القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمَر بنُ أَبي رَبِيعة الكل
المجموع : 419
حَدِّث حَديثَ فَتاةِ حَيٍّ مَرَّةً
حَدِّث حَديثَ فَتاةِ حَيٍّ مَرَّةً / بِالجِزعِ بَينَ أَذاخِرٍ وَحَراءِ
قالَت لِجارَتِها عِشاءً إِذ رَأَت / نُزَهَ المَكانِ وَغَيبَةَ الأَعداءِ
في رَوضَةٍ يَمَّمنَها مَولِيَّةٍ / مَيثاءَ رابِيَةٍ بُعَيدَ سَماءِ
في ظِلِّ دانِيَةِ الغُصونِ وَريقَةٍ / نَبَتَت بِأَبطَحَ طَيِّبِ الثَرياءِ
وَكَأَنَّ ريقَتَها صَبيرُ غَمامَةً / بَرَدَت عَلى صَحوٍ بُعَيدَ ضَحاءِ
لَيتَ المُغيرِيَّ العَشيَّةَ أَسعَفَت / دارٌ بِهِ لِتَقارُبِ الأَهواءِ
إِذ غابَ عَنّا مَن نَخافُ وَطاوَعَت / أَرضٌ لَنا بِلَذاذَةٍ وَخَلاءِ
قُلتُ اِركَبوا نَزُرِ الَّتي زَعَمَت لَنا / أَن لا نُباليها كَبيرَ بَلاءِ
بَينا كَذَلِكَ إِذ عَجاجَةُ مَوكِبٍ / رَفَعوا ذَميلَ العيسِ بِالصَحراءِ
قالَت لِجارَتِها اِنظُري ها مَن أُلى / وَتَأَمَّلي مَن راكِبُ الأَدماءِ
قالَت أَبو الخَطابِ أَعرِفُ زِيَّهُ / وَلِباسَهُ لا شَكَّ غَيرَ خَفاءُ
قالَت وَهَل قالَت نَعَم فَاِستَبشِري / مِمَّن يُحَبُّ لَقِيُّهُ بِلِقاءِ
قالَت لَقَد جاءَت إِذاً أُمنِيَّتي / في غَيرِ تَكلِفَةٍ وَغَيرِ عَناءِ
ما كُنتُ أَرجو أَن يُلِمَّ بِأَرضِنا / إِلّا تَمَنِّيَهُ كَبيرَ رَجاءِ
فَإِذا المُنى قَد قَرَّبَت بِلِقائِهِ / وَأَجابَ في سِرٍّ لَنا وَخَلاءِ
لَمّا تَواقَفنا وَحَيَّيناهُما / رَدَّت تَحِيَّتَنا عَلى اِستِحياءِ
قُلنَ اِنزِلوا فَتَيَمَّموا لِمَطِيِّكُم / غَيباً تُغَيِّبُهُ إِلى الإِمساءِ
إِن تَنظُروا اليَومَ الثَواءَ بِأَرضِنا / فَغَدٌ لَكُم رَهنٌ بِحُسنِ ثَواءِ
عُجنا مَطايا قَد عَيَينَ وَعُوِّدَت / أَلّا يَرُمنَ تَرَغُّماً بِرُغاءِ
حَتّى إِذا أُمِنَ الرَقيبُ وَنُوِّمَت / عَنّا عُيونُ سَواهِرِ الأَعداءِ
خَرَجَت تَأَطَّرُ في ثَلاثٍ كَالدُمى / تَمشي كَمَشيِ الظَبيَةِ الأَدماءِ
جاءَ البَشيرُ بِأَنَّها قَد أَقبَلَت / ريحٌ لَها أَرجٌ بِكُلِّ فَضاءِ
قالَت لِرَبّي الشُكرُ هَذي لَيلَةً / نَذراً أُؤَدّيهِ لَهُ بِوَفاءِ
يا قُضاةَ العِبادِ إِنَّ عَلَيكُم
يا قُضاةَ العِبادِ إِنَّ عَلَيكُم / في تُقى رَبِّكُم وَعَدلِ القَضاءِ
أَن تُجيزوا وَتَشهَدوا لِنِساءٍ / وَتَرُدّوا شَهادَةً لِنِساءٍ
فَاِنظُروا كُلَّ ذاتِ بوصٍ رَداحٍ / فَأَجيزوا شَهادَةَ العَجزاءِ
وَاِرفُضوا الرُسحَ في الشَهادَةِ رَفضاً / لا تُجيزوا شَهادَةَ الرَسحاءِ
لَيتَ لِلرُسحِ قَريَةً هُنَّ فيها / ما دَعا اللَهَ مُسلِمٌ بِدُعاءِ
لَيسَ فيها خِلاطَهُنَّ سِواهُن / نَ بِأَرضٍ بَعيدَةٍ وَخَلاءِ
عَجَّلَ اللَهُ قَطَّهُنَّ وَأَبقى / كُلَّ خَودٍ خَريدَةٍ قَبّاءِ
تَعقِدُ المِرطَ فَوقَ دِعصٍ مِنَ الرَم / لِ عَريضٍ قَد حُفَّ بِالأَنقاءِ
وَلَحى اللَهُ كُلَّ عَفلاءَ زَلّا / ءَ عَبوساً قَد آذَنَت بِالبَذاءِ
صَرصَرٍ سَلفَعٍ رَضيعَةِ غولٍ / لَم تَزَل في شَصيبَةٍ وَشَقاءِ
وَبِنَفسي ذَواتُ خَلقٍ عَميمٍ / هُنَّ أَهلُ البَها وَأَهلُ الحَياءِ
قاطِناتٌ دورَ البَلاطِ كِرامٌ / لَسنَ مِمَّن يَزورُ في الظُلماءِ
مَرَّ بي سِربُ ظِباءِ
مَرَّ بي سِربُ ظِباءِ / رائِحاتٍ مِن قُباءِ
زُمَراً نَحوَ المُصَلّى / مُسرِعاتٍ في خَلاءِ
فَتَعَرَّضتُ وَأَلقَي / تُ جَلابيبَ الحَياءِ
وَقَديماً كانَ عَهدي / وَفَتوني بِالنِساءِ
صَرَمَت حَبلَكَ البَغومُ وَصَدَّت
صَرَمَت حَبلَكَ البَغومُ وَصَدَّت / عَنكَ في غَيرِ ريبَةٍ أَسماءُ
وَالغَواني إِذا رَأَينَكَ كَهلاً / كانَ فيهِنَّ عَن هَواكَ اِلتِواءُ
حَبَّذا أَنتِ يا بَغومُ وَأَسما / ءُ وَعَيصٌ يَكُنُّنا وَخَلاءُ
وَلَقَد قُلتُ لَيلَةَ الجَزلِ لَمّا / أَخضَلَت رَيطَتي عَلَيَّ السَماءُ
لَيتَ شِعري وَهَل يَرُدَّنَّ لَيتٌ / هَل لِهَذا عِندَ الرَبابِ جَزاءُ
كُلُّ وَصلٍ أَمسى لَدَيَّ لِأُنثى / غَيرَها وَصلُها إِلَيها أَداءُ
كُلُّ أُنثى وَإِن دَنَت لِوِصالٍ / أَو نَأَت فَهيَ لِلرَبابِ فِداءُ
فَعِدي نائِلاً وَإِن لَم تُنيلي / إِنَّهُ يَنفَعُ المُحِبَّ الرَجاءُ
راحَ صَحبي وَعاوَدَ القَلبَ داءُ
راحَ صَحبي وَعاوَدَ القَلبَ داءُ / مِن حَبيبٍ طِلابُهُ لي عَناءُ
حَسَنُ الرَأيِ وَالمَواعيدِ لا يُل / فى لِشَيءٍ مِمّا يَقولُ وَفاءُ
مَن تَعَزّى عَمَّن يُحِبُّ فَإِنّي / لَيسَ لي ما حَيِيتُ عَنهُ عَزاءُ
حَيِّيا أُمَّ يَعمَرا
حَيِّيا أُمَّ يَعمَرا / قَبلَ شَحطٍ مِنَ النَوى
قُلتُ لا تُعجِلوا الرَوا / حَ فَقالوا أَلا بَلى
أَجمَعَ الحَيُّ رِحلَةً / فَفُؤادي كَذي الأَسى
وَلَقَد دَخَلتُ الحَيَّ يُخشى أَهلُهُ
وَلَقَد دَخَلتُ الحَيَّ يُخشى أَهلُهُ / بَعدَ الهُدوءِ وَبَعدَما سَقَطَ النَدى
فَوَجَدتُ فيهِ حُرَّةً قَد زُيِّنَت / بِالحَليِ تَحسَبُهُ بِها جَمرَ الغَضا
لَمّا دَخَلتُ مَنَحتُ طَرفي غَيرَها / عَمداً مَخافَةَ أَن يُرى رَيعُ الهَوى
كَيما يَقولَ مُحَدَّثٌ لِجَليسِهِ / كَذَبوا عَلَيها وَالَّذي سَمَكَ العُلى
قالَت لِأَترابٍ نَواعِمَ حَولَها / بيضِ الوُجوهِ خَرائِدٍ مِثلِ الدُمى
بِاللَهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ حَدِّثنَني / حَقّاً أَما تَعجَبنَ مِن هَذا الفَتى
الداخِلِ البَيتَ الشَديدَ حِجابُهُ / في غَيرِ ميعادٍ أَما يَخشى الرَدى
فَأَجَبتُها إِنَّ المُحِبَّ مُعَوَّدٌ / بِلِقاءِ مَن يَهوى وَإِن خافَ العِدى
فَنَعِمتُ بالاً إِذ دَخَلتُ عَلَيهِمُ / وَسَقَطتُ مِنها حَيثُ جِئتُ عَلى هَوى
بَيضاءُ مِثلُ الشَمسِ حينَ طُلوعِها / مَوسومَةٌ بِالحُسنِ تُعجِبُ مَن رَأى
وَكَم مِن قَتيلٍ لا يُباءُ بِهِ دَمٌ
وَكَم مِن قَتيلٍ لا يُباءُ بِهِ دَمٌ / وَمِن غَلِقٍ رَهناً إِذا ضَمَّهُ مِنى
وَمِن مالِئٍ عَينَيهِ مِن شَيءِ غَيرِهِ / إِذا راحَ نَحوَ الجَمرَةِ البيضُ كَالدُمى
يُسَحِّبنَ أَذيالَ المُروطِ بِأَسوُقٍ / خِدالٍ وَأَعجازٍ مَآكِمُها رِوى
أَوانِسُ يَسلُبنَ الحَليمَ فُؤادَهُ / فَيا طولَ ما شَوقٍ وَيا حُسنَ مُجتَلى
مَعَ اللَيلِ قَصراً رَميُها بِأَكُفِّها / ثَلاثَ أَسابيعٍ تُعَدُّ مِنَ الحَصى
فَلَم أَرَ كَالتَجميرِ مَنظَرَ ناظِرٍ / وَلا كَلَيالي الحَجِّ أَفلَتنَ ذا هَوى
ذَكَرتُكِ يَومَ القَصرِ قَصرِ اِبنِ عامِرٍ
ذَكَرتُكِ يَومَ القَصرِ قَصرِ اِبنِ عامِرٍ / بِخُمٍّ وَهاجَت عَبرَةُ العَينِ تَسكُبُ
فَظِلتُ وَظَلَّت أَينُقٌ بِرِحالِها / ضَوامِرُ يَستَأنينَ أَيّانَ أَركَبُ
أُحَدِّثُ نَفسي وَالأَحاديثُ جَمَّةٌ / وَأَكبَرُ هَمّي وَالأَحاديثِ زَينَبُ
إِذا طَلَعَت شَمسُ النَهارِ ذَكَرتُها / وَأُحدِثُ ذِكراها إِذا الشَمسُ تَغرُبُ
وَإِنَّ لَها دونَ النِساءِ لَصُحبَتي / وَحِفظِيَ وَالأَشعارِ حينَ أُشَبَّبُ
وَإِنَّ الَّذي يَبغي رِضايَ بِذِكرِها / إِلَيَّ وَإِعجابي بِها يَتَحَبَّبُ
إِذا خَلَجَت عَيني أَقولُ لَعَلَّها / لِرُؤيَتِها تَهتاجُ عَيني وَتَضرِبُ
إِذا خَدِرَت رِجلي أَبوحُ بِذِكرِها / لِيَذهَبُ عَن رِجلي الخُدورُ فَيَذهَبُ
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ المُريبِ
أَلَم تَربَع عَلى الطَلَلِ المُريبِ / عَفا بَينَ المُحَصَّبِ فَالطَلوبِ
بِمَكَّةَ دارِساً دَرَجَت عَلَيهِ / خِلافَ الحَيِّ دَيلُ صَباً دَؤوبِ
فَأَقفَرَ غَيرَ مُنتَضِدٍ وَنُؤيٍ / أَجَدَّ الشَوقَ لِلقَلبِ الطَروبِ
كَأَنَّ الرَبعَ أُلبِسَ عَبقَرِيّاً / مِنَ الجَنَدِيِّ أَو بَزِّ الجَروبِ
كَأَنَّ مَقَصَّ رامِسَةٍ عَلَيهِ / مَعَ الحِدثانِ سَطرٌ في عَسيبِ
لِنُعمٍ إِذ تَعاوَدَهُ هُيامٌ / بِهِ أَعيا عَلى الحاوي الطَبيبِ
لَعَمرُكَ إِنَّني مِن دَينِ نُعمٍ / لَكَالداعي إِلى غَيرِ المُجيبِ
وَما نُعمٌ وَلَو عُلِّقتُ نُعماً / بِجازِيَةِ النَوالِ وَلا مُثيبِ
وَما تَجزي بِقَرضِ الوُدِّ نُعمٌ / وَلا تَعِدُ النَوالَ إِلى قَريبِ
إِذا نُعمٌ نَأَت بَعُدَت وَتَعدو / عَوادٍ أَن تُزارَ مَعَ الرَقيبِ
وَإِن شَطَّت بِها دارٌ تَعَيّا / عَلَيهِ أَمرُهُ بالَ الغَريبِ
أُسَمّيها لِتُكتَمَ بِاِسمِ نُعمٍ / وَيُبدي القَلبُ عَن شَخصٍ حَبيبِ
وَأَكتُمُ ما أُسَمّيها وَتَبدو / شَواكِلُهُ لِذي اللُبِّ الأَريبِ
فَإِمّا تُعرِضي عَنّا وَتُعدي / بِقَولِ مُماذِقٍ مَلِقٍ كَذوبِ
فَكَم مِن ناصِحٍ في آلِ نُعمٍ / عَصَيتُ وَذي مُلاطَفَةٍ نَسيبِ
فَهَلّا تَسأَلي أَفناءَ سَعدٍ / وَقَد تَبدو التَجارِبُ لِلَّبيبِ
سَبَقنا بِالمَكارِمِ وَاِستَبَحنا / قُرى ما بَينَ مَأرِبَ فَاِلدُروبِ
بِكُلِّ قِيادِ سَلهَبَةٍ سَبوحٍ / وَسامي الطَرفِ ذي حُضرٍ نَجيبِ
وَنَحنُ فَوارِسُ الهَيجا إِذا ما / رَئيسُ القَومِ أَجمَعَ لِلهُروبِ
نُقيمُ عَلى الخُطوبِ فَلَن تَرانا / نُشَلُّ نَخافُ عاقِبَةَ الخُطوبِ
وَيَمنَعُ سِربَنا في الحَربِ شُمٌّ / مَصاليتٌ مَساعِرُ لِلحُروبِ
وَيَأمَنُ جارُنا فينا وَتُلقى / فَواضِلُنا بِمُحتَفَظٍ خَصيبِ
وَنَعلَمُ أَنَّنا سَنَبيدُ يَوماً / كَما قَد بادَ مِن عَدَدِ الشُعوبِ
فَنَجتَنِبُ المَقاذِعَ حَيثُ كانَت / وَنَكتَسِبُ العَلاءَ مَعَ الكَسوبِ
وَلَو سُئِلَت بِنا البَطحاءُ قالَت / هُمُ أَهلُ الفَواضِلِ وَالسُيوبِ
وَيُشرِقُ بَطنُ مَكَّةَ حينَ نُضحي / بِهِ وَمُناخُ واجِبَةِ الجَنوبِ
وَأَشعَثَ إِن دَعَوتَ أَجابَ وَهناً / عَلى طولِ الكَرى وَعَلى الدُؤوبِ
وَكانَ وَسادَهُ أَحناءُ رَحلٍ / عَلى أَصلابِ ذِعلِبَةٍ هَبوبِ
أُقيمُ بِهِ سَوادَ اللَيلِ نَصّاً / إِذا حُبَّ الرُقادُ عَلى الهُبوبِ
لَبِسَ الظَلامَ إِلَيكِ مُكتَتِماً
لَبِسَ الظَلامَ إِلَيكِ مُكتَتِماً / خَفِراً لِحاجَةِ آلِفٍ صَبِّ
لَمَعَت بِأَطرافِ البَنانِ لَنا / إِنّا نُحاذِرُ أَعيُنَ الرَكبِ
اِرجَع وَرَدِّد طَرفَ تابِعِنا / حَتّى يُجَدَّدَ دارِسُ الحُبِّ
فَإِذا شُخوصٌ كُنتُ أَعرِفُها / في المِسكِ وَالأَكباشِ وَالعَصبِ
تَمشي الضَراءَ عَلى بَهينَتِها / تَبدو غَضاضَتُها مِنَ الإِتبِ
قالَت أُمَامَةُ يَومَ زَورَتِها / قَولَ المُؤارِبِ غَيرِ ذي عَتبِ
هَذا الَّذي لَجَّ البُعادُ بِهِ / ما كانَ عَن رَأيٍ وَلا لُبِّ
باعَ الصَديقُ بِوُدِّ غائِبَةٍ / بِالشامِ في مُتَمَنِّعٍ صَعبِ
لا تُهلِكيني في عَذابِكُمُ / فَاللَهُ يَعلَمُ غائِبَ القَلبِ
حَنَّ قَلبي مِن بَعدِ ما قَد أَنابا
حَنَّ قَلبي مِن بَعدِ ما قَد أَنابا / وَدَعا الهَمَّ شَجوُهُ فَأَجابا
فَاِستَثارَ المَنسِيَّ مِن لَوعَةِ الحُب / بِ وَأَبدى الهُمومَ وَالأَوصابا
ذاكَ مِن مَنزِلٍ لِسَلمى خَلاءٍ / لابِسٍ مِن عَفائِهِ جِلبابا
أَعقَبَتهُ ريحُ الدَبورِ فَما تَن / فَكُّ مِنهُ أُخرى تَسوقُ سَحابا
ظِلتُ فيهِ وَالرَكبُ حَولي وُقوفٌ / طَمَعاً أَن يُرَدَّ رَبعٌ جَوابا
ثانِياً مِن زِمامِ وَجناءَ حَرفٍ / عاتِكٍ لَونُها يُخالُ خِضابا
تُرجِعُ الصَوتَ بِالبُغامِ إِلى جَو / فٍ تُناغي بِهِ الشِعابَ الرِغابا
جَدُّها الفالِجُ الأَشَمُّ أَبو البُخ / تِ وَخالاتُها اِنتُخِبنَ عِرابا
ذَكَرَ القَلبُ ذُكرَةً أُمَّ زَيدٍ
ذَكَرَ القَلبُ ذُكرَةً أُمَّ زَيدٍ / وَالمَطايا بِالسَهبِ سَهبِ الرِكابِ
فَاِستُجِنَّ الفُؤادُ شَوقاً وَهاجَ ال / شَوقُ حُزناً لِقَلبِكَ المِطرابِ
وَبِذي الأَثلِ مِن دُوَينِ تَبوكٍ / أَرَّقَتنا وَلَيلَةَ الأَخرابِ
وَبِعَمّانَ طافَ مِنها خَيالٌ / قُلتُ أَهلاً بِطَيفِها المُنتابِ
هَجَرَتهُ وَقَرَّبَتهُ بِوَعدٍ / وَتَجَنّى لِهِجرَتي وَاِجتِنابي
فَلَقَد أُخرِجُ الأَوانِسَ كَالحُو / وِ بُعَيدَ الكَرى أَمامَ القِبابِ
ثُمَّ أَلهو بِنِسوَةٍ خَفِراتٍ / بُدَّنِ الخَلقِ رُدَّحٍ أَترابِ
بِتُّ في نِعمَةٍ وَباتَت وِسادي / ثِنيُ كَفٍّ حَديثَةٍ بِخِضابِ
ثُمَّ قُمنا لَمّا تَجَلّى لَنا الصُب / حُ نُعَفّي أَثارَنا بِالتُرابِ
حَيِّ الرَبابَ وَتِربَها
حَيِّ الرَبابَ وَتِربَها / أَسماءَ قَبلَ ذَهابِها
اِرجِع إِلَيها بِالَّذي / قالَت بِرَجعِ جَوابَها
عَرَضَت عَلَينا خُطَّةً / مَشروقَةً بِرُضابِها
وَتَدَلَّلَت عِندَ العِتا / بِ فَمَرحَباً بِعِتابِها
تُبدي مَواعِدَ جَمَّةً / وَتَضَنُّ عِندَ ثَوابِها
ما نَلتَقي إِلّا إِذا / نَزَلَت مِنىً بِقِبابِها
في النَفرِ أَو في لَيلَةِ ال / تَحصيبِ عِندَ حِصابِها
اُزجُر فُؤادَكَ إِذ نَأَت / وَتَعَزَّ عَن تَطلابِها
وَاِشعِر فُؤادَكَ سَلوَةً / عَنها وَعَن أَترابِها
وَغَريرَةٍ رُؤدِ الشَبا / بِ النُسكُ مِن أَقرابِها
حَدَّثتُها فَصَدَقتُها / وَكَذَبتُها بِكِذابِها
وَبَعَثتُ كاتِمَةَ الحَدي / ثِ رَفيقَةً بِخِطابِها
وَحشِيَّةً إِنسِيَّةً / خَرّاجَةً مِن بابِها
فَرَقَت فَسَهَّلَتِ المَعا / رِضَ مِن سَبيلِ نِقابِها
مَنَعَ النَومَ ذِكرُهُ
مَنَعَ النَومَ ذِكرُهُ / مِن حَبيبٍ مُجانِبِ
بَعدَ ما قيلَ قَد صَحا / عَن طِلابِ الحَبائِبِ
وَبَدا يَومَ أَعرَضَت / صَفحُ خَدٍّ وَحاجِبِ
صادَتِ القَلبَ إِذ رَمَت / ذاتَ يَومِ المَناصِبِ
يَومَ قالَت لِنِسوَةٍ / مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
وَآنِساتٍ عَقإِلٍ / كَالظِباءِ الرَبائِبِ
قُمنَ عَنهُ يَقُل بِحا / جَتِهِ أَو يُعاتِبِ
فَتَوَلّى نَواعِمٌ / مُثقَلاتُ الحَقائِبِ
فَتَأَطَّرنَ ساعَةً / في مُناخِ الرَكائِبِ
مِن عِشاءٍ حَتّى إِذا / غابَ تالي الكَواكِبِ
قامَ يَلحى وَيَستَحِث / ثُ عَلى المَكثِ صاحِبي
قالَ أَصبَحتَ فَاِنقَلِب / مُنجِداً غَيرَ خائِبِ
وَاِنقَضى اللَيلُ كُلُّهُ / تِلكَ إِحدى المَصائِبِ
طالَ لَيلي وَتَعَنّاني الطَرَب
طالَ لَيلي وَتَعَنّاني الطَرَب / وَاِعتَراني طولُ هَمٍّ وَنَصَب
أَرسَلَت أَسماءُ في مَعتَبَةٍ / عَتَبَتها وَهيَ أَهوى مَن عَتَب
فَأَجابَت رِقبَتي فَاِبتَسَمَت / عَن شَنيبِ اللَونِ صافٍ كَالثَغَب
أَن أَتى مِنها رَسولٌ مَوهِناً / وَجَدَ الحَيَّ نِياماً فَاِنقَلَب
ضَرَبَ البابَ فَلَم يَشعُر بِهِ / أَحَدٌ يَفتَحُ عَنهُ إِذ ضَرَب
فَأَتاها بِحَديثٍ غاظَها / شَبَّهَ القَولَ عَلَيها وَكَذَب
قالَ أَيقاظٌ وَلَكِن حاجَةٌ / عَرَضَت تُكتَمُ عَنّا فَاِحتَجَب
وَلَعَمداً رَدَّني فَاِجتَهَدَت / بِيَمينٍ حَلفَةً عِندَ الغَضَب
أُشهِدُ الرَحمَنَ لا يَجمَعُنا / سَقفُ بَيتٍ رَجَباً حَتّى رَجَب
قُلتُ حِلّاً فَاِقبَلي مَعذِرَتي / ما كَذا يَجزي مُحِبٌّ مَن أَحَب
إِنَّ كَفّي لَكِ رَهنٌ بِالرِضا / فَاِقبَلي يا هِندُ قالَت قَد وَجَب
وَأَتَتها طَبَّةٌ مُحتالَةٌ / تَمزُجُ الجِدَّ مِراراً بِاللَعِب
تَرفَعُ الصَوتَ إِذا لانَت لَها / وَتُراخي عِندَ سَوراتِ الغَضَب
وَهيَ إِذ ذاكَ عَلَيها مِئزَرٌ / وَلَها بَيتُ جَوارٌ مِن لُعَب
لَم تَزَل تَصرِفُها عَن رَأيِها / وَتَأَتّاها بِرِفقٍ وَأَدَب
أَنّى تَذَكَّرَ زَينَبَ القَلبُ
أَنّى تَذَكَّرَ زَينَبَ القَلبُ / وَطِلابُ وَصلِ غَريرَةٍ شَغبُ
ما رَوضَةٌ جادَ الرَبيعُ لَها / مَوليَّةٌ ما حَولَها جَدبُ
بِأَلَذَّ مِنها إِذ تَقولُ لَنا / سِرّاً أَسِلمٌ ذاكَ أَم حَربُ
لا الدارُ جامِعَةٌ وَلَو جَمَعَت / ما زالَ يَعرِضُ دونَها خَطبُ
أَهَجَرتِنا ثُمَّ اِعتَلَلتِ لَنا / وَلَقَد نَرى أَن ما لَنا ذَنبُ
طالَ لَيلي وَاِعتادَني أَطرابي
طالَ لَيلي وَاِعتادَني أَطرابي / وَتَذَكَّرتُ باطِلي في شَبابي
وَتَذَكَّرتُ مِن رُقَيَّةَ ذِكراً / قَد مَضى دارِساً عَلى الأَحقابِ
إِنَّ وَجدي بِقُربِكُم أُمَّ عَمروٍ / مِثلُ وَجدِ الصَدي بِبَردِ الشَرابِ
سَلَّمَ اللَهُ أَلفَ ضِعفٍ عَلَيكُم / مِثلَ ما قُلتُمُ لَنا في الكِتابِ
عَدَدَ التُربِ وَالحِجارَةِ وَالنَق / بِ مِنَ الأَرضِ سَهلِها وَالظِرابِ
لِمَن نارٌ قُبَيلَ الصُب
لِمَن نارٌ قُبَيلَ الصُب / حِ عِندَ البَيتِ ما تَخبو
إِذا ما أُقِدَت يُلقى / عَلَيها المَندَلُ الرَطبُ
لَجَّ قَلبي في التَصابي
لَجَّ قَلبي في التَصابي / وَاِزدَهى عَنّي شَبابي
وَدَعاني لِهَوى هِن / دٍ فُؤادٌ غَيرُ نابِ
قُلتُ لَمّا فاضَتِ العَي / نانِ دَمعاً ذا اِنسِكابِ
إِن جَفَتني اليَومَ هِندٌ / بَعدَ وُدٍّ وَاِقتِرابِ
فَسَبيلُ الناسِ طُرّاً / لِفِناءٍ وَذَهابِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025