المجموع : 54
كُلُّ حيٍّ لاقي الحمام فمودي
كُلُّ حيٍّ لاقي الحمام فمودي / ما لحيّ مؤمِّل من خُلودِ
لا تهابُ المنونُ شيئا ولا تر / عى على والدٍ ولا مولودِ
يقدحُ الدَّهرُ في شماريخَ رَضوى / ويحطُّ الصُّخورَ من هبودِ
ولقد تترك الحوادثُ والأيامُ / وهياً في الصخرةِ الصيخودِ
يَفعلُ الله ما يشاء فيمضي / ما لفعل الإله من مَردُودِ
وأرانا كالرزع يَحصده الدَّهـ / ـرُ فمِن بين قائم وحَصيدِ
وكأنّا للموت رَكبٌ مُخبّو / ن سِراعاً لِمنهل مَورود
أينَ رَبُّ الحِصنِ الحَصينِ بسُور / اء ورَبُّ القصر المُنيفِ المَشيد
شادَ أركانهُ وبَوبّهُ با / بي حَديدٍ وحَفَّهُ بِجنُودِ
كانَ يُجبى إليه ما بينَ صَنعا / ء فَمِصرٍ إلى قرى بَيروُدِ
وَتَرى خَلفه زرافات خيلٍ / جافلاتٍ تَعدوُ بِمثلِ الأسُودِ
فرمى شخصهُ فأقصده الدَّهـ / رُ بسهم من المنايا سَديدِ
ثُمَّ لم يُنجهِ من الموتِ حصنٌ / دُونه خَندقٌ وبَابا حديدِ
ومُلوكٌ من قبله عَمروا الأر / ض أُعينوا بالنّصر والتأييدِ
وعزيزٌ بالتاج مُعتصبٌ أشـ / ـوسُ يحمي الذمارَ جَمُّ العديدِ
فَلوَ ان الأيام أخلدن حيّاً / لعلاءِ أخَلدن عبدَالمجيدِ
إن عبد المجيد يوم توَلّى / هَدَّ رُكناً ما كانَ بالمهدودِ
ما درى نَعشهُ ولا حاملوه / ما على النعش مِن عفافٍ وجودِ
غيبوا في الصعيد حزماً وعزماً / ولزازَ الخَصم الألدِّ العنيد
وَيحَ أيدٍ حثت عليه وأيدٍ / دَفنته ما غيّبتْ في الصعيدِ
هَدّ رُكني عبد المجيد وقد كنـ / ـتُ بركنٍ أُبوءُ منه شديدِ
كادت النفسُ أن تفيض عليهِ / إذ غدا حَشو رَيْطة وبرودِ
فبعبد المجيد تامور نفسي / عثرت بي بعد انتعاش جدودِي
وبعبد المجيد شلّت يدي اليمـ / ني وشلّت به يمينُ الجودِ
وسقاهُ ماءُ الشَّبيبة فاهتز / اهتزاز الغُصن النَّدي الأُملودِ
وسَمَت نَحوه العيونُ وما كا / ن عليه لزائدٍ من مزيدِ
فإذا ما ذكرته عرضت لي / غُصّة في اللّها وحبل الوريدِ
وكأنَّي أدعوهُ وهو قريبٌ / حينَ أدعوهُ من مكانٍ بَعيدِ
فلئن صار لا يُجيبُ لقد كا / نَ سَميعاً لنا إذا هو نُودي
كانَ لي عصمةً فأودى به الدهـ / ـر فيا حَسرةَ الفريد الوحيدِ
يا فتىً كانَ للمقاماتِ زيناً / لا أراه في المحفل المشهودِ
خنتكَ الوُدَّ لم أمت كَمداً بعـ / ـدك إني عليكَ حقُّ جليدِ
غير أني أبكيكَ ما حنت النيـ / ـيبُ وحُثت عَيرانةٌ بقيودِ
لو فَدى الحيُّ ميتاً لفدت نَفـ / ـسَكَ نَفسي بطارفي وتليدي
فبرغمي كنت المقدَّم قبلي / وبكرهي دُليتَ في مَلحودِ
كُنتَ لي عِصمةً وكنتَ سماءً / بك تحيا أرضي ويخضر عُودي
تلبس الكاشحَ العدوُ على الضغـ / ـن وتجزي بضعفِ وُدِّ الودودِ
عادَ عبد المجيد رُزآً وقد كا / نَ رجاء لريب دهرٍ كنودِ
حينَ تَمَّت آدابه وتَردَّى / برداءٍ من الشبابِ جديدِ
لهف نفسي أمَا أراكَ وما عنـ / ـدك لي أن دَعوتُ من مردودِ
ولئن كُنتُ لم أُمُت من جَوىَ الحُز / نِ عليه لأبلغنَ مَجهودي
لأقيمنَّ مأتماً كنجُوم ال / ليلِ زُهراً يلطمنَ حُرَّ الخدودِ
مُوجعات يبكينَ للكبد الحـ / ـرّى عليه وللفُؤاد العميدِ
ولعينٍ مطروفةٍ أبداً قا / ل لها الدهرُ لا تقري وجُودي
كُلّما عَزك البكاءُ فأنفد / ت لعبدِ المجيدِ سجلاً فعودي
لفتى يَحسُنُ البكاءُ عليه / وفتىً كان لامتداحِ القصيد
وجدتُ في الآثار في بَعض ما
وجدتُ في الآثار في بَعض ما / حدثنا الأشياخُ في المُسندِ
مِما روَى الأعمشُ عن جابرٍ / وعامرِ الشَّعبيِّ والأسودِ
وما روى شُعبهُ عن عاصم / وقاله حَمّاد عن فرقَدِ
وصيةً جاءت إلى كل ذي / خدٍّ خَلا من شَعرٍ أسودِ
أن يقبلوا الراغب في وَصلهم / فاقبل فإني فيك لم أزهدِ
نوِّلْ فكم من جمرةٍ ضَمّها / قَلبيَ من حُبيَّك لم تبرُدِ
أتى دَهرُنا والدّهرُ ليس بُمعتب
أتى دَهرُنا والدّهرُ ليس بُمعتب / بآبدةٍ والدَّهرُ جَمُّ الأوابدِ
بعزل عُبيد الله عنا فيا لهُ / خلافا وباستعمال ذي النوك خالدِ
بحيران عن قصد الطريق ترده / خيانةُ سلاّمٍ ولحية قائدِ
أَذلك من ريب الزّمان وصرَفهِ / وأحداثهِ أم نحن في حُلم راقدِ
لا سلامٌ على الشّباب ولا حـ
لا سلامٌ على الشّباب ولا حـ / ـيى الإلهُ الشبابَ من معهودِ
قد لبستُ الجديد من كل شيء / فوجدتُ الشّباب شرَّ جديدِ
صاحبٌ ما يزال يدعو الى العي / ب وما من دعا له برشيدِ
ولنعم المُنيب والوازعُ الشيـ / ـبُ ونعم المُفادُ للمستفيدِ
ما أُرجيّ وقد خلت ليَ سِتّو
ما أُرجيّ وقد خلت ليَ سِتّو / نَ وسِتٌّ سلبنني مجلودي
حُلنَ عنّي وقد تعرقنَ لحمي / وبرينَ العِظامَ بَريَ العودِ
أنعى فتى الجود إلى الجودِ
أنعى فتى الجود إلى الجودِ / ما مثلُ مَن أنعى بموجودِ
أنعى فتىً مَص الثرى بعده / بقيةَ الماءِ من العودِ
أرناتٍ صُفرِ المَناخر والأشـ
أرناتٍ صُفرِ المَناخر والأشـ / ـداقِ يَخضدنَ نشأَةَ اليعضيدِ
وتَرى النّاس كَثيراً فإذا
وتَرى النّاس كَثيراً فإذا / عُدّ أهل العقل قَلّوا في العَدَدْ
لا يقلُّ المرءُ في القصد ولا / يَعدمُ القلةَ مَن لم يقتصدْ
أنل المالَ ولا تبخَل بهِ / فإذا أعسرتَ بالمالِ فَعِدْ
لا تعد شراً وعِد خيراً ولا / تُخلف الوَعدَ وعجل ما تعدْ
لا تقل شعراً ولا تهمم به / وإذا ما قُلتَ شعِراً فأجدْ
نحنُ للآفات أغراضٌ فإن / أخطأتنا فَلنا الموتُ رصَدْ
إنّما أنفسنا عاريةٌ / والعَوَاري قَصرُها أن تُستردْ
خيرُ ما اجتنٌ به المرءِ التُّقى / فاتخذها عُدَّةٌ دُونَ العُدَدْ
وأرى الشهوة مفتاحَ الرَّدى / فاجتنبها وانْأَ عنها وابتعدْ
وإذا أعرضَ قطريه لنا
وإذا أعرضَ قطريه لنا / وفيا واستوفيا قداً بقد
فهو كالقدح أقامت درأهُ / كفُّ باريهِ فما فيه أوَد
كم وكم كم كم وكم كم كم وكم
كم وكم كم كم وكم كم كم وكم / قال لي أنجزَ حُرٌّ مَا وَعدْ
فبأوطاسَ فمرٌّ فإلى
فبأوطاسَ فمرٌّ فإلى / بَطنِ نعمان فأكنافِ سُبَدْ
يا أيُّها العائبي وما بي منْ عيْـ
يا أيُّها العائبي وما بي منْ عيْـ / ـبٍ أَلا ترعوي وتزدجِرُ
هَل لكَ عندي وِتْرٌ فتطلبهُ / أم أنت مما أتيتَ مُعتذرُ
إن يكُ قِسمُ الإلهِ فَضْلني / وأنتَ صَلدٌ ما فيكَ مُعتصرُ
فالحمدُ والشكرُ والثناءُ له / وللحسود الترابُ والحجرُ
فما الذي يجتني جليسك أو / يبدو له منكَ حين يختبرُ
إقرأ لنا سورةً تُذكرنا / فإنَّ خيرَ المَواعظِ السُّورُ
أو صِف لنا الحكمَ في فرائضنا / ما تستحقُّ الأنثى أو الذكرُ
أو اروِ فقهاً تحيى القلوبُ به / جاءَ به عن نبيِّنا الأَثَرُ
أو من أحاديثِ جاهليتّنا / فإنها حكمةٌ ومُختبرُ
أو اروِ عن فارسٍ لنا مثلاً / فإن أمثالَها لنا عِبَرُ
فإن تكن قد جهلتَ ذاك وذا / وفيكَ للناظرينَ مُعتبرُ
فغنِّ صوتاً تُشجي القلوبَ به / وبعضُ ما قد أتيتَ يُغتفَرُ
الحمدُ لله على ما أرى
الحمدُ لله على ما أرى / خالدٌ القاضي وعيسى أميرْ
لكن عيسى نوكُه ساعة / ونوك هذا مَنجنُونٌ يَدُورْ
بطنكَ يا عبدي قد قَرقرا
بطنكَ يا عبدي قد قَرقرا / إن صَدَقَ الوعدُ لنا أمطرا
أتَانا بنو الأملاك من آل بَرمكِ
أتَانا بنو الأملاك من آل بَرمكِ / فيا طيبَ أخبارٍ ويا حسنَ مَنظرِ
لهم رحلةٌ في كل عام إلى العدا / وأخرى إلى البيتِ العتيقِ المطهرِ
إذا وردوا بطحاء مكة أشرَقَت / بيحيى وبالفضل بن يحيى وَجَعفرِ
فتظلمُ بغدادٌ ويجلوُ لنا الدُجى / بمكة ما حجُّوا ثلاثة أقمرٍ
فَما صَلحت إلاّ لجودٍ أكفهُم / وأرجلُهم إلاّ لأعوادِ منبرِ
إذا راضَ يحيى الأمر ذلت صِعابُهُ / وحَسبُك مِن رَاعٍ له ومُدبِّرِ
ترى النّاسَ إجلالاً له وكأنهم / غرانيقُ ماءٍ تحتَ باز مصرصرِ
أعوذُ بالله مِنَ النَّارِ
أعوذُ بالله مِنَ النَّارِ / ومنكَ يا بكرُ بنُ بكّار
يا رجلاً ما كان فيما مضى / لآل حِمران بزوَّارِ
ما منزلٌ أحدثته رابعاً / مُعتزلاً عن عرصةِ الدَّارِ
ما تبرحُ الدَّهرَ على سَوأةٍ / تطرح حباً للخشنشار
يا معشر الأحداث يا ويحكم / تعوذوا بالخالق الباري
من حربةٍ نيطت على حقوه / يَسعى بها كالبطل الشاري
يوم تَمنَّى أنَّ في كفِّه / أبي الخِضر بدينار
قُوموا بنا جميعاً
قُوموا بنا جميعاً / لحلقة العَذارِي
تجمعن للشقاء / الى عُتبةِ الخَسار
مالي وما لعتبة / إذ يبتغي ضِراري
وسَوف يَزيدكم ضِعةً هِجائي
وسَوف يَزيدكم ضِعةً هِجائي / كما وضَع الهجاءُ بني نميرِ
لمّا رأيتُ البَزَّ والشارة
لمّا رأيتُ البَزَّ والشارة / والفرشَ قد ضاقت به الحاره
واللوزَ والسَكَر يُرمى به / من فوق ذي الدار وذي الداره
وأحضروا المُلهين لم يتركوا / طبلاً ولا صاحبَ زَمّاره
قلتُ لماذا قيل أعجوبةٌ / محمدٌ زُوِّجَ عَمَّاره
لا عَمَّر الله بها بيته / ولا رأته مُدركاً ثاره
ماذا رأت فيه وماذا رجَت / وهي من النّسوان مُختاره
أسودَ كالسفُّود يُنسى لدى الـ / ـتَّنُور بل محراكُ قَيَّاره
يُجري على أولاده خمسةً / أرغفةً كالريش طَيَّاره
وأهله في الأرض من خوفه / إن أفرطوا في الأكل سَيَّاره
ويَحكِ فِرِّى واعصي ذاك بي / فهذه أُختك فَرَّاره
إذا غفا بالليل فاستيقظي / ثم اطفِري إنكِ طفَّاره
فصعّدت نائلة سُلّما / تخافُ أن تصعده الفاره
سُروُ غرَّتها فلا أفلحت / فإنها اللخناء غَرَّاره
لو نلت ما ابعدتَ من ريقها / إنَّ لها نَفثةَ سَحَّاره
جاءت قُريشٌ تعودُني زُمراً
جاءت قُريشٌ تعودُني زُمراً / فقد وَعَى أجرَها لها الحفظه
ولم تَعدني تيمٌ وإخوتُها / وزارني الغرُّ من بني يَقظه
لن يَبرحَ العِزُّ منهمُ أبداً / حتى تزولَ الجِبالُ من قُرظَه