القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو عُيَيْنة بن أبي عُيَيْنة الكل
المجموع : 41
جئتَ قالت دنيا علام نهاراً
جئتَ قالت دنيا علام نهاراً / زرتَ هلّا انتظرتَ وقت المساء
كنت ذا معجباً برأيكَ لا تف / رقُ فاستحيِ يا قليل الحياء
ذاك إذ روحها وروحي مزاجا / نِ كأصفى خمرٍ بأعذَبِ ماءِ
ما على هذا عزاء
ما على هذا عزاء / غلَبَ الصبرُ العزاءَ
وبدا الأمرُ المُغَطّى / كاشِفاً عنهُ الغِطاء
بُح بما قد كنتَ تخفي / هِ وصرِّح لا خفاءَ
خالدٌ كلّفني جُر / جانَ ظلماً واعتِداءَ
خطّةٌ ما نِلتُ مِنها / طائِلاً إلّا العناء
خالِدٌ لولا أبوهُ / كانَ والكلبُ سواءَ
لو كما ينقُصُ يَزدا / دُ إذن نال السماء
أنا ما عشتُ علَيهِ / أسوَأ الناس ثَناء
إنّ مَن كان مُسيئاً / لحقيقٌ أن يُساء
تجَنّى علينا آلُ مكتومَةَ الذنبا
تجَنّى علينا آلُ مكتومَةَ الذنبا / وكانوا لنا سِلماً فأضحوا لنا حربا
يقولونَ عَزِّ القلبَ بعدَ ذهابهِ / فقُلتُ ألا طوبايَ لَو أنّ لي قلبا
وقالوا تجنّبنا فقُلتُ أبعدَما / غلَبتُم على قلبي بسُلطانكُم غَصبا
غِضابٌ وقد ملّوا وقوفي ببابِهم / ولكِنَّ دُنيا لا ملولاً ولا غَضبى
وقد أرسَلَت في السرّ إنّي بريئَةٌ / ولم ترَ لي فيما تَرى منهُمُ ذنبا
وقالَت لكَ العتبى وعندي لكَ الرضا / وما إن لهُم عندي رضاءٌ ولا عُتبى
ونُبئتُها تلهو إذا اشتَدَّ شوقُها / بشِعري كما تلهو المغَنِّيَةُ الشَربى
فأحبَبتُها حُبّاً يَقِرُّ بعَينها / وحُبّي إذا أحبَبتُ لا يشبِهُ الحُبّا
فَيا حسرَتا نُغِّصتُ قرب ديارِها / فلا زلفَةً منها أُرَجّي ولا قُربا
لقَد شَمِتَ الأعداءُ أن حيلَ بينَها / وبَيني ألا للشامتينَ بنا العُبى
ما لِقَلبي أرَقُّ من كلّ قلب
ما لِقَلبي أرَقُّ من كلّ قلب / ولحُبّي أشدُّ من كلّ حبّ
ولِدُنيا على جنوني بدُنيا / أشتهي قربَها وتَكرهُ قُربي
نزَلَت بي بلِيَّةٌ من هواها / والبلايا تكونُ من كلّ ضربِ
قُل لدُنيا إن لم تُجِبكَ لما بي / رطبَةٌ من دموعِ عَينَيَّ كُتبي
فعَلامَ انتهَرتِ باللَهِ رُسلي / وتهَدَّدتِهِم بحَبسٍ وضَربِ
أيُّ ذنبٍ أذنَبتهُ ليتَ شعري / كان هذا جزاءَهُ أيُّ ذَنبِ
دُنيا دعَوتُكِ مُسمِعاً فأجيبي
دُنيا دعَوتُكِ مُسمِعاً فأجيبي / وبِما اصطَفَيتُكِ في الهوى فأثيبي
دومي أدُم لكِ بالصفاءِ على النوى / إنّي بعَهدكِ واثِقٌ فثِقي بي
ومنَ الدليلِ على اشتياقي عَبرَتي / ومشيبُ رأسي قبلَ حين مشيبي
أبكي إليكِ إذا الحمامَةُ طرَّبَت / يا حسنَ ذاك إليّ من تطريبِ
تبكي على فنَنِ الغصونِ حزينَةً / حزنَ الحبيبَةِ من فراقِ حبيبِ
وأنا الغريبُ فلا أُلامُ عَلى البُكا / إنّ البُكا حسَنٌ بكُلِّ غريبِ
أفلا ينادي للقفولِ برحلَةٍ / تشفي جوىً من أنفُسٍ وقلوبِ
ما لي صحبتُ على التعسُّفِ خالِداً / واللَه ما أنا بعدَها بأريبِ
تبّا لصُحبَةِ خالدٍ من صحبَةٍ / ولخالدِ بن يزيدَ من مصحوبِ
يا خالدُ بن قبيصَةٍ هيّجتَ بي / حرباً فدونَكَ فاصطَبِر لحروبي
لمّا رأيتُ ضمير غشك قد بدا / وأبيتَ غير تجهُّمٍ وقطوب
وعرفت منك خلائقاً جربتها / ظهرت فضائحها على التجريب
خليت عنك مفارقاً لك عن قلى / ووهبت للشيطان منك نصيبي
فلئن نظرت إلى الرصافة مرّة / نظراً يفرّج كربة المكروب
لأمزِّقَنَّكَ قائِماً أو قاعِداً / ولأروين عليك كل عجيب
ولتَأتِيَنَّ أباك فيك قصائدٌ / حبَّرتُها بتَشكُّرٍ مقلوبِ
ولأوذينك فوق ما آذيتني / ولأوسدنّ على نعاجك ذيبي
كم أكلَةٍ لَو قَد دعي
كم أكلَةٍ لَو قَد دعي / تَ بها إلى كفرٍ كفَرتا
ودعاكَ عامِلُ عسقَلا / ن إلى وليمَةٍ فطِرتا
فأقَمتَ سبتاً عندَهُ / وأقمتَ بعد السبتِ سبتا
ثمّ انصَرَفتَ ببطنَةٍ / وسَرَقتَ إبريقاً وطَستا
أنت امرُؤٌ لو متّ ث / مّ وجَدتَ ريح الخبزِ عِشتا
رأيتَ أثاثَها فرَغِبتَ فيهِ
رأيتَ أثاثَها فرَغِبتَ فيهِ / وكم نصبَت لغَيرِكَ من أثاثِ
إلى دارِ المنونِ فجهَّزَتهُم / تحُثُّهُم بأربَعَةٍ حثاثِ
فصّيِّر أمرَها بيَدي أبيها / وسَرّج من حبالِكَ بالثلاثِ
وإلّا فالسلامُ علَيكَ منّي / سأبدَأ من غدٍ لكَ بالمَراثي
أنائِحَةَ الحمامِ قعي فنوحي
أنائِحَةَ الحمامِ قعي فنوحي / على داودَ رهناً في ضريح
لدى الأجبابِ من همذانَ راحَت / بهِ الأيّامُ للموتِ المريحِ
ولم يشهَد جنازَتَهُ البواكي / فتَبكيهِ بمُنهَلٍّ سفوحِ
وكوني مثلَهُ إذ كانَ حيّاً / جواداً بالغبوقِ وبالصبوح
أنائحَةَ الحمامِ فلا تشُحّي / عليهِ فليسَ بالرجلِ الشحيحِ
ولا بمُثَمِّر مالاً لدُنيا / ولا فيها بمغمارٍ طموحِ
يبيعُ كثير ما فيها بباقٍ / ثمينٍ من عواقِبهِ ربيحِ
ومن آل المهلَّبِ في لُبابٍ / لُباب الخالصِ المحضِ الصريح
همُ أبناءُ آخرَةٍ ودُنيا / وأهدافُ المراثي والمديح
زُر واديَ القَصرِ نِعمَ القصرُ والوادي
زُر واديَ القَصرِ نِعمَ القصرُ والوادي / من منزلٍ حاضِرٍ إن شئتَ أو بادي
زُرهُ فلَيسَ له شبهٌ يقارِبهُ / لا بُدّ زورَةٍ عن غيرِ ميعادِ
تُرفا قراقيرُهُ والعيسُ واقِفَةٌ / والضبُّ والنونُ والملّاحُ والحادي
أقبيصَ لستَ وإن جَهَدتَ ببالغٍ
أقبيصَ لستَ وإن جَهَدتَ ببالغٍ / سعيَ ابنِ عمّك في الندى داودِ
شتّانَ بينَكَ يا قبيصَ وبينَهُ / إن المُذّمَّمَ ليس كالمحمود
اختارَ داوود بناء محامِدٍ / واختَرتَ أكلَ شبارِقٍ وثريدِ
قد كان مجدُ أبيكَ لو أحيَيتَهُ / روحٍ أبي خلفٍ كمجد يزيدِ
لكِن جرى داوود جريَ مبَرِّز / فحَوى المدى وجرَيت جريَ بليدِ
داوود محمودٌ وأنت مُذّمَّمٌ / عجباً لذاكَ وأنتُما من عودِ
ولَرُبَّ عودٍ قد يُشَقُّ لمَسجدٍ / نِصفاً وسائِرهُ لحُشِّ يهودي
فالحُشُّ أنتَ لهُ وذاك لمَسجدٍ / كَم بينَ موضعِ مسلحٍ وسجودِ
هذا جَزاؤُكَ يا قبيصَ لأنَّهُ / جادَت يداهُ وأنتَ قُفلُ حديدِ
على إخوتي منّي السلامُ تحيَّةً
على إخوتي منّي السلامُ تحيَّةً / تحِيَّةَ مُثنٍ بالأُخوَّةِ حامدِ
وقُل لهمُ بعدَ التحيَّةِ أنتُمُ / بنَفسي ومالي من طريفٍ وتالدِ
وعَزَّ عليهِم أن أقيمَ ببَلدَةٍ / أخا سَقَمٍ فيها قليلَ العوائدِ
لئِن ساءَهُم ما كان من فعلِ خالِدٍ / لَقَد سرَّهُم ما قد فعَلتُ بخالدِ
وقد علِموا أن ليسَ مِنّي بمُفلتٍ / ولا يومه المسكين مني بواحدِ
أخالِدٌ لا زالت من اللَه لعنَةٌ / عليكَ وإن كنتَ ابن عمّي وقائِدي
أخالدٌ كانت صحبتيكَ ضلالةً / عصَيتُ بها ربّي وخالَفتُ والدي
وأرسَلَ يبغي الصلحَ لمّا تنَكَّفَت / عوارِضَ جنبَيه سياطُ القصائدِ
فأرسَلتُ بعد الشرِّ أنّي مُسالِمٌ / إلى غيرِ ما لا تشتهي غيرُ عائدِ
كانَت لنا هِمَمٌ تسمو بنا صعَداً
كانَت لنا هِمَمٌ تسمو بنا صعَداً / إلى المعالي وجمعِ المالِ والصفَدِ
فقد رَضينا على كيدِ الزمان لنا / ألّا يكونَ بنا فقرٌ إلى أحدِ
على سلمهِ أسَدٌ باسِلٌ
على سلمهِ أسَدٌ باسِلٌ / وعَن حربهِ ثغلَبٌ مقردِ
رأيتُ الناسَ هَمّهُمُ المعالي
رأيتُ الناسَ هَمّهُمُ المعالي / وعيسى همُّهُ جمعُ السمادِ
إذا رُزِقَ العبادُ فإنّ عيسى / له رزقٌ من آستاهِ العبادِ
لقَد جعَلَت تعرَّضُ لي مصادُ
لقَد جعَلَت تعرَّضُ لي مصادُ / تعَرُّضَ من يُريدُ ولا يُرادُ
فقُلتُ لها كسَدتِ فلا تغُتّي / كذاكَ لِكُلِّ نافِقَةٍ كسادُ
فإِن ترضي فقد قَبِلَتكِ عيني / ولكن ليسَ يَقبَلُكِ الفُؤادُ
فما لكِ إن أقَمت علَيَّ رزقٌ / ولا لكِ إن ظَعَنتِ عليَّ زادُ
أرى عهدَها كالوردِ ليسَ بدائمٍ
أرى عهدَها كالوردِ ليسَ بدائمٍ / ولا خيرَ فيمَن لا يدومُ لهُ عهدُ
وعهدي لها كالآسى حسناً وبهجةً / لهُ نضرَةٌ تبقى إذا ا انقضى الوردُ
فما وجد العُذرِيُّ إذ طال وجدهُ / بعفراء حتّى سلّ مهجَتَه الوجدُ
كوَجدي غداةَ البينِ عندَ التِفاتِها / وقد شَفَّ عنها دون أترابِها البردُ
غَزَتني جيوشُ الحبِّ من كلِّ جانِبٍ / إذا حان من جندٍ قفولٌ غَزا جندُ
فقُلتُ لأصحابي هي الشمس ضوءها / قريبٌ ولكن في تناولها بعدُ
وإنّي لمَن تهدى إليهِ لحاسِدٌ / جرى طائري نحساً وطائِرهُ سعدُ
ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر
ألا خبّروا إن كان عندَكمُ خبَر / أنقفل أم نثوي على الهمِّ والضجَر
نَفى النومَ عَن عيني تَعَرُّضُ رحلَةٍ / بها الهَمُّ واستولى بها بعدَهُ السهَر
فإن أشكُ من ليلي بجُرجانَ طولَهُ / فقد كنتُ أشكو منهُ بالبصرةِ القِصَر
فيا نفسُ قد بُدِّلتِ بؤساً بنِعمَةٍ / ويا عينُ قد بُدِّلتِ من قُرَّةٍ عبَر
ويا حبّذاكَ السائلي فيمَ فكرَتي / وهَمّي ألا في البصرة الهمُّ والفِكَر
فيا حبّذا بطنُ الحزيزِ وظهرُهُ / ويا حسنَ واديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حبَّذا نهرُ الأُبلَّةِ منظَراً / إذا مَدَّ في إبّاديهِ إذا ماؤهُ زخَر
ويا حسنَ تلك الجاريات إذا غدَت / مع الماءِ تجري مصعداتٍ وتنحَدِر
وفتيانِ صدقٍ همُّهُم طلبُ العُلى / وسيماهُم التحجيلُ في المجدِ والغُرَر
لعمري لقد فارقتهم غير طائعٍ / ولا طيِّبٍ نفساً بذاكَ ولا مُقِرّ
فيا ندمي إذ ليس تُغني ندامتي / ويا حَذَري إذ ليسَ ينفَعُني الحَذَر
وقائِلَةٍ ماذا نأى بكَ عنهُمُ / فقلت لها لا علمَ لي فسَلي القدَر
فَيا سَفَراً أودى بلهوي ولَذَّتي / ونَغَّصَني عيشي عدِمتُكَ من سَفَر
دعوني وإيّا خالدٍ بعدَ ساعةٍ / سيَحمِلهُ ششعري على الأبلَقِ الأغَرّ
كأني بصِدقِ القولِ لمّا لقيتهُ / وأعلَمتهُ ما فيه ألقَمتهُ الحجَر
دَنيءٌ به عَن كلّ خيرٍ بلادَةٌ / لكل قبيح عن ذراعيه قد حسَر
له منظَرٌ يُعمي العيونَ سماجةً / وإن يختَبَر يوماً فيا سوء مختبَر
تُسيءُ وتمضي في الإساءِةِ دائباً / فلا أنتَ تستحيي ولا أنت تعتَذر
أبوكَ لنا غيثٌ نعيشُ بسيبهِ / وأنتَ جرادٌ لس يبقي ولا يَذَر
لهُ أثَرٌ في المكرماتِ يسرُّنا / وأنتَ تُعَفّي دائماً ذلك الأثَر
لَقَد قَنَعَت قحطانُ خِزياً بخالِدٍ / فهَل لكِ فيه يخزِكِ اللَهُ يا مُضَر
ولأنتِ إن مُتُّ المصابَةُ ب
ولأنتِ إن مُتُّ المصابَةُ ب / فتجَنّي قتلي بلا وَتر
فلَئِن هلَكتُ لتلطُمِن جزَعاً / خدَّيكِ قائِمَةً على قَبري
دعَوتُكِ بالقَرابَةِ والجوارِ
دعَوتُكِ بالقَرابَةِ والجوارِ / دعاءَ مصَرِّحٍ بادي السرارِ
لأنّي عنكِ مشتغِلٌ بنَفسي / ومُحتَرِقٌ عليك بغير نارِ
وأنتِ توَقّرينَ وليس عندي / على نار الصبابة من وقارِ
فأنتِ لأنّ ما بك دون ما بي / تدارينَ العيون ولا أُداري
ولَو واللَهِ تشتاقين شوقي / جَمَحتِ إلَيَّ خالعةَ العذارِ
ألا يا وهبَ فيما فضحتِ دُنيا / وبحتِ بسرّها بين الجواري
أما والراقصاتِ بكُلِّ وادٍ / غوادٍ نحوَ مكَّةَ أو سوارِ
لقد فضَّلتُ دَنيا في فؤادي / كفضل يدي اليمين على اليسارِ
فقولي ما بدا لك أن تقولي / فإنّي لا ألومُكِ أن تغاري
عيشُها حُلوٌ وعَيشُكَ مُرُّ
عيشُها حُلوٌ وعَيشُكَ مُرُّ / ليسَ مسرورٌ كمَن لا يُسَرُّ
كمديم الحبّ تسخَنُ فيه / عينُهُ أكثر ممّا تقَرُّ
قلتُ للائمِ فيها إلهُ عنها / لا يقع بيني وبينكَ شرّ
أتراني مقصِراً عن هواها / كلُّ مملوكٍ أذن ليَ حرّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025