المجموع : 273
أشرقت منك في الوجود ذكاء
أشرقت منك في الوجود ذكاء / فجلا حالك الظلام الضياء
درة عن سنائها قد تشظى / صدف الفيض فاستضاء السناء
يا إماماً سما مقاما علياً / قصرت دون شأوه الجوزاء
هل نجوم السماء إلا صفات / لك زينت بزهرهن السماء
لك ذات قد أبدع الله فيها / صنعه وهو صانع ما يشاء
عبقت من أريجها نفحات / فاستطابت بنشرها الأرجاء
نفد اللفظ وانتهى كل معنى / ومعانيك ما لهن انتهاء
أنت أسنى علا وأسمى محلا / أن يداني صفاتك الإطراء
نزلت بالثناء آيات وحي / صادع في علاك منه الثناء
أنت في نعته إمام مبين / أحصيت في بيانه الأشياء
ملأ الله صدرك الرحب علماً / ضاق عن بعض ما حواه الفضاء
دل مكنونه على الغيب حتى / كشف الستر دونه والغطاء
من هداه السبيل كان ولياً / لك يا من ولاؤه الاهتداء
لا يجوز الصراط إلا محب / منك يعطى الجواز وهو الولاء
ولك الكوثر الذي منه تسقى / شبعة الحق والقلوب ظماء
عصمة الخائفين من كل هول / يوم لا عاصم ولا شفعاء
باب علم النبي خير البرايا / أنت وهو المدينة الفيحاء
عندك العلم وهو علم كتاب / سخرت طوع حكمه الأشياء
لم يكن عند آصف غير جزء / منه واستجمعت لك الأجزاء
يوم وافى بالعرش طرفة عين / وإذا الشام عنده صنعاء
أنت يا صنو أحمد منه كالضوء / من الضوء حبذا الأضواء
أنت وازرته وكنت أخاه / يوم عزت وزارة واخاء
كنت في ليلة الفراش وقاء / حين لم يلف للنبي وقاء
ثابت الجأش طامناً لا تبالي / وسيوف العدى إليك ظماء
بين فضلك الجلي ولكن / لا ترى الشمس مقلة عمياء
أبا حسن أنت الذي فاق مجده
أبا حسن أنت الذي فاق مجده / ومن فوق أيديهم غدا نقطة الفاء
تواضعت لاسم الله جل جلاله / فصرت له يا عينه نقطة الباء
يا من يؤمل بالتمني راحة
يا من يؤمل بالتمني راحة / من طول همّ مؤلم وعناء
خل التمني فهو هم شاغل / ومن الدواء مهيج للداء
أمعمرا عمر النسور إلى متى
أمعمرا عمر النسور إلى متى / تبقى وأنت الميت في الاحياء
حدث فلا حرج حديث جذيمة / ما كان قصته مع الزباء
وعن البسوس وماضيات حروبها / حدث فانك حاضر الهيجاء
حديث الدهر أصدقه الفناء
حديث الدهر أصدقه الفناء / وأكذب ما ينمقه البقاء
نؤمل في الزمان صفاء عيش / وما في هذه الدنيا صفاء
ولكنا رأيناها بعين / عليها من مساويها غطاء
هي الداء العضال وليس يرجى / بغير الاعتبار له شفاء
وما أيامها إلا ركاب / ونحن الركب والموت الحداء
ولو كان الخلود بها نعيماً / لفازت بالخلود الانبياء
وما يسترجع الباكي فقيدا / وان ادمى محاجره البكاء
الم تر كيف قوضت المنايا / بناء العلم فانتقض البناء
فقيد قد فقدنا الصبر عنه / فذل الدمع إذ عز العزاء
نسر بما سيلقي من نعيم / ولكنا لضيعتنا نساء
ولو سيم الفدا رخصت وهانت / نفوس كان يغليها الفداء
كأن مدامع الباكين مدت / بنائله فعم بها الرواء
فيا من قد رأى قمرا منيرا / يمد سنا الشموس له ضياء
غياث الملتجي في الخطب يلقي / لديه الأمن ان عظم البلاء
وغوث المرتجى يلقى لديه / وشيك النجح ان خاب الرجاء
منار هدى أضاء وكل سار / له في ضوء طلعته اهتداء
ودارت حوله العلماء شعثا / كما دارت على الورود الظماء
وشرع محمد يبكي حسيناً / بعين كان منه لها ضياء
ولا عجب وقد وسع البرايا / نداه ان يضيق بها الفضاء
وكانت تستعير ذكاء منه / سناً فاليوم كاسفة ذكاء
اقلا علي اللوم فيما جنى الحب
اقلا علي اللوم فيما جنى الحب / فإن عذاب المستهام به عذب
وصلت غرامي بالدموع وعاقدت / جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب
تقاسمن مني ناظرا ضمنت له / دواعي الهوى ان لا يجف له غرب
فليت هواهم حمّل القلب وسعه / فيقوى له أوليت ما كان لي قلب
فأبعد بطيب العيش عني فليس لي / به طائل ان لم يكن بيننا قرب
الا في ذمام الله عيس تحملت / بسرب مهاً للدمع في اثرها سرب
وكنا وردنا العيش صفوا فاقبلت / حوادث أيام بها كدر الشرب
عدمناك من دهر خؤون لأهله / إذا ما انقضى خطب له راعنا خطب
على ان رزء الناس يخلق حقبة / ورزء بني طه تجدده الحقب
حدا لهم ركب الفناء ايائهم / وسار بمغبوط الثناء لهم ركب
لحى الله يا أهل العراق صنيعكم / فقد طأطأت هاماتها بكم العرب
دعوتم حسيناً للعراق ولم تزل / تسير إليه منكم الرسل والكتب
ان اقدم الينا يا بن بنت محمد / فأنك ان وافيت يلتئم الشعب
فلما أتاكم واثقاً بعهودكم / إليه إذا مرعى وفائكم جدب
فلم يحظ الا بالقنا من قراكم / وضاق عليه فيكم المنزل الرحب
فلم أر أشقى منكم إذ غدرتم / بآل علي كي تسود بكم حرب
فلله أجسام من النور كونت / تحكم في أغصانها الطعن والضرب
فيا يوم عاشوراء أوقدت في الحشا / من الحزن نيراناً مدى الدهر لا تخبو
وقد كنت عيدا قبل يجني بك الهنا / فعدت قذى الأجفان يجنى بك الكرب
قضى ابن رسول الله فيك على الظما / وقد نهلت منه المهندة القضب
وحفت به سمر القنا فكأنه / لدى الحرب عين والرماح لها هدب
فكم قد اريقت فيك من آل أحمد / دماء لسادات وكم هتكت حجب
وعبرى أذاب الشجو جامد دمعها / تنوح وللأشجان في قلبها ندب
إذا عطلت اجيادها من حليها / تحلت بدمع سقطه اللؤلؤ الرطب
تعاتب صرعى لو يساعدها القضا / إذا وثبوا غضبي وعنها العدى ذبوا
سر أيها الشعب سيرا
سر أيها الشعب سيرا / إلى العلى غير هائب
فسيف عزمك ماض / ونهج حقك لاحب
لا تخضعن لأمر / يكون ضربة لازب
وانظر بمرآة فكر / فيها رسوم العواقب
واعمل لنفسك واجهد / جهد الصبور المواضب
فراحة النفس تجنى / ثمارها بالمتاعب
تلقى زمامك طوعاً / إلى أكف الجواذب
وتشرب الماء رنقاً / والماء عذب المشارب
وكيف تنعم عيناً / ما بين عين وحاجب
وهل يناسب وجه / الحبيب عين المراقب
ارادة الشعب اقوى / عزا وامنع جانب
فما يفل شباها / ولا تكل المضارب
ما غولب الشعب إلا / وأصبح الشعب غالب
مع الخواطي سهم / مسدد الرمي صائب
وسوف يأتيك يوم / تنال فيه المآرب
تاريخ عصرك اضحى / مجموعة من غرائب
وللسياسة قامت / مسارح وملاعب
كأنها لم تؤسس / على اصول التجارب
اليوم يظهر شكل / لأمس غير مناسب
وليس يلبث حتى / يأتي غد بالعجائب
ومبدأ وضعوه / قد جشموه المصاعب
ومحو تلك المبادي / من الأماني الكواذب
ينمو الشعور ويسمو / فماله من مغالب
ما للسياسة قلب / يسر عتبى لعاتب
تبني وتنقض نقضاً / ما شيدت من مطالب
لون يحول وصبغ / تنضوه وفرة خاضب
في الكأس ما يزدهي به العنب
في الكأس ما يزدهي به العنب / تيهاً إذا ما إليه ينتسب
رب اب نال بابنه شرفاً / يقصر عنه النجار والحسب
غبوقها يسلب العقول وفي / صبوحها عائد لنا السلب
تذهب هم المقل حين يرى / كأس لجين طلاعها ذهب
اسماؤها جمة وأحسنها / عندي سرور النديم والطرب
وما الذ المدام يمزجها / بمثلها ما تضمن الشنب
مفلج الثغر في مقبله / عذب رضاب كأنه ضرب
وساحر الطرف من لواحظه / قد استعارت مضاءها القضب
تملك الحسن والجمال ففي / الغيد من الحسن بعض ما يهب
مر الجفا حلوة شمائله / وكل حب عذابه عذب
هندية لم تزل لواحظه / وقد نمته الغطارف العرب
قم هاتها هاتها معتقه / اتت عليها الدهور والحقب
شمس مدام يسعى بها قمر / على ندامى كأنها شهب
يخالها في الكؤوس مبصرها / سماء تبر نجومها الحبب
عليك بحسن الصبر فالصبر منحة
عليك بحسن الصبر فالصبر منحة / من الله ان الله جم مواهبه
فأيسر ما في الصبر تنفيس كربة / وتفريج غم تعتريك غواربه
وليس بمغن عنك بث وعبرة / وشكوى زمان لا ترد نوائبه
واعظم رزء فقد اصطباره / وان كثرت ارزاؤه ومصائبه
ومن جد في أمر يعز طلابه / ينل بجميل الصبر ما هو طالبه
رأيت الشقيق الغض يزهو فهاج لي
رأيت الشقيق الغض يزهو فهاج لي / غراماً له بين الضلوع وجيب
يذكرني خد الحبيب وكلما / يذكرني المحبوب فهو حبيب
هم انتدبوني للعظائم فانجلت
هم انتدبوني للعظائم فانجلت / عظائمهم مني بأشجع منتدب
فصابرتها والرعب يقذف بالحشى / ونار الوغى ترمي وتقذف باللهب
عذيري من هم ابيت احاربه
عذيري من هم ابيت احاربه / وحيداً سوى عزم تسل قواضبه
وماذا عسى ان يبلغ الضرب ساعدي / بلا مسعد والخصم تردي كتائبه
كأن الدراري الزاهرات اسنة / لوامع في ليل تخب مقانبه
كأن سواد الليل صبغة غادر / بعهد وداد من خليل يصاحبه
كأن نجوم الأفق اخلاق ماجد / سري من الفتيان زهر مناقبه
كأن الثريا كف ابلج باسط / إلى الوفد كفاً تستهل سواكبه
كأن سهيلا خافقاً متوقداً / حشا عاشق بالوجد تذكو لواهبه
كأن السها اختار الخمول لعلمه / بأن نبيه الذكر جم متاعبه
وقد شمخ العيوق كبرا بانفه / فقل سناه عندما ازورّ جانبه
ارى القطب حرا في الكواكب ثابتاً / على مبدء تسمو سموا مراتبه
ولعت بهذا الليل اكلأ نجمه / وارقبه والنجم عان مراقبه
ولو لم يكن هم لأدراك شأوه / لما بت ارعى سيره واصاحبه
يقولون لي كم تركب الهول مقدماص / على الأمر لم تؤمن عليك عواقبه
فقلت لهم كم يدرك الحتف وادعاً / بخفض وقد ينجو من الحتف راكبه
ويحيى بعز من يخوض غمارها / فذاك الذي تصفو وتحلو مشاربه
وما سولت نفس الجبان فباطل / تسول ان سدت عليه مذاهبه
ويحمل مني الخطب والله عدتي / فتى لا تبالي بالخطوب مناكبه
وما ذل مني جانب لملمة / إذا نزلت بالطود ذلت جوانبه
وما الحر الا كالنضار وانما / تهذب في حر اللهيب شوائبه
افدت من الأيام رأياً وحكمة / ومن ائبات الدهر تأتي رغائبه
إذا محكمات الرأي شاقتك فاتبع / هدى اشيب قد حنكته تجاربه
اراعك من شيبي سنا البرق في الدجى / فما لشبابي لم ترعك غياهبه
رقيت إلى أوج البهاء وهذه / بقودي يا شمس الجمال كواكبه
الفت مشيبي والخضاب خلابة / ومن حق الفي انني لا اخالبه
أكذب نفسي وهي جد عليمة / بأمري فما شأن البياض وخاضبه
وللدهر اطوار فبينا تسرنا / بشائره عادت تسود نوادبه
ونهج المعالي واضح غير انه / مهيب ولم يبلغ من الفوز راكبه
أخذنا إلى المجد الأثيل سبيله / فذلت لنا من بعد لأي مصاعبه
ضربنا بسيف الحق من رد حكمه / وذلك سيف لا تفل مضاربه
ارى الحق اقوى كل شيء وانما / يعود ضعيفاً حين يضعف صاحبه
على السيف ان يفري الضريبة ماضياً / وليس عليه ان يقصر ضاربه
إلى العز يا شعب العراق إلى العلى / إلى المجد تبدو شهبه وثواقبه
إذا عضد الحق اتفاق تطلعت / لمن يبتغيه بالنجاح مطالبه
ويخضع للشعب القوي ارادة / عدو يناويه وقرن يغالبه
وما لمبادي ولسن من ضمانة / لمتكل لا تستقل مآربه
نريد وفاء بالعهود وإنما / هي الرقم فوق الماء يعبث كاتبه
أحب من الفتيان أروع ماجداً / عفيفاً شريف النفس تزكو ضرائبه
إذا كان هم المكثرين اكتسابهم / فان المعالي همه ومكاسبه
ويؤثر بالأخلاص صالح قومه / على النفس علماً ان ذلك واجبه
وللوطن المحبوب يبذل واهباً / نفائس ما جادت عليه مواهبه
لمن الركب على واد قبا
لمن الركب على واد قبا / تتهادى العيس فيهم طربا
مشرقات في الدياجي لهم / أوجه غرّ تباهي الشهبا
تحمل الريح إذا مرت بهم / ارج الند وانفاس الكبا
يستدلون إذا خاضوا الدجى / قمرا يجلو سناه الغيهبا
ادلجوا يزجون في اظعانهم / رشأ أحوى يعاطي ربربا
شرعوا سمر القنا واعتقلوا / بالضبا يحمون ارام الظبا
ووراء الركب مطويّ على / لوعة تصلي حشاه لهبا
يتبع الاطعان طرفاً دامعاً / وفؤاداً شفه برح الصبا
قد تحروا منبت العشب وقد / عاد مغناهم بدمعي معشبا
نزلوا السفح فيا عين اسفحي / في نوى الاحباب دمعاً صيبا
غربت شمس التلاقي منهم / فاسهري الليل وراعي الشهبا
شمس المعارف قد زانت ببهجتها
شمس المعارف قد زانت ببهجتها / لما اضاءت سماء العلم والادب
تلوح من مشرق الآداب في فلك / ما ان له غير إبراهيم من قطب
كانها وهي بكر في محاسنها / تفتر عن لؤلؤ رطب وعن شنب
ابلغ إذا جئت أبا
ابلغ إذا جئت أبا / وهو الألمعي اللبيب
وقل له أين استقل الحدى / منك فأصبحت بأمر عجيب
تخذل دين الله مستنصرا / من سفه الراي لدين الصليب
وتسلم الثغر لأعدائه / اسلمك الله ليوم عصيب
انك تبغي خطة مالها / في الدين والدنيا جميعاً نصيب
انك كالباحث عن مدية / ف يحدها ذاق الحمام الرهيب
من سفه الرأي ومن افنه / يا شيخ ان تدعي فلا تستجيب
فلا سقاك الله الا القذي / بعد ولا ارعاك الا الجديب
ما هو الا قلم نافذذ / يسلبك الأمر فبئس السليب
فتخلع العز وابراده / وتلبس الذل بها عن قريب
كتاب الفضل الجلي على الكتب
كتاب الفضل الجلي على الكتب / به ابتهجت عيني وسربه قلبي
نميقة لطف من فريد تنظمت / فرائد قد فاقت على اللؤلؤ الرطب
شفت غلة القلب المشوق من الجوى / وقد كان ظمآناً لسلساله العذب
وللشوق مرآة تمثل شخصه / فتخطي به عين المودة والحب
شربت ايطاليا كاس العطب
شربت ايطاليا كاس العطب / في طرابلس بأسياف العرب
حدثتها كذباً آمالها / انها تبلغ بالحرب الأرب
فصدقناها بضرب علمت / منه ان الصدق للبيض القضب
طربت للفتح لكن الوغى / بدلت بالحزن ذياك الطرب
هيجت كل كمي باسل / دارع بالصبر نباذ اليلب
يكره المرهف في هام العدا / أو يرى من حده ما قد أحب
اصبحت اسيافنا كافلة / انها تبدي من الضرب العجب
مشرفيات عليها رقمت / آية النصر وعنوان الغلب
كلما ثار سحاباً جيشهم / عصفت فيه المنايا فانسحب
وإذا ما برقت أسيافهم / في سماء النقع بالموت انسكب
فكأني بأساطيلهم / أصبحت وهي اساطيل الهرب
رب معصوب بتاج منهم / عاد معصوباً بسيف ذي شطب
جزعت روما على مصرعه / انها احدى حظيات النكب
لست أشكو الحرب بل اشكرها / اننا فزنا بهذا المحترب
هذبت من كل شوب صفونا / مثلما هذبت النار الذهب
فنهضنا باتحاد صادق / مثلما تنهض أخوان النسب
دول الإسلام قد أضحت يداً / مثلما عادت إمارات العرب
وقف الشهم السنوسي بها / حامياً وقفة مجد وحسب
ما دجى ليل الوغى حتى جلا / ليله ابلج وضاح النسب
هتف الإسلام بالكرب به / فأتى يرقل فراج الكرب
انهضت افريقيا دعوته / نهضة من هولها الغرب اضطرب
كل خواض وغى يمشي لها / مشية الظامي إلى الماء العذب
لذ طعم الموت في أفواههم / فكأن الموت ضرب من ضرب
عرب لكنهم ما عرفوا / وهو من الفاظهم معنى الرهب
خطر ما مثله من خطر / طرق الإسلام من كل حدب
ابلغ الإسلام عني نفثة / جمرها بين الحيازيم التهب
انها حرب الصليب انبعثت / فابعثوها وهي ترمي اللهب
ما وراء الدين ترجى غاية / وإذا لم ننصر الدين ذهب
فاز من حامي على أوطانه / وعل الدين فأدى ما وجب
أيها الشرق انتبه من نومة / ضجت الاعصر منها والحقب
أو لم يغضبك ما أنت به / شيمة الليث إذا ضيم غضب
قد سلبت العز والعز إذا / لم تذد عنه المواضي يستلب
ما أراك اليوم الا جسداً / ضرجوه بدماء فاختضب
ما أراك اليوم الا مغنماً / عاد مقسوماً ونهباً ينتهب
ثروة تجنى ومجد يقتنى / وعلا تحوى وأرض تغتصب
فاضرب التقسيم بالسيف تكن / حاسماً فيه أماني من حسب
فإلى كم تكثر العتبى ولا / يعتب الغرب ضعيفاً ان عتب
كنت غابا بالمواضي أشباً / فاستباحوا ذلك الغاب الاشب
كنت للعلم سماء زينت / بشموس تتجلى وشهب
فمتى تسترجع العلم الذي / سامه أهلك جهلا فاغترب
أعاذل اني قد شغلت بصبوتي
أعاذل اني قد شغلت بصبوتي / وأنت بشغل من ملامك ناصب
فيا بعد ما بيني وبينك في الهوى / فقلبي شيعي ولومك ناصي
الشعب يهتف بالعرب
الشعب يهتف بالعرب / أين الحماة أولو الحسب
أين الأولى بسيوفهم / تطغى الوغى وبها تشب
الواردون على المكا / رم صفو ماء لم يشب
والمنتضون عزائماً / تفري شباهن القضب
قوم إذا شبت وغى / ترمي وتقذف باللهب
خاضوا الحمام كأن في / خوض الحمام لهم ارب
من كل اشوس ما دعا / داعي الوغى الا وثب
يستعذب الموت الزؤا / م كأنه صفو الضرب
نشوان من فيض النجيع / كأنه بنت العنب
ويميل من شوق إلى / رعد المدافع والصخب
فكأن اسحاق انبرى / يشدو فمال من الطرب
يا اسرة المجد الذي / فوق السها مد الطنب
مجد بنشر اريحه / لف الليالي والحقب
الدين ينتدب الحماة / ومثلكم من ينتدب
أنتم بنوه ورهطه / وإذا انتميتم فهو أب
بكم استقام بناؤه / حتى سما أعلى الرتب
قوموا بواجب دينكم / ان القيام لكم وجب
ان تنصروا دين الهدى / فالنصر فيكم والغلب
حاشاكم ان تخذلوا / شرع النبي المنتخب
حاشاكم ان تسمحوا / لبلادكم ان تغتصب
أوطانكم وهي المنيعة / أوشكت ان تستلب
لاخير فيمن لا يقا / تل دون دين أو حسب
خير الشرايع شرعكم / وكتابكم خير الكتب
مستعصمين بوحدة / دينية لم تنشعب
ضل الأولى طلبوا بها / بدلا لقد خاب الطلب
فتمزقوا أيدي سبا / رهن الفجائع والنكب
يا أيها الثغر الذي / ما فاته حسن الشنب
سيجيئك النصر الذي / ترجو فتبسم عن كثب
وتفوز فوزاً والعدى / بالويل ترجع والحرب
ما أنت الا الغاب وا / لأسد الضراغم لم تغب
نهدت إليك كتائب / ردي بأمثال السحب
من آل عدنان الكرام / ويعرب البيض النجب
ما ساورتهم رهبة / في الحرب مذ خلق الرهب
فقلوبهم زبر الحديد / ومجدهم سبك الذهب
الخيل يا فرسانها / خلقت عرابا للعرب
مثل الصقور على نسو / ر سيرها فيهم خبب
يحملن اساد الوغى / والسمر غابهم الاشب
اني نذير الانكليز / فيومهم منا اقترب
يوم بفيض دم الطلى / وجه البسيطة يختضب
شمس الضحى بدخانه / وهي المضيئة تحتجب
في لندن زحل بدا / والمشتري عنها غرب
قد ا صبحت غرض الخطو / ب فما عسى تجدي الخطب
يترقبون ربيعهم / بئس الربيع المرتقب
وبأرض مصر جيشنا / سيذيقهم كأس العطب
يا أرض مصر رحبي / بالجيش ترحيب المحب
سيطهرون ثراك / من دنس العدو المغتصب
واستبشري قفقاسيا / بالروح من ذاك الوصب
طلع الهلال بسعده / فسينجلي ليل الكرب
اقل همي لولا حرفة الادب
اقل همي لولا حرفة الادب / ما يرتقي بي هام الانجم الشهب
احدث النفس فيما لو وثبت له / حجبت شمس الضحى بالسمر والقضب
ومن هوان الفتى في الدهر يقنعه / من العلاء ثراء المال والنشب
إليك عني يا ذات الوشاح فقد / شغلت بالجد عن لهو وعن لعب
لأسمون إلى العلياء متشحاً / بمثل عزمي ماضي الحد ذي شطب
ريان ظمآن من لألاء جوهره / إلى نجيع دم بالموت منسكب
اخ وفيّ كريم العهد ذي ثقة / لا يسلم الخل في الأخطار والعطب
فقد بلوت اخلاء الزمان فما / ظفرت منهم بود غير مؤتشب
هم أولياء إذا ما كنت في دعة / من الزمان واعداء مع النوب
وان سعدت كما اهوى بودابي / الزاكي الوفي فهذا منتهى اربي
ماضي الضريبة مقدام الكتيبة محمود / النقيبة زاكي الأصل والحسب
في انفه شمم في كفه ديم / في سيفه ضرم في الجحفل اللجب
كالبدر طلعته كالدهر سطوته / كالبحر راحته راجيه لم يخب
حامي الذمار عزيز الجار مبتلج / الاثار تثني عليه السن الحقب
سر الزمان به حتى لو ان له / جسماً إذا رنحته هزة الطرب
إن ضل ساري الدجى والنجم متقد / اعدته نيرانه للمنزل الخصب
إذا عصته أنابيب القنا حطمت / بطاعة القلم الجوال في الكتب
تأوي إليه ذوو الحاجات عالمه / بأنه سيجلي ظلمة الكرب
سقى الغمام ليالينا التي نظت / شمل الوفاق بنادي سيد العرب
ونحن نذكر اخبارا وننشد اشعارا / لنقضي أوطارا من الادب
إذا تذكرت عيشاً مر لي معهم / ارسلت عيني بدمع واكف سرب