المجموع : 64
سَخَطتَ وَلَم أُذنِب وَتَرضى مُخالِفاً
سَخَطتَ وَلَم أُذنِب وَتَرضى مُخالِفاً / كَأَنّي أَخو ذَنبٍ فَفِعلُكَ مُعجِبُ
فَلَو زُرتَ مَلكاً كُنتَ غَيرَ مُخاطِرٍ / وَإِن كُنتَ أَدنى واصِلاً وَأَقرَبُ
وَلَو أَنَّني لَجَجتُ في البَحرِ عائِماً / عَلى خَطَرٍ في لُجَّةٍ أَتَسَرَّبُ
لَكُنتُ عَلى وُدّيكَ فيما تَسومُني / مُخاطَرَةً في الناسِ مِن ذَينِ أَعجَبُ
أَقولُ لِثَورٍ وَهوَ يَحلِقُ لُمَّتي
أَقولُ لِثَورٍ وَهوَ يَحلِقُ لُمَّتي / بِعَقفاءِ مَردودٌ عَلَيها نِصابُها
تَرَفَّق بِها يا ثَورُ لَيسَ ثَوابُها / بِهَذا وَلَكِن غَيرُ هَذا ثَوابُها
أَلا رُبَّما يا ثَورُ قَد غَلَّ وَسطَها / أَنامِلُ رَخصاتٌ حَديثٌ خِضابُها
وَتَسلُكُ مَدرى العاجِ في مُدلَهِمَّةٍ / إِذا لَم تُفَرَّج ماتَ غَمّاً صُؤابُها
فَراحَ بِها ثَورٌ تَرِفُّ كَأَنَّها / سَلاسِلُ دَرعٍ لينُها وَاِنسِكابُها
خُدارِيَّةٌ كَالشُريَةِ الفَردِ جادَها / مِنَ الصَيفِ أَنواءٌ مَطيرٌ سَحابُها
فَأَصبَحَ رَأسي كَالصَخيرَةِ أَشرَفَت / عَلَيها عُقابٌ ثُمَّ طارَت عُقابُها
يَقولُ خَليلي بِاللَوى مِن حُفارَةٍ
يَقولُ خَليلي بِاللَوى مِن حُفارَةٍ / وَقَد قَفَّ تاراتٍ مِنَ الخَوفِ جانِبُه
حَذارِ الرَدى وَالقَلبُ يَعلَمُ أَنَّهُ /
أَلَيسَ حِمامي لا مُحالَةَ أَنَّهُ / إِذا جاءَ ساقَتني إِلَيهِ حَوالِبُه
وَأَبيَضَ ماضي الهَمِّ مُنقَبِضِ الحَشا / كَريمِ النَثا يُغني بِهِ مَن يُصاحِبُه
أَخو ثِقَةٍ لَم يُعطَ ثَديَ وَليدَةٍ / كَنَصلِ اليَمانِي لَم تُغَلَّل مَضارِبُه
كَأَنَّ عَلى أَعطافِهِ لَونُ مُذهَبٍ /
طَرَدتَ الكَرى عَنهُ بِذَكرَيكَ بَعدَما / أَطالَ سُرى لَيلٍ وَذَلَّت رَكائِبُه
فَقامَ كَسَكرانٍ بِهِ عُقبُ سَكرَةٍ / وَبَردَةُ مَجرورٍ مِنَ النَومِ جانِبُه
إِلى سَلسَلٍ رَسلٍ سَفيهٍ زِمامُهُ / أَنافَ لِأَعلى مَوضِعِ الرَحلِ غارِبُه
وَقُمتُ إِلى أَعوادِ حَرفٍ كَأَنَّما / تَرى بِأَقاصي البيدِ غُنماً تَناهَبُه
عَلَيهِ فَيَأبى أَن يُفَرِّطَ ثائِبُه /
وَمَرَّت تُضاغي بِالعَشِيِّ ثَعالِبُه /
لِنُدرِكَ وَصلاً بانَ مِنكَ لِنِيَّةٍ / وَلا خَيرَ في وَصلٍ يُماديهِ طالِبُه
فَأَشهَدَ عِندَ اللَهِ أَن قَد سَبَبتَني /
كَأَنَّ سَلاقَ الخَمرِ بَينَ خِلالِهِ /
وَأَسوَدَ مَيّادٍ عَلى جَيدِ عَوهَجٍ / جَعادِ النَواحي غَيرُ زُعرٍ ذَوائِبُه
وَرَخصٍ بِهِ الحَنّاءُ لَم يَعدُ أَن جَلا / أَكَمتُهُ بَعدَ التَثَبُّتِ خاضِبُه
أُحِبُّكَ أَطرافَ النَهارِ بَشاشَةً
أُحِبُّكَ أَطرافَ النَهارِ بَشاشَةً / وَبِاللَيلِ يَدعوني الهَوى فَأُجيبُ
لَئِن أَصبَحَت ريحُ المَوَدَّةِ بَينَنا / شَمالاً لَقَد ما كُنتُ وَهِيَ جُنوبُ
أَلا بِأَبي مَن قَد بَرى الجِسمَ حُبُّهُ
أَلا بِأَبي مَن قَد بَرى الجِسمَ حُبُّهُ / وَمِن هُوَ مَوموقٌ إِلَيَّ حَبيبُ
وَمَن هُوَ لا يَزدادُ إِلّا تَشَوُّقاً / وَلَيسَ يَرى إِلّا عَلَيهِ رَقيبُ
وَإِنّي وَإِن أَحمَوا عَلَيَّ كَلامَها / وَحالَت أَعادٍ دونَها وَحُروبُ
لَمُثنٍ عَلى لَيلى ثَناءً بَريدُهُ / قَوافٍ بِأَفواهِ الرِجالِ تَطيبُ
أَلَيلى اِحذَري نَقضَ القِوى لا يَزَل / عَلى النَأيِ وَالهِجرانِ مِنكِ نَصيبُ
وَكوني عَلى الواشينَ لَدّاءَ شَغبَةً / كَما أَنا لِلواشي أَلَدُّ شَغوبُ
فَإِن خِفتِ أَلّا تَحكُمي مِرَّةَ الهَوى / فَرُدّي فُؤادي وَالمَزارُ قَريبُ
بِنَفسي وَأَهلي مَن إِذا عَرَضوا لَهُ / بِبَعضِ الأَذى لَم يَدرِ كَيفَ يُجيبُ
وَلَم يَعتَذِر عُذرَ البَريءِ وَلَم يَزَل / بِهِ رَعدَةٌ حَتّى يُقالَ مُريبُ
فَإِن شِئتُمُ مَيّادُ زُرنا وَزُرتُمُ
فَإِن شِئتُمُ مَيّادُ زُرنا وَزُرتُمُ / وَلَم تَنفَسَ الدُنيا عَلى مَن يُصيبُها
أَيَذهَبُ مَيّادٌ بِأَلبابِ نِسوَتي / وَنُسوَةِ مَيّادٍ صَحيحٌ قُلوبُها
قُل لِلبَوادِرِ وَالأَحلافِ ما لَكُمُ
قُل لِلبَوادِرِ وَالأَحلافِ ما لَكُمُ / أَمرٌ إِذا كانَ شورى أَمرُكُم شَعَبا
لا تُنشِبوا في جَناحِ القَومِ ريشُكُمُ / فَيَجعَلوكُم ذُنابى يَنبُتُ الزَغَبا
لا عَيبَ فيَّ لَكُم إِلّا مُعاتَبَتي / إِذا تَعَتَّبتُ مِن أَخلاقِكُم عَتَبا
كَأَنَّ حَيرِيَّةً غَيرى مُلاحِيَةً / باتَت تُؤَزِّبُهُ مِن تَحتِهِ القُضُبا
أَلا حَيِّيا الأَطلالَ وَالمُتَطَنَّبا
أَلا حَيِّيا الأَطلالَ وَالمُتَطَنَّبا / وَمَربِطَ أَفلاءٍ وَخَيماً مُنَصَّبا
وَأَشعَثَ مَهدومِ السَراةِ كَأَنَّهُ / هِلالٌ تَوَفّى عِدَّةَ الشَهرِ أَحدَبا
أَلا لا أَرى عَصرَ المُنيفَةِ راجِعاً / وَلا كَلَيالينا بِتَعشارِ مَطلَبا
وَلا الحُبَّ إِلّا قَتِلي حَيثُ أَخلَقَت / قِواها وَأَضحى الحَبلُ مِنها تَقَضَّبا
وَيَومَ فِراضِ الوَشمِ أَذرَيتُ عَبرَةً / كَما ضَيَّعَ السِلكَ الجُمانَ المُثَقَّبا
وَمَن يَعلَقِ البيضَ الكَواعِبَ قَلبُهُ / وَيَبغُضنَهُ يُدعَ الشَقِيَّ المُعَذَّبا
فَمُرّا عَلى ظَلامَةِ الأَينِ فَاِنطِقا / بِعُذري إِلَيها وَاِذكُراني تَعَجُّبا
وَقولا إِذا عَدَّت ذُنوبٌ كَثيرَةٌ / عَلَينا تَجَنّاها ذُرى ما تَعَيَّبا
هَبيني اِمرِأً إِمّا بَريئاً ظَلَمتِهِ / وَإِمّا مُسيئاً تابَ بَعدُ وَأَعتَبا
فَلَمّا أَبَت لا تَقبَلُ العُذرَ وَاِرتَمى / بِها كَذِبُ الواشينَ شَأواً مُغَرِّبا
تَعَزَّيتُ عَنها بِالصُدودِ وَلَم أَكُن / لِمَن ضَنَّ عَنّي بِالمَوَدَّةِ أَقرَبا
وَكُنتُ كَذي داءٍ تُبغي لِدائِهِ / طَبيباً فَلَمّا لَم يَجِدهُ تَطَبَّبا
فَلَمّا اِشتَفى مِمّا بِهِ عَلَّ طِبُّهُ / عَلى نَفسِهِ مِن طولِ ما كانَ جَرَّبا
فَلَمّا جِئتُ قالَت لي كَلاماً
فَلَمّا جِئتُ قالَت لي كَلاماً / بَرَمتُ بِهِ فَما وَجَدتَ لَهُ جَوابا
إِذا ما الريحُ نَحوَ الأَثلِ هَبَّت
إِذا ما الريحُ نَحوَ الأَثلِ هَبَّت / وَجَدتُ الريحَ طَيِّبَةً جَنوبا
فَماذا يَمنَعُ الأَرواحَ تَسري / بِرَيّا أُمِّ عَمروٍ أَن تَطيبا
أَلَيسَت أُعطِيَت في حُسنِ خَلقٍ / كَما شاءَت وَجُنِّبتِ العُيوبا
جَرى واكِفُ العَينَينِ بِالديمَةِ السَكبِ
جَرى واكِفُ العَينَينِ بِالديمَةِ السَكبِ / وَراجَعَني مِن ذِكرِ ما قَد مَضى حُبّي
وَأَبدى الهَوى ما كُنتُ أُخفي مِنَ العِدى / وَحَنَّ لِتَذكارِ الصِبا مَرَّةً قَلبي
مَتى يُرسَلُ المُشفى إِنِ الناسُ تَحَلَّوا / عُيوناً لِأَكنافِ المَدينَةِ فَالهَضبِ
أَمُت كَمَداً أَو أَضنُ حَتّى يُغيثَني / مُغيثٌ بِسَيبٍ مِن نَداهُنَّ أَو قُربِ
حَنا الحائِمُ الصادي إِلَيها وَخُلِّيَت / قُلوبٌ فَما يَقدِرنَ مِنها عَلى شُربِ
جَعَلنَ الهَوى داءً عَلَينا وَمالُنا / إِلَيهُنَّ إِذ أَورَدنَنا الداءَ مِن ذَنبِ
جَرى فَوقَها زَهوُ الشَبابِ وَباشَرَت / نَعيمَ اللَيالي وَالرَخاءُ مِنَ الخَصبِ
نَواعِمُ لا يَرغَبنَ في وَصلِ بَلدَمٍ / هِدانٍ وَلا يَزهَدنَ في الطَرَفِ العَذبِ
غَدَوا كاعِمي أَفواهَهُم بِسِياطِهِم
غَدَوا كاعِمي أَفواهَهُم بِسِياطِهِم / مِنَ الداءِ إِذ لَم يُطعَموا بِغِياثِ
فَلَولا دِفاعُ اللَهِ عَنهُم بِمَنِّهِ / بِثِنتَينِ بَينَ اِثنَينِ عِندَ ثَلاثِ
يَقولُ بِصَحراءِ الضُبَيبِ اِبنُ بَوزَلٍ
يَقولُ بِصَحراءِ الضُبَيبِ اِبنُ بَوزَلٍ / وَلِلعَينِ مِن فَرطِ الصَبابَةِ نازِحُ
أَتَبكي عَلى مَن لا تُدانيكَ دارُهُ / وَمَن شَعبُهُ عَنكَ العَشِيَّةَ نازِحُ
تَذَكَّرتُ لَيلى أَن تَغَنَّت حَمامَةٌ
تَذَكَّرتُ لَيلى أَن تَغَنَّت حَمامَةٌ / وَأَنّى بِلَيلى وَالفُؤادُ قَريحُ
يَمانِيَّةٌ أَمسَت بِنَجرانَ دارُها / وَأَنتَ عِراقِيٌّ هَواكَ نَزوحُ
وَمِن دونِ لَيلى سَبسَبٌ مُتَماحِلٌ / يُجيبُ صَداهُ اليَومَ حينَ يَصيحُ
يَظَلُّ بِها سِربُ القَطا مُتَحَيِّراً / إِذا ماجَ بَحرُ الآلِ وَهُوَ يَلوحُ
تَجوبُ مِنَ البَيداءِ كَدراءَ جَونَةً / سَماوِيَّةٌ عُجلي النَجاءِ طَموحُ
تَبادَرَ جَوناً تَنسُجُ الريحُ مَتنُهُ / لَهُ حَبَبٌ في جانِبَيهِ يَسيحُ
عَلَيهِ دِفاقٌ في الغُدَيّاتِ وارِدٌ / وَآخَرُ في بُردِ العَشيِّ يَروحُ
فَعَبَّت وَعَبَّ السِربُ حَتّى إِذا اِرتَوَت / ذَكَرنَ فِراخاً دونَهُنَّ طُروحُ
مَلَأنَ أَداوي لَم يَشِنهُنَّ خارِزٌ / بِسَيرٍ وَلا يُلغي بِهِنَّ جُروحُ
فَطِرنَ يُبادِرُ الضِياءَ تَقَدَّمَت / عَلَيهُنَّ مِغلاةُ النَجاءِ طَموحُ
إِلى اِبنِ ثَلاثٍ بِالفَلاةِ كَأَنَّما / بِجَنبيهِ مِن لَفحِ السُمومِ جُروحُ
فَظَلَّت تُسَقّيهِ نِطافَ إِداوَةٍ / لَهُ غَبقَةٌ مِن فَضلِها وَصَبوحُ
وَفِتيانٍ شَوَيتُ لَهُم شِواءً
وَفِتيانٍ شَوَيتُ لَهُم شِواءً / سَريعَ الشَيِّ كُنتُ بِهِ نَجيحا
فَطَرتُ بِمَنصِلي في يَعمُلاتٍ / دَوامي الأَيدِ يَخبُطنَ السَريحا
فَقُلتُ لِصاحِبي لا تَحبِسانا / بِنَزعِ أُصولِهِ وَاِجتَزَّ شيحا
سَقى دِمنَتَينِ لَيسَ لي بِهِمُ عَهدُ
سَقى دِمنَتَينِ لَيسَ لي بِهِمُ عَهدُ / بِحَيثُ اِلتَقى الداراتِ وَالجُرَّعُ الكُبدُ
فَيا رَبوَةَ الرَبعَينِ حُيِّيتِ رَبوَةً / عَلى النَأيِ مِنّا وَاِستَهَلَّ بِكِ الرَعدُ
قَضَيتُ الغَواني غَيرَ أَنَّ مَوَدَّةً / لِذَلفاءَ ما قَضَّيتُ آخِرَها بَعدُ
فَرى نائِباتُ الدَهرِ بَيني وَبَينَها / وَصِرفُ اللَيالي مِثلُ ما فُرِيَ البَردُ
فَإِن تَدَعي نَجدا نَدَعهُ وَمِن بِهِ / وَإِن تَسكُني نَجدا فَيا حَبَّذا نَجدُ
فَإِن كانَ يَومُ الوَعدِ أَدنى لِقائِنا / فَلا تَعذِليني أَن أَقولَ مَتى الوَعدُ
إِذا وَرَدَ المِسواكُ رَيّانَ بِالضُحى / عَوارِضَ مِنها ظَلَّ يَخصُرُهُ البَردُ
وَأَليَنَ مَن مَسَّ الرَحى باتَ يَلتَقي / بِمارِنِهِ الجاديَّ وَالعَنبَرُ الوَردُ
أَشاقَتكَ أَطلالُ الدِيارِ كَأَنَّما
أَشاقَتكَ أَطلالُ الدِيارِ كَأَنَّما / مَعارِفُها بِالأَبرَقَينِ بُرودُ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى ما أَشَدَّهُ / وَأَصرَعَهُ لِلمَرءِ وَهوَ جَليدُ
فَقُل لِلهَوى لا يَألُوَنِّيَ جَهدُه / فَلَيسَ عَلى ما قَد وَجَدتُ مُزيدُ
دَعاني الهَوى مِن نَحوِها فَأَجَبتُهُ / فَأَصبَحَ بي يَستَنُّ حَيثُ يُريدُ
سَقى اللَهُ عَيشاً قَد مَضى وَحَلاوَةً / لَوَ أَنَّ المُنى يُرجِعنَهُ فَيَعودُ
إِذا الحَولُ ثُمَّ الحَولُ تَمضي شُهورُهُ / عَلَينا وَلَم يَعلَم لَهُنَّ عَديدُ
وَأَبيَضَ مِثلُ السَيفِ خادِمُ رِفقَةٍ
وَأَبيَضَ مِثلُ السَيفِ خادِمُ رِفقَةٍ / أَشَمُّ تَرى سِربالَهُ قَد تَقَدَّدا
كَريمٌ عَلى غُرّاتِهِ لَو تَسُبُّهُ / لَغَداكَ رَسلاً لا تَراهُ مُرَبَّدا
يُعَجِّلُ لِلقَومِ الشِواءَ يَجُرُّهُ / بِأَقصى عَصاهُ مُنضِجاً وَمُرَمِّدا
حَلوفٌ لَقَد أَنضَجتَ وَهوَ مُلَهوَجٌ / بِنِصفَينِ لَو حَرَّكتَهُ لَتَفَصَّدا
يُجيبُ بِلَبَّيهِ إِذا ما دَعَوتَهُ / وَيَحسِبُ ما يَدعي لَهُ الدَهرُ أَرشَدا
أَلا هَل أَتى لَيلى عَلى نَأيِ دارِها / بِأَن لَم أُقاتِل يَومَ صَخرٍ مُذَوِّدا
وَأَنِّيَ أَسلَمتُ الرِكابَ فَعَقَّرَت / وَقَد كُنتُ مِقداماً بِسَيفي مُغَرِّدا
أَثَرتُ فَلَم أَسطِع قِتالاً وَلا تَرى / أَخا شيعَةٍ يَوماً كَآخِرَ أَوحَدا
فَهَل تَصرِمَنَّ الغانِياتُ مَوَدَّتي / إِذا قيلَ قَد هابَ المَنونَ فَعَرَّدا
أَيا رِفقَةً مِن أَهلِ بَصرى تَحَمَّلَت / تَؤُمُّ الحِمى لُقّيتِ مِن رِفقَةٍ رُشدا
إِذا ما بَلَغتُم سالِمينَ فَبَلِّغوا / تَحِيَّةَ مَن قَد ظَنَّ أَلّا يَرى نَجدا
وَقولا تَرَكنا الحارِثِيَّ مُكَبَّلاً / بِكَبلِ الهَوى مِن حُبِّكُم مُضمِراً وَجدا
إِذا ما الثُرَيّا في السَماءِ كَأَنَّها / جُمانٌ وَهيَ مِن سَلكَةٍ فَتَبَدَّدا
وَلَو تَراني وَأَخي عُطارِدا
وَلَو تَراني وَأَخي عُطارِدا / نَذودُ مِن حَنيفَةِ المَذاوِدا
نَذودُ مِنها سِرعانا وارِدا / مِثلَ الدُبى تَتَّبِعُ المَوارِدا
أَلا فَتى يُسقى شَراباً بارِدا / أَنشُدُ كَفّاً قُطِعَت وَساعِدا
أَنشُدُها وَلا أَراني واجِداً / أَبلِغ أَبا لَطيفَةِ المُعانِدا
المُطعِمَ السِتَّةَ مُدّاً واحِدا /
أَمسى الشَبابُ مُوَدِّعاً مَحمودا
أَمسى الشَبابُ مُوَدِّعاً مَحمودا / وَالشَيبُ مُؤتَنِفَ المَحَلِّ جَديدا
وَتُغَيِّرُ البيضُ الأَوانِسُ بَعدَما / حَمَّلتُهُنَّ مَواثِقاً وَعُهودا
يَرعَينَ عَهدَكَ في الرِضا وَيَصِنَّهُ / فَإِذا غَضِبنَ حَسَبتَهُنَّ حَديدا
يا ذا المَعارِجِ إِن قَضَيتَ فِراقُها / فَاِجعَل يَزيدَ عَلى الفِراقِ جَليدا
عَهدي بِها زَمَنُ الجَميعِ بِرامَةٍ / شَنباءَ طَيِّبَةِ اللِثامِ بَرودا
يُشفي الضَجيعَ مِنَ الصُداعِ نَسيمُها / وَهُنا إِذا لَحَفَ الوِسادَ خُدودا
وَمُدِلَّةٍ عِندَ التَبَذُّلِ يَفتَري / مِنها الوِشاحُ مُخَصَّرا أُملودا
نازَعتُها عَنَمَ الصَبا إِنَّ الصَبا / قَد كانَ مِنّي لِلكَواعِبِ عيدا
يا لِلرِجالِ وَإِنَّما يَشكو الفَتى / مَرَّ الحَوادِثِ أَو يَكونَ جَليدا
بَكَرَت نُوارُ تَجِدُّ باقِيَةَ القِوى / يَومَ الفِراقِ وَتَخلِفُ المَوعودا
قَد كُنتُ أَحسَبُني مُطيقاً صَرمَها / جَلداً فَكَلَّفَني البُعادُ صُعودا
وَرَجَعتُ بَعدَ بُعادَةٍ باعَدتُها / لا آخِذاً نِصفاً وَلا مَحمودا
وَلَرُبَّ أَمرِ هَوى يَكونَ نَدامَةً / وَسَبيلِ مُكرَهَةٍ يَكونَ رَشيدا
وَإِذا الظَلامُ تَعَرَّضَت أَهوالُهُ / وَكَسا العَجاجُ يُلامِقاً وَبُرودا
كَلَّفتُهُ قَلصاً تَرى بِدُفوفِها / ماءَ الهَواجِرِ ذائِباً وَعَقيدا
يَرقُلنَ فيهِ كَأَنَّما أَعناقُها / بيضٌ سُلِبنَ حَمائِلاً وَغُمودا
لا أَتَّقي حَسَكَ الضَغائِنِ بِالرُقى / فِعلَ الذَليلِ وَإِن بَقيتُ وَحيدا
لَكِنَّ أَجرَدَ لِلضَغائِنِ مِثلَها / حينَ تَموتُ وَلِلحُقودِ حُقودا
يا عُقبَ قَد شَذَبَ اللِحاءَ عَنِ العَصا / عَنّي وَكُنتُ مُؤَزَّراً مَحمودا
صِل لي جَناحي وَاِتَّخِذني عِدَّةً / تَرمي بِيَ المُتَعاشِيَ الصِنديدا