المجموع : 297
راحت لسرحة نعمان وواديها
راحت لسرحة نعمان وواديها / غر السحائب تغدوها غواديها
من كل وطفاء يوري البرق مزنتها / كأنما ثغر سعدى ضاحك فيها
أضحت محلتها بالشام نائية / يا بعدها منك والأشواق تدنيها
بيضاء عاندت فيها من يعاندها / عمدا وصافيت فيها من يصافيها
صدت فلا هي يوم البين ذاكرة / عهدي ولا أنا يوم البين ناسيها
تمشي فيثقلها رِيّ إذا خطَرَت / كأنها بانة طُلَّت حواشيها
كأن ريحانة في ثِني بردتها / بات النسيم قبيل الصبح يثنيها
زارت على غِرة الواشي مراقبة / تهدي الغرام لقلبي في تهاديها
تسري اختلاسا وليلُ الشَّعر يسترها / عن العيون وصبح الثغر يبديها
لا يعرف الشوق إلا من يكابده / ولا الصبابة إلا من يعانيها
ولا السماحة إلا المستهام بها / خليفة الله مسديها ومسنيها
رست على كبد الدنيا خلافتُه / فما تزول ولا زالت رواسيها
ما اختال مِذ نالها وهو المعدُّ لها / تيهاً ونالَته فاختالت به تيها
سعى إلى الغاية القصوى فأدركها / لما تباعد عنها سعي ساعيها
مردد الجود ما اعتلت له منن / فينا ولا احتجبت عن عين راجيها
خِرق تدل عليه من سجيَّته / خلائقٌ مثل صفوِ الراح صافيها
سهل الخليقة ميمون له شيم / ترى المعالي مثولا في معانيها
بذَّ الجيادَ إلى المعروفِ مبتدرا / سبقا وأقبل يحثو في نواصيها
له أحاديث جود لا ارتياب بها / إحسانه الغمر في الآفاق يرويها
وهمّة كثهاب الرجم يركبها / إلى العدو فيبنضيها ويمضيها
تموت آمال عافينا فينشرها / وينشر الدهر أحداثا فيطويها
من دوحةٍ بسقَت أغصانها وحلَت / عند القطافِ مَجانيها لجانيها
يعدّ في الفخرِ للعباس أولها / مجدا وللمقتفي بالله ثانيها
اعطو الوزارة عون الدين سائها / بالعدل منه فاعطى القوس ياريها
تغنيه آراؤه والحرب مظلمة ال / أرجاء ما ليس يغنيه عواليها
به جوائز عندي قد حكمت لها / مع الفصاحة أني لا أجازيها
سقيت آمالنا منن بعد ما ظمئت / ماء المكارم فاخضرت مراعيها
إذا تيممت أرضا أخصبت وربت / تلاعها الغبن واهتزت روابيها
وكيف لا والربيع الطلق يضحك في / ربوعها والندى ينحو نواحيها
فانهض فقد أذنت بالطوع راضية / لك البرية قاصيها ودانيها
باك المواهب نقدا لا مؤجلة / كفعل غيرك ينساها وينسيها
جد لي باجرد أو جرداء سابحة / تنصر الريح شوطا أن تجاريها
إن لم أهدّ بها ركن العدوّ فلا / ملكت عند مثارِ النقعِ هاديها
ليعلم الناس أنَي شاعر بطل / لا مثلَ من يتعاطى ذلك تمويها
واسمع بمطربة الألفاظ محكمةٍ / الحسنُ قائدُها والطبعُ هاديها
تروى فلا يسأم التكرار سامعها / ولا يملّ من الإِضجار راويها
ترفَّعت عن عطايا الباخلين فما / يزال يغصبها من ليس يرضيها
أغليتها بعد رخص فاعتلت وسمَت / قدراً ولا زلت معليها ومغليها
أقول من بعد ما أحببت دولتكم / أنافعي عند ليلى فرطُ حبيها
عزاء وإن أضحى العزاء حراما
عزاء وإن أضحى العزاء حراما / مضى من حمى سرب الأنام وحامي
قضى ومضى أورى الورى زندَ سؤدد / ومجدٍ وأوفى ذمة وذماما
قضى غامر الدنيا وغامر أهلها / عطاء كجّمات السيول جماما
قضى قائد الخيل العتاق سواها / تخال نعاما بل تظن نعاما
قضى نحبه من كان باعدل ملهما / وبالجيش يردى المارقين لهاصا
قضى ملك زم الزمان برأيه / ورم أمورا كن قبل رماما
سلام على ذاك الضريح لقد حوى / صلاة ونسكا زاكيا وصياما
ولا فاته جَود من المزن لا يني / كجود ابنِهِ المحي العفاة سجاما
لئن جبَّت الأيام غارب ملكه / لقد عوضتنا غاربا وسناما
فقدنا غماما عوض الله بعده / وزاد سماء ثرة وغماما
خليفة حق وهو خير مخلّفٍ / تقاعد بالناس الزمان فقاما
وأوسعهم عدلا وبذلا ورحمةً / وعلما وحلما يستخفّ شماما
تلاقى تلافَ المسلمين ببيعة / شفت من صدور المخلصين أواما
به رأب الله الثأى ورعى الورى / وسدَّ حمى ثَغرٍ وشد لظاما
رأينا ملاجهما إذا سئل الندى / ولا برقَه للسائلين جهاما
كفاه غداة الفخر أن عُدَّ هاشما / إذا عد قوم للفخار هشاما
غني بلطف الرأي أن يشرع القنا / لجسم عدو أو يهز حساما
ويستنجد بالله جلّ من العلا / محلا علتِ أركانه وتسامى
فعادته في السلم والحرب أنه / يفرّق همًّا أو يغلِّق هلما
كأَنّي لما إن فضضت مديحَهُ / فضضتُ عن المسك الذكي ختاما
من القوم راشوا سهم كل فضيلةٍ / وعاشوا كما شاء العلاء كراما
تملّ أمير المؤمنين خلافةً / تريد على مرِّ الزمَان دواما
رضعتَ أفاويق المراد مهنَّئا / ولا ذقتَ منها ما حييت فطاما
ولا قربت منك المقادير حادثا / ولا بعدت يوما عليك مراما
خليفةَ الله الذي عد له
خليفةَ الله الذي عد له / راياته في الأفق منشورة
ومن له كف كصةب الحيا / بسيبها الآمال معمورة
قد نقضت داري ولي راحة / في قبضة الافلاس مأسورة
ولي مقال قبل قيلي به / تصبح داري وهي معمورة
منى أنا لا شي ومن مالكي ال / آجر والاجذاع والنورة
أرِح المحَب فلست من نُصَحائِهِ
أرِح المحَب فلست من نُصَحائِهِ / يكفيه ما يلقاه من بُرَحائِهِ
لا داء أقتل للشجي من الهوى / وحياته في أن يموت بدائِه
لا تعذلنّ على الصبابة مغرما / يمسي ونار الشوق حشو حشائه
إن لم تكن خلاًّ تعين فلا تكن / عونا عليه وخلِّهِ بعنائه
ومهفهف كالغصن هزّته الصبا / يصبي الحليم بخطره المتتائه
عجبا لحمرة خده كيف اغتدت / تزداد فرط تضرم في مائه
بدر يتيه بشعره وظلامه / وبنور صبح جبينه وضيائه
لم أنسه إذ زارني متستراض / يترقب الغفلات من رقبائه
يخفي فتعرفه الوشاة بنفحة / من عرفه كالمسك عند ذكائه
وحياته لولا الحياء وخوفه / أكثرت من تقبيل ورد حيائه
سقيا له ما كان أحلى وصله / لو لم ينغصه بمر جفائه
لهفي على غي الشباب وإن غدا / رشد المشيب ملفعي بردائه
أيام اسكنني السواد وحسنه / من قلب ذات الخال في سودائه
جار المشيب فليته متعلم / من عدل مولانا وحسن وفائهِ
أقسمت ما طئ الثرى متخلف / أندى يدا منه ببذل ثرائه
طود منيع من ذؤابة هاشم / تجد النعفاة القيء في أفنائهِ
خضل الجناب الرحب تخضر المنى / لمؤملي جداواه في خضرائهِ
بخلائق كالروض حيّاه الحيا / سحرا وأضحك زهرة ببكائهِ
المستضي فينا بأمر أنهِهِ / والمستضاء برأيه من بطحائهِ
من معشر أضحي الحطيم وزمزم / ارثا لهم والركن من بطحائهِ
ضحكت له آيامنا واستبشرت / جذلا به وتخايلت كالتائهِ
مازال يهنأ داءها فلو أنها / ملكت لسانا أفصحت بهنائهِ
فالعدل قد ملاء البسيطة مساكناً / فيها وقد أرخى فضول ملائهِ
ملك الرعية بالجميل فأصبحوا / وهم على الإطلاق من أسرائهِ
هذا يروح متيم دعوته وذا / حدب عليه يخصه بدعائهِ
داوى مريض الفقر وهو على شفا / فأتاه عاجل بره بشفائهِ
كم حادث جلّى جلاه مفرجا / بعزيمة كالسيف عند مضائهِ
إن جاشت الحرب العوان فعنده / جيش يلوح النصر في أثنائهِ
وسوابغ كالغدر روشّتها الصَبا / وصوارم كالبَرقِ في لألائهِ
قسم المنايا والمنى لعداته / وعفاته في أخذه وعطائهِ
ما أسودّ ظن أخي رجاء مخفق / وأتاه إلا أبيض وجه رجائهِ
غيث يجود لنا بصفوةِ مالِهِ / كرماً إذا ما الغيثُ ضنَّ بمائِهِ
خلوا على آبائه وتأملوا / فبمجده شاد العلى وآبائهِ
أأبا محمد الامام دعاء من / أضحى نداك ملبِّياً لندائهِ
لقد اعتلقت من الوزير بمحصد الت / تَدبير مضاء على غلوائهِ
عضد الإله الدين منه بأروع / وَرِعٍ يحل المشكلات برائهِ
مغرى بحبك ما صفا ود امرئ / في سائر الدنيا لكم لصفائهِ
كم خاض بحر وفي إلى أعدائكم / وأهاج نار الحرب في هيجائهِ
فالله يمنعنا ويحمي سر بنا / ببقاء ملكك دائما وبقائهِ
فتهن شهرا خبَّرتك سعودُهُ / بمسو جدّ صاعد وعلائهِ
وأسلم ودم ياخير خلق يجتدى / ما لاح نجم في أديم سمائهِ
لو أنهم ردوا الفؤاد مسلما
لو أنهم ردوا الفؤاد مسلما / ما عجت في تلك الرسوم مسلما
ولما رأى الواشون مني مدمعا / وشى محيلا من ثراه ونمنما
لا زال صوب المزن يسقى معلما / فيه سحبت رداء لهوي معلما
وتنفست فيه الرياح ولا ونت / جرع الغمام تجود جرعاء الحمى
أيام غصن الوصل أخضَر ناعمِ / ما سال إلا واستمال متيما
والكأس دائرة بكف غريرة / كالورد خداً والأتاحي مبسما
ممطورة ماء الشباب تمد لي / كفا يكف عن السلو ومعصما
رؤد الصبا عمداً أطعت صبابتي / في حبها وعصيت فيها اللوّما
ياعتب لا عتب على طيف سرى / حيا فأحيا مستهاما مغرما
يجد العذاب لديك أعذب مورد / والغنم إلا من وصالك مغرما
لا تأخذي بدمي وكلك قاتلي / إلا اختصار الخصر أو خصر اللما
ولقد تسدّيت الظلام بأينق / كوم برى الإسادُ منها إلا عظما
يمرقن من تحت الغوارب أسهما / ويعد من حر الهواجر سُهَّما
يطلبن خير خليفة من هاشم / خلفت أنامله الغيوث السجما
المستضي فينا بأمر الهِهِ / أبدا ما ليل خطب أظلما
المضحك الأيام بعد عبوسها / بالعدل والمبكي أعاديهِ دما
كم فك مأسورا وأفنى ظالما / وأغاث ملهوفا وأغنى معدما
بأبي محمد الأمام المجتبي / حمد الزمان وكان قبل مذمما
ملك حبانا بالتلاد وهمّنا / بالجود أَنجدَ في البلاد وأتهما
فالجور قد اضحى بعبدا داره / والعدل قد ألقى عصاه وخيما
من معشرِ إن أظلمت شيم الورى / طلعوا بدورا للعفاة وأَنجما
لم يمنعوا سؤالهم بل مانعوا / عن بيضة الإسلام أن يتهضما
ورثوا المصلى والحطيم كليهما / والحِجر والحَجَرَ اللّطيمَ وزمزما
لله منه هاشميا طال ما / لقي الكتيبة مقدِما متقدّما
سله الجزيل إذا غدا متبسِّا / واحذر سطاه إذا بدا متجِّهما
فلقد سما يعلى على قرشيّة / هرم الزمان ومجدها لن يهرما
شرف علا شرف النجوم مطنب / فتراه من قدم الليالي أقدما
وإذا طلبت له الشبيه وجدته / فذاً ونعماه الجزيلة توأما
تحلو مجانيه ويعفو قادرا / عن ذنب جانبه إذا ما أجرما
كم أبرم الأمر السحيل برأيه / ولكم به نقض القضاء المبرما
يؤي مجاريه ويضحي جاره / حرما على ريب الزمان محرَّما
كم شد أزر الملك رأى وزيره / وأقام منآد الأمور وقوَّما
عضد الهدى والدين والطود الذي / طال الرجالَ رزانةً وتحلما
المقتني للحادثات قواضيا / في الروع مفطرة وخيلا صوما
وسوابغا زغف المتون كأنما / يشتن لابسها غديرا مفعما
تدبير من أضحى أتمَّ خليفة / وأجل من ساس الأمور وأحزما
ساعده بالتوفيق رب وكن أذلا / لسعادة المولى الإماما متمما
لا زال معسول الخلال ممدّحاً / جذلانَ موفورَ الجلال معظما
ودعت قلبي في الخليط المنجد
ودعت قلبي في الخليط المنجد / فتقاعد يا عين بي أو أنجدي
هذا الفراق ولو أردت زيادة / مما لقيت من الأسى لم تزدد
من مبلغ العذال عني أنني / مقتول قاتلة اللواحظ لاتدى
تثني على البدر اللثام وتنثني / عن مثل خوط البانة المتاود
ما كان لي جلد فأدَّى بعدها / لكنما أودى الغداة تجلدى
ذات القلائد ما أحلّ لك الهوى / قتلي وقد حلَّلتهِ فتقلَّدي
ورحلت حين رحلت عنك بمقلة / عبرى وغلّة لم تبردِ
سقت العهاد عراص معهدك الذي / جمع الصبابة والصِّبا من معهد
وونت بقوته الرياح ولا ونى / دمع الغمام يروح فيه ويغتدي
فكرت عصر شبيبة قضَّيته / فيه ولما اقضى حق مفنَّدي
عصرا بلغت به المنى فكأنه / عصر الأمام المستضيء الأمجد
مولى الأنام أبي محمد الذي / ورث الفخار عن النبي محمد
ذي المكرمات الغر والمنن التي / نفد الزمان وذكرها لم ينفد
ذاك الذي أضحى مآل محلأٍ / عن ورده وثمال عاف مجتدي
يبدوك بالمعروف قبل سؤاله / لله ما أهنا عطاء المهتدي
ملتف أعراف الوشيج إذا أنتمي / أي المنابت والثرى والسؤدد
وأرى زناد العزم لم يرقَ دجىً / في ليل مشكلة برأى مسلد
هامي سحاب الراحتين لآملٍ / سامي منار المجد ذاكي المصّدِ
ذو همة قد جاوزت بعلوها / هام السّماك معا وفرق الفرقدِ
هجدت رعاياه غداة رعاهم / أمنا بمقلة خاشع متهجدِ
ملك إذا ظمى السنان بكفه / فو يد من عاداه اسم لموردِ
وإذا سيوف الهند أوردها الوفى / بيضا أعاد لجينها كالعسجد
أخذت يداه بمُسهمةٍ ما مثلها / في المجد ثم رمت بسهم مسدد
أخليفةَ الرحمن يا من ربعه / كلأَ العفاة ونجعة المسترفدِ
بدَّدت شمل لهاك ما بين الورى / يا جامعا شمل العلى المتبددِ
يا من ترى أفعاله مبيضة / في كل سدفه عام جدب اسودِ
لازلت مقصود الجناب ميَّمما / دانى المقاصد ذا عد ومقصدِ
قد جدت لي كرا وأحسن ما يرى / مجود الجواد الخرق عند
بأبي وزيرك أنه وزر الورى / في الحادثات ورب رأيِ محصدِ
تلقاه أشجع من يجرد في الوغى / سيفا وينهد فوق نهد أجردِ
وتراه اهدِى القوم تحت عجاجةٍ / والخيل تعثر بالقنا المتقصدِ
متعودا خوض الكرائه لم يزل / بك في الشجاعة والسماحة يقتدي
متعرضا لعداتكم ولقائهم / في عارض زجل الجوانب مزبدِ
أبصرته فرأيت احسن منعم / تقذى برؤيته عيون الحسَّدِ
ياكالي الإحسان أَنت حميته / وسددت ثلمته التي لم تسددِ
يا واحد الدينيا ويامن حبه / فرض به استمساك كل موحدِ
لازلت طلق الكف منهمر الندى / بالرفد للطلاب مخضر الندى
ولقيت عيدك ألف عام عائد / بسعادة تبقى وعز سرمدِ
لا زلت سبط الكف منهمر الندى / بالرفد للطلاب جعد ثرى اليَّد
تبلَّج وجه دولتنا الإغرّ
تبلَّج وجه دولتنا الإغرّ / لنا وافترّ للإِسلام ثغرُ
وأذعنت البرية واستقادت / لأروع أمره المعتوم أمرُ
لأكرم هاشم فرعا ونجرا / إذا ما عد يوم الفخر نجرُ
طويل الباع أغلب شمرى / منيع الجار سيب نداه غمرُ
أمام هدى له يمنى ويسرى / لعان فيهما أمن ويسرُ
وأقدام يشيّعه برأي / إذا دجت الحوادث فهو فجرُ
يحبّبه إلى الراجى سماح / أبر على الغيوث ندى وبرُ
فبين بنانه والجود وصل / وبين لسانه والهجرُ هجرُ
تخايلت المنابر مذ توالى / عليما لاسمه لا زال ذكرُ
وأصبحت الرعية ذاك يدعو / له سرا وذا فرح يسرُ
حلا بنداه عيشهم لديه / وكان يرى زمانا وهو مرُ
أمين الله والمختار فينا / ومن عصيانه بالله كفرُ
سماح يديه عد ليس يحصى / ولا يلقى له عد وحصرُ
وأنعمه الجزيلة ليس يخلو / إذاً من جود منا جيد ونحرُ
أقام الجود منه في بنان / أظلتنا سحائب منه عشرُ
أنمدحه إذا في الدست منه / وفوق الطرف ضرغام وبدر
تعاظم أن نشبّهه بطود / وجل بأن يقاس إليه بحرُ
ومن آي القران المنديع / يقصر دونه نظم ونثرُ
رأينا أمستضي أمم حق / طليعة جيشه فتح ونصرُ
أتت أنباء خلبته بمصر / وربك لا خلا من ذاك مصرُ
أمام تشرق البطحاء تهيا / به ويجلّه حَجَر وحِجرُ
جواد لاندى كفيه نسزر / ولا معروفه للناس نكسر
نراه ثالث العمرين عدلا / فمد له مدى الأيام عمر
وعاش لنا الوزير فذاك خرق / به يشتد للإسلام أزر
أخو الغارات تنكره الهوينا / وتعرفه ظبي بيض وسمر
خليل للمكارم والعطايا / كأن خلاله ماء وخمر
يبخل حاتم كرما لديه / ويحببن عنده زيد وعمرو
فشقر خيوله بالنفع دهم / وبيض سيوفه بالضرب حمر
أمولى الجود والمولى المرجي / ومن في كفّه نفع وضر
ويا من عصره لبني الأماني / إذا زمن نبا عصر وذخرا
بقيت فما لما تبنيه هدم / ودمت فما لمن تغ نيه فقر
يا مزنة الغيث صفي
يا مزنة الغيث صفي / دمع المعنى الكلف
وأنت يا برق استتر / من ثغر سعد واختف
قل لي أمن شرط الهوى / إن الحبيب لا يفي
كيف التلافي لهوى / قد لاح فيه تلفي
لم أتكلف حمله / إذ كان طبعا كلفي
يا دارها بالمنحنى / من عالج فالجرف
يكفيك إن شح الحيا / مسح دموع وكف
يقول من أبصرها / تنهل هل الرطف
طرفك ذا لم يدمو / لانا الكريم الطرف
المستضي بن الماجد ال / مستنجد بن المقتفي
حين يجود باللهى / للمستثيب المعتفى
غيث عن الغيث بما / في راحتيه نكتفي
ومعنف لي إذ رآني مثريا
ومعنف لي إذ رآني مثريا / أدبا ومن كسب الثراء عديما
يلحى علَى أن استميح وإن أرى / بضراعة في محفل موسوما
صاحبته لاضعف عند مبخل / يوما ولا بعت الثناء لئيما
ومدحته والمدح يحسن بالذى / يعطي الألوف ويقطع الإقليما
حييت من طلل ومعهد
حييت من طلل ومعهد / قد حال عما كنت أعهد
وتلاعبت برسومه / أيدى البلى حتى تأبد
فلئن عفى وتجنبت / فيه البروف براق ثهمد
فلكم ربعت بربعه / وجمعت شمل هوى مبدد
أيام أغصان الشبيبةِ / في رياض اللهو ميَّد
والوصل منتبه الجفو / ن وأَعين الرباء هجدّ
مع كل أحوى أحور / ومهفهف الكشحين أغيد
قمرى بأن إن شدا / وقضيب بان أن تأود
جذلان أوردني الحما / م بخجله الخد المورد
متفرد بالحسن قل / ب مخبه بالحزن مفرد
زين الموشح والمسو / ور والمخلخل والمقلد
كم التقي منه الصدو / د بذلك الصدر المصدد
وأقول يلتفت الظلو / م إلى تلدد من تلدّد
ويرق لي من عبرة / تجري على خد مخدد
فإذا تناصفه أقا / ل وتيه بالحسن أزيد
يا عاذ لاتي كم الا / م على الغرام وكم أفند
في حب غداريغا / درني قريح الجفن مكما
أرعى النجوم كأنها / في الأفق در في زبرجد
أترى حرام أن أبي / ت ولست ذا جفن مسهد
لأحمد إلا للإل / ه وللإمام الخرف أحمد
أعن أبا العباس أك / رم آل عباس وأجود
الماجد المبيض أفع / لا وهام الجدب اسود
والمطرف الراجي ندا / ه بمطرف منه ومتلد
باليمن معضود وبالت / فيق منصور مؤيد
ومردّد الإحسان ما / راجيه ممطول مردد
سداد أراب الثأى / بأصالة الرأى المسدد
هود التجارب باديات / عون نعمله وعود
إحسانه ما لا يحد / وجوده ما لا يعدد
ملك يهدّ ذرا الروا / سي أن توعد أو تهدد
نجد أغار سماحه / في الأرض جوالا وأنجد
لاجاره فَرِق ولا / معروفه رنق مصرل
ذو بنية رفع إلا ل / ه يفاصها العالي وشيد
عقد تعتقود مايحنا / في جيد مجد منه أجيد
فحديث كل سماحة / صحت فعن نعمامه تسند
وكأن عزمته وحد / د لسانه ظبتا مهند
البذل من عاداته / والمرء يألف ما تعود
والعزم ماض والفعا / ل مهذب والرأى محصد
وإذا تجرد للخطو / ب فسيفها المشهور مغمد
حامي الحقيقة مقدم / إن حام مقدام وعرد
في موقف فيه القنا / قصد وذمر القوم مقصد
الموت ينزل فيه بال / أرماح والأرواح تصعد
من هاشم وقصيها / في ذروة الشرف الموطد
آل الحطيم وزمزم / والبيت والركد الممجد
خلقت سرابيل الكرا / م وبرد فخرهم مجدد
الضاربين تغشرما / في الروع هامة كل أصيَد
والجاعلين قرى النزي / ل سديد كومهم المسرهد
يا ناصر الدين الخي / ف تمل بالملك المخلد
واسعد بعز مايزا / ل بقاء دولته مؤبد
ما أظلم الليل البهي / م وضاء للسارين فرقد
ذر المِرا قد هل آذار
ذر المِرا قد هل آذار / وقم نقم للقصف أعذارُ
سماؤنا بالمزن هطالة / وارضنا بالروض مزهارُ
والورد نضر خجل خده / وأعين النرجس نظارُ
وجوهر المنثور قد فصلت / عقوده بالدر أمطارُ
وكلما مر نسيم على / ماء غدير فهو موارُ
وحانة العمر فمعمورة / باللهو والدير لنا دارُ
والخمر والخمار ما بيننا / لاعد ما عطر وهطار
وقد صفا ابريقنا واغتدى / يروقنا عود ومزمارُ
فطف بها حمراء مشمولة / كالنار عقبى شربها النارُ
ذات نسيم أرح نشره / يغار من نفحته الغارُ
لها إذا أظلم جنح الدجى / في الكأس أضواء وأنوارُ
يكفر الشرب لها ما بدت / تجلى كأن القوم كفارُ
في سحره أرشفني مثلها / من ريقه أهيف سحارُ
بدر دجى يزرى بشمس الضحى / مطلعة جيسب واز رارُ
قد شد فوق الخصر زناره / والخصر في الدقة زنارُ
أقسمت بالبيت العظيم الذى / تظله حجب واستارُ
وبالمصلى فبه دائما / تمحى عن الزوار أو زارُ
أن أمير المجد أعني أبا / محمد للدهر أمارُ
مقابل تنمية من هاشم / كواكب زهر وأقمارُ
فطوده في الحلم سامي الذرا / وبحره في العلم زخارُ
ذو عزمات ماضيات الشبا / هن مع الأقدار أقدارُ
له إذا ما لم يعن باذل / مكارم عون وأبكارُ
ترى عيانا وأحاديتها / للطيب في الأسماع أسمارُ
معاد سيب الجود ماعودة / يوما إذا استعجم خوارُ
وأرى زناد الحزم ثبت له / جيش من الآراء جرارُ
عم الندى طلاب مسعاته / هيهات إن تدرك أغمارُ
خلاله كالروض راد الضحى / تروضه وطفاء مدرارُ
والعرض من لبس ثياب الخنا / عار فما يقربه عارُ
لولاه لم تغل لاشعارنا / على كساد المدح أسعارُ
يا ابن أبي نصرٍ ومن قومه / لديننا أوس وأنصارُ
قوم إذا ثار عجاج فما / يدرك منهم تحته ثار
تبتهج الطير إذا استلئموا / وترجف الأرض إذا ساروا
كم جبروا كسر ضربك وكم / ذل بهم عات وجبرا
بطول أرماحهم في الوغى / تقصر للأعداء أعمارُ
أقسمت ماجار زمان على / ذي فاقة أنت له جارُ
ذخرك حسن الذكر فافخر به / إذ كان جل الذخر دينارُ
بقيت فينا ما أنار الدجى / بدر وما أزهر نوار
تبدن لي وصبغ الليل ناصل
تبدن لي وصبغ الليل ناصل / بروق مثل ما اخترطت مناصل
إذا لحظت سلاسلها رياضا / رأيت بها جد أول كالسلاسل
أَرب على ربى نجد بكاها / وأضحك دمعها تلك الخمائل
فكم يوم جمعت الشمل فيه / بمر الهجر معسول الشمائل
يهيج لى الغليل إذا تثنى / تثني الغصن في ثني الغلائلُ
كأن بياض مبسمة أقاح / نضيد طل في طلل الأصائل
أطعت صبابتي والحب فيه / وعاصيت اللواحي والعواذل
كنطق وشاحه نطقوا فمن لي / بهم لو أخر سواخرس الخلاخل
تراه كرامح إن هز عطفا / وإن كر اللواحظ فهو نابل
الأم أرى الغرام يجد حتما / بقلب المستهام وأنت هازلُ
وكم من قائل لي إذ رآني / نبيه الفضل حظي حظ خاملُ
تسلل فما انتقاض المال مما / يعاب به غزير العلم كاملُ
وما نفعي إذا ما كنت قساً / بلا وفر ويعطى الوفر بأقل
وإن أك قد أجدت فإن جيدي / خلي من حلي الرفد عاطلُ
بلى فيه لمحيي الجود يحيى / قلائد من ندى جم ونائل
هو الملك الذي أمسى وأضحى / ندا مسائلا عن كل سائلُ
إذا ركب بالغداة إلى عداه / فقد نزلت بساحتها النوازل
فنعم معرس العاشي ذراه / وبئس عشية الكوم الماطفل
ثمال المقتربين من الأيامى / ومنتجع اليتامى والأرامل
سحاب فيه للعافي زلال / يمير وفيه للجافي زلازل
يميل على العدا والمال قسرا / ويحكم في البريدة حكم عادل
وأشجع من يجالد يوم حرب / ويوم السلم أبرع من يجادل
أيا تاج الملوك وأنت خرق / وعيدك أجل والوعد عاجل
أجل أنت الذي مازلت تجلو / بإصباح الظبي ليل القساطل
وتذخر للعدا سمر العواني / وبيض الهند والجرد الصواهل
وأسدا غابها الأرماح تهوي / بها خيل كامثال الأجادل
أعون الدين مالك من ماسو / إذا عد الكرام ولا مساجلُ
قضيت من السماحة كل فرض / تسربه وعدت إلى النوافلُ
إذا كان المقال بلا فعال / فأنت المرء قبل القول فاعل
بربعك يا ربيع الناس طرا / لوراد الندى صفت المناهل
معاقلك الحصينة مغربات / تبيحك ما تحصنه المعاقل
الأبابي وبالعافين جمعا / ثراك الجعد يا سبط الأنامل
تمليت البقاء تمل عبدا / بنيل مناك من دنياك كافل
وعش في نعمة ودوام ملك / وعز سابغ الأذيال شامل
أبرق تألق بالغضا أم نار
أبرق تألق بالغضا أم نار / أم موهنا ضحكت إليك نوار
أنظر أبين قبابهم صور الدمى / محجوبة أم في الحدود صوار
رفعوا هوادهم فكم من حمرة / غطى عليها برقع وخمار
لا زال صبا بالعقيق ورِيُّهُ / صَخبُ الرواعدِ صَوبُهُ مِدرار
وسقى اللوى إذ عيشنا في ظلة / نضر وإذ عود الوصال نضار
وكؤوسنا بيد السقاة طوالع / مثل الشموس تديرها الأقمار
في روضة وشت الشمال بسرها / وهنا ووشت رقمها الأمطار
دارية النشر الذكي كأنما / نشرت بها طي البرود تجار
أومر فيها الخضر أو خضراؤها / ليل وزهر نجومه الأزهار
ومهفهف عبر الروادف زارني / فعلت على كثقلها أوزار
وشككت هل زناره من دقة / خصر له أم خصره الزنار
ودعته وراى الرقيب عناقنا / فسطا على ذاك الشقيق بهار
لعبت بلبي حالتاه فغرة / تجلو الظلام وموعد غرار
ما لذ لي نيل البخيل ولو غدا / فيه الغنى ويلذني الأعسار
هذا ورب قصائد اعتقتها / عن قصد مثر ربه الدينار
وجعلتها وفاعلي متكرم / يمناه واليسرى مني ويسار
وسماح عون الدين أحلف أنه / ذاك الجواد النافع الضرار
ملك يبشر سائليه بالغني / وجه طليق منه واستبشار
سبط اليدين إذا الأكف تجعدت / رحب الندى إن ضاقت الأعذار
شهد العيان بجوده لما غدت / عن غيره تتناقب الأخبار
كلف بأخذ الثأر في رهج الوغى / والجو أكلف والعجاج مثار
يغزو فتتبعه الوحوش لعادة / وثقت بها في الشبع والأطيار
هو واحد في المكرمات وجحفل / من باسه يوم الوغى جرار
أخذ الأمان على الزمان فجاره / مازال من كيد الخطوب يجار
خلوا القوافي السائرات لمجده / فهما بحق معصم وسوار
فعتاده في كل يوم أكدر / صافي الحديد فرنده موار
وذوابل طالت فاعمر العدا / في كل معركة بهن قصار
ما زرت ربع أبي المظفر مادحا / إلا لأكرم والكريم يزار
فسيوفه وضيوفه في غبطة / هذى تمور دما وتلك تسار
نشوان من طرب الثناء كأنه / ذو صبوة جارت عليه عقار
لله دارك وهي دار إقامة / بذل النضار بها وصين الجار
فلها رياض من خلائقك التي / راقت وأنملك الغزار بحار
عجبا لها فلقد حوت أقطارها / جودا تضيق لوسعه الأقطار
دارت لك الأفلاك فيها بالمنى / وقضى الزمان بنيل ما تختار
كالشمس أنت حللت في شرق الذرا / ودليل قولي إنه أذار
فاسعد بها واسمع بها رائية / غراء يخلب لفظها السحار
لو أنها سبقت زماني لادعى / أبياتها الحكمي أو بشار
عداك للسيف أصبحوا أجزرا
عداك للسيف أصبحوا أجزرا / فافنهم ثم عش لنا وزرا
أصبحت أورى الورى زناد ندى / طرا وأنداهم وئرا
لو وهبت كفاك الدنا لمرجي / ك لقينا بعد معذرا
يا غرة الدهر من رجانيل مس / عاتا نال الخطار والغرار
كم لكَ من منه ومأثرة / تحمد منها عفاتك الأثرا
عودك صلب على العدا فإذا / هززت للمجد لأن مهتصرا
ما زال يحي يحي بأنعمه / من سنن المكرمات مادثرا
صدر يعيد الوفود حامدة / لديه ورد السماح والصدرا
طود حلوم سام لمعتلق / بحر علوم طام إذا زخرا
أعف أهل الزمان قاطبة / نفسا وأعفاهم وقد قدرا
تفريق أمواله المجمع من / عفاته حول بابه زمرا
قد ألف السائلون من يده ال / جود وألفوا في عوده ثمرا
أشجع من قلَّبت أنامله / بيضا وهزت خطية سمرا
ترى النتدى ضده معاينة / ومن سواه تخاله خبرا
قد كنت حرا دهري فصيرني / نداه عبدا له بغير شرا
غيرك عون الدين الوزير يرى / مقتصدا في النوال مقتصرا
يا خير من ذبعن محارمه / وشب للطارقين نار قرى
يا حسن أخلاقك التي خلقت / تخجل زهر النجوم والزهرا
يا دافع الفقر عن مؤلمه / بالجود خذ من مدائحي فقر
واظفر بشكرى فإن مثلك من / بمثله يا أخا العلى ظفرا
زدت مديحا فزدتني كرما / ويستحق المديح من شكرا
فاسعد بشهر الله الأصم ودم / مادام رضوى ويذبل وحرا
إذا عن الغمام ربي العقيق
إذا عن الغمام ربي العقيق / كفاها برمد معي الشفيق
ويا برق الحمى سيريك جفني / إذا استجديته بخل البروق
فليت ثراك عاد سحيق مسك / فكم أدنيس من أمل سحيق
وكم لي فيك من أيام لهو / وصلت بها الصبوح إلى الغبوق
بمشتبهين من ورد وخد / وممتزجين من خمر وريق
وأحور من ظباء الشرق يزرى / بضوء الشمس في وقت الشروق
أتى يخفيه ليل الصدغ لولا / بروق من ثنايا فير روق
أجلت اللحظ في ورد جني / بخديه يشق على الشقيق
أسرت بحبه وغدا طليقا / فيا ويح الأسير من الطليق
إذا ما رق لي منه عتاب / لقيت العذل في وجه صفيق
الأمن مبلغ البخلاء أَنّي / لبست ماءة العيش الرقيق
أمنت تحرك النكبات لما / سكنت إلى ذراطود وثيق
بحيث أرى المكارم وهي سهمي / وسهم الحادثات بغير فوق
تركت الطرق للوراد لما / رأيت سوى طريقهم طريقي
عرفت بقصد عون الدين أني / غرفتُ الجود من بحر عميق
بمن يأوي إلى الحسب المعلى / غداة الفخر والنسب العريق
بمخضر الثرى ما اسود نقع / أعاد البيض حمرا كالعقيق
كريم رحت أسرح باتكالي / على جدواه في مرعى أنيق
طويل الباع ذو صدر رحيب / لراجيه وذو وجه طليق
يجود بما حوت يمناه عفوا / على العافين في سعة وضيق
شقيق المجد والهيجاء أكرم / بخدن المجد والحرب الشقيق
وحيد في المآثر بات يطوي / طريق المكرمات بلا رفيق
يقصر من سعى يبغي نداه / ولو ركب الرجاء عن اللحوق
مقيم للقصائد حين بارت / وللقصاد سوقا أي سوق
على أني خلقت قذى عيون / لارباب القريض شجا حلوق
وأغلظ ما عليهم أن أوافي / بجزل اللفظ في المعنى الدقيق
فيا غمر الرداء فداك غمر / يرى بر العفاة من العقوق
إلا بأبي خلائقك اللواتي / خلقن أرق من صفو الرحيق
الست من الذين إذا استطالوا / بفخرهم تقاصر كل نيق
أعدوا للحفيظة مرهفات / كأن شعاعها شعل الحريق
وكل اصم مذعور الأعالي / يريك تثني القد الرشيق
حلفت بهن أمثال الحنايا / تَخيَّلُها سِهاما في المروق
إذا اخترقت بنا الفلوات خلنا / مناسمها من الريح الخريق
قصدن منى وأكتاف المصلى / وطفن بجانب البيت العتيق
بأَن أبا المظفر خير خلق / يرى بالجود جد حر خليق
تمل قدوم صوم جاء يسعى / إليك مهرولا سعي المشوق
يقول بأن ستبقى ماتغنت / فصاح الورق في غصن وريق
سحاب جودك فينا هامر هامي
سحاب جودك فينا هامر هامي / وطود حلمك سامي المرتقى حامي
وأنت بحر سماح غير منتزف / طام يبل غليل الحائم الظامي
لك المساعي التي مثل النجوم غدت / مقيمة أبدا من غير إنجام
لله أنت إذا سود سماء وغى / وأضحت البيض حمرا من دم الهام
وجاءت الخيل من أبطالها رسلاً / تحت الوشيج بآساد وآجام
هناك إن زلت الأقدام من رهب / ألفيت ذا قدم ثبت وإقدام
يوماك يوم نعيم سيبه ديم / ويوم بؤس عبوس سيبه دامي
فأي ملعان حرب أنت في رهج / مرد وفي عام جدب أى مطعم
لذا يا اخا العدم من يحيى بصوب حيا / للعرف والنكر وصال وصرامِ
تراه أعدل في قضيَّته / لما له والأعادى أي ظامِ
آراؤه كرواء الصبح مشرقة / إذا أدلهمت خطوب ذات اعتامِ
ما قال قط لراج يستميح سوى / نعم ويتبعها منه بأنعامِ
أغرابلج وضاح له خلق / كالروض راضته مزن ذات أسجامِ
لباس ما حاكت العلياء أردية / عار من العار ان فتحشت والذام
أبا المظفر عون الدين قد غافرت / منك العفاة بطلق الوجه بسامِ
كم حزت بالسيف سيفا كان ممتنعا / وكم فتحت أقاليما بأقلام
أوجدتني بعد أن كد كنت ذا عدم / جودا وبدلت بالإثراء إعدامي
وقمت لي بأمور طال ما قعدت / بي في مضايقها أهلي وأيامي
فلتشكرناه في سر وفي علن / قصائد صنتها عن قصد أَقوامِ
أضحت كجودك في الأفاق سائرة / ما إن تني بين إنجاد وإتهامِ
قد كنت أشرك في مدحي سواك ومذ / وجدت فيا مديحي صح اسلامي
شهر الصيام الذي ولى له زحل / يثني عليا بصوام وقوام
حظيت فيه بأجر وافر وتقى / وفوز قدح بارفاد واطعام
فاسعد بغرة عيد عائد أبدا / على عادك بالطاف وإكرام
لا زلت ذا قسمات يستضاء بها / وللمكارم فينا خير قسام
يا كف يحيى ذي الندى والجود
يا كف يحيى ذي الندى والجود / سحي إذا شح الغمام وجودي
فلأنت بحر والاكف جلامد / شتان بين الماء والجلمود
فلقد خلقت لسد خلة معدم / ولفتح باب سماحة مسدودِ
علمت أكف فاعتلقت بثيب / منها لابكار السماح ولودِ
بأبي ندى يحيى الوزير فإنه / وزر المثل ونجدة المنجود
لدن المهزّة حين تخطب رفده / فإذا عجمت صلب العودِ
أرماحه طعناًُ تقصد في العدا / وندى يديه لقاصد وقصيدِ
وتخاله أسدا إذا غثي الوغى / في متن أجرد عاسل كالسيدِ
يهوي بنجم سنان رمح لم يزل / رجما لشيطان الوغى المريدِ
تتورد البيض الرفاق وكفه / في الروع من دم ثغرة ووريدِ
ولرب جيش كالكواكب بعدة / لجبِ تجيش به رحاب البيدِ
متألق الجنبات ترعد هيبة / في هبوتيه فرائض الرعديدِ
فكماته في مأتم بك مؤتم / وطيوره ووحوشه في عيد
فرقته بكعوب صدق ذابل / وبصدق باس كالحديد حديدِ
أوفيت عون الدين بالهمم التي / أوفت على همم الملوا الصيدِ
وبدأت بالإحسان ثم أعدته / فاسلم له من مبديء ومعيدِ
لله كم قلدتني مننا بها / أطلقت من أسر المطامع جيدي
وتعهداتك لي فأحسن منظرا / في العين من روض الحمى المعهود
ما مزنة كلفاء ممعة السنا / وطفاء ذات بوارق ورعود
لما طوت أفق البسيطة نشَّرت / خضر الملأ على الهضاب بالسودِ
يوما بأندى من يدٍ لك ثرة / فيها حيا فيه حياة وفودِ
فاستقبل العمر الجديد مهنأ / بقدوم صوم قد أطن جديد
لا زلت ترفل في رداء سعادة / وتجر ذيل النصر والتأييدِ
سبحان من سخَّر من لطفه
سبحان من سخَّر من لطفه / كف بهاء الدين المعافي
فقل له يا من له مورد / صاف وظل للندى ضافِ
لو لم أكن بالبَردِ في شَتوتي / ملتحفا ما طال الحافي
والله ما ألحفت يا سيدي / إلا لأني رجل حافِ
هجرت فالقلب معمود
هجرت فالقلب معمود / غادة غض الصبا رود
في مطاوي طرفها سقم / وبذاك الخد توريد
كلما أضمرت سلوتها / عادني من حبهاء يد
لست أنساها وقد طرقت / وقميص الليل مقدود
وحمام الواد يبين له / في فروع البان تغريد
ولمنظوم الحيا سحرا / في رياض الحزن تبديل
والصبا مكدودة ولها / نفس بالغور معدود
يعتلي غفرانه فلها / بين سبط الزهر تجعيد
صاح قد صاح النعيم بنا / فأجاب الناي والعودُ
فاسقني فاللهو مطَّرد / بيننا والهم مطرودُ
ولنا ظل نلوذ به / من بهاء الدين ممدودُ
ماجد غمر الرداء به / عُرِفَ المعروفُ والجودُ
وكريم ليس يلفته / عن ندى عذلُ وتفنيدُ
حسدوه في العلى وكذا / كل عالي القدر محسودُ
صدفِت فيه الظنون كما / صدفت منه المواعيدُ
أبيض الأحساب في زمن / جمةٍ أحداثُه السودُ
يا بني الحاجات دونكم / نائلا ما فيه تصريدُ
لم يفت من ذا الورى أحدُ / قصده جدواه مقصودُ
حل عزم الدهر منه فتى / عزمه بالنصر مقصودُ
من يرد الميض قانية / حين حوض الموت مورودُ
جئته فالبخل مفتقد / عنده والجود موجودُ
يا جوادا عن مواهبه / صحة تشوى الأسانيد
جد وخذ ما شئت مدح / وثناء فيه تجويد
وأرى فرق النجم مقتدراً / وابق لي ما أورق العود
جادك في القرب والتنائي
جادك في القرب والتنائي / وسمي دمعي عن السماء
يا دمنة مذ نأيت عنها / أدمن جفني على البكاءِ
أين التي أَصبحت وأمست / دائي وفي كفها دوائي
لولا لحاظ لها مراض / ماعرنت أعين النلبساء
بيضاء في قدِّها اعتدالٌ / علمها الجور في القضا
كأنما وجهها صباح / من فوقِهِ الجعدُ كالساهِ
وثغرها أَبيض نقيّ / كأنه حضلةُ البهاءِ
فديتها من أَجل ذخرٍ / تذخر في الصيد للشتاءِ
في لعيني بأن تراها / ملفوفة الوجه في كساءِ
لكنها عند من جميع الد / دنا لديه مثل الهباءِ
ذاك الذي ما أزال أدعوا / له من الله بالبقاءِ
ذاك الذي جوده ابتداء / لسائليه بلا انتهاءِ
جذلان نائي المدى جواد / داني الأياد غمر الرداءِ
نشكره أنه كريم / تسكره خمرة الثناءِ
مستبشر بالوفود يجري / في وجنتيه ماء الحياءِ
ناديته راجيا فلبى / نداه دون الورى ندائي
كالغيث والغيث مستهل / والليث في حرمة اللقاءِ
إن كذبتني الأيام ظنا / صدق إحسانه رجائي
من معشر يعرفون قدما / بالكرم المحض والوفاءِ
على هامة الثريا / ماشيدوه من البناءِ
فيا أبا القسم استمعها / أرق لفظا من الهواءِ
لا زلت تفني العدا وتبقى / جم الندى مشرف العطاءِ