القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو المحاسن الكربلائي الكل
المجموع : 273
أشرقت منك في الوجود ذكاء
أشرقت منك في الوجود ذكاء / فجلا حالك الظلام الضياء
درة عن سنائها قد تشظى / صدف الفيض فاستضاء السناء
يا إماماً سما مقاما علياً / قصرت دون شأوه الجوزاء
هل نجوم السماء إلا صفات / لك زينت بزهرهن السماء
لك ذات قد أبدع الله فيها / صنعه وهو صانع ما يشاء
عبقت من أريجها نفحات / فاستطابت بنشرها الأرجاء
نفد اللفظ وانتهى كل معنى / ومعانيك ما لهن انتهاء
أنت أسنى علا وأسمى محلا / أن يداني صفاتك الإطراء
نزلت بالثناء آيات وحي / صادع في علاك منه الثناء
أنت في نعته إمام مبين / أحصيت في بيانه الأشياء
ملأ الله صدرك الرحب علماً / ضاق عن بعض ما حواه الفضاء
دل مكنونه على الغيب حتى / كشف الستر دونه والغطاء
من هداه السبيل كان ولياً / لك يا من ولاؤه الاهتداء
لا يجوز الصراط إلا محب / منك يعطى الجواز وهو الولاء
ولك الكوثر الذي منه تسقى / شبعة الحق والقلوب ظماء
عصمة الخائفين من كل هول / يوم لا عاصم ولا شفعاء
باب علم النبي خير البرايا / أنت وهو المدينة الفيحاء
عندك العلم وهو علم كتاب / سخرت طوع حكمه الأشياء
لم يكن عند آصف غير جزء / منه واستجمعت لك الأجزاء
يوم وافى بالعرش طرفة عين / وإذا الشام عنده صنعاء
أنت يا صنو أحمد منه كالضوء / من الضوء حبذا الأضواء
أنت وازرته وكنت أخاه / يوم عزت وزارة واخاء
كنت في ليلة الفراش وقاء / حين لم يلف للنبي وقاء
ثابت الجأش طامناً لا تبالي / وسيوف العدى إليك ظماء
بين فضلك الجلي ولكن / لا ترى الشمس مقلة عمياء
أبا حسن أنت الذي فاق مجده
أبا حسن أنت الذي فاق مجده / ومن فوق أيديهم غدا نقطة الفاء
تواضعت لاسم الله جل جلاله / فصرت له يا عينه نقطة الباء
يا من يؤمل بالتمني راحة
يا من يؤمل بالتمني راحة / من طول همّ مؤلم وعناء
خل التمني فهو هم شاغل / ومن الدواء مهيج للداء
أمعمرا عمر النسور إلى متى
أمعمرا عمر النسور إلى متى / تبقى وأنت الميت في الاحياء
حدث فلا حرج حديث جذيمة / ما كان قصته مع الزباء
وعن البسوس وماضيات حروبها / حدث فانك حاضر الهيجاء
حديث الدهر أصدقه الفناء
حديث الدهر أصدقه الفناء / وأكذب ما ينمقه البقاء
نؤمل في الزمان صفاء عيش / وما في هذه الدنيا صفاء
ولكنا رأيناها بعين / عليها من مساويها غطاء
هي الداء العضال وليس يرجى / بغير الاعتبار له شفاء
وما أيامها إلا ركاب / ونحن الركب والموت الحداء
ولو كان الخلود بها نعيماً / لفازت بالخلود الانبياء
وما يسترجع الباكي فقيدا / وان ادمى محاجره البكاء
الم تر كيف قوضت المنايا / بناء العلم فانتقض البناء
فقيد قد فقدنا الصبر عنه / فذل الدمع إذ عز العزاء
نسر بما سيلقي من نعيم / ولكنا لضيعتنا نساء
ولو سيم الفدا رخصت وهانت / نفوس كان يغليها الفداء
كأن مدامع الباكين مدت / بنائله فعم بها الرواء
فيا من قد رأى قمرا منيرا / يمد سنا الشموس له ضياء
غياث الملتجي في الخطب يلقي / لديه الأمن ان عظم البلاء
وغوث المرتجى يلقى لديه / وشيك النجح ان خاب الرجاء
منار هدى أضاء وكل سار / له في ضوء طلعته اهتداء
ودارت حوله العلماء شعثا / كما دارت على الورود الظماء
وشرع محمد يبكي حسيناً / بعين كان منه لها ضياء
ولا عجب وقد وسع البرايا / نداه ان يضيق بها الفضاء
وكانت تستعير ذكاء منه / سناً فاليوم كاسفة ذكاء
اقلا علي اللوم فيما جنى الحب
اقلا علي اللوم فيما جنى الحب / فإن عذاب المستهام به عذب
وصلت غرامي بالدموع وعاقدت / جفوني على هجر الكرى الانجم الشهب
تقاسمن مني ناظرا ضمنت له / دواعي الهوى ان لا يجف له غرب
فليت هواهم حمّل القلب وسعه / فيقوى له أوليت ما كان لي قلب
فأبعد بطيب العيش عني فليس لي / به طائل ان لم يكن بيننا قرب
الا في ذمام الله عيس تحملت / بسرب مهاً للدمع في اثرها سرب
وكنا وردنا العيش صفوا فاقبلت / حوادث أيام بها كدر الشرب
عدمناك من دهر خؤون لأهله / إذا ما انقضى خطب له راعنا خطب
على ان رزء الناس يخلق حقبة / ورزء بني طه تجدده الحقب
حدا لهم ركب الفناء ايائهم / وسار بمغبوط الثناء لهم ركب
لحى الله يا أهل العراق صنيعكم / فقد طأطأت هاماتها بكم العرب
دعوتم حسيناً للعراق ولم تزل / تسير إليه منكم الرسل والكتب
ان اقدم الينا يا بن بنت محمد / فأنك ان وافيت يلتئم الشعب
فلما أتاكم واثقاً بعهودكم / إليه إذا مرعى وفائكم جدب
فلم يحظ الا بالقنا من قراكم / وضاق عليه فيكم المنزل الرحب
فلم أر أشقى منكم إذ غدرتم / بآل علي كي تسود بكم حرب
فلله أجسام من النور كونت / تحكم في أغصانها الطعن والضرب
فيا يوم عاشوراء أوقدت في الحشا / من الحزن نيراناً مدى الدهر لا تخبو
وقد كنت عيدا قبل يجني بك الهنا / فعدت قذى الأجفان يجنى بك الكرب
قضى ابن رسول الله فيك على الظما / وقد نهلت منه المهندة القضب
وحفت به سمر القنا فكأنه / لدى الحرب عين والرماح لها هدب
فكم قد اريقت فيك من آل أحمد / دماء لسادات وكم هتكت حجب
وعبرى أذاب الشجو جامد دمعها / تنوح وللأشجان في قلبها ندب
إذا عطلت اجيادها من حليها / تحلت بدمع سقطه اللؤلؤ الرطب
تعاتب صرعى لو يساعدها القضا / إذا وثبوا غضبي وعنها العدى ذبوا
سر أيها الشعب سيرا
سر أيها الشعب سيرا / إلى العلى غير هائب
فسيف عزمك ماض / ونهج حقك لاحب
لا تخضعن لأمر / يكون ضربة لازب
وانظر بمرآة فكر / فيها رسوم العواقب
واعمل لنفسك واجهد / جهد الصبور المواضب
فراحة النفس تجنى / ثمارها بالمتاعب
تلقى زمامك طوعاً / إلى أكف الجواذب
وتشرب الماء رنقاً / والماء عذب المشارب
وكيف تنعم عيناً / ما بين عين وحاجب
وهل يناسب وجه / الحبيب عين المراقب
ارادة الشعب اقوى / عزا وامنع جانب
فما يفل شباها / ولا تكل المضارب
ما غولب الشعب إلا / وأصبح الشعب غالب
مع الخواطي سهم / مسدد الرمي صائب
وسوف يأتيك يوم / تنال فيه المآرب
تاريخ عصرك اضحى / مجموعة من غرائب
وللسياسة قامت / مسارح وملاعب
كأنها لم تؤسس / على اصول التجارب
اليوم يظهر شكل / لأمس غير مناسب
وليس يلبث حتى / يأتي غد بالعجائب
ومبدأ وضعوه / قد جشموه المصاعب
ومحو تلك المبادي / من الأماني الكواذب
ينمو الشعور ويسمو / فماله من مغالب
ما للسياسة قلب / يسر عتبى لعاتب
تبني وتنقض نقضاً / ما شيدت من مطالب
لون يحول وصبغ / تنضوه وفرة خاضب
في الكأس ما يزدهي به العنب
في الكأس ما يزدهي به العنب / تيهاً إذا ما إليه ينتسب
رب اب نال بابنه شرفاً / يقصر عنه النجار والحسب
غبوقها يسلب العقول وفي / صبوحها عائد لنا السلب
تذهب هم المقل حين يرى / كأس لجين طلاعها ذهب
اسماؤها جمة وأحسنها / عندي سرور النديم والطرب
وما الذ المدام يمزجها / بمثلها ما تضمن الشنب
مفلج الثغر في مقبله / عذب رضاب كأنه ضرب
وساحر الطرف من لواحظه / قد استعارت مضاءها القضب
تملك الحسن والجمال ففي / الغيد من الحسن بعض ما يهب
مر الجفا حلوة شمائله / وكل حب عذابه عذب
هندية لم تزل لواحظه / وقد نمته الغطارف العرب
قم هاتها هاتها معتقه / اتت عليها الدهور والحقب
شمس مدام يسعى بها قمر / على ندامى كأنها شهب
يخالها في الكؤوس مبصرها / سماء تبر نجومها الحبب
عليك بحسن الصبر فالصبر منحة
عليك بحسن الصبر فالصبر منحة / من الله ان الله جم مواهبه
فأيسر ما في الصبر تنفيس كربة / وتفريج غم تعتريك غواربه
وليس بمغن عنك بث وعبرة / وشكوى زمان لا ترد نوائبه
واعظم رزء فقد اصطباره / وان كثرت ارزاؤه ومصائبه
ومن جد في أمر يعز طلابه / ينل بجميل الصبر ما هو طالبه
رأيت الشقيق الغض يزهو فهاج لي
رأيت الشقيق الغض يزهو فهاج لي / غراماً له بين الضلوع وجيب
يذكرني خد الحبيب وكلما / يذكرني المحبوب فهو حبيب
هم انتدبوني للعظائم فانجلت
هم انتدبوني للعظائم فانجلت / عظائمهم مني بأشجع منتدب
فصابرتها والرعب يقذف بالحشى / ونار الوغى ترمي وتقذف باللهب
عذيري من هم ابيت احاربه
عذيري من هم ابيت احاربه / وحيداً سوى عزم تسل قواضبه
وماذا عسى ان يبلغ الضرب ساعدي / بلا مسعد والخصم تردي كتائبه
كأن الدراري الزاهرات اسنة / لوامع في ليل تخب مقانبه
كأن سواد الليل صبغة غادر / بعهد وداد من خليل يصاحبه
كأن نجوم الأفق اخلاق ماجد / سري من الفتيان زهر مناقبه
كأن الثريا كف ابلج باسط / إلى الوفد كفاً تستهل سواكبه
كأن سهيلا خافقاً متوقداً / حشا عاشق بالوجد تذكو لواهبه
كأن السها اختار الخمول لعلمه / بأن نبيه الذكر جم متاعبه
وقد شمخ العيوق كبرا بانفه / فقل سناه عندما ازورّ جانبه
ارى القطب حرا في الكواكب ثابتاً / على مبدء تسمو سموا مراتبه
ولعت بهذا الليل اكلأ نجمه / وارقبه والنجم عان مراقبه
ولو لم يكن هم لأدراك شأوه / لما بت ارعى سيره واصاحبه
يقولون لي كم تركب الهول مقدماص / على الأمر لم تؤمن عليك عواقبه
فقلت لهم كم يدرك الحتف وادعاً / بخفض وقد ينجو من الحتف راكبه
ويحيى بعز من يخوض غمارها / فذاك الذي تصفو وتحلو مشاربه
وما سولت نفس الجبان فباطل / تسول ان سدت عليه مذاهبه
ويحمل مني الخطب والله عدتي / فتى لا تبالي بالخطوب مناكبه
وما ذل مني جانب لملمة / إذا نزلت بالطود ذلت جوانبه
وما الحر الا كالنضار وانما / تهذب في حر اللهيب شوائبه
افدت من الأيام رأياً وحكمة / ومن ائبات الدهر تأتي رغائبه
إذا محكمات الرأي شاقتك فاتبع / هدى اشيب قد حنكته تجاربه
اراعك من شيبي سنا البرق في الدجى / فما لشبابي لم ترعك غياهبه
رقيت إلى أوج البهاء وهذه / بقودي يا شمس الجمال كواكبه
الفت مشيبي والخضاب خلابة / ومن حق الفي انني لا اخالبه
أكذب نفسي وهي جد عليمة / بأمري فما شأن البياض وخاضبه
وللدهر اطوار فبينا تسرنا / بشائره عادت تسود نوادبه
ونهج المعالي واضح غير انه / مهيب ولم يبلغ من الفوز راكبه
أخذنا إلى المجد الأثيل سبيله / فذلت لنا من بعد لأي مصاعبه
ضربنا بسيف الحق من رد حكمه / وذلك سيف لا تفل مضاربه
ارى الحق اقوى كل شيء وانما / يعود ضعيفاً حين يضعف صاحبه
على السيف ان يفري الضريبة ماضياً / وليس عليه ان يقصر ضاربه
إلى العز يا شعب العراق إلى العلى / إلى المجد تبدو شهبه وثواقبه
إذا عضد الحق اتفاق تطلعت / لمن يبتغيه بالنجاح مطالبه
ويخضع للشعب القوي ارادة / عدو يناويه وقرن يغالبه
وما لمبادي ولسن من ضمانة / لمتكل لا تستقل مآربه
نريد وفاء بالعهود وإنما / هي الرقم فوق الماء يعبث كاتبه
أحب من الفتيان أروع ماجداً / عفيفاً شريف النفس تزكو ضرائبه
إذا كان هم المكثرين اكتسابهم / فان المعالي همه ومكاسبه
ويؤثر بالأخلاص صالح قومه / على النفس علماً ان ذلك واجبه
وللوطن المحبوب يبذل واهباً / نفائس ما جادت عليه مواهبه
لمن الركب على واد قبا
لمن الركب على واد قبا / تتهادى العيس فيهم طربا
مشرقات في الدياجي لهم / أوجه غرّ تباهي الشهبا
تحمل الريح إذا مرت بهم / ارج الند وانفاس الكبا
يستدلون إذا خاضوا الدجى / قمرا يجلو سناه الغيهبا
ادلجوا يزجون في اظعانهم / رشأ أحوى يعاطي ربربا
شرعوا سمر القنا واعتقلوا / بالضبا يحمون ارام الظبا
ووراء الركب مطويّ على / لوعة تصلي حشاه لهبا
يتبع الاطعان طرفاً دامعاً / وفؤاداً شفه برح الصبا
قد تحروا منبت العشب وقد / عاد مغناهم بدمعي معشبا
نزلوا السفح فيا عين اسفحي / في نوى الاحباب دمعاً صيبا
غربت شمس التلاقي منهم / فاسهري الليل وراعي الشهبا
شمس المعارف قد زانت ببهجتها
شمس المعارف قد زانت ببهجتها / لما اضاءت سماء العلم والادب
تلوح من مشرق الآداب في فلك / ما ان له غير إبراهيم من قطب
كانها وهي بكر في محاسنها / تفتر عن لؤلؤ رطب وعن شنب
ابلغ إذا جئت أبا
ابلغ إذا جئت أبا / وهو الألمعي اللبيب
وقل له أين استقل الحدى / منك فأصبحت بأمر عجيب
تخذل دين الله مستنصرا / من سفه الراي لدين الصليب
وتسلم الثغر لأعدائه / اسلمك الله ليوم عصيب
انك تبغي خطة مالها / في الدين والدنيا جميعاً نصيب
انك كالباحث عن مدية / ف يحدها ذاق الحمام الرهيب
من سفه الرأي ومن افنه / يا شيخ ان تدعي فلا تستجيب
فلا سقاك الله الا القذي / بعد ولا ارعاك الا الجديب
ما هو الا قلم نافذذ / يسلبك الأمر فبئس السليب
فتخلع العز وابراده / وتلبس الذل بها عن قريب
كتاب الفضل الجلي على الكتب
كتاب الفضل الجلي على الكتب / به ابتهجت عيني وسربه قلبي
نميقة لطف من فريد تنظمت / فرائد قد فاقت على اللؤلؤ الرطب
شفت غلة القلب المشوق من الجوى / وقد كان ظمآناً لسلساله العذب
وللشوق مرآة تمثل شخصه / فتخطي به عين المودة والحب
شربت ايطاليا كاس العطب
شربت ايطاليا كاس العطب / في طرابلس بأسياف العرب
حدثتها كذباً آمالها / انها تبلغ بالحرب الأرب
فصدقناها بضرب علمت / منه ان الصدق للبيض القضب
طربت للفتح لكن الوغى / بدلت بالحزن ذياك الطرب
هيجت كل كمي باسل / دارع بالصبر نباذ اليلب
يكره المرهف في هام العدا / أو يرى من حده ما قد أحب
اصبحت اسيافنا كافلة / انها تبدي من الضرب العجب
مشرفيات عليها رقمت / آية النصر وعنوان الغلب
كلما ثار سحاباً جيشهم / عصفت فيه المنايا فانسحب
وإذا ما برقت أسيافهم / في سماء النقع بالموت انسكب
فكأني بأساطيلهم / أصبحت وهي اساطيل الهرب
رب معصوب بتاج منهم / عاد معصوباً بسيف ذي شطب
جزعت روما على مصرعه / انها احدى حظيات النكب
لست أشكو الحرب بل اشكرها / اننا فزنا بهذا المحترب
هذبت من كل شوب صفونا / مثلما هذبت النار الذهب
فنهضنا باتحاد صادق / مثلما تنهض أخوان النسب
دول الإسلام قد أضحت يداً / مثلما عادت إمارات العرب
وقف الشهم السنوسي بها / حامياً وقفة مجد وحسب
ما دجى ليل الوغى حتى جلا / ليله ابلج وضاح النسب
هتف الإسلام بالكرب به / فأتى يرقل فراج الكرب
انهضت افريقيا دعوته / نهضة من هولها الغرب اضطرب
كل خواض وغى يمشي لها / مشية الظامي إلى الماء العذب
لذ طعم الموت في أفواههم / فكأن الموت ضرب من ضرب
عرب لكنهم ما عرفوا / وهو من الفاظهم معنى الرهب
خطر ما مثله من خطر / طرق الإسلام من كل حدب
ابلغ الإسلام عني نفثة / جمرها بين الحيازيم التهب
انها حرب الصليب انبعثت / فابعثوها وهي ترمي اللهب
ما وراء الدين ترجى غاية / وإذا لم ننصر الدين ذهب
فاز من حامي على أوطانه / وعل الدين فأدى ما وجب
أيها الشرق انتبه من نومة / ضجت الاعصر منها والحقب
أو لم يغضبك ما أنت به / شيمة الليث إذا ضيم غضب
قد سلبت العز والعز إذا / لم تذد عنه المواضي يستلب
ما أراك اليوم الا جسداً / ضرجوه بدماء فاختضب
ما أراك اليوم الا مغنماً / عاد مقسوماً ونهباً ينتهب
ثروة تجنى ومجد يقتنى / وعلا تحوى وأرض تغتصب
فاضرب التقسيم بالسيف تكن / حاسماً فيه أماني من حسب
فإلى كم تكثر العتبى ولا / يعتب الغرب ضعيفاً ان عتب
كنت غابا بالمواضي أشباً / فاستباحوا ذلك الغاب الاشب
كنت للعلم سماء زينت / بشموس تتجلى وشهب
فمتى تسترجع العلم الذي / سامه أهلك جهلا فاغترب
أعاذل اني قد شغلت بصبوتي
أعاذل اني قد شغلت بصبوتي / وأنت بشغل من ملامك ناصب
فيا بعد ما بيني وبينك في الهوى / فقلبي شيعي ولومك ناصي
الشعب يهتف بالعرب
الشعب يهتف بالعرب / أين الحماة أولو الحسب
أين الأولى بسيوفهم / تطغى الوغى وبها تشب
الواردون على المكا / رم صفو ماء لم يشب
والمنتضون عزائماً / تفري شباهن القضب
قوم إذا شبت وغى / ترمي وتقذف باللهب
خاضوا الحمام كأن في / خوض الحمام لهم ارب
من كل اشوس ما دعا / داعي الوغى الا وثب
يستعذب الموت الزؤا / م كأنه صفو الضرب
نشوان من فيض النجيع / كأنه بنت العنب
ويميل من شوق إلى / رعد المدافع والصخب
فكأن اسحاق انبرى / يشدو فمال من الطرب
يا اسرة المجد الذي / فوق السها مد الطنب
مجد بنشر اريحه / لف الليالي والحقب
الدين ينتدب الحماة / ومثلكم من ينتدب
أنتم بنوه ورهطه / وإذا انتميتم فهو أب
بكم استقام بناؤه / حتى سما أعلى الرتب
قوموا بواجب دينكم / ان القيام لكم وجب
ان تنصروا دين الهدى / فالنصر فيكم والغلب
حاشاكم ان تخذلوا / شرع النبي المنتخب
حاشاكم ان تسمحوا / لبلادكم ان تغتصب
أوطانكم وهي المنيعة / أوشكت ان تستلب
لاخير فيمن لا يقا / تل دون دين أو حسب
خير الشرايع شرعكم / وكتابكم خير الكتب
مستعصمين بوحدة / دينية لم تنشعب
ضل الأولى طلبوا بها / بدلا لقد خاب الطلب
فتمزقوا أيدي سبا / رهن الفجائع والنكب
يا أيها الثغر الذي / ما فاته حسن الشنب
سيجيئك النصر الذي / ترجو فتبسم عن كثب
وتفوز فوزاً والعدى / بالويل ترجع والحرب
ما أنت الا الغاب وا / لأسد الضراغم لم تغب
نهدت إليك كتائب / ردي بأمثال السحب
من آل عدنان الكرام / ويعرب البيض النجب
ما ساورتهم رهبة / في الحرب مذ خلق الرهب
فقلوبهم زبر الحديد / ومجدهم سبك الذهب
الخيل يا فرسانها / خلقت عرابا للعرب
مثل الصقور على نسو / ر سيرها فيهم خبب
يحملن اساد الوغى / والسمر غابهم الاشب
اني نذير الانكليز / فيومهم منا اقترب
يوم بفيض دم الطلى / وجه البسيطة يختضب
شمس الضحى بدخانه / وهي المضيئة تحتجب
في لندن زحل بدا / والمشتري عنها غرب
قد ا صبحت غرض الخطو / ب فما عسى تجدي الخطب
يترقبون ربيعهم / بئس الربيع المرتقب
وبأرض مصر جيشنا / سيذيقهم كأس العطب
يا أرض مصر رحبي / بالجيش ترحيب المحب
سيطهرون ثراك / من دنس العدو المغتصب
واستبشري قفقاسيا / بالروح من ذاك الوصب
طلع الهلال بسعده / فسينجلي ليل الكرب
اقل همي لولا حرفة الادب
اقل همي لولا حرفة الادب / ما يرتقي بي هام الانجم الشهب
احدث النفس فيما لو وثبت له / حجبت شمس الضحى بالسمر والقضب
ومن هوان الفتى في الدهر يقنعه / من العلاء ثراء المال والنشب
إليك عني يا ذات الوشاح فقد / شغلت بالجد عن لهو وعن لعب
لأسمون إلى العلياء متشحاً / بمثل عزمي ماضي الحد ذي شطب
ريان ظمآن من لألاء جوهره / إلى نجيع دم بالموت منسكب
اخ وفيّ كريم العهد ذي ثقة / لا يسلم الخل في الأخطار والعطب
فقد بلوت اخلاء الزمان فما / ظفرت منهم بود غير مؤتشب
هم أولياء إذا ما كنت في دعة / من الزمان واعداء مع النوب
وان سعدت كما اهوى بودابي / الزاكي الوفي فهذا منتهى اربي
ماضي الضريبة مقدام الكتيبة محمود / النقيبة زاكي الأصل والحسب
في انفه شمم في كفه ديم / في سيفه ضرم في الجحفل اللجب
كالبدر طلعته كالدهر سطوته / كالبحر راحته راجيه لم يخب
حامي الذمار عزيز الجار مبتلج / الاثار تثني عليه السن الحقب
سر الزمان به حتى لو ان له / جسماً إذا رنحته هزة الطرب
إن ضل ساري الدجى والنجم متقد / اعدته نيرانه للمنزل الخصب
إذا عصته أنابيب القنا حطمت / بطاعة القلم الجوال في الكتب
تأوي إليه ذوو الحاجات عالمه / بأنه سيجلي ظلمة الكرب
سقى الغمام ليالينا التي نظت / شمل الوفاق بنادي سيد العرب
ونحن نذكر اخبارا وننشد اشعارا / لنقضي أوطارا من الادب
إذا تذكرت عيشاً مر لي معهم / ارسلت عيني بدمع واكف سرب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025