المجموع : 207
فَإنْ ماتَ لَمْ يُحزنْ صَديقاً مَمَاتُهُ
فَإنْ ماتَ لَمْ يُحزنْ صَديقاً مَمَاتُهُ / وإنْ عاشَ لَمْ يَضْرُرْ عَدُوّاً بَقَاؤُه
لَوْ أَطَقْتُ العَزَاءَ ما قَلَّ صَبْري
لَوْ أَطَقْتُ العَزَاءَ ما قَلَّ صَبْري / وقَبيحٌ في الحبِّ حُسْنُ العَزَاءِ
وكأسِ صَهْباءَ صِرْفٍ ما سَرَتْ بِيَدٍ
وكأسِ صَهْباءَ صِرْفٍ ما سَرَتْ بِيَدٍ / إلى فَمٍ ما طَعْمُ ضَرَّاءِ
كأنَّ مِشْيَتَها في جِسْمِ شَارِبِها / تَمَشِّيَ الصُّبْحِ في أَحْشَاءِ ظَلْماءِ
حَبِيبي مُقيمٌ على نائِهِ
حَبِيبي مُقيمٌ على نائِهِ / وقَلْبي مُقيمٌ على رائِهِ
حَنَانَيْكَ يا أَمَلي دَعوةً / لِمَنْ صارَ رَحْمَةَ أعدائِهِ
سَأصْبِرُ عَنْكَ وأَعصي الهَوَى / إذا صَبَرَ الحوتُ عن مائِهِ
أَقصَيْتُموني مِنْ بَعْدِ فرْقتِكُمْ
أَقصَيْتُموني مِنْ بَعْدِ فرْقتِكُمْ / فَخَبِّروني عَلامَ إِقْصائي
عَذَّبني اللّهُ بالصُّدُودِ ولا / فَرَّجَ عَنِّي هُمُومَ بَلْوائي
إِنْ كُنْتُ أَحْبَبْتُ حُبّكُمْ أَحَداً / أَوْ كانَ ذاكَ الكلامُ مِنْ رائي
فلا تَصُدُّوا فليسَ ذَا حَسَناً / أَنْ تُشْمِتُوا بالصُّدودِ أَعْدائي
للوَرْدِ حُسْنٌ وإِشْراقٌ إذا نَظَرَتْ
للوَرْدِ حُسْنٌ وإِشْراقٌ إذا نَظَرَتْ / إليهِ عَيْنُ مُحِبٍّ هاجَهُ الطّرَبُ
خافَ الملالَ إذا دامتْ إقامَتُهُ / فصارَ يَظْهرُ حيناً ثُمَّ يَحْتَجِبُ
فَتىً كانَ مِثْلَ السّيْفِ مِنْ أَينَ جِئْتَهُ
فَتىً كانَ مِثْلَ السّيْفِ مِنْ أَينَ جِئْتَهُ / لنائِبَةٍ نابَتْهُ فهيَ مَضَارِبُهْ
كِلانا غُصُنٌ شَطْبُ
كِلانا غُصُنٌ شَطْبُ / فَذَا بالٍ وذا رَطْبُ
إذا ما هَاجتِ الرِّيحُ / ومالَ المِرْطُ والإِتبُ
أبانَتْ مِنْهُ ما طَابَا / ومِنِّيْ ما بَرَى الحُبُّ
ضُلُوعٌ ما لها رُوحٌ / ولا يَسْكُنُها القَلْبُ
سَيُرضيكَ أَنِّي مُسْخِطٌ فيكَ كاشِحاً
سَيُرضيكَ أَنِّي مُسْخِطٌ فيكَ كاشِحاً / ومُرْتَقِبٌ هَوْلَيْنِ مَوْتٌ مُرَقَّبُ
وجانبُ لَيْلٍ لَوْ تعلّقُ قِطْعَةٌ / بقِطْعَةِ صُبْحٍ لانْثَنَتْ وهيَ غَيْهَبُ
نَديمُ عَينيْ بعدكَ الكَوْكَبُ
نَديمُ عَينيْ بعدكَ الكَوْكَبُ / ولَوْعَةٌ إِنْسَانُها يلهبُ
ودَمْعَةٌ في الخَدِّ مَسْفوحَةٌ / كأنّها مِنْ جَمْرَةٍ تُحْلَبُ
ما امْتَنَعَ الدَّمْعُ وإِسْبالُهُ / عَلَيَّ لَمّا امْتَنَعَ المَطْلَبُ
إِنْ تَكُنِ الأيّامُ قَدْ أَذْنَبَتْ / فِيكَ فإنَّ الدّمْعَ لا يُذْنِبُ
على هذهِ كانتْ تَدورُ النّوائِّبُ
على هذهِ كانتْ تَدورُ النّوائِّبُ / وفي كُلِّ جَمْعٍ للذَّهَابِ مَذَاهِبُ
نَزَلْنَا على حُكْمِ الزَّمانِ وأَمرِهِ / وهل يَقْبَلُ النَّصْفَ الألَدُّ المُشَاغِبُ
وتَضحكُ سِنُّ المرْءِ والقلبُ مُوجَعٌ / ويرضى الفَتَى عن دَهْرِهِ وهوَ عاتِبُ
أَلاَ أَيُّها الرُّكْبانُ والرَّدُ واجبٌ / قِفُوا حَدِّثُونا ما تَقُولُ النّوادِبُ
إلى أَيِّ فِتْيانِ النّدى قَصَدَ الرَّدى / وأَيُّهُمُ نابَتْ حِمَاهُ النّوائِبُ
فيَا لأَبي العَبّاسِ كَمْ رُدَّ راغبٌ / لِفَقْدِكَ مَلهوفاً وكَمْ جُبَّ غَارِبُ
ويا لأَبي العَبّاسِ إِنَّ مَنَاكِباً / تَنُوءُ بِمَا حَمّلْتَها لَنَواكِبُ
فَيَا قَبْرَهُ جُدْ كُلَّ قَبْرٍ بِجُودِهِ / فَفيكَ سَمَاءٌ ثَرَّةٌ وسَحَائِبُ
فإنّكَ لَوْ تَدْرِي بِما فِيكَ مِنْ عُلاً / عَلَوْتَ وباتَتْ في ذُرَاكَ الكَواكِبُ
أَخاً كُنتُ أَبكيهِ دَماً وهوَ نائمٌ / حَذَاراً وتَعْمَى مُقْلَتي وهوَ غائِبُ
فَماتَ ولا صَبْري على الأَجْرِ واقِفٌ / ولا أنا في عُمْرٍ إلى اللّهِ راغِبُ
أَأَسعى لأَحْظَى فيكَ بالأَجْرِ إنّهُ / لَسَعْيٌ إِذَنْ مِنِّيْ لَدَى اللّهِ خَائِبُ
ومَا الإِثْمُ إِلاَّ الصَّبْرُ عَنْكَ وإنّما / عَواقِبُ حَمْدٍ أَنْ تُذَمَّ العَواقِبُ
يقولونَ مِقْدَارٌ على المَرْءِ وَاجِبٌ / فقلتُ وإِعْوالٌ على المرءِ واجِبُ
هُوَ القَلْبُ لَمّا حُمَّ يَوْمُ ابنِ أُمِّهِ / وَهَى جانِبٌ مِنْهُ وأُسْقِمَ جانِبُ
تَرَشّفْتُ أَيّامِيْ وَهُنَّ كَوالِحٌ / عليك وغَالبْتُ الرَّدى وهوَ غالِب
ودَافَعْتُ في صَدْرِ الزَّمَانِ ونَحْرِهِ / وأَيُّ يَدٍ لي والزَّمانُ مُحَارِبُ
وقلتُ لهُ خَلِّ الجَوادَ لِقَومِهِ / وهَا أَنَذا فَازْدَدْ فإنّا عَصَائِبُ
فَوَاللّهِ إِخْلاصاً مِنَ القَولِ صَادقاً / وإلاَّ فَحُبِّي آلَ أَحْمَدَ كاذِبُ
لَوَ انَّ يَدِي كانَتْ شِفَاءَكَ أَوْ دَمِي / دَمَ القَلْبِ حتى يَقْضِبَ القَلْبَ قاضِبُ
لَسَلّمْتُ تَسْليمَ الرِّضَا وتَخِذْتُها / يَداً للرَّدَى ما حَجَّ لِلّهِ راكِبُ
فَتىً كانَ مِثْلَ السّيْفِ مِنْ حَيْثُ جئتَهُ / لنائبةٍ نابَتْكَ فهوَ مُضَارِبُ
فَتىً هَمُّهُ حَمْدٌ على الدَّهْرِ رابِحٌ / وإِنْ غابَ عنهُ مالُهُ فهَوَ عازِبُ
شَمَائِلُ إِنْ يَشْهَدْ فَهُنَّ مَشَاهِدٌ / عِظَامٌ وإِنْ يَرْحَلْ فَهُنَّ كَتَائِبُ
بَكَاكَ أَخٌ لَمْ تَحْوِهِ بَقَرابَةٍ / بَلى إِنَّ إِخْوانَ الصَّفاءِ أَقاربُ
وأَظْلَمَتِ الدُّنْيا التي كُنْتَ جَارَهَا / كَأنّكَ للِدُّنْيا أَخٌ ومُنَاسِبُ
يُبَرِّدُ نِيرانَ المَصَائِبِ أَنّني / أَرى زَمَناً لَمْ تَبْقَ فيهِ مَصَائِبُ
ومَعْدولَةٍ مَهْما أَمالَتْ إِزَارَها
ومَعْدولَةٍ مَهْما أَمالَتْ إِزَارَها / فَغُصْنٌ وأَمّا قَدُّا فَقَضِيبُ
لَها القَمَرُ السّارِي شَقِيقٌ وإنّها / لَتَطْلُعُ أَحْياناً لَهُ فَيَغِيبُ
أَقولُ لَها واللّيلُ مُرْخٍ سُدُولَهُ / وَغُصْنُ الهَوى غَضُّ النّباتِ رَطيبُ
ونحنُ بِهِ فَرْدانِ في ثِنْيِ مِئْزَرٍ / بِكِ العَيْشُ يا زَيْنَ النِّساءِ يَطيبُ
لأَنْتِ المُنَى يا زَيْنَ كُلِّ مَليحَةٍ / وأَنْتِ الهَوى أُدْعَى لَهُ فَأُجِيبُ
فقالَتْ نَعَمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ غَيرَنا / بِبَغْدادَ مِنْ أَهْلِ القُصُورِ حَبيبُ
لا وحُبِّيكَ ما مَللتُ سَقَاماً
لا وحُبِّيكَ ما مَللتُ سَقَاماً / لَكَ فيهِ مِنْ مُقْلَتَيْكَ نَصيبُ
كلُّ شَيءٍ وإِنْ أَضَرَّ بجِسمي / لَكَ فيهِ الرِّضَى إليَّ حَبيبُ
عَجِبْتُ لِحُفْرةٍ حُشِيَتْ بِطَوْدٍ
عَجِبْتُ لِحُفْرةٍ حُشِيَتْ بِطَوْدٍ / وقَبْرٍ حَشْوُهُ بَلَدٌ رَحِيبُ
هو عَارِضٌ زَجِلٌ فَمَنْ شاءَ الحَيَا
هو عَارِضٌ زَجِلٌ فَمَنْ شاءَ الحَيَا / أَرْضَى وَمَنْ شَاءَ الصَّواعِقَ أَغْضَبَا
ما المنايا إلاَّ المَطَايا وما فَرَّ
ما المنايا إلاَّ المَطَايا وما فَرَّ / قَ شَيءٌ تفريقها الأَحْبابا
ظلَّ حاديهُمُ يَسُوقُ بِقَلْبي / ويُرِي أَنّهُ يَسُوقُ الرِّكابا
بِأَبي وإِنْ قَلّتْ لَهُ بأبي
بِأَبي وإِنْ قَلّتْ لَهُ بأبي / مَنْ ليسَ يَعْرِفُ غيرَهُ أَرَبِي
قَرْطَسْتُ عَشْراً في مَودَّتِهِ / لِبُلوغِ ما أَمّلْتُ مِنْ طَلَبي
ولقدْ أُراني لَوْ مَددْتُ يَدِي / شَهرينِ أَرْمي الأرضَ لَمْ أُصِبِ
يا عَينُ لا للغَضَا ولا الكُثُبِ
يا عَينُ لا للغَضَا ولا الكُثُبِ / بُكَا الرَّزَايا سِوى بُكا الطّرَبِ
جُودِي وجِدِّي بملءِ جَفْنِكِ ثُ / مَّ احْتفِلي بالدُّموعِ وانْكسبي
يا عينُ في كَرْبُلاَ مَقَابِرُ قَدْ / تَرَكْنَ قَلبي مَقَابرَ الكُرَبِ
مَقابرٌ تحتَها مَنابِرُ مِنْ / عِلْمٍ وحِلْمٍ ومَنْظَرٍ عَجَبِ
مِنَ البَهَاليلِ آلِ فاطمةٍ / أَهْلِ المعالي والسّادةِ النُّجُبِ
كَمْ شَرِقَتْ مِنْهُمُ السُّيُوفُ وكَمْ / رُوِّيَتِ الأَرْضُ مِنْ دَمٍ سَرِبِ
نَفْسي فِداءٌ لَكُمْ ومَنْ لَكُمُ / نَفْسي وأُمِّي وأُسْرَتي وأَبي
لا تَبْعَدُوا يا بَني النّبِيِّ على / أَنْ قَد بَعُدْتُمْ والدُّهْرُ ذُو نُوَبِ
يا نَفْسُ لا تَسْأَمِيْ ولا تَضيقِي / وَارْسِي على الخَطْبِ رَسْوَةَ الهُضُبِ
صُوني شُعَاعَ الضَّمير واسْتَشْعِرِي / الصَّبْرَ وحُسْنَ العَزَاءِ واحْتَسِبي
فالخَلْقُ في الأرضِ يَعْجَلُونَ ومَوْ / لاكِ على تَوْأَدٍ ومُرْتَقَبِ
لابُدَّ أَنْ يُحْشَرَ القتيلُ وأَنْ / يُسْأَلَ ذُو قَتْلِهِ عَنِ السّبَبِ
فالوَيْلُ والنّارُ والثُّبُورُ لِمَنْ / قَدْ أَسْلَموهُ لِلْجَمْرِ واللّهَبِ
يا صَفْوَةَ اللّهِ في خَلائقه / وأَكْرَمَ الأَعْجَمِينَ والعَربِ
أَنْتُمْ بُدُورُ الهُدَى وأَنْجُمُهُ / وَدَوّحَةُ المَكْرُماتِ والحَسَبِ
وسَاسَةُ الحَوْضِ يَوْمَ لا نَهَلٌ / لِمُورِدِيكُمْ مَوارِدَ العَطَبِ
فَكّرْتُ فيكُمْ وفي المُصَابِ فَما انْ / فَكَ فُؤادي يَعُومُ في عَجَبِ
ما زِلْتُمُ في الحياةِ بَيْنهُمُ / بَيْنَ قَتيلٍ وبَيْنَ مُسْتَلَبِ
قَدْ كانَ في هَجْرِكُمْ رِضى بِكُمُ / وكَمْ رِضىً مُشْرَجٌ على غَضَبِ
حَتَّى إذا أَوْدَعَ النّبِيُّ شَجاً / قَيْدَ لَهَاةِ القَصَاقِصِ الحَرِبِ
مَع بَعِيدَيْنِ أَحْرَزَا نَسَباً / مَعْ بُعْدِ دارٍ عَنْ ذلكَ النَّسَبِ
ما كانَ تَيْمٌ لهاشِمٍ بأَخٍ / ولا عَدِيٌّ لأحْمَدٍ بَأَبِ
لكنْ حَديثا عَداوَةٍ وقِلىً / تَهَوَّرَا في غيابةِ الشُّقُبِ
قاما بِدَعْوى في الظُّلْمِ غالبةٍ / وحُجّةٍ جَزْلَةٍ مِنَ الكَذِبِ
مِنْ ثَمَّ أَوْصى بهِ نَبِيُّكُمُ / نَصَّاً فأَبْدَى عَداوةَ الكَلِبِ
ومِنْ هناكَ انْبَرَى الزَّمانُ لهمْ / بعدَ الْتِياطٍ بغارِبٍ جَشِبِ
لا تَسْلُقوني بِحَدِّ أَلْسُنِكُمْ / ما أَرَبُ الظّالمينَ مِنْ أَرَبِي
إِنّا إلى اللّهِ راجِعونَ على / سَهْوِ اللّيالي وغَفْلَةِ النُّوبِ
غَدَا عَلِيٌّ ورُبَّ مُنْقَلَبٍ / أَشْأَمَ قَدْ عادَ غيرَ مُنْقَلَبِ
فاغْتَرَّهُ السّيْفُ وهو خادِمُهُ / مَتَى يُهِبْ في الوَغَى بهِ يُجِبِ
أَوْدَى ولَوْ مَدَّ عَيْنَهُ أَسَدَ الغا / بِ لناجى السِّرْحَانَ في الهَرَبِ
يا طُولَ حُزْني ولَوْعَتي وتَبا / رِيحي ويا حَسْرَتي ويا كُرَبي
لِهَوْلِ يَوْمٍ تَقَلّصَ العِلْمُ والدِّ / ينُ بِثَغْريهما عَنِ الشّنَبِ
ذَلِكَ يَوْمٌ لَمْ تَرْمِ جَائحَةٌ / بِمِثْلِهِ الْمُصْطَفَى ولَمْ تُصِبِ
يَوْمٌ أصابَ الضُّحَى بِظُلْمَتِهِ / وقَنّعَ الشّمْسَ مِنْ دُجَى الغُهَبِ
وغَادَرَ المُعْوِلاتِ مِنْ هاشمِ الخَ / يْرِ حَيارَى مَهْتُوكَةَ الحُجُبِ
تَمْرِي عُيُوناً على أَبِي حَسَنٍ / مَحْفُوفَةً بالكُلُومِ والنُّدَبِ
تَغْمُرُ رَبْعَ الهُمُومِ أَعْيُنُها / بالدَّمْعِ حُزْناً لِرَبْعِها الخَرِبِ
تَئِنُّ والنّفْسُ تَسْتَديرُ بهَا / رَحى مِنَ الموتِ مُرَّةُ القطبِ
لَهْفي لذاكَ الرُّواءِ أَمْ ذَلِكَ الرَّ / أْيِ وتِلْكَ الأَنْباءِ والخطبِ
يا سَيِّدَ الأَوْصِياءِ والعاليَ ال / حجّةِ والمُرْتَضَى وذَا الرُّتَب
إِنْ يَسْرِ جَيْشُ الهُمُومِ مِنْكَ إلى / شَمْسِ مِنىً والمَقَامِ والحُجُبِ
فَرُبّما تَقْعَصُ الكُمَاةَ بأَقْ / دامِكَ قَعْصاً يُجْثي على الرُّكَبِ
وَرُبَّ مُقْوَرَّةٍ مُلَمْلَمَةٍ / في عارِضٍ للحِمَامِ مُنْسَكِبِ
فَلَلْتَ أَرْجاءَها وجَحْفَلَها / بِذِي صِقَالٍ كَوامِضِ الشُّهُبِ
أَوْ أَسْمَرِ الصَّدْرِ أَصْفَرٍ أَزْرَقِ الرَّ / أْسِ وإِنْ كانَ أَحْمَرَ الحَلَبِ
أَوْدَى عَلِيٌّ صَلّى على رُوحِهِ / اللّهُ صَلاةً طويلةَ الدَّأَبِ
وكُلُّ نَفْسٍ لحَيْنِها سَبَبٌ / يَسْرِي إِليها كَهَيْئَةِ اللّعِبِ
والنّاسُ بالغَيْبِ يَرْجُمُونَ وما / خِلْتُهُمُ يَرْجُمُونَ عَنْ كَثَبِ
وفي غَدٍ فاعْلَمَنْ لِقَاؤُهُمُ / فإنّهم يَرْقُبُونَ فارْتَقِبِ
إنِّي بِبابِكَ لا وُدِّيْ يُقَرِّبُني
إنِّي بِبابِكَ لا وُدِّيْ يُقَرِّبُني / ولا أَبي ولا نَسَبِي
إِنْ كانَ عُرْفُكَ مَذْخُوراً لِذِي سَبَبٍ / فاضْمُمْ يَدَيْكَ على حُرٍّ أَخي سَبَبِ
أَوْ كُنْتَ وافَقْتَهُ يَوْماً على نَسَبٍ / فاقْبِضْ يَدَيْكَ فإنِّي لَسْتُ بالعَرَبِيْ
إنِّي امْرُؤٌ بازِلٌ في ذُرْوَتَيْ شَرَفٍ / لِقَيْصَرٍ ولِكِسْرَى مَحْتِدِي وأَبي
فإنْ وتَحْظَ بها وإِنْ يَضِقْ / لا يَضِقْ في الأَرْضِ مُضْطَرَبِيْ
حَرْفٌ أَمُونٌ ورَأْيٌ غَيْرُ مُشْتَرَكٍ / وصَارِمٌ مِنْ سُيوفِ الهِنْدِ ذُو شُطَبِ
وخَوْضُ لَيْلٍ تَهابُ الجِنُّ لُجّتَهُ / ويَنْطَويْ جَيْشُها عن جَيْشِه اللّجِبِ
ما الشّنْفَرَى وسُلَيْكٌ في مُغَيّبَةٍ / إلا رَضِيعَا لِبَانٍ في حِمَىً أَشِبِ
واللّهِ رَبِّ النّبِيِّ المُصْطَفَى قَسَماً / بَرّاً وَحَقِّ مِنى والبَيْتِ ذِي الحُجُبِ
والخَمْسَةِ الغُرِّ أصحابِ الكِسَاءِ مَعاً / خَيْرِ البَرِيّةِ مِنْ عُجْمٍ ومِنْ عَرَبِ
ما شِدَّةُ الحِرْصِ مِنْ شَأني ولا طَلَبي / ولا المَكاسِبُ مِنْ هَمِّيْ ولا أَرَبِي
لكِنْ نَوائِبُ نابَتْنِي وحادِثَةٌ / والدهْرُ يَطْرُقُ بالأَحداثِ والنُّوَبِ
وليس يعرِفُ لي قَدْرِي ولا أَدَبي / إلاّ امْرُؤٌ كانَ ذَا قَدْرٍ وذَا أَدَبِ
لا يَفْتِنَنَّكَ شُكْرِي إِنْ ظَفِرْتَ بهِ / فإنّها فُرْصَةٌ وافَتْكَ مِنْ كَثَبِ
واعلَمْ بأنّكَ ما أَسْديتَ مِنْ حَسَنٍ / عندي أَنا حَسَنٌ أَنْقَى مِنَ الذَّهَبِ
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الآدابَ في عُصَبٍ
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الآدابَ في عُصَبٍ / حَظّاً وَصَيّرَهَا غَيْظاً على عُصَبِ