القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : يَزيد بنُ الطَّثَرِيّة الكل
المجموع : 64
سَخَطتَ وَلَم أُذنِب وَتَرضى مُخالِفاً
سَخَطتَ وَلَم أُذنِب وَتَرضى مُخالِفاً / كَأَنّي أَخو ذَنبٍ فَفِعلُكَ مُعجِبُ
فَلَو زُرتَ مَلكاً كُنتَ غَيرَ مُخاطِرٍ / وَإِن كُنتَ أَدنى واصِلاً وَأَقرَبُ
وَلَو أَنَّني لَجَجتُ في البَحرِ عائِماً / عَلى خَطَرٍ في لُجَّةٍ أَتَسَرَّبُ
لَكُنتُ عَلى وُدّيكَ فيما تَسومُني / مُخاطَرَةً في الناسِ مِن ذَينِ أَعجَبُ
أَقولُ لِثَورٍ وَهوَ يَحلِقُ لُمَّتي
أَقولُ لِثَورٍ وَهوَ يَحلِقُ لُمَّتي / بِعَقفاءِ مَردودٌ عَلَيها نِصابُها
تَرَفَّق بِها يا ثَورُ لَيسَ ثَوابُها / بِهَذا وَلَكِن غَيرُ هَذا ثَوابُها
أَلا رُبَّما يا ثَورُ قَد غَلَّ وَسطَها / أَنامِلُ رَخصاتٌ حَديثٌ خِضابُها
وَتَسلُكُ مَدرى العاجِ في مُدلَهِمَّةٍ / إِذا لَم تُفَرَّج ماتَ غَمّاً صُؤابُها
فَراحَ بِها ثَورٌ تَرِفُّ كَأَنَّها / سَلاسِلُ دَرعٍ لينُها وَاِنسِكابُها
خُدارِيَّةٌ كَالشُريَةِ الفَردِ جادَها / مِنَ الصَيفِ أَنواءٌ مَطيرٌ سَحابُها
فَأَصبَحَ رَأسي كَالصَخيرَةِ أَشرَفَت / عَلَيها عُقابٌ ثُمَّ طارَت عُقابُها
يَقولُ خَليلي بِاللَوى مِن حُفارَةٍ
يَقولُ خَليلي بِاللَوى مِن حُفارَةٍ / وَقَد قَفَّ تاراتٍ مِنَ الخَوفِ جانِبُه
حَذارِ الرَدى وَالقَلبُ يَعلَمُ أَنَّهُ /
أَلَيسَ حِمامي لا مُحالَةَ أَنَّهُ / إِذا جاءَ ساقَتني إِلَيهِ حَوالِبُه
وَأَبيَضَ ماضي الهَمِّ مُنقَبِضِ الحَشا / كَريمِ النَثا يُغني بِهِ مَن يُصاحِبُه
أَخو ثِقَةٍ لَم يُعطَ ثَديَ وَليدَةٍ / كَنَصلِ اليَمانِي لَم تُغَلَّل مَضارِبُه
كَأَنَّ عَلى أَعطافِهِ لَونُ مُذهَبٍ /
طَرَدتَ الكَرى عَنهُ بِذَكرَيكَ بَعدَما / أَطالَ سُرى لَيلٍ وَذَلَّت رَكائِبُه
فَقامَ كَسَكرانٍ بِهِ عُقبُ سَكرَةٍ / وَبَردَةُ مَجرورٍ مِنَ النَومِ جانِبُه
إِلى سَلسَلٍ رَسلٍ سَفيهٍ زِمامُهُ / أَنافَ لِأَعلى مَوضِعِ الرَحلِ غارِبُه
وَقُمتُ إِلى أَعوادِ حَرفٍ كَأَنَّما / تَرى بِأَقاصي البيدِ غُنماً تَناهَبُه
عَلَيهِ فَيَأبى أَن يُفَرِّطَ ثائِبُه /
وَمَرَّت تُضاغي بِالعَشِيِّ ثَعالِبُه /
لِنُدرِكَ وَصلاً بانَ مِنكَ لِنِيَّةٍ / وَلا خَيرَ في وَصلٍ يُماديهِ طالِبُه
فَأَشهَدَ عِندَ اللَهِ أَن قَد سَبَبتَني /
كَأَنَّ سَلاقَ الخَمرِ بَينَ خِلالِهِ /
وَأَسوَدَ مَيّادٍ عَلى جَيدِ عَوهَجٍ / جَعادِ النَواحي غَيرُ زُعرٍ ذَوائِبُه
وَرَخصٍ بِهِ الحَنّاءُ لَم يَعدُ أَن جَلا / أَكَمتُهُ بَعدَ التَثَبُّتِ خاضِبُه
أُحِبُّكَ أَطرافَ النَهارِ بَشاشَةً
أُحِبُّكَ أَطرافَ النَهارِ بَشاشَةً / وَبِاللَيلِ يَدعوني الهَوى فَأُجيبُ
لَئِن أَصبَحَت ريحُ المَوَدَّةِ بَينَنا / شَمالاً لَقَد ما كُنتُ وَهِيَ جُنوبُ
أَلا بِأَبي مَن قَد بَرى الجِسمَ حُبُّهُ
أَلا بِأَبي مَن قَد بَرى الجِسمَ حُبُّهُ / وَمِن هُوَ مَوموقٌ إِلَيَّ حَبيبُ
وَمَن هُوَ لا يَزدادُ إِلّا تَشَوُّقاً / وَلَيسَ يَرى إِلّا عَلَيهِ رَقيبُ
وَإِنّي وَإِن أَحمَوا عَلَيَّ كَلامَها / وَحالَت أَعادٍ دونَها وَحُروبُ
لَمُثنٍ عَلى لَيلى ثَناءً بَريدُهُ / قَوافٍ بِأَفواهِ الرِجالِ تَطيبُ
أَلَيلى اِحذَري نَقضَ القِوى لا يَزَل / عَلى النَأيِ وَالهِجرانِ مِنكِ نَصيبُ
وَكوني عَلى الواشينَ لَدّاءَ شَغبَةً / كَما أَنا لِلواشي أَلَدُّ شَغوبُ
فَإِن خِفتِ أَلّا تَحكُمي مِرَّةَ الهَوى / فَرُدّي فُؤادي وَالمَزارُ قَريبُ
بِنَفسي وَأَهلي مَن إِذا عَرَضوا لَهُ / بِبَعضِ الأَذى لَم يَدرِ كَيفَ يُجيبُ
وَلَم يَعتَذِر عُذرَ البَريءِ وَلَم يَزَل / بِهِ رَعدَةٌ حَتّى يُقالَ مُريبُ
فَإِن شِئتُمُ مَيّادُ زُرنا وَزُرتُمُ
فَإِن شِئتُمُ مَيّادُ زُرنا وَزُرتُمُ / وَلَم تَنفَسَ الدُنيا عَلى مَن يُصيبُها
أَيَذهَبُ مَيّادٌ بِأَلبابِ نِسوَتي / وَنُسوَةِ مَيّادٍ صَحيحٌ قُلوبُها
قُل لِلبَوادِرِ وَالأَحلافِ ما لَكُمُ
قُل لِلبَوادِرِ وَالأَحلافِ ما لَكُمُ / أَمرٌ إِذا كانَ شورى أَمرُكُم شَعَبا
لا تُنشِبوا في جَناحِ القَومِ ريشُكُمُ / فَيَجعَلوكُم ذُنابى يَنبُتُ الزَغَبا
لا عَيبَ فيَّ لَكُم إِلّا مُعاتَبَتي / إِذا تَعَتَّبتُ مِن أَخلاقِكُم عَتَبا
كَأَنَّ حَيرِيَّةً غَيرى مُلاحِيَةً / باتَت تُؤَزِّبُهُ مِن تَحتِهِ القُضُبا
أَلا حَيِّيا الأَطلالَ وَالمُتَطَنَّبا
أَلا حَيِّيا الأَطلالَ وَالمُتَطَنَّبا / وَمَربِطَ أَفلاءٍ وَخَيماً مُنَصَّبا
وَأَشعَثَ مَهدومِ السَراةِ كَأَنَّهُ / هِلالٌ تَوَفّى عِدَّةَ الشَهرِ أَحدَبا
أَلا لا أَرى عَصرَ المُنيفَةِ راجِعاً / وَلا كَلَيالينا بِتَعشارِ مَطلَبا
وَلا الحُبَّ إِلّا قَتِلي حَيثُ أَخلَقَت / قِواها وَأَضحى الحَبلُ مِنها تَقَضَّبا
وَيَومَ فِراضِ الوَشمِ أَذرَيتُ عَبرَةً / كَما ضَيَّعَ السِلكَ الجُمانَ المُثَقَّبا
وَمَن يَعلَقِ البيضَ الكَواعِبَ قَلبُهُ / وَيَبغُضنَهُ يُدعَ الشَقِيَّ المُعَذَّبا
فَمُرّا عَلى ظَلامَةِ الأَينِ فَاِنطِقا / بِعُذري إِلَيها وَاِذكُراني تَعَجُّبا
وَقولا إِذا عَدَّت ذُنوبٌ كَثيرَةٌ / عَلَينا تَجَنّاها ذُرى ما تَعَيَّبا
هَبيني اِمرِأً إِمّا بَريئاً ظَلَمتِهِ / وَإِمّا مُسيئاً تابَ بَعدُ وَأَعتَبا
فَلَمّا أَبَت لا تَقبَلُ العُذرَ وَاِرتَمى / بِها كَذِبُ الواشينَ شَأواً مُغَرِّبا
تَعَزَّيتُ عَنها بِالصُدودِ وَلَم أَكُن / لِمَن ضَنَّ عَنّي بِالمَوَدَّةِ أَقرَبا
وَكُنتُ كَذي داءٍ تُبغي لِدائِهِ / طَبيباً فَلَمّا لَم يَجِدهُ تَطَبَّبا
فَلَمّا اِشتَفى مِمّا بِهِ عَلَّ طِبُّهُ / عَلى نَفسِهِ مِن طولِ ما كانَ جَرَّبا
فَلَمّا جِئتُ قالَت لي كَلاماً
فَلَمّا جِئتُ قالَت لي كَلاماً / بَرَمتُ بِهِ فَما وَجَدتَ لَهُ جَوابا
إِذا ما الريحُ نَحوَ الأَثلِ هَبَّت
إِذا ما الريحُ نَحوَ الأَثلِ هَبَّت / وَجَدتُ الريحَ طَيِّبَةً جَنوبا
فَماذا يَمنَعُ الأَرواحَ تَسري / بِرَيّا أُمِّ عَمروٍ أَن تَطيبا
أَلَيسَت أُعطِيَت في حُسنِ خَلقٍ / كَما شاءَت وَجُنِّبتِ العُيوبا
جَرى واكِفُ العَينَينِ بِالديمَةِ السَكبِ
جَرى واكِفُ العَينَينِ بِالديمَةِ السَكبِ / وَراجَعَني مِن ذِكرِ ما قَد مَضى حُبّي
وَأَبدى الهَوى ما كُنتُ أُخفي مِنَ العِدى / وَحَنَّ لِتَذكارِ الصِبا مَرَّةً قَلبي
مَتى يُرسَلُ المُشفى إِنِ الناسُ تَحَلَّوا / عُيوناً لِأَكنافِ المَدينَةِ فَالهَضبِ
أَمُت كَمَداً أَو أَضنُ حَتّى يُغيثَني / مُغيثٌ بِسَيبٍ مِن نَداهُنَّ أَو قُربِ
حَنا الحائِمُ الصادي إِلَيها وَخُلِّيَت / قُلوبٌ فَما يَقدِرنَ مِنها عَلى شُربِ
جَعَلنَ الهَوى داءً عَلَينا وَمالُنا / إِلَيهُنَّ إِذ أَورَدنَنا الداءَ مِن ذَنبِ
جَرى فَوقَها زَهوُ الشَبابِ وَباشَرَت / نَعيمَ اللَيالي وَالرَخاءُ مِنَ الخَصبِ
نَواعِمُ لا يَرغَبنَ في وَصلِ بَلدَمٍ / هِدانٍ وَلا يَزهَدنَ في الطَرَفِ العَذبِ
غَدَوا كاعِمي أَفواهَهُم بِسِياطِهِم
غَدَوا كاعِمي أَفواهَهُم بِسِياطِهِم / مِنَ الداءِ إِذ لَم يُطعَموا بِغِياثِ
فَلَولا دِفاعُ اللَهِ عَنهُم بِمَنِّهِ / بِثِنتَينِ بَينَ اِثنَينِ عِندَ ثَلاثِ
يَقولُ بِصَحراءِ الضُبَيبِ اِبنُ بَوزَلٍ
يَقولُ بِصَحراءِ الضُبَيبِ اِبنُ بَوزَلٍ / وَلِلعَينِ مِن فَرطِ الصَبابَةِ نازِحُ
أَتَبكي عَلى مَن لا تُدانيكَ دارُهُ / وَمَن شَعبُهُ عَنكَ العَشِيَّةَ نازِحُ
تَذَكَّرتُ لَيلى أَن تَغَنَّت حَمامَةٌ
تَذَكَّرتُ لَيلى أَن تَغَنَّت حَمامَةٌ / وَأَنّى بِلَيلى وَالفُؤادُ قَريحُ
يَمانِيَّةٌ أَمسَت بِنَجرانَ دارُها / وَأَنتَ عِراقِيٌّ هَواكَ نَزوحُ
وَمِن دونِ لَيلى سَبسَبٌ مُتَماحِلٌ / يُجيبُ صَداهُ اليَومَ حينَ يَصيحُ
يَظَلُّ بِها سِربُ القَطا مُتَحَيِّراً / إِذا ماجَ بَحرُ الآلِ وَهُوَ يَلوحُ
تَجوبُ مِنَ البَيداءِ كَدراءَ جَونَةً / سَماوِيَّةٌ عُجلي النَجاءِ طَموحُ
تَبادَرَ جَوناً تَنسُجُ الريحُ مَتنُهُ / لَهُ حَبَبٌ في جانِبَيهِ يَسيحُ
عَلَيهِ دِفاقٌ في الغُدَيّاتِ وارِدٌ / وَآخَرُ في بُردِ العَشيِّ يَروحُ
فَعَبَّت وَعَبَّ السِربُ حَتّى إِذا اِرتَوَت / ذَكَرنَ فِراخاً دونَهُنَّ طُروحُ
مَلَأنَ أَداوي لَم يَشِنهُنَّ خارِزٌ / بِسَيرٍ وَلا يُلغي بِهِنَّ جُروحُ
فَطِرنَ يُبادِرُ الضِياءَ تَقَدَّمَت / عَلَيهُنَّ مِغلاةُ النَجاءِ طَموحُ
إِلى اِبنِ ثَلاثٍ بِالفَلاةِ كَأَنَّما / بِجَنبيهِ مِن لَفحِ السُمومِ جُروحُ
فَظَلَّت تُسَقّيهِ نِطافَ إِداوَةٍ / لَهُ غَبقَةٌ مِن فَضلِها وَصَبوحُ
وَفِتيانٍ شَوَيتُ لَهُم شِواءً
وَفِتيانٍ شَوَيتُ لَهُم شِواءً / سَريعَ الشَيِّ كُنتُ بِهِ نَجيحا
فَطَرتُ بِمَنصِلي في يَعمُلاتٍ / دَوامي الأَيدِ يَخبُطنَ السَريحا
فَقُلتُ لِصاحِبي لا تَحبِسانا / بِنَزعِ أُصولِهِ وَاِجتَزَّ شيحا
سَقى دِمنَتَينِ لَيسَ لي بِهِمُ عَهدُ
سَقى دِمنَتَينِ لَيسَ لي بِهِمُ عَهدُ / بِحَيثُ اِلتَقى الداراتِ وَالجُرَّعُ الكُبدُ
فَيا رَبوَةَ الرَبعَينِ حُيِّيتِ رَبوَةً / عَلى النَأيِ مِنّا وَاِستَهَلَّ بِكِ الرَعدُ
قَضَيتُ الغَواني غَيرَ أَنَّ مَوَدَّةً / لِذَلفاءَ ما قَضَّيتُ آخِرَها بَعدُ
فَرى نائِباتُ الدَهرِ بَيني وَبَينَها / وَصِرفُ اللَيالي مِثلُ ما فُرِيَ البَردُ
فَإِن تَدَعي نَجدا نَدَعهُ وَمِن بِهِ / وَإِن تَسكُني نَجدا فَيا حَبَّذا نَجدُ
فَإِن كانَ يَومُ الوَعدِ أَدنى لِقائِنا / فَلا تَعذِليني أَن أَقولَ مَتى الوَعدُ
إِذا وَرَدَ المِسواكُ رَيّانَ بِالضُحى / عَوارِضَ مِنها ظَلَّ يَخصُرُهُ البَردُ
وَأَليَنَ مَن مَسَّ الرَحى باتَ يَلتَقي / بِمارِنِهِ الجاديَّ وَالعَنبَرُ الوَردُ
أَشاقَتكَ أَطلالُ الدِيارِ كَأَنَّما
أَشاقَتكَ أَطلالُ الدِيارِ كَأَنَّما / مَعارِفُها بِالأَبرَقَينِ بُرودُ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى ما أَشَدَّهُ / وَأَصرَعَهُ لِلمَرءِ وَهوَ جَليدُ
فَقُل لِلهَوى لا يَألُوَنِّيَ جَهدُه / فَلَيسَ عَلى ما قَد وَجَدتُ مُزيدُ
دَعاني الهَوى مِن نَحوِها فَأَجَبتُهُ / فَأَصبَحَ بي يَستَنُّ حَيثُ يُريدُ
سَقى اللَهُ عَيشاً قَد مَضى وَحَلاوَةً / لَوَ أَنَّ المُنى يُرجِعنَهُ فَيَعودُ
إِذا الحَولُ ثُمَّ الحَولُ تَمضي شُهورُهُ / عَلَينا وَلَم يَعلَم لَهُنَّ عَديدُ
وَأَبيَضَ مِثلُ السَيفِ خادِمُ رِفقَةٍ
وَأَبيَضَ مِثلُ السَيفِ خادِمُ رِفقَةٍ / أَشَمُّ تَرى سِربالَهُ قَد تَقَدَّدا
كَريمٌ عَلى غُرّاتِهِ لَو تَسُبُّهُ / لَغَداكَ رَسلاً لا تَراهُ مُرَبَّدا
يُعَجِّلُ لِلقَومِ الشِواءَ يَجُرُّهُ / بِأَقصى عَصاهُ مُنضِجاً وَمُرَمِّدا
حَلوفٌ لَقَد أَنضَجتَ وَهوَ مُلَهوَجٌ / بِنِصفَينِ لَو حَرَّكتَهُ لَتَفَصَّدا
يُجيبُ بِلَبَّيهِ إِذا ما دَعَوتَهُ / وَيَحسِبُ ما يَدعي لَهُ الدَهرُ أَرشَدا
أَلا هَل أَتى لَيلى عَلى نَأيِ دارِها / بِأَن لَم أُقاتِل يَومَ صَخرٍ مُذَوِّدا
وَأَنِّيَ أَسلَمتُ الرِكابَ فَعَقَّرَت / وَقَد كُنتُ مِقداماً بِسَيفي مُغَرِّدا
أَثَرتُ فَلَم أَسطِع قِتالاً وَلا تَرى / أَخا شيعَةٍ يَوماً كَآخِرَ أَوحَدا
فَهَل تَصرِمَنَّ الغانِياتُ مَوَدَّتي / إِذا قيلَ قَد هابَ المَنونَ فَعَرَّدا
أَيا رِفقَةً مِن أَهلِ بَصرى تَحَمَّلَت / تَؤُمُّ الحِمى لُقّيتِ مِن رِفقَةٍ رُشدا
إِذا ما بَلَغتُم سالِمينَ فَبَلِّغوا / تَحِيَّةَ مَن قَد ظَنَّ أَلّا يَرى نَجدا
وَقولا تَرَكنا الحارِثِيَّ مُكَبَّلاً / بِكَبلِ الهَوى مِن حُبِّكُم مُضمِراً وَجدا
إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ كَأَنَّها / جُمانٌ وَهيَ مِن سَلكَةٍ فَتَبَدَّدا
وَلَو تَراني وَأَخي عُطارِدا
وَلَو تَراني وَأَخي عُطارِدا / نَذودُ مِن حَنيفَةِ المَذاوِدا
نَذودُ مِنها سِرعانا وارِدا / مِثلَ الدُبى تَتَّبِعُ المَوارِدا
أَلا فَتى يُسقى شَراباً بارِدا / أَنشُدُ كَفّاً قُطِعَت وَساعِدا
أَنشُدُها وَلا أَراني واجِداً / أَبلِغ أَبا لَطيفَةِ المُعانِدا
المُطعِمَ السِتَّةَ مُدّاً واحِدا /
أَمسى الشَبابُ مُوَدِّعاً مَحمودا
أَمسى الشَبابُ مُوَدِّعاً مَحمودا / وَالشَيبُ مُؤتَنِفَ المَحَلِّ جَديدا
وَتُغَيِّرُ البيضُ الأَوانِسُ بَعدَما / حَمَّلتُهُنَّ مَواثِقاً وَعُهودا
يَرعَينَ عَهدَكَ في الرِضا وَيَصِنَّهُ / فَإِذا غَضِبنَ حَسَبتَهُنَّ حَديدا
يا ذا المَعارِجِ إِن قَضَيتَ فِراقُها / فَاِجعَل يَزيدَ عَلى الفِراقِ جَليدا
عَهدي بِها زَمَنُ الجَميعِ بِرامَةٍ / شَنباءَ طَيِّبَةِ اللِثامِ بَرودا
يُشفي الضَجيعَ مِنَ الصُداعِ نَسيمُها / وَهُنا إِذا لَحَفَ الوِسادَ خُدودا
وَمُدِلَّةٍ عِندَ التَبَذُّلِ يَفتَري / مِنها الوِشاحُ مُخَصَّرا أُملودا
نازَعتُها عَنَمَ الصَبا إِنَّ الصَبا / قَد كانَ مِنّي لِلكَواعِبِ عيدا
يا لِلرِجالِ وَإِنَّما يَشكو الفَتى / مَرَّ الحَوادِثِ أَو يَكونَ جَليدا
بَكَرَت نُوارُ تَجِدُّ باقِيَةَ القِوى / يَومَ الفِراقِ وَتَخلِفُ المَوعودا
قَد كُنتُ أَحسَبُني مُطيقاً صَرمَها / جَلداً فَكَلَّفَني البُعادُ صُعودا
وَرَجَعتُ بَعدَ بُعادَةٍ باعَدتُها / لا آخِذاً نِصفاً وَلا مَحمودا
وَلَرُبَّ أَمرِ هَوى يَكونَ نَدامَةً / وَسَبيلِ مُكرَهَةٍ يَكونَ رَشيدا
وَإِذا الظَلامُ تَعَرَّضَت أَهوالُهُ / وَكَسا العَجاجُ يُلامِقاً وَبُرودا
كَلَّفتُهُ قَلصاً تَرى بِدُفوفِها / ماءَ الهَواجِرِ ذائِباً وَعَقيدا
يَرقُلنَ فيهِ كَأَنَّما أَعناقُها / بيضٌ سُلِبنَ حَمائِلاً وَغُمودا
لا أَتَّقي حَسَكَ الضَغائِنِ بِالرُقى / فِعلَ الذَليلِ وَإِن بَقيتُ وَحيدا
لَكِنَّ أَجرَدَ لِلضَغائِنِ مِثلَها / حينَ تَموتُ وَلِلحُقودِ حُقودا
يا عُقبَ قَد شَذَبَ اللِحاءَ عَنِ العَصا / عَنّي وَكُنتُ مُؤَزَّراً مَحمودا
صِل لي جَناحي وَاِتَّخِذني عِدَّةً / تَرمي بِيَ المُتَعاشِيَ الصِنديدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025