المجموع : 51
ألم تر للجزيرة كيف أوفى
ألم تر للجزيرة كيف أوفى / عليها مثل ما انعطف السوار
أعد بها على شاطيه دستاً / ومد يداً إليك بها يشار
فإن تقبل تحيته فأجدر / فربتما تواصلت البحار
تحيط كما يحيط بها ولكن / لسمط الدر في العنق افتخار
ولن تَرى أعجب من أنسٍ
ولن تَرى أعجب من أنسٍ / من مثل ما يُمْسِكُ يَرْتَاعُ
لئن جاد شعرُ ابن الحُسين فإنما
لئن جاد شعرُ ابن الحُسين فإنما / تُجيد العطايا واللُّهي تفتح اللَّهَا
تَنَّبأ عُجباً بالقريض ولو دَرَى / بأنّك تَرويه إذا لتألَّها
أحاط جودُك بالدُّنيا فليس له
أحاط جودُك بالدُّنيا فليس له / إلا المُحيطُ مثالٌ حين يُعتَبرُ
وما حسبتُ بأن الكلَّ يحمُله / بعضٌ ولا كاملاً يَحويه مُختصَر
لم تَثْنِ عنك يداً أرجاءُ ضفَّته / إلا ومَّدت يداً أرجاؤُه الأَخر
كأنّما البحرُ عينٌ أنت ناظرُها / وكل شَطٍّ بأشخاص الوَرى شُفُر
تأتي البلادَ فتَنْدَى منك أوجهُها / حتى يقول ثَراها هل هَمَي المطر
ما القَفْر إلا مكانٌ لا تَحُلُّ به / وحيثُما سرْتَ سار البدوُ والحَضَر
الأرضُ داركُ فاسْلُك حيثُ شئتَ بها / هو المُقام وإن قالوا هو السّفَر
دنا العيد لو تَدْنو به كعبةُ المُنى
دنا العيد لو تَدْنو به كعبةُ المُنى / ورُكْنُ المَعالي من ذُؤابة يَعُرب
فيا ويلتَا للشعر تُرمي جماره / ويا بُعد ما بيني وبين المُحصَّبِ
يقول حِذاراً لا اغتراراً فطالما
يقول حِذاراً لا اغتراراً فطالما / أناخَ قتيلٌ بي ومرَّ سَليبُ
ويُنشدنا إنَّا غريبان هَاهنا / وكلُّ غَريبٍ للغريب نسيبُ
فإنْ لم يَزْره صاحبٌ أو خَليلُه / فقد زاره نَسْرٌ هناك وذِيب
فها هو أمَّا منظرا فهو ضاحك / إليك وأما نَصْبةً فكَئِيب
قل الوفاء فما تلقاه في أحد
قل الوفاء فما تلقاه في أحد / ولا يمر لمخلوق على بال
وصار عندهم عنقاء مغربة / أو مثل ما حدثوا عن ألف مثقال
علل فؤادك قد أبل عليل
علل فؤادك قد أبل عليل / واغنم حياتك فالبقاء قليل
لو أن عمرك أنفس عام كامل / ما كان حقاً أن يقال طويل
أكذا يقود بك الأسى نحو الردى / والعود عود والشمول شمول
لا يستبيك الهم نفسك عنوة / والكأس سيف في يديك صقيل
بالعقل تزدحم الهموم على الحشا / فالعقل عندي أن تزول عقول
سموه سيفاً وفي عينيه سيفان
سموه سيفاً وفي عينيه سيفان / هذا لقتلي مسلول وهذان
اما كفت قتلة بالسيف واحدة / حتى أتيح من الأجفان ثنتان
أسرته وثناني غنج مقلته / أسيره فكلانا آسر عاني
يا سيف أمسك بمعروف أسير هوى / لا يبتغي منك تسريحاً بإحسان
تم له الحسن بالعذار
تم له الحسن بالعذار / واقترن الليل بالنهار
أخضر في أبيض تبدى / ذلك آسي وذا بهاري
فقد حوى مجلسي تماماً / إن كان من ريقه عقاري
قامت لتحجب ضوء الشمس قامتها
قامت لتحجب ضوء الشمس قامتها / عن ناظري حجبت عن ناظر الغير
علماً لعمرك منها أنها قمر / هل تكسف الشمس إلا صورة القمر
وجعت من البرق وفي كفها
وجعت من البرق وفي كفها / برق من القهوة لماع
عجبت منها وهي شمس الضحا / كيف من الأنوار ترتاع
ناهضتهم والبارقات كأنها
ناهضتهم والبارقات كأنها / شعل على أيديهم تتلهب
ووقفت مشكور المكان كريمه / والبيض تطفو في الغبار وترسب
ما إن ترى إلا توقد كوكب / من قونس قد غاب فيه كوكب
فمجدل ومزمل وموسد / ومضرج ومضمخ ومخضب
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم / محمرة فكأنهم لم يسلبوا
ولو أنهم ركبوا الكواكب لم يكن / لمجدهم من حد بأسك مهرب
للدهر عندي في جنابك ليلة
للدهر عندي في جنابك ليلة / وضاحة الأقطار والجنبات
لو أنها يوم الحساب صحيفة / في راحتي لضقت بالحسنات
بنفس وإن كنت لا نفس لي
بنفس وإن كنت لا نفس لي / فقد سلبتها لحاظ المقل
عذار وخد كما يحتوي / سواد القلوب بياض الأمل
إني لأسمع شدواً لا أحققه
إني لأسمع شدواً لا أحققه / وربما كذبت في سمعها الأذن
متى رأى أحد قبلي مطوقة / إذا تغنت بلحن جاوب الفنن
زعموا الغزال حكاه قلت لهم نعم
زعموا الغزال حكاه قلت لهم نعم / في صده عن عاشقيه وهجره
قالوا الهلال شبيهه فأجبتهم / إن كان قيس إلى قلامة ظفره
وكذا يقولون المدام كريقه / يا رب لا علموا مذاقة ثغره
وبركة تزهى بنيلوفر
وبركة تزهى بنيلوفر / نسيمه يشبه ريح الحبيب
حتى إذا الليل دنا وقته / ومالت الشمس لحين الغروب
أطبق جفنيه على إلفه / وغاص في الماء حذار الرقيب
للصيد قبلك سنة مأثورة
للصيد قبلك سنة مأثورة / لكنها بك أعجب الأشياء
تمضي البزاة وكلما أمضيتها / عارضتها بخواطر الشعراء
غزال يستطاب الموت فيه
غزال يستطاب الموت فيه / ويعذب في محاسنه العذاب
يقبله اللثام هوى وشوقاً / ويجني ورد خديه النقاب