المجموع : 90
ما على ذلك افترقنا بسَندا
ما على ذلك افترقنا بسَندا / دَ ولا هكذا عهِدْنا الإخاءَ
لم أكنْ أحسبُ الخلافة يزدا / دُ بها ذو الصَّفاء إلا صَفاءَ
تضربُ الناس بالمثقَّفَةِ السُّمرِ / على غدرِهم وتنسى الوَفاءَ
جعلتَ رجاء العفو غَدراً وشِبتَهُ
جعلتَ رجاء العفو غَدراً وشِبتَهُ / بهَيبَةِ إما غافرٍ أو مُعاقبِ
وكنتُ إذا ما خِفتُ حادثَ نَبوةٍ / جعلتك حِصنا من حذارِ النوائبِ
فأنزلَ بي هجرانُك اليأسَ بعدما / حللتُ بوادٍ منك رَحْبِ المشاربِ
أظلُّ ومَرعايَ الجَديبُ مكانَه / وآوي إلى حافاتِ أكدرَ ناضِبِ
ولم يَثْنِ عن نفسي الرَّدى غيرَ أنَّها / تَنوءُ بباقٍ من رجائِكَ ثائِبِ
هي النفس محبوسٌ عليكَ رجاؤها / مقيدة الآمالِ دونَ المطالبِ
وتحت ثيابِ الصَّبر منّي ابن لوعة / يظل ويُمسي مستلينَ الجوانب
فتًى ظفرت منه اللّيالي بزَلَّة / فأقلعنَ عنهُ دامياتِ المخالب
حَنانَيْكَ إني لم أكن بِعتُ عِزَّةً / بِذُلٍّ وأحرزتُ المُنى بالمواهبِ
فقد سُمْتَني الهِجرانَ حتّى أذقتني / عقوبَةَ زَلاتي وسوءَ مَناقِبي
فهل أنا ماضٍ في رِضاك وقابضٌ / على حَدِّ مَصقولِ الغِرارينِ قاضِبِ
ومنتزعٌ عما كرهتَ وجاعلٌ / هواكَ مِثالا بين عيني وحاجِبي
وأشعثَ مشتاقٍ رَمى في جُفونه / غريبَ الكَرى بعد الفِجاج السَّباسِبِ
أمات الليالي شوقَهُ غيرَ زفرةٍ / تَردَّدُ ما بينَ الحَشى والترائبِ
سحبت له ذيلَ السُّرى وهو لابسٌ / دُجى الليل حتّى مَجَّ ضوءُ الكواكبِ
ومن فوق أكْوارِ المَهارى لُبانةٌ / أُحِلَّ لها أكلُ الذُّرى والغَواربِ
وكلُّ فتًى عاداتُه قَصرُ شَوقِهِ / وطيُّ الحَشى دونَ الهمومِ العوازبِ
يُسِرُّ الهَوى لم يُبده نعت فُرقةٍ / صُراخًا ولم تسمعْ به أذنُ صاحِبِ
إذا ادَّرعَ اللّيلَ انجلى وكأنَّه / بَقيةُ هِنْدِيٍّ حُسامِ المَضاربِ
بِركْبٍ تَرى كِسْرَ الكَرى في جُفونِهم / وعهدَ اللّيالي في وُجوهٍ شَواحِبِ
أجدَّ ولمّا يجمعِ الليلُ شَملَهُ
أجدَّ ولمّا يجمعِ الليلُ شَملَهُ / فما حَلَّ إلا وهوَ وِرْدُ الغَواربِ
بَقيتُ بلا قلبٍ لأنيَ هائمٌ
بَقيتُ بلا قلبٍ لأنيَ هائمٌ / فهلْ مِن مُعيرٍ يا خَلوبُ بكم قَلْبا
حَلفتُ لها بالله أنكِ مُنيتي / فكوني لعيني حيثما نظرت نَصْبا
عسى اللهُ يومًا أن يُرينيكِ خالِيًا / فأجْني بِلَحْظٍ مِن مَحاسِنِكم عُجبا
يقولون لا تُكْثِرْ زِيارةَ صاحبٍ / فإِنك إنْ أكثرتَه كرِهَ القُرْبا
وكيف يُطيقُ الصَّبُّ سُلوانَ حُبِّه / إذا كان مشغوفا قد استشْعَرَ الكَرْبا
وقد قال بيتًا ما سمعتُ بِمِثْلِهِ / خَلِيٌّ منَ الأحزان لم يذق الحبا
إذا شِئتَ أن تُقلى فَزُرْ مُتَواتِرا / وإنْ شِئتَ أن تَزدادَ حُبا فَزُرْ غِبّا
إني بَلوتُ الناسَ في حالاتِهِم
إني بَلوتُ الناسَ في حالاتِهِم / وخَبرْتُ ما وَصلوا من الأسبابِ
فإذا القَرابةُ لا تُقَرِّبُ قاطِعًا / وإذا المودّةُ أقربُ الأنسابِ
أصحَبتُكَ الفَضلَ إذْ لا أنتَ تَعرفُهُ
أصحَبتُكَ الفَضلَ إذْ لا أنتَ تَعرفُهُ / حَقًّا ولا لكَ في استصحابه أَرَبُ
لم تَرتبِطْكَ على وَصْلي مُحافظةٌ / ولا أعاذَكَ مما اغتالكَ الأَدَبُ
ما مِنْ جَميلٍ ولا عُرْفٍ نَطقتَ بِه / إلا إليَّ وإنْ أنكَرتَ يَنتَسِبُ
إنَّ البرامِكَ لا تنفَكُّ أَنْجيةٌ
إنَّ البرامِكَ لا تنفَكُّ أَنْجيةٌ / بِصَفحةِ الدينِ من نَجواهم نَدَبُ
تجرَّمتْ حِجَجٌ مِنهم ومُنْصُلُهُم / مُضَرُّجٌ بدَمِ الإسْلامِ مُخْتضبُ
هَيْبةُ الإخوانِ قاطعةٌ
هَيْبةُ الإخوانِ قاطعةٌ / لِأخي الحاجاتِ عن طلبِهْ
فإذا ما هِبْتَ ذا أَملٍ / مات ما اَمَّلتَ مِن سَبَبِهْ
حِجابُكَ ليسَ يُشبهُهُ حجابُ
حِجابُكَ ليسَ يُشبهُهُ حجابُ / وخَيركُ دونَ مَطلبِهِ السَّحابُ
ونومك نوم من ورد المنايا / فليس له إلى الدنيا إيابُ
تجنَّبَ دارَ العامِرِيّةِ إنها
تجنَّبَ دارَ العامِرِيّةِ إنها / تُكَلِّفُهُ عَهدَ الصِّبا والكواعبِ
منازلُ لم تَنظرْ بها العينُ نظرةً / فَتُقلعَ إلّا عَن دُموعٍ سَواكبِ
ولا وَصْلَ إلّا أَنْ تُعاجَ مَطِيَّةٌ / على دارِسِ الأعلامِ عافي الملاعِبِ
وأَكلتَ دَهرَكَ أربعينَ وأربَعا
وأَكلتَ دَهرَكَ أربعينَ وأربَعا / فاصبرْ لأَكلتِهِ وعَضّةِ نابِهِ
تقضَّتْ لُباناتٌ وحانَ مَشيبُ
تقضَّتْ لُباناتٌ وحانَ مَشيبُ / وأشْفى على شمسِ النَّهارِ غُروبُ
وودَّعتُ إخوانَ الصِّبا وتصرَّمَتْ / غِوايةُ قلبٍ كانَ وهوَ طَروبُ
خَلا بين نَدمانِيَّ موضعُ مَجلسي / ولم يبقَ عِندي للمِزاحِ نَصيبُ
ورُدَّتْ على الساقي تَفيضُ ورُبّما / رددتُ عليه الكأسَ وهيَ سَليبُ
ومما يَهيجُ الشَّوقَ لي فتردُّه / خَفيفٌ على أيدي القِيان صَخوبُ
عَطونَ به حَتّى جَرى في أديمِهِ / أصابيعُ في لبّاتِهِنَّ وَطيبُ
حُسْنُ ظَنّي وحُسْنُ ما عوَّدَ اللـ
حُسْنُ ظَنّي وحُسْنُ ما عوَّدَ اللـ / ـهُ بِسُؤلي منكَ الغَداةَ أتى بي
أَيُّ شيءٍ يَكونُ أحسنَ مِن حُسْـ / ـنِ يَقينٍ حَدا إليكَ رِكابي
إذا نحنُ أَظهرْنا لقومٍ عَداوةً
إذا نحنُ أَظهرْنا لقومٍ عَداوةً / ولان لهم منكم جَناحٌ وجانبُ
فلا أنتمُ مِنّا ولا نحن منكُمُ / إذا أنتمُ سالمتُمُ مَن نحاربُ
تَوَدُّ عَدُوّي ثمَّ تزعَمُ أنّني
تَوَدُّ عَدُوّي ثمَّ تزعَمُ أنّني / صديقُكَ ليس النَّوكُ مِنكَ بِعازِبِ
بلوتُكَ في أشياءَ مِنها منحْتَني / أمانِيَ مَجّاجٍ وقِيلَ مُخالِبِ
وليس أخي من ودَّني رأيَ عَينِهِ / ولكنْ أخي من ودَّني في المَغايِبِ
ومن مالُهُ مالي إذا كُنتُ مُعدِمًا / ومالي له إنْ عَضَّ دهرٌ بِغارِبِ
فما أنتَ إلّا كيفَ أنتَ ومَرحبا / وبالبيضِ رَوّاغٌ كرَوْغِ الثَّعالِبِ
صدَّتْ نَوارُ فصَدَّ واجتنَبا
صدَّتْ نَوارُ فصَدَّ واجتنَبا / وطَوَتْ فأَعرَضَ دونَها السَبَبا
فكأنَّها وَصَلتْ بمقلته / تمثالَهُ من حيثُما ذَهَبا
لسان الفتى كاتبُهْ
لسان الفتى كاتبُهْ / ووجْهُ الفَتى حاجِبُهْ
ونَدمانُهُ كُلُّهُ / وكلٌّ له واجِبُهْ
ولا سِيما إذا ما هيَّجَتْنا
ولا سِيما إذا ما هيَّجَتْنا / بناتٌ قد تُجيبُ ونَستجيبُ
إذا ما فاتَني لحمٌ غَريضٌ
إذا ما فاتَني لحمٌ غَريضٌ / ضربتُ ذِراعَ بَكْري فَاشْتَوَيْتُ
حُسْنُ ظَنّي إليكَ أكرمكَ اللهُ
حُسْنُ ظَنّي إليكَ أكرمكَ اللهُ / دَعاني فلا عَدِمتَ الصَّلاحا
ودعاني إليكَ قَولُ رَسول اللـ / ـهِ إذْ قالَ مُفْصِحًا إفْصاحا
إنْ أَردتُمْ حَوائِجًا عِندَ قومٍ / فَتَنَقَّوْا لها الوُجوهَ الصِّباحا
ولَعَمْري لقدْ تَخيَّرتُ وَجهًا / ما به خابَ منْ أَرادَ النَّجاحا