المجموع : 27
مَرَّ إسماعيلُ وَابناهُ
مَرَّ إسماعيلُ وَابناهُ / معاً في الأسراءِ
جالساً في محمَلٍ ضَن / كٍ على غير رضاءِ
يتغَنّى القيدُ في رج / ليهِ ألوان الغناءِ
باكياً لا رقَأَت عينا / ه من طول البكاءِ
يا عقابَ الدجنِ في الأَم / نِ وفي الخوفِ ابنُ ماءِ
هوَ الصَّبرُ والتسليمُ للَّهِ والرضا
هوَ الصَّبرُ والتسليمُ للَّهِ والرضا / إذا نزَلَت خطّةٌ لا أشاؤُها
إذا نحنُ أبنا سالمينَ بأنفُسٍ / كرامٍ رجَت أمراً فخابَ رجاؤُها
فأنفُسُنا خيرُ الغنيمة إنّها / تؤوبُ وفيها ماؤها وحياؤُها
هيَ الأنفسُ الكبرُ التي إن تقدّمَت / أو استأخرَت فالقتلُ بالسيفِ داؤُها
سيَعلَمُ إسماعيلُ أنّ عداوتي / لهُ ريقُ أفعى ما يصابُ دواؤُها
أتَيتُكَ زائراً لقضاء حقٍّ
أتَيتُكَ زائراً لقضاء حقٍّ / فحالَ السترُ دونكَ والحجابُ
وعندَكَ معشَرٌ فيهم أخٌ لي / كأنَّ إخاءَهُ الألُ السرابُ
ولستُ بساقِطٍ في قدرِ قومٍ / وإن كرهوا كما يقَعُ الذبابُ
ورائي مذهبٌ عن كلِّ ناءٍ / بجانبِهِ إذا عزَّ الذهابُ
بأخوالي وأعمامي أقامت / قريش ملكها وبنا تهابُ
متى ما أدعُ أخوالي لحَربٍ / وأعمامي لنائِبَةٍ أجابوا
أنا ابنُ أبي عينيَةَ فرعُ قومي / وكعبٌ والدي وأبي كلابُ
خلا ابن عكابةَ الظربان سهلٍ / له فسوٌ تصادُ بهِ الضبابُ
وآخرَ من هلالٍ قد تَداعى / فصارَ كأنَّهُ الشيءُ الخرابُ
ألا قُل لرَهطٍ خمسَةٍ أو ثلاثةٍ
ألا قُل لرَهطٍ خمسَةٍ أو ثلاثةٍ / يعدّونَ من أبناء آل المهلّبِ
على باب إسماعيل روحوا وبكّروا / دجاجَ القرى مبثوثةً حول ثعلَبِ
وأثنوا عليه بالجميل فإنَّهُ / يُسِرُّ لكُم حبّا هو الحبُّ واقلبِ
يلين لكم عند اللقاء موارباً / ويخلُفُكم منه بنابٍ ومخلَبِ
ولولا الذي تولونهُ لتكَشَّفَت / سريرَتُهُ عن بغضَةٍ وتعَصُّبِ
أبعدَ بلائي عندَهُ إذ وجَدتهُ / طريحاً كنصلِ القدح لمّا يرَكَّبِ
بهِ صدَأٌ قد عابَهُ فجَلَوتهُ / بِكَفَّيَ حتّي ضوءهُ ضوءُ كوكَبِ
وركّبتُهُ في خوطِ نبعٍ ورشتهُ / بقادِمَتي نسرٍ ومتنٍ معقَّبِ
فما إن أتاني منه إلّا مبوّأٌ / إليّ بنصلٍ كالحريق مذرَّبِ
ففَلَّلتُ منه حدّهُ وترَكتهُ / كهُدبةِ ثوبِ الخزِّ لمّا يهدَّبِ
رضيتُم بأخلاقِ الدنِيِّ وعفتمُ / خلائِقَ ماضيكُم من العمّ والأبِ
أبَت إلّا بكاءً وانتِحابا
أبَت إلّا بكاءً وانتِحابا / وذكراً للمغيرَةِ واكتِئابا
ألم تعلَم بأنَّ القتلَ وردٌ / لنا كالماءِ حين صفا وطابا
وقُلتُ لها قري وثقي بقولي / كأنّكِ قد قرأتِ به كتابا
فقد جاء الكتابُ به فقولي / ألا لا تعدم الرايَ الصوابا
جلَبنا الخيلَ من بغداد شعثاً / عوابِسَ تحملُ الأسدَ الغضابا
بكلِّ فتىً أغرَّ مهلّبيٍّ / تخالُ بضوءِ صورتِهِ شهابا
ومن قحطانَ كلَّ أخي حفاظٍ / إذا يدعى لنائِبَةٍ أجابا
فما بلغَت قرى كرمان حتّى / تخَدَّدَ لحمُها عنها فذابا
وكان لهُنَّ في كرمانَ يومٌ / أمرّ على الشراةِ به الشرابا
وإنّا تاركونَ غداً حديثاً / بأرضِ السندِ سعداً والربابا
تفاخِرُ بابنِ أحوزِها تميمٌ / لقَد حان المفاخِرُ لي وخابا
يا مليئاً بالوعد والخلفِ والمط
يا مليئاً بالوعد والخلفِ والمط / لِ بطيئاً عَن دعوةِ الأصحابِ
لهجاً بالإعرابِ إنّ لدَينا / بعضَ ما تشتَهي منَ الأعرابِ
قد عرَفنا الذي شُغِلتَ به عنّا / وإن كان غيرَ ما في الكتابِ
وما طاهِرٌ إلّا سفاةٌ تحرَّكَت
وما طاهِرٌ إلّا سفاةٌ تحرَّكَت / برائحَةِ الفضلِ بن سهلٍ فمَرّت
فأغنَت بريحِ الفضلِ كلّ غنائِها / وبالفضلِ ساءَت حينَ ساءت وسَرَّتِ
من مبلغٌ عنّي الأميرَ رسالةً
من مبلغٌ عنّي الأميرَ رسالةً / محصورةً عندي عن الإنشادِ
كلُّ المصائِبِ قد تمُرُّ على الفَتى / فتهونُ غيرَ شماتةِ الحسّادِ
وأظُنُّ لي منها لديكَ خبيئةً / ستكونُ عند الزاد آخرَ زادِ
مالي أرى أمري لديكَ كأَنَّهُ / من ثقلهِ طودٌ منَ الأطوادِ
وأراكَ ترجيه وتُمضي غيرَهُ / في ساعةِ الإصدارِ والإيرادِ
اللَه يعلمُ ما أتَيتُكَ زائِراً / من ضيقِ ذاتِ يدٍ وضيقِ بلاد
لكِن أتَيتُكَ زائِراً لكَ راجياً / بك رتبةَ الآباء والأجدادِ
قد كان لي بالمصر يومٌ جامعٌ / لك مصلحٌ فيه لكُل فسادِ
ودعوتُ منصوراً فأعلنَ بيعَةً / في جمع أهلِ المصرِ والأجنادِ
بارَت مسارعتي إليكَ بطاعتي / كلّ البوار وآذنَت بكَسادِ
في الأرضِ منفسحٌ ورزقٌ واسِعٌ / لي عنكَ في غوري وفي أنجادي
أفنى تميماً سعدَها وربابَها
أفنى تميماً سعدَها وربابَها / بالسندِ قتلُ مغيرةَ بن يزيدِ
صعَقَت عليهم صعقَةٌ عتَكِيّةٌ / جعَلَت لهم يوماً كيوم ثمودِ
ذاقَت تميمٌ عركَتَينِ عذابَنا / بالسند من عمرٍ وم داودِ
قُدنا الجيادَ منَ العراقِ إليهمُ / مثلَ القطا مستَنَّةً لورودِ
يحمِلنَ من وُلدِ المُهَلَّبِ عصبَةً / خلِقَت قلوبهُم قلوبَ أسودِ
تمادَى في الجفاءِ أبو معاذِ
تمادَى في الجفاءِ أبو معاذِ / وراوَغَني ولاذَ بلا ملاذِ
ولولا حقُّ أخوالي قشَيرٍ / أتتهُ قصائدٌ غيرُ اللذاذِ
كما راح الهلاليُّ ابنُ حربٍ / به سمَةٌ على عُنُقٍ وحاذِ
إنّ امرأَ قصدَت إليك به
إنّ امرأَ قصدَت إليك به / في البحرِ بعضُ مراكبِ البحرِ
تجري الرياحُ به فتحمِلهُ / وتكُفُّ أحياناً فلا تجري
ويرى المنِيَّةَ كلّما عصفَت / ريحٌ به للخوفِ والذعرِ
للمُستحَقُّ بأن تُزَوِّدَهُ / كنتَ الأمان له منَ الفقرِ
ما راحَ يومٌ على حيٍّ ولا ابتكَرا
ما راحَ يومٌ على حيٍّ ولا ابتكَرا / إلّا رأي عبرَةً فيه إن اعتَبرا
ولا أتَت ساعةٌ في الدهرِ فانصَرَمت / حتّي تؤثِّرَ في قومٍ لها أثَرا
إنّ اللياليَ والأيّام أنفُسَها / عن غَيرِ أنفُسِها لم تكتُمِ الخبَرا
ما لي رأيتُك تدني كلّ منتَكِثٍ / إذا تغيّبَ ملتاثٍ إذا حضَرا
إذا تنسَّمَ ريح الغدرِ قابلَها / حتّى إذا نفخَت في أنفهِ غَدرا
ومن يجِىء على التقريب منكَ لهُ / وأنتَ تعرِفُ فيه الميلَ والصعَرا
أحلَّكَ اللَهُ من قحطانَ منزلةً / في الرأسِ حيثُ أحلَّ السمعَ والبَصرا
فلا تضِع حقّ قحطانٍ فتُغضِبَها / ولا ربيعةَ كلّا لا ولا مضَرا
أعطِ الرجالَ على مقدارِ أنفُسهِم / وأولِ كلّا بما أولى وما صبَرا
ولا تقولَن إنّي لستُ من أحدٍ / لا تمحَقِ النيرَينِ الشمسَ والقَمَرا
أسلِم وإن كان فيكَ عنّي
أسلِم وإن كان فيكَ عنّي / قبضٌ لكَفّيكَ وازورارُ
تلحَظَني عابساً قطوباً / كأنّما بي لديكَ ثارُ
لو كان أمراً عتِبتُ فيه / يجوزُ منه ليَ اعتِذارُ
أو كنتُ سئالةً حريصاً / لحانَ منّي لك الفرارُ
أو كنتُ نذلاً عديمَ عقلٍ / لا منصِبٌ لي ولا نجارُ
أو لم أكن حامِلاً بنَفسي / ما تحملُ الأنفُسُ الكبارُ
وأنّني من خيار قومي / وكُلُّ أهلي فتىً خيارُ
عذّرتُ أن نالني جفاءٌ / منكَ وأن نالني ضرارُ
لكِنَّ ذَنبي إليكَ أنّي / قحطانُ لي الجدُّ لا نزارُ
عليكَ منّي السلام هذا / أوانُ ينأى بيَ المزارُ
هل كنتَ إلّا كلَحمِ ميتٍ / دعا إلى أكلِهِ اضطِرارُ
راحَت على الناسِ لابن يحيى / محمّدٍ ديمةٌ غزارُ
ولم يكن ما أنلتُ منهُ / بقدرِ ما ينجلي الغبارُ
قد أصبحَ الناسُ في زمانٍ / أعلامهُ السفلةُ الشرارُ
يستأخرُ السابق الذكيُّ / فيه ويستقدمُ الحمارُ
وليسَ للمرءِ ما تمنّى / يوماً وما إن لهُ اختيارُ
ما قدَّرَ اللَه فهوَ آتٍ / وفي مقاديرهِ الخيارُ
أيا ذا اليمينَينِ إنّ العتا
أيا ذا اليمينَينِ إنّ العتا / بَ يشفي صدوراً ويغري صدورا
وكنتُ أرى أنّ تركَ العتاب / بِ خيرٌ وأجدرُ ألّا يضيرا
إلى أن ظنَنتُ بأن قد ظنَن / تَ أنّي لنفسيَ أرضى الحقيرا
فأضمَرَتِ النفسُ في وهمِها / منَ الهمِّ همّا يكُدُّ الضميرا
ولا بدّ للماءِ في مرجلٍ / على النار موقدةً أن يفورا
ومن أشرِبَ اليأسَ كان الغنِيَّ / ومن أشربَ الحرصَ كان الفقيرا
علام وفيمَ أرى طاعَتي / لدَيكَ ونصري لك الدهر بورا
ألم أك بالمصرِ أدعو البعيدَ / إليك وأدعو القريبَ العشيرا
وألزَمُ غرزَكَ في ماقطِ ال / حروبِ عليها مقيماً صبورا
ففيم تقدِّمُ جفّالةً / إليكَ أمامي وأُدعى أخيرا
كأنَّك لم تدرِ أنَّ الفتى ال / حَمِيَّ إذا زارَ يوماً أميرا
فقُدِّمَ من دونَهُ قبلَهُ / أليسَ يكونُ بسُخطٍ جديرا
ألستَ ترى أنّ سفّ الترابِ / به كان أكرمَ من أن يزورا
ولستُ ضعيفَ الهوى والمدى / أكونُ الصبا وأكونُ الدبورا
ولكن شهابٌ فإن ترمِ به / مهِمّا تجد كوكبي مستنيرا
فهل لكَ في الإذنِ لي راضياً / فإني أري الإذنَ غنماً كبيرا
وكان لك اللَه فيما ابتُعِثت / له من جهادٍ ونصرِ نصيرا
ولا جعلَ اللَه في دولةٍ / سبَقتَ إليها وريح فتورا
فإنّ ورائيَ لي مذهَباً / بعيداً من الأرضِ قاعاً وقورا
به الضَبُّ تحسِبهُ بالفَلاةِ / إذا خفَقَ الآلُ فيها بعيرا
ومالاً ومصراً على أهلهِ / يدُ اللَه من جائِرٍ أن يجورا
وإنّي لمِن خيرِ سكّانهِ / وأكثَرهم بنفيري نفيرا
أعليٌ إنّكَ جاهِلٌ مغرورُ
أعليٌ إنّكَ جاهِلٌ مغرورُ / لا ظلمَةٌ لكَ لا ولا لك نورُ
أكتَبتَ توعدني إذ استبطأتني / إنّي بحربكَ ما حييتُ جديرُ
فدَعِ الوعيدَ فما وعيدُكَ ضائري / أطَنينُ أجنِحَةِ البعوضِ يضيرُ
وإذا ارتحلتُ فإنّ نصرِيَ للأُلى / أبواهُمُ المهدِيُّ والمنصورُ
نبَتَت عليهِ لحومُنا ودماؤنا / وعليهِ قدّرَ سعيُنا المشكورُ
يا ذا اليمينينِ ما شيءٌ إقامتهُ
يا ذا اليمينينِ ما شيءٌ إقامتهُ / على الإطالةِ إقصاءٌ وتقصيرُ
وما شهابٌ منيرٌ قد أضَرَّ به / همٌّ ببابِكَ حتّى ما لهُ نورُ
إنّا إلى اللَه يا مروانُ يا ابن أخي
إنّا إلى اللَه يا مروانُ يا ابن أخي / كم بينَ حاليكَ مستوراً ومنكَشِفا
أقمتَ منّي على نفسٍ مفجّعَةٍ / فلَم تُصِب وسطاً منه ولا طرَفا
لقد تأمّلت هل مستفعلن فعلن / مستفع منّي بها أو من أخي خلَفا
تستقدِمُ النعجَتانِ والبَرَقُ
تستقدِمُ النعجَتانِ والبَرَقُ / في زمَنٍ سوقُ أهلِهِ الملقَ
عورٌ وحولٌ وبيذَقٌ لهُمُ / كأنَّهُ بينَ أسطُر لحَقُ
كنّا ملوكاً إذ كان أوّلُنا / للجودِ والبأسِ والعُلى خلِقوا
كانوا جبالاً عِزّاً يلاذُ بِها / ورائحاتٍ بالوَبلِ تنبَعِقُ
لا يرتُقُ الراتقونَ إن فتَقوا / فتقاً ولا يفتُقونَ ما رتَقوا
ليسوا كمعزى مطيرَةٍ بقِيَت / فما بها من سحابَةٍ لثَقُ
والضعفُ والجبنُ عندَ نائِبَةٍ / تنوبهُم والحذارُ والفرَقُ
هذا زمانٌ بالناس منقَلِبٌ / ظهراً لبَطن جديدهُ خلَقُ
الأسدُ فيه على براثِنِها / مستَأخراتٌ تكادُ تمّزِقُ
أفاطِمُ قد زُوِّجتِ عيسى فأبشري
أفاطِمُ قد زُوِّجتِ عيسى فأبشري / لَدَيهِ بذُلٍّ عاجلٍ غيرِ آجلِ
فإنَّكِ قد زوّجتِ عن غيرِ خبرةٍ / فتى من بني العباس ليسَ بعاقِلِ
فَقَد ظفِرَت كفّاهُ منك بطائِلٍ / وما ظفِرَت كفاك منه بطائِلِ
وقد قالَ فيه جعفَرٌ ومحمّدٌ / أقاويلَ حتّى قالها كلُّ قائِلِ
وما قلتُ ما قالا لأنّكِ أختُنا / وفي البيتِ منّا والذُرى والكواهِلِ
لعَمري لقد أثبَتِّهِ في نصابهِ / بأن صرتِ منه في محَلِّ الحلائِلِ
إذا ما بنو العباسِ يوما تنازعوا / عرى المجد واختاروا كرامَ الخصائِلِ
رأيتَ أبا العبّاسِ يسمو بنَفسهِ / إلى بيعِ بيّاحاتهِ والمباقِلِ
يرَخِّمُ بيضَ العامِ تحت دجاجهِ / ليُخرجَ بيضاً من فراريخ قابِلِ
مرّت بنا إبِلٌ إلى هجَرٍ
مرّت بنا إبِلٌ إلى هجَرٍ / بالتمرِ خسرانَ ما تهوي به إبلُ