المجموع : 35
أَودى الشَبابُ حَميداً ذو التَعاجيبِ
أَودى الشَبابُ حَميداً ذو التَعاجيبِ / أَودى وَذَلِكَ شَأوٌ غَيرُ مَطلوبِ
وَلّى حَثيثاً وَهَذا الشَيبُ يَطلُبُهُ / لَو كانَ يُدرِكُهُ رَكضُ اليَعاقيبِ
أَودى الشَبابُ الَّذي مَجدٌ عَواقِبُهُ / فيهِ نَلَذُّ وَلا لَذّاتِ لِلشيبِ
يَومانِ يَومُ مَقاماتٍ وَأَندِيَةٍ / وَيَومُ سَيرٍ إِلى الأَعداءِ تَأويبِ
وَكَرُّنا خَيلَنا أَدراجَها رُجُعاً / كُسَّ السَنابِكِ مِن بَدءٍ وَتَعقيبِ
وَالعادِياتُ أَسابِيُّ الدِماءِ بِها / كَأَنَّ أَعناقَها أَنصابُ تَرجيبِ
مِن كُلِّ حَتٍّ إِذا ما اِبتَلَّ مُلبَدُهُ / ضافي السَبيبِ أَسيلِ الخَدِّ يَعبوبِ
لَيسَ بِأَقنى وَلا أَسفى وَلا سَغِلٍ / يُسقى دَواءَ قَفِيِّ السَكنِ مَربوبِ
في كُلِّ قائِمَةٍ مِنهُ إِذا اِندَفَعَت / مِنهُ أَساوٍ كَفَرغِ الدَلوِ أُثعوبِ
كَأَنَّهُ يَرفَئِيٌّ نامَ عَن غَنَمٍ / مُستَنفَرٍ في سَوادِ اللَيلِ مَذؤوبِ
تَمَّ الدَسيعُ إِلى هادٍ لَهُ بَتِعٍ / في جُؤجُؤٍ كَمَداكِ الطيبِ مَخضوبِ
تَظاهَرَ النَيُّ فيهِ فَهوَ مُحتَفِلٌ / يُعطي أَساهِيَّ مِن جَريٍ وَتَقريبِ
يُحاضِرُ الجونَ مُخضَرّاً جَحافِلُها / وَيَسبِقُ الأَلفَ عَفواً غَيرَ مَضروبِ
كَم مِن فَقيرٍ بِإِذنِ اللَهِ قَد جَبَرَت / وَذي غِنىً بَوَّأَتهُ دارَ مَحروبِ
مِمّا يُقَدِّمُ في الهَيجا إِذا كُرِهَت / عِندَ الطِعانِ وَيُنجي كُلَّ مَكروبِ
هَمَّت مَعَدٌّ بِنا هَمّاً فَنَهنَهَها / عَنّا طِعانٌ وَضَربٌ غَيرُ تَذبيبِ
بِالمَشرَفِيِّ وَمَصقولٍ أَسِنَّتُها / صُمِّ العَوامِلِ صَدقاتِ الأَنابيبِ
يَجلو أَسِنَّتَها فِتيانُ عادِيَةٍ / لا مُقرِفينَ وَلا سودٍ جَعابيبِ
سَوّى الثِقافُ قَناها فَهيَ مُحكَمَةٌ / قَليلَةُ الزيغِ مِن سَنٍّ وَتَركيبِ
كَأَنَّها بِأَكُفِّ القَومِ إِذ لَحِقوا / مَواتِحُ البِئرِ أَو أَشطانُ مَطلوبِ
كِلا الفَريقَينِ أَعلاهُم وَأَسفَلُهُم / شَجٍ بِأَرماحِنا غَيرَ التَكاذيبِ
إِنّي وَجَدتُ بَني سَعدٍ يُفَضِّلُهُم / كُلُّ شِهابٍ عَلى الأَعداءِ مَصبوبِ
إِلى تَميمٍ حُماةِ الثَغرِ نِسبَتُهُم / وَكُلِّ ذي حَسَبٍ في الناسِ مَنسوبِ
قَومٌ إِذا صَرَّحَت كَحلٌ بِيوتُهمُ / عِزُّ الذَليلِ وَمَأوى كُلِّ قُرضوبِ
يُنجيهِمِ مِن دَواهي الشَرِّ إِن أَزَمَت / صَبرٌ عَلَيها وَقِبصٌ غَيرُ مَحسوبِ
كُنّا نَحُلُّ إِذا هَبَّت شَآمِيةً / بِكُلِّ وادٍ حَطيبِ البَطنِ مَجدوبِ
شيبِ المَبارِكِ مَدروسٍ مَدافِعُهُ / هابي المَراغِ قَليلِ الوَدقِ مَوظوبِ
كُنّا إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ / كانَ الصُراخُ لَهُ قَرعَ الظَنابيبِ
وَشَدَّ كورٍ عَلى وَجناءَ ناجِيَةٍ / وَشَدَّ لِبدٍ عَلى جَرداءَ سُرحوبِ
يُقالُ مَحبِسُها أَدنى لِمَرتَعِها / وَلَو تَعادى بِبَكءٍ كُلُّ مَحلوبِ
حَتّى تُرِكنا وَما تُثنى ظَعائِنُنا / يَأخُذنَ بَينَ سَوادِ الخَطِّ فَاللوبِ
هاجَ المُنازِلُ رِحلَةَ المُشتاقِ
هاجَ المُنازِلُ رِحلَةَ المُشتاقِ / دِمَنٌ وَآياتٌ لَبِثنَ بَواقي
لَبِسَ الرَوامِسُ وَالجَديدُ بِلاهُما / فَتُرِكنَ مِثلَ المُهرَقِ الأَخلاقِ
لِلحارِثِيَّةِ قَبلَ أَن تَنأى النَوى / بِهِمِ وَإِذ هِيَ لا تُريدُ فِراقي
وَمَجَرُّ سارِيَةٍ تَجُرُّ ذِيولَها / نَوسَ النَعامِ تُناطُ بِالأَعناقِ
مِصرِيَّةٍ نَكباءَ أَعرَضَ شيمُها / بِأُشابَةٍ فَزَرودَ فَالأَفلاقِ
هَتَكَت عَلى عوذِ النِعاجِ بِيوتَها / فَيَقَعنَ لِلرُكباتِ وَالأَوراقِ
فَتَرى مَذانِبَ كُلِّ مَدفَعِ تَلعَةٍ / عَجِلَت سَواقيها مِنَ الإِتآقِ
فَكَأَنَّ مَدفَعَ سَيلِ كُلِّ دَميثَةٍ / يُعلى بِذي هُدُبٍ مِنَ الأَعلاقِ
مِن نَسجِ بُصرى وَالمَدائِنِ نُشِّرَت / لِلبَيعِ يَومَ تَحَضُّرِ الأَسواقِ
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي فَتَحَنَّنَت / لِهَوى الرَواحِ تَتوقُ كُلَّ مَتاقِ
حَتّى إِذا هِيَ لَم تُبِن لِمُسائِلٍ / وَسَعَت رِياحُ الصَيفِ بِالأَصياقِ
أَرسَلتُ هَوجاءَ النَجاءِ كَأَنَّها / إِذ هَمَّ أَسفَلُ حَشوِها بِنَفاقِ
مُتَخَرِّفٌ سَلَبَ الرَبيعُ رِدائَهُ / صَخِبُ الظَلامِ يُجيبُ كُلَّ نُهاقِ
مِن أَخدَرِيّاتِ الدَنا اِلتَفَعَت لَهُ / بُهمى النِقاعِ وَلَجَّ في إِحناقِ
صَخِبُ الشَوارِبِ وَالوَتينِ كَأَنَّهُ / مِمّا يُغَرِّدُ مَوهِناً بِخِناقِ
في عانَةٍ شُسُبٍ أَشَدَّ جِحاشَها / شُزُبٍ كَأَقواسِ السَراءِ دِقاقِ
وَكَأَنَّ ريقَتَها إِذا نَبَّهتَها / كَأسٌ يُصَفِّقُها لِشُربٍ صاقي
صِرفٌ تَرى قَعرَ الإِناءِ وَرائَها / تودي بِعَقلِ المَرءِ قَبلَ فُواقِ
يَنسى لِلَذَّتِها أَصالَةَ حِلمِهِ / فَيَظَلُّ بَينَ النَومِ وَالإِطراقِ
فَتَرى النِعاجَ بِها تَمَشّى خِلفَةً / مَشيَ العِبادِيِّينَ في الأَمواقِ
يَسمُرنَ وَحفاً فَوقَهُ ماءُ النَدى / وَالنَبتَ كُلَّ عَلاقَةٍ وَنِطاقِ
وَلَقَد هَبَطتُ الغَيثَ حَلَّ بِهِ النَدى / يَرفُفنَ فاضِلَهُ عَلى الأَشداقِ
أَهدي بِهِ سَلَفاً يَكونُ حَديثُهُم / خَطَراً وَذِكرَ تَقامُرٍ وَسِباقِ
حَتّى إِذا جاءَ المُثَوِّبُ قَد رَأى / أَسَداً وَطالَ نَواجِذُ المِفراقِ
لَبِسوا مِنَ الماذِيِّ كُلَّ مُفاضَةٍ / كَالنِهيِ يَومَ رِياحِهِ الرَقراقِ
مِن نَسجِ داوُدٍ وَآلِ مُحَرِّقٍ / غالٍ غَرائِبُهُنَّ في الآفاقِ
وَمَنَحتُهُم نَفسي وَآمِنَةَ الشَظى / جَرداءَ ذاتَ كَريهَةٍ وَنِزاقِ
كَالصَعدَةِ الجَرداءِ آمَن خَوفَها / لَطَفُ الدَواءِ وَأَكرَمُ الأَعراقِ
تَشأى الجِيادَ فَيَعتَرِفنَ لِشَأوِها / وَإِذا شَأَوا لَحِقَت بِحُسنِ لَحاقِ
وَأَصَمَّ صَدقاً مِن رِماحِ رُدَينَةٍ / بِيَدَي غُلامِ كَريهَةٍ مِخراقِ
شاكٍ يَشُدُّ عَلى المُضافِ وَيَدَّعي / إِذ لا تَوافَقُ شُعبَتا الإيفاقِ
إِنّي اِمرُؤٌ مِن عُصبَةٍ سَعدِيَّةٍ / ذَربى الأَسِنَّةِ كُلَّ يَومِ تَلاقي
لا يَنظُرونَ إِذا الكَتيبَةُ أَحجَمَت / نَظَرَ الجِمالِ كُرِبنَ بِالأَوساقِ
يَكفونَ غائِبَهُم وَيُقضى أَمرُهُم / في غَيرِ نَقصٍ مِنهِمُ وَشِقاقِ
وَالخَيلُ تَعلَمُ مَن يَبُلُّ نُحورَها / بِدَمٍ كَماءِ العَندَمِ المِهراقِ
لِمَن طَلَلٌ مِثلُ الكِتابِ المُنَمَّقِ
لِمَن طَلَلٌ مِثلُ الكِتابِ المُنَمَّقِ / خَلا عَهدُهُ بَينَ الصُلَيبِ فَمُطرِقِ
أَكَبَّ عَلَيهِ كاتِبٌ بِدَواتِهِ / وَحادِثُهُ في العَينِ جِدَّةُ مُهرَقِ
لِأَسماءَ إِذ تَهوى وِصالَكَ إِنَّها / كَذي جُدَّةٍ مِن وَحشِ صاحَةَ مُرشِقِ
لَهُ بِقِرانِ الصُلبِ بَقلٌ يَلُسُّهُ / وَإِن يَتَقَدَّم بِالدَكادِكِ يَأنَقِ
وَقَفتُ بِها ما إِن تُبينُ لِسائِلٍ / وَهَل تَفقَهُ الصُمُّ الخَوالِدُ مَنطِقي
فَبِتُّ كَأَنَّ الكَأسَ طالَ اِعتِيادُها / عَلَيَّ بِصافٍ مِن رَحيقٍ مُرَوَّقِ
كَريحِ ذَكِيِّ المِسكِ بِاللَيلِ ريحُهُ / يُصَفَّقُ في إِبريقِ جَعدٍ مُنَطَّقِ
وَماذا تُبَكّي مِن رُسومٍ مُحيلَةٍ / خَلاءٍ كَسَحقِ اليُمنَةِ المُتَمَزِّقِ
أَلا هَل أَتَت أَنباؤُنا أَهلَ مَأرِبٍ / كَما قَد أَتَت أَهلَ الدَنا وَالخَوَرنَقِ
بِأَنّا مَنَعنا بِالفَروقِ نِساءَنا / وَنَحنُ قَتَلنا مَن أَتانا بِمُلزَقِ
تُبَلِّغُهُم عيسُ الرِكابِ وَشومُها / فَريقَي مَعَدٍّ مِن تَهامٍ وَمُعرِقِ
وَمَوقِفُنا في غَيرِ دارِ تَئِيَّةٍ / وَمُلحَقُنا بِالعارِضِ المُتَأَلِّقِ
إِذا ما عَلَونا ظَهرَ نَشزٍ كَأَنَّما / عَلى الهامِ مِنّا قَيضُ بَيضٍ مُفَلَّقِ
مِنَ الحُمسِ إِذ جاؤوا إِلَينا بِجَمعِهِم / غَداةَ لَقيناهُم بِجَأواءَ فَيلَقِ
كَأَنَّ النَعامَ باضَ فَوقَ رُؤوسِهِم / بِنَهيِ القِذافِ أَو بِنَهيِ مُخَفِّقِ
ضَمَمنا عَلَيهِم حافَتَيهِم بِصادِقٍ / مِنَ الطَعنِ حَتّى أَزمَعوا بِتَفَرُّقِ
كَأَنَّ مُناخاً مِن قُيونٍ وَمَنزِلاً / بِحَيثُ اِلتَقَينا مِن أَكُفٍّ وَأَسؤُقِ
كَأَنَّهُمُ كانوا ظِباءً بِصَفصَفٍ / أَفاءَت عَليهِم غَبيَةٌ ذاتُ مَصدَقِ
كَأَنَّ اِختِلاءَ المَشرَفيِّ رُؤوسَهُم / هَويُّ جَنوبٍ في يَبيسٍ مُحَرَّقِ
لَدُن غُدوَةً حَتّى أَتى اللَيلُ دونَهُم / وَلَم يَنجُ إِلّا كُلُّ جَرداءَ خَيفَقِ
وَمُستَوعِبٍ في الجَريِ فَضلَ عِنانِهِ / كَمَرِّ الغَزالِ الشادِنِ المُتَطَلِّقِ
فَأَلقَوا لَنا أَرسانَ كُلِّ نَجيبَةٍ / وَسابِغَةٍ كَأَنَّها مَتنُ خِرنِقِ
مُداخَلَةٍ مِن نَسجِ داوُدَ سَكُّها / كَحَبِّ الجَنى مِن أَبلَمٍ مُتَفَلِّقِ
فَمَن يَكُ ذا ثَوبٍ تَنَلهُ رِماحُنا / وَمَن يَكُ عُرياناً يُوائِل فَيَسبِقِ
وَمَن يَدَعوا فينا يُعاشُ بِبيسَةٍ / وَمَن لا يُغالوا بِالرَغائِبِ نُعتِقِ
وَأُمُّ بَحيرٍ في تَمارُسِ بَينِنا / مَتى تَأتِها الأَنباءُ تَخمِش وَتَحلِقِ
تَرَكنا بَحيراً حَيثُ أَزحَفَ جَدُّهُ / وَفينا فِراسٌ عانِياً غَيرَ مُطلَقِ
وَلَولا سَوادُ اللَيلِ ما آبَ عامِرٌ / إِلى جَعفَرٍ سِربالُهُ لَم يُخَرَّقِ
بِضَربٍ تَظَلُّ الطَيرُ فيهِ جَوانِحاً / وَطَعنٍ كَأَفواهِ المَزادِ المُفَتَّقِ
فَعِزَّتُنا لَيسَت بِشِعبٍ بِحَرَّةٍ / وَلَكِنَّها بَحرٌ بِصَحراءَ فَيهَقِ
يُقَمِّصُ بِالبوصيِّ فيهِ غَوارِبٌ / مَتى ما يَخُضها ماهِرُ اللُجِّ يَغرَقِ
وَمَجدُ مَعَدٍّ كانَ فَوقَ عَلايَةٍ / سَبَقنا بِهِ إِذ يَرتَقونَ وَنَرتَقي
إِذا الهِندُوانِيّاتُ كُنَّ عُصِيَّنا / بِها نَتَآيا كُلَّ شَأنٍ وَمَفرِقِ
نُجَلّي مِصاعاً بِالسُيوفِ وُجوهَنا / إِذا اِعتَفَرَت أَقدامُنا عِندَ مَأزِقِ
فَخَرتُم عَلَينا أَن قَتَلتُم فَوارِساً / وَقَولُ فِراسٍ هاجَ فِعلي وَمَنطِقي
عَجِلتُم عَلَينا حِجَّتَينِ عَلَيكُم / وَما يَشَأِ الرَحمَنُ يَعقِد وَيُطلِقِ
هُوَ الكاسِرُ العَظمَ الأَمينَ وَما يَشَأ / مِنَ الأَمرِ يَجمَع بَينَهُ وَيُفَرِّقِ
هُوَ المُدخِلُ النُعمانَ بَيتاً سَماؤُهُ / نُحورُ الفِيولِ بَعدَ بَيتٍ مُسَردَقِ
وَبَعدَ مَصابِ المُزنِ كانَ يَسوسُهُ / وَمالَ مَعَدٍّ بَعدَ مالِ مُحَرِّقِ
لَهُ فَخمَةٌ ذَفراءُ تَنفي عَدُوَّهُ / كَمَنكِبِ صاحٍ مِن عَمايَةَ مُشرِقِ
لَو كُنتُ أَبكي لِلحُمولِ لَشاقَني
لَو كُنتُ أَبكي لِلحُمولِ لَشاقَني / لِلَيلى بِأَعلى الوادِيَينِ حُمولُ
يُطالِعُنا مِن كُلِّ حِدجٍ مُخَدَّرٍ / أَوانِسُ بيضٌ مِثلُهُنَّ قَليلُ
يُشَبِّهُها الرائي مَهاً بِصَريمَةٍ / عَليهِنَّ فَينانُ الغُصونِ ظَليلُ
عَقيلَتُهُنَّ الهَيجُمانَةُ عِندَها / لَنا لَو تُحَيّا نَعمَةٌ وَمَقيلُ
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد بَنَيتُ عَليهِمُ / خِباءً بِمَوماةِ الفَلاةِ يَجولُ
كَما جالَ مُهرٌ في الرِباطِ يَشوقُهُ / عَلى الشَرَفِ الأَقصى المَحَلِّ خُيولُ
تَلاقَت بَنو كَعبٍ وَأَفناءُ مالِكٍ / بِأَمرٍ كَصَدرِ السَيفِ وَهوَ جَليلُ
تَرى كُلَّ مَشبوحِ الذِراعَينِ ضَيغَمٍ / يَخُبُّ بِهِ عارٍ شَواهُ عَسولُ
أَغَرَّ مِنَ الفِتيانِ يَهتَزُّ لِلنَدى / كَما اِهتَزَّ عَضبٌ بِاليَمينِ صَقيلُ
كَأَنَّ المَذاكي حينَ جَدَّ جَميعُنا / رَعيلُ وُعولٍ خَلفَهُنَّ وُعولُ
عَليهِنَّ أَولادُ المُقاعِسِ قُرَّحاً / عَناجيجُ في حُوٍّ لَهُنَّ صَهيلُ
كَأَنَّ عَلى فُرسانِها نَضخَ عَندَمٍ / نَجيعٌ وَمِسكٌ بِالنُحورِ يَسيلُ
إِذا خَرَجَت مِن غَمرَةِ المَوتِ رَدَّها / إِلى المَوتِ صَعبُ الحَفَّتَينِ ظَليلُ
فَما تَرَكوا في عامِرٍ مِن مُنَوِّهٍ / وَلا نِسوَةٍ إِلّا لَهُنَّ عَويلُ
تَرَكنَ بَحيراً وَالذُهابَ عَلَيهِما / مِنَ الطَيرِ غاياتٌ لَهُنَّ حُجولُ
أَمّا الخَلى وَالمَسحُ إِن كانَ مُنَّةً
أَمّا الخَلى وَالمَسحُ إِن كانَ مُنَّةً / عَلَيَّ فَإِنّي غَيرُ خالٍ وَماسِحِ
وَأَمّا مَعاذيرُ الصَديقِ فَإِنَّني / سَأَبلُغُها إِن كُنتَ لَستَ بِفاصِحِ
وَذي مِئرَةٍ مِنَ الصَديقِ اِجتَنَبتُهُ / وَآخَرَ قَد جامَلتُهُ وَهوَ كاشِحُ
تَحَمَّلتُهُ عَمداً لِأُفضِلَ بَعدَما / بَدَت أُبَنٌ في ساقِهِ وَقَوادِحُ
وَمُهتَزِعٍ حالاً وَلُؤمَ خَليقَةٍ / صَقَعتُ بِشَرٍّ وَالأَكُفُّ لَواقِحُ
تَقولُ اِبنَتي إِنَّ اِنطِلاقَكَ واحِداً
تَقولُ اِبنَتي إِنَّ اِنطِلاقَكَ واحِداً / إِلى الرَوعِ يَوماً تارِكي لا أَبالِيا
دَعينا مِنَ الإِشفاقِ أَو قَدِّمي لَنا / مِنَ الحَدَثانِ وَالمَنِيَّةِ راقِيا
سَتَتلَفُ نَفسي أَو سَأَجمَعُ هَجمَةً / تَرى ساقِيَيها يَألَمانِ التَراقِيا
سَأَجزيكَ بِالقِدِّ الَّذي قَد فَكَكتَهُ
سَأَجزيكَ بِالقِدِّ الَّذي قَد فَكَكتَهُ / سَأَجزيكَ ما أَبلَيتَنا العامَ صَعصَعا
فَإِن يَكُ مَحمودٌ أَباكَ فَإِنَّنا / وَجَدناكَ مَنسوباً إِلى الخَيرِ أَروَعا
سَأُهدي وَإِن كُنّا بِتَثليثَ مِدحَةً / إِلَيكَ وَإِن حَلَّت بِيوتُكَ لَعلَعا
فَإِن شِئتَ أَهدَينا ثَناءً وَمِدحَةً / وَإِن شِئتَ عَدَّينا لَكُم مِئَةً مَعا
مَن مُبلِغٌ عَنّا كِلاباً وَكَعبَها
مَن مُبلِغٌ عَنّا كِلاباً وَكَعبَها / وَحَيَّ نُمَيرٍ بِاليَقينِ رَسولُ
فَإِنّي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ بِمُلزَقٍ / لَكُم وَلِقاءٍ إِن حَيِيتُ كَفيلُ
غَداةَ تَرَكنا مِن رَبيعَةِ عامِرٍ / دِماءً بِأَعلى الوادِيَينِ تَسيلُ
إِذا لَم يُصِب في أَوَّلِ الغَزوِ عَقَّبا
إِذا لَم يُصِب في أَوَّلِ الغَزوِ عَقَّبا /
وَمَن كانَ لا تُعتَدُّ أَيامُهُ لَهُ
وَمَن كانَ لا تُعتَدُّ أَيامُهُ لَهُ / فَأَيّامُنا عَنّا تُجَلّي وَتُعرِبُ
أَلا هَل أَتى أَفناءَ خِندِفَ كُلَّها / وَعَيلانَ إِذ ضَمَّ الخَميسَينِ يَترَبُ
جَعَلنا لَهُم ما بَينَ كُتلَةَ رَوحَةً / إِلى حَيثُ أَوفى صُوَّتَيهِ مُثَقَّبُ
غَداةَ تَرَكنا في الغُبارِ اِبنَ جَحدَرٍ / صَريعاً وَأَطرافُ العَوالي تَصَبَّبُ
وَأَفلَتَ مِنّا الحَوفَزانُ كَأَنَّهُ / بِرَهوَةَ قَرنٌ أَفلَتَ الخَيلَ أَعضَبُ
غَداةَ رِغامِ حينَ يَنجو بِطَعنَةٍ / سَؤوقِ المَنايا قَد تُزِلُّ وَتُعطِبُ
لَقوا مِثلَ ما لاقى اللُجَيمِيُّ قَبلَهُ / قَتادَةُ لَمّا جاءَنا وَهوَ يَطلُبُ
فَآبَ إِلى حَجرٍ وَقَد فُضَّ جَمعُهُ / بِأَخبَثِ ما يَأتي بِهِ مُتَأَوِّبُ
وَقَد نالَ حَدُّ السَيفِ مِن حُرِّ وَجهِهِ / إِلى حَيثُ ساوى أَنفَهُ المُتَنَقَّبُ
وَجَثّامَةُ الذُهلِيُّ قَد وَسَجَت بِهِ / إِلى أَهلِنا مَخزومَةٌ وَهوَ مُحقَبُ
تَعَرَّفُهُ وَسطَ البِيوتِ مُكَبَّلاً / رَبائِبُ مِن أَحسابِ شَيبانَ تَثقُبُ
وَهَوذَةَ نَجّى بَعدَ ما مالَ رَأسُهُ / يَمانٍ إِذا ما خالَطَ العَظمَ مِخدَبُ
فَأَمسَكَهُ مِن بَعدِ ما مالَ رَأسُهُ / حِزامٌ عَلى ظَهرِ الأَغَرِّ وَقَيقَبُ
غَداةَ كَأَنَّ اِبنَي لُجَيمٍ وَيَشكُراً / نَعامٌ بِصَحراءِ الكُدَيدَينِ هُرَّبُ
رَقاقُها ضَرِمٌ وَجَريُها خَذِمٌ
رَقاقُها ضَرِمٌ وَجَريُها خَذِمٌ / وَلَحمُها زِيَمٌ وَالبَطنُ مَقبوبُ
وَشَرُّ الأَخِلّاءِ الخَذولُ وَخَيرُهُم
وَشَرُّ الأَخِلّاءِ الخَذولُ وَخَيرُهُم / نَصيرُكَ في الدَهياءِ حينَ تَنوبُ
يا دارَ أَسماءَ بِالعَلياءِ مِن إِضَمٍ
يا دارَ أَسماءَ بِالعَلياءِ مِن إِضَمٍ / بَينَ الدَكادِكِ مِن قَوٍّ فَمَعصوبِ
كانَت لَنا مَرَّةً داراً فَغَيَّرَها / مَرُّ الرِياحِ بِسافي التُربِ مَجلوبِ
هَل في سُؤالِكَ عَن أَسماءَ مِن حوبٍ / وَفي السَلامِ وَإِهداءِ المَناسيبِ
لَيسَت مِنَ الزُلِّ أَردافاً إِذا اِنصَرَفَت / وَلا القِصارِ وَلا السودِ العَناكيبِ
إِنّي رَأَيتُ اِبنَةَ السَعدِيِّ حينَ رَأَت / شَيبي وَما خَلَّ مِن جِسمي وَتَحنيبي
تَقولُ حينَ رَأَت رَأسي وَلِمَّتُهُ / شَمطاءُ بَعدَ بَهيمِ اللَونِ غِربيبِ
وَلِلشَبابِ إِذا دامَت بَشاشَتُهُ / وُدُّ القُلوبِ مِنَ البيضِ الرَعابيبِ
إِنّا إِذا غَرَبَت شَمسٌ أَوِ اِرتَفَعَت / وَفي مَبارِكِها بُزلُ المَصاعيبِ
قَد يَسعَدُ الجارُ وَالضَيفُ الغَريبُ بِنا / وَالسائِلونَ وَنُغلي مَيسِرَ النيبِ
وَعِندَنا قينَةٌ بَيضاءُ ناعِمَةٌ / مِثلُ المَهاةِ مِنَ الحورِ الخَراعيبِ
تُجري السِواكَ عَلى غُرٍّ مُفَلَّجَةٍ / لَم يَغذُها دَنَسٌ تَحتَ الجَلابيبِ
دَع ذا وَقُل لِبَني سَعدٍ بِفَضلِهِمِ / مَدحاً يَسيرُ بِهِ غادي الأَراكيبِ
سُقنا رَبيعَةَ نَحوَ الشامِ كارِهَةً / سَوقَ البِكارِ عَلى رَغمٍ وَتَأنيبِ
إِذا أَرادوا نُزولاً حَثَّ سَيرَهُمُ / دونَ النُزولِ جِلادٌ غَيرُ تَذبيبِ
وَالحَيُّ قَحطانُ قِدماً ما يَزالُ لَها / مِنّا وَقائِعُ مِن قَتلٍ وَتَعذيبِ
لَمّا اِلتَقى مَشهَدٌ مِنّا وَمَشهَدُهُم / يَومَ العُذَيبِ وَفي أَيامِ تَحريبِ
لَمّا رَأَوا أَنَّها نارٌ يُضَرِّمُها / مِن آلِ سَعدٍ بَنو البيضِ المَناجيبِ
وَلّى أَبو كَرِبٍ مِنّا بِمُهجَتِهِ / وَصاحِباهُ عَلى قودٍ سَراحيبِ
قَد أَوعَدَتنا مَعَدٌّ وَهيَ كاذِبَةٌ
قَد أَوعَدَتنا مَعَدٌّ وَهيَ كاذِبَةٌ / نَصراً فَكانَ لَها ميعادُ عُرقوبِ
وَقَد نُقَدِّمُ في الهَيجاءِ إِذ لَقِحَت / يَومَ الحِفاظِ وَنَحمي كُلَّ مَكروبِ
يَهوي إِذا الخَيلُ جازَتهُ وَثارَ لَها / هَوِيَّ سَجلٍ مِنَ العَلياءِ مَصبوبِ
زُرقاً أَسِنَّتُها حُمراً مُثَقَّفَةً / أَطرافُهُنَّ مَقيلٌ لِليَعاسيبِ
حامي الحَقيقَةِ لا تُخشى كَهامَتُهُ / يَسقي الأَعادِيَ مَوتاً غَيرَ تَقشيبِ
لَنا خِباءٌ وَراوُوقٌ وَمُسمِعَةٌ
لَنا خِباءٌ وَراوُوقٌ وَمُسمِعَةٌ / لَدى حِضاجٍ بِجَونِ القارِ مَربوبِ
حَتّى اِستَغَثنَ بِأَهلِ المِلحِ ضاحِيَةً
حَتّى اِستَغَثنَ بِأَهلِ المِلحِ ضاحِيَةً / يَركُضنَ قَد قَلِقَت عَقدُ الأَطانيبِ
مُستَحقِباتٍ رَواياها جَحافِلَها
مُستَحقِباتٍ رَواياها جَحافِلَها / يَأخُذنَ بَينَ سَوادِ الخَطِّ فَاللوبِ
فَاِقنَي لَعَلَّكِ أَن تَحظَي وَتَحتَلِبي
فَاِقنَي لَعَلَّكِ أَن تَحظَي وَتَحتَلِبي / في سَحبَلٍ مِن مُسوكِ الضَأنِ مَنجوبِ
نَحنُ رَدَدنا لِيَربوعٍ مَوالِيَها
نَحنُ رَدَدنا لِيَربوعٍ مَوالِيَها / بِرِجلَةِ التَيسِ ذاتِ الحَمضِ وَالشيحِ
وَنَحنُ نَعشو لَكُم تَحتَ المَصابيحِ
وَنَحنُ نَعشو لَكُم تَحتَ المَصابيحِ /