المجموع : 50
دَعَوتُكَ يا أَخيَّ فَلَم تُجبني
دَعَوتُكَ يا أَخيَّ فَلَم تُجبني / فَرُدَّت دَعوتي حُزناً عَلَيَّا
بِمَوتِكَ ماتَتِ اللَذَّاتُ مِنّي / وكانَت حَيَّةً اذ كُنتَ حَيَّا
فَيَا أَسَفي عَليكَ وَطُولَ شَوقي / إليكَ لو أنَّ ذاكَ يَرُدُّ شَيّا
تُراني تاركاً للـ
تُراني تاركاً للـ / ـهِ ما أهوى لما تَهوَى
أنا أشهَدُ أنَّ الحُ / بَّ مِن قَلبي إذا دَعوى
ولي صاحبٌ سرِّي المكتَّمُ عِندَهُ
ولي صاحبٌ سرِّي المكتَّمُ عِندَهُ / مخاريقُ نيرانٍ بِلَيلٍ تُحَرَّقُ
عَطَفتُ على أسرارِهِ فَكَسَوتُها / ثِياباً مِن الكِتمانِ لا تَتَخَرَّقُ
فَمَن تَكُنِ الأسرارُ تَطفُو بِصَدرِهِ / فأسرارُ صَدري بالأحاديثِ تَغرَقُ
فلا تُودِعَنَّ الدهرَ سِرَّكَ أحمقاً / فإنَّكَ إن أودَعتَهُ منهُ أحمَقُ
وحَسبُكَ في سَترِ الأحاديثِ واعِظاً / مِن القَولِ ما قالَ الأريبُ الموَفَّقُ
إذا ضاقَ صَدرُ المرءِ عَن سِرِّ نَفسهِ / فَصدرُ الذي يُستَودَعُ السِّرَّ أضيقُ
أينَ الشبابُ الذي كُنَّا نَلَذُّ بهِ
أينَ الشبابُ الذي كُنَّا نَلَذُّ بهِ / هَيهاتَ ماتَ وماتَ الغُصنُ والوَرَقُ
يَا خَيرَ إخوانِهِ وأَعطَفَهُم
يَا خَيرَ إخوانِهِ وأَعطَفَهُم / عَليهِمُ راضِياً وَغَضبانا
أَمسيتَ حُزناً وصارَ قُربُكَ لي / بُعداً وصارَ اللِقاءُ هِجرانا
إنَّا إلى اللَهِ راجِعونَ لَقَد / أَصبحَ حُزني عليكَ أَلوانا
حُزنُ اشتياقٍ وَحُزنُ مَرزُؤَةٍ / إذا انقَضَى عادَ كالذي كانا
بأبي وأُمّي مَن عَبَأتُ حَنُوطَهُ
بأبي وأُمّي مَن عَبَأتُ حَنُوطَهُ / بِيدي وَوَدَّعَني بِمساءِ شَبابه
كَيفَ السُلُوُّ وكيفَ صبري بَعدَهُ / وإذا دُعيتُ فإنَّما أُكنَى بهِ
إذا كنتَ تَغضَبُ مِن غيرِ ذَنبٍ
إذا كنتَ تَغضَبُ مِن غيرِ ذَنبٍ / وتَعتِبُ مِن غيرِ جُرمٍ عَلَيَّا
طَلَبتُ رِضاكَ فإن عَزَّني / عَدَدتُكَ مَيتاً وإن كُنتَ حَيَّا
فلا تَعجبَنَّ بما في يَدَيكا / فأكثرُ منهُ الذي في يَدَيّا
قَد كُنتُ أبكي عَلى مَن فاتَ مِن سَلَفي
قَد كُنتُ أبكي عَلى مَن فاتَ مِن سَلَفي / وأهلُ وُدِّي جَميعٌ غَيرُ أَشتاتِ
والآنَ إذ فَرقت بَيني وبينهُمُ / نَوَى بَكَيتُ على أهل المَودَّاتِ
وما بَقاءُ امرئٍ كانَت مدامعُهُ / مَقسُومَةً بَينَ أَحياءٍ وأمواتِ
لَقَد خانَني صَبري بأُمِّ مُحمِّدٍ
لَقَد خانَني صَبري بأُمِّ مُحمِّدٍ / فلم يَبقَ لي إلا التأسُّفُ من جَهدي
سِوى أن صبري تحتهُ مستكنَّةٌ / من الحُزنِ ما تُبقي على الرجل الجَلدِ
وإني مُذِ اليوم الذي لم أُطِق بهِ / عن ابنة أُمّي مدفعاً لعلى وعدِ
ليسَ احتيالٌ ولا عَقلٌ ولا أدَبٌ
ليسَ احتيالٌ ولا عَقلٌ ولا أدَبٌ / يُجدي عليكَ إذا لم يُسعِدِ القَدَرُ
ولا توانٍ ولا عجزٌ يضرُّ إذا / جاءَ القضاءُ بما فيهِ لكَ الخِيرُ
ما قدَّرَ اللَه لا يُعييكَ مَطلبُهُ / والسعيُ في نيلِ ما لم يَقضِه عَسِرُ
وما عرتني من الأيّام مُعضلِةٌ / إلا صَبَرتُ لها والحُرُّ مُصطَبِرُ
إني على عُسُري باللَه ذو ثِقَةٍ / وربَّ قومٍ إذا ما أعسروا كَفَروا
كم مانعٍ نفسَهُ لذّاتِها حذراً / للفقر ليسَ له من مالهِ ذُخرُ
إن كان إمساكه للفقرِ يحذرُهُ / فقد تعجَّلَ فقراً قبل يَفتَقِرُ
دَنِسُ القَميصِ غَلِيظُهُ
دَنِسُ القَميصِ غَلِيظُهُ / مِن غَيرِ لُحمتهِ سَداه
وَشِعارُهُ مِن شَعرِهِ / فكأنَّهُ من مَسكِ شاه
أفلَت بطالتهُ وراجعَهُ
أفلَت بطالتهُ وراجعَهُ / حِلمٌ وأعقبهُ الهَوى نَدَما
ألقى عليهِ الدَهرُ كَلكَلَهُ / وأعارَهُ الإقتارَ والعَدَما
فإذا أَلَمَّ بهِ أَخُو ثِقَةٍ / غَضَّ الجُفونَ ومَجمَجَ الكَلِما
آذنتك الشعراتُ ال
آذنتك الشعراتُ ال / بيضُ بالخَطبِ الجَليلِ
لم تَدَع في النَفسِ شكّاً / لكَ مِن وَشكِ الرَحِيلِ
يُوشِكُ المُرسِلُ أَن يَلـ / ـقاكَ مِن بَعدِ الرسُولِ
ألا يَزجُرُ الدَهرُ عَنَّا المَنُونا
ألا يَزجُرُ الدَهرُ عَنَّا المَنُونا / يُبَقِّي البَناتِ ويُفني البَنينا
وأنحى عليَّ بِلا رَحمَةٍ / فَلَم يُبقِ لي في جُفُوني جُفُونا
وَكُنتُ أبا سَبعَةٍ كالبُدورِ / أُفَقِّي بِهم أعينَ الحاسِدينا
فمرُّوا على حادِثاتِ الزَمانِ / كَمَرِّ الدَراهِمِ بالناقِدِينا
فأفنتهم واحِداً واحِداً / الى أن أبادتهُمُ أجمعينا
وألقينَ ذاك الى ضارِحٍ / وأَلقينَ هذا إلى دافنينا
وما زال ذلك دَأبَ الزَما / نِ يُفني الأوائِلَ فالأوّلِينا
وحتَّى بَكى لي حُسَّادُهُم / فَقَد أَقرَحُوا بالدُموعِ الجُفُونا
وَحَسبُكَ مِن حادِثٍ بامرِئٍ / تَرى حاسِدِيهِ لَهُ راحِمينا
وكانوا على ظَهرِها أَنجُماً / فأَضحَوا إلى بَطنِها يُنقَلُونا
فَمَن كانَ يُسليهِ مَرُّ السِنينَ / فَحُزني يُجدِّدُهُ لي السُنونا
ومِمَّا يُسكِّنُ وَجدِي بِهِم / بأَنَّ المنونَ سَتلقَى المَنونا
كَلَّ لِساني عَن وَصفِ ما أَجِدُ
كَلَّ لِساني عَن وَصفِ ما أَجِدُ / وَذُقتُ ثُكلاً ما ذاقَهُ أحَدُ
وأَوطِنَت حُرقَةً حَشاي فَقَد / ذابَ عَلَيها الفُؤادُ والكَبِدُ
إن أزمَعَت بالعَزاءِ لَجَّ بها ال / شَوقُ فَنِيرانُ حَرِّها تَقِدُ
ما عالجَ الحُزنَ والحَرارَةَ في ال / أَحشاء مَن لم يَمت لهُ وَلَدُ
فجعتُ بابنَينِ لَيسَ بينهُما / إلا ليالٍ لَيسَت لها عَدَدُ
فالنَفسُ تُطوى على أحرَّ من ال / جَمرِ وأَدنى أرجائِها الكمَدُ
وكُلُّ حُزنٍ يَبلى على قِدَم الدَّ / هرِ وحُزني يُجِدُّهُ الأَبَدُ
دَعِ النَبيذَ تكن عَدلا وإن كَثُرَت
دَعِ النَبيذَ تكن عَدلا وإن كَثُرَت / فِيكَ العُيُوبُ وقُل ما شِئتُ يُحتَمَلُ
هو المُشيدُ بأسرارِ الرِجالِ فما / يَخفى على الناسِ ما قالوا وما فَعَلُوا
كَم زَلَّةٍ من كَريمٍ ظَلَّ يَسترُها / مِن دونها سُتُرُ الأبوابِ والكِلَلُ
أضحَت كَنارِ على عَلياءَ مُوقَدَةٍ / ما يَستَسِرُّ لها سَهلٌ ولا جَبَلُ
والعَقلُ عِلقٌ مَصُونٌ لو يُباعُ لَقَد / أَلفيتَ بِيَّاعَهُ يُعطَونَ ما سأَلوا
فاعجب لِقَومٍ مُناهُم في عُقولِهمِ / أن يُذهبوها بِعَلٍّ بَعدهُ نَهَلُ
قد عُقِّدت لِخمارِ السُكرِ السنهُم / عن الصوابِ ولم يُصبح بها عِلَلُ
وزُررَت بِسِناتِ النَومِ أعين / كأنَّ أحداقَها حولٌ وما حَولَوا
تخالُ رائحَهم من بَعدِ غُدوتهِ / حُبلى أضرَّ بها في مَشيها الحَبَلُ
فإن تكلَّم لم يَقصِدُ بحاجتهِ / وإن مشى قلت مجنونٌ به خَبَلُ
وَصَاحِبٍ لي أبنيهِ ويهدمني
وَصَاحِبٍ لي أبنيهِ ويهدمني / لا يستوي هادمٌ يوماً وبناءُ
إذا رآني فعَبد خافَ مَعتَبَةً / وإن نَأَيتُ فَثَمَّ الغِمرُ والداءُ
لا يَقطعُ العَينَ منهُ عن مُلاحظةٍ / كأنَّها لاستراقِ الطَرفِ حَولاءُ
بكَت عَينُ مَن لم يَبكِ عِيسى بن قاسمٍ
بكَت عَينُ مَن لم يَبكِ عِيسى بن قاسمٍ / بأربعةِ حتَّى تَجِفُّ نَواظِرُهُ
فتى غابَ عنهُ أقربوه فلم يكُن / لهُ مَن يُحامِي دُونَهُ ويُؤازِرُه
مَرَرتُ على ربعٍ لهُ بَعدَ مَوته / فباطِنُهُ يَشكو الخَرابَ وظاهِرُه
تكادُ مَغانيه تَقولُ لِفَقدِهِ / لسائلها عن أهله ماتَ عامِرُه
سلامٌ على الأخوانِ والعيشِ بَعدَهُ / ومَن كُنتُ أصفيهِ الهَوَى وأعاشِرُه
ومَن كانَ يُسلى الهَمَّ عني حَديثُهُ / إليَّ إذا ضاقَت بأمري مَصادِرُه
فإن أسلُ عن شيءٍ فما عَنه سَلوَةٌ / ومَهما أضيعهُ فانيَ ذاكِرُه
يا صاحباً مُتلوناً
يا صاحباً مُتلوناً / متبايناً فعلي وفِعلُه
ما إن أحبُّ له الرَدى / بل سَرَّني واللَهِ عَزلهُ
لم تَعدُ فيما قُلتَ لي / وفَعَلتَ بي ما أنتَ أهلُه
كَم شاغِلٍ بكَ عَدوَتَيهِ / وفارغٍ من أنتَ شُغلُه
وقائِلةٍ تُبيضُ والغَواني
وقائِلةٍ تُبيضُ والغَواني / نَوافِرُ عن مُعالجَةِ القَتيرِ
عليك الخِطرَ علَّكَ أن تدنَّى / إِلى بيضٍ تَرائِبُهُنَّ حُورِ
فقلتُ لها المَشيبُ نَذيرُ عُمري / ولَستُ مُسَوِّداً وجهَ النَذير