المجموع : 52
أَبلِغِ الحارِثَ بنِ عَمروٍ بِأَنّي
أَبلِغِ الحارِثَ بنِ عَمروٍ بِأَنّي / حافِظُ الوُدِّ مُرصِدٌ لِلصَوابِ
وَمُجيبٌ دُعائَهُ إِن دَعاني / عَجِلاً واحِداً وَذا أَصحابِ
إِنَّما بَينَنا وَبَينَكَ فَاِعلَم / سَيرُ تِسعٍ لِلعاجِلِ المُنتابِ
فَثَلاثٌ مِنَ السَراةِ إِلى الحُل / بُطِ لِلخَيلِ جاهِداً وَالرِكابِ
وَثَلاثٌ يُرِدنَ تَيماءَ رَهواً / وَثَلاثٌ يُغرَرنَ بِالإِعجابِ
فَإِذا ما مَرَرتَ في مُسبَطِرٍّ / فَاِجمَحِ الخَيلَ مِثلَ جَمحِ الكِعابِ
بَينَما ذاكَ أَصبَحَت وَهيَ عَضدي / مِن سُبيٍّ مَجموعَةٍ وَنِهابِ
لَيتَ شِعري مَتى أَرى قُبَّةً ذا / تَ قِلاعٍ لِلحارِثِ الحَرّابِ
بِيَفاعٍ وَذاكَ مِنها مَحَلٌّ / فَوقَ مَلكٍ يَدينَ بِالأَحسابِ
أَيُّها الموعِدي فَإِنَّ لَبوني / بَينَ حَقلٍ وَبَينَ هَضبٍ ذُبابِ
حَيثُ لا أَرهَبُ الخُزاةَ وَحَولي / ثُعَلِيّونَ كَاللُيوثِ الغِضابِ
وَمَرقَبَةٍ دونَ السَماءِ عَلَوتُها
وَمَرقَبَةٍ دونَ السَماءِ عَلَوتُها / أُقَلِّبُ طَرفي في فَضاءِ سَباسِبِ
وَما أَنا بِالماشي إِلى بَيتِ جارَتي / طَروقاً أُحَيِّيها كَآخَرَ جانِبِ
وَلَو شَهِدَتنا بِالمُزاحِ لَأَيقَنَت / عَلى ضُرَّنا أَنّا كِرامُ الضَرائِبِ
عَشِيَّةَ قالَ اِبنُ الذَئيمَةِ عارِقٌ / إِخالُ رَئيسَ القَومِ لَيسَ بِآئِبِ
وَما أَنا بِالساعي بِفَضلِ زِمامِها / لِتَشرَبَ ما في الحَوضِ قَبلَ الرَكائِبِ
فَما أَنا بِالطاوي حَقيبَةَ رَحلِها / لِأَركَبَها خِفّاً وَأَترُكَ صاحِبي
إِذا كُنتَ رَبّاً لِلقُلوصِ فَلا تَدَع / رَفيقَكَ يَمشي خَلفَها غَيرَ راكِبِ
أَنِخها فَأَردِفهُ فَإِن حَمَلَتكُما / فَذاكَ وَإِن كانَ العِقابُ فَعاقِبِ
وَلَستُ إِذا ما أَحدَثَ الدَهرُ نَكبَةً / بِأَخضَعَ وَلّاجٍ بُيوتَ الأَقارِبِ
إِذا أَوطَنَ القَومُ البُيوتَ وَجَدتَهُم / عُماةً عَنِ الأَخبارِ خُرقَ المَكاسِبِ
وَشَرُّ الصَعاليكِ الَّذي هَمُّ نَفسِهِ / حَديثُ الغَواني وَاِتِّباعُ المَآرِبِ
فَلَو كانَ ما يُعطي رِياءً لَأَمسَكَت
فَلَو كانَ ما يُعطي رِياءً لَأَمسَكَت / بِهِ جَنَباتُ اللَومِ يَجذِبنَهُ جَذبا
وَلَكِنَّما يَبغي بِهِ اللَهَ وَحدَهُ / فَأَعطِ فَقَد أَربَحتَ في البَيعَةِ الكَسبا
كَريمٌ لا أَبيتُ اللَيلَ جادٍ
كَريمٌ لا أَبيتُ اللَيلَ جادٍ / أُعَدِّدُ بِالأَنامِلِ ما رُزيتُ
إِذا ما بِتُّ أَشرَبُ فَوقَ رَيٍّ / لِسُكرٍ في الشَرابِ فَلا رَويتُ
إِذا ما بِتُّ أَختِلُ عِرسَ جاري / لِيُخفِيَني الظَلامُ فَلا خَفيتُ
أَأَفضَحُ جارَتي وَأَخونُ جاري / مَعاذَ اللَهِ أَفعَلُ ما حَيِيتُ
لَمّا رَأَيتُ الناسَ هَرَّت كِلابُهُم
لَمّا رَأَيتُ الناسَ هَرَّت كِلابُهُم / ضَرَبتُ بِسَيفي ساقَ أَفعى فَخَرَّتِ
فَقُلتُ لِأَصباهٍ صِغارٍ وَنِسوَةٍ / بِشَهباءَ مِن لَيلِ الثَلاثينَ قَرَّتِ
عَلَيكُم مِنَ الشَطَّينِ كُلَّ وَرِيَّةٍ / إِذا النارُ مَسَّت جانِبَيها اِرمَعَلَّتِ
وَلا يُنزِلُ المَرءُ الكَريمُ عِيالَهُ / وَأَضيافَهُ ما ساقَ مالاً بِضَرَّتِ
نِعِمّا مَحَلُّ الضَيفِ لَو تَعلَمينَهُ
نِعِمّا مَحَلُّ الضَيفِ لَو تَعلَمينَهُ / بِلَيلٍ إِذا ما اِستَشرَفَتهُ النَوابِحُ
تَقَصّى إِلَيَّ الحَيُّ إِمّا دَلالَةً / عَلَيَّ وَإِمّا قادَهُ لِيَ ناصِحُ
يا مالِ إِحدى صُروفِ الدَهرِ قَد طَرَقَت
يا مالِ إِحدى صُروفِ الدَهرِ قَد طَرَقَت / يا مالِ ما أَنتُمُ عَنها بِنُزّاحِ
يا مالِ جاءَت حِياضَ المَوتِ وارِدَةً / مِن بَينِ غَمرٍ فَخُضناهُ وَضَحضاحِ
هَلِ الدَهرُ إِلّا اليَومُ أَو أَمسِ أَو غَدُ
هَلِ الدَهرُ إِلّا اليَومُ أَو أَمسِ أَو غَدُ / كَذاكَ الزَمانُ بَينَنا يَتَرَدَّدُ
يَرُدُّ عَلَينا لَيلَةً بَعدَ يَومِها / فَلا نَحنُ ما نَبقى وَلا الدَهرُ يَنفُدُ
لَنا أَجَلٌ إِمّا تَناهى إِمامُهُ / فَنَحنُ عَلى آثارِهِ نَتَوَرَّدُ
بَنو ثُعَلٍ قَومي فَما أَنا مُدَّعٍ / سِواهُم إِلى قَومٍ وَما أَنا مُسنَدُ
بِدَرئِهِمِ أَغشى دُروءَ مَعاشِرٍ / وَيَحنِفُ عَنّي الأَبلَجُ المُتَعَمِّدُ
فَمَهلاً فِداكَ اليَومَ أُمّي وَخالَتي / فَلا يَأمُرَنّي بِالدَنِيَّةِ أَسوَدُ
عَلى جُبُنٍ إِذ كُنتُ وَاِشتَدَّ جانِبي / أُسامُ الَّتي أَعيَيتُ إِذ أَنا أَمرَدُ
فَهَل تَرَكَت قَبلي حُضورَ مَكانِها / وَهَل مَن أَبى ضَيماً وَخَسفاً مُخَلَّدُ
وَمُعتَسِفٍ بِالرُمحِ دونَ صِحابِهِ / تَعَسَّفتُهُ بِالسَيفِ وَالقَومُ شُهَّدُ
فَخَرَّ عَلى حُرِّ الجَبينِ وَذادَهُ / إِلى المَوتِ مَطرورُ الوَقيعَةِ مِذوَدُ
فَما رُمتُهُ حَتّى أَزَحتُ عَويصَهُ / وَحَتّى عَلاهُ حالِكُ اللَونِ أَسوَدُ
فَأَقسَمتُ لا أَمشي إِلى سِرِّ جارَةٍ / مَدى الدَهرِ ما دامَ الحَمامُ يُغَرِّدُ
وَلا أَشتَري مالاً بِغَدرٍ عَلِمتُهُ / أَلا كُلَّ مالٍ خالَطَ الغَدرُ أَنكَدُ
إِذا كانَ بَعضُ المالِ رَبّاً لِأَهلِهِ / فَإِنّي بِحَمدِ اللَهِ مالي مُعَبَّدُ
يُفَكُّ بِهِ العاني وَيُؤكَلِ طَيِّباً / وَيُعطى إِذا مَنَّ البَخيلُ المُطَرَّدُ
إِذا ما البَخيلُ الخَبَّ أَخمَدَ نارَهُ / أَقولُ لِمَن يُصلى بِنارِيَ أَوقِدوا
تَوَسَّع قَليلاً أَو يَكُن ثَمَّ حَسبُنا / وَموقِدُها الباري أَعَفُّ وَأَحمَدُ
كَذاكَ أُمورُ الناسِ راضٍ دَنِيَّةً / وَسامٍ إِلى فَرعِ العُلا مُتَوَرِّدُ
فَمِنهُم جَوادٌ قَد تَلَفَّتُّ حَولَهُ / وَمِنهُم لَئيمٌ دائِمُ الطَرفِ أَقوَدُ
وَداعٍ دَعاني دَعوَةً فَأَجَبتُهُ / وَهَل يَدَعُ الداعينَ إِلّا المُبَلَّدُ
وَخِرقٍ كَنَصلِ السَيفِ قَد رامَ مَصدِفي
وَخِرقٍ كَنَصلِ السَيفِ قَد رامَ مَصدِفي / تَعَسَّفتُهُ بِالرُمحِ وَالقَومُ شُهَّدي
فَخَرَّ عَلى حُرِّ الجَبينِ بِضَربَةٍ / تَقُطُّ صِفاقاً عَن حَشاً غَيرِ مُسنَدِ
فَما رُمتُهُ حَتّى تَرَكتُ عَويصَهُ / بَقِيَّةَ عَرفٍ يَحفِزُ التُربَ مِذوَدِ
وَحَتّى تَرَكتُ العائِداتِ يَعُدنَهُ / يُنادينَ لا تَبعَد وَقُلتُ لَهُ اِبعُدِ
أَطافوا بِهِ طَوفَينِ ثُمَّ مَشَوا بِهِ / إِلى ذاتِ إِلجافِ بِزَخّاءَ قُردُدِ
وَمَرقَبَةٍ دونَ السَماءِ طِمِرَّةٍ / سَبَقتُ طُلوعَ الشَمسِ مِنها بِمَرصَدِ
وَسادي بِها جَفنُ السِلاحِ وَتارَةً / عَلى عُدواءِ الجَنبِ غَيرُ مُوَسَّدِ
أَلا أَخلَفَت سَوداءَ مِنكَ المَواعِدُ
أَلا أَخلَفَت سَوداءَ مِنكَ المَواعِدُ / وَدونَ الَّذي أَمَّلتَ مِنها الفَراقِدُ
تُمَنّينَنا غَدواً وَغَيمُكُمُ غَداً / ضَبابٌ فَلا صَحوٌ وَلا الغَيمُ جائِدُ
إِذا أَنتَ أُعطيتَ الغِنى ثُمَّ لَم تَجُد / بِفَضلِ الغِنى أُلفيتَ ما لَكَ حامِدُ
وَماذا يُعَدّي المالُ عَنكَ وَجَمعُهُ / إِذا كانَ ميراثاً وَواراكَ لاحِدُ
إِلَهُهُمُ رَبّي وَرَبّي إِلَهُهُم
إِلَهُهُمُ رَبّي وَرَبّي إِلَهُهُم / فَأَقسَمتُ لا أَرسو وَلا أَتَمَعَّدُ
أَبى طولُ لَيلِكَ إِلّا سُهودا
أَبى طولُ لَيلِكَ إِلّا سُهودا / فَما إِن تَبينُ لِصُبحٍ عَمودا
أَبيتُ كَئيباً أُراعي النُجومَ / وَأُوجِعُ مِن ساعِدَيَّ الحَديدا
أُرَجّي فَواضِلَ ذي بَهجَةٍ / مِنَ الناسِ يَجمَعُ حُزماً وَجودا
نَمَتهُ إِمامَةُ وَالحارِثانِ / حَتّى تَمَهَّلَ سَبقاً جَديدا
كَسَبقِ الجَوادِ غَداةَ الرِهانِ / أَربى عَلى السِنِّ شَأواً مَديدا
فَاِجمَع فِداءٌ لَكَ الوالِدانِ / لِما كُنتَ فينا بِخَيرٍ مُريدا
فَتَجمَعُ نُعمى عَلى حاتِمٍ / وَتُحضِرُها مِن مَعَدٍّ شُهودا
أَمِ الهُلكُ أَدنى فَما إِن عَلِمتُ / عَلَيَّ جُناحاً فَأَخشى الوَعيدا
فَأَحسِن فَلا عارَ فيما صَنَعتَ / تُحيِي جُدوداً وَتَبري جُدودا
وَعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلومُني
وَعاذِلَةٍ هَبَّت بِلَيلٍ تَلومُني / وَقَد غابَ عَيّوقُ الثُرَيّا فَعَرَّدا
تَلومُ عَلى إِعطائِيَ المالَ ضِلَّةً / إِذا ضَنَّ بِالمالِ البَخيلُ وَصَرَّدا
تَقولُ أَلا أَمسِك عَلَيكَ فَإِنَّني / أَرى المالَ عِندَ المُمسِكينَ مُعَبَّدا
ذَريني وَحالي إِنَّ مالَكِ وافِرٌ / وَكُلُّ اِمرِئٍ جارٍ عَلى ما تَعَوَّدا
أَعاذِلَ لا آلوكِ إِلّا خَليقَتي / فَلا تَجعَلي فَوقي لِسانَكِ مِبرَدا
ذَريني يَكُن مالي لِعِرضِيَ جُنَّةً / يَقي المالُ عِرضي قَبلَ أَن يَتَبَدَّدا
أَريني جَواداً ماتَ هَزلاً لَعَلَّني / أَرى ما تَرَينَ أَو بَخيلاً مُخَلَّدا
وَإِلّا فَكُفّي بَعضَ لَومِكِ وَاِجعَلي / إِلى رَأيِ مَن تَلحَينَ رَأيَكِ مُسنَدا
أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا الضَيفُ نابَني / وَعَزَّ القِرى أَقري السَديفَ المُسَرهَدا
أُسَوَّدُ ساداتِ العَشيرَةِ عارِفاً / وَمِن دونِ قَومي في الشَدائِدِ مِذوَدا
وَأُلفى لِأَعراضِ العَشيرَةِ حافِظاً / وَحَقِّهِمِ حَتّى أَكونَ المُسَوَّدا
يَقولونَ لي أَهلَكتَ مالَكَ فَاِقتَصِد / وَما كُنتُ لَولا ما تَقولونَ سَيِّدا
كُلوا الآنَ مِن رِزقِ الإِلَهِ وَأَيسِروا / فَإِنَّ عَلى الرَحمَنِ رِزقَكُمُ غَدا
سَأَذخَرُ مِن مالي دِلاصاً وَسابِحاً / وَأَسمَرَ خَطِّيّاً وَعَضباً مُهَنَّدا
وَذَلِكَ يَكفيني مِنَ المالِ كُلِّهِ / مَصوناً إِذا ما كانَ عِندِيَ مُتلِدا
أَبلِغ بَني لَأمٍ بِأَنَّ خُيولَهُم
أَبلِغ بَني لَأمٍ بِأَنَّ خُيولَهُم / عَقرى وَأَنَّ مِجادَهُم لَم يَمجُدِ
ها إِنَّما مُطِرَت سَماؤُكُمُ دَماً / وَرَفَعتَ رَأسَكَ مِثلَ رَأسِ الأَصيَدِ
لِيَكونَ جِيراني أُكالاً بَينَكُم / بُخلاً لِكِندِيٍّ وَسَبيٍ مُزنِدِ
وَاِبنِ النُجودِ وَإِن غَدا مُتَلاطِماً / وَاِبنِ العَذَوَّرِ ذي العِجانِ الأَزبَدِ
أَبلِغ بَني ثُعَلٍ بِأَنّي لَم أَكُن / أَبَداً لِأَفعَلَها طِوالَ المُسنَدِ
لا جِئتُهُم فَلّاً وَأَترُكَ صُحبَتي / نَهباً وَلَم تَغدُر بِقائِمِهِ يَدي
أَيا اِبنَةَ عَبدِ اللَهِ وَاِبنَةَ مالِكٍ
أَيا اِبنَةَ عَبدِ اللَهِ وَاِبنَةَ مالِكٍ / وَيا اِبنَةَ ذي البُردَينِ وَالفَرَسِ الوَردِ
إِذا ما صَنَعتِ الزادَ فَاِلتَمِسي لَهُ / أَكيلاً فَإِنّي لَستُ آكِلَهُ وَحدي
أَخاً طارِقاً أَو جارَ بَيتٍ فَإِنَّني / أَخافُ مَذَمّاتِ الأَحاديثِ مِن بَعدي
وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ ثاوِياً / وَما فيَّ إِلّا تِلكَ مِن شيمَةِ العَبدِ
وَقائِلَةٍ أَهلَكتَ بِالجودِ مالَنا
وَقائِلَةٍ أَهلَكتَ بِالجودِ مالَنا / وَنَفسَكَ حَتّى ضَرَّ نَفسَكَ جودُها
فَقُلتُ دَعيني إِنَّما تِلكَ عادَتي / لِكُلِّ كَريمٍ عادَةٌ يَستَعيدُها
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن طَلَلٍ قَفرِ
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن طَلَلٍ قَفرِ / بِسَقفِ اللِوى بَينَ عَمورانَ فَالغَمرِ
بِمُنعَرَجِ الغُلّانِ بَينَ سَتيرَةٍ / إِلى دارِ ذاتِ الهَضبِ فَالبُرُقِ الحُمرِ
إِلى الشِعبِ مِن أَعلى سِتارٍ فَثَرمَدٍ / فَبَلدَةِ مَبنى سِنبِسٍ لِاِبنَتي عَمروِ
وَما أَهلُ طَودٍ مُكفَهِرٍّ حُصونُهُ / مِنَ المَوتِ إِلّا مِثلُ مَن حَلَّ بِالصَحرِ
وَما دارِعٌ إِلّا كَآخَرَ حاسِرٍ / وَما مُقتِرٌ إِلّا كَآخَرَ ذي وَفرِ
تَنوطُ لَنا حُبَّ الحَياةِ نُفوسُنا / شَقاءً وَيَأتي المَوتُ مِن حَيثُ لا نَدري
أَماوِيُّ إِمّا مُتُّ فَاِسعَي بِنُطفَةٍ / مِنَ الخَمرِ رَيّاً فَاِنضَحِنَّ بِها قَبري
فَلَو أَنَّ عَينَ الخَمرِ في رَأسِ شارِفٍ / مِنَ الأُسدِ وَردٍ لَاِعتَلَجنا عَلى الخَمرِ
وَلا آخُذُ المَولى لِسوءِ بَلائِهِ / وَإِن كانَ مَحنِيُّ الضُلوعِ عَلى غَمرِ
مَتى يَأتِ يَوماً وارِثي يَبتَغي الغِنى / يَجِد جُمعَ كَفٍّ غَيرِ مِلءِ وَلا صِفرِ
يَجِد فَرَساً مِثلَ العِنانِ وَصارِماً / حُساماً إِذا ما هُزَّ لَم يَرضَ بِالهَبرِ
وَأَسمَرَ خَطِّيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ / نَوى القَسبِ قَد أَرمى ذِراعاً عَلى العَشرِ
وَإِنّي لَأَستَحيِي مِنَ الأَرضِ أَن أَرى / بِها النابَ تَمشي في عَشِيّاتِها الغُبرِ
وَعِشتُ مَعَ الأَقوامِ بِالفَقرِ وَالغِنى / سَقاني بِكَأسَي ذاكَ كِلتَيهِما دَهري
حَنَنتُ إِلى الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّئٍ
حَنَنتُ إِلى الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّئٍ / وَحَنَّت قَلوصي أَن رَأَت سَوطَ أَحمَرا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الطَريقَ أَمامَنا / وَإِنّا لَمُحيُو رَبعِنا إِن تَيَسَّرا
فَيا راكِبي عُليا جَديلَةَ إِنَّما / تُسامانِ ضَيماً مُستَبيناً فَتَنظُرا
فَما نَكَراهُ غَيرَ أَنَّ اِبنَ مِلقَطٍ / أَراهُ وَقَد أَعطى الظُلامَةَ أَوجَرا
وَإِنّي لَمُزجٍ لِلمَطِيِّ عَلى الوَجا / وَما أَنا مِن خُلّانِكِ اِبنَةَ عَفزَرا
وَما زِلتُ أَسعى بَينَ نابٍ وَدارَةٍ / بِلَحيانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرا
وَحَتّى حَسِبتُ اللَيلَ وَالصُبحَ إِذ بَدا / حِصانَينِ سَيّالَينِ جَوناً وَأَشقَرا
لَشِعبٌ مِنَ الرَيّانِ أَملِكُ بابَهُ / أُنادي بِهِ آلَ الكَبيرِ وَجَعفَرا
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن خَطيبٍ رَأَيتُهُ / إِذا قُلتُ مَعروفاً تَبَدَّلَ مُنكَرا
تُنادي إِلى جاراتِها إِنَّ حاتِماً / أَراهُ لَعَمري بَعدَنا قَد تَغَيَّرا
تَغَيَّرتُ إِنّي غَيرُ آتٍ لِريبَةٍ / وَلا قائِلٌ يَوماً لِذي العُرفِ مُنكَرا
فَلا تَسأَليني وَاِسأَلي أَيُّ فارِسٍ / إِذا بادَرَ القَومُ الكَنيفُ المُسَتَّرا
وَلا تَسأَليني وَاِسأَلي أَيُّ فارِسٍ / إِذا الخَيلُ جالَت في قَناً قَد تَكَسَّرا
فَلا هِيَ ما تَرعى جَميعاً عِشارُها / وَيُصبِحُ ضَيفي ساهِمَ الوَجهِ أَغبَرا
مَتى تَرَني أَمشي بِسَيفِيَ وَسطَها / تَخَفني وَتُضمِر بَينَها أَن تُجَزَّرا
وَإِنّي لَيَغشى أَبعَدُ الحَيُّ جَفنَتي / إِذا وَرَقُ الطَلحِ الطِوالِ تَحَسَّرا
فَلا تَسأَليني وَاِسأَلي بِيَ صُحبَتي / إِذا ما المَطِيُّ بِالفَلاةِ تَضَوَّرا
وَإِنّي لَوَهّابٌ قُطوعي وَناقَتي / إِذا ما اِنتَشَيتُ وَالكُمَيتَ المُصَدِّرا
وَإِنّي كَأَشلاءِ اللِجامِ وَلَن تَرى / أَخا الحَربِ إِلّا ساهِمَ الوَجهِ أَغبَرا
أَخو الحَربِ إِن عَضَّت بِهِ الحَربُ عَضَّها / وَإِن شَمَّرَت عَن ساقِها الحَربُ شَمَّرا
وَإِنّي إِذا ما المَوتُ لَم يَكُ دونَهُ / قَدى الشِبرِ أَحمي الأَنفَ أَن أَتَأَخَّرا
مَتى تَبغِ وُدّاً مِن جَديلَةَ تَلقَهُ / مَعَ الشِنءِ مِنهُ باقِياً مُتَأَثِّرا
فَإِلّا يُعادونا جَهاراً نُلاقِهِم / لِأَعدائِنا رِدءً دَليلاً وَمُنذِرا
إِذا حالَ دوني مِن سُلامانَ رَملَةٌ / وَجَدتُ تَوالي الوَصلِ عِندِيَ أَبتَرا
أَلا أَبلِغ بَني أَسَدٍ رَسولاً
أَلا أَبلِغ بَني أَسَدٍ رَسولاً / وَما بي أَن أَزُنَّكُمُ بِغَدرِ
فَمَن لَم يوفِ بِالجِيرانِ قِدماً / فَقَد أَوفَت مُعاوِيَةُ بنُ بَكرِ
أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ
أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ / وَقَد عَذَرَتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ
أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائِحٍ / وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ
أَماوِيُّ إِنّي لا أَقولُ لِسائِلٍ / إِذا جاءَ يَوماً حَلَّ في مالِنا نَزرُ
أَماوِيُّ إِمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ / وَإِمّا عَطاءٌ لا يُنَهنِهُهُ الزَجرُ
أَماوِيُّ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفَتى / إِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُ
إِذا أَنا دَلّاني الَّذينَ أُحِبُّهُم / لِمَلحودَةٍ زُلجٌ جَوانِبُها غُبرُ
وَراحوا عِجالاً يَنفُضونَ أَكُفَّهُم / يَقولونَ قَد دَمّى أَنامِلَنا الحَفرُ
أَماوِيُّ إِن يُصبِح صَدايَ بِقَفرَةٍ / مِنَ الأَرضِ لا ماءٌ هُناكَ وَلا خَمرُ
تَري أَنَّ ما أَهلَكتُ لَم يَكُ ضَرَّني / وَأَنَّ يَدي مِمّا بَخِلتُ بِهِ صَفرُ
أَماوِيُّ إِنّي رُبَّ واحِدِ أُمِّهِ / أَجَرتُ فَلا قَتلٌ عَلَيهِ وَلا أَسرُ
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ لَو أَنَّ حاتِماً / أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لَهُ وَفرُ
وَإِنِّيَ لا آلو بِمالٍ صَنيعَةٍ / فَأَوَّلُهُ زادٌ وَآخِرُهُ ذُخرُ
يُفَكُّ بِهِ العاني وَيُؤكَلُ طَيِّباً / وَما إِن تُعَرّيهِ القِداحُ وَلا الخَمرُ
وَلا أَظلِمُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ إِخوَتي / شُهوداً وَقَد أَودى بِإِخوَتِهِ الدَهرُ
عُنينا زَماناً بِالتَصَعلُكِ وَالغِنى / كَما الدَهرُ في أَيّامِهِ العُسرُ وَاليُسرُ
كَسَينا صُروفَ الدَهرِ ليناً وَغِلظَةً / وَكُلّاً سَقاناهُ بِكَأسَيهِما الدَهرُ
فَما زادَنا بَأواً عَلى ذي قَرابَةٍ / غِنانا وَلا أَزرى بِأَحسابِنا الفَقرُ
فَقِدماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وَسُلِّطَت / عَلى مُصطَفى مالي أَنامِلِيَ العَشرُ
وَما ضَرَّ جاراً يا اِبنَةَ القَومِ فَاِعلَمي / يُجاوِرُني أَلّا يَكونَ لَهُ سِترُ
بِعَينَيَّ عَن جاراتِ قَومِيَ غَفلَةٌ / وَفي السَمعِ مِنّي عَن حَديثِهِمِ وَقرُ