المجموع : 114
قال الطبيبُ وقد تأمَّل علَّتي
قال الطبيبُ وقد تأمَّل علَّتي / هذا الفتى أودَت به الصفراءُ
فعجبتُ منه وقد أصاب وما درى / لفظاً ومعنىً والمرادُ خطاء
إذا ما الأمورُ اضطربنَ اعتلى
إذا ما الأمورُ اضطربنَ اعتلى / سفيهٌ تُضَامُ العلا باعتلائه
كذا الماءُ إن حرَّكَته يدٌ / طفا عَكَرٌ راسبٌ في إنائه
أنت أعطيتني كتاباً إلى رضو
أنت أعطيتني كتاباً إلى رضو / ن حتى أجزتُ خيرَ الجزاءِ
وسقتني يداك من عللِ الكو / ثرِ كاساً شفت غليلَ ظمائي
أتمنى لو راسلتكَ الأعادي / ببليغٍ يُوفي على البلغاء
لترى موقفي هناك وسهلٌ / دون شأوي وواصلُ بنُ عطاءِ
الليلُ ميدانُ الهوى
الليلُ ميدانُ الهوى / والكأسُ مجموعُ الأرَب
يا رُبَّ ليلٍ قد قَصَر / نا طولَهُ فيما نُحِبّ
لما هززناه تلا / قى طرفاه بالطرب
يلعبُ في الخسران والط / اعةِ ساعاتِ اللعب
تحكي ثرياهُ لمَن / يرنو إليها من كَثَب
خريطةً من أبيض الد / يباجِ ما فيها عذب
والدبرانِ خلفَها / كفتحِ بركارِ ذَهَب
وهقعةُ الجوِّ كفس / طاطِ عمودٍ منتصب
ومنكبٌ كوجهِ مب / ثورٍ للحظِ المرتقب
وهنعةٌ كأنها / قَوسٌ لندّافِ عَطَب
ثم الذراعُ شمعةٌ / تشعل رأساً وذنب
وزبرةٌ كأنها / رخانِ في خَشتٍ ذَرِب
ونثرةٌ كوسطِ مقلاعٍ / كبيرٍ منتخب
والطرفُ طَرفُ أسدٍ / في عينه كُحلُ الغضب
وجبهةٌ باديةٌ / كمنبرٍ لمختطب
وصرفةٌ تخالها / في الجو مسماراً ضرب
وتحسبُ العواءَ في / آفاقها لاماً كتب
ثم السماك مفرداً / كغرةِ الطرف الأقَبّ
كأنه والغفرُ ميزان / إمامٍ يحتسب
يدنو إليه عرشهُ / يريكَ تابوتاً نُصب
ثم الزباني عاشقا / ن ذا إلى هذاك صب
تكالما من بعدٍ / وحاذرا من مرتقب
ونظم الإكليل والقلب / جوارٍ تقترب
كمشعلين رفعا / مختلفين في النصب
وشولةٌ تخبر عن / قربِ الصباحِ بالعجب
كجانب من عقدِ أر / جوحةٍ حبلٍ مضطرب
وبعدها نعائمٌ / مختلفاتٌ في الطلب
فهذه صادرةٌ / وهذه تبغي القرب
كمضجعي غانيتين / يلعبان في الترب
فغادرا من بددِ الحليِ / كجمرٍ ملتهب
وبلدةٌ مثل شنا / نٍ فارغٍ لما يجب
كأنها صدرٌ سلا / من بعد ما كان أحب
وجاء سعدٌ ذابحٌ / وبلغٌ علي العقب
كأن ذا قوسٌ وذا / سهمٌ عن القوسِ ذهب
وذو السعودِ ثابتٌ / عن ذابحٍ إذا غرب
وبعد ذو أخبيةٍ / خُنسٍ قصيراتِ الطنب
كجؤجؤ البطةِ مع / منقارِها إذا انتصب
وأسفَرَ الفرغان عن / أربعةٍ من الشهب
كأنها أركانُ قصرٍ / عِزُّهُنَّ قد خرب
والحوتُ يطفو فإذا / ما طفح الفجرُ رَسَب
والشرطانِ الصولجا / نُ عند لعابٍ درب
ثم البُطَينُ بعده / مثلُ أثافيِّ اللهب
كأنما الحادي له / في صحةِ التقديرِ أب
تجزعها مجرَّةٌ / من قُطُبٍ إلى قُطُب
كأنها جسرٌ على / دجلةَ مبيضُّ الخشب
أعطيتُ ريعانَ الصبا / من المجونِ ما أحب
ثم رجعتُ سائلاً / لذي المعالي والحجب
لمن يجيب من دَعَا / فضلاً ويعطي من طلب
إذا استنيلَ لم يَهَب / من الكثيرِ ما يهب
سألته مغفرةً / لما اجتنيتُ في الحقب
وكنتُ جهدي شرَّ / عبدٍ فليكن لي خيرَ ربّ
رأت الغزالةُ في السماء غزالةً
رأت الغزالةُ في السماء غزالةً / في الأرض يبهرُ حُسنُها الألبابا
فاستحسنتها في النقابِ وقد بَدَت / وقتاً فصيرتِ الكسوفَ نقابا
وطنبورٍ مليحِ الشكلِ يحكي
وطنبورٍ مليحِ الشكلِ يحكي / بنغمته الفصيحةِ عندليبا
روى لما ذوى نغماً فصاحاً / حواها في تقلبه قضيبا
كذا من عاشر العلماء طفلاً / يكون إذا نشا شيخاً أديبا
أما قويقُ فلا عدتهُ مزنةٌ
أما قويقُ فلا عدتهُ مزنةٌ / من خدرِها برزَ الغمامُ الصيِّبُ
نهرٌ لأبناءِ الصبابةِ معشَقٌ / فيه وللصادي الملوَّح مشرَبُ
لا زال يدرمُ تحت وَسقِ مكلّلٍ / عممٍ يُقدِّحُ منكبيه وينكب
مما تمناهُ الربيعُ لريّه / أيامَ ظِمءِ رياضِهِ لا تقرب
فردُ الربابِ يقولُ شائمُ برقهِ / من أين رُفِّع ذا الغريقُ المهدب
والغيثُ في كِلَلِ السحابِ كأنه / ملكٌ بقاصيةِ الرواقِ مُحَجَّب
صَخِبُ الرعودِ وإنما هي ألسنٌ / فأمرُّهنَّ اللوذعيُّ المسهب
راعي الضحى في حينِ غرَّةِ أمنِهِ / فسناه مخطوفُ الإضاءةِ أكهب
جذلان إن هتكَ اللثامَ بدا له / خدٌ بجاديِّ البوارقِ مُذهَب
والأرضُ حاسرةٌ تودُّ لو أنها / مما يحبّرهُ الربيعُ تجلبَبُ
ولما احتوى بدرَ الدجى صحنُ خدِّهِ
ولما احتوى بدرَ الدجى صحنُ خدِّهِ / تحيَّر حتى ما دَرَى أين يذهبُ
تبلبلَ لما أن توسَّطَ خدَّهُ / وما زال من بدرِ الدجى يتعجَّبُ
كأنَّ انعطافَ الصُّدغِ لامٌ أمالها / أديبٌ يجيدُ الخطَّ أيّانَ يكتب
دَنِفٌ بحمصَ وبالعراقِ طبيبُهُ
دَنِفٌ بحمصَ وبالعراقِ طبيبُهُ / يُضنيهِ عند بعادُهُ ويذيبُهُ
ما ناله إلا الذي هو أهلُهُ / إذ غاب عن بلدٍ وفيه حبيبه
لزم السهادَ تحيُّراً وتلدُّداً / وتأسفاً إذ أوبقته ذنوبه
زعم الفراقَ دعا به فأجابه / ونعم دعاه فَلِم أرادَ يُجيبه
الدهرُ سهلٌ وصعبُ
الدهرُ سهلٌ وصعبُ / والعيشُ مُرٌّ وعذبُ
فاكسب بمالك حمداً / فليس كالحمد كسب
وما يدومُ سرورٌ / فاختم وطينُكَ رَطبُ
سأعرضُ كلَّ منزلةٍ
سأعرضُ كلَّ منزلةٍ / تعرَّض دونها العطبُ
فإن أسلم رجعتُ وقد / ظفرتُ وأُنجِحَ الطلب
وإن أعطب فلا عجبٌ / لكلِّ منيةٍ سبب
ولما دعوتُ الكأس تؤنسُ وحشتي
ولما دعوتُ الكأس تؤنسُ وحشتي / لبعدك زادتني اشتياقاً إلى القربِ
ومالت بأعطافي لها أريحيّةٌ / فقربُكَ أحلى من جَناها إلى القلب
فأنت مزاجُ العيش إن كان صافياً / وأنت المعير الصّفوَ في كَدَرِ الشرب
يا من غدا جبلُ الجوديَّ يحجبه
يا من غدا جبلُ الجوديَّ يحجبه / ليس التذكر عن قلبي بمحجوب
علمتني الحزم لكن بعد موجعةٍ / إن المصائب أثمانُ التجاريب
يا صاحبي إذا أعياكما سقمي
يا صاحبي إذا أعياكما سقمي / فلقيتاني نسيم الريح من حلبِ
من الديار التي كان الصبا وطري / فيها وكان الهوى العذري من أربي
أما وقد خيمتُ وسط الغابِ
أما وقد خيمتُ وسط الغابِ / فليقسونَّ على الزمانِ عتابي
يترنَّم الفولاذُ دون مُخيمي / وتزعزعُ الخرصان دون قبابي
وإذا بنيتُ على الثنيةِ خيمةً / شُدَّت إلى كسرِ القنا أطنابي
وتقوم دوني فتيةٌ من طيءٍ / لم تلتبس أثوابُهُم بالعاب
يتناثرون على الصريخِ كأنهم / يدعونَ نحو غنائمٍ ونهاب
من كل أهرت يرتمي حملاقه / بالجمرِ يوم تسايفٍ وضراب
يهديهم حسانُ يحملُ بزهُ / جرداءُ تعليه جناح عقاب
يجري الحياءُ على أسرَّةِ وجهه / جريَ الفرندِ بصارمٍ قَضَّاب
كرَمٌ يشقُّ على التلادِ وعزمُةٌ / يغتالُ بادِرُها الهزبرَ الضابي
ولقد نظرتُ إليك يا ابن مفرّجٍ / في منظرٍ ملءِ الزمان عجاب
والموتُ ملتف الذوائبِ بالقنا / والحربُ سافرةٌ بغير نقاب
فرأيت وجهك مثل سيفك ضاحكاً / والذعرُ يُلبسُ أوجهاً بتراب
ورأيت بيتكَ للضيوفِ ممهداً / فسِحَ الظلالِ مرفَّع الأبوابِ
يا طيءَ الخيراتِ بين خلالكم / أمنُ الشريدِ وهمَّةُ الطلاب
سُمِكَت خيامُكُم بأسنمةِ الربى / مرفوعةً للطارق المنتاب
وتدلُّ ضيفَكم عليكم أنؤُرٌ / شُبَّت بأجذالٍ قُهِرنَ صعاب
متبرجاتٌ باليَفَاعِ وبعضهم / بالجزع يكفرُ ضوءهُ بحجاب
كلأتكم ممن يعادي هيبةٌ / أغنتكمُ عن رقبةٍ وجناب
فيسير جيشكمُ بغيرِ طليعةٍ / ويبيتُ حيكمُ بغيرِ كلاب
تتهيبون وليس فيكم هائبٌ / وتوثبونَ على الردى الوثاب
ولكم إذا اختصم الوشيجُ لباقةٌ / بالطعن فوق لباقةِ الكتاب
فالرمحُ ما لم ترسلوه أخطلٌ / والسيفُ ما لم تُعملوه ناب
يا معنُ قد أقررتمُ عينَ العلا / بي مذ وصلتُ بحبلكم أسبابي
جاورتكم فملأتمُ عيني الكرى / وجوانحي بغرائبِ الاطراب
من بعدِ ذعرٍ كان أحفزَ متحكماً / حُكمَ العزيزِ على الذليلِ الكابي
فليهنه مِنَنٌ على متنزّهٍ / لسوى مواهبِ ذي المعارجِ آبي
قد كان من حُكمٍ الصنائع شامساً / فاقتاده بصنيعةٍ من عاب
فلأنظمنَّ له عقودَ محامدٍ / تبقى جواهرها على الأحقاب
لا جاد غيركم الربيعُ ولا مرت / غزرُ اللقاحِ لغيركم بحلابِ
أنا ذاكرُ الرجل المندد ذكره / كالطودِ حُلِّي جيده بشهاب
ولقد رجوتُ ولليالي دولةٌ / أني أجازيكم بخير ثواب
كم تستحمُّ العينُ فيكِ بمائِها
كم تستحمُّ العينُ فيكِ بمائِها / حتى كأنَّ بها جنونَ المذهبِ
إن كان نالكِ مؤلمٌ من عقربٍ / فالبدرُ ممتحَنٌ ببرجِ العقرب
كتب المشيبُ سجلَّ أم
كتب المشيبُ سجلَّ أم / نِ للعيون وللرقيبِ
فليعرفنَّ به الأحبّ / ةُ حُسنَ عهدكَ بالمغيب
أفليس أولُ وَصلِه / من يومِ هجرانِ الحبيب
يا ويحَ مسكةِ عارضٍ / خُضِبَت بكافورِ المشيب
وأحالَ بردُ مزاجِهِ / نارَ الصبا بعدَ اللهيب
ما فيك من دَفعِ كَربِ
ما فيك من دَفعِ كَربِ / عن هائم القلب صبِّ
فمنك رَوحَةُ روحي / فمن يُرَوّح قلبي
قالوا كسوفُ الشمسِ مقترب
قالوا كسوفُ الشمسِ مقترب / قلت ادخرتُ لدفعِ نائبها
ثِقَتي بكاسفها وكاشفها / وبفضلِ ماحيها وكاسبها
من لو يشاءُ أعادَ مشرقَها / متبسّماً لكَ من مغاربها
هي شعلةٌ من نوره فإذا / ما شاءَ أظلم أو أضاءَ بها
حبيبٌ ملكتُ الصبرَ بعد فراقِهِ
حبيبٌ ملكتُ الصبرَ بعد فراقِهِ / على أنني عُلِّقتُهُ والفتهُ
محا حسنُ يأسي شخصهُ من تذكري / فلو أنني لاقيتهُ ما عرفته