَ غُضفاً كُلَّها ضارِ
فَكَرَّ مَحمِيَّةً مِن أَن يَفِرَّ كَما / كَرَّ المُحامي حِفاظاً خَشيَةَ العارِ
فَشَكَّ بِالرَوقِ مِنهُ صَدرَ أَوَّلِها / شَكُّ المُشاعِبِ أَعشاراً بِأَعشارِ
ثُمَّ اِنثَنى بَعدُ لِلثاني فَأَقصَدَهُ / بِذاتِ ثَغرٍ بَعيدِ القَعرِ نَعّارِ
وَأَثبَتَ الثالِثَ الباقي بِنافِذَةٍ / مِن باسِلٍ عالِمٍ بِالطَعنِ كَرّارِ
وَظَلَّ في سَبعَةٍ مِنها لَحِقنَ بِهِ / يَكُرُّ بِالرَوقِ فيها كَرَّ إِسوارِ
حَتّى إِذا ما قَضى مِنها لُبانَتَهُ / وَعادَ فيها بِإِقبالٍ وَإِدبارِ
اِنقَضَّ كَالكَوكَبِ الدُرِّيِّ مُنصَلِتاً / يَهوي وَيَخلِطُ تَقريباً بِإِحضارِ
فَذاكَ شِبهُ قَلوصي إِذ أَضَرَّ بِها / طولُ السُرى وَالسُرى مِن بَعدِ أَسفارِ
لَقَد نَهَيتُ بَني ذُبيانَ عَن أُقُرٍ
لَقَد نَهَيتُ بَني ذُبيانَ عَن أُقُرٍ / وَعَن تَرَبُّعِهِم في كُلِّ أَصفارِ
وَقُلتُ يا قَومُ إِنَّ اللَيثَ مُنقَبِضٌ / عَلى بَراثِنِهِ لِوَثبَةِ الضاري
لا أَعرِفَن رَبرَباً حوراً مَدامِعُها / كَأَنَّ أَبكارَها نِعاجُ دُوّارِ
يَنظُرنَ شَزراً إِلى مَن جاءَ عَن عُرُضٍ / بِأَوجُهٍ مُنكِراتِ الرِقِّ أَحرارِ
خَلفَ العَضاريطِ لا يوقَينَ فاحِشَةً / مُستَمسِكاتٍ بِأَقتابٍ وَأَكوارِ
يُذرينَ دَمعاً عَلى الأَشفارِ مُنحَدِراً / يَأمُلنَ رِحلَةَ حِصنٍ وَاِبنِ سَيّارِ
إِمّا عُصيتُ فَإِنّي غَيرُ مُنفَلِتٍ / مِني اللِصابُ فَجَنبا حَرَّةِ النارِ
أَو أَضَعُ البَيتَ في سَوداءِ مُظلِمَةٍ / تُقَيِّدُ العيرَ لا يَسري بِها الساري
تُدافِعُ الناسَ عَنّا حينَ نَركَبُها / مِنَ المَظالِمِ تُدعى أُمَّ صَبّارِ
ساقَ الرُفَيداتِ مِن جَوشٍ وَمِن عِظَمٍ / وَماشَ مِن رَهطِ رَبعِيٍّ وَحَجّارِ
قَرمَي قُضاعَةَ حَلّا حَولَ حُجرَتَهُ / مَدّا عَلَيهِ بِسُلّافٍ وَأَنفارِ
حَتّى اِستَقَلَّ بِجَمعٍ لا كِفاءَ لَهُ / يَنفي الوُحوشَ عَنِ الصَحراءِ جَرّارِ
لا يَخفِضُ الرِزَّ عَن أَرضٍ أَلَمَّ بِها / وَلا يَضِلُّ عَلى مِصباحِهِ الساري
وَعَيَّرَتني بَنو ذُبيانَ خَشيَتَهُ / وَهَل عَلَيَّ بِأَن أَخشاكَ مِن عارِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025