القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأعشى الكبير الكل
المجموع : 81
كَفى بِالَّذي تولينَهُ لَو تَجَنَّبا
كَفى بِالَّذي تولينَهُ لَو تَجَنَّبا / شِفاءً لِسُقمٍ بَعدَما عادَ أَشيَبا
عَلى أَنَّها كانَت تَأَوَّلُ حُبَّها / تَأَوُّلَ رِبعِيِّ السِقابِ فَأَصحَبا
فَتَمَّ عَلى مَعشوقَةٍ لا يَزيدُها / إِلَيهِ بَلاءُ الشَوقِ إِلّا تَحَبُّبا
وَإِنّي اِمرُؤٌ قَد باتَ هَمّي قَريبَتي / تَأَوَّبَني عِندَ الفِراشِ تَأَوُّبا
سَأوصي بَصيراً إِن دَنَوتُ مِنَ البِلى / وَصاةَ اِمرِئٍ قاسى الأُمورَ وَجَرَّبا
بِأَن لا تَبَغَّ الوُدَّ مِن مُتَباعِدٍ / وَلا تَنأَ عَن ذي بِغضَةٍ إِن تَقَرَّبا
فَإِنَّ القَريبَ مَن يُقَرِّبُ نَفسَهُ / لَعَمرُ أَبيكَ الخَيرَ لا مَن تَنَسَّبا
مَتى يَغتَرِب عَن قَومِهِ لا يَجِد لَهُ / عَلى مَن لَهُ رَهطٌ حَوالَيهِ مُغضَبا
وَيُحطَم بِظُلمٍ لا يَزالُ يَرى لَهُ / مَصارِعَ مَظلومٍ مُجَرّاً وَمَسحَبا
وَتُدفَنُ مِنهُ الصالِحاتُ وَإِن يُسِئ / يَكُن ما أَساءَ النارَ في رَأسِ كَبكَبا
وَلَيسَ مُجيراً إِن أَتى الحَيَّ خائِفٌ / وَلا قائِلاً إِلّا هُوَ المُتَعَيَّبا
أَرى الناسَ هَرّوني وَشُهِّرَ مَدخَلي / وَفي كُلِّ مَمشى أَرصَدَ الناسُ عَقرَبا
فَأَبلِغ بَني سَعدِ بنِ قَيسٍ بِأَنَّني / عَتَبتُ فَلَمّا لَم أَجِد لِيَ مَعتَبا
صَرَمتُ وَلَم أَصرِمكُمُ وَكَصارِمٍ / أَخٌ قَد طَوى كَشحاً وَأَبَّ لِيَذهَبا
وَمِثلُ الَّذي تولونَني في بُيوتِكُم / يُقَنّي سِناناً كَالقُدامى وَثَعلَبا
وَيَبعُدُ بَيتُ المَرءِ عَن دارِ قَومِهِ / فَلَن يَعلَموا مُمساهُ إِلّا تَحَسُّبا
إِلى مَعشَرٍ لا يُعرَفُ الوُدُّ بَينَهُم / وَلا النَسَبُ المَعروفُ إِلّا تَنَسُّبا
أَراني لَدُن أَن غابَ قَومي كَأَنَّما / يَرانِيَ فيهِم طالِبُ الحَقِّ أَرنَبا
دَعا قَومَهُ حَولي فَجاؤوا لِنَصرِهِ / وَنادَيتُ قَوماً بِالمُسَنّاةِ غُيَّبا
فَأَرضوهُ أَن أَعطوهُ مِنّي ظُلامَةً / وَما كُنتُ قُلّاً قَبلَ ذَلِكَ أَزيَبا
وَرُبَّ بَقيعٍ لَو هَتَفتُ بِجَوِّهِ / أَتاني كَريمٌ يَنفُضُ الرَأسَ مُغضَبا
أَرى رَجُلاً مِنكُم أَسيفاً كَأَنَّما / يَضُمُّ إِلى كَشحَيهِ كَفّاً مُخَضَّبا
وَما عِندَهُ مَجدٌ تَليدٌ وَلا لَهُ / مِنَ الريحِ فَضلٌ لا الجَنوبُ وَلا الصَبا
وَإِنّي وَما كَلَّفتُموني وَرَبِّكُم / لَيَعلَمَ مَن أَمسى أَعَقَّ وَأَحرَبا
لَكَالثَورِ وَالجِنِّيُّ يَضرِبُ ظَهرَهُ / وَما ذَنبَهُ إِن عافَتِ الماءَ مَشرَبا
وَما ذَنبُهُ أَن عافَتِ الماءَ باقِرٌ / وَما إِن تَعافُ الماءَ إِلّا لِيُضرَبا
فَإِن أَنأَ عَنكُم لا أُصالِح عَدوَّكُم / وَلا أُعطِهِ إِلّا جِدالاً وَمِحرَبا
وَإِن أَدنُ مِنكُم لا أَكُن ذا تَميمَةٍ / يُرى بَينَكُم مِنها الأَجالِدُ مُثقَبا
سَيَنبَحُ كَلبي جَهدَهُ مِن وَرائِكُم / وَأُغني عِيالي عَنكُمُ أَن أُؤَنَّبا
وَأَدفَعُ عَن أَعراضِكُم وَأُعيرُكُم / لِساناً كَمِقراضِ الخَفاجِيِّ مِلحَبا
هُنالِكَ لا تَجزونَني عِندَ ذاكُمُ / وَلَكِن سَيَجزيني الإِلَهُ فَيُعقِبا
ثَنائي عَلَيكُم بِالمَغيبِ وَإِنَّني / أَراني إِذا صارَ الوَلاءُ تَحَزُّبا
أَكونُ اِمرَءً مِنكُم عَلى ما يَنوبُكُم / وَلَن يَرَني أَعداؤكُم قَرنَ أَعضَبا
أَراني وَعَمرواً بَينَنا دَقُّ مَنشِمٍ / فَلَم يَبقَ إِلّا أَن أُجَنَّ وَيَكلَبا
كِلانا يُرائي أَنَّهُ غَيرُ ظالِمٍ / فَأَعزَبتُ حِلمي أَو هُوَ اليَومَ أَعزَبا
وَمَن يُطِعِ الواشينَ لا يَترُكوا لَهُ / صَديقاً وَإِن كانَ الحَبيبَ المُقَرَّبا
وَكُنتُ إِذا ما القِرنُ رامَ ظُلامَتي / غَلِقتُ فَلَم أَغفِر لِخَصمي فَيَدرَبا
كَما اِلتَمَسَ الرومِيُّ مِنشَبَ قُفلِهِ / إِذا اِجتَسَّهُ مِفتاحُهُ أَخطَأَ الشَبا
فَما ظَنُّكُم بِاللَيثِ يَحمي عَرينَهُ / نَفى الأُسدَ عَن أَوطانِهِ فَتُهُيِّبا
يُكِنُّ حِداداً مَوجَداتٍ إِذا مَشى / وَيُخرِجُها يَوماً إِذا ما تَحَرَّبا
لَهُ السَورَةُ الأولى عَلى القِرنِ إِذ غَدا / وَلا يَستَطيعُ القِرنُ مِنهُ تَغَيُّبا
عَلَوتُكُمُ وَالشَيبُ لَم يَعلُ مَفرِقي / وَهادَيتُموني الشِعرَ كَهلاً مُجَرَّبا
تَصابَيتَ أَم بانَت بِعَقلِكَ زَينَبُ
تَصابَيتَ أَم بانَت بِعَقلِكَ زَينَبُ / وَقَد جَعَلَ الوُدُّ الَّذي كانَ يَذهَبُ
وَشاقَتكَ أَظعانٌ لِزَينَبَ غُدوَةً / تَحَمَّلنَ حَتّى كادَتِ الشَمسُ تَغرُبُ
فَلَمّا اِستَقَلَّت قُلتُ نَخلَ اِبنِ يامِنٍ / أَهُنَّ أَمِ اللاتي تُرَبِّتُ يَترَبُ
طَريقٌ وَجَبّارٌ رِواءٌ أُصولُهُ / عَلَيهِ أَبابيلٌ مِنَ الطَيرِ تَنعَبُ
عَلونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَعَقمَةٍ / جَوانِبُها لَونانِ وَردٌ وَمُشرَبُ
أَجَدّوا فَلَمّا خِفتُ أَن يَتَفَرَّقوا / فَريقَينِ مِنهُم مُصعِدٌ وَمُصَوِّبُ
طَلَبتُهُمُ تَطوي بِيَ البيدَ جَسرَةٌ / شُوَيقِئهِ النابَينِ وَجناءُ ذِعلِبُ
مُضَبَّرَةٌ حَرفٌ كَأَنَّ قُتودَها / تَضَمَّنَها مِن حُمرِ بَيّانَ أَحقَبُ
فَلَمّا اِدَّرَكتُ الحَيَّ أَتلَعَ أُنَّسٌ / كَما أَتلَعَت تَحتَ المَكانِسِ رَبرَبُ
وَفي الحَيِّ مَن يَهوى لِقانا وَيَشتَهي / وَآخَرُ مَن أَبدى العَداوَةَ مُغضَبُ
فَما أَنسَ مِلأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / لَعَلَّ النَوى بَعدَ التَفَرُّقِ تُصقِبُ
وَخَدّاً أَسيلاً يَحدُرُ الدَمعَ فَوقَهُ / بَنانٌ كَهُدّابِ الدَمَقسِ مُخَضَّبُ
وَكَأسٍ كَعَينِ الديكِ باكَرتُ حَدَّها / بِفِتيانِ صِدقٍ وَالنَواقيسُ تُضرَبُ
سُلافٍ كَأَنَّ الزَعفَرانَ وَعَندَماً / يُصَفَّقُ في ناجودِها ثُمَّ تُقطَبُ
لَها أَرَجٌ في البَيتِ عالٍ كَأَنَّما / أَلَمَّ بِهِ مِن تَجرِ دارينَ أَركَبُ
أَلا أَبلِغا عَنّي حُرَيثاً رِسالَةً / فَإِنَّكَ عَن قَصدِ المَحَجَّةِ أَنكَبُ
أَتَعجَبُ أَن أَوفَيتَ لِلجارِ مَرَّةً / فَنَحنُ لَعَمري اليَومَ مِن ذاكَ نَعجَبُ
فَقَبلَكَ ما أَوفى الرُفادُ لِجارِهِ / فَأَنجاهُ مِمّا كانَ يَخشى وَيَرهَبُ
فَأَعطاهُ حِلساً غَيرَ نِكسٍ أَرَبَّهُ / لُؤاماً بِهِ أَوفى وَقَد كادَ يَذهَبُ
تَدارَكَهُ في مُنصِلِ الأَلِّ بَعدَما / مَضى غَيرَ دَأداءٍ وَقَد كادَ يَعطَبُ
وَنَحنُ أُناسٌ عودُنا عودُ نَبعَةٍ / إِذا اِنتَسَبَ الحَيّانِ بَكرٌ وَتَغلِبُ
لَنا نَعَمٌ لا يَعتَري الذَمُّ أَهلَهُ / تُعَقَّرُ لِلضَيفِ الغَريبِ وَتُحلَبُ
وَيُعقَلُ إِن نابَت عَلَيهِ عَظيمَةٌ / إِذا ما أُناسٌ موسِعونَ تَغَيَّبوا
وَيَمنَعُهُ يَومَ الصِياحِ مَصونَةٌ / سِراعٌ إِلى الداعي تَثوبُ وَتُركَبُ
عَناجيجُ مِن آلِ الصَريحِ وَأَعوَجٍ / مَغاويرُ فيها لِلأَريبِ مُعَقَّبُ
وَلَدنٌ مِنَ الخَطِيِّ فيهِ أَسِنَّةٌ / ذَخائِرُ مِمّا سَنَّ أَبزى وَشَرعَبُ
وَبيضٌ كَأَمثالِ العَقيقِ صَوارِمٌ / تُصانُ لِيَومِ الدَوخِ فينا وَتُخشَبُ
وَكُلُّ دِلاصٍ كَالأَضاةِ حَصينَةٍ / تَرى فَضلَها عَن رَبِّها يَتَذَبذَبُ
بانَت سُعادُ وَأَمسى حَبلُها رابا
بانَت سُعادُ وَأَمسى حَبلُها رابا / وَأَحدَثَ النَأيُ لي شَوقاً وَأَوصابا
وَأَجمَعَت صُرمَنا سُعدى وَهِجرَتَنا / لَمّا رَأَت أَنَّ رَأسي اليَومَ قَد شابا
أَيّامَ تَجلو لَنا عَن بارِدٍ رَتِلٍ / تَخالُ نَكهَتَها بِاللَيلِ سُيّابا
وَجيدِ مُغزِلَةٍ تَقرو نَواجِذُها / مِن يانِعِ المَردِ ما اِحلَولى وَما طابا
وَعَينِ وَحشِيَّةٍ أَغفَت فَأَرَّقَها / صَوتُ الذِئابِ فَأَوفَت نَحوَهُ دابا
هِركَولَةٌ مِثلُ دِعصِ الرَملِ أَسفَلُها / مَكسُوَّةٌ مِن جَمالِ الحُسنِ جِلبابا
تُميلُ جَثلاً عَلى المَتنَينِ ذا خُصَلٍ / يَحبو مَواشِطَهُ مِسكاً وَتَطيابا
رُعبوبَةٌ فُنُقٌ خُمصانَةٌ رَدَحٌ / قَد أُشرِبَت مِثلَ ماءِ الدُرِّ إِشرابا
وَمَهمَهٍ نازِحٍ قَفرٍ مَسارِبُهُ / كَلَّفتُ أَعيَسَ تَحتَ الرَحلِ نَعّابا
يُنبي القُتودَ بِمِثلِ البُرجِ مُتَّصِلاً / مُؤَيَّداً قَد أَنافوا فَوقَهُ بابا
كَأَنَّ كوري وَميسادي وَميثَرَتي / كَسَوتُها أَسفَعَ الخَدَّينِ عَبعابا
أَلجاهُ قَطرٌ وَشَفّانٌ لِمُرتَكِمٍ / مِنَ الأَميلِ عَلَيهِ البَغرُ إِكثابا
وَباتَ في دَفِّ أَرطاةٍ يَلوذُ بِها / يَجري الرَبابُ عَلى مَتنَيهِ تَسكابا
تَجلو البَوارِقُ عَن طَيّانَ مُضطَمِرٍ / تَخالُهُ كَوكَباً في الأُفقِ ثَقّابا
حَتّى إِذا ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ أَو كَرَبَت / أَحَسَّ مِن ثُعَلٍ بِالفَجرِ كَلّابا
يُشلي عِطافاً وَمَجدولاً وَسَلهَبَةً / وَذا القِلادَةِ مَحصوفاً وَكَسّابا
ذو صِبيَةٍ كَسبُ تِلكَ الضارِياتِ لَهُم / قَد حالَفوا الفَقرَ وَاللَأواءَ أَحقابا
فَاِنصاعَ لا يَأتَلي شَدّاً بِخَذرَفَةٍ / تَرى لَهُ مِن يَقينِ الخَوفِ إِهذابا
وَهُنَّ مُنتَصِلاتٌ كُلَّها ثَقِفٌ / تَخالُهُنَّ وَقَد أُرهِقنَ نَشّابا
لَأياً يُجاهِدُها لا يَأتَلي طَلَباً / حَتّى إِذا عَقلُهُ بَعدَ الوَنى ثابا
فَكَرَّ ذو حَربَةٍ تَحمي مَقاتِلَهُ / إِذا نَحا لِكُلاها رَوقَهُ صابا
لَمّا رَأَيتُ زَماناً كالِحاً شَبِماً / قَد صارَ فيهِ رُؤوسُ الناسِ أَذنابا
يَمَّمتُ خَيرَ فَتىً في الناسِ كُلَّهُمُ / الشاهِدينَ بِهِ أَعني وَمَن غابا
لَمّا رَآني إِياسٌ في مُرَجَّمَةٍ / رَثَّ الشَوارِ قَليلَ المالِ مُنشابا
أَثوى ثَواءَ كَريمٍ ثُمَّ مَتَّعَني / يَومَ العُروبَةِ إِذ وَدَّعتُ أَصحابا
بِعَنتَريسٍ كَأَنَّ الحُصَّ ليطَ بِها / أَدماءَ لا بَكرَةً تُدعى وَلا نابا
وَالرِجلُ كَالرَوضَةِ المِحلالِ زَيَّنَها / نَبتُ الخَريفِ وَكانَت قَبلُ مِعشابا
جَزى الإِلَهُ إِياساً خَيرَ نِعمَتِهِ / كَما جَزى المَرءَ نوحاً بَعدَما شابا
في فُلكِهِ إِذ تَبَدّاها لِيَصنَعَها / وَظَلَّ يَجمَعُ أَلواحاً وَأَبوابا
أَوصَلتَ صُرمَ الحَبلِ مِن
أَوصَلتَ صُرمَ الحَبلِ مِن / سَلمى لِطولِ جِنابِها
وَرَجَعتَ بَعدَ الشَيبِ تَب / غي وُدُّها بِطِلابِها
أَقصِر فَإِنَّكَ طالَما / أوضِعتَ في إِعجابِها
أَوَلَن يُلاحَمَ في الزُجا / جَةِ صَدعُها بِعِصابِها
أَوَلَن تَرى في الزُبرِ بَيِّ / نَةً بِحُسنِ كِتابِها
إِنَّ القُرى يَوماً سَتَه / لِكُ قَبلَ حَقِّ عَذابِها
وَتَصيرُ بَعدَ عَمارَةٍ / يَوماً لِأَمرِ خَرابِها
أَوَلَم تَرَي حِجراً وَأَن / تِ حَكيمَةٌ وَلِما بِها
إِنَّ الثَعالِبَ بِالضُحى / يَلعَبنَ في مِحرابِها
وَالجِنُّ تَعزِفُ حَولَها / كَالحُبشِ في مِحرابِها
فَخَلا لِذَلِكَ ما خَلا / مِن وَقتِها وَحِسابِها
وَلَقَد غَبَنتُ الكاعِبا / تِ أَحَظُّ مِن تَخبابِها
وَأَخونُ غَفلَةَ قَومِها / يَمشونَ حَولَ قِبابِها
حَذَراً عَلَيها أَن تُرى / أَو أَن يُطافَ بِبابِها
فَبَعَثتُ جِنّيّاً لَنا / يَأتي بِرَجعِ جَوابِها
فَمَشى وَلَم يَخشَ الأَني / سَ فَزارَها وَخَلا بِها
فَتَنازَعا سِرَّ الحَدي / ثِ فَأَنكَرَت فَنَزا بِها
عَضبُ اللِسانِ مُتَقِّنٌ / فَطِنٌ لِما يُعنى بِها
صَنَعٌ بِلينِ حَديثِها / فَدَنَت عُرى أَسبابِها
قالَت قَضَيتَ قَضِيَّةً / عَدلاً لَنا يُرضى بِها
فَأَرادَها كَيفَ الدُخو / لُ وَكَيفَ ما يُؤتى لَها
في قُبَّةٍ حَمراءَ زَيَّ / نَها اِئتِلاقُ طِبابِها
وَدَنا تَسَمُّعُهُ إِلى / ما قالَ إِذ أَوصى بِها
إِنَّ الفَتاةَ صَغيرَةٌ / غِرٌّ فَلا يُسدى بِها
وَاِعلَم بِأَنّي لَم أُكَل / لِم مِثلَها بِصِعابِها
إِنّي أَخافُ الصُرمَ مِن / ها أَو شَحيجَ غُرابِها
فَدَخَلتُ إِذ نامَ الرَقي / بُ فَبِتُّ دونَ ثيابِها
حَتّى إِذا ما اِستَرسَلَت / مِن شِدَّةٍ لِلِعابِها
قَسَّمتُها قِسمَينِ كُل / لَ مُوَجَّهٍ يُرمى بِها
فَثَنَيتُ جيدَ غَريرَةٍ / وَلَمَستُ بَطنَ حِقابِها
كَالحُقَّةِ الصَفراءِ صا / كَ عَبيرُها بِمَلابِها
وَإِذا لَنا نامورَةٌ / مَرفوعَةٌ لِشَرابِها
وَنَظَلُّ تَجري بَينَنا / وَمُفَدَّمٌ يَسقي بِها
هَزِجٌ عَلَيهِ التَومَتا / نِ إِذا نَشاءُ عَدا بِها
وَوَديقَةٍ شَهباءَ رُدِّ / يَ أَكمُها بِسَرابِها
رَكَدَت عَلَيها يَومَها / شَمسٌ بِحَرِّ شِهابِها
حَتّى إِذا ما أوقِدَت / فَالجَمرُ مِثلُ تُرابِها
كَلَّفتُ عانِسَةً أَمو / ناً في نَشاطِ هِبابِها
أَكلَلتُها بَعدَ المِرا / حِ فَآلَ مِن أَصلابِها
فَشَكَت إِلَيَّ كَلالَها / وَالجَهدَ مِن أَتعابِها
وَكَأَنَّها مَحمومُ خَي / بَرَ بَلَّ مِن أَوصابِها
لَعِبَت بِهِ الحُمّى سِني / نَ وَكانَ مِن أَصحابِها
وَرَدَت عَلى سَعدِ بنِ قَي / سٍ ناقَتي وَلِما بِها
فَإِذا عَبيدٌ عُكَّفٌ / مُسَكٌ عَلى أَنصابِها
وَجَميعُ ثَعلَبَةَ بنِ سَع / دٍ بَعدُ حَولَ قِبابِها
مِن شُربِها المُزّاءَ ما اِس / تَبطَنتُ مِن إِشرابِها
وَعَلِمتُ أَنَّ اللَهَ عَم / داً حَسَّها وَأَرى بِها
أَصرَمتَ حَبلَكَ مِن لَمي
أَصرَمتَ حَبلَكَ مِن لَمي / سَ اليَومَ أَم طالَ اِجتِبابُه
وَلَقَد طَرَقتُ الحَيَّ بَع / دَ النَومِ تَنبَحُني كِلابُه
بِمُشَذَّبٍ كَالجِذعِ صا / كَ عَلى تَرائِبِهِ خِضابُه
سَلِسٍ مُقَلَّدُهُ أَسي / لٍ خَدُّهُ مَرِعٍ جَنابُه
في عازِبٍ وَسَميِّ شَه / رٍ لَن يُعَزِّبَني مَصابُه
حَطَّت لَهُ ريحٌ كَما / حُطَّت إِلى مَلِكٍ عِيابُه
وَلَقَد أَطَفتُ بِحاضِرٍ / حَتّى إِذا عَسَلَت ذِئابُه
وَصَغا قُمَيرٌ كانَ يَم / نَعُ بَعضَ بِغيَةٍ اِرتِقابُه
أَقبَلتُ أَمشي مِشيَةَ ال / خَشيانِ مُزوَرّاً جِنابُه
وَإِذا غَزالٌ أَحوَرُ ال / عَينَينِ يُعجِبُني لِعابُه
حَسَنٌ مُقَلَّدُ حَليِهِ / وَالنَحرُ طَيِّبَةٌ مَلابُه
غَرّاءُ تَبهَجُ زَولَهُ / وَالكَفُّ زَيَّنَها خِضابُه
لَعَبَرتُهُ سَبحاً وَلَو / غُمِرَت مَعَ الطَرفاءِ غابُه
وَلَوَ اِنَّ دونَ لِقائِها / جَبَلاً مُزَلِّقَةً هِضابُه
لَنَظَرتُ أَنّى مُرتَقا / هُ وَخَيرُ مَسلَكِهِ عِقابُه
لَأَتَيتُها إِنَّ المُحِب / بَ مُكَلَّفٌ دَنِسٌ ثِيابُه
وَلَوَ اِنَّ دونَ لِقائِها / ذا لِبدَةٍ كَالزُجِّ نابُه
لَأَتَيتُهُ بِالسَيفِ أَم / شي لا أُهَدَّ وَلا أَهابُه
وَلِيَ اِبنُ عَمٍّ ما يَزا / لُ لِشِعرِهِ خَبَباً رِكابُه
سَحّاً وَساحِيَةً وَعَم / ما ساعَةٍ ذَلِقَت ضَبابُه
ما بالُ مَن قَد كانَ حَظ / ظي مِن نَصيحَتِهِ اِغتِيابُه
يُزجي عَقارِبَ قَولِهِ / لَمّا رَأى أَنّي أَهابُه
يا مَن يَرى رَيمانَ أَم / سى خاوِياً خَرِباً كِعابُه
أَمسى الثَعالِبُ أَهلَهُ / بَعدَ الَّذينَ هُمُ مَآبُه
مِن سوقَةٍ حَكَمٍ وَمِن / مَلِكٍ يُعَدُّ لَهُ ثَوابُه
بَكَرَت عَلَيهِ الفُرسُ بَع / دَ الحُبشِ حَتّى هُدَّ بابُه
فَتَراهُ مَهدومَ الأَعا / لي وَهوَ مَسحولٌ تُرابُه
وَلَقَد أَراهُ بِغِبطَةٍ / في العَيشِ مُخضَرّاً جَنابُه
فَخَوى وَما مِن ذي شَبا / بٍ دائِمٍ أَبَداً شَبابُه
بَل هَل تَرى بَرقاً عَلى ال / جَبَلَينِ يُعجِبُني اِنجِيابُه
مِن ساقِطِ الأَكنافِ ذي / زَجَلٍ أَرَبَّ بِهِ سَحابُه
مِثلِ النَعامِ مُعَلَّقاً / لَمّا دَنا قِرداً رَبابُه
وَلَقَد شَهِدتُ التاجِرَ ال / أُمّانَ مَوروداً شَرابُه
بِالصَحنِ وَالمِصحاةِ وَال / إِبريقِ يَحجُبُها عِلابُه
فَإِذا تُحاسِبُهُ النَدا / مى لا يُعَدّيني حِسابُه
بِالبازِلِ الكَوماءِ يَت / بَعُها الَّذي قَد شَقَّ نابُه
وَلَقَد شَهِدتُ الجَيشَ تَخ / فِقُ فَوقَ سَيِّدِهِم عُقابُه
فَأَصَبتُ مِن غَيرِ الَّذي / غَنِموا إِذِ اِقتُسِمَت نِهابُه
بَل آلَ كِندَةَ خَبِّروا / عَنِ اِبنِ كَبشَةَ ما مَعابُه
إِنَّ الرَزيئةَ مِثلُ حَب / وَةَ يَومَ فارَقَهُ صِحابُه
بادَ العَتادُ وَفاحَ ري / حُ المِسكِ إِذ هُجِمَت قِبابُه
مَن ذا يُبَلِّغُني رَبي / عَةَ ثُمَّ لا يُنسى ثَوابُه
إِنّي مَتى ما آتِهِ / لا يَجفُ راحِلَتي ثَوابُه
إِنَّ الكَريمَ اِبنَ الكَري / مِ لِكُلِّ ذي كَرَمٍ نِصابُه
أَلَم تَنهَ نَفسَكَ عَمّا بِها
أَلَم تَنهَ نَفسَكَ عَمّا بِها / بَلى عادَها بَعضُ أَطرابِها
لِجارَتِنا إِذ رَأَت لِمَّتي / تَقولُ لَكَ الوَيلُ أَنّى بِها
فَإِن تَعهَديني وَلي لِمَّةٌ / فَإِنَّ الحَوادِثَ أَلوى بِها
وَقَبلَكِ ساعَيتُ في رَبرَبٍ / إِذا نامَ سامِرُ رُقّابِها
تُنازِعُني إِذ خَلَت بُردَها / مُفَضَّلَةً غَيرَ جِلبابِها
فَلَمّا اِلتَقَينا عَلى بابِها / وَمَدَّت إِلَيَّ بِأَسبابِها
بَذَلنا لَها حُكمَها عِندَنا / وَجادَت بِحُكمي لِأُلهى بِها
فَطَوراً تَكونُ مِهاداً لَنا / وَطَوراً أَكونُ فَيُعلى بِها
عَلى كُلِّ حالٍ لَها حالَةٌ / وَكُلُّ الأَجارِيِّ يُجرى بِها
فَكَيفَ بِدَهرٍ خَلا ذِكرُهُ / وَكَيفَ لِنَفسٍ بِإِعجابِها
وَإِذ لِمَّتي كَجَناحِ الغُدافِ / تَرنو الكَعابُ لَإِعجابِها
أَكَلتُ السَنامَ فَأَفنَيتُهُ / وَشُدَّ النُسوعُ بِأَصلابِها
تَراهُنَّ مِن بَعدِ إِسآدِهِن / وَسَيرِ النَهارِ وَتَدآبِها
طِوالَ الأَخادِعِ خوصَ العُيونِ / خِماصاً مَواضِعُ أَحقابِها
وَكَأسٍ شَرِبتُ عَلى لَذَّةٍ / وَأُخرى تَداوَيتُ مِنها بِها
لِكَي يَعلَمَ الناسُ أَنّي اِمرُؤٌ / أَتَيتُ المَعيشَةَ مِن بابِها
كُمَيتٍ يُرى دونَ قَعرِ الإِنى / كَمِثلِ قَذى العَينِ يُقذى بِها
وَشاهِدُنا الوَردُ وَالياسَمي / نُ وَالمُسمِعاتُ بِقُصّابِها
وَمِزهَرُنا مُعمَلٌ دائِمٌ / فَأَيُّ الثَلاثَةِ أُزرى بِها
تَرى الصَنجَ يَبكي لَهُ شَجوَهُ / مَخافَةَ أَن سَوءَ يَدعى بِها
مَضى لي ثَمانونَ مِن مَولِدي / كَذَلِكَ تَفصيلُ حُسّابِها
فَأَصبَحتُ وَدَّعتُ لَهوَ الشَبا / بِ وَالخَندَريسَ لِأَصحابِها
أُحِبُّ أَثافِتَ وَقتَ القِطافِ / وَوَقتَ عُصارَةِ أَعنابِها
وَكَعبَةُ نَجرانَ حَتمٌ عَلَي / كِ حَتّى تُناخي بِأَبوابِها
نَزورُ يَزيدَ وَعَبدَ المَسيحِ / وَقَيساً هُمُ خَيرُ أَربابِها
إِذا الحَبَراتُ تَلَوَّت بِهِم / وَجَرّوا أَسافِلَ هُدّابِها
لَهُم مَشرَباتٌ لَها بَهجَةٌ / تَروقُ العُيونَ بِتِعجابِها
مِن دِيارٍ بِالهَضبِ هَضبِ القَليبِ
مِن دِيارٍ بِالهَضبِ هَضبِ القَليبِ / فاضَ ماءُ الشُؤونِ فَيضَ الغُروبِ
أَخلَفَتني بِهِ قُتَيلَةُ ميعا / دي وَكانَت لِلوَعدِ غَيرَ كَذوبِ
ظَبيَةٌ مِن ظِباءِ بَطنِ خُسافٍ / أُمُّ طِفلٍ بِالجَوِّ غَيرِ رَبيبِ
كُنتُ أَوصَيتُها بِأَن لا تُطيعي / فيَّ قَولَ الوُشاةِ وَالتَخَبيبِ
وَفَلاةٍ كَأَنَّها ظَهرُ تُرسٍ / قَد تَجاوَزتُها بِحَرفٍ نَعوبِ
عِرمِسٍ بازِلٍ تَخَيَّلُ بِالرِد / فِ عَسوفٍ مِثلِ الهِجانِ السَيوبِ
تَضبُطُ المَوكِبَ الرَفيعَ بِأَيدٍ / وَسَنامٍ مُصَعَّدٍ مَكثوبِ
قاصِدٌ وَجهُها تَزورُ بَني الحا / رِثِ أَهلَ الغِناءِ عِندَ الشُروبِ
الرَفيئينَ بِالجِوارِ فَما يُغ / تالُ جارٌ لَهُم بِظَهرِ المَغيبِ
وَهُم يُطعِمونَ إِذ قَحَطَ القَط / رُ وَهَبَّت بِشَمأَلٍ وَضَريبِ
وَخَوَت جِربَةُ النُجومِ فَما تَش / رَبُ أُروِيَّةٌ بِمَريِ الجَنوبِ
مَن يَلُمني عَلى بَني اِبنَةِ حَسّا / نَ أَلُمهُ وَأَعصِهِ في الخُطوبِ
إِنَّ قَيساً قَيسَ الفِعالِ أَبا الأَش / عَثِ أَمسَت أَعداؤُهُ لِشَعوبِ
كُلَّ عامٍ يَمُدُّني بِجَمومٍ / عِندَ وَضعِ العِنانِ أَو بِنَجيبِ
قافِلٍ جُرشُعٍ تَراهُ كَتَيسِ ال / رَبلِ لا مُقرِفٍ وَلا مَخشوبِ
صَدَءُ القَيدِ في يَدَيهِ فَلا يُغ / فَلُ عَنهُ في مَربَطٍ مَكروبِ
مُستَخِفٍّ إِذا تَوَجَّهَ في الخَي / لِ لِشَدِّ التَفنينِ وَالتَقريبِ
تِلكَ خَيلي مِنهُ وَتِلكَ رِكابي / هُنَّ صُفرٌ أَولادُها كَالزَبيبِ
أَلَم تَرَوا لِلعَجَبِ العَجيبِ
أَلَم تَرَوا لِلعَجَبِ العَجيبِ /
إِنَّ بَني قِلابَةَ القُلوبِ /
أُنوفُهُم مِالفَخرِ في أُسلوبِ /
وَشَعَرُ الأَستاهِ بِالجَبوبِ /
يا رَخَماً قاظَ عَلى يَنخوبِ /
يُعجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطيبِ /
أَهلُ النُهى وَالحَسَبِ الحَسيبِ /
وَالخَمرِ وَالتِرياقِ وَالزَبيبِ /
تَراهُمُ غَيرَ أَثباطٍ بِمَذرَعَةٍ
تَراهُمُ غَيرَ أَثباطٍ بِمَذرَعَةٍ / تَوابِعٌ لِلَحيمٍ حَيثُما ذَهَبوا
أَجَدَّ بَتِيّاً هَجرُها وَشَتاتُها
أَجَدَّ بَتِيّاً هَجرُها وَشَتاتُها / وَحَبَّ بِها لَو تُستَطاعُ طِياتُها
وَما خِلتُ رَأيَ السوءِ عَلَّقَ قَلبَهُ / بِوَهنانَةٍ قَد أَوهَنَتها سِناتُها
رَأَت عُجُزاً في الحَيِّ أَسنانَ أُمَّها / لِداتي وَشُبّانُ الرِجالِ لِداتُها
فَشايَعَها ما أَبصَرَت تَحتَ دِرعِها / عَلى صَومِنا وَاِستَعجَلَتها أَناتُها
وَمِثلِكِ خَودٍ بادِنٍ قَد طَلَبتُها / وَساعَيتُ مَعصِيّاً لَدَينا وُشاتُها
مَتى تُسقَ مِن أَنيابِها بَعدَ هَجعَةٍ / مِنَ اللَيلِ شِرباً حينَ مالَت طُلاتُها
تَخَلهُ فِلَسطِيّاً إِذا ذُقتَ طَعمَهُ / عَلى رَبِذاتِ النَيِّ حُمشٍ لِثاتُها
وَخَصمٍ تَمَنّى فَاِجتَنَيتُ بِهِ المُنى / وَعَوجاءَ حَرفٍ لَيِّنٍ عَذَباتُها
تَعالَلتُها بِالسَوطِ بَعدَ كَلالِها / عَلى صَحصَحٍ تَدمى بِهِ بَخَصاتُها
وَكَأسٍ كَماءِ النَيِّ باكَرتُ حَدَّها / بِغِرَّتِها إِذ غابَ عَنّي بُغاتُها
كُمَيتٍ عَلَيها حُمرَةٌ فَوقَ كُمتَةٍ / يَكادُ يُفَرّي المَسكَ مِنها حَماتُها
وَرَدتُ عَلَيها الريفَ حَتّى شَرِبتُها / بِماءِ الفُراتِ حَولَنا قَصَباتُها
لَعَمرُكَ إِنَّ الراحَ إِن كُنتَ سائِلاً / لَمُختَلِفٌ غُدِيُّها وَعَشاتُها
لَنا مِن ضُحاها خُبثُ نَفسٍ وَكَأبَةٌ / وَذِكرى هُمومٍ ما تَغِبُّ أَذاتُها
وَعِندَ العَشيِّ طيبُ نَفسٍ وَلَذَّةٌ / وَمالٌ كَثيرٌ غُدوَةً نَشَواتُها
عَلى كُلِّ أَحوالِ الفَتى قَد شَرِبتُها / غَنِيّاً وَصُعلوكاً وَما إِن أَقاتُها
أَتانا بِها الساقي فَأَسنَدَ زِقَّهُ / إِلى نُطفَةٍ زَلَّت بِها رَصَفاتُها
وُقوفاً فَلَمّا حانَ مِنّا إِناخَةٌ / شَرِبنا قُعوداً خَلفَنا رُكَباتُها
وَفَينا إِلى قَومٍ عَلَيهِم مَهابَةٌ / إِذا ما مَعَدٌّ أَحلَبَت حَلَباتُها
أَبا مِسمَعٍ إِنّي اِمرُؤٌ مِن قَبيلَةٍ / بَنى لِيَ مَجداً مَوتُها وَحَياتُها
فَلَسنا لِباغي المُهمَلاتِ بِقِرفَةٍ / إِذا ما طَها بِاللَيلِ مُنتَشِراتُها
فَلا تَلمَسِ الأَفعى يَداكَ تُريدُها / وَدَعها إِذا ما غَيَّبَتها سَفاتُها
أَبا مِسمَعٍ أَقصِر فَإِنَّ قَصيدَةً / مَتى تَأتِكُم تَلحَق بِها أَخَواتُها
أَعَيَّرتَني فَخري وَكُلُّ قَبيلَةٍ / مُحَدِّثَةٌ ما أَورَثَتها سُعاتُها
وَمِنّا الَّذي أَسرى إِلَيهِ قَريبُهُ / حَريباً وَمَن ذا أَخطَأَت نَكَباتُها
فَقالَ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً / أَرى رَحِماً قَد وافَقَتها صِلاتُها
أَثارَ لَهُ مِن جانِبِ البَركِ غُدوَةً / هُنَيدَةَ يَحدوها إِلَيهِ رُعاتُها
وَمِنّا اِبنُ عَمروٍ يَومَ أَسفَلِ شاحِبٍ / يَزيدُ وَأَلهَت خَيلَهُ عُذَراتُها
سَما لِاِبنِ هِرٍّ في الغُبارِ بِطَعنَةٍ / يَفورُ عَلى حَيزومِهِ نَعَراتُها
وَمِنّا اِمرُؤٌ يَومَ الهَمامَينِ ماجِدٌ / بِجَوٍّ نَطاعٍ يَومَ تَجني جُناتُها
فَقالَ لَهُ ماذا تُريدُ وَسُخطُهُ / عَلى ماءَةٍ قَد كَمَّلَتها وُفاتُها
وَمِنّا الَّذي أَعطاهُ في الجَمعِ رَبُّهُ / عَلى فاقَةٍ وَلِلمُلوكِ هِباتُها
سَبايا بَني شَيبانَ يَومَ أُوارَةٍ / عَلى النارِ إِذ تُجلى لَهُ فَتَياتُها
كَفى قَومَهُ شَيبانَ أَنَّ عَظيمَةً / مَتى تَأتِهِ تُؤخَذ لَها أُهُباتُها
إِذا رَوَّحَ الراعي اللَقاحَ مُعَزِّباً / وَأَمسَت عَلى آفاقِها غَبَراتُها
أَهَنّا لَها أَموالَنا عِندَ حَقِّها / وَعَزَّت بِها أَعراضُنا لا نُفاتُها
وَدارَ حِفاظٍ قَد حَلَلنا مَخوفَةٍ / سُراةً قَليلٍ رِعيُها وَنَباتُها
فِدىً لِبَني ذُهلِ اِبنِ شَيبانَ ناقَتي
فِدىً لِبَني ذُهلِ اِبنِ شَيبانَ ناقَتي / وَراكِبُها يَومَ اللِقاءِ وَقَلَّتِ
هُمُ ضَرَبوا بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ / مُقَدِّمَةَ الهامَرزِ حَتّى تَوَلَّتِ
فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن عِصابَةٍ / أَشَدَّ عَلى أَيدي السُقاةِ مِنَ الَّتي
أَتَتهُم مِنَ البَطحاءِ يَبرُقُ بَيضُها / وَقَد رُفِعَت راياتُها فَاِستَقَلَّتِ
فَثاروا وَثُرنا وَالمَنِيَّةُ بَينَنا / وَهاجَت عَلَينا غَمرَةٌ فَتَجَلَّتِ
وَقَد شَمَّرَت بِالناسِ شَمطاءُ لاقِحٌ / عَوانٌ شَديدٌ هَمزُها فَأَضَلَّتِ
كَفَوا إِذ أَتى الهامَرزُ تَخفِقُ فَوقَهُ / كَظِلِّ العُقابِ إِذ هَوَت فَتَدَلَّتِ
وَأَحمَوا حِمى ما يَمنَعونَ فَأَصبَحَت / لَنا ظُعُنٌ كانَت وُقوفاً فَحَلَّتِ
أَذاقوهُمُ كَأساً مِنَ المَوتِ مُرَّةً / وَقَد بَذَخَت فُرسانُهُم وَأَذَلَّتِ
سَوابِغُهُم بيضٌ خِفافٌ وَفَوقَهُم / مِنَ البيضِ أَمثالُ النُجومِ اِستَقَلَّتِ
وَلَم يَبقَ إِلّا ذاتُ رَيعٍ مُفاضَةٌ / وَأَسهَلَ مِنهُم عُصبَةٌ فَأَطَلَّتِ
فَصَبَّحَهُم بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ / وَذي قارِها مِنها الجُنودُ فَفُلَّتِ
عَلى كُلِّ مَحبوكِ السَراةِ كَأَنَّهُ / عُقابٌ هَوَت مِن مَرقَبٍ إِذ تَعَلَّتِ
فَجادَت عَلى الهامَرزِ وَسطَ بُيوتِهِم / شَآبيبُ مَوتٍ أَسبَلَت وَاِستَهَلَّتِ
تَناهَت بَنو الأَحرارِ إِذ صَبَرَت لَهُم / فَوارِسُ مِن شَيبانَ غُلبٌ فَوَلَّتِ
وَأَفلَتَهُم قَيسٌ فَقُلتُ لَعَلَّهُ / يَبِلُّ لَئِن كانَت بِهِ النَعلُ زَلَّتِ
فَما بَرِحوا حَتّى اِستُحِثَّت نِساؤُهُم / وَأَجرَوا عَلَيها بِالسِهامِ فَذَلَّتِ
لَعَمرُكَ ما شَفَّ الفَتى مِثلُ هَمِّهِ / إِذا حاجَةٌ بَينَ الحَيازيمِ جَلَّتِ
فِداءٌ لِقَومٍ قاتَلوا بِخَفيَّةٍ
فِداءٌ لِقَومٍ قاتَلوا بِخَفيَّةٍ / فَوارِسَ عَوصٍ إِخوَتي وَبَناتي
يَكُرُّ عَلَيهِم بِالسَحيلِ اِبنُ جَحدَرٍ / وَما مَطَرٌ فيها بِذي عَذَراتِ
سَيَذهَبُ أَقوامٌ كِرامٌ لِوَجهِهِم / وَتُترَكُ قَتلى وُرَّمُ الكَمَراتِ
أَتاني ما يَقولُ لي اِبنُ بُظرى
أَتاني ما يَقولُ لي اِبنُ بُظرى / أَقَيسٌ يا اِبنَ ثَعلَبَةِ الصَباحِ
لَعَبدانَ اِبنِ عاهِرَةٍ وَخِلطٍ / رَجوفِ الأَصلِ مَدخولِ النَواحي
لَقَد سَفَرَت بَنو عَبدانَ بَيناً / فَما شَكَروا بِلَأمي وَالقِداحِ
إِلَيكُم قَبلَ تَجهيزِ القَوافي / تَزورُ المُنجِدينَ مَعَ الرِياحِ
فَما شَتمي بِسَنّوتٍ بِزُبدٍ / وَلا عَسَلٍ تُصَفِّقُهُ بِراحِ
وَلَكِن ماءُ عَلقَمَةٍ وَسَلعٍ / يُخاضُ عَلَيهِ مِن عَلَقِ الذُباحِ
لَأُمُّكَ بِالهِجاءِ أَحَقُّ مِنّا / لِما أَبَلَتكَ مِن شَوطِ الفِضاحِ
أَلَسنا المانِعينَ إِذا فَزَعنا / وَزافَت فَيلَقٌ قَبلَ الصَباحِ
سَوامَ الحَيِّ حَتّى نَكتَفيهِ / وَجودُ الخَيلِ تَعثُرُ في الرِماحِ
أَلَسنا المُقتَفينَ بِمَن أَتانا / إِذا ما حارَدَت خورُ اللِقاحِ
أَلَسنا الفارِجينَ لِكُلِّ كَربٍ / إِذا ما غُصَّ بِالماءِ القَراحِ
أَلَسنا نَحنُ أَكرَمَ إِن نُسِبنا / وَأَضرَبَ بِالمُهَنَّدَةِ الصَفاحِ
رِياحاً لا تُهِنهُ إِن تَمَنّى
رِياحاً لا تُهِنهُ إِن تَمَنّى / مَعارِفَ مِن شِمالي في رِياحِ
ما تَعيفُ اليَومَ في الطَيرِ الرَوَح
ما تَعيفُ اليَومَ في الطَيرِ الرَوَح / مِن غُرابِ البَينِ أَو تَيسٍ بَرَح
جالِساً في نَفَرٍ قَد يَئِسوا / مِن مُحيلِ القِدِّ مِن صَحبِ قُزَح
عِندَ ذي مُلكٍ إِذا قيلَ لَهُ / فادِ بِالمالِ تَراخى وَمَزَح
فَلَئِن رَبُّكَ مِن رَحمَتِهِ / كَشَفَ الضيقَةَ عَنّا وَفَسَح
أَو لَئِن كُنّا كَقَومٍ هَلَكوا / ما لِحَيٍّ يا لَقَومي مِن فَلَح
لَيَعودَن لِمَعَدٍّ عَكرُها / دَلَجُ اللَيلِ وَتَأخاذُ المِنَح
إِنَّما نَحنُ كَشَيءٍ فاسِدٍ / فَإِذا أَصلَحَهُ اللَهُ صَلَح
كَم رَأَينا مِن أُناسٍ هَلَكوا / وَرَأَينا المَرءَ عَمراً بِطَلَح
آفِقاً يُجبى إِلَيهِ خَرجُهُ / كُلَّ ما بَينَ عُمانٍ فَمَلَح
وَهِرَقلاً يَومَ سا آتيدَمى / مِن بَني بُرجانَ في البَأسِ رَجَح
وَرِثَ السُؤدَدَ عَن آبائِهِ / وَغَزا فيهِم غُلاماً ما نَكَح
صَبَّحوا فارِسَ في رَأدِ الضُحى / بِطَحونٍ فَخمَةٍ ذاتِ صَبَح
ثُمَّ ما كاؤوا وَلَكِن قَدَّموا / كَبشَ غاراتٍ إِذا لاقى نَطَح
فَتَفانَوا بِضِرابٍ صائِبٍ / مَلَأَ الأَرضَ نَجيعاً فَسَفَح
مِثلَ ما لاقَوا مِنَ المَوتِ ضُحىً / هَرَبَ الهارِبُ مِنهُم وَاِمتَضَح
أَم عَلى العَهدِ فَعِلمي أَنَّهُ / خَيرُ مَن رَوَّحَ مالاً وَسَرَح
وَإِذا حُمِّلَ عِبئاً بَعضُهُم / فَاِشتَكى الأَوصالَ مِنهُ وَأَنَح
كانَ ذا الطاقَةِ بِالثِقلِ إِذا / ضَنَّ مَولى المَرءِ عَنهُ وَصَفَح
وَهُوَ الدافِعُ عَن ذي كُربَةٍ / أَيدِيَ القَومِ إِذا الجاني اِجتَرَح
تَشتَري الحَمدَ بِأَغلى بَيعِهِ / وَاِشتِراءُ الحَمدِ أَدنى لِلرَبَح
تَبتَني المَجدَ وَتَجتازُ النُهى / وَتُرى نارُكَ مِن ناءٍ طَرَح
أَو كَما قالوا سَقيمٌ فَلَئِن / نَفَضَ الأَسقامَ عَنهُ وَاِستَصَح
لَيُعيدَن لِمَعَدٍّ عِكرَها / دَلَجَ اللَيلِ وَإِكفاءَ المِنَح
مِثلَ أَيّامٍ لَهُ نَعرِفُها / هَرَّ كَلبُ الناسِ فيها وَنَبَح
وَلَهُ المُقدَمُ في الحَربِ إِذا / ساعَةُ الشِدقِ عَنِ النابِ كَلَح
أَيُّ نارِ الحَربِ لا أَوقَدَها / حَطَباً جَزلاً فَأَورى وَقَدَح
وَلَقَد أَجذِمُ حَبلي عامِداً / بِعَفَرناةٍ إِذا الآلُ مَصَح
تَقطَعُ الخَرقَ إِذا ما هَجَّرَت / بِهِبابٍ وَإِرانٍ وَمَرَح
وَتُوَلّي الأَرضَ خُفّاً مُجمَراً / فَإِذا ما صادَفَ المَروَ رَضَح
فَثَداهُ رَيَمانُ خُفِّها / ذا رَنينٍ صَحِلَ الصَوتِ أَبَح
وَشَمولٍ تَحسِبُ العَينُ إِذا / صُفَّقَت وَردَتَها نَورَ الذُبَح
مِثلُ ذَكيِ المِسكِ ذاكٍ ريحُها / صَبَّها الساقي إِذا قيلَ تَوَح
مِن زِقاقِ التَجرِ في باطِيَةٍ / جَونَةٍ حارِيَّةٍ ذاتِ رَوَح
ذاتِ غَورٍ ما تُبالي يَومَها / غَرَفَ الإِبريقِ مِنها وَالقَدَح
وَإِذا ما الراحُ فيها أَزبَدَت / أَفَلَ الإِزبادُ فيها وَاِمتَصَح
وَإِذا مَكّوكُها صادَمَهُ / جانِباهُ كَرَّ فيها فَسَبَح
فَتَرامَت بِزُجاجٍ مُعمَلٍ / يُخلِفُ النازِحُ مِنها ما نَزَح
وَإِذا غاضَت رَفَعنا زِقَّنا / طُلُقَ الأَوداجِ فيها فَاِنسَفَح
وَنُسيحُ سَيَلانَ صَوبِهِ / وَهوَ تَسياحٌ مِنَ الراحِ مِسَح
تَحسِبُ الزِقَّ لَدَيها مُسنَداً / حَبَشِيّاً نامَ عَمداً فَاِنبَطَح
وَلَقَد أَغدو عَلى نَدمانِها / وَغَدا عِندي عَلَيها وَاِصطَبَح
وَمُغَنٍّ كُلَّما قيلَ لَهُ / أَسمَعِ الشَربَ فَغَنّى فَصَدَح
وَثَنى الكَفَّ عَلى ذي عَتَبٍ / يَصِلُ الصَوتَ بِذي زيرٍ أَبَح
في شَبابٍ كَمَصابيحِ الدُجى / ظاهِرُ النِعمَةِ فيهِم وَالفَرَح
رُجُحُ الأَحلامِ في مَجلِسِهِم / كُلَّما كَلبٌ مِنَ الناسِ نَبَح
لا يَشِحّونَ عَلى المالِ وَما / عُوُّدوا في الحَيِّ تَصرارا اللِقَح
فَتَرى الشَربَ نَشاوى كُلَّهُم / مِثلَ ما مُدَّت نِصاحاتُ الرُبَح
بَينَ مَغلوبٍ تَليلٍ خَدُّهُ / وَخَذولِ الرِجلِ مِن غَيرِ كَسَح
وَشَغاميمَ جِسامٍ بُدَّنٍ / ناعِماتٍ مِن هَوانٍ لَم تُلَح
كَالتَماثيلِ عَلَيها حُلَلٌ / ما يُوارينَ بُطونَ المُكتَشَح
قَد تَفَتَّقنَ مِنَ الغُسنِ إِذا / قامَ ذو الضُرِّ هُزالاً وَرَزَح
ذاكَ دَهرٌ لِأُناسٍ قَد مَضَوا / وَلِهَذا الناسِ دَهرٌ قَد سَنَح
وَلَقَد أَمنَحُ مَن عادَيتُهُ / كُلَّ ما يَحسِمُ مِن داءِ الكَشَح
وَقَطَعتُ ناظِرَيهِ ظاهِراً / لا يَكونُ مِثلَ لَطمٍ وَكَمَح
ذا جُبارٍ مُنضِجاً ميسَمُهُ / يُذكِرُ الجارِمَ ما كانَ اِجتَرَح
وَتَرى الأَعداءَ حَولي شُزُّراً / خاضِعي الأَعناقِ أَمثالَ الوَذَح
قَد بَنى اللُؤمُ عَلَيهِم بَيتَهُ / وَفَشا فيهِم مَعَ اللُؤمِ القَلَح
فَهُمُ سودٌ قِصارٌ سَعيُهُم / كَالخُصى أَشعَلَ فيهِنَّ المَذَح
يَضرِبُ الأَدنى إِلَيهِم وَجهَهُ / لا يُبالي أَيَّ عَينَيهِ كَفَح
أَجِدَّكَ وَدَّعتَ الصِبى وَالوَلائِدا
أَجِدَّكَ وَدَّعتَ الصِبى وَالوَلائِدا / وَأَصبَحتَ بَعدَ الجَورِ فيهِنَّ قاصِدا
وَما خِلتُ أَن أَبتاعَ جَهلاً بِحِكمَةٍ / وَما خِلتُ مِهراساً بِلادي وَمارِدا
يَلومُ السَفِيُّ ذا البَطالَةِ بَعدَما / يَرى كُلَّ ما يَأتي البَطالَةَ راشِدا
أَتَيتُ حُرَيثاً زائِراً عَن جَنابَةٍ / وَكانَ حُرَيثٌ عَن عَطائِيَ جامِدا
لَعَمرُكَ ما أَشبَهتَ وَعلَةَ في النَدى / شَمائِلَهُ وَلا أَباهُ المُجالِدا
إِذا زارَهُ يَوماً صَديقٌ كَأَنَّما / يَرى أَسَداً في بَيتِهِ وَأَساوِدا
وَإِنَّ اِمرَأً قَد زُرتُهُ قَبلَ هَذِهِ / بِجَوٍّ لَخَيرٌ مِنكَ نَفساً وَوالِدا
تَضَيَّفتُهُ يَوماً فَقَرَّبَ مَقعَدي / وَأَصفَدَني عَلى الزَمانَةِ قائِدا
وَأَمتَعَني عَلى العَشا بِوَليدَةٍ / فَأُبتُ بِخَيرٍ مِنكِ يا هَوذُ حامِدا
وَما كانَ فيها مِن ثَناءٍ وَمِدحَةٍ / فَأَعني بِها أَبا قُدامَةَ عامِدا
فَتىً لَو يُنادي الشَمسَ أَلقَت قِناعَها / أَوِ القَمَرَ الساري لَأَلقى المَقالِدا
وَيُصبِحُ كَالسَيفِ الصَقيلِ إِذا غَدا / عَلى ظَهرِ أَنماطٍ لَهُ وَوَسائِدا
يَرى البُخلَ مُرّاً وَالعَطاءَ كَأَنَّما / يَلَذُّ بِهِ عَذباً مِنَ الماءِ بارِدا
وَما مُخدِرٌ وَردٌ عَلَيهِ مَهابَةٌ / أَبو أَشبُلٍ أَمسى بِخَفّانِ حارِدا
وَأَحلَمُ مِن قَيسٍ وَأَجرَأُ مُقدَماً / لَدى الرَوعِ مِن لَيثٍ إِذا راحَ حارِدا
يَرى كُلَّ ما دونَ الثَلاثينَ رُخصَةً / وَيَعدو إِذا كانَ الثَمانونَ واحِدا
وَلَمّا رَأَيتُ الرَحلَ قَد طالَ وَضعُهُ / وَأَصبَحَ مِن طولِ الثِوايَةِ هامِدا
كَسَوتُ قُتودَ الرَحلِ عَنساً تَخالُها / مَهاةً بِدَكداكِ الصُفَيِّينِ فاقِدا
أَتارَت بِعَينَيها القَطيعَ وَشَمَّرَت / لِتَقطَعَ عَنّي سَبسَباً مُتَباعِدا
تَبُزُّ يَعافيرَ الصَريمِ كِناسَها / وَتَبعَثُ بِالفَلا قَطاها الهَواجِدا
أَلَم تَغتَمِض عَيناكَ لَيلَةَ أَرمَدا
أَلَم تَغتَمِض عَيناكَ لَيلَةَ أَرمَدا / وَعادَكَ ما عادَ السَليمَ المُسَهَّدا
وَما ذاكَ مِن عِشقِ النِساءِ وَإِنَّما / تَناسَيتَ قَبلَ اليَومَ خُلَّةَ مَهدَدا
وَلَكِن أَرى الدَهرَ الَّذي هُوَ خاتِرٌ / إِذا أَصلَحَت كَفّايَ عادَ فَأَفسَدا
شَبابٌ وَشَيبٌ وَاِفتِقارٌ وَثَروَةٌ / فَلِلَّهِ هَذا الدَهرُ كَيفَ تَرَدَّدا
وَما زِلتُ أَبغي المالَ مُذ أَنا يافِعٌ / وَليداً وَكَهلاً حينَ شِبتُ وَأَمرَدا
وَأَبتَذِلُ العيسَ المَراقيلَ تَغتَلي / مَسافَةَ ما بَينَ النَجيرِ فَصَرخَدا
فَإِن تَسأَلي عَنّي فَيا رُبَّ سائِلٍ / حَفِيٍّ عَنِ الأَعشى بِهِ حَيثُ أَصعَدا
أَلا أَيُّهَذا السائِلي أَينَ يَمَّمَت / فَإِنَّ لَها في أَهلِ يَثرِبَ مَوعِدا
فَأَمّا إِذا ما أَدلَجَت فَتَرى لَها / رَقيبَينِ جَدياً لا يَغيبُ وَفَرقَدا
وَفيها إِذا ما هَجَّرَت عَجرَفِيَّةٌ / إِذا خِلتَ حِرباءَ الظَهيرَةِ أَصيَدا
أَجَدَّت بِرِجلَيها نَجاءً وَراجَعَت / يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيرَ أَحرَدا
فَآلَيتُ لا أَرثي لَها مِن كَلالَةٍ / وَلا مِن حَفىً حَتّى تَزورَ مُحَمَّدا
مَتى ما تُناخي عِندَ بابِ اِبنِ هاشِمٍ / تُريحي وَتَلقَي مِن فَواضِلِهِ يَدا
نَبِيٌّ يَرى ما لا تَرَونَ وَذِكرُهُ / أَغارَ لَعَمري في البِلادِ وَأَنجَدا
لَهُ صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ وَنائِلٌ / وَلَيسَ عَطاءُ اليَومِ مانِعَهُ غَدا
أَجِدَّكَ لَم تَسمَع وَصاةَ مُحَمَّدٍ / نَبِيِّ الإِلَهِ حينَ أَوصى وَأَشهَدا
إِذا أَنتَ لَم تَرحَل بِزادٍ مِنَ التُقى / وَلاقَيتَ بَعدَ المَوتِ مَن قَد تَزَوَّدا
نَدِمتَ عَلى أَن لا تَكونَ كَمِثلِهِ / وَأَنَّكَ لَم تُرصِد لِما كانَ أَرصَدا
فَإِيّاكَ وَالمَيتاتِ لا تَأكُلَنَّها / وَلا تَأخُذَن سَهماً حَديداً لِتَفصِدا
وَذا النُصُبِ المَنصوبَ لا تَنسُكَنَّهُ / وَلا تَعبُدِ الأَوثانَ وَاللَهِ فَاِعبُدا
وَصَلَّ عَلى حينِ العَشِيّاتِ وَالضُحى / وَلا تَحمَدِ الشَيطانَ وَاللَهَ فَاِحمَدا
وَلا السائِلَ المَحرومَ لا تَترُكَنَّهُ / لِعاقِبَةٍ وَلا الأَسيرَ المُقَيَّدا
وَلا تَسخَرَن مِن بائِسٍ ذي ضَرارَةٍ / وَلا تَحسَبَنَّ المَرءَ يَوماً مُخَلَّدا
وَلا تَقرَبَنَّ جارَةً إِنَّ سِرِّها / عَلَيكَ حَرامٌ فَاِنكِحَن أَو تَأَبَّدا
أَتَرحَلُ مِن لَيلى وَلَمّا تَزَوَّدِ
أَتَرحَلُ مِن لَيلى وَلَمّا تَزَوَّدِ / وَكُنتَ كَمَن قَضّى اللُبانَةَ مِن دَدِ
أَرى سَفَهاً بِالمَرءِ تَعليقَ لُبَّهِ / بِغانِيَةٍ خَودٍ مَتى تَدنُ تَبعُدِ
أَتَنسَينَ أَيّاماً لَنا بِدُحَيضَةٍ / وَأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهمَدِ
وَبَيداءَ تيهٍ يَلعَبُ الآلُ فَوقَها / إِذا ما جَرى كَالرازِقِيِّ المُعَضَّدِ
قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ / مَروحِ السُرى وَالغِبِّ مِن كُلِّ مَسأَدِ
بَناها السَوادِيُّ الرَضيخُ مَعَ الخَلى / وَسَقيِي وَإِطعامي الشَعيرَ بِمَحفَدِ
لَدى اِبنِ يَزيدٍ أَو لَدى اِبنِ مُعَرِّفٍ / يَفُتُّ لَها طَوراً وَطَوراً بِمِقلَدِ
فَأَضحَت كَبُنيانِ التَهامِيِّ شادَهُ / بِطينٍ وَجَيّارٍ وَكِلسٍ وَقَرمَدِ
فَلَمّا غَدا يَومَ الرُقادِ وَعِندَهُ / عَتادٌ لِذي هَمٍّ لِمَن كانَ يَغتَدي
شَدَدتُ عَلَيها كورَها فَتَشَدَّدَت / تَجورُ عَلى ظَهرِ الطَريقِ وَتَهتَدي
ثَلاثاً وَشَهراً ثُمَّ صارَت رَذِيَّةً / طَليحَ سِفارٍ كَالسِلاحِ المُفَرَّدِ
إِلَيكَ أَبَيتَ اللَعنَ كانَ كَلالُها / إِلى الماجِدِ الفَرعِ الجَوادِ المُحَمَّدِ
إِلى مَلِكٍ لا يَقطَعُ اللَيلُ هَمَّهُ / خَروجٍ تَروكٍ لِلفِراشِ المُمَهَّدِ
طَويلَ نِجادِ السَيفِ يَبعَثُ هَمُّهُ / نِيامَ القَطا بِاللَيلِ في كُلِّ مَهجَدِ
فَما وَجَدَتكَ الحَربُ إِذ فُرَّ نابُها / عَلى الأَمرِ نَعّاساً عَلى كُلِّ مَرقَدِ
وَلَكِن يَشُبُّ الحَربَ أَدنى صُلاتِها / إِذا حَرَّكوهُ حَشَّها غَيرَ مُبرِدِ
لَعَمرُ الَّذي حَجَّت قُرَيشٌ قَطينَهُ / لَقَد كِدتَهُم كَيدَ اِمرِئٍ غَيرِ مُسنَدِ
أُلى كُلٌّ فَلَستَ بِظالِمٍ / وَطِئتَهُمُ وَطءَ البَعيرِ المُقَيَّدِ
بِمَلمومَةٍ لا يَنفُضُ الطَرفُ عَرضَها / وَخَيلٍ وَأَرماحٍ وَجُندٍ مُؤَيَّدِ
كَأَنَّ نَعامَ الدُوُّباضَ عَلَيهِمُ / إِذا ريعَ شَتّى لِلصَريخِ المُنَدِّدِ
فَما مُخدِرٌ وَردٌ كَأَنَّ جَبينَهُ / يُطَلّى بِوَرسٍ أَو يُطانُ بِمُجسَدِ
كَسَتهُ بَعوضُ القَريَتَينِ قَطيفَةً / مَتى ما تَنَل مِن جِلدِهِ يَتَزَنَّدِ
كَأَنَّ ثِيابَ القَومِ حَولَ عَرينِهِ / تَبابينُ أَنباطٍ لَدى جَنبِ مُحصَدِ
رَأى ضَوءَ نارٍ بَعدَما طافَ طَوفَةً / يُضيءُ سَناها بَينَ أَثلٍ وَغَرقَدِ
فَيا فَرَحا بِالنارِ إِذ يَهتَدي بِها / إِلَيهِم وَإِضرامِ السَعيرِ المُوَقَّدِ
فَلَمّا رَأَوهُ دونَ دُنيا رِكابِهِم / وَطاروا سِراعاً بِالسِلاحِ المُعَتَّدِ
أَتيحَ لَهُم حُبُّ الحَياةِ فَأَدبَروا / وَمَرجاةُ نَفسِ المَرءِ ما في غَدٍ غَدِ
فَلَم يَسبِقوهُ أَن يُلاقي رَهينَةً / قَليلَ المَساكِ عِندَهُ غَيرَ مُفتَدي
فَأَسمَعَ أولى الدَعوَتَينِ صِحابَهُ / وَكانَ الَّتي لا يَسمَعونَ لَها قَدِ
بِأَصدَقَ بَأساً مِنكَ يَوماً وَنَجدَةً / إِذا خامَتِ الأَبطالُ في كُلِّ مَشهَدِ
وَما فَلَجٌ يَسقي جَداوِلَ صَعنَبى / لَهُ شَرَعٌ سَهلٌ عَلى كُلِّ مَورِدِ
وَيُروي النَبيطُ الزُرقُ مِن حَجَراتِهِ / دِياراً تُرَوّى بِالأَتِيِّ المُعَمَّدِ
بِأَجوَدَ مِنهُ نائِلاً إِنَّ بَعضَهُم / كَفى ما لَهُ بِاِسمِ العَطاءِ المُوَعَّدِ
تَرى الأُدمَ كَالجَبّارِ وَالجُردَ كَالقَنا / مُوَهَّبَةً مِن طارِفٍ وَمُتَلَّدِ
فَلا تَحسَبَنّي كافِراً لَكَ نِعمَةً / عَلَيَّ شَهيدٌ شاهِدُ اللَهِ فَاِشهَدِ
وَلَكِنَّ مَن لا يُبصِرُ الأَرضَ طَرفُهُ / مَتى ما يُشِعهُ الصَحبُ لا يَتَوَحَّدِ
أَجُبَيرُ هَل لِأَسيرِكُم مِن فادي
أَجُبَيرُ هَل لِأَسيرِكُم مِن فادي / أَم هَل لِطالِبِ شِقَّةٍ مِن زادِ
أَم هَل تُنَهنَهُ عَبرَةٌ عَن جارِكُم / جادَ الشُؤونَ بِها تَبُلُّ نِجادي
مِن نَظرَةٍ نَظَرَت ضُحىً فَرَأَيتُها / وَلَمَن يَحينُ عَلى المَنِيَّةِ هادي
بَينَ الرَواقِ وَجانِبٍ مِن سَيرِها / مِنها وَبَينَ أَرائِكِ الأَنضادِ
تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ / بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِسَوادِ
عَزباءُ إِذ سُئِلَ الخِلاسُ كَأَنَّما / شَرِبَت عَلَيهِ بَعدَ كُلِّ رُقادِ
صَهباءَ صافِيَةً إِذا ما اِستَودِفَت / شُجَّت غَوارِبُها بِماءِ غَوادي
إِن كُنتِ لا تَشفينَ غُلَّةَ عاشِقٍ / صَبٍّ يُحِبُّكِ يا جُبَيرَةُ صادي
فَاِنهَي خَيالَكِ أَن يَزورَ فَإِنَّهُ / في كُلِّ مَنزِلَةٍ يَعودُ وِسادي
تُمسي فَيَصرِفُ بابُها مِن دونِها / غَلَقاً صَريفَ مَحالَةِ الأَمسادِ
أَحدِث لَها تُحدِث لِوَصلِكَ إِنَّها / كُندٌ لِوَصلِ الزائِرِ المُعتادِ
وَأَخو النِساءِ مَتى يَشَأ يَصرِمنَهُ / وَيَكُنُّ أَعداءً بُعَيدَ وِدادِ
وَلَقَد أَنالُ الوَصلَ في مُتَمَنِّعٍ / صَعبٍ بَناهُ الأَوَّلونَ مَصادِ
أَنّى تَذَكَّرُ وُدُّها وَصَفاءَها / سَفَهاً وَأَنتَ بِصُوَّةِ الأَثمادِ
فَشِباكِ باعِجَةٍ فَجَنبَي جائِرٍ / وَتَحُلُّ شاطِنَةً بِدارِ إِيادِ
مَنَعَت قِياسُ الماسِخِيَّةِ رَأسَهُ / بِسِهامِ يَترِبِ أَو سِهامِ بِلادِ
وَلَقَد أُرَجِّلُ جُمَّتي بِعَشِيَّةٍ / لِلشَربِ قَبلَ سَنابِكِ المُرتادِ
وَالبيضِ قَد عَنَسَت وَطالَ جِراؤها / وَنَشَأنَ في قِنٍّ وَفي أَذوادِ
وَلَقَد أُخالِسُهُنَّ ما يَمنَعنَني / عُصُراً يَمِلنَ عَلَيَّ بِالأَجيادِ
وَلَقَد غَدَوتُ لِعازِبٍ مُستَحلِسِ ال / قَربانِ مُقتاداً عِنانَ جَوادِ
فَالدَهرُ غَيَّرَ ذاكَ يا اِبنَةَ مالِكٍ / وَالدَهرُ يُعقِبُ صالِحاً بِفَسادِ
إِنّي اِمرُؤٌ مِن عُصبَةٍ قَيسِيَّةٍ / شُمِّ الأُنوفِ غَرانِقٍ أَحشادِ
الواطِئينَ عَلى صُدورِ نِعالِهِم / يَمشونَ في الدَفَنِيِّ وَالأَبرادِ
وَالشارِبينَ إِذا الذَوارِعُ غولِيَت / صَفوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وَتِلادِ
وَالضامِنينَ بِقَومِهِم يَومَ الوَغى / لِلحَمدِ يَومَ تَنازُلٍ وَطِرادِ
كَم فيهِمُ مِن فارِسٍ يَومَ الوَغى / ثَقفِ اليَدَينِ يَهِلُّ بِالإِقصادِ
وَإِذا اللُقاحُ تَرَوَّحَت بِأَصيلَةٍ / رَتَكَ النِعامِ عَشِيَّةَ الصُرّادِ
جَرياً يَلوذُ رِباعُها مِن ضُرِّها / بِالخَيمِ بَينَ طَوارِفٍ وَهَوادي
حَجَروا عَلى أَضيافِهِم وَشَوَوا لَهُم / مِن شَطِّ مُنقِيَةٍ وَمِن أَكبادِ
وَإِذا القِيانُ حَسِبتَها حَبَشِيَّةً / غُبراً وَقَلَّ حَلائِبُ الأَرفادِ
وَيَقولُ مَن يَبقيهِمُ بِنَصيحَةٍ / هَل غَيرُ فِعلِ قَبيلَةٍ مِن عادِ
وَإِذا العَشيرَةُ أَعرَضَت سُلّافُها / جَنِفينَ مِن ثَغرٍ بِغَيرِ سِدادِ
فَلَقَد نَحُلُّ بِهِ وَنَرعى رِعيَهُ / وَلَقَد نَليهِ بِقُوَّةٍ وَعَتادِ
نَبقي الغِبابَ بِجانِبَيهِ وَجامِلاً / عَكَراً مَراتِعُهُ بِغَيرِ جَهادِ
لَم يَزوِهِ طِرَدٌ فَيُذعَرَ دَرؤُهُ / فَيُلِجَّ في وَهَلٍ وَفي تَشرادِ
وَإِذا يُثَوِّبُ صارِخٌ مُتَلَهِّفٌ / وَعَلا غُبارٌ ساطِعٌ بِعِمادِ
رَكِبَت إِلَيكَ نَزائِعٌ مَلبونَةٌ / قُبُّ البُطونِ يَجُلنَ في الأَلبادِ
مِن كُلِّ سابِحَةٍ وَأَجرَدَ سابِحٍ / تَردي بِأُسدِ خَفِيَّةٍ وَصِعادِ
إِذ لا يُرى قَيسٌ يَكونُ كَقَيسِنا / حَسَباً وَلا كَبَنيهِ في الأَولادِ
إِنّي وَجَدتُ أَبا الخَنساءِ خَيرَهُمُ
إِنّي وَجَدتُ أَبا الخَنساءِ خَيرَهُمُ / فَقَد صَدَقتُ لَهُ مَدحي وَتَمجيدي
إِنَّ عِداتِكَ إِيّانا لَآتِيَةٌ / حَقّاً وَطَيِّبَةٌ ما نَفسُ مَوعودِ
ما فَوقَ بَيتِكَ مِن بَيتٍ عَلِمتُ بِهِ / وَفي أَرومَتِهِ ما مَنبِتُ العودِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025