المجموع : 14
أبلِغ عَديّاً حيثُ صار بها النوَى
أبلِغ عَديّاً حيثُ صار بها النوَى / وليسَ لدهرِ الطالِبينَ فَنَاءُ
كُسَالى إذا لاقيتهُم غيرَ منطقٍ / يُلهَّى به المتبولُ وهو عَناءُ
أُخبِّرُ من لاقيتُ أَن قد وفيتُمُ / ولو شِئتُ قالَ المنبِئونَ أساؤوا
لهُم رَثيةٌ تعلو صَريمة أمرِهم / وللأمرِ يوماً راحةٌ فقَضاءُ
وَإني لراجيكُم علَى بطءِ سَعيِكُم / كما في بُطُونِ الحامِلاتِ رَجاءُ
فَهلا سَعَيتُم سَعيَ عُصبةِ مازنٍ / وَهل كُفَلائي في الوَفاءِ سواءُ
لَهُم أذرُعٌ بادٍ نواشِرُ لَحمِها / وبعضُ الرِّجَالِ في الحرُوبِ غُثَاءُ
كأنَّ دَنانِيراً علَى قَسماتِهم / وَإن كانَ قَد شَفَّ الوُجُوهَ لِقاءُ
أقولُ وقد بُزَّت بِتِعشارَ بَزَّةً
أقولُ وقد بُزَّت بِتِعشارَ بَزَّةً / لوَردانَ جِدَّ الآن فيها أَوِ العَبِ
فَعَضَّ الذي أبقى المواسي من امِّهِ / خَفِيرٌ رآها لم يُشَمِّر ويَغضَبِ
إذا نزَلَت وَسطَ الرِّبابِ وَحَولَها / إذا حُصِّنَت أَلفَا سِنَانٍ مُحَرَّبِ
حَميتَ خُزاعِيّاً وأفناءَ مَازِنٍ / وَوردانُ يَحمِي عن عَدِيِّ بن جُندَبِ
سَتَعرِفُها وِلدَانُ ضَبَّة كُلِّهَا / بأعيانِها مَردُودةً لَم تَغَيَّبِ
ألا أيُّها المُهدي إليَّ وَعيدَه
ألا أيُّها المُهدي إليَّ وَعيدَه / أَفِق فأَقلُّ الحربِ ضُرّاً وعِيدُها
وإنَّا لتَصطادُ الكُمَاةَ رِمَاحُنا / إذا سَابِقاتُ الخيلِ زَلَّت لُبُودُها
إذا جِئتَ سَعداً والرِّبَابَ وَجدّتني / تنمَّرُ حَولي في المَحَلِّ أُسودُها
وإن تلتَمِسني في فَزَارَةَ تَلقَنِي / عَزيزاً إذا ما الحربُ شُبَّ وَقُودُها
أَطلقتُ مِن شَيبانَ سَبعينَ عانياً
أَطلقتُ مِن شَيبانَ سَبعينَ عانياً / فأبُوا جميعاً كُلُّهُم لَيسَ يَشكُرُ
إذا كُنتَ في أفناءِ شَيبان مُنعِماً / فجُزَّ اللِّحى إنَّ النَواصِيَ تُكفَرُ
فعلَّ تَميماً أَن تُغِيرَ عليكمُ / بِجَيشٍ وعَلِّي أَن أُغيرَ فأَقدِرُ
فلا شُكرَكُمُ أبغي إذا كُنتُ مُنعِماً / ولا وُدَّكُم في آخِرِ الدَّهرِ أُضمرُ
لولا الإلَهُ ومَسعَى مَن يُطالِبُها
لولا الإلَهُ ومَسعَى مَن يُطالِبُها / وَابنا شِهَابٍ عفَت آثارَها المُورُ
تخالُ أَفواهَهُم أَحرَاحَ نِسوَتِهِم
تخالُ أَفواهَهُم أَحرَاحَ نِسوَتِهِم / كَأَنَّ آنُفَهم في المجلس الكَمَرُ
وتَنفِرُ مِن عَمروٍ بِبَيداءَ ناقَتي
وتَنفِرُ مِن عَمروٍ بِبَيداءَ ناقَتي / وَما كانَ ساري اللَّيلِ يَنفِرُ عن عَمرِو
لقَد حَبَّبت عِندِي الحَياةَ حَياتُهُ / وحُبِّبَ سُكنى القَبرِ مُذ صارَ في القَبر
نادَيتُ زَيداً فَلَم أفزَع إلى وكلٍ
نادَيتُ زَيداً فَلَم أفزَع إلى وكلٍ / رَثِّ السِّلاحِ ولاقي الحيِّ مكثورِ
سالَت علَيهِ شِعابُ الحَيِّ حِينَ دَعا / أَصحابَهُ بِوُجُوهٍ كالدَّنانِيرِ
فَخَرتُم بيوم الشَيِّطَينِ وغَيرُكُم
فَخَرتُم بيوم الشَيِّطَينِ وغَيرُكُم / يَضُرُّ بِيَومِ الشَّيِّطَينِ ويَنفَعُ
وَجِئتُم بِهَا مَذمومةً عَنَزِيَّةً / تكادُ من اللُّؤمِ المُبينِ تَظلَعُ
فإِن يكُ أقوامٌ أصيبُوا بغرَّةٍ / فأنتُم مِنَ الغاراتِ أَخزى وأوجَعُ
فَرِيقانِ منهُم مَن أتى البَحرُ دونهُ / وَمُودٍ كَمَا أَودَت ثَمُودُ وتُبَّعُ
وَما مِنكُمُ أَفناءَ بَكرِ بنِ وائلٍ / لِغارَتِنَا إلا ذَلُولٌ مُوَقَّعُ
لقَد كانَ في يَوم النِّباجِ وثَيتَلٍ
لقَد كانَ في يَوم النِّباجِ وثَيتَلٍ / وشَطفٍ وأَيَّامٍ تدارَكن مَجزَعُ
عَفَت ذاتُ السَّلاسِلِ بعدَ سَلمى
عَفَت ذاتُ السَّلاسِلِ بعدَ سَلمى / وحَومَلُ بعدَ عَهدِكَ والدَّخُولُ
عَفَت وتَرَجَّزَ القَلَعُ السَواري / عَليها فالأنيسُ بها قليلُ
سِوى سُفعٍ مَدامِعُها ورُمدٍ / تَظلُّ نَهارَها فِيهَا تَجُولُ
وقَد تَغنى بِها حِيناً سُلَيمَى / بِهَا النَّعَمُ المُرَوَّحُ والحُلُولُ
ألا أبلِغ بَني شَيبانَ عَنِّي / وَقد يَهدِيكَ ذُو الحِلمِ الأَصيلُ
بأنَّ الحينَ مَورِدُكُم مياهاً / مُخَالِطُ شُربِهَا كَلأٌ وَبيلُ
أَلَم نُطلِقكُم فَكَفَرتُمُونَا / وَلَيسَ لِنِعمَةِ المَكفُورِ جُولُ
فَإن يَنطِق عُبَيدُ اللَّهِ جَهلاً / فلَم يَعلم عُبيدٌ ما يَقولُ
سَما مِن أهلِ ذي قارٍ إِلَينا / بِهَادٍ لا يُخالِطُهُ الضَّلُولُ
فلَما أن مَضى بالقَومِ شَهراً / وَبيَّنَ ما يَخبِّره الدَّليلُ
بجَيشٍ عِليَةُ الأَصواتِ فيهِ / إِذا نَزَلوا التَّحَمحُم والصَّهيلُ
فَباتوا نازِلينَ بِنا وكُنا / أَبا الأَضيافِ إذ كُرِهَ النُّزولُ
فَلمَّا أن أضاءَ الصُّبحُ جاؤوا / رَعيلاً خَلفَهُ مِنهم رَعيلُ
فَما شَعرُوا بِنَا حتَّى رأَونا / وأكثِبَةُ الشَّقيقِ بنا تَسِيلُ
فَما نَظروا القِرى وَرأوا وجُوهاً / قليلاً في تأَمُّلِهَا الوَسِيلُ
رأَوا نعَمَ الشَّقِيقَةِ وَهوَ حَومٌ / وَدون لِقائِه شَرٌّ بَجِيلُ
أقرَّ العينَ إذ طَارَت عليهم / شَمِيطُ اللَّونِ لَيسَ لها حُجُولُ
وَهُنَّ عَلَى الحِبَالِ مجَلِّحاتٌ / لَهُنَّ بِكُلِّ معتَرَكٍ قَتيلُ
إذا كُرِهَ السِّلاحُ مَضَينَ فِيهِ / وَلَم يَكُ حَقُّ عادَتِها النُّكوُلُ
فَظَلَّ لَهُم عَلَى الأَنقاءِ مِنَّا / إلَى أَن أَظلَمُوا يَومٌ طَوِيلُ
وآبُوا مُطلَقِينَ وَلم يُثِيبُوا / وَغَالَ رَئيسَهم في الأرضِ غُولُ
يَزِلُّ اللُؤمُ عَن قِدَمِ اللَّيَالي / ويَأبى لُؤمُ يَشكُرَ لا يَزُولُ
وَلم يكفُر مَساعِينَا لَدَيكُم / لَعَمرُ أَبِيكُمُ إلا جَهُولُ
إنِّي أنا ابنُ جَلا إن كنتَ تُنكرني
إنِّي أنا ابنُ جَلا إن كنتَ تُنكرني / يا رُؤبَ والحيةُ الصمَّاءُ في الجَبَلِ
أبِالأَراجِيزِ يا ابنَ الوَغدِ تُوعِدُني / إنَّ الأَراجيزَ رأسُ النَّوكِ والفَشَلِ
نَجَّى ابنَ نُعمانَ عَوفاً مِن أَسِنَّتِنَا
نَجَّى ابنَ نُعمانَ عَوفاً مِن أَسِنَّتِنَا / إيغالهُ الرَّكضَ لمَّا شالَتِ الجِذَمُ
حتَّى أَتَى الدَّهنا يُواعِسُهُ / واللَّهُ يَعلَمُ بالصَّمَّانِ ما جَشِمُوا
حتَّى انتَهَوا لِمِيَاهِ الجَوفِ ظاهِرةً / ما لَم تَسِر قَبلَهُم عَادٌ ولا إرَمُ
فِدىً لِقَومِيَ ما جَمَّعتُ من نَشَبٍ
فِدىً لِقَومِيَ ما جَمَّعتُ من نَشَبٍ / إذ لَفَّتِ الحَربُ أَقوَاماً بِأَقوامِ
إذ خُبِّرت مَذحِجٌ عَنَّا وقَد كُذِبت / أن لَن يُوَرِّعَ عَن أَحسابِنَا حَامِ
دارَت رَحانا قَليلاً ثمَّ صَبَّحَهُم / ضَربٌ يُصَيِّحُ مِنهُ جِلَّةُ الهَامِ
ظَلَّت ضِباعُ مُجَيرَاتٍ يَلُذنَ بِهِم / وَأَلحمُوهُنَّ مِنهم أيَّ إلحَامِ
سَارُوا إلَينا وهُم صِيدٌ رُؤوسُهمُ / فَقَد جَعَلنا لهُم يَوماً كأيامِ
حتَّى حُذُنَّةُ لَم نَترُك بِها ضَبُعاً / إِلا لَها جزرٌ من شِلوِ مِقدامِ
ظلَّت تَدوسُ بَني كَعبٍ بِكَلكَلِها / وَهَمَّ يومُ بَني نَهدٍ بِإظلامِ