القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 123
أَكُلُّ مَدِيحٍ بِالتَّغَزُّلِ يُبْدَأُ
أَكُلُّ مَدِيحٍ بِالتَّغَزُّلِ يُبْدَأُ / أَلاَ إِنَّ مِثْلِي إِنْ تَغَزَّلَ مُخْطِىءُ
كَأَنَّ الْهَوَى فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مَادِحٍ / فَتَارِكُهُ عَمْداً يُذَمُّ وَيُشْنَأُ
وَعُذْرِيَ مِنْهَا سُنَّةٌ شَاعِرِيَةٌ / بِهَا الهَزْلُ يَا لِلَّهِ بِالجِدِّ يَهْزَأُ
وَلَيْسَ الْمَدِيحُ الْحَقُّ إِلاَّ الَّذِي لَهُ / بِغَيْرِ أَضَالِيلِ التَّغَزُّلِ مَبْدَأُ
وَمَا كَانَ لِلرَّاجِي النَّوَالَ تَهَجُّمٌ / عَلَيْهِ وَلِلْقَصْدِ الْمُرَادِ تَهَيُؤُ
وَكَمْ مِنْ مَدِيْحٍ عَادَ بِالسُّؤْلِ وَالْمُنَى / فَأَضْحَتْ بِهِ نَارُ الصَّبَابَةِ تُطْفَأُ
كَمِثْلِ مَدِيحِ ابْنِ الْخِلِيفَةِ يُوسُفٍ / إِذَا مَا غَدَا يَقْرِي الضُّيُوفَ وَيَقْرَأُ
إِمَامُ الْهُدَى الْمُسْدِي عَلَى الْخَلْقِ أَنْعُماً / عَلَى وِرْدِهَا ظِلُّ الْمُنَى مُتَفيَّأُ
مُحَمَّدٌ الْمَحْمُودُ ذُو الشَّرَفِ الَّذِي / بِأُفْقِ الْعُلاَ أَنْوَارُهُ تَتَلأْلأُ
سُلاَلَةُ أَنْصَارِ النَّبِيِّ الَّذِي لَهُ / مَدَائِحُ عَنْهَا أُعْجِزَ الْمُتَنَبِّىء
أَجَلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ذَاتاً وَمَنْصِباً / وَأَكْرَمُ مَأْمُولٍ لَهُ الخَلْقُ تَلْجَأُ
وَخَيْرُ السَّلاَطِينِ الَّذِينَ هُمُ هُمُ / إذا الطَّعْنُ عَنْ وِرْدِ الحَيَاةِ مُحَلِّيءُ
أَقَاصِدَهُ بُشْرَاكَ وَانْزِلْ بِسَرْحِهِ / بِهِ السَّعْدُ يَرْقَى وَالْمَدَامِعُ تُرْقَأُ
وَأَلْقِ عَصَا التَّسْيَارِ فِي خَيْرِ مَرْبَعٍ / بِأَرْجَائِهِ كَأْسُ الْمَبَاهِجِ تُمْلأُ
وَلُذ مِنْهُ فِي النَّادِي بِأَرْوَعَ وَصْفُهُ / تُقَصِّرُ عَنْهُ عَبْدُ قَيْسٍ وَطَيِّىءُ
وَدُوْنَكَ فَاسْبَحْ فِي نَدَاهُ بِأَبْحُرٍ / مَدِيحِيَ يَاقُوتٌ بِهِنَّ وَلُؤْلُؤُ
وَإِنْ جِئْتَهُ فِي العَالَمِينَ مُهَنِّئاً / فَكُلُّ مُلُوكِ العَالَمِينَ تُهَنِّىءُ
لِيَ الْمَدْحُ يُرْوَى مُنْذُ كُنْتُ كَأَنَّمَا
لِيَ الْمَدْحُ يُرْوَى مُنْذُ كُنْتُ كَأَنَّمَا / تُصُوِّرْتُ مَدْحاً لِلْوَرَى وَثَنَاءَ
وَمَا لِي هِجَاءٌ فَاعْجَبَنَّ لِشَاعِرٍ / وَكَاتِبِ سِرٍّ لاَ يُقِيمُ هِجَاءَ
هُوَ الْبَدْرُ تَحْمِيهِ نُجُومٌ ثَوَاقِبُ
هُوَ الْبَدْرُ تَحْمِيهِ نُجُومٌ ثَوَاقِبُ / وَمَا هِيَ إِلاَّ الْمُرْهَفَاتُ الْقَوَاضِبُ
وَيَغْشَاهُ غَيْثٌ حَيْثُ حَلَّ وَإِنَّهُ / لَنَقْعٌ أثَارَتْهُ الْعِتَاقُ الشَّوَازِبُ
وَخِلْنَا خَفَى فِيهِ الْبُرُوقُ وَإِنَّمَا / خَفَى فِيهِ سُمْرٌ أَشْرَعَتْهَا الْكَتَائِبُ
حَذَارِ حَذَارِ إِنْ بَدَتْ كُثُبُ الْحِمَى / فَمَرَّتْ صَبَاحاً بِالْقِبَابِ النَّجَائِبُ
وَإِيَّاكَ وَالتَّغْرِيرَ بِالنَّفْسِ إِنْ رَمَتْ / بِأَسْهُمِ مَكْحُولِ الِّلحَاظِ الكَوَاعِبُ
وَمَا الصَّبْرُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاَّ تَعِلَّةٌ / وَأَنَّى وَقَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ الْمَذَاهِبُ
لِيَ الَّلهُ بَعْدَ الظَّاعِنِينَ وَمَنْزِلٌ / بِهِ وَقَفَتْ يَوْمَ الْوَدَاعِ الرَّكَائِبُ
وَرُبَّ شُمُوسٍ فِي الفَلاَةِ مَطَالِعٌ / لَهُنَّ وَلَكِنْ فِي الْحُدُوجِ مَغَارِبُ
وَغِيدٍ يُغَادِرْنَ الْقُلُوبَ ذَوَائِباً / إِذَا جُرِّرَتْ زَهْواً لَهُنَّ ذَوَائِبُ
لَوَاعِبَ مَا بَيْنَ الْخِيَامِ يَحُفُّهَا / كُمَاةٌ بِأَطْرَافِ الرِّمَاحِ لَوَاعِبُ
عَلَيْهِنَّ بَاتَ الْبَرْقُ يَخْفِقُ قَلْبُهُ / وَجَفْنُ الْحَيَا فِي وَجْنَةِ الأُفْقِ سَاكِبُ
وَيَا بِأَبِي مِنْهُنَّ حَسْنَاءُ لَحْظُهَا / لَهُ جَانِبٌ يُخْشَى وَلِلسَّيْفِ جَانِبُ
مُؤَجِّجَةٌ نَارَيْنِ نَارَ صَبَابَةٍ / وَنَارَ قِرىً تَنْجَابُ عَنْهَا الْغَيَاهِبُ
حُقُوقٌ كَقُرْطِيْهَا الَّلوَاء أَمَامَهَا / إِذَا مَا مَشَتْ وَالدَّارِعُونَ رَوَاكِبُ
يُسَاجِلُ جَرْسُ الطَّعْنِ جَرْسَ حُلِيِّهَا / فَتَرْتَاعُ مِنْ هَذَا وَذَاكَ التَّرَائِبُ
وَلَوْلاَ شَذَاهَا مَا غَدَا الرَّوْضُ عَاطِراً / وَمَا عَبِقَتْ فِيهِ الصَّبَا وَالْجَنَائِبُ
مُمَنَّعَةٌ حَتَّى مِنَ الطَّيْفِ فِي الْكَرَى / فَلاَ جَفْنَ إِلاَّ وَهْوَ لِلسُّهْدِ صَاحِبُ
حَنَانَيْكِ يَابِنْتَ الفَوَارِسِ أَقْسَمَتْ / سُيُوفُهُمُ أَلاَّ تُزَارَ الْحَبَائِبُ
وَلَبَّيْكِ أَلْفَاً إِنْ دَعَوْتِ إِلَى الْوَغَى / وَطَعْنٍ كَمَا تَرْعَى الفُحُولُ الضَّوَارِبُ
وَأُقْسِمُ مَالِي فِي الْغَرَامِ مُسَاجِلٌ / وَلاَ لاِبْنِ نَصْرٍ فِي الْحُرُوبِ مُغَالِبُ
كَرِيمٌ لَهُ فِي سِرِّ يَعْرُبَ مَفْخَرٌ / وَبَيْتُ عُلاً حَجَّتْ إِلَيْهِ الْمَنَاقِبُ
مِنَ الْقَوْمِ سَعْدُ الْخَزْرَجِ ابْنُ عُبَادَةٍ / أَبُوهُمْ وَحَسْبُ الْقَوْمِ تِلْكَ المَنَاسِبُ
مُنِيفٌ بِإِسْمَاعِيلَ مَجْداً وَيُوسُفٍ / وَيَا لَكَ مَنْ مَجْدٍ لَهُ الْمَجْدُ هَائِبُ
عَظِيمٌ عَظِيمُ الْمُلْكِ لاَ مُلْكَ مِثْلهُ / وَكُلُّ عَظِيمٍ لِلْعَظِيمِ مُنَاسِبُ
وَأَعْلَمُ عِلْماً خَالَطَ الْقَلْبَ إِنَّهُ / لأَكْرَمُ مَنْ تُرْجَى لَدَيْهِ الْمَوَاهِبُ
وَمَا خُلِقَ الإنْسَانُ مِثْلِيَ عَالِماً / وَلَكِنْ أَفَادَتْهُ العُلُومَ التَّجَارِبُ
وَمَنْ نَالَ مُلْكاً لاَ بِبَأْسٍ وَلاَ نَدَى / فَذَاكَ امْرُؤٌ لِلْمُلْكِ لاَ شَكَّ غَاصِبُ
وَمَنْ كَأَبِي عَبْدِ الإلَهِ مُحَمَّدٍ / إِذَا زَحَفَتْ يَوْمَ النِّزَالِ المَقَانِبُ
بِهِ دَفَعَ الَّلهُ الخُطُوبَ عَنِ الْوَرَى / وَلِلَّهِ فِي دَفْعِ الْخُطُوبِ عَجَائِبُ
وَمَا كُلُّ مَنْ هَزَّ الْمُثَقَّفَ طَاعِنٌ / وَمَا كُلُّ مَنْ سَلَّ الْمُهَنَّدَ ضَارِبُ
وَخَصَّصَهُ الأَمْلاَكُ بِالْبرِّ وَحْدَهُ / وَتَخْصِيصُ رَبِّ الْفَضلِ بِالْبِرِّ وَاجِبُ
وَمَا يَرْغَبُ الْمَجْدُ الْمُؤَثَّلُ فِي امْرِىءٍ / غَدَا وَهْوَ فِي الْمَالِ الْمُجَمَّعِ رَاغِبُ
مُكَمِّلُ رَأْيِ الْيَوْمِ تَكْمِيلَ حَازِمٍ / يَهُونُ عَلَيْهِ أَنْ تَنُوبَ النَّوَائِبُ
وَتَأْخِيرُ مَلْكٍ رَأْيَ يَوْمٍ إِلَى غَدٍ / خَبَالٌ بِهِ إِنْ دَامَ فَالْمُلْكُ ذَاهِبُ
مُجَانِبُ أَهْلِ الُّلؤْمِ لاَ يَعْرِفُونَهُ / وَكُلُّ كَرِيمٍ لِلَّئِيمِ مُجَانِبُ
وَمَنْ وَضَعَ التَّقْرِيبَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ / فَذَاكَ امْرُؤٌ مَسْعَاهُ وَالْقَصْدُ خَائِبُ
وَلَوْ كَانَ يُعْطَى قَدْرَ عَلْيَاهُ خِدْمَةً / لَقَلَّ لَهُ فِي الخَادِمِينَ الكَوَاكِبُ
حَلِيمٌ وَلَكِنْ حِلْمُهُ بَعْدَ قُدْرَةٍ / أُتِيحَتْ لَهُ وَالسَّيْفُ بِالدَّمِ خَاضِبُ
عَلِيمٌ يُزَكِّي عِلْمَهُ عَمَلٌ بِهِ / كَمَا جَادَتِ الَّروْضَ النَّضِيرَ السَّحَائِبُ
مُفِيدٌ مُصِيبٌ آخَرِينَ وَإِنَّمَا / فَوَائِدُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ مَصَائِبُ
وَأَيُّ مُلاَقٍ وَالخُيُولُ طَوَالِعُ / كَمَا أَمَّتِ الوِرْدَ النَّعَامُ الخَوَاضِبُ
أَمَوْلاَيَ بُشْرَى بِالْفُتُوحِ وَأَنْعُم / مَشَارِبُهَا لِلْوَفْدِ نِعْمَ المْشَارِبُ
وَيَهْنِيكَ عِيدُ الْفِطْرِ أَسْعَدُ قَادِمٍ / عَلَيْكَ تُرَاعِي حَقَّهُ وَتُرَاقِبُ
وَلاَ زِلْتَ مَسْرُوراً بِأَشْرَفِ دَوْلَةٍ / بِهَا حَسُنَتْ دُنْيَا وأُخْرَى الْعَوَاقِبُ
مَطَالِبُ إِلاَّ أَنَّهُنَّ مَوَاهِبُ
مَطَالِبُ إِلاَّ أَنَّهُنَّ مَوَاهِبُ / قَضَى الَّلهُ أَنْ تُقْضَى فَنِعْمَ الْمَطَالِبُ
شِفَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَإِنَّهُ / لأكْرَمُ مَنْ تُحْدَى إلَيْهِ الرَّكَائِبُ
وَكَمْ قُلْتُ غَابَ الْبَدْرُ وَالشَّمْسُ ضَلَّةٌ / وَرَانَتْ عَلَى قَلْبِي الْهُمُومُ النَّوَاصِبُ
وَلَمْ يَغِبَا لَكِنْ شَكَا الضُّرَّ فَارِسٌ / وَأَوْحَشَ مِنْهُ مَجْلِسُ الْمُلْكِ غَائِبُ
لَكَ الَّلهُ يَا خَيْرَ الْمُلُوكِ وَخَيْرَ مَنْ / تَحِنُّ لَهُ حَتَّى العِتَاقُ الشَّوَازِبُ
وَقَلَّ لِمَنْ وَافَى بَشِيراً نُفُوسُنَا / فَمَا هِيَ إِلاَّ بَعْضُ مَا أَنْتَ وَاهِبُ
أَقُولُ لِجُرْدِ الْخَيْلِ قُبَّا بُطُونُهَا / مُعَقَّدَةٌ مِنْهِا لِحَرْبٍ سَبَاسِبُ
طَوَالِع مِنْ تَحْتِ العَجاجِ كَأَنَّهَا / نَعَامٌ بِكُثْبَانِ الصَّرِيمِ خَوَاضِبُ
مُحَجَّلَةً غُراً كَأَنَّ رِعَالَهَا / بِحارٌ جَرَتْ فِيهَا الصَّبَا وَالْجَنائِبُ
مِنَ الأَعْوَجِيَّاتِ الصَّوَافِن تَرْتَمِي / إِذَا رَجَفَتْ يَوْمَ الْقِرَاعِ مَقَانِبُ
هَنِيئاً فَقَدْ صَحَّ الإمَامُ الَّذِي بِهِ / تُفَلُّ السُّيُوفُ الْمُرْهَفَاتُ الْقَوَاضِبُ
وَمُسْتأْصِلُ الْفَل الْمُغِدُّ جِيَادهُ / لِضَرْبٍ كَمَا تَرْغُو الفُحُولُ الضَّوَارِبُ
وَمَنْ حَطَّمَ السُّمْرَ الطِّوَالُ كُعُوبُهَا / بِطَعْنٍ كَمَا امْتاحَ الرّكيَّةَ شَارِبُ
وَكَرَّ عَلَى أَرْضِ العِدَى بِفَوَارِسٍ / كَأَنَّهُمُ فِي الْحَرْبِ أُسْدٌ غَوَالِبُ
كَأَنَّ ظُبَاهُمْ فِي الهِيَاجِ أَكُفُّهُمْ / تَجُودُ وَأَرْوَاحُ العُدَاةِ مَوَاهِبُ
كَأَنَّ رِمَاحَ الْخَطِّ أَحْسَابُهُمْ وَمَا / حَوَتْ مِنْ نُفُوسِ الْمُعْتَدِينَ مَنَاقِبُ
هُمُ مَا هُمُ حَدِّثْ عَنِ الْبَحْرِ أَوْ بَنِي / مَرِينٍ فَنَهْجُ الْقَوْلِ أَبْلَجُ لاَحِبُ
مِنَ الْبَيْتِ شَادَتْ قَيْسُ عَيْلانَ فَخْرَهُ / فَطَالَتْ مَعَالِيهِ وَطَابَتْ مَنَاسِبُ
وَأَحْيَا لَهُ مُلْكُ الْخَلِيفَةِ فَارِسٍ / مَآثَرَ غَالَتْهَا الَّليَالِي الذَّوَاهِبُ
كَرِيمٌ فَلاَ الحَادِي النَّجَائِبَ مُخْفِقٌ / لَدَيْهِ وَلاَ الْمُنْضِي الرَّكَائِبَ خَائِبُ
أَرَى بَذْلَهُ النُّعْمَى فَفُضَّتْ مَكَاسِبٌ / أَرَى بَأْسَهُ الأَنْضَى فَفُضِّتْ كَتَائِبُ
أَنَامِلُهُ يَرْوِي الْوَرَى صَوْبُ جُودِهَا / فَلَوْلاَ دَوَامُ الرَّيِّ قُلْتُ السَّحَائِبُ
وَكَمْ خِلْتُ بَرْقاً فِي الدُّجَى نُور بِشْرِهِ / تَشِيمُ سَنَاهُ النَّاجِيَاتُ النَّجَائِبُ
فَأَخْجَلْنِي أَنِّي أَرَى الْبَرْقَ خُلَّباً / فَلاَ الصَّوْبُ هَامٍ لاَ وَلاَ الْجُودُ سَاكِبُ
أَعِرْنِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَلاَغَةً / فَإِنِّيَ عَنْ عَجْزٍ لِمَدْحِكَ هائِبُ
وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالْبَيَانِ مُعَلِّماً / فَإِنِّيَ فِي التَّعْلِيمِ لِلْجُودِ رَاغِبُ
وَكَيْفَ تَرَى لِي بَعْدُ فِي الْجُودِ رَغْبَةً / وَجُودُكَ لِي فَوْقَ الَّذي أَنَا طَالِبُ
وَقَدْ شَبَّتِ الآمَالُ إِذْ شِبْتُ ثُمَّ إِذْ / تَفَقَّدْتُهَا لَمْ يَدْرِ مَا شَبَّ شَائِبُ
بَلَغْتُ بِكَ الآمَالَ حَتَّى كَأَنَّهَا / وَقَدْ صَدَقَتْ مَا شِئْتَ صِدْقاً كَوَاذِبُ
عَجِبْتَ وَمَا تُولِي وَأَوْلَيْتَ مُعْجباً / فَلاَ بَرِحَتْ تَنْمُو لَدَيْكَ الْعَجَائِبُ
وَحَسْبي دُعَاءً لَوْ سَكَتُّ كُفيتُهُ / كَمَا قِيلَ لَكِنْ فِي الدُّعَاءِ مَذَاهِبُ
وَمَا أَنَا إِلاَّ عَبْدُكَ الْمُخْلِصُ الَّذِي / يُرَاقِبُ فِي إِخْلاَصِهِ مَا يُرَاقِبُ
فَخُذْهَا تَبُثُّ الْعُذْرَ لاَ الْمَدْحَ إِنَّهُ / هُوَ الْبَحْرُ قلْ هَلْ يَجْمَعُ الْبَحْرَ حَاسِبُ
بَقِيتَ بَقَاءَ الدَّهْرِ مُلْكُكَ قَاهِرٌ / وَسَيْبُكَ فَيَّاضٌ وَسَيْفُكَ غَالِبُ
وَعُوفِيتَ مِنْ ضُرٍّ وَأُعْطِيتَ أَجْرَهُ / وَلاَ رَوَّعَتْ إِلاَّ عِدَاكَ النَّوائِبُ
تَعَجَّبْتُ مِنْ ثَغْرِ هَاذِي الْبِلاَدِ
تَعَجَّبْتُ مِنْ ثَغْرِ هَاذِي الْبِلاَدِ / وَهَا أَنْتَ مِنْ عَيْنِهِ شَارِبُ
فَلِلَّهِ ثَغْرٌ أرى شَارِباً / وَعَيْنٌ بَدَا فَوْقَهَا حَاجِبُ
رَحَلْتُ نَحْوَ دِمَشْقَ الشَّامِ مُبْتَغِياً
رَحَلْتُ نَحْوَ دِمَشْقَ الشَّامِ مُبْتَغِياً / رِوَايَةً عَنْ ذَوِي الأَحْلاَمِ وَالأَدَبِ
فَفُزْتُ فِي كُتُبِ الآثَارِ حِينَ غَدَتْ / تُرْوَى بِسِلْسِلَةٍ عُظْمَى من الذَّهَبِي
إِلَى قَصْدِ قطب الدِّينِ وَافَيْتُ عِنْدَمَا
إِلَى قَصْدِ قطب الدِّينِ وَافَيْتُ عِنْدَمَا / أَقَمْتُ عَلَى التَّرْحَالِ فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ
وَأَصْبَحْتُ كَالأَفْلاَكِ فِي السَّيْرِ وَالسُّرَى / فَهَا أَنَا فِي مِصْرٍ أَدُورُ عَلَى الْقُطْبِ
أَيْنَ اسْتَقَلَّ أَحِبَّةُ الْقَلْبِ
أَيْنَ اسْتَقَلَّ أَحِبَّةُ الْقَلْبِ / وَنُجُومُ أُفْقِ مَحَامِلِ الرَّكْبِ
لَعِبَتْ بِهِمْ أَيْدِي النَّوَى سَحَراً / لَعبَ الشُّجُونِ بِمَدْمَعِي السَّكْبِ
وَسَقَتْهُمُ كَأْسَ الرَّدَى جُرَعاً / مَا سَاغَ بَعْدَ مَذَاقِهَا شِرْبِي
آلَيْتُ لاَ أَنْسَى تَذَكُّرَهُمْ / أَنَّى وَلَسْتُ بِزَائِلِ الْحُبِّ
كَانُوا الْحَيَاةَ فَمُذْ فَقَدْتُهُمْ / لَمْ أَخْشَ بَعْدُ مَوَارِدَ الْخَطْبِ
وَهَوَى الأَحِبَّةِ وَهْوَ لِي قَسَمٌ / لاَزِلْتُ بَعْدَهُمُ أَخَا كَرْبِ
وَلَقَدْ حَنِقْتُ عَلَى الْمَضَاجِعِ مُذْ / سَكَنُوا الْغَدَاةَ مَضَاجِعَ التُّرْبِ
وَرَوْضٍ مُمْحِلٍ جَدْبِ المَرَاعِي
وَرَوْضٍ مُمْحِلٍ جَدْبِ المَرَاعِي / سَرِيعِ القَيْظِ وَقْداً وَالْتِهَابَا
حَكَى ابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ لاَ شُجُوناً / وَلَكِنْ كَوْنَهُ يَهْوَى الرَّبَابَا
اثْنَانِ عَزَّا فَلَمْ يَظْفَرْ بِنَيْلِهِمَا
اثْنَانِ عَزَّا فَلَمْ يَظْفَرْ بِنَيْلِهِمَا / وَأَعْوَزَا مَنْ هُمَا فِي الدَّهْرِ مَطْلَبُهُ
أَخٌ مَوَدَّتُهُ فِي الَّلهِ صَادِقَةٌ / وَدِرْهَمٌ مِنْ حَلاَلٍ طَابَ مَكْسَبُهُ
إِلَى ابْنِ شِهَابِ الدِّينِ طَالَ تَغَرُّبِي
إِلَى ابْنِ شِهَابِ الدِّينِ طَالَ تَغَرُّبِي / فَلَمَّا سَرَتْ عِيسِي لَهُ وَرِكَابِي
رَوَيْتُ حَدِيثَ الْفَضْلِ عَنْهُ فَصَحَّ لِي / كَمَا شِئْتُ مَرْوِيّاً عَنِ ابْنِ شِهَابِ
لَعَمْرُكَ مَا ثَغْرُهُ بَاسِمٌ
لَعَمْرُكَ مَا ثَغْرُهُ بَاسِمٌ / وَلَكِنَّهُ حَبَبٌ لاَعِبُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ رِيقُهُ مُسْكِراً / لَمَا دَارَ مِنْ حَوْلِهِ الشَّارِبُ
وَلِي فَرَسٌ مِنْ عِلْيَةِ الشُّهْبِ سَابِقٌ
وَلِي فَرَسٌ مِنْ عِلْيَةِ الشُّهْبِ سَابِقٌ / أُصرِّفُهُ يَوْمَ الْوَغَى كَيْفَ أَطْلُبُ
غَدَوْتُ لَهُ فِي حَلْبَةِ الْقَوْمِ مَالِكاً / فَتَابَعَنِي مِنْهُ كَمَا شَاءَ أَشْهَبُ
ذَا المَدْحُ يَأْتِي مِنْ أَرِيجِ ثَنَائِهِ
ذَا المَدْحُ يَأْتِي مِنْ أَرِيجِ ثَنَائِهِ / بِصَحَائِفٍ مَسْطُورَةٍ مَقْرُوَّةِ
وَكَأَنَّ مَنْ وَافَتْهُ مِنْهُ كسْوَةٌ / مَلِكٌ دِمَشْقُ أَتَتْ بِهِ لِلْكُسْوَةِ
وَالْمَادِحُونَ لَهُ وَإِنْ أَغْبَوا كَمَنْ / قَدْ قَابَلَ الْبَحْرَ الْخِضَمَّ بِحُسْوَةِ
نَدْبٌ حَلِيمٌ مُشْفِقٌ مُتَعطِّفٌ / وَرَدَى الْوَرَى مِنْ عَفْوِهِ فِي غَفْوةِ
وَأَتَى بِمِثْلِ حِجَارَةٍ مِنْ بَأْسِهِ / فَرَمَتْ أَعَادِيَهُ الكِلاَبُ وَأَشْوَتِ
مُفْنِي جُيُوشَ الرُّومِ وَهْيَ نَوَاهِدٌ / فِيهَا مِنَ الْكُفَّارِ أَخْبَثُ حُشْوَةِ
نَوْبٌ تَجَمَّعَ بِالْعَشِيِّ ضُيُوفُهُ / وَيُفَرِّقُ الْغَارَاتِ عِنْدَ الضَّحْوَةِ
يَثْنِى العِدَى صَرْعَى كَشَرْبٍ أَخْلَدَتْ / بِهِمُ إِلَى الأرْضِ ارْتِضَاعَةُ قَهْوَةِ
ذُو الْفَضْلِ بَادٍ عَفْوُهُ عَنْ زَلَّةٍ / ذُو الحِلْم مُغْضٍ مَجْدُهُ عَنْ هَفْوَةِ
الصَّادِعُ الآتِي لِغُرِّ مَنَاقِبٍ / بِأَجَلِّ أَسْمَاءِ الْعُلاَ مَدْعُوَّةِ
وَالْمَجْدُ يَخْطُبُ كُلَّ نَفْسٍ حُرَّةٍ / بِمَتَاعِبٍ يَوْمَ الْوَغَى مَمْنُوَّةِ
وَالْفَرْعُ لِلأَصْلِ الْمُشَرِّفِ تَابِعٌ / طِيبُ الْحَرِيرِ بِطِيبِ أَصْلِ التُّوْتَةِ
لَمْ تُلْهِهِ الدُّنْيَا وَلاَ شَهَوَاتُهَا / أَرَأَيْتَ ذَا عَقْلٍ يَلَذُّ بِشَهْوَةِ
قَدْ حِيلَ بَيْنَ العِيرِ وَالنَزَوَانِ عَنْ / قَهْرٍ فَلاَ طَمَعٌ لَهُ فِي نَزْوَةِ
تَزْهُو بِهِ الدُّنْيَا وَيَزْهَى مِثْلُهَا / مَرْقَى العُلاَ وَالْمَجْدِ أَعْظَمَ زَهْوَةِ
ذُو الْمَالِ مَا إِنْ زَالَ وَهْوَ مُفَوَّتٌ / وَثَنَاؤُهُ وَالْمَدْحُ غَيْرُ مُفَوَّتِ
ذُو الرُّمْحِ يَغْدُو وَالِجاً فِي ثَغْرِهِ / كَشُعَاعِ شَمْسٍ وَالِجٍ فِي كُوَّةِ
وَلَسَوْفَ يَمْلِكُ رُومَةً وَجَمِيعَ مَا / مَلَكَ الْعِدَى مِنْ بُرْتُغَالَ لِجِنْوَةِ
ذُو هِمَّةٍ أَعْزِزْ بِهَا مِنْ هِمَّةٍ / لِكَمَالِهَا وَجَلاَلِهَا مَعْزُوَّةِ
وَالصَّبْرُ مُرٌّ فِي الْمَذَاقَةِ أَوَّلاً / لَكِنْ يَؤولُ إِلَى عَوَاقِبَ حُلْوَةِ
وَالْبُخْلُ شَيْنٌ لِلْفَتَى كَالْوَجْهِ إِنْ / شَانَتْهُ أَعْرَاضٌ لَهُ بِاللَّقْوَةِ
أَسْيَافُهُ سُلَّتْ فَأَسْقَطَتِ الطُّلَى / وَسِهَامُهُ رَمَتِ العُدَاةَ فَأَشْوَتِ
بَادِي الْجَلاَلَةِ وَالْوَقَارِ إِذَا احْتَبَى / أَبْصَرْتَ هَضْباً عَاقِداً لِلْحَبْوَةِ
وَكَمِ امْرِىءٍ لَمْ يَفْتَكِرْ لَمَّا يَغِي / وَالْغَيُّ يُوقِعُ أَهْلَهُ فِي هُوَّةِ
تَزْهى بِهِ أَبْنَاءُ نَصْرٍ مِثْلَ مَا / يَزْهَى شُرَيْحٌ فِي بَنِيهِ بَحَيْوَةِ
يُبْدِي غَدَاةَ الْجُودِ مُعْجِبَ لِينِهِ / وَلَهُ غَدَاةَ الْحَرْبِ أَعْظَمُ قَسْوَةِ
كَمْ يَهْوِي رَأْسُ عَدُوِّهِ عَنْ رُمْحِهِ / فَكَأَنَّهُ حَرْبٌ بِمِخْلَبِ لَقْوَةِ
مِنْ بَاذِلٍ يُعْطِي الْجَزِيلَ وَبَأْسُهُ / كَمْ مِنْ عَدُوٍّ خَافَهُ وَعَدُوَّةِ
مِنْ أُسْرَةٍ أَعْرَاضُهُمْ مَمْدُوحَةٌ / أَبَداً فَمَا يُوصَفْنَ بِالْمَهْجُوَّةِ
حَلّوا بِأَنْدِيَةِ الْمَكَارِمِ وَالْعُلاَ / كَقُرَيْشٍ إِذْ حَلُوا بِدَارِ النَّدْوَةِ
النَّاهِدُونَ إِلَى الْعِدَى بِكَتَائِبٍ / كَالسَّيْلِ فَاضَ عُبَابُهُ فِي فَجْوَةِ
وَالْحَرْبُ تَكْشِفُ عَنْ مُحَيَّا نَصْرِهِمْ / كَالْبَحْرِ يَكْشِفُ شَطُّهُ عَنْ فُوَّةِ
مِنْ آلِ يَعْرُبَ فِي الصَّمِيمِ جَحَاجِحٌ / بِهِمُ الْمَعَالِي أصَبَحَتْ فِي نَخْوَةِ
الضَّارِبُونَ الْهَامَ هَامَ عُدَاتِهِمْ / بِصوَارِمٍ لاَ تَخْتَشِي مِنْ نَبْوَةِ
وَالطَّاعِنونَ بِسُمْرِهِمْ ثَغْرَ الْعِدَى / وَالنَّقْعُ يَكْشِفُ في الوَغَى عَنْ هَبْوَة
وَالطَّاعِنُونَ مِنَ الثَّنَايَا بِالرَّدَى / كَالأُسْدِ أَمَّنَها الشَّرَى مِنْ كَبْوَةِ
مَوْلاَيَ قَدْ خَلَّدْتُ فِيكَ مَدَائِحاً / فَامْنُنْ وَخُذْهَا كَيْفَ شِئْتَ بِقُوَّةِ
وَاقْبَلْ عَرُوساً مِنْ بِنَاتِ قَصَائِدِي / تُجْلَى عَلَيْكَ الدَّهْرَ أَحْسَنَ جُلْوَةِ
وَإِذَا رَأَيْتَ بُنُوَّةً مَشْكُورَةً / مِنْهَا فَأَوْجِبْ قَبْلُ شُكْرَ أُبُوَّةِ
لاَ زِلْتَ فِي السَّعْدِ الْمُجَدَّدِ مَا سَعَا / وَفْدُ الْهُدَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
وَحَمْراءَ فِي الكَأْسِ مَشْمُولَةٍ
وَحَمْراءَ فِي الكَأْسِ مَشْمُولَةٍ / تُحَثُّ عَلَى الْعُودِ فِي كُلِّ بَيْتْ
فَلاَ غَرْوَ أَنْ جَاءَنِي سَابِقاً / إِلَى الأُنْسِ حِبٌّ يَحُثُّ الكُمَيْتْ
إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ فِعَالِكَ فِي الْهَوَى
إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ فِعَالِكَ فِي الْهَوَى / لَمَّا حَلَلْتَ بِحُسْنِ ذَاتِكَ ذَاتِي
وَنَفَيْتَ نَوْمِي ثُمَّ أَثْبَتَّ الأَسَى / فَجَمَعْتَ بَيْنَ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ
عَنِ الْجَزْعِ أَوْ عَنْ سَاكِنِ الْجَزْعِ حَدِّثِ
عَنِ الْجَزْعِ أَوْ عَنْ سَاكِنِ الْجَزْعِ حَدِّثِ / وَبِالأَجْرَعِ الْفَرْدِ الرَّكَايِب لَبِّثِ
وَسَائِلْ عَنِ الْحَيِّ الْحَلاَلِ بِرَامَةٍ / وَإِنْ كَانَ يُجْدِي عَنْهُمُ الْبَحْثُ فَابْحَثِ
وَسَلِّمْ عَلَى الرَّكْبِ الْمُلِمِّ بِحَاجِرٍ / وَمَهْمَا أَبَاحَ الْمُكْثَ حَادِيهِ فَامْكُثِ
وَسَقِّ الحِمَى آهاً وَآهاً عَلَى الْحِمَى / بِصَوْبِ حَياً مِنْ دَمْعِيَ الْمُتَبَعِّثِ
وَعَارِضْ بِأَكْنَافِ الْعَقِيقِ ضَعَائِناً / عَزَزْتُ قَدِيمَ الْحُبِّ فِيهَا بِمُحْدَثِ
وَزِدْنِي بِأَصْواتِ الحُدَاةِ صَبَابَةً / وَدَعْ عَنْكَ لحني كُلَّ مَثْنَى وَمَثْلَثِ
وَبُحْ بأَحَاديْثِ الْهَوَى لأحِبَّةٍ / نَأوْا وَأَحادِيثُ الْجَوَى كلَّها ابْثُثِ
وَلاَ تَحْثِثِ الْكَأْسَ الدِّهَاقَ بِخَمْرَةٍ / وَكَأْساً دِهَاقاً بِالْهَوَى المُسْكِرِ احْثُثِمم
وَإِنْ شِئْتَ إحْيَاءَ النُّفُوسِ فَحَيِّهَا / بِعَرْفِ صَبَا نَجْدٍ وَآرَاجهَا ابْعَثِ
وَدَعْ عَنْكَ تَأْرِيثاً لِنَارِ خِيَامِهِمْ / وَنَار الأَسَى فِي أَضْلُعِ الْحُبِّ أَرِّثِ
وَيَا بِأَبِي مِنْ آلِ كَعْبٍ كَوَاعِبٌ / مَتَى شِئْنَ إِحْدَاثاً لِوَجْدِيَ يَحْدُثِ
ظِبَاءٌ حَمَتْهُنَّ السُّيوفُ عَوَابِثاً / وَمَا هِيَ مِنْ أَلْحَاظِهِنَّ بِأَعْبَثِ
وَإِنَّ لإِحْدَاهُنَّ عِنْدِيَ فِي الْهَوَى / مَزَايَا مَتَى تَسْتَلْبِثِ الْوَجْدَ يَلْبَثِ
وَأُقْسِمُ مَا أَبْقَيْتُ فِي الْحُبِّ غَايَةً / فَهَلْ بَيْنَ أَهْلِ الْحُبِّ لِي مِنْ مُحَنِّثِ
وَصَبٍّ رَمَتْ مِنْهُ الْمُدَامُ بِوَالِهٍ / سَكُوبٍ عَزُوبِ الدَّمْعِ أَغْبَرَ أَشْعَثِ
يُحَدِّثُ نَفْساً بِالتَّلاَقِي وَإِنَّمَا / يَسُومُ عَنَاءً نَفْسَهُ بِالتَّحَدُّثِ
وَدُونَ الْحِمَى حَرْبٌ بِسَيْفٍ مُذَكَّرٍ / وَأُخْرَى هِيَ الأَدْهَى بِلَحْظٍ مُؤَنَّثِ
وَتَعْرُوهُ بِالْبَرْق الْيَمَانِيِّ لَوْعةٌ / لَهَا مَبْعثٌ مِنْ جَوْلَةٍ بَعْدَ مَبْعَثِ
وَيَا رُبَّ دَارٍ أَقْفَرَتْ بَعْدَ جِيرَةٍ / لَهُمْ مَلْبَثٌ بِالْمُنْحَنَى أَيَّ مَلْبَثِ
أَرَاهُمْ بِعَيْنِ الْفِكْرِ وَالْجِسْمُ نَازِحٌ / وَلِلْقَلْبِ مِنْ بَلْوَاهُ أَيُّ تَبَعُّثِ
وَقَدْ نَكَثُو عَهْدِي بِنَجْدٍ وَأَخْفَرُوا / فَيَا صَبْرُ أَخْفِرْ بَعْدَ عَهْدِكَ وَانْكُثِ
كَمَا أَخْفَرَتْ عَهْدَ الدُّرُوعِ قَوَاضِبٌ / بِيُمْنَى ابْنِ نَصْرٍ فَوْقَ كُلِّ مُثَلِّثِ
إِمَامُ الْهُدَى الْمَشْهُورُ بِالْبَأْسِ وَالنَّدَا / وَأَكْرَمُ مُؤوٍ لِلطَّرِيدِ الْمُعَوَّثِ
وَحَامِي حِمَى الإسْلاَمِ وَالْخَيْلُ تَلْتَقِي / بِمُخْتَلَيَاتٍ لِلْجَمَاجِمِ فُرَّثِ
وَسُمْرٍ طِوَالٍ رُعَّفٍ عَنْ دَمِ الْعِدَى / عَوَابِثَ فِي أَهْلِ الضَّلاَلَةِ عُيَّثِ
هُمَامٌ لَهُ رَتْقٌ لِمَا فَتَقَ الرَّدَى / وَنَدْبٌ لَهُ لَمٌّ لأيِّ تَشَعُّثِ
وَمَا غَائِصٌ فِي الْبَحْرِ يَطْلُبُ دُرَّهُ / بِأطْلَبَ مِنْهُ لِلْعُلُومِ وَأَبْحَثِ
لأِمْوَالِهِ فِي النَّاسِ خَيْرُ مُفَرِّقٍ / وَلِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاءِ خَيْرُ مُؤَثِّثِ
وَقَدْ سَحَرَتْ أَقْلاَمُهُ فِعْلَ خُرَّدٍ / بِبَابِلَ لِي فِي عُقْدَةِ السِّحْرِ نُفَّثِ
مِنَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بِمَا لَهُ / عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى أَجَلّ تَحَثُّثِ
وَقَدْ قَدَحَتْ أَسْيَافُهُ نَارَ فَتْكَةٍ / لَهَا بِالضِّرَابِ الهَبْدِ أَيُّ تَأَرُّثِ
مِنَ الضَّارِبِينَ الْهَامَ تَحَتَ عَجَاجِهِ / لَهَا بِذُيُولِ الشّهْبِ أَيُّ تَشَبُّثِ
تَطُولُ سُيُوفُ الهِنْدِ مَهْمَا خَطَوْا بِهَا / إِلَى كُلِّ قِرْنٍ فِي الْوَغَى مُتَمَكِّثِ
فَوَارِسُ مِنْ أَبْنَاءِ سَامٍ تَطَارَحُوا / بِأَبْنَاءِ حَامٍ فِي الحُرُوبِ وَيَافِثِ
وَيَا لَهُمُ بُدْرُ الْوَرَى مِنْ مَلاَوِثٍ / بِرُحْبِ النَّوَادِي لِلْعَمَائِمِ لُوَّثِ
يُبَاهِي بَنُو عَدْنَانَ مِنْهُ بِسَيِّدٍ / طَوِيلِ نِجَادِ السَّيْفِ أَبْلَجَ أَدْمَثِ
وَيَفْخَرُ مِنْهُ آلُ سَعْدٍ بِمِدْرَةٍ / كَرِيمِ الثَّنَا سَامِي الذُّؤَابَةِ مِلْوَثِ
مِنَ الْخَزْرَجِيِّينَ الَّذِين سُيُوفُهُمْ / تُدَافِعُ عَنْ دِينِ الهُدَى كُلَّ مُكرِثِ
هُمُ مَا هُمُ أَنْصَارُ خَيْرِ الْوَرَى الَّذِي / لَهُ بِحِرَاءٍ دَامَ أَيُ تَحَنُّثِ
وَكَالمُرْتَضَى الفَارُوقِ كُلُّ مُحَدِّثٍ / يَرَى الْمُرْتَضَى الفَارُوقَ خَيْرَ مُحَدِّثِ
وَإِنَّ ابْنَ نَصْرٍ ذَا الْفَخَارِ مُحَمَّداً / لأكْرَمُ سَاطٍ بِالعِدَى مُتَعَبِّثِ
لَهُ أُسْرَةٌ أكْرِمْ بِهَا خَيْرُ أُسْرَةٍ / لِغُرِّ الْمَعَالِي وَالمَفَاخِرِ وُرَّثِ
مَآخِذُهُمْ فِي الْحَرْبِ ذَاتُ تَصَعُّبٍ / وَأَخْلاَقُهُمْ فِي السِّلْمِ ذَاتُ تَدَمُّثِ
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا بِنْتَ فِكْرٍ بَيَانُهَا / تَرَامَى بِبَشَّارٍ الْبَيَانِ الْمُرَعَّثِ
فَرُدَّ لَهَا وَجْهَ الْقَبُولِ تَفَضُّلاً / وَكُنْ مُصْغِياً عَنْهَا لِكُلِّ مُحَدَّثِ
بُشْرَى كَمَا طَلَعَ الصَّبَاحُ الأَبْلَجُ
بُشْرَى كَمَا طَلَعَ الصَّبَاحُ الأَبْلَجُ / وَأَتَى البِطَاحَ نَسِيمُهَا الْمُتَأرِّجُ
وَضَّاحَةٌ يَلْتَاحُ مِنْ مِشْكَاتِهَا / نُورٌ لأَنْوَارِ المَشَاكِي مُبْهِجُ
مَقْبُوسَةٌ مِنْ نَارِ حَيِّ الأُنْسِ لاَ / مِنْ نَارِ عُرْبٍ بِالْخِيَامِ تُؤَجَّجُ
نَزَلَتْ بِهَا الأَفْرَاحُ فِي نَادِي المُنَى / وَثَوَتْ فَمَا عَنْهُ لَهُنَّ مُعَرِّجُ
وَبِصَرْحَةِ الآَمَالِ حَطَّتْ رَحْلَهَا / فَبَدَا الطَّرِيقُ لَنَا وَبَانَ الْمَنْهَجُ
جَرَّارَةٌ ذَيْلَ السُّرُورِ بِأَبْطُحٍ / لِحُلُولِهِ رَكْبُ التَّهَانِي مُزْعَجُ
شَفَّافَةٌ كَأْسَاتُهَا عَنْ خَمْرَةٍ / بِلَطَائِفِ الأَسْرَارِ أَضْحَتْ تُمْزَجُ
وَلَقَدْ يحِقُّ لَهَا الْفَخَارُ بِمَوْلِدٍ / سُرَّتْ بِطَالِعِهِ السَّعِيدِ الْخَزْرَجُ
نَجْمٌ تَزَيَّنَ فِي سَمَاءِ المُلْكِ بَلْ / بَدْرٌ تَنَقَّلَ وَالكَتَائِبُ أَبْرُجُ
سَارٍ بِلَيْلٍ مِنْ عَجاجٍ فِيهِ مِنْ / غُرَرِ الجِيَادِ كَوَاكِبٌ تَتَبَلَّجُ
فَرْعٌ تَزَيَّدَ فِي أَرُومَةِ مَفْخَرٍ / طَفِقَتْ بِرُؤْيَتِهَا الدَّرَارِي تَلْهَجُ
شِبْلٌ يُحَاكِي مِنْ أَبِيهِ فِي الْوَغَى / أَسَداً بِقَرْعِ الْمُرْهَفَاتِ يُهَيَّجُ
وَاعْجَبْ لَهُ بِيَدِ العُلاَ يَاقُوتَة / لَعَقِيقَةٍ بَعْدَ الوِلاَدَةِ تُحْوِجُ
وَالآنَ قَدْ وَعَدَتْ مَخَايِلُهُ الْوَرَى / بِفَضَائِلٍ أَثْوَابُهَا لاَ تَنْهَجُ
وَمَكَارِمٍ مَا إِنْ تَزَالُ حَدِيثُهَا / يُرْوَى وَفِي كُتْبِ الصَّحِيْحِ يُخَرَّجُ
وَإِمَارَةٍ تُضْفِي عَلَيْهِ حُلَّةً / بِيَدِ الْمَعَارِفِ وَالعُلُومِ تُدَبَّجُ
وَوِرَاثَةٍ لِخُلاَفَةٍ نَصْرِيَّةٍ / بِنَفَائِسِ الذِّكْرِ الْجَمِيلِ تُتَوَّجُ
وَلْيَهْنَ أَنْدَلُساً سُعُودٌ لَمْ يَكُنْ / إِلاَ بِهَا الكُرَبُ الشِّدَادُ تُفَرَّجُ
وَلْيَهْنَ جُرْدَ الخَيْلِ مَوْلِدُ زَاحِفٍ / بِالخَيْلِ يَبْهَجُ بِالنِّزالِ فُيُبْهِجُ
وَلْيَهْنَ بِيضَ الهِنْدِ مَقْدَمُ مُقْدِمٍ / بِسُيُوفِهِ أُسْدُ الحُرُوبِ تُهَجْهَجُ
وَلْيَهْنَ سُمْرَ الخَطِّ هَبَّةُ طَاعِنٍ / طَعْناً كَمَا خَرَقَ الدَّيَاجِيَ مُدْلِجُ
وَلْيَهْنَ مُحْمَرَّ البُنُودِ كَأَنَّهَا / بِدَمِ الأَعَادِي فِي الحُرُوبِ تُضَرَّجُ
أَبَنِي السُّيُوفِ المَشْرَفِيَّةِ وَالقَنَا / وَالْخَيْلِ فِي بَحْرِ النَّجِيعِ تَلَجَّجُ
قُولُوا لِمَنْ رَبَّوْهُ قَوْلاً لَيِّناً / وَالْحَقُّ أَبْلَجُ وَالمُنَا فِي لَجْلَجُ
لاَ تَكْحَلُوهُ فَلَيْسَ يَكْحَلُ عَيْنَهُ / إِلاَّ عَجَاجٌ مِنْ حُرُوبٍ مُفْرِجُ
وَتَبَاعَدُوا بِالطِّيبِ عَنْهُ فَطِيبُهُ / صَدَأُ الْحَدِيدِ بِعَرْفِهِ يَتَأَرَّجُ
وَضَعُوا قِمَاطاً عَنْهُ إِنَ قِمَاطَهُ / دِرْعٌ خُطُوطُ الطَّعْنِ فِيهَا تُدْمَجُ
وَمُهُودُهُ صَهَوَاتُ خَيْلٍ تَحْتَهُ / أَغْيَالُ آسَادِ الشَّرَى تَتَولَّجُ
وَرُقَاهُ صَوْتُ صَهِيلِهِنَّ بِمَأْزِقٍ / نِيرَانُهُ بِيَدِ الرَّدَى تَتَأَجَّجُ
وَلَهُ التَّقَلُّدُ بِالسّيُوفِ تَمَائِمٌ / أَبَداً لَهَا عَيْنُ الْحَسُودِ تُحَوِّجُ
وَعَلَى أَبِيهِ وَذَاكَ حَقٌ وَاجِبٌ / شُكْرٌ عَمِيمٌ لِلنُّفُوسِ مُبَهِّجُ
مَلِكُ المُلُوكِ مُحَمَّدٌ وَأَجَلُّ مَنْ / رُفِعَتْ لَهُ فَوْقَ المَطَايَا أَحْدُجُ
وَالمَالِىءُ الأَرْضَ الفَضَاءَ كَتَائِباً / كَالْبَحْرِ يَطْمُو وَالمَغَافِرُ أَمْوُجُ
مِنْ آلِ نَصْرٍ نَاصِرِي الدِّينِ الأُلَى / مَا مِنْهُمُ إِلاَّ الأَغَرُّ الأَبْلَجُ
صُيَّابَةٌ بِالشُّهْبِ تُلْجَمُ خَيْلُهُمْ / أَوْ خِلْتُ ذَاكَ وَبِالأَهِلَّةِ تُسْرَجُ
أَحْيَا مَنَاقِبَهُمْ وَزَادَ مَنَاقِباً / لِسَمَائِهَا زُهُرُ الْكَوَاكِبِ تَعْرُجُ
فَيَّاضُ سُحْبِ الْجُودِ مَلْكٌ عَدْلُهُ / ظِلٌّ عَلَى كُلِّ الرَّعَايَا سَجْسَجُ
تَأْتِي عَطَايَاهُ وَمِنْهَا خَيْرُ مَا / تَرَكَتْ مِنَ البِيضِ الصَّوَارِمِ مُذْحَجُ
وَأَجَلُّ مَا يَعْزُو الجدِيلُ وَشَدْقَمٌ / وَأَعَزُّ مَا يَنْمِي الوَجِيهُ وَأَعْوَجُ
وَمُمَيَّلُ الأَعْطَافِ أَلْعَسُ أَشْنَبٌ / وَمُحَيَّرُ الأَلْحَاظِ أَوْطَفُ أَدْعَجُ
وَالْوَشْيُ مِمَّا كَانَ فِي صَنْعَاءَ لِلْ / أَقْيَالِ أَوْ أَبْنَاءِ تُبَّعَ يُنْسَجُ
وَأَخُو العَلاَءِ لَمَا لَهُ ذُو حَاجَةٍ / لَكِنَّهُ لِمَنَالٍ شُكْرٍ أَحْوَجُ
وَالْوَفْرُ يَحْسُنُ عِنْدَهُ إِلاَّ إِذَا / سِيلَ النَّوَالَ فَإِنَّهُ قَدْ يَسْمُجُ
خُذْهَا إِلَيْكَ قَصِيدَةً قَدْ أُودِعَتْ / مَدْحاً بِقَلْبِي قَبْلَ كتْبِي يُدْرَجُ
وَوَدِدْتُ لَوْ أَنِّي أَجَدْتُ مَعَاقِياً / مِنْ بَحْرِ فِكْرِي دُرُّهَا مُسْتَخْرَجُ
لَكِنْ بَدَا عَجْزِي فَقُلْتُ مُضَمِّناً / بَيْتَيْنِ لِلتَّضْمِينِ كُلٌ مُحْوَجُ
يَهْنِيكَ بِالْوَلَدِ التَّقِيِّ وَلَيْسَ فِي / شَبَهِ التَّقِيِّ لِوَالِدَيْهِ تَحَرُّجُ
إِنَّ المُقَدِّمَتَيْنِ مَهْمَا كَانَتَا / صِدْقاً فَمِثْلُهُمَا النَّتِيجَةُ تَخْرُجُ
وَقَالُوا عَلاَ لِلْخَمْرِ فِي الْكَأْسِ إِذْ بَدَتْ
وَقَالُوا عَلاَ لِلْخَمْرِ فِي الْكَأْسِ إِذْ بَدَتْ / بَيَاضُ حُبَابٍ صِيغَ دُرّاً لِتَاجِهَا
فَقُلْتُ لَهُمْ لاَ بَلْ هُوَ الشَّيْبُ قَدْ عَلاَ / عَجُوزاً لَدَيْنَا اشْتَدَّ بَرْدُ مِزَاجِهَا
وَافَتْكَ بِالْخَيْرِ الْمُطِيبِ الْمُبْهِجِ
وَافَتْكَ بِالْخَيْرِ الْمُطِيبِ الْمُبْهِجِ / بُشْرَى كَإِقْبَالِ الصَّبَاحِ الأَبْلَجِ
رَدَّتْ بِهَا الدُّنْيَا نَضَارَةَ حُسْنِهَا / وَغَدَتْ تُفَتِّحُ كُلَّ بَابٍ مُرْتَجِ
اللَّهُ أَكْبَرُ هَذِهِ البُشْرَى الَّتِي / أَهْدَتْكَ كُلَّ مُفَرِّحٍ وَمُفَرِّجِ
خَابَ البُغَاةُ الغَادِرُونَ وَقَدْ أَتَى / رَأْسُ الشَّقِيِّ الخَائِنِ الْمُسْتَدْرَجِ
وَأَتَتْ رُؤُوسُ القَائِمِينَ بِأَمْرِهِ / تَشْكُو لِحَرِّ الشَّمْسِ أَيَّ تَوَهُّجِ
فَقَدَتْ قَوِيمَ جُسُومِهَا ثُمَّ انْثَنَتْ / وَجُسُومُهَا مِنْ كُلِّ رُمْحٍ أَعْوَجِ
حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ إِلَى السُّورِ الَّذِي / طَلَعَتْ بِهِ فِي جُنْحِ لَيْلٍ مُدَّجِ
نُصِبَتْ بِهِ مسْوَدَّةً عِبَراً لِمَنْ / قَدْ جَاءَ مُعْتَبِراً هُنَاكَ وَمَنْ يَجِي
وَكَأَنَّهَا قِطَعٌ مِنَ اللَّيْلِ الَّذِي / غَدَرُوا بِهِ الْحَمْرَاءَ بَعْدَ تَلَجْلُجِ
مَا ثَمَّ إِلاَّ اللَّهُ قَاهِرُ مَنْ بَغَى / وَمُفَرِّجُ الكُرُبَاتِ لِلْقَلْبِ الشَّجِي
هَذِي عِنَايَةُ رَبِّنَا بِمَعَاشِرٍ / أَفْضَالُهُمْ لِسُؤَالِهِمْ لَمْ تُحوِجِ
خَرَجُوا عَنِ الأَوْطَانِ قَبْلُ وَحُبُّهُمْ / عَنْ كُلِّ قَلْبٍ عِنْدَهَا لَمْ يَخْرُجِ
وَلَقَدْ رَأَيْتُ وَمَا رَأَيْتُ كَخَابِطٍ / فِي البِيِد يَطْوِيهَا كَطَيِّ المدْرَجِ
مُتَطَلِّعٍ مِنْ كُلِّ نَجْدٍ قَاذِفٍ / تُرْبَ العِرَاقِ عَلَى أَبَاطِحِ مَنْبِجِ
أَدَّى البِشَارَةَ وَهْيَ خَيْرُ بِشَارَةٍ / آلَتْ شَدَائِدُ دَهْرِهِمْ لِتَفَرُّجِ
قَدِمَ الْجَمِيعُ وَكَانَ يَوْمُ قُدُومِهِمْ / لاَيَرْتَجِيهِ كَمَا رَآهُ الْمُرْتَجِي
فَالزَّهْرُ بَيْنَ مُفَضَّضٍ وَمُذَهَّبٍ / وَالرَّوْضُ بَيْنَ مُوَشَّحٍ وَمدَبَّجِ
وَالْقُضْبُ تَرْقُصُ وَالْغَدِيرُ مُصفِّقٌ / وَالْوُرْقُ قَدْ غَنَّتْ وَلَمْ تَتَلَجْلَجِ
وَالرِّيحُ قَدْ فَهِمَتْ حَدِيثَ قُدُومِهِمْ / فَحَبَتْ بِكُلِّ مُعطَّرٍ وَمُؤَرَّجِ
وَالأَرْضُ هِذِي الأَرْض تَبْسُطُ خَدَّهَا / لِلضَّارِبِينَ قِبَابَهُمْ بِالْمَدْرَجِ
أَهْلاً بِمَلْكٍ مِنْ مُلُوكٍ سَادَةٍ / بِسِوَاهُمُ صَدْرُ العُلَى لَمْ يُثْلَجِ
يَعْفُونَ إِنْ قَدَرُوا وَيُولُونَ الرِّضَى / وَيَقِلُ عِنْدَهُمُ الْكَثِيرُ لِمُلْتَجِ
فَهُمُ الْغُيُوثُ إِذَا الْمُحُولُ تَوَاتَرَتْ / وَهُمُ اللُّيُوثُ غَدَاةَ يَوْمِ تَوَلُّجِ
ألْمُوقِدُونَ النَّارَ فَوْقَ شَوَاهِقٍ / كَادَتْ تَذُوبُ بِجَاحِمٍ مُتأَجِّجِ
وَالضَّارِبُو طُولَ الكُمَاةِ بِمَأْزِقٍ / إِنْ يُدْعَ لِلْمَوْتِ الزُّؤَامِ يُعَرِّجِ
وَالطَّاعِنُو كُلَّ الفَوَارِسِ فِي الْوَغَى / بِشَبِيهِ أَرْشِيَةٍ يَلُوحُ بِمُدْلِجٍ
مَرِجَتْ عُهُودُ الدِّرْعِ يَوْمَ ضِرَابِهِمْ / وَعُهُودُ فَتْكِ سُيُوفِهِمْ لَمْ تَمْرَجِ
مِنْ ضِئْضِىءِ الْمَجْدِ الذي طُلاَّبُهُ / دَرَجُوا وَطِيبُ ثَنَائِهِمْ لَمْ يُدْرَجِ
فِي سِرِّ قَحْطَانٍ قَدِ اتَّسَقَتْ لَهُمْ / سَرَوَاتُ أَرْحَامٍ كِرَامٍ وُشَّجِ
شَرَفٌ إِذَا كَأْسُ المَعَارِفِ شَعْشَعَتْ / فَبِغَيْرِ طِيبِ حَدِيثِهِمْ لَمْ تُمْزَجِ
مِنْ عِلْيَةِ الأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ الَّذِي / قَدْ شَادَهُ سَعْدٌ كَبِيرُ الْخَزْرَجِ
وَتَلاَهُ قَيْسٌ وَهْوَ أَكْبَرُ مَاجِدٍ / نَدْبٍ بِغَيْرِ فَضَائِلٍ لَمْ يَلْهَجِ
قَيْسُ بَنُ سَعْدٍ ذُو الجَلاَلَةِ وَالعُلَى / وَالْحَمْدِ بِاسْمٍ بِالشَّذَا المَتَأَرِّجِ
وَلَقَدْ نَمَى نَصْراً مُحَيّا كَاسْمِهِ / فَالْحَقُّ لَوْلاَ نَصْرُهُ لَمْ يَعْرُجِ
وَأَتَى الأَئِمَّةُ بَعْدُ مِنْ أَبْنَائِهِ / كُلٌّ لَهُ شَرَفٌ كَرِيمُ الْمنْتَجِ
خُلَفَاءُ أُمَّةِ أَحْمَدٍ وَغِيَاثُهُمْ / إِذْ لاَ مُغِيثَ غَدَاةَ خَطْبٍ قَدْ يَجِي
هُمُ كَالنُّجُومِ بَدَتْ لَنَا وَمُحَمَّدٌ / شَمْسٌ بِأُفْقِ عُلاَهُمُ الْمُتَبَرِّجِ
مَلِكُ المُلُوكِ وَخَيْرُ مَنْ قَهَر العِدَى / مِنْهُمْ وَأَكْرَمُ مُلْجِمٍ أَوْ مُسْرِجِ
يَا رَاكِباً يَطْوِي الفَلاَةَ بِجَسْرَةٍ / كَالْقَدْحِ تُبْصِرُهُ بِكَفٍّ مُعْوَجِ
مِنْ نَسْلِ شَدْقَمَ لاَ تَمَلُّ مِنَ السُّرَى / أَوْ تَصْدَعُ البَيْدَاءَ صَدْعَ الدُّمْلُجِ
تَشْدُوا إِذَا جَنَّ الدُّجَى بِقَصَائِدِ / الأَدَبِ الّتِي فِي حِفْظِهَا لَمْ تُحْوِجِ
اقْصِدْ بَأَنْدَلُسٍ أَعَزَّ خَلِيفَةٍ / فِي عَصْرِهِ وَأجَلَّ مَلْكٍ قَدْ رُجِي
وَاخْصُصْ بِمَا نَظَّمْتُ مَوْلىً مُنْعِماً / لِسِوَى عُلاَهُ النَّظْمُ لَمْ يُتَحَوَّجِ
أَضْحَتْ مَدَائِحُنَا خَدَاجاً كُلُّهَا / فَإِذَا خَصَصْنَاهَا بِهِ لَمْ تُخْدَجِ
مَا الأَرْضُ فِي الزَّمَنِ الْجَدِيبِ إِلَى الحَيَا / مِنَّا إِلَى جَدْوَى يَدَيْهِ بِأَحْوَج
يَامَنْ يُفَاخِرُهُ وَرَاءَكَ لَيْسَ ذَا / يَوْماً بِعُشُّكِ فِي المَفَاخِرِ فَادْرُجِي
مَلِكٌ لَهُ خَضَعَتْ تَبَابِعُ حِمْيَرٍ / وَبنُو الأَعَاظِمِ مِنْ قَبَائِلِ مَذْحِجِ
لَوْ كَانَ عِنْدَ الْبَدْرِ بَعْضُ جَمَالِهِ / عِنْدَ اشْتِدَادِ الرِّيحِ لَمْ يَتَموَّجِ
أَوْ جَازَتِ الظَّلْمَاءُ نُورَ جَبِينِهِ / لَمْ تَبْغِ صَدْعَ صَبَاحِهَا الْمُتَبَلِّجِ
أَغْنَاهُ شُرْبُ دَمِ العِدَى وِلِوَاؤُهُ / عَنْ مَوْرِدٍ عَذْبٍ وَظِلٍّ سَجْسَجِ
لِلَّهِ فِي يَوْمِ الحُرُوبِ مُحَمَّدٌ / وَالأَرْضُ تُشْرِقُ بِالقَنَا الْمُتَوَشّجِ
وَالْخَيْلُ تَزْحَفُ بِالكُمَاةِ كَأَنَّهَا / بَحْرٌ وَبِيضُ الْهِنْدِ طَامِي الأَمْوُجِ
مِنْ أَشْهَبٍ كَالطِّرْسِ لاَحَ الطَّعْنُ فِي / لَبَّاتِهِ كَسُطُورِ خَطٍّ مُدْمَجِ
أَوْ أَشْقَرٍ كَالْبَرْقِ أَوْمَضَ فِي دُجَى / نَقْعٍ بِكَرَّاتِ الخُيُولِ مُهَيَّجِ
أَوْ أَحْمَرٍ عَرِقَتْ نَوَاصِعُ نَحْرِهِ / فَغَدَتْ كَمِثْلِ الْخَمْرِ مَهْمَا تُمْزَجِ
أَوْ أَصْفَرٍ لَبِسَ الأَصِيلَ وَعَرْفُهُ / كَاللَّيْلِ فَاضَ عَلَى الأَصِيلِ المُبْهِجِ
أَوْ أَدْهَمٍ كَسَوَادِ عَيْنٍ فُتِّحَتْ / وَحُجُولُهُ كَبَيَاضِهَا المُتَمَزِّجِ
أَوْ أَشْعَلٍ كَضِرَامِ نَارٍ إِنْ يَطُلْ / فِي الْحَرْبِ هَائِلُ نَفْخِهِ يِتَأَجَّجِ
مِنْ خَيْرِ إِنْتَاجِ الوَجِيهِ وَلاَحِقٍ / قُبُّ الأَيَاطِلِ مِثْلُهَا لَمْ يُنْتَجِ
تَنْقَضُّ عُقْبَاناً وَفَوْقَ ظُهُورِهَا / أُسْدٌ مَتَى دُعِيَتْ نَزَالِ تُهَيَّجِ
أَقْسَمْتُ مَا حَسْنَاءُ طُرَّةُ دُمْيَةٍ / تَرْنُو إِلَيْكَ بِطَرْفِ أَحْوَر أَدْعَجِ
مِنْ عَفْرِ آرَامِ الْكِنَاسِ بِوَجْرَةٍ / مُنِيَتْ بِأَيِّ مُجَلّيٍ وَمُهَجْهِجِ
مَضْعُوفَةٌ مَجْرَى الوِشَاحِ تَخَالُهَا / بَدْراً عَلَى غُصْنِ بِدِعْصٍ رَجْرَجِ
مَعْشُوْقَةُ اللَّحَظَاتِ طَيِّبَةُ الشَّذَا / تَفْتَرُّ عَنْ أَلْمَى أَغَرَّ مُفلَّجِ
كَأَقَاحَةٍ سُقِيَتْ بِمَاءِ غَمَامَةٍ / فِي رَوْضَةٍ بِالزَّهْرِ ذَاتِ تَأَرُّجِ
يَوْماً بِأَشْهَى عِنْدَهُ مِنْ مَشْهَدٍ / بِسِوَى الْحُسَامِ بِكَفِّهِ لَمْ يُفْرَجِ
وَلَقَدْ حَلَفْتُ بِرَبِّ مَكَّةَ وَالأُلَى / بِسِوَى مَوَاقِفِ قوْمِهِم لَمْ يحْججِ
مَا الزَّهرُ مُمْتَسَكاً بِأَذْيَالِ الصَّبَا / فِي إِثْرِ وَبْلٍ لِلْبِطَاحِ مُدَبِّجِ
أَوْفَى لَدَيْهِ مَحَاسِناً مِنْ رَايَةٍ / مِنْ فَوْقِ رُمْحٍ بِالدِّمَاءِ مُضَرَّجِ
شَهْمٌ أَخُو حَزْمٍ سَلِيمٌ رَأْيُهُ / لَمْ تَرْمِ كَفُّ النَّقْدِ مِنْهُ بِبَهْرَجِ
لَوْ كُنْتَ تَشْهَدُهُ أَمَامَ بِلادِهِ / أَيَّامَ لَمْ تَمْنَحْهُ وَشْكَ تَوَلُّجِ
وَإِذِ الْمَنَايَا تَلْتَظِي بِجِهَاتِهَا / كَالنَّارِ تُشْعَلُ فِي الغَضَا وَالْعَرْفَجِ
لَرَأَيْتَ لَيْثاً وَالْفَوَارِسُ دُونَهُ / مُنْقَضَّةٌ مِثْل النَّعَامِ الهُدَّجِ
حَتَّى إذا ظَفِرَتْ يَدَاهُ بِفَتْحِها / وغَدَتْ نُفُوسُ الخَلْقِ ذاتَ تَحَشْرُجِ
وَأَذَلَّ صَائِلَ فِتْنَةٍ خَبَطَتْ إِلَى / أَعْطَانِهَا خَبْطَ الْبَعِير الأعْرَجِ
وَأَتَى إِلَى غَرْنَاطَةٍ فِي طَالِعٍ / لِلسَّعْدِ هَادٍ نَحْوَ أَكْرَمِ مَنْهَجِ
قِيدَتْ لَهُ مِثْلَ الْعَرُوسِ وَإِنَّهَا / بِسِوَى نُجُومِ الأُفْقِ لَمْ تَتَمَوَّجِ
أَضْفَى عَلَى أَعْطَافِهَا حُلَلَ الرِّضَى / فَهَفَتْ إِلَى ذِكْرَى الحَبِيبِ لَهَا الشَّجِي
وَحَوَى بِهَا المُلْكَ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ / وَبِكُلِّ مَدْحٍ يُرْتَضَى قَمِنٌ حَجِ
وَتَزَيَّنَتْ مِنْ وَجْهِهِ آفَاقُهَا / بِأَجَلِّ مِنْ قَمَرِ السَّمَاءِ وَأَبْهَجِ
فَاسْمَعْ مُحَمَّدُ حَمْدَهَا فَقِيَاسُهُ / لِسَوَى مَقَامِكَ شَكْلُهُ لَمْ يُنْتَجِ
وَإِلَيْكَهَا مِنِّي مَدَائِحَ أَنْهَجَتْ / بُرْدَ الزَّمَانِ وَبُرْدُهَا لَمْ يُنْهَجِ
وَلَوَ أنَّنِي أُعْطِيتُ كُلَّ بَلِيغَةٍ / وَبِكُلِّ مَا يَهْوَى الْبَيَانُ إِلَيَّ جِي
لأَتَيْتُ بِالتَّقْصِيرِ مُعْتَرِفاً وَلَمْ / أَبْسُطْ سِوَى كَفِّ الفَقِير الْمُحْوجِ
فَاشْرُفْ وَسُدْ وَاسْعَدْ وَعِزَّ وَجُدْ وَصِلْ / وَالْتَذَّ وَاصْعَدْ وَاسْمُ وَانْعَم وابْهَجِ
وَاللَّهُ يَمْنَحُكَ الأَمَانِيَ كُلَّهَا / مَا احْتَلَّ بَدْرٌ فِي ثَوَانِي الأَبْرُجِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025