المجموع : 113
عادَ لَهُ مِن كَثيرَةَ الطَرَبُ
عادَ لَهُ مِن كَثيرَةَ الطَرَبُ / فَعَينُهُ بِالدُموعِ تَنسَكِبُ
كوفِيَّةٌ نازِحٌ مَحَلَّتُها / لا أَمَمٌ دارُها وَلا سَقَبُ
وَاللَهِ ما إِن صَبَت إِلَيَّ وَلا / يُعلَمُ بَيني وَبَينَها سَبَبُ
إِلّا الَّذي أَورَثَت كَثيرَةُ في ال / قَلبِ وَلِلحُبِّ سَورَةٌ عَجَبُ
لا بارَكَ اللَهُ في الغَواني فَما / يُصبِحنَ إِلّا لَهُنَّ مُطَّلَبُ
أَبصَرنَ شَيباً عَلا الذُؤابَةَ في ال / رَأسِ حَديثاً كَأَنَّهُ العُطُبُ
فَهُنَّ يُنكِرنَ ما رَأَينَ وَلا / يُعرَفُ لي في لِدّاتِيَ اللَعِبُ
ما ضَرَّها لَو غَدا بِحاجَتِنا / غادٍ كَريمٌ أَو زائِرٌ جُنُبُ
لَم يَأتِ عَن ريبَةٍ وَأَجشَمَهُ ال / حُبُّ فَأَمسى وَقَلبُهُ وَصِبُ
يا حَبَّذا يَثرِبٌ وَلَذَّتُها / مِن قَبلِ أَن يَهلِكوا وَيَحتَرِبوا
وَقَبلَ أَن يَخرُجَ الَّذينَ لَهُم / فيها السَناءُ العَظيمُ وَالحَسَبُ
بَغَت عَلَيهِم بِها عَشيرَتُهُم / فَعوجِلوا بِالجَزاءِ وَاِطُّلِبوا
قومٌ هُمُ الأَكثَرونَ قِبصَ حَصىً / في الحَيِّ وَالأَكرَمونَ إِن نُسِبوا
ما نَقَموا مِن بَني أُمَيَّةَ إِلّا / أَنَّهُم يَحلُمونَ إِن غَضِبوا
وَأَنَّهُم مَعدِنُ المُلوكِ فَلا / تَصلُحُ إِلّا عَلَيهِمُ العَرَبُ
إِنَّ الفَنيقَ الَّذي أَبوهُ أَبو ال / عاصي عَلَيهِ الوَقارُ وَالحُجُبُ
خَليفَةُ اللَهِ فَوقَ مِنبَرِهِ / جَفَّت بِذاكَ الأَقلامُ وَالكُتُبُ
يَعتَدِلُ التاجُ فَوقَ مَفرِقِهِ / عَلى جَبينٍ كَأَنَّهُ الذَهَبُ
أَحفَظَهُم قَومُهُم بِباطِلِهِم / حَتّى إِذا حارَبوهُمُ حَرِبوا
تَجَرَّدوا يَضرِبونَ باطِلَهُم / بِالحَقِّ حَتّى تَبَيَّنَ الكَذِبُ
لَيسوا مَفاريحَ عِندَ نَوبَتِهِم / وَلا مَجازيعَ إِن هُمُ نُكِبوا
إِن جَلَسوا لَم تَضِق مَجالِسُهُم / وَالأُسدُ أُسدُ العَرينِ إِن رَكِبوا
لَم تُنكِحِ الصُمُّ مِنهُمُ عَزَباً / وَلا يُعابونَ إِن هُمُ خَطَبوا
ما هاجَ مِن مَنزِلٍ بِذي عَلَمِ
ما هاجَ مِن مَنزِلٍ بِذي عَلَمِ / بَينَ لِوى المَنجَنونِ فَالثَلَمِ
فَبِئرُ قَوٍّ عَفَت مَعارِفَ مَب / داكِ بِها الغادِياتُ بِالرِهَمِ
لَم تُبقِ مِنها الرِياحُ مَعلَمَةً / إِلّا بَقايا الثُمامِ وَالحُمَمِ
وَقَفتُ بِالدارِ ما أُبَيِّنُها / إِلّا اِدِّكاراً تَوَهُّمَ الحُلُمِ
بادَت وَأَقوَت مِنَ الأَنيسِ كَما / أَقوَت مَحاريبُ دارِسِ الأُمَمِ
وَاِستَبدَلَ الحَيُّ بَعدَها إِضَماً / هَيهاتَ غَمرُ الفُراتِ مِن إِضَمِ
دارٌ بِدارٍ وَجيرَةٌ حَدُثوا / وَاللَهُ يَقضي فَضائِلَ الطِعَمِ
أَحَلَّكَ اللَهُ وَالخَليفَةُ بِال / غوطَةِ داراً بِها بَنو الحَكَمِ
المانِعو الجارَ أَن يُضامَ فَما / جارٌ دَعا فيهِمُ بِمُهتَضَمِ
وَالوارِثو مِنبَرَ الخِلافَةِ وَال / موفونَ عِندَ العُهودِ بِالذِمَمِ
وَالجابِرو كَسرَ مَن أَرادوا وَما ال / كَسرُ الَّذي أَوهَنوا بِمُلتَإِمِ
فَهُم إِذا جَلَّلَت مُدَجِّيَّةٌ / نُجومُ لَيلٍ تُنيرُ في الظُلَمِ
الكاشِفو غَمرَةً إِذا نَزَلَت / بِالناسِ إِحدى الجَوائِحِ العُظَمِ
لَيسوا يَمُنّونَ فَضلَهُم وَلَهُم / فَضلٌ عَلَينا بِأَحسَنِ النِعَمِ
تُحِبُّهُم عُوَّذُ النِساءِ إِذا / أَبدى العَذارى مَواضِعَ الخَدَمِ
وَأَنكَرَ الكَلبُ أَهلَهُ وَبَدَت / حَربٌ عَوانٌ تُشَبُّ بِالضَرَمِ
مِنهُم إِمامُ الهُدى لَهُ نِعَمٌ / عِندي وَأَيدٍ تَصوبُ بِالدِيَمِ
خَليفَةٌ يُقتَدى بِسُنَّتِهِ / في إِرثِ مَجدِ الثَراءِ وَالكَرَمِ
وَالغُرُّ مِن قَومِهِم إِذا ذُكِرَت / أَيّامُهُم في الغَناءِ وَالقُدُمِ
أَنتَ البِطاحِيُّ مِن أُمَيَّةَ في ال / بَيتِ الَّذي عَزَّ ساكِنَ الحَرَمِ
لَمّا رَأَوا بَغيَ قَومِهِم لَهُمُ / إِذ قَطَعوا مِن شَوابِكِ الرَحِمِ
كانَت حُصوناً لَهُم سُيوفُهُمُ / وَكُلُّ حامي الحِفاظِ مُستَلِمِ
كُلُّ فَتى مِرَّةٍ تُشَبِّهُهُ / بِالقَرمِ وَسطَ الهَجائِنِ القَطِمِ
ضَرّابِ بَيضِ المُدَجَّجينَ إِذا ال / فُرسانُ هابوا مَواقِفَ البُهَمِ
بَيتا مَعَدٍّ تَكَنَّفاكَ إِلى / ذُروَةِ مَجدٍ مُشَرَّفٍ سَنِمِ
الواهِبُ البيضَ كَالظِباءِ عَلَي / ها الرَيطُ وَالشاحِياتِ في اللُجُمِ
وَالمِئَةَ المُصطَفاةَ يَحفِزُها ال / راعي وَبِالفَحلِ وَسطَها السَدِمِ
أَمسى عِيالاً لَهُ البَرِيَّةُ في / أَكنافِ لا ضَيِّقٍ وَلا بَرِمِ
يَرُبُّ مَعروفَهُ الجَزيلَ فَلا / يَنقُصُهُ بَعدَ قُوَّةِ الوَذَمِ
نَفسي فِداءٌ لَهُ وَما عَظُمَت / مِن فاجِعاتِ الحُتوفِ وَالسَقَمِ
مَنِ الَّذي بَعدَهُ يَعِزُّ بِهِ / ضامِنُ حاجاتِنا وَمِن عَدَمِ
في شِدَّةِ العَيشِ وَالزَمانِ وَما / يَأتي بِهِ دَهرُنا مِنَ القُحَمِ
وَأَنتَ لِلصَيدِ مِن مُلوكِهِمُ ال / بانينَ لِلمَجدِ ثابِتَ الدِعَمِ
لَم يَصحُ هَذا الفُؤادُ مِن طَرَبِه
لَم يَصحُ هَذا الفُؤادُ مِن طَرَبِه / وَمَيلِهِ في الهَوى وَفي لَعِبِه
أَهلاً وَسَهلاً بِمَن أَتاكَ مِنَ ال / رَقَّةِ يَسري إِلَيكَ في سُخُبِه
باتَت بِحُلوانَ تَبتَغيكَ كَما / أَرسَلَ أَهلُ الوَليدِ في طَلَبِه
فَدَلَّها الحُبُّ فَاِشتَفَيتَ كَما / تَشفي دِماءُ المُلوكِ مِن كَلَبِه
لَو أَنَّهُ أَخَّرَ النِداءَ أَبو / رُمحٍ لَقَضّى إِلَيكَ مِن أَرَبِه
سَقياً لِحُلوانَ ذي الكُرومِ وَما / صَنَّفَ مِن تينِهِ وَمِن عِنَبِه
نَخلٌ مَواقيرُ بِالفَناءِ مِنَ ال / بَرنِيِّ غُلبٌ يَهتَزُّ في شَرَبِه
أَسوَدُ سُكّانُهُ الحَمامُ فَما / تَنفَكُّ غِربانُه عَلى رُطَبِه
لِتَهنِهِ مِصرُ وَالعِراقُ وَما / بِالشَأمِ مِن بَزِّهِ وَمِن ذَهَبِه
فيهِم بَهاءٌ إِذا أَتيتَهُمُ / وَنائِلٌ لا يَغيضُ مِن حَلَبِه
أَثنِ عَلى الطَيِّبِ اِبنِ لَيلى إِذا / أَثنَيتَ في دينِهِ وَفي حَسَبِه
مَن يَصدُقُ الوَعدَ وَالقِتالَ وَيَخ / شى اللَهَ في حِلمِهِ وَفي غَضَبِه
وَمَن تُفيضُ النَدى يَداهُ وَمَن / يَنتَهِبُ الحَمدَ عِندَ مُنتَهَبِه
أُمُّكَ بَيضاءُ مِن قُضاعَةَ في ال / بَيتِ الَّذي يُستَظَلُّ في طُنُبِه
وَأَنتَ في الجَوهَرِ المُهَذَّبِ مِن / عَبدِ مَنافٍ يَداكَ في سَبَبِه
يَخلُفُكَ البيضُ مِن بَنيكَ كَما / يَخلُفُ عودُ النُضارِ في شُعَبِه
لَيسوا مِنَ الخِروَعِ الضَعيفِ وَلا / أَشباهِ عيدانِهِ وَلا غَرَبِه
شُمُّ العَرانينِ يَنظُرونَ كَما / جَلَّت صُقورُ الصُلَيبِ مِن حَدَبِه
نَحنُ عَلى بَيعَةِ الرَسولِ وَما / أُعطِيَ مِن عُجمِهِ وَمِن عَرَبِه
بِها نُصِرنا عَلى العَدوِّ وَنَر / عى الغَيبَ في نَأيِهِ وَفي قُرُبِه
نَأتي إِذا ما دَعَوتَ في الحَلَقِ ال / ماذِيِّ أَبدانُهُ وَفي جُبَبِه
يَهدي رِعالاً أَمامَ أَرعَنَ لا / يُعرَفُ وَجهُ البَلقاءِ في لَجَبِه
فيهِم كُرَيبٌ يَقودُ حِميَرَ لا / يَعدِلُ أَهلُ القَضاءِ عَن خُطَبِه
وَعارِضٌ كَالجِبالِ مِن مُضَرَ ال / حَمراءِ يَشفي ذا العَرِّ مِن جَرَبِه
وَاِبنا نِزارٍ إِذا هُما اِجتَمَعا / لَم يَترُكا هارِباً عَلى هَرَبِه
إِنَّما كانَ طَلحَةُ الخَيرِ بَحراً
إِنَّما كانَ طَلحَةُ الخَيرِ بَحراً / شُقَّ لِلمُعتَفينَ مِنهُ بُحورُ
ثُمَّ كانَ الَّذي تَلَقّاكَ مِنهُ / نائِلٌ واسِعٌ وَسَيبٌ غَزيرُ
يَتَّقي الذَمَّ بِالفَعالِ وَيَبني / مَجدَ مَن قَد تَضَمَّنَتهُ القُبورُ
بِسِجِستانَ قَدَّسَ اللَهُ مِنهُ / قَد ثَوى في الضَريحِ خَيرٌ كَثيرُ
خَلَّفَتهُ لَنا شَمائِلُ عَبدِ ال / لَهِ لا جاحِدٌ وَلا مَنزورُ
بِالطِعانِ الشَديدِ وَالنائِلِ الجَز / لِ إِذا نَكَّسَ البَخيلُ الدَثورُ
حَمِسٌ بِاللِواءِ لَيثٌ إِذا ما / رايَةُ الموتِ بِالمَنايا تَدورُ
حينَ لا يُقدِمُ الجَبانُ وَلا يَص / بِرُ إِلّا المُشَيَّعُ النِحريرُ
تَتَفادى مِنهُ إِذا عَرَفَتهُ / خَشيَةَ الموتِ أُسدُها وَالنُمورُ
مَرَّةً فَوقَ جِلدِهِ صَدَءُ الدِر / عِ وَيَوماً يَجري عَليهِ العَبيرُ
فَهوَ سَهلٌ لِلأَقرَبينَ كَما يُر / تادُ غَيثٌ عَلى البِلادِ مَطيرُ
وَيُباري الصَبا بِجَفنَتِهِ الشي / زى إِذا هاجَتِ الصَبا الزَمهَريرُ
حينَ لا يَنبَحُ العَقورُ مِنَ القُر / رِ وَلا يُغبَقُ الوَليدُ الصَغيرُ
سَوفَ يَبقى الَّذي تَسَلَّفتَ عِندي / إِنَّني دائِمُ الإِخاءِ شَكورُ
وَيُؤَدّي الثَناءَ رَكبٌ عِجالٌ / قالَ هاديهِمُ مِنَ اللَيلِ سيروا
طَرَدوا عَنهُمُ النُعاسَ بِشِعري / وَثَناءٍ يَزينُهُ التَحبيرُ
كَثَنائي عَلى أَبيكَ الَّذي يَب / كي عَلَيهِ عِندَ الوَثاقِ الأَسيرُ
وَسَرَت بَغلَتي إِلَيكَ مِنَ الشَأ / مِ وَحَورانُ دونَها وَالعَويرُ
وَسَواءٌ وَالقَريَتانِ وَعينُ ال / تَمرِ خَرقٌ يَكِلُّ فيهِ البَعيرُ
فَاِستَقَت مِن سِجالِهِ بِسِجالٍ / لَيسَ فيهِ مَنٌّ وَلا تَكديرُ
نَضَّرَ اللَهُ أَعظُماً دَفَنوها
نَضَّرَ اللَهُ أَعظُماً دَفَنوها / بِسِجِستانَ طَلحَةِ الطَلَحاتِ
كانَ لا يَحرِمُ الخَليلَ وَلا يَع / تَلُّ بِالبُخلِ طَيِّبَ العَذِراتِ
سَبِطَ الكَفِّ بِالنَوالِ إِذا ما / كانَ جودُ البَخيلِ حُسنَ العِداتِ
وَلَدَتهُ نِساءُ آلِ أَبي طَل / حَةَ أَكرِم بِهِنَّ مِن أُمَّهاتِ
يَهَبُ البُختَ وَالنَجائِبَ وَالقَي / نَةَ تَمشي في الرَيطِ وَالحِبَراتِ
وَيَفُكُّ الأَسيرَ في جيدِهِ الغُل / لُ قَد اِودَت بِهِ أَكُفُّ العُداةِ
فَلَعَمروُ الَّذي اِجتَباكَ لَقَد كُن / تَ رَحيبَ الفِناءِ سَهلَ المَباةِ
ذا ضَريرٍ عَلى العَدُوِّ مُشيحاً / حينَ يَعيا الكَريمُ بِالنَقِماتِ
لَعَنَ اللَهُ مَن نَعاكَ إِلَينا / إِذ لَقينا هُبَيرَةَ بنُ فُراتِ
ظَلَّ لي عِندَ ذاكَ يَومٌ طَويلٌ / غائِبُ الصَبرِ شاهِدُ الحَسَراتِ
فَسَيَبكيكَ بِالعِراقَينِ أَهلي / وَبِثِنيِ الأَجزاعِ مِن عَرَفاتِ
لَم أَجِد بَعدَكَ الأَخِلّاءَ إِلّا / كَثِمادٍ مَنزوحَةٍ وَقِلاتِ
غَيرَ أَنّي رَجَوتُ أَولادَكَ البي / ضَ لِكَي يَخلُفوكَ بَعدَ المَماتِ
فَوَجَدنا الَّذي رَجَونا وَكانوا / خَلَفِيِّينَ طَيِّبي الحُجُزاتِ
لا يَمُنّونَ أَن يَكونَ لَهُم فَض / لٌ وَيَبنونَ صالِحَ المَأثُراتِ
وَلَقَد تَنبُتُ الأَرومَةُ في المَج / دِ وَتَنمي العُروقُ بِالثابِتاتِ
شُبَّ بِالعالِ مِن كَثيرَةَ نارُ
شُبَّ بِالعالِ مِن كَثيرَةَ نارُ / شَوَّقَتنا وَأَينَ مِنّا المَزارُ
أَوقَدَتها بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ الرَط / بِ فَتاةٌ قَد ضاقَ عَنها الإِزارُ
تَتَّقي بِالحَريرِ مِن وَهَجِ الشَم / سِ وَخَزِّ العِراقِ وَالأَستارِ
بِعُقَيرِ الرومِيِّ مِنها مَحَلٌّ / وَلَها بِالكُوَيفَتَينِ دِيارُ
قَد تَراها وَلَو تَشاءُ مِنَ القُر / بِ لَأَغناكَ عَن نَداها السِرارُ
تِلكَ نارٌ لَها أَضاءَ سَناها / لِمُحِبٍّ لَهُ بِيَثرِبَ دارُ
ذَكَّرَتني حِلفَ النَبِيِّ وَقَد تَع / لَمُ حِلفي وَحِلفَها الأَنصارُ
لَم أَخُنها فَتَطلُبَ الوِترَ مِنّي / عِندَ ذي الذَحلِ تُطلَبُ الأَوتارُ
أَطلِقي إِذ مَلَكتِني ثُمَّ فُكّي / عَن أَسيرٍ عانٍ بَراهُ الإِسارُ
أَلا أَبلِغا عَنّي الأَصَمَّ رِسالَةً
أَلا أَبلِغا عَنّي الأَصَمَّ رِسالَةً / فَإِنَّكَ وَاِبنَ القَرمِ مُختَلِفانِ
فَدَيتَ الكَسيرَ العَبشَمِيَّ مِنَ الرَدى / وَمِن عاهَةِ الأَدواءِ وَالحَدَثانِ
شَبيهٌ بِعُثمانَ بنِ عَفّانَ هَديُهُ / وَمَروانَ لا يُزري بِهِ الأَبَوانِ
أَلا إِنَّ عَبدَ اللَهِ وَالحَمدَ وَالنَدى / حَليفانِ حَتّى المَوتِ مُصطَفَيانِ
أَلا أَيُّها القَلبُ اللَجوجُ المُعَذَّبُ
أَلا أَيُّها القَلبُ اللَجوجُ المُعَذَّبُ / عَلامَ الصِبا وَالغَيُّ وَالرَأسُ أَشيَبُ
طَرِبتُ لِتَغريدِ الحَمامِ وَرُبَّما / صَبَوتُ وَقَد يَهفو الكَريمُ فَيَطرَبُ
أَلا إِنَّما لَيلى مَهاةٌ غَريرَةٌ / وَسَعدَةُ في أَترابِها البيضِ رَبرَبُ
وَسَلّامَةُ الكُبرى غَديرٌ وَرَوضَةٌ / وَسَلّامَةُ الصُغرى غَزالٌ مُرَبَّبُ
يا دِيارَ الكَواعِبِ
يا دِيارَ الكَواعِبِ / بَينَ صَنعا فَمارِبِ
جادَكِ السَعدُ غُدوَةً / وَالثُرَيّا بِصائِبِ
مِن هَزيمٍ كَأَنَّما / يَرتَمي بِالقَواضِبِ
في اِصطِفاقٍ وَرَنَّةٍ / وَاِعتِراكِ المَواكِبِ
دارُ مَن زانَهُ السُمو / طُ مَعاً بِالتَرائِبِ
جيدُ رِئمٍ مُكَحَّلٍ / يَرتَعي بِالذَنائِبِ
غائِبٌ عَنكَ وُدُّهُ / شاهِدٌ مِثلُ غائِبِ
رُبَّ بيدٍ وَدونَها / ناضِبٌ أَو كَناضِبِ
وَذُرى قُفِّ سَبسَبٍ / لاحِقٍ بِالسَباسِبِ
قَد تَجَشَّمتُ نَحوَكُم / بِعِتاقِ النَجائِبِ
ما مَعي غَيرُ صارِمٍ / لِيَ وَاللَهُ صاحِبي
ظَعَنَ الأَميرُ بِأَحسَنِ الخَلقِ
ظَعَنَ الأَميرُ بِأَحسَنِ الخَلقِ / وَغَدا بِلُبِّكَ مَطلَعَ الشَرقِ
مَرَّت عَلى قَرنٍ يُقادُ بِها / جَمَلٌ أَمامَ بَرازِقٍ زُرقِ
وَبَدَت لَنا مِن تَحتِ كِلَّتِها / كَالشَمسِ أَو كَغَمامَةِ البَرقِ
ما صَبَّحَت بَعلاً بِرُؤيَتِها / إِلّا غَدا بِكَواكِبِ الطَلقِ
في البَيتِ ذي الحَسَبِ الرَفيعِ وَمِن / أَهلِ التُقى وَالبِرِّ وَالصِدقِ
قُرَشِيَّةٌ عَبَقَ العَبيرُ بِها / عَبَقَ العَبيرِ بِعاجَةِ الحُقِّ
شَبَّ البَياضُ أَمامَ صُفرَتِها / في رِقَّةِ الديباجِ وَالعِتقِ
فَظَلِلتُ كَالمَقمورِ خِلعَتَهُ / هَذا الجُنونُ وَلَيسَ بِالعِشقِ
وَتَنو فَتُثقِلُها عَجيزَتُها / نَهضَ الضَعيفِ يَنوءُ بِالوَسقِ
لَقَد فَتَنَت رَيّا وَسَلّامَةُ القَسّا
لَقَد فَتَنَت رَيّا وَسَلّامَةُ القَسّا / فَلَم تَترُكا لِلقَسِّ عَقلاً وَلا نَفسا
وَما اِستَعبَدَ الرُهبانَ بِالدَيرِ مِنهُما / وَلَم يَستَحِلّا لا حَراماً وَلا نَجسا
فَتاتانِ أَمّا مِنهُما فَشَبيهَةُ ال / هِلالِ وَالاِخرى مِنهُما تُشبِهُ الشَمسا
فَتاتانِ في سَعدِ السُعودِ وُلِدتُما / وَلَم تَلقَيا يَوماً هَواناً وَلا نَحسا
تُكِنّانِ أَبشاراً رِقاقاً وَأَوجُهاً / حِساناً وَأَطرافاً مُخَضَّبَةً مُلسا
مَن عَذيري مِمَّن يَضَنُّ بِمَبذو
مَن عَذيري مِمَّن يَضَنُّ بِمَبذو / لٍ لِغَيري عَلَيَّ يَومَ الطَوافِ
أَحوَرِ العَينِ فائِقِ الحُسنِ حُلوِ ال / قَولِ مُرِّ الفَعالِ ذي إِخلافِ
يَعِدُ الوَعدَ ثُمَّ يُلفى بَخيلاً / كاذِبَ الوَعدِ وَأيُهُ غَيرُ وافِ
إِنَّ في اليَأسِ فَاِعلَمي أُمَّ عَمروٍ / راحَةً وَالبَيانُ لِلمَرءِ شافِ
أَنجِزي لي الَّذي وَعَدتِ وَإِلّا / فَأذَنيني بِرِحلَةٍ وَاِنصِرافِ
طالَ حَبسي لَدَيكِ في غَيرِ نَيلٍ / يُرتَجى مِنكِ يا اِبنَةَ الأَحلافِ
لا أَرى ما وَعَدتِني أُمَّ عَمروٍ / كائِناً ما مَشى عَلى الأَرضِ حافِ
أَنتِ تَيَّمتِني وَأَقصَدتِ قَلبي / مِنكِ يا نُعمُ بِالعَذابِ الصَوافي
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّ حُبَّكِ مِنّي / في سَوادِ الفُؤادِ وَسطَ الشِغافِ
إِن تَجودي أَو تَبخَلي أُمَّ عَمروٍ / حَبَّذا أَنتِ مِن حَبيبٍ مُصافِ
فَتَعَدَّ الغَداةَ عَن ذِكرِ نُعمٍ / بِبَني هاشِمِ بنِ عَبدِ مَنافِ
كَم تَجَشَّمتُ مِن مَهامِهِ قَفرٍ / نازِحٍ غَولُهُ بَعيدِ المَسافِ
بِذَمولٍ عَيرانَةٍ ذاتِ لَوثٍ / عَنتَريسٍ شِمِلَّةٍ مِقذافِ
عَنتَريسٍ تَنفي اللُغامَ بِمِثلِ ال / سِبتِ هَوجاءَ كَالجُلالِ الخُفافِ
لِلِقاءِ اِبنِ جَعفَرٍ ذي الجَناحَي / نِ الكَريمِ النِصابِ في الأَسلافِ
واضِحِ الخَدِّ كامِلِ العَقلِ وَالدي / نِ نَقِيِّ الثِيابِ غَمرِ العِطافِ
ثابِتِ البَيتِ في الأَرومَةِ وَالمَج / دِ رَحيبِ البِناءِ لِلأَضيافِ
سَبِطِ الكَفِّ وَالبَنانِ عَلى السا / ئِلِ جَزلِ العَطاءِ مَأوى الضِعافِ
حَلَّ في الجَوهَرِ المُهَذَّبِ مِن ها / شِمَ أَهلِ النَدى وَأَهلِ العَفافِ
عودُهُ في الكِرامِ عودُ نُضارٍ / لا كَعيدانِ خِروَعٍ وَخِلافِ
يَهَبُ الخَيلَ وَالوَلائِدَ وَالبُخ / تَ بِأَجلالِها مَعَ الأَخفافِ
ذاكَ عَبدُ الإِلَهِ ذو الجودِ وَالفَض / لِ وَذو المَكرُماتِ وَالإِسعافِ
ما بَقا في البِلادِ عودٌ نَضيرٌ / في أَراكٍ أَو في سَلامٍ وَغافِ
حَيِّ الأُختَينِ قَد أَجَمَّ الفِراقُ
حَيِّ الأُختَينِ قَد أَجَمَّ الفِراقُ / وَدَنَت رِحلَةٌ لَنا وَاِنطِلاقُ
مَجلِسٌ واحِدٌ نَرى العَيشَ فيهِ / حينَ نَخلو كَأَنَّنا سُرّاقُ
لا يَرانا مِنَ البَرِيَّةِ إِنسا / نٌ عَلَينا مِنَ الصَريمِ رِواقُ
لَكُمُ اللَهُ وَالأَمانَةُ لا نَك / ذِبُ فيما نَقولُ وَالميثاقُ
إِنَّما تَيَّمَت فُؤادِيَ أُختا / نِ مُلَوّىً عَلَيهِما الأَطواقُ
دُرَّتا غائِصٍ مِنَ الهِندِ مالُ ال / شَأمِ يُجبى إِلَيهِما وَالعِراقُ
مِنهُما الشَمسُ أَشرَقَت يَومَ دَجنٍ / فَأَضاءَت بِنورِها الآفاقُ
وَفَتاةٌ كَالبَدرِ تَحنو إِلَيها / حينَ تَبدو العُيونُ وَالأَعناقُ
يَعجِزُ المِطرَفُ السُباعِيُّ عَنها / وَالإِزارُ المُفَوَّفُ المِلفاقُ
فازَتا بِالجَمالِ وَالحُسنِ لَمّا / أَكمَلَ الخَلقَ مِنهُما الخَلّاقُ
إِنَّ حُبّي إِيّاكُما لَكَثيرٌ / لَيسَ حُبَّيكُما القَليلُ الرِماقُ
عَمرَكَ اللَهُ يا بُدَيحُ أَما تَع / لَمُ أَنّي إِلَيهِما مُشتاقُ
ظَعَنَت لِتَحزُنَنا كَثيرَ
ظَعَنَت لِتَحزُنَنا كَثيرَ / وَلَقَد تَكونُ لَنا أَميرَه
أَيّامَ تِلكَ كَأَنَّها / حَوراءُ مِن بَقَرٍ غَريرَه
شَبَّت أَمامَ لِداتِها / بَيضاءُ سابِغَةُ الغَديرَه
رَيّا الرَوادِفِ غادَةٌ / بَينَ الطَويلَةِ وَالقَصيرَه
حَلَّت فَلاليجَ السَوا / دِ وَحَلَّ أَهلي بِالجَزيرَه
قَذَفَت بِها غَربُ النَوى / فَعَسى تَكونُ لَنا مَريرَه
صَفراءُ كَالسِيَراءِ لَم / تَشمِط عُذوبَتَها بُحورَه
مِن نِسوَةٍ كَالبَيضِ في ال / أُدحِيِّ بِالدَمَثِ المَطيرَه
لَم يَصطَلينَ غَضاً وَلَم / يَضرِبنَ لِلبَهمِ الحَظيرَه
جُبنَ الفُروجَ مِنَ المَرا / جِلِ وَالمُضَلَّعَةِ المَنيرَه
فَوقَ الجُلودِ يَفوحُ في / أَردانِها عَبَقُ الذَريرَه
إِنّي اِمرُؤٌ لا يُزدَرى / دَفعِيَ عَن أَعراضِ العَشيرَه
في بَيتِها حَسَباً وَمِن / أَخلاقِ صالِحِها سَريرَه
أَنفي القَراقيرَ الصِغا / رَ وَأَحطِمُ الفُلكَ الكَبيرَه
أُمّي لِقَيسٍ في الذُرى / وَأَبي لِعاتِكَةَ المَهيرَه
بِنتِ العَواتِكِ مِن بَني / ذَكوانَ لا عَدمى فَقيرَه
في بَيتِها عَدَدُ الرِجا / لِ وَحَولَها مُضَرُ الكَثيرَه
بُنِيَت عَلَيها مِثلَما / بُنِيَت عَلى البَيتِ الضَفيرَه
تَدعو فَتَأتيها بِها ال / جُردُ البَهاليلُ الذُكورَه
بِالمُردِ وَالشُمطِ المُجَر / رَبَةِ الخَضارِمَةِ المُغيرَه
يَخطَفنَ أَنفاساً كَما / خَطِفَت أَرانِبَها الصُقورَه
وَأَرومَةٌ عادِيَّةٌ / فيها وَقِبصُ حَصىً كَثيرَه
أَيُّ اِمرِئٍ حَقَرَ الرِجا / لَ فَنَفسُهُ تِلكَ الحَقيرَه
بَل رُبَّ دُنيا قَد رَأَي / تُ كَبيرَةٍ حَقّاً مَزيرَه
فَإِخالُ ذالِكَ باطِلاً / ما لَم يَكُن عَمَلاً ذَخيرَه
شَطَّت رُقَيَّةُ عَن بِلا
شَطَّت رُقَيَّةُ عَن بِلا / دِكَ فَالهَوى مُتَشاعِبُ
وَعَدَت نَوىً عَنها شَطو / نٌ في البِلادِ وَجانِبُ
وَاِستَبدَلَت بِيَ خُلَّتي / إِنَّ النِساءَ خَوالِبُ
وَلَقَد تَبَدَّلنا بِها / حَيّاً فَأَنعَمَ راغِبُ
فيما اِستَقادوا في البِلا / دِ مَصارِفٌ وَمَذاهِبُ
دَعها وَقُل فيما عَنا / كَ وَلِلخُطوبِ نَوائِبُ
هَل يُبلِغَنَّ بَني رَبي / عَةَ عَن أَخيهِم راكِبُ
ناجٍ عَلى قَطَرِيَّةٍ / هادي التَعَسُّفِ ذائِبُ
إِنّي وَفي الدَهرِ الجَدي / دِ عَجائِبٌ وَتَجارِبُ
بُدِّلتُ بَعدَ بَني رَبي / عَةَ وَالزَمانُ مُعاقِبُ
جيرانَ سَوءٍ بَينَهُم / شَطرَ الزَمانِ عَقارِبُ
يَستَأسِدونَ عَلى الصَدي / قِ وَلِلعَدُوِّ ثَعالِبُ
وَكَذالِكَ الأَبدالُ مِن / ها نازِحٌ وَمُقارِبُ
وَالدَهرُ فيهِ لِمَن تَفَك / كَرَ عِبرَةٌ وَعَجائِبُ
إِن يَستَطيعوا يَأكُلو / كَ وَهُم لَدَيكَ أَقارِبُ
حاشى رِجالٍ فيهِمُ / عَن أَذى الصَديقِ تَجانُبُ
إِنّي اِمرُؤٌ لا يَطَّبي / وُدّي الخَليلُ الكاذِبُ
حَسَنُ الخَليقَةِ وَالمَوَد / دَةِ ما اِستَقامَ الصاحِبُ
هَنَّأتُهُ سِلمي وَأَع / لَمُ بَعدُ كَيفَ أُحارِبُ
عِندي لِجامٌ لِلرِجا / لِ وَمِخلَبٌ وَكَلالِبُ
مَن أُلقِهِ في رَأسِهِ / يُلحِح عَلَيهِ القاتِبُ
وَيَلِن وَيَنسَق لي كَما / ساقَ المَطِيَّ الراكِبُ
نَحنُ الصَريحُ إِذا قُرَي / شٌ قامَ مِنها الناسِبُ
مِن سِرِّها وَأَرومِها / إِذ لِلأَرومِ مَراتِبُ
وَقَومَكَ لا تَجهَل عَلَيهِم وَلا تَكُن
وَقَومَكَ لا تَجهَل عَلَيهِم وَلا تَكُن / بِهِم هَرِشاً تَغتابُهُم وَتُقاتِلُ
فَإِنَّ اِمرَأً في مَعشَرٍ غَيرِ قَومِهِ / ضَعيفُ الكَلامِ شَخصُهُ مُتَضائِلُ
إِذا شاءَ لَم يَبسُط لِساناً وَلا يَداً / وَلَم تَنبُ عَن ذي صَفحَتَيكَ المَعابِلُ
قَد تَوَلّى الحَيُّ فَاِنطَلَقا
قَد تَوَلّى الحَيُّ فَاِنطَلَقا / وَاِستَطارَت نَفسُهُ شِقَقا
مَن لِعَينٍ تُمنَحُ الأَرَقا / وَلِهَمٍّ حادِثٍ طَرَقا
غادَروا لا دَرَّ دَرَّهُمُ / حينَ راحوا جُؤذُراً خَرِقا
وَحِلاً في اللَحمِ مِئزَرُهُ / عَبِقاً بِالطيبِ مُختَلَقا
قَد تَمَنَّينا زِيارَتَهُ / لَو أَتانا الزَورُ مُنسَرِقا
لَقَضَينا مِن لُبانَتِهِ / إِنَّما يَشتاقُ مَن عَشِقا
أَسلَموها في دِمَشقَ كَما / أَسلَمَت وَحشِيَّةٌ وَهَقا
لَم تَدَع أُمُّ البَنينِ لَهُ / مَعَهُ مِن عَقلِهِ رَمَقا
زَعَمَ اِبنُ قَيسٍ وَهوَ غَيرُ مُكَذَّبٍ
زَعَمَ اِبنُ قَيسٍ وَهوَ غَيرُ مُكَذَّبٍ / أَنَّ القِباحَ بِرِزقِهِنَّ غَوالي
إِنَّ القِباحَ عَلى الرِجالِ رَزِيَّةٌ / لا تَنكِحَنَّ قَبيحَةً بِقِبالِ
ما لِلقِباحِ رُزِقنَ كُلَّ خَطيئَةٍ / نَفَلاً كَما ذَمَّمنَ كُلَّ جَمالِ
هَل لِلدِيارِ بِأَهلِها عِلمُ
هَل لِلدِيارِ بِأَهلِها عِلمُ / أَم هَل تُبينُ فَيَنطِقُ الرَسمُ
قالَت سُكَينَةُ فيمَ تَصرِمُنا / أَسُكَينُ لَيسَ لِوَجهِكِ الصَرمُ
تَخطو بِخَلخالَينِ حَشوُهُما / ساقانِ مارَ عَلَيهِما اللَحمُ
يا صاحِ هَل أَبكاكَ مَوقِفُنا / أَم هَل عَلَينا في البُكا إِثمُ
أَم ما بُكاؤُكَ مَنزِلاً خَلَقاً / قَفراً يَلوحُ كَأَنَّهُ وَشمُ
رُقَيَّةُ أَمسى حَبلُها قَد تَقَضَّبا
رُقَيَّةُ أَمسى حَبلُها قَد تَقَضَّبا / وَشَطَّت لِكَي تَزدادَ بُعداً وَتَذهَبا
بَغيضٌ إِلَيَّ الشَرُّ حَتّى إِذا أَتى / فَحَلَّ بِداري قُلتُ لِلشَرِّ مَرحَبا
لِكَي يَعلَمَ الأَقوامَ شَرّي وَمَأقِطي / إِذا لَم أَجِد إِلّا عَلى الشَرِّ مَركَبا
وَمِثلِكَ لاذَمتُ السِفارَ بِأَنفِهِ / وَأَحذَيتُهُ غَمّاً إِذا ما تَغَضَّبا