المجموع : 41
جئتَ قالت دنيا علام نهاراً
جئتَ قالت دنيا علام نهاراً / زرتَ هلّا انتظرتَ وقت المساء
كنت ذا معجباً برأيكَ لا تف / رقُ فاستحيِ يا قليل الحياء
ذاك إذ روحها وروحي مزاجا / نِ كأصفى خمرٍ بأعذَبِ ماءِ
ما على هذا عزاء
ما على هذا عزاء / غلَبَ الصبرُ العزاءَ
وبدا الأمرُ المُغَطّى / كاشِفاً عنهُ الغِطاء
بُح بما قد كنتَ تخفي / هِ وصرِّح لا خفاءَ
خالدٌ كلّفني جُر / جانَ ظلماً واعتِداءَ
خطّةٌ ما نِلتُ مِنها / طائِلاً إلّا العناء
خالِدٌ لولا أبوهُ / كانَ والكلبُ سواءَ
لو كما ينقُصُ يَزدا / دُ إذن نال السماء
أنا ما عشتُ علَيهِ / أسوَأ الناس ثَناء
إنّ مَن كان مُسيئاً / لحقيقٌ أن يُساء
تجَنّى علينا آلُ مكتومَةَ الذنبا
تجَنّى علينا آلُ مكتومَةَ الذنبا / وكانوا لنا سِلماً فأضحوا لنا حربا
يقولونَ عَزِّ القلبَ بعدَ ذهابهِ / فقُلتُ ألا طوبايَ لَو أنّ لي قلبا
وقالوا تجنّبنا فقُلتُ أبعدَما / غلَبتُم على قلبي بسُلطانكُم غَصبا
غِضابٌ وقد ملّوا وقوفي ببابِهم / ولكِنَّ دُنيا لا ملولاً ولا غَضبى
وقد أرسَلَت في السرّ إنّي بريئَةٌ / ولم ترَ لي فيما تَرى منهُمُ ذنبا
وقالَت لكَ العتبى وعندي لكَ الرضا / وما إن لهُم عندي رضاءٌ ولا عُتبى
ونُبئتُها تلهو إذا اشتَدَّ شوقُها / بشِعري كما تلهو المغَنِّيَةُ الشَربى
فأحبَبتُها حُبّاً يَقِرُّ بعَينها / وحُبّي إذا أحبَبتُ لا يشبِهُ الحُبّا
فَيا حسرَتا نُغِّصتُ قرب ديارِها / فلا زلفَةً منها أُرَجّي ولا قُربا
لقَد شَمِتَ الأعداءُ أن حيلَ بينَها / وبَيني ألا للشامتينَ بنا العُبى
ما لِقَلبي أرَقُّ من كلّ قلب
ما لِقَلبي أرَقُّ من كلّ قلب / ولحُبّي أشدُّ من كلّ حبّ
ولِدُنيا على جنوني بدُنيا / أشتهي قربَها وتَكرهُ قُربي
نزَلَت بي بلِيَّةٌ من هواها / والبلايا تكونُ من كلّ ضربِ
قُل لدُنيا إن لم تُجِبكَ لما بي / رطبَةٌ من دموعِ عَينَيَّ كُتبي
فعَلامَ انتهَرتِ باللَهِ رُسلي / وتهَدَّدتِهِم بحَبسٍ وضَربِ
أيُّ ذنبٍ أذنَبتهُ ليتَ شعري / كان هذا جزاءَهُ أيُّ ذَنبِ
دُنيا دعَوتُكِ مُسمِعاً فأجيبي
دُنيا دعَوتُكِ مُسمِعاً فأجيبي / وبِما اصطَفَيتُكِ في الهوى فأثيبي
دومي أدُم لكِ بالصفاءِ على النوى / إنّي بعَهدكِ واثِقٌ فثِقي بي
ومنَ الدليلِ على اشتياقي عَبرَتي / ومشيبُ رأسي قبلَ حين مشيبي
أبكي إليكِ إذا الحمامَةُ طرَّبَت / يا حسنَ ذاك إليّ من تطريبِ
تبكي على فنَنِ الغصونِ حزينَةً / حزنَ الحبيبَةِ من فراقِ حبيبِ
وأنا الغريبُ فلا أُلامُ عَلى البُكا / إنّ البُكا حسَنٌ بكُلِّ غريبِ
أفلا ينادي للقفولِ برحلَةٍ / تشفي جوىً من أنفُسٍ وقلوبِ
ما لي صحبتُ على التعسُّفِ خالِداً / واللَه ما أنا بعدَها بأريبِ
تبّا لصُحبَةِ خالدٍ من صحبَةٍ / ولخالدِ بن يزيدَ من مصحوبِ
يا خالدُ بن قبيصَةٍ هيّجتَ بي / حرباً فدونَكَ فاصطَبِر لحروبي
لمّا رأيتُ ضمير غشك قد بدا / وأبيتَ غير تجهُّمٍ وقطوب
وعرفت منك خلائقاً جربتها / ظهرت فضائحها على التجريب
خليت عنك مفارقاً لك عن قلى / ووهبت للشيطان منك نصيبي
فلئن نظرت إلى الرصافة مرّة / نظراً يفرّج كربة المكروب
لأمزِّقَنَّكَ قائِماً أو قاعِداً / ولأروين عليك كل عجيب
ولتَأتِيَنَّ أباك فيك قصائدٌ / حبَّرتُها بتَشكُّرٍ مقلوبِ
ولأوذينك فوق ما آذيتني / ولأوسدنّ على نعاجك ذيبي
كم أكلَةٍ لَو قَد دعي
كم أكلَةٍ لَو قَد دعي / تَ بها إلى كفرٍ كفَرتا
ودعاكَ عامِلُ عسقَلا / ن إلى وليمَةٍ فطِرتا
فأقَمتَ سبتاً عندَهُ / وأقمتَ بعد السبتِ سبتا
ثمّ انصَرَفتَ ببطنَةٍ / وسَرَقتَ إبريقاً وطَستا
أنت امرُؤٌ لو متّ ث / مّ وجَدتَ ريح الخبزِ عِشتا
رأيتَ أثاثَها فرَغِبتَ فيهِ
رأيتَ أثاثَها فرَغِبتَ فيهِ / وكم نصبَت لغَيرِكَ من أثاثِ
إلى دارِ المنونِ فجهَّزَتهُم / تحُثُّهُم بأربَعَةٍ حثاثِ
فصّيِّر أمرَها بيَدي أبيها / وسَرّج من حبالِكَ بالثلاثِ
وإلّا فالسلامُ علَيكَ منّي / سأبدَأ من غدٍ لكَ بالمَراثي
أنائِحَةَ الحمامِ قعي فنوحي
أنائِحَةَ الحمامِ قعي فنوحي / على داودَ رهناً في ضريح
لدى الأجبابِ من همذانَ راحَت / بهِ الأيّامُ للموتِ المريحِ
ولم يشهَد جنازَتَهُ البواكي / فتَبكيهِ بمُنهَلٍّ سفوحِ
وكوني مثلَهُ إذ كانَ حيّاً / جواداً بالغبوقِ وبالصبوح
أنائحَةَ الحمامِ فلا تشُحّي / عليهِ فليسَ بالرجلِ الشحيحِ
ولا بمُثَمِّر مالاً لدُنيا / ولا فيها بمغمارٍ طموحِ
يبيعُ كثير ما فيها بباقٍ / ثمينٍ من عواقِبهِ ربيحِ
ومن آل المهلَّبِ في لُبابٍ / لُباب الخالصِ المحضِ الصريح
همُ أبناءُ آخرَةٍ ودُنيا / وأهدافُ المراثي والمديح
زُر واديَ القَصرِ نِعمَ القصرُ والوادي
زُر واديَ القَصرِ نِعمَ القصرُ والوادي / من منزلٍ حاضِرٍ إن شئتَ أو بادي
زُرهُ فلَيسَ له شبهٌ يقارِبهُ / لا بُدّ زورَةٍ عن غيرِ ميعادِ
تُرفا قراقيرُهُ والعيسُ واقِفَةٌ / والضبُّ والنونُ والملّاحُ والحادي
أقبيصَ لستَ وإن جَهَدتَ ببالغٍ
أقبيصَ لستَ وإن جَهَدتَ ببالغٍ / سعيَ ابنِ عمّك في الندى داودِ
شتّانَ بينَكَ يا قبيصَ وبينَهُ / إن المُذّمَّمَ ليس كالمحمود
اختارَ داوود بناء محامِدٍ / واختَرتَ أكلَ شبارِقٍ وثريدِ
قد كان مجدُ أبيكَ لو أحيَيتَهُ / روحٍ أبي خلفٍ كمجد يزيدِ
لكِن جرى داوود جريَ مبَرِّز / فحَوى المدى وجرَيت جريَ بليدِ
داوود محمودٌ وأنت مُذّمَّمٌ / عجباً لذاكَ وأنتُما من عودِ
ولَرُبَّ عودٍ قد يُشَقُّ لمَسجدٍ / نِصفاً وسائِرهُ لحُشِّ يهودي
فالحُشُّ أنتَ لهُ وذاك لمَسجدٍ / كَم بينَ موضعِ مسلحٍ وسجودِ
هذا جَزاؤُكَ يا قبيصَ لأنَّهُ / جادَت يداهُ وأنتَ قُفلُ حديدِ
على إخوتي منّي السلامُ تحيَّةً
على إخوتي منّي السلامُ تحيَّةً / تحِيَّةَ مُثنٍ بالأُخوَّةِ حامدِ
وقُل لهمُ بعدَ التحيَّةِ أنتُمُ / بنَفسي ومالي من طريفٍ وتالدِ
وعَزَّ عليهِم أن أقيمَ ببَلدَةٍ / أخا سَقَمٍ فيها قليلَ العوائدِ
لئِن ساءَهُم ما كان من فعلِ خالِدٍ / لَقَد سرَّهُم ما قد فعَلتُ بخالدِ
وقد علِموا أن ليسَ مِنّي بمُفلتٍ / ولا يومه المسكين مني بواحدِ
أخالِدٌ لا زالت من اللَه لعنَةٌ / عليكَ وإن كنتَ ابن عمّي وقائِدي
أخالدٌ كانت صحبتيكَ ضلالةً / عصَيتُ بها ربّي وخالَفتُ والدي
وأرسَلَ يبغي الصلحَ لمّا تنَكَّفَت / عوارِضَ جنبَيه سياطُ القصائدِ
فأرسَلتُ بعد الشرِّ أنّي مُسالِمٌ / إلى غيرِ ما لا تشتهي غيرُ عائدِ
كانَت لنا هِمَمٌ تسمو بنا صعَداً
كانَت لنا هِمَمٌ تسمو بنا صعَداً / إلى المعالي وجمعِ المالِ والصفَدِ
فقد رَضينا على كيدِ الزمان لنا / ألّا يكونَ بنا فقرٌ إلى أحدِ
على سلمهِ أسَدٌ باسِلٌ
على سلمهِ أسَدٌ باسِلٌ / وعَن حربهِ ثغلَبٌ مقردِ
رأيتُ الناسَ هَمّهُمُ المعالي
رأيتُ الناسَ هَمّهُمُ المعالي / وعيسى همُّهُ جمعُ السمادِ
إذا رُزِقَ العبادُ فإنّ عيسى / له رزقٌ من آستاهِ العبادِ
لقَد جعَلَت تعرَّضُ لي مصادُ
لقَد جعَلَت تعرَّضُ لي مصادُ / تعَرُّضَ من يُريدُ ولا يُرادُ
فقُلتُ لها كسَدتِ فلا تغُتّي / كذاكَ لِكُلِّ نافِقَةٍ كسادُ
فإِن ترضي فقد قَبِلَتكِ عيني / ولكن ليسَ يَقبَلُكِ الفُؤادُ
فما لكِ إن أقَمت علَيَّ رزقٌ / ولا لكِ إن ظَعَنتِ عليَّ زادُ
أرى عهدَها كالوردِ ليسَ بدائمٍ
أرى عهدَها كالوردِ ليسَ بدائمٍ / ولا خيرَ فيمَن لا يدومُ لهُ عهدُ
وعهدي لها كالآسى حسناً وبهجةً / لهُ نضرَةٌ تبقى إذا ا انقضى الوردُ
فما وجد العُذرِيُّ إذ طال وجدهُ / بعفراء حتّى سلّ مهجَتَه الوجدُ
كوَجدي غداةَ البينِ عندَ التِفاتِها / وقد شَفَّ عنها دون أترابِها البردُ
غَزَتني جيوشُ الحبِّ من كلِّ جانِبٍ / إذا حان من جندٍ قفولٌ غَزا جندُ
فقُلتُ لأصحابي هي الشمس ضوءها / قريبٌ ولكن في تناولها بعدُ
وإنّي لمَن تهدى إليهِ لحاسِدٌ / جرى طائري نحساً وطائِرهُ سعدُ
ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر
ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر / أنقفل أم نثوي على الهمِّ والضجَر
نَفى النومَ عَن عيني تَعَرُّضُ رحلَةٍ / بها الهَمُّ واستولى بها بعدَهُ السهَر
فإن أشكُ من ليلي بجُرجانَ طولَهُ / فقد كنتُ أشكو منهُ بالبصرةِ القِصَر
فيا نفسُ قد بُدِّلتِ بؤساً بنِعمَةٍ / ويا عينُ قد بُدِّلتِ من قُرَّةٍ عبَر
ويا حبّذاكَ السائلي فيمَ فكرَتي / وهَمّي ألا في البصرة الهمُّ والفِكَر
فيا حبّذا بطنُ الحزيزِ وظهرُهُ / ويا حسنَ واديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حبَّذا نهرُ الأُبلَّةِ منظَراً / إذا مَدَّ في إبّاديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حسنَ تلك الجاريات إذا غدَت / مع الماءِ تجري مصعداتٍ وتنحَدِر
وفتيانِ صدقٍ همُّهُم طلبُ العُلى / وسيماهُم التحجيلُ في المجدِ والغُرَر
لعمري لقد فارقتهم غير طائعٍ / ولا طيِّبٍ نفساً بذاكَ ولا مُقِرّ
فيا ندمي إذ ليس تُغني ندامتي / ويا حَذَري إذ ليسَ ينفَعُني الحَذَر
وقائِلَةٍ ماذا نأى بكَ عنهُمُ / فقلت لها لا علمَ لي فسَلي القدَر
فَيا سَفَراً أودى بلهوي ولَذَّتي / ونَغَّصَني عيشي عدِمتُكَ من سَفَر
دعوني وإيّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ / سيَحمِلهُ ششعري على الأبلَقِ الأغَرّ
كأني بصِدقِ القولِ لمّا لقيتهُ / وأعلَمتهُ ما فيه ألقَمتهُ الحجَر
دَنيءٌ به عَن كلّ خيرٍ بلادَةٌ / لكل قبيح عن ذراعيه قد حسَر
له منظَرٌ يُعمي العيونَ سماجةً / وإن يختَبَر يوماً فيا سوء مختبَر
تُسيءُ وتمضي في الإساءِةِ دائباً / فلا أنتَ تستحيي ولا أنت تعتَذر
أبوكَ لنا غيثٌ نعيشُ بسيبهِ / وأنتَ جرادٌ لس يبقي ولا يَذَر
لهُ أثَرٌ في المكرماتِ يسرُّنا / وأنتَ تُعَفّي دائماً ذلك الأثَر
لَقَد قَنَعَت قحطانُ خِزياً بخالِدٍ / فهَل لكِ فيه يخزِكِ اللَهُ يا مُضَر
ولأنتِ إن مُتُّ المصابَةُ ب
ولأنتِ إن مُتُّ المصابَةُ ب / فتجَنّي قتلي بلا وَتر
فلَئِن هلَكتُ لتلطُمِن جزَعاً / خدَّيكِ قائِمَةً على قَبري
دعَوتُكِ بالقَرابَةِ والجوارِ
دعَوتُكِ بالقَرابَةِ والجوارِ / دعاءَ مصَرِّحٍ بادي السرارِ
لأنّي عنكِ مشتغِلٌ بنَفسي / ومُحتَرِقٌ عليك بغير نارِ
وأنتِ توَقّرينَ وليس عندي / على نار الصبابة من وقارِ
فأنتِ لأنّ ما بك دون ما بي / تدارينَ العيون ولا أُداري
ولَو واللَهِ تشتاقين شوقي / جَمَحتِ إلَيَّ خالعةَ العذارِ
ألا يا وهبَ فيما فضحتِ دُنيا / وبحتِ بسرّها بين الجواري
أما والراقصاتِ بكُلِّ وادٍ / غوادٍ نحوَ مكَّةَ أو سوارِ
لقد فضَّلتُ دَنيا في فؤادي / كفضل يدي اليمين على اليسارِ
فقولي ما بدا لك أن تقولي / فإنّي لا ألومُكِ أن تغاري
عيشُها حُلوٌ وعَيشُكَ مُرُّ
عيشُها حُلوٌ وعَيشُكَ مُرُّ / ليسَ مسرورٌ كمَن لا يُسَرُّ
كمديم الحبّ تسخَنُ فيه / عينُهُ أكثر ممّا تقَرُّ
قلتُ للائمِ فيها إلهُ عنها / لا يقع بيني وبينكَ شرّ
أتراني مقصِراً عن هواها / كلُّ مملوكٍ أذن ليَ حرّ