المجموع : 10
هُدِّمَت الحياضُ فلَمْ يُغادَرْ
هُدِّمَت الحياضُ فلَمْ يُغادَرْ / لِحَوْضٍ من نصائبِهِ إزاءُ
لِخَوْلَةَ إذ هُمُ مَغْنَى، وأهْلِي / وَأَهْلُكَ ساكنونَ مَعًا رِثَاءُ
فَلأْيَا ما تَبِينُ رُسومُ دَارٍ / وما أَبْقَى من الحَطَبِ الصِّلاَءُ
وإنِّي والذي حَجَّتْ قُريشٌ / مَحَارِمَهُ وما جَمَعَتْ حِراءُ
وَشَهْرِ بني أُميَّةَ والهدايا / إذا حُبِسَتْ مُضَرِّجَها الدِّماءُ
أَذُمُّكِ ما تَرَقْرَقَ ماءُ عَيْنِي / عليَّ إذًا من اللهِ العَفاءُ
أُقِرُّ بِحِكْمِكُمْ ما دُمتُ حيًّا / وألزَمُهُ وإنْ بُلِغَ الفَناءُ
فلا تتعوَّجُوا في الحُكْمِ عَمْدًا / كما يتعَوَّجُ العودُ السَّراءُ
ولا آتي لكُمْ مِن دونِ حَقٍّ / فأُبْطِلَهُ كما بَطَلَ الحِجاءُ
فإنّكَ والحكومةَ يا ابن كَلْبٍ / عليَّ وأنْ تُكَفِّنَنِي سَواءُ
خُذُوا دَأْبًا بما أَثْأَيْتُ فِيكُمْ / فليسَ لَكُمْ على دَأْبٍ عَلاءُ
وليسَ لِسُوقِهِ فَضْلٌ علينا / وفي أَشْياعِكُمْ لَكُمْ بَواءُ
فهلْ لَكَ في بني حُجْرِ بنِ عَمْرٍو / فَتَعْلَمَهُ وأَجْهَلَهُ وَلاءُ
أَوِ العنقاءِ ثَعْلَبَةَ بنِ عمرٍو / دِماءُ القَومِ للكَلْبِي شِفاءُ
وما إِنْ خِلْتُكُمْ من آلِ نَصْرٍ / مُلوكًا والملوكُ لَهُمْ غَلاءُ
ولكنْ نِلْتُ مَجْدَ أَبٍ وخَالٍ / وكان إليهِما يَنْمِي العَلاءُ
أَبُوكَ بُجَيِّدٌ والمرءُ كَعْبٌ / فَلَمْ تَظْلِمْ بِأَخْذِكَ ما تَشاءُ
ولكنْ مَعْشَرٌ من جَذْمِ قَيْسٍ / عُقُولُهُمْ الأَبَاعِرُ والرِّعاءُ
وقد شَجِيَتْ إن اسْتَمْكَنْتُ منها / كما يَشْجَى بِمِسْعَرِهِ الشِّواءُ
قَناةُ مُذَرَّبٍ أَكْرَهْتُ فيها / شُرَاعِيًّا مَقَالِمُهُ ظِمَاءُ
سَدَدْنا كَمَا سَدَّ ابنُ بِيضٍ فَلَمْ يَكُنْ
سَدَدْنا كَمَا سَدَّ ابنُ بِيضٍ فَلَمْ يَكُنْ / سِواها لِذي أَحْلامٍ قَوْمِي مَذْهَبُ
ثَأَرْتُ بِهِمْ قَتْلَى حَنِيفَةَ إذ أَبَتْ
ثَأَرْتُ بِهِمْ قَتْلَى حَنِيفَةَ إذ أَبَتْ / بِنِسوَتِهِمْ إِلاَّ النَّجَاءَ العَمَرَّدَا
وُمسْتَنْبِحٍ يخشى القَواءَ ودونَهُ
وُمسْتَنْبِحٍ يخشى القَواءَ ودونَهُ / من الليلِ بابا ظُلْمَةٍ وسُتورُها
رَفَعْتُ له ناري فلمّا اهتدى بها / زجَرْتُ كلابي أن يَهِرَّ عَقُورُها
فباتَ وقد أسْرى من الليلِ عُقْبَةً / بِلَيْلَةِ صِدْقٍ غابَ عنها شُرورُها
فلا تسأليني واسألي عن خلِيقَتي / إذ رَدّّ عافِي القِدْرِ مَن يستعيرُها
وكانوا قُعودًا حولها يَرْقُبونَها / وكانتْ فتاةُ الحيِّ مِمّنْ يُنِيرُها
تَرَيْ أن قدْري لا تزالُ كأنّها / لِذي الفروةِ المقرورِ أُمٌّ يزورها
مُبَرَّزَةٌ لا يُجْعَلُ السِّتْرُ دونها / إذا أُخْمِدَ النِّيرانُ لاح بَشيرُها
إذا الشَّولُ راحتْ ثم لم تَفْدِ لَحْمَها / بألبانها ذاقَ السِّنانَ عَقيرُها
وإنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغِينَةِ قدْ بدا / ثراها من المولى فلا أَسْتَثِيرُها
مخافةَ أن تَجْني عَلَيَّ وإنما / يَهيجُ كبيراتِ الأمورِ صغيرُها
تسوقُ صريم شاءها من جُلاجِلٍ / إليّ ودوني ذاتُ كهفٍ وَقورُها
إذا قيلتْ العَوراءُ وَلَّيتُ سَمْعَها / سِوايَ ولم أَسْألْ بها ما دَبيرُها
فماذا نَقَمْتُمْ من بنينَ وسادةٍ / بريءٌ لَكُمْ من كلِّ غِمْرٍ صدورُها
هُمُ رفعوكُمْ للسماءِ فَكِدْتُمُ / تنالونَها لو أنّ حيًّا يَطُورُها
مُلوكٌ على أنّ التحيّةَ سُوقَةٌ / ألاَ يا هُمُ يُوفي بها ونُذورُها
فإلاَّ يكنْ مِنِّي ابنُ زَحْرٍ ورَهْطُهُ / فَمِنِّي رياحٌ عُرْفُها ونَكيرُها
وكعبٌ فإني لابنها وحَليفُها / وناصِرُها حيثُ استمرَّ مَريرُها
لَعَمْرِي لقد أشْرَفْتُ يومَ عُنَيزَةَ / على رَغْبَةٍ لو شدَّ نَفْسًا ضميرُها
ولكنّ هُلْكَ الأَمْرِ أَنْ لا تُمِرَّهُ / ولا خَيْرَ في ذِي مِرَّةٍ لا يُغِيرُها
إنِّي وَقَيْسًا كالمسَمِّنِ كَلْبَهُ
إنِّي وَقَيْسًا كالمسَمِّنِ كَلْبَهُ / فَتَخْدِشُهُ أنيابُه وأظافِرُه
ألا أَبْلِغْ بني لُبْنى رَسُولاً
ألا أَبْلِغْ بني لُبْنى رَسُولاً / لِعَبْدٍ والأُمورُ لها دواعِي
ولا أَعْني بني لُبْنى لِعَوْفٍ / وَكَعْبٌ لا أَقولُ لهم سَراعِ
أولئكَ إخوتي وخيارُ رَهْطِي / بِهِمْ نَهْضي خَشِيتُ أَو امتناعِي
أبى حَسَبي وفاضِلَتي ومَجْدِي / وإيثاري المكارِمَ والمساعِي
وقومٌ هُمْ أَحَلُونِي وَحَلُّوا / من العَلْيا بِمُرْتَقَبٍ يَفَاعِ
وكنتُ إذا مُنِيتُ بَخَصْمِ سَوءٍ / دَلَفْتُ له فأَكْوِيهِ وَقَاعِ
فَتُبْدِي عن قِفارِ الصُّلْبِ طَوْرًا / وَطَورًا قد تَجُوبُ عن النُّخَاعِ
أَلَمْ أَظْلِفْ عن الشعراءِ نَفْسي / كما ظَلَفَ الوَسيقَةَ بالكُراعِ
فلا أَقْتاتُ إلاّ فوقَ قُفٍّ / يَذلُّ بذي الحوافِرِ أو يَفاعِ
إذا ما كنتُ مِثْلَ ذَوِي عُوَيفٍ / ودينارٍ فقام عَلَيَّ نَاع
فَلَوْلا أَنَّني رَحُبَتْ ذِرَاِعي
فَلَوْلا أَنَّني رَحُبَتْ ذِرَاِعي / بِإِعْطاءِ المفارِقِ والحِقَاقِ
وإبْسالي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ / بَعَوْناهُ ولا بِدَمٍ مُراقِ
لَقِيتُمْ مِنْ تَدَرُّئِكُمْ علينا / وَقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَرَاقِ
حَدَّثْتُموني أنّ شأنَ أبيكُمُ
حَدَّثْتُموني أنّ شأنَ أبيكُمُ / وأحَسَبُ أنه لم يَفْعَلِ
أَبَنِي قَتِيلٍ إنّ أباكُمُ / بالجِزْعِ مِن نجرانَ لَمّا يُنْقَلِ
طَلَبُوا حينَ انْتَشَى ثَمَلٌ / حُمْرٍ كَسُوقِ الحِثْيَلِ
أَوْدَى بَنِيَّ فما بِرَحْلِي مِنْهُمُ
أَوْدَى بَنِيَّ فما بِرَحْلِي مِنْهُمُ / إلاّ غُلاما بيئةٍ ضَنَيَانِ
لَمّا دَنَونا لِلقِيابِ وَأَهلِها
لَمّا دَنَونا لِلقِيابِ وَأَهلِها / أُتيحَ لَنا ذِئبٌ مَعَ اللَيلِ فاجِرُ
أُتيحَت لَنا بَكرٌ وَتَحتَ لِوائِها / كَتائِبُ يَرضاها العَزيزُ المَفاخِرُ
وَجاءَت قُرَيشٌ حافِلينَ بِجَمعِهِم / وَكانَ لَهُم في أَوَّلِ الدَهرِ ناصِرُ
وَكانَت قُريشٌ لَو ظَهَرنا عَلَيهِمُ / شِفاءً لَما في الصَدرِ وَالبُغضُ ظاهِرُ
حَبَت دونَهُم بَكرٌ فَلَم نَستَطِعهُم / كَأَنَّهُمُ بِالمَشرَفِيَّةِ سامِرُ
وَما بَرِحَت بَكرٌ تَثوبُ وَتَدَّعي / وَيَلحَقُ مِنهُم أَوَّلونَ وَآخِرُ
لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ وَاِنجَلَت / غَمامَةُ يَومٍ شَرُّهُ مُتَظاهِرُ
وَمازالَ ذاكَ الدَأبُ حَتّى تَخاذَلَت / هَوازِنُ فَاِرفَضَّت سُلَيمٌ وَعامِرُ
وَكانَت قُريشٌ يَفلِقُ الصَخرَ حَدُّها / إِذا أَوهَنَ الناسَ الجُدودُ العَواثِرُ