المجموع : 451
إِلى عَدلِكُم أُنهي حَديثي وَأَنتَهي
إِلى عَدلِكُم أُنهي حَديثي وَأَنتَهي / فَجودوا بِإِقبالٍ عَلَيَّ وَإِصغاءِ
عَتَبتُكُمُ عَتبَ المُحِبِّ حَبيبَهُ / وَقُلتُ بِإِذلالٍ فَقولوا بِإِصفاءِ
لَعَلَّكُمُ قَد صَدَّكُم عَن زِيارَتي / مَخافَةُ أَمواهٍ لِدَمعي وَأَنواءِ
فَلَو صَدَقَ الحُبُّ الَّذي تَدَّعونَهُ / وَأَخلَصتُمُ فيهِ مَشَيتُم عَلى الماءِ
وَإِن تَكُ أَنفاسي خَشيتُم لَهيبَها / وَهالَتكُمُ نَيرانُ وَجدٍ بِأَحشائي
فَكونوا رِفاعِيِّينَ في الحُبِّ مَرَّةً / وَخوضوا لَظى نارٍ لِشَوقِيَ حَرّاءِ
حُرِمتُ رِضاكُم إِن رَضيتُ بِغَيرِكُم / أَوِ اِعتَضتُ عَنكُم في الجِنانِ بِحَوراءِ
جَزى اللَهُ عَنّي الحُبَّ خَيراً فَإِنَّهُ
جَزى اللَهُ عَنّي الحُبَّ خَيراً فَإِنَّهُ / بِهِ اِزدادَ مَجدي في الأَنامِ وَعَليائي
وَصَيَّرَ لي ذِكراً جَميلاً لِأَنَّني / أُحَسِّنُ أَفعالي لِتُسمَعَ أَسمائي
لَكَ في الأَرضِ دُعاءِ
لَكَ في الأَرضِ دُعاءِ / سَدَّ آفاقَ السَماءِ
لَم يَكُن يَنسى لَكَ اللَ / هُ اِبتِهالَ الفُقَراءِ
يَسَّرَ اللَهُ لِلُقيا / كَ سُرورَ الأَولِياءِ
وَتَلَقّى بِقَبولٍ / حَسَنٍ فيكَ دُعائي
وَجاهِلٍ طالَ بِهِ عَنائي
وَجاهِلٍ طالَ بِهِ عَنائي / لازَمَني وَذاكَ مِن شَقائي
كَأَنَّهُ الأَشهَرُ مِن أَسمائي / أَخرَقُ ذو بَصيرَةٍ عَمياءِ
لا يَعرِفُ المَدحَ مِنَ الهِجاءِ / أَفعالُهُ الكُلُّ عَلى اِستِواءِ
أَقبَحُ مِن وَعدٍ بِلا وَفاءِ / وَمَن زَوالِ النِعمَةِ الحَسناءِ
أَبغَضُ لِلعَينِ مِنَ الأَقذاءِ / أَثقَلُ مِن شَماتَةِ الأَعداءِ
فَهوَ إِذا رَأَتهُ عَينُ الرائي / أَبو مُعاذٍ أَو أَخو الخَنساءِ
أَحبابَنا أَزِفَ الرَحي
أَحبابَنا أَزِفَ الرَحي / لُ فَزَوِّدونا بِالدُعاءِ
أَحبابَنا هَل بَعدَ هَ / ذا اليَومِ يَومٌ لِلِّقاءِ
إِنّي لَأَعرِفُ مِنكُمُ / ياسادَتي حُسنَ الوَفاءِ
مُذ كُنتُ فيكُم لَم يَخِب / أَمَلي وَلَم يَخبُ رَجائي
وَلَقَد رَحَلتُ وَإِنَّني / بِالفَضلِ مَنشورُ اللِواءِ
لا تَستَقِلَّ بِيَ المَطِ / يُّ لِما حَمَلنَ مِنَ الثَناءِ
وَإِذا ذَكَرتُكُمُ غَني / تُ بِذاكَ عَن زادٍ وَماءِ
عِندي لَكُم ذاكَ الوَفا / ءُ المُستَمِرُّ عَلى الوَلاءِ
فَعلَيكُمُ أَبَداً سَلا / مي في الصَباحِ وَفي المَساءِ
لا تَعتِبِ الدَهرَ في خَطبٍ رَماكَ بِهِ
لا تَعتِبِ الدَهرَ في خَطبٍ رَماكَ بِهِ / إِنِ اِستَرَدَّ فَقِدماً طالَ ما وَهَبا
حاسِب زَمانَكَ في حالَي تَصَرُّفِهِ / تَجِدهُ أَعطاكَ أَضعافَ الَّذي سَلَبا
وَاللَهُ قَد جَعَلَ الأَيّامَ دائِرَةً / فَلا تَرى راحَةً تَبقى وَلا تَعَبا
وَرَأسُ مالِكَ وَهِيَ الروحُ قَد سَلَمَت / لا تَأسَفَنَّ لِشَيءٍ بَعدَها ذَهَبا
ما كُنتُ أَوَّلَ مَمنُوٍّ بِحادِثَةٍ / كَذا مَضى الدَهرُ لا بِدعاً وَلا عَجَبا
وَرُبَّ مالٍ نَما مِن بَعدِ مَرزِأَةٍ / أَما تَرى الشَمعَ بَعدَ القَطِّ مُلتَهِبا
وافى كِتابُكَ وَهوَ بِال
وافى كِتابُكَ وَهوَ بِال / أَشواقِ عَنّي يُعرِبُ
قَلبي لَدَيكَ أَظُنُّهُ / يُملي عَلَيكَ وَتَكتُبُ
يا غائِباً وَجَميلُهُ
يا غائِباً وَجَميلُهُ / ما غابَ في بُعدٍ وَقُربِ
أَشكو لَكَ الشَوقَ الَّذي / لاقَيتَهُ وَالذَنبُ ذَنبي
فَعَسى بِفَضلٍ مِنكَ أَن / تَرعى رَفيقَكَ وَهوَ قَلبي
وَاِسأَلهُ عَن أَخبارِهِ / وَاِستَغنِ عَن مَضمونِ كُتُبي
يا صاحِبي فيما يَنو
يا صاحِبي فيما يَنو / بُ وَأَينَ أَينَ هُناكَ صَحبي
لَو كُنتُ لَم أَعرِفُ سِوا / كَ مِنَ الأَنامِ لَكانَ حَسبي
إِنّي اِدَّخَرتُكَ لِلزَما / نِ وَما عَرا مِن كُلِّ خَطبِ
يا نازِحاً يُرضيهِ مِن / ني الوُدَّ في بُعدٍ وَقُربِ
قَلبي لَدَيكَ فَكَيفَ أَن / تَ عَلى البِعادِ وَكَيفَ قَلبي
أَيا صاحِبي ما لي أَراكَ مُفَكِّراً
أَيا صاحِبي ما لي أَراكَ مُفَكِّراً / وَحَتّامَ قُل لي لا تَزالُ كَئيبا
لَقَد بانَ لي أَشياءُ مِنكَ تُريبُني / وَهَيهاتَ يَخفى مَن يَكونُ مُريبا
تَعالَ فَحَدِّثني حَديثَكَ آمِناً / وَجَدتَ مَكاناً خالِياً وَحَبيبا
تَعالَ أُطارِحكَ الأَحاديثَ في الهَوى / فَيَذكُرُ كُلٌّ مِن هَواهُ نَصيبا
أَنا فيما أَنا فيهِ
أَنا فيما أَنا فيهِ / وَعَذولي يَتَعَتَّب
أَنا لا أُصغي لِما قا / لَ فَيَرضى أَو فَيَغضَب
وَلَقَد أُصغي وَلَكِن / أَسمَعُ العَذلَ فَأَطرَب
جَهِلَ العاذِلُ أَمري / أَنا بِالعاذِلِ أَلعَب
يا حَبيبي وَنَديمي / وَاللَيالي تَتَقَلَّب
هاتِ فيما نَحنُ فيهِ / وَدَعِ العاذِلَ يَتعَب
قالَ لي العاذِلُ تَسلو
قالَ لي العاذِلُ تَسلو / قُلتُ لِلعاذِلِ تَتعَب
أَنا بِالعاذِلِ لابَل / أَنا بِالعالَمِ أَلعَب
كَلِماتي هِيَ سِحرٌ / وَهِيَ البابُ المُجَرَّب
أَنكَرَ العاذِلُ مِنّي / أَنَّ قَلبي يَتَقَلَّب
أَذكُرُ اليَومَ سُلَيمى / وَغَداً أَذكُرُ زَينَب
لِيَ في ذَلِكَ سِرٌّ / بَرقُهُ لِلناسِ خُلَّب
أَيُّها السائِلُ عَنّي / مَذهَبي في الحُبِّ مَذهَب
لَيسَ في العُشّاقِ إِلّا / مَن يُغَنّي لي وَأَشرَب
فَلِنَفسي أَنا أُطري / وَلِنَفسي أَنا أَطرَب
وَثَقيلٍ كَأَنَّما
وَثَقيلٍ كَأَنَّما / مَلَكُ المَوتِ قُربُهُ
لَيسَ في الناسِ كُلُّهُم / مَن تَراهُ يُحِبُّهُ
لَو ذَكَرتَ اِسمَهُ عَلى ال / ماءِ ما ساغَ شُربُهُ
إِلى كَم مُقامي في بِلادِ مَعاشِرٍ
إِلى كَم مُقامي في بِلادِ مَعاشِرٍ / تَساوى بِها آسادُها وَكِلابُها
وَقَلَّدتُها الدُرَّ الثَمينَ وَإِنَّهُ / لَعَمرُكَ شَيءٌ أَنكَرَتهُ رِقابُها
وَما ضاقَتِ الدُنيا عَلى ذي مُروءَةٍ / وَلا هِيَ مَسدودٌ عَلَيهِ رِحابُها
فَقَد بَشَّرَتني بِالسَعادَةِ هِمَّتي / وَجاءَ مِنَ العَلياءِ نَحوي كِتابُها
يا حَبَّذا المَوزُ الَّذي أَرسَلتَهُ
يا حَبَّذا المَوزُ الَّذي أَرسَلتَهُ / وَلَقَد أَتانا طَيِّباً مِن طَيِّبِ
في ريحِهِ أَو لَونِهِ أَو طَعمِهِ / كَالمِسكِ أَو كَالتِبرِ أَو كَالضَربِ
وافَت بِهِ أَطباقُهُ مُنَضَّداً / كَأَنَّهُ مَكاحِلٌ مِن ذَهَبِ
نَغَصّتُمُ حينَ غِبتُم
نَغَصّتُمُ حينَ غِبتُم / عَلَيَّ عَيشاً خَصيبا
فَلَو رَأَيتُم سُروري / بِكُم لَكان عَجيبا
لِلَّهِ بُستاني وَما
لِلَّهِ بُستاني وَما / قَضَّيتُ فيهِ مِنَ المآرِب
لَهَفي عَلى زَمَني بِهِ / وَالعَيشُ مُخضَرُّ الجَوانِب
فَيَروقُني وَالجَوُّ مِن / هُ ساكِنٌ وَالقَطرُ ساكِب
وَلَكَم بَكَرتُ لَهُ وَقَد / بَكَرَت لَهُ غُرُّ السَحائِب
وَالطَلُّ في أَغصانِهِ / يَحكي عُقوداً في تَرائِب
وَتَفَتَّحَت أَزهارُهُ / فَتَأَرَّجَت مِن كُلِّ جانِب
وَبَدا عَلى دَوحاتِهِ / ثَمَرٌ كَأَذنابِ الثَعالِب
وَكَأَنَّما آصالُهُ / ذَهَبٌ عَلى الأَوراقِ ذائِب
فَهُناكَ كَم ذَهَبِيَّةٍ / لي في الولوعِ بِها مَذاهِب
لَكَ اللَهُ مِن والٍ وَلِيٍّ مُقَرَّبِ
لَكَ اللَهُ مِن والٍ وَلِيٍّ مُقَرَّبِ / فَكَم لَكَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَبَّبِ
حَلَلتَ مِنَ المَجدِ المُمَنَّعِ في الوَرى / بِأَرفَعِ بَيتٍ في العَلاءِ مُطَنَّبِ
يُقَصِّرُ عَن أَمثالِهِ كُلُّ قَيصَرٍ / وَيُغلَبُ عَن أَمثالِهِ كُلُّ أَغلَبِ
فَيا طالِباً لِلجودِ مِن غَيرِ جَلدَكٍ / نَصَحتُكَ لا تَتعَب وَلا تَتَطَلَّبِ
جَوادٌ مَتى تَحلُل بِواديهِ تَلقَهُ / كَما قيلَ في آلِ الجَوادِ المُهَلَّبِ
أَحَقُّ بِما قالَ ابنُ قَيسٍ لِمالِكٍ / وَأَولى بِما قالَ ابنُ أَوسٍ لِمُصعَبِ
وَلَو شاهَدَ العِجلِيُّ جَدواهُ ما اِنتَمى / لِعِكرِمَةَ الفَيّاضِ يَوماً وَحَوشَبِ
مُقيمٌ عَلى الخُلقِ الجَميلِ وَبَعضُهُم / كَثيرُ اِستِحالاتٍ كَحَرباءِ تَنضُبِ
مَقالٌ تُفَدّيهِ أَوائِلُ وائِلٍ / وَتَعبُدُهُ حُسناً أَعارِبُ يَعرُبِ
هُوَ الزَهَرُ الغَضُّ الَّذي في كِمامِهِ / أَوِ اللُؤلُؤُ الرَطبُ الَّذي لَم يُثَقَّبِ
خَليلَيَّ عوجا بي عَلى النَدبِ جَلدِكٍ / أَقَضِّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ
فَتىً ماجِدٌ طابَت مَواهِبُ كَفِّهِ / فَلا تُذكِراني بَعدَها أُمَّ جُندَبِ
سِواكَ الَّذي وُدّي لَدَيهِ مُضَيَّعٌ
سِواكَ الَّذي وُدّي لَدَيهِ مُضَيَّعٌ / وَغَيرُكَ مَن سَعيِي إِلَيهِ مُخَيَّبُ
وَوَاللَهِ ما آتيكَ إِلّا مَحَبَّةً / وَإِنِّيَ في أَهلِ الفَضيلَةِ أَرغَبُ
أَبُثُّ لَكَ الشُكرَ الَّذي طابَ نَشرُهُ / وَأُطري بِما أُثني عَلَيكَ وَأُطرِبُ
فَما لِيَ أَلقى دونَ بابِكَ جَفوَةً / لِغَيرِكَ تُعزى لا إِلَيكَ وَتُنسَبُ
أُرِدُّ بِرَدِّ البابِ إِن جِئتُ زائِراً / فَيا لَيتَ شِعري أَينَ أَهلٌ وَمَرحَبُ
وَلَستُ بِأَوقاتِ الزِيارَةِ جاهِلاً / وَلا أَنا مِمَّن قُربُهُ يُتَجَنَّبُ
وَقَد ذَكَروا في خادِمِ القَومِ أَنَّهُ / بِما كانَ مِن أَخلاقِهِم يَتَهَذَّبُ
فَهَلّا سَرَت مِنكَ اللَطافَةُ فيهِمُ / وَأَعتَدتَهُم آدابَها فَتَأَدَّبوا
وَتَصعُبُ عِندي حالَةٌ ما أَلِفتُها / عَلى أَنَّ بُعدي عَن جَنابِكَ أَصعَبُ
وَأُمسِكُ نَفسي عَن لِقائِكَ كارِهاً / أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَغضَبُ لِلفَضلِ الَّذي أَنتَ رَبُّهُ / لِأَجلِكَ لا أَنّي لِنَفسِيَ أَغضَبُ
وَآنَفُ إِمّا عِزَّةً مِنكَ نِلتُها / وَإِمّا لِإِذلالٍ بِهِ أَتَعَتَّبُ
وَإِذ كُنتُ لَم أَعتَد لِهاتَيكَ ذِلَّةً / فَحَسبي بِها مِن خَجلَةٍ حينَ أَذهَبُ
أُحَدِّثُهُ إِذا غَفَلَ الرَقيبُ
أُحَدِّثُهُ إِذا غَفَلَ الرَقيبُ / وَأَسأَلُهُ الجَوابَ فَلا يُجيبُ
وَأَطمَعُ حينَ أَعطِفُهُ عَساهُ / يَلينُ لِأَنَّهُ غُصنٌ رَطيبُ
أَذوبُ إِذا سَمِعتُ لَهُ حَديثاً / تَكادُ حَلاوَةٌ فيهِ تَذوبُ
وَيَخفِقُ حينَ يُبصِرُهُ فُؤادي / وَلا عَجَبٌ إِذا رَقَصَ الطَروبُ
لَقَد أَضحى مِنَ الدُنيا نَصيبي / وَما لِيَ مِنهُ في الدُنيا نَصيبُ
فَيا مَولايَ قُل لي أَيُّ ذَنبٍ / جَنَيتُ لَعَلَّني مِنهُ أَتوبُ
أَراكَ عَلَيَّ أَقسى الناسِ قَلباً / وَلي حالٌ تَرِقُّ لَهُ القُلوبُ
حَبيبٌ أَنتَ قُل لي أَم عَدُوٌّ / فَفِعلُكَ لَيسَ يَفعَلُهُ حَبيبُ
حَبيبي فيكَ أَعدائي ضُروبٌ / حَسودٌ عاذِلٌ واشٍ رَقيبُ
وَها أَنا ذا وَحَقِّكَ في جِهادٍ / عَسى مِن وَصلِكَ الفَتحُ القَريبُ
سَأُظهِرُ في هَواكَ إِلَيكَ سِرّي / وَما أَدري أَأُخطِئُ أَم أُصيبُ
أَرى هَذا الجَمالَ دَليلَ خَيرٍ / يُبَشِّرُني بِأَنّي لا أَخيبُ