القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : قَيْس بنُ الخَطِيم الكل
المجموع : 44
تَذَكَّرَ لَيلى حُسنَها وَصَفاءَها
تَذَكَّرَ لَيلى حُسنَها وَصَفاءَها / وَبانَت فَأَمسى ما يَنالُ لِقاءَها
وَمِثلِكِ قَد أَصبَيتُ لَيسَت بِكَنَّةٍ / وَلا جارَةٍ أَفضَت إِلَيَّ حَياءَها
إِذا ما اِصطَحَبتُ أَربَعاً خَطَّ مِئزَري / وَأَتبَعتُ دَلوي في السَخاءِ رِشاءَها
ثَأَرتُ عَدِيّاً وَالخَطيمَ فَلَم أُضِع / وِلايَةَ أَشياءٍ جُعِلتُ إزاءَها
ضَرَبتُ بِذي الزِرَّينِ رِبقَةَ مالِكٍ / فَأُبتُ بِنَفسٍ قَد أَصَبتُ شِفاءَها
وَسامَحَني فيها اِبنُ عَمروِ بنِ عامِرٍ / خِداشٌ فَأَدّى نِعمَةً وَأَفاءَها
طَعَنتُ اِبنَ عَبدِ القَيسِ طَعنَةَ ثائِرٍ / لَها نَفَذٌ لَولا الشُعاعُ أَضاءَها
مَلَكتُ بِها كَفّي فَأَنهَرتُ فَتقَها / يَرى قائِماً مِن خَلفِها ما وَراءَها
يَهونُ عَلَيَّ أَن تَرُدَّ جِراحُهُ / عُيونَ الأَواسي إِذ حَمِدتُ بَلاءَها
وَكُنتُ اِمرِأً لا أَسمَعُ الدَهرَ سُبَّةً / أُسَبُّ بِها إِلّا كَشَفتُ غِطاءَها
وَإِنِّيَ في الحَربِ الضَروسِ مُوَكَّلٌ / بِإِقدامِ نَفسٍ ما أُريدُ بَقاءَها
إِذا سَقِمَت نَفسي إِلى ذي عَداوَةٍ / فَإِنّي بِنَصلِ السَيفِ باغٍ دَواءَها
مَتى يَأتِ هَذا المَوتُ لا تَبقَ حاجَةٌ / لِنَفسِيَ إِلّا قَد قَضَيتُ قَضاءَها
وَكانَت شَجاً في الحَلقِ ما لَم أَبُؤ بِها / فَأُبتُ بِنَفسٍ قَد أُصِبتُ دَواءَها
وَقَد جَرَّبَت مِنّي لَدى كُلِّ مَأقِطٍ / دُحَيٌّ إِذا ما الحَربُ أَلقَت رِداءَها
وَإِنّا إِذا ما مُمتَرو الحَربِ بَلَّحوا / نُقيمُ بِأَسبادِ العَرينِ لِواءَها
وَنُلقِحُها مَبسورَةً ضَرزَنِيَّةً / بِأَسيافِنا حَتّى نُذِلَّ إباءَها
وَإِنّا مَنَعنا في بُعاثٍ نِساءَنا / وَما مَنَعَت مِنَ المُخزِياتِ نِساءَها
أَنّى سَرَبتِ وَكُنتِ غَيرَ سَروبِ
أَنّى سَرَبتِ وَكُنتِ غَيرَ سَروبِ / وَتُقَرِّبُ الأَحلامُ غَيرَ قَريبِ
ما تَمنَعي يَقظى فَقَد تُؤتينَهُ / في النَومِ غَيرَ مُصَرَّدٍ مَحسوبِ
كانَ المُنى بِلِقائِها فَلَقيتُها / فَلَهَوتُ مِن لَهوِ اِمرِئٍ مَكذوبِ
فَرَأَيتُ مِثلَ الشَمسِ عِندَ طُلوعِها / في الحُسنِ أَو كَدُنُوِّها لِغُروبِ
صَفراءُ أَعجَلَها الشَبابُ لِداتِها / مَوسومَةٌ بِالحُسنِ غَيرُ قَطوبِ
تَخطو عَلى بَردِيَّتَينِ غَذاهُما / غَدِقٌ بِساحَةِ حائِرٍ يَعبوبِ
تَنكَلُّ عَن حَمشِ اللِثاتِ كَأَنَّهُ / بَرَدٌ جَلَتهُ الشَمسُ في شُؤبوبِ
كَشَقيقَةِ السَيراءِ أَو كَغَمامَةٍ / بَحرِيَّةٍ في عارِضٍ مَجنوبِ
أَبَني دُحَيٍّ وَالحَنا مِن شَأنِكُم / أَنّى يَكونُ الفَخرُ لِلمَغلوبِ
وَكَأَنَّهُم في الحَربِ إِذ تَعلوهُمُ / غَنَمٌ تُعَبِّطُها غُواةُ شُروبِ
إِنَّ الفَضاءَ لَنا فَلا تَمشوا بِهِ / أَبَداً بِعالِيَةٍ وَلا بِذَنوبِ
وَتَفَقَّدوا تِسعينَ مِن سَرَواتِكُم / أَشباهَ نَخلٍ صُرِّعَت لِجُنوبِ
وَسَلوا صَريحَ الكاهِنَينِ وَمالِكاً / عَن مَن لَكُم مِن دارِعٍ وَنَجيبِ
أَجَدَّ بِعَمرَةَ غُنيانُها
أَجَدَّ بِعَمرَةَ غُنيانُها / فَتَهجُرَ أَم شَأنُنا شانُها
وَإِن تُمسِ شَطَّت بِها دارُها / وَباحَ لَكَ اليَومَ هِجرانُها
فَما رَوضَةٌ مِن رِياضِ القَطا / كَأَنَّ المَصابيحَ حَوذانُها
بِأَحسَنَ مِنها وَلا مُزنَةٌ / دَلوحٌ تَكَشَّفُ أَدجانُها
وَعَمرَةُ مِن سَرَواتِ النِسا / ءِ تَنفَحُ بِالمِسكِ أَردانُها
وَنَحنُ الفَوارِسُ يَومَ الرَبي / عِ قَد عَلِموا كَيفَ فُرسانُها
جَنَبنا الحِرابَ وَراءَ الصَري / خِ حَتّى تَقَصَّفَ مُرّانُها
فَلَمّا اِستَقَلَّ كَلَيثِ الغَري / فِ زانَ الكَتيبَةَ أَعوانُها
تَراهُنَّ يُخلَجنَ خَلجَ الدِلا / ءِ تَختَلِجُ النَزعَ أَشطانُها
وَلاقى الشَقاءَ لَدى حَربِنا / دُحَيٌّ وَعَوفٌ وَإِخوانُها
رَدَدنا الكَتيبَةَ مَفلولَةً / بِها أَفنُها وَبِها ذانُها
وَقَد عَلِموا أَن مَتى نَنبَعِث / عَلى مِثلِها تَذكُ نيرانُها
وَلَولا كَراهَةُ سَفكِ الدِماءِ / لَعادَ لِيَثرِبَ أَديانُها
وَيَثرِبُ تَعلَمُ أَنَّ النَبي / تَ راسٍ بِيَثرِبَ ميزانُها
حِسانُ الوُجوهِ حِدادُ السُيو / فِ يَبتَدِرُ المَجدَ شُبّانُها
وَبِالشَوطِ مِن يَثرِبٍ أَعبُدٌ / سَتَهلِكُ في الخَمرِ أَثمانُها
يَهونُ عَلى الأَوسِ أَثمانُهُم / إِذا راحَ يَخطِرُ نَشوانُها
أَتَتهُم عَرانينُ مِن مالِكٍ / سِراعٌ إِلى الرَوعِ فِتيانُها
وَقَد عَلِموا أَنَّ ما فَلَّهُم / حَديدُ النَبيتِ وَأَعيانُها
أَتَعرِفُ رَسماً كَاِطِّرادِ المَذاهِبِ
أَتَعرِفُ رَسماً كَاِطِّرادِ المَذاهِبِ / لَعَمرَةَ وَحشاً غَيرَ مَوقِفِ راكِبِ
دِيارَ الَّتي كادَت وَنَحنُ عَلى مِنىً / تَحُلُّ بِنا لَولا نَجاءُ الرَكائِبِ
تَبَدَّت لَنا كَالشَمسِ تَحتَ غَمامَةٍ / بَدا حاجِبٌ مِنها وَضَنَّت بِحاجِبِ
وَلَم أَرَها إِلّا ثَلاثاً عَلى مِنىً / وَعَهدي بِها عَذراءُ ذاتَ ذَوائِبِ
وَمِثلُكِ قَد أَصبَيتُ لَيسَت بِكَنَّةٍ / وَلا جارَةٍ وَلا حَليلَةِ صاحِبِ
دَعَوتُ بَني عَوفٍ لِحَقنِ دِمائَهُم / فَلَمّا أَبوا سامَحتُ في حَربِ حاطِبِ
وَكُنتُ اِمرِأً لا أَبعَثُ الحَربَ ظالِماً / فَلَمّا أَبَوا أَشعَلتُها كُلَّ جانِبِ
أَرِبتُ بِدَفعِ الحَربِ حَتّى رَأَيتُها / عَنِ الدَفعِ لا تَزدادُ غَيرَ تَقارُبِ
فَإِذ لَم يَكُن عَن غايَةِ المَوتِ مَدفَعٌ / فَأَهلاً بِها إِذ لَم تَزَل في المَراحِبِ
فَلَمّا رَأَيتُ الحَربَ حَرباً تَجَرَّدَت / لَبِستُ مَعَ البُردَينِ ثَوبَ المُحارِبِ
مُضاعَفَةً يَغشى الأَنامِلَ فَضلُها / كَأَنَّ قَتيرَيها عُيونُ الجَنادِبِ
أَتَت عَصَبٌ مِنَ الكاهِنَينِ وَمالِكٍ / وَثَعلَبَةَ الأَثرينَ رَهطِ اِبنِ غالِبِ
رِجالٌ مَتى يُدعَوا إِلى المَوتِ يُرقِلوا / إِلَيهِ كَإِرقالِ الجِمالِ المَصاعِبِ
إِذا فَزِعوا مَدّوا إِلى اللَيلِ صارِخاً / كَمَوجِ الأَتِيِّ المُزبِدِ المُتَراكِبِ
تَرى قِصَدَ المُرّانِ تَهوي كَأَنَّها / تَذَرُّعُ خِرصانٍ بِأَيدي الشَواطِبِ
صَبَحنا بِها الآطامَ حَولَ مُزاحِمٍ / قَوانِسُ أولى بَيضَنا كَالكَواكِبِ
لَوَ أَنَّكَ تُلقي حَنظَلاً فَوقَ بَيضِنا / تَدَحرَجَ عَن ذي سامِهِ المُتَقارِبِ
إِذا ما فَرَرنا كانَ أَسوَا فِرارِنا / صُدودَ الخُدودِ وَاِزوِرارَ المَناكِبِ
صُدودَ الخُدودِ وَالقَنا مُتَشاجِرٌ / وَلا تَبرَحُ الأَقدامُ عِندَ التَضارُبِ
إِذا قَصُرَت أَسيافُنا كانَ وَصلُها / خُطانا إِلى أَعدائِنا فَنُضارِبِ
أُجالِدُهُم يَومَ الحَديقَةِ حاسِراً / كَأَنَّ يَدي بِالسَيفِ مِخراقُ لاعِبِ
وَيَومَ بُعاثٍ أَسلَمَتنا سُيوفُنا / إِلى نَسَبٍ في جِذمِ غَسّانَ ثاقِبِ
يُعَرّينَ بيضاً حينَ نَلقى عَدُوَّنا / وَيُغمَدنَ حُمراً ناحِلاتِ المَضارِبِ
أَطاعَت بَنو عَوفٍ أَميراً نَهاهُم / عَنِ السِلمِ حَتّى كانَ أَوَّلَ واجِبِ
أَوَيتُ لِعَوفٍ إِذ تَقولُ نِساؤُهُم / وَيَرمينَ دَفعاً لَيتَنا لَم نُحارِبِ
صَبَحناهُمُ شَهباءَ يَبرُقُ بَيضُها / تُبينُ خَلاخيلَ النِساءِ الهَوارِبِ
أَصابَت سَراةً مِنَ الأَغَرِّ سُيوفُنا / وَغودِرَ أَولادُ الإِماءِ الحَواطِبِ
وَمِنّا الَّذي آلى ثَلاثينَ لَيلَةً / عَنِ الخَمرِ حَتّى زارَكُم بِالكَتائِبِ
رَضيتُ لَهُم إِذ لا يَريمونَ قَعرَها / إِلى عازِبِ الأَموالِ إِلّا بِصاحِبِ
فَلَولا ذُرى الآطامِ قَد تَعلَمونَهُ / وَتَركُ الفَضا شورِكتُمُ في الكَواعِبِ
فَلَم تَمنَعوا مِنّا مَكاناً نُريدُهُ / لَكُم مُحرِزاً إِلّا ظُهورَ المَشارِبِ
فَهَلّا لَدى الحَربِ العَوانِ صَبَرتُم / لِوَقعَتِنا وَالبَأسُ صَعبُ المَراكِبِ
ظَأَرناكُمُ بِالبَيضِ حَتّى لَأَنتُمُ / أَذَلُّ مِنَ السُقبانِ بَينَ الحَلائِبِ
وَلَمّا هَبَطنا الحَرثَ قالَ أَميرُنا / حَرامٌ عَلَينا الخَمرُ ما لَم نُضارِبِ
فَسامَحَهُ مِنّا رِجالٌ أَعِزَّةٌ / فَما بَرِحوا حَتّى أُحِلَّت لِشارِبِ
فَلَيتَ سُوَيداً راءَ مَن جُرَّ مِنكُمُ / وَمَن فَرَّ إِذ يَحدونَهُم كَالجَلائِبِ
فَأُبنا إِلى أَبنائِنا وَنِسائِنا / وَما مَن تَرَكنا في بُعاثٍ بِآئِبِ
وَغُيِّبتُ عَن يَومٍ كَنَتني عَشيرَتي / وَيَومُ بُعاثٍ كانَ يَومَ التَغالُبِ
رَدَّ الخَليطُ الجِمالَ فَاِنصَرَفوا
رَدَّ الخَليطُ الجِمالَ فَاِنصَرَفوا / ماذا عَلَيهِم لَو أَنَّهُم وَقَفوا
لَو وَقَفوا ساعَةً نُسائِلُهُم / رَيثَ يُضَحّي جِمالَهُ السَلَفُ
فيهِم لَعوبُ العَشاءِ آنِسَةُ ال / دَلِّ عَروبٌ يَسوءُها الخُلُفُ
بَينَ شُكولِ النِساءِ خِلقَتُها / قَصدٌ فَلا جَبلَةٌ وَلا قَضَفُ
تَغتَرِقُ الطَرفَ وَهيَ لاهِيَةٌ / كَأَنَّما شَفَّ وَجهَها نُزُفُ
قَضى لَها اللَهُ حينَ يَخلُقُها ال / خالِقُ أَلّا يُكِنَّها سَدَفُ
تَنامُ عَن كُبرِ شَأنِها فَإِذا / قامَت رُوَيداً تَكادُ تَنغَرِفُ
حَوراءُ جَيداءُ يُستَضاءُ بِها / كَأَنَّها خوطُ بانَةٍ قَصِفُ
تَمشي كَمَشيِ الزَهراءِ في دَمَثِ ال / رَملِ إِلى السَهلِ دونَهُ الجُرُفُ
وَلا يَغِثُّ الحَديثُ ما نَطَقَت / وَهوَ بِفيها ذو لَذَّةٍ طَرِفُ
تَخزُنُهُ وَهوَ مُشتَهى حَسَنٌ / وَهوَ إِذا ما تَكَلَّمَت أُنُفُ
كَأَنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها / هَزلى جَرادٍ أَجوازُهُ جُلُفُ
كَأَنَّها دُرَّةٌ أَحاطَ بِها ال / غَوّاصُ يَجلو عَن وَجهِها الصَدَفُ
وَاللَهِ ذي المَسجِدِ الحَرامِ وَما / جُلِّلَ مِن يُمنَةٍ لَها خُنُفُ
إِنّي لَأَهواكَ غَيرَ ذي كَذِبٍ / قَد شُفَّ مِنّي الأَحشاءُ وَالشَغَفُ
بَل لَيتَ أَهلي وَأَهلَ أَثلَةَ في / دارٍ قَريبٍ مِن حَيثُ تَختَلِفُ
أَيهاتَ مَن أَهلُهُ بِيَثرِبَ قَد / أَمسى وَمَن دونَ أَهلِهِ سَرِفُ
يا رَبِّ لا تُبعِدَن دِيارَ بَني / عُذرَةَ حَيثُ اِنصَرَفتُ وَاِنصَرَفوا
أَبلِغ بَني جَحجَبى وَقَومَهُمُ / خَطمَةَ أَنّا وَراءَهُم أُنُفُ
وَأَنَّنا دونَ ما يَسومُهُمُ ال / أَعداءُ مِن ضَيمِ خُطَّةٍ نُكُفُ
نَفلي بِحَدِّ الصَفيحِ هامَهُمُ / وَفَليُنا هامَهُم بِنا عُنُفُ
إِنّا وَلَو قَدَّموا الَّتي عَلِموا / أَكبادُنا مِن وَرائِهِم تَجِفُ
لَمّا بَدَت غُدوَةً جِباهُهُم / حَنَّت إِلَينا الأَرحامُ وَالصُحُفُ
كَقيلِنا لِلمُقَدَّمينَ قِفوا / عَن شَأوِكُم وَالحِرابُ تَختَلِفُ
يَتبَعُ آثارَها إِذا اِختُلِجَت / سُخنٌ عَبيطٌ عُروقُهُ تَكِفُ
قالَ لَنا الناسُ مَعشَرٌ ظَفِروا / قُلنا فَأَنّى بِقَومِنا خَلَفُ
لَنا مَع آجامِنا وَحَوزَتِنا / بَينَ ذُراها مَخارِفٌ دُلُفُ
يَذُبُّ عَنهُنَّ سامِرٌ مَصِعٌ / سودَ الغَواشي كَأَنَّها عُرُفُ
تَروحُ مِنَ الحَسناءِ أَم أَنتَ مُغتَدي
تَروحُ مِنَ الحَسناءِ أَم أَنتَ مُغتَدي / وَكَيفَ اِنطِلاقُ عاشِقٍ لَم يُزَوَّدِ
تَراءَت لَنا يَومَ الرَحيلِ بِمُقلَتي / غَريرٍ بِمُلتَفٍّ مِنَ السِدرِ مُفرَدِ
وَجيدٍ كَجيدِ الرِئمِ صافٍ يَزينُهُ / تَوَقُّدُ ياقوتٍ وَفَصلِ زَبَرجَدِ
كَأَنَّ الثُرَيّا فَوقَ ثُغرَةِ نَحرِها / تَوَقَّدُ في الظَلماءِ أَيَّ تَوَقُّدِ
أَلا إِنَّ بَينَ الشَرعَبِيِّ وَراتِجٍ / ضِراباً كَتَخذيمِ السَيالِ المُعَضَّدِ
لَها حائِطانِ المَوتُ أَسفَلَ مِنهُما / وَجَمعٌ مَتى يُصرَخ بِيَثرِبَ يُصعِدِ
تَرى اللابَةَ السَوداءَ يَحمَرُّ لَونَها / وَيُسهِلُ مِنها كُلُّ ريعٍ وَفَدفَدِ
لَعَمري لَقَد حالَفتُ ذُبيانَ كُلَّها / وَعَبساً عَلى ما في الأَديمِ المُمَدَّدِ
وَأَقبَلتُ مِن أَرضِ الحِجازِ بِحَلبَةٍ / تَغُمُّ الفَضاءَ كَالقَطا المُتَبَدِّدِ
تَحَمَّلتُ ما كانَت مُزَينَةُ تَشتَكي / مِنَ الظُلمِ في الأَحلافِ حَملَ التَغَمُّدِ
أَرى كَثرَةَ المَعروفِ يُورِثُ أَهلَهُ / وَسَوَّدَ عَصرُ السوءِ غَيرَ المُسَوَّدِ
إِذا المَرءُ لَم يُفضِل وَلَم يَلقَ نَجدَةً / مَعَ القَومِ فَليَقعُد بِصُغرٍ وَيَبعَدِ
وَإِنّي لَأَغنى الناسَ عَن مُتَكَلِّفٍ / يَرى الناسَ ضُلّالاً وَلَيسَ بِمُهتَدي
كَثيرِ المُنى بِالزادِ لا خَيرَ عِندَهُ / إِذا جاعَ يَوماً يَشتَكيهِ ضُحى الغَدِ
نَشا غُمُراً بَوراً شَقِيّاً مُلَعَّناً / أَلَدَّ كَأَنَّ رَأسُهُ رَأسُ أَصيَدِ
وَذي شيمَةٍ عَسراءَ تَسخَطُ شيمَتي / أَقولُ لَهُ دَعني وَنَفسَكَ أَرشِدِ
فَما المالُ وَالأَخلاقُ إِلّا مُعارَةٌ / فَما اِسطَعتَ مِن مَعروفِها فَتَزَوَّدِ
مَتى ما تَقُد بِالباطِلِ الحَقَّ يَأبَهُ / وَإِن قُدتَ بِالحَقِّ الرَواسِيَ تَنقَدِ
مَتى ما أَتَيتَ الأَمرَ مِن غَيرِ بابِهِ / ضَلِلتَ وَإِن تَدخُل مِنَ البابِ تَهتَدِ
فَمَن مُبلِغٌ عَنّي شَريدَ بنَ جابِرٍ / رَسولاً إِذا ما جاءَهُ وَاِبنَ مَرثَدِ
فَأَقسَمتُ لا أُعطي يَزيدَ رَهينَةً / سِوى السَيفِ حَتّى لا تَنوءَ لَهُ يَدي
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ عَبدَ بنَ نافِذٍ / وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ التُربِ يَبعَدِ
لِعَمرَةَ إِذ قَلبُهُ مُعجَبٌ
لِعَمرَةَ إِذ قَلبُهُ مُعجَبٌ / فَأَنّى بِعَمرَةَ أَنّى بِها
لَيالٍ لَنا وُدُّها مُنصِبٌ / إِذا الشَولُ لَطَّت بِأَذنابِها
وَراحَت حَدابيرَ حُدبَ الظُهو / رِ مُجتَلَماً لَحمُ أَصلابِها
كَأَنَّ القَرَنفُلَ وَالزَنجَبيلَ / وَذاكي العَبيرِ بِجِلبابِها
نَمَتها اليَهودُ إِلى قُبَّةٍ / دُوَينَ السَماءِ بِمِحرابِها
وَنارٍ يُقَصِّرُ عَنها الدَنِي / يُ آخِرَ لَيلٍ صَلَينا بِها
وَمَلمومَةٍ كَصَفاةِ المَسي / لِ دارَت رَحاها وَدُرنا بِها
مَشَينا إِلَيها كَجُربِ الجِما / لِ باقي الهِناءِ بِأَقرابِها
مَعاقِلُهُم آجامُهُم وَنِساؤُهُم
مَعاقِلُهُم آجامُهُم وَنِساؤُهُم / وَأَيمانُنا بِالمَشرَفِيَّةِ مُعقِلُ
كَأَنَّ رُؤوسَ الخَزرَجِيِّينَ إِذ بَدَت / كَتائِبُنا تَترى مَعَ الصُبحِ حَنظَلُ
فَلا تَقرَبوا جُذمانَ إِنَّ حَمامَهُ / وَجَنَّتَهُ تَأذى بِكُم فَتَحَمَّلوا
وَكائِن رَأَينا مِن أُناسٍ ذَوي غِنىً / وَجِدَّةِ عَيشٍ أَصبَحوا قَد تَبَدَّلوا
فَإِن تَكُ قَد أوتيتَ مالاً فَلا تَكُن / بِهِ بَطِراً وَالحالُ قَد تَتَحَوَّلُ
فَلَيسَ عَلَينا قالَةٌ غَيرَ أَنَّنا / نَسودُ وَنَكفي كُلَّ ذَلِكَ نَفعَلُ
كَأَنّا وَقَد أَجلَوا لَنا عَن نِسائِهِم / أُسودٌ لَها في عيصِ بيشَةَ أَشبُلُ
بِبِئرِ الدُرَيكِ فَاِستَعِدّوا لِمِثلِها / وَأَصغوا لَها آذانُكُم وَتَأَمَّلوا
سَلِ المَرءَ عَبدَ اللَهِ إِذ فَرَّ هَل رَأى
سَلِ المَرءَ عَبدَ اللَهِ إِذ فَرَّ هَل رَأى / كَتائِبَنا في الحَربِ كَيفَ مِصاعُها
وَلَو قامَ لَم يَلقَ الأَحِبَّةَ بَعدَها / وَلاقى أُسوداً هَصرُها وَدِفاعُها
وَنَحنُ هَزَمنا جَمعَكُم بِكَتيبَةٍ / تَضاءَلَ مِنها حَزنُ قورى وَقاعُها
إِذا هَمَّ جَمعٌ بِاِنصِرافٍ تَعَطَّفوا / تَعَطُّفَ وِردِ الخِمسِ أَطَّت رِباعُها
تَرَكنا بُعاثاً يَومَ ذَلِكَ مِنهُمُ / وَقورى عَلى رَغمٍ شِباعاً ضِباعُها
صَرَمتَ اليَومَ حَبلَكَ مِن كَنودا
صَرَمتَ اليَومَ حَبلَكَ مِن كَنودا / لِتُبدِلَ حَبلَها حَبلاً جَديدا
مِنَ اللائي إِذا يَمشينَ هَوناً / تَجَلبَبنَ المَجاسِدَ وَالبُرودا
كَأَنَّ بُطونَهُنَّ سُيوفُ هِندٍ / إِذا ما هُنَّ زايَلنَ الغُمودا
تَبَدَّت لي لِتَقتُلُني فَأَبدَت / مَعاصِمَ فَخمَةً مِنها وَجيدا
وَوَجهاً خِلتُهُ لَمّا بَدا لي / غَداةَ البَينِ ديناراً نَقيدا
سَقينا بِالفَضاءِ كُؤوسَ حَتفٍ / بَني عَوفٍ وَإِخوَتَهُم تَزيدا
لَقيناهُم بِكُلِّ أَخي حُروبٍ / يَقودُ وَراءَهُ جَمعاً عَتيدا
وَمُشرِفَةَ التَلائِلِ مُضمَراتٍ / طَوى أَحشاءَها التَعداءُ قودا
أَكُنتُم تَحسَبونَ قِتالَ قَومي / كَأَكلِكُمُ الفَغايا وَالهَبيدا
أَصابَ القَتلُ ساعِدَةَ بنَ كَعبٍ / وَغادَرَ في مَجالِسِها قُرودا
وَقَد رُدَّ العَزائِمُ في طَريفٍ / وَأَقيالٍ يَصوغونَ الحَديدا
وَإِنَّ سُيوفَنا ذَهَبَت عَلَيكُم / بَني شَرِّ الخَنى مَهلاً بَعيدا
وَيَأبى جَمعُكُم إِلّا فِراراً / وَيَأبى جَمعُنا إِلّا وُرودا
وَإِنَّ وَعيدَناكُم حينَ نَمشي / بِهِنَّ عَلى المَنونِ وَلا وَعيدا
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي كُعَيباً / فَهَل يَنهاكَ لُبُّكَ أَن تَعودا
أَراني كُلَّما صَدَّرتُ أَمراً / بَني الرَقعاءَ جَشَّمَكُم صَعودا
فَما أَبقَت سُيوفُ الأَوسِ مِنكُم / وَحَدُّ ظُباتِها إِلّا شَريدا
فَلَن نَنفَكَّ نَقتُلُ ما حَيِينا / رِجالَكُمُ وَنَجعَلُكُم عَبيدا
وَبَعضُ القَولِ لَيسَ لَهُ عِياجٌ
وَبَعضُ القَولِ لَيسَ لَهُ عِياجٌ / كَمَخضِ الماءِ لَيسَ لَهُ إِتاءُ
يَصوغُ لَكَ اللِسانُ عَلى هَواهُ / وَيَفضَحُ أَكثَرَ القيلِ البَلاءُ
وَما بَعضُ الإِقامَةِ في دِيارٍ / يَكونُ بِها الفَتى إِلّا عَناءُ
وَلَم أَرَ كَاِمرِئٍ يَدنو لِخَسفٍ / لَهُ في الأَرضِ سَيرٌ وَاِنتِواءُ
وَبَعضُ خَلائِقِ الأَقوامِ داءٌ / كَداءِ الكَشحِ لَيسَ لَهُ شِفاءُ
أَلا مَن مُبلِغُ الشُعَراءِ عَنّي / فَلا ظُلمٌ لَدَيَّ وَلا اِبتِداءُ
وَلَستُ بِعابِطِ الأَكفاءِ ظُلماً / وَعِندي لِلمُلِمّاتِ اِجتِزاءُ
يُحِبُّ المَرءُ أَن يَلقى مُناهُ / وَيَأبى اللَهُ إِلّا ما يَشاءُ
مَن يَكُ غافِلاً لَم يَلقَ بُؤساً
مَن يَكُ غافِلاً لَم يَلقَ بُؤساً / يُنِخ يَوماً بِساحَتِهِ القَضاءُ
تَناوَلُهُ بَناتُ الدَهرِ حَتّى / تُثَلِّمَهُ كَما اِنثَلَمَ الإِناءُ
وَكُلُّ شَديدَةٍ نَزَلَت بِحَيٍّ / سَيَأتي بَعدَ شِدَّتِها رَخاءُ
فَقُل لِلمُتَّقي عَرَضَ المَنايا / تَوَقَّ وَلَيسَ يَنفَعُكَ اِتِّقاءُ
فَلا يُعطى الحَريصُ غِنىً لِحِرصٍ / وَقَد يَنمي لِذي العَجزِ الثَراءُ
غَنِيُّ النَفسِ ما اِستَغنى غَنِيٌّ / وَفَقرُ النَفسِ ما عَمِرَت شَقاءُ
إِذا جاوَزَ الإِثنَينِ سِرٌّ فَإِنَّهُ
إِذا جاوَزَ الإِثنَينِ سِرٌّ فَإِنَّهُ / بِنَشرٍ وَتَكثيرِ الحَديثِ قَمينُ
وَإِن ضَيَّعَ الإِخوانُ سِرّاً فَإِنَّني / كَتومٌ لِأَسرارِ العَشيرِ أَمينُ
يَكونُ لَهُ عِندي إِذا ما ضَمِنتُهُ / مَقَرٌّ بِسَوداءِ الفُؤادِ كَنينُ
سَلي مَن نَديمي في النَدامى وَمَألَفي / وَمَن هُوَ لي عِندَ الصَفاءِ خَدينُ
وَأَيُّ أَخي حَربٍ إِذا هِيَ شَمَّرَت / وَمِدرَهِ خَصمٍ بَعدَ ذاكَ أَكونُ
وَهَل يَحذَرُ الجارُ الغَريبُ فَجيعَتي / وَخَوني وَبَعضُ المُقرِفينَ خَؤونُ
وَما لَمَعَت عَيني لِغِرَّةِ جارَةٍ / وَلا وَدَّعَت بِالذَمِّ حينَ تَبينُ
أَبى الذَمَّ آباءٌ نَمَتني جُدودُهُم / وَمَجدي لِمَجدِ الصالِحينَ مُعينُ
فَذَلِكَ ما قَد تَعلَمينَ وَإِنَّني / لَجَلدٌ عَلى رَيبِ الخُطوبِ مَتينُ
أُمِرُّ عَلى الباغي وَيَغلُظُ جانِبي / وَذو القَصدِ أَحلولي لَهُ وَأَلينُ
وَإِنّي لَأَعتامُ الرِجالَ بِخُلَّتي / أُلي الرَأيِ في الأَحداثِ حينَ تَحينُ
رَدَّ الخَليطُ الجِمالَ فَاِنقَضَبا
رَدَّ الخَليطُ الجِمالَ فَاِنقَضَبا / وَقَطَّعوا مِن وِصالِكِ السَبَبا
قادَتهُمُ لِلفِراقِ شاطِنَةٌ / فَشَطَّ وَليُ الحَبيبِ فَاِغتَرَبا
لَم أَدرِ قَبلَ النَوى بِبَينِهِمُ / حَتّى اِستَطارَت عَصاهُمُ شُعَبا
هِندٌ تَجَنّى الذُنوبَ عاتِبَةً / يا حَبَّ بِالعاتِبِ الَّذي عَتَبا
أَقسَمتُ لَولا الَّذي زَعَمتُ وَما / خَبَّرتُ قَوماً عَن مَجدِهِم كَذِبا
وَقَد أَضَعتِ الَّذي حَفِظتُ مِنَ ال / وِدُّ لَقَدَّمتُ مِدحَةً عَجَبا
أَفنَيتُ دَهري وَطولَ دَهرِكِ لا / نَنفَكُّ نُزجي مَقالَةً لَعِبا
يَسلُكُ مِنها الصَعودُ مَن طَلَبَ ال / قَصدَ وَتَعوي سِباعُها كَلَبا
هَلّا إِذِ الخورُ في أَصِرَّتِها / وَالحَفلُ في الدَرِّ تَقطَعُ العَصَبا
لاقَيتِ أَمري وَالرَأيُ مُؤتَنِفٌ / أَتبَعُ رَأساً وَأَترُكُ الذَنَبا
في غَيرِ ما كُنهِهِ سَفِهتِ وَما / أَحدَثتِ حالاً فَتُحدِثي الخُطَبا
الحَمدُ لِلَّهِ ذي البَنِيَّةِ إِذ / أَمسَت دُحَيٌّ قَد أُثخِنَت غَلَبا
يَركَبُ حَزنَ الطَريقِ أَوَّلُهُم / يَدعو بَني عَمِّهِ وَقَد كُرِبا
غودِرَ عِندَ المَكَرِّ سَيِّدُهُم / فيهِ سِنانٌ تَخالُهُ لَهَبا
وَاِبنا حَرامٍ وَثابِتٌ كُشِفَت / خَيلاهُما عَنهُما وَقَد عَطِبا
زُرناهُمُ بِالخَميسِ ضاحِيَةً / نُزجي إِلى المَوتِ جَحفَلاً لَجِبا
جاءَت بَنو الأَوسِ عارِضاً بَرِداً / تَحلِبُهُ الريحُ مُقبِلاً حَلَبا
أَرعَنَ مِثلَ الأَتِيِّ أَعقَبَهُ / صَوبُ مُلِثٍّ يُسَيَّلُ الحَدَبا
إِنَّ بَني الأَوسِ حينَ تَستَعِرُ ال / حَربُ لَكَالنارِ تَأكُلُ الحَطَبا
إِنَّ بَني الأَوسِ مَعشَرٌ صَدَقوا ال / ضَربَ وَسَنّوا الإِساءَ وَالنَدَبا
فَصَمَدوا رَأسَ كَبشِ إِخوَتِهِم / حَتّى تَوَلَّوا وَاِستَنفَروا هَرَبا
بِكُلِّ لَينٍ ماضٍ ضَريبَتُهُ / عَضبٍ إِذا ما هَزَزتَهُ رَسَبا
قالَت بَنو الأَوسِ مِن عَفافِهِمُ / مُرّوا وَلا تَأخُذوا لَهُم سَلَبا
تَسوقُ أُخراهُم أَوائِلَهُم / كَما يَسوقُ المُعارِضُ الجَلَبا
لَمّا دَعاهُم لِلمَوتِ سَيِّدُهُم / زابَت إِلَيهِم جُموعُهُم عُصَبا
أَلَمَّ خَيالُ لَيلى أُمِّ عَمروِ
أَلَمَّ خَيالُ لَيلى أُمِّ عَمروِ / وَلَم يُلمِم بِنا إِلّا لِأَمرِ
تَقولُ ظَعينَتي لَمّا اِستَقَلَّت / أَتَترُكُ ما جَمَعتَ صَريمَ سَحرِ
فَقُلتُ لَها ذَريني إِنَّ مالي / يَروحُ إِذا غَلَبتُهُمُ وَيَسري
فَلَستُ لِحاصِنٍ إِن لَم تَرونا / نُجادِلُكُم كَأَنّا شَربُ خَمرِ
وَتَحمِلُ حَربَهُم عَنّا قُرَيشٌ / كَأَنَّ بَنانَهُم تَفريكُ بُسرِ
وَتُدرِكُ في الخَزارِجِ كُلَّ وِترٍ / بِذَمِّ الكاهِنَينِ وَذَمِّ عَمروِ
زَجَرنا النَخلَ وَالآطامَ حَتّى / إِذا هِيَ لَم تُشَيِّعنا لِزَجرِ
هَمَمنا بِالإِقامَةِ ثُمَّ سِرنا / كَسَيرِ حُذَيفَةِ الخَيرِ بنِ بَدرِ
وَرِثنا المَجدَ قَد عَلِمَت مَعَدٌّ / فَلَم نُغلَب وَلَم نُسبَق بِوِترِ
مَتى تَلقَوا رِجالَ الأَوسِ تَلقَوا / لِباسَ أَساوِدٍ وَجُلودَ نُمرِ
وَنَصدُقُ في الصَباحِ إِذا اِلتَقَينا / وَلَو كانَ الصَباحُ جَحيمَ جَمرِ
أَلا أَبلِغ بَني ظَفَرٍ رَسولاً / فَلَم نَذلِل بِيَثرِبَ غَيرَ شَهرِ
خُذِلناهُ وَأَسلَمنا المَوالي / وَفارَقنا الصَريحُ لِغَيرِ فَقرِ
أَبَحنا المُسبِغينَ كَما أَباحَت / يَمانونا بَني سَعدِ بنِ بَكرِ
فَإِن نَلحَق بِأَبرَهَةَ اليَماني / وَنُعمانٍ يُوَجِّهُنا وَعَمروِ
وَإِن نَنزِل بِذي النَجَداتِ كُرزٍ / نُلاقِ لَدَيهِ شُرباً غَيرَ نَزرِ
لَهُ سَجلانِ سَجلٌ مِن صَريحٍ / وَسَجلُ تَريكَةٍ بِعَتيقِ خَمرِ
وَنَمنَعُ ما أَرادوا لا يُعانى / مُقيمٌ في المَحَلَّةِ وَسطَ قَسرِ
وَإِن تَغدو بِنا غَطَفانُ نُردِف / نِساءَهُمُ وَنَقتُل كُلَّ صَقرِ
فَنَحنُ النازِلونَ عَلى المَنايا / وَنَحنُ الآخِذونَ بِكُلِّ ثَغرِ
لَأُصَرِّفَنَّ سِوى حُذَيفَةَ مِدحَتي
لَأُصَرِّفَنَّ سِوى حُذَيفَةَ مِدحَتي / لَفَتى العَشِيِّ وَفارِسِ الأَجرافِ
مَن لا يَزالُ يَكُبُّ كُلَّ نَقيلَةٍ / وَزماءَ غَيرَ مُحاوِلِ الإِنزافِ
رَحبُ المَباءَةِ وَالجَنابِ مُوَطَّأٌ / مَأوىً لِكُلِّ مُعَصَّبٍ مِسوافِ
الضارِبُ البَيضَ المُتَقَّنَ صُنعُهُ / يَومَ الهِياجِ بِكُلِّ أَبيَضَ صافي
إِن تَلقَ خَيلَ العامِرِيِّ مُغيرَةً / لا تَلقَهُم مُتَعَنِّقي الأَعرافِ
وَإِذا تَكونُ عَظيمَةٌ في عامِرٍ / فَهُوَ المُدافِعُ عَنهُمُ وَالكافي
الواتِرونَ المُدرِكونَ بِتَبلِهِم / وَالحاشِدونَ عَلى قِرى الأَضيافِ
تَعدو بِهِم في الرَوعِ كُلُّ طُوالَةٍ / تَنضو الجِيادَ وَمِنهَبٍ غَرّافِ
رَبِذٍ قَوائِمُهُ شَديدٍ أَسرُهُ / صَلتِ المُعَذَّرِ ذي سَبيبٍ ضافِ
أَلفَيتَهُم يَومَ الهِياجِ كَأَنَّهُم / أُسُدٌ بِبيشَةَ أَو بِغافِ رُوافِ
إِذا قَبيلٌ أَرادونا بِمُؤذِيَةٍ
إِذا قَبيلٌ أَرادونا بِمُؤذِيَةٍ / فَبِالظَواهِرِ أَهلُ النَجدَةِ البُهَمُ
إِذا الخَزارِجُ نادَت يَومَ مَلحَمَةٍ / وَشَدَّتِ الكاهِنانِ الخَيلَ وَاِعتَرَموا
تَدارَكوا الأَوسَ لَمّا رَقَّ عَظمُهُمُ / حَتّى تَلاقَت بِهِ الأَرحامُ وَالذِمَمُ
لَمّا أَتَت مِن بَني عَمروٍ مُلَملَمَةٌ / بِها تُهَدُّ حُزونُ الأَرضِ وَالأَكَمُ
وَمِن بَني خَطمَةَ الأَبطالِ قَد عَلِموا / لا يَهلَعونَ إِذا أَعداؤُهُم سَلِموا
جَزاهُمُ اللَهُ عَنّا أَينَما ذُكِروا / لَدى المَكارِمِ إِذ عُدَّت بِها النِعَمُ
تَاللَهِ نَكفُرُهُم ما أَورَقَت عِضَةٌ / وَكانَ بِالأَرضِ مِن أَعلامُها عَلَمُ
ساقوا الرُهونَ وَآسونا بِأَنفُسِهِم / عِندَ الشَدائِدِ قَد بَرّوا وَقَد كَرُموا
وَلَستُ ناسِيَهُم إِن جاهِلٌ خَطِلٌ / خَنا وَما جَدَبوا عِرضي وَما كَلَموا
تَقولُ اِبنَةَ العَمرِيِّ آخِرَ لَيلِها
تَقولُ اِبنَةَ العَمرِيِّ آخِرَ لَيلِها / عَلامَ مُنِعتَ النَومَ لَيلُكَ ساهِرُ
فَقُلتُ لَها قَومي أَخافُ عَلَيهِمُ / تَباغِيَهُم لا يُبهِكُم ما أُحاذِرُ
فَلا أَعرِفَنكُم بَعدَ عِزٍّ وَثَروَةٍ / يُقالُ أَلا تِلكَ النَبيتُ عَساكِرُ
فَلا تَجعَلوا حَرباتِكُم في نُحورِكُم / كَما شَدَّ أَلواحَ الرِتاجِ المَسامِرُ
يا عَمروُ قَد أَعجَبتَني مِن صاحِبٍ
يا عَمروُ قَد أَعجَبتَني مِن صاحِبٍ / حيناً تَشُجُّ وَتارَةً تَأسوني
أَمّا الفُؤادُ فَناصِحٌ فيما بَدا / وَالقَولُ قَولُ الأَحمَقِ المَجنونِ
وَإِذا أَقومُ بِخُطبَةٍ تَرضى بِها / وَإِذا أَقومُ بِخُطبَةٍ تُخزيني
كَم قائِمٍ يُحزِنُهُ مَقتَلي
كَم قائِمٍ يُحزِنُهُ مَقتَلي / وَقاعِدٍ يَرقُبُني شامِتُ
أَبلِغ خِداشاً أَنَّني مَيِّتٌ / كُلُّ اِمرِئٍ ذي حَسَبٍ مائِتُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025