المجموع : 554
شَجّتْ جَبينَ مُدامها بالماءِ
شَجّتْ جَبينَ مُدامها بالماءِ / فَبَنانُها مِنها خَضِيبُ دِماءِ
زَمَّتْ أَشعِتُها الدُّجَى فمضَى وَقد / سَلَبَ الحَبابُ قِلادَةَ الجَوْزاءِ
وَبَدَتْ على وَجَناتِ مَنَ طافتْ بها / فَرأَيتُ جَذْوَةَ مارِجٍ في ماءِ
حَمراءُ تُسكِرُ مِن جفونِ مُدِيرِها / ما أَشبهَ الحمَراءَ بالحَوْراءِ
سَأَلتُهُمُ وقَدْ حَثُّوا المَطايا
سَأَلتُهُمُ وقَدْ حَثُّوا المَطايا / قِفُوا شيئاً فَساروا حَيثُ شَاؤُا
وما عَطَفُوا عَليَّ وَهُمْ غُصُونٌ / ولا التفتُوا إليَّ وَهُمْ ظِباءُ
يَارَبّ صُنْ وجهِي عَنِ الكُرَماءِ
يَارَبّ صُنْ وجهِي عَنِ الكُرَماءِ / فَضْلاً عَنِ الحاجاتِ لِلْؤُماءِ
فلقَدْ رأيتُ القومَ جَفُّوا أَيدياً / حتَّى كَأَنْ لمْ يُخلقُوا مِن ماءِ
يابَني الآدابِ قَدْ ماتَ الرَّجَا
يابَني الآدابِ قَدْ ماتَ الرَّجَا / وقد اشْتَدَتْ وعَزَّ النُّجباءُ
سُفُنُ الآمالِ في بَحْرِ المُنَى / وَحَلَتْ مِنَّا فَأَينَ الرُّؤساء
كَفَى ضعفاءَ مِصْرٍ ظالمِيها
كَفَى ضعفاءَ مِصْرٍ ظالمِيها / وأَوْرَدَ عَدْلُهُ ذِيباً وشَاءَ
وأَظهرَ فيهِ سِرّاً من عليّ / أَضاءَ لنا ومَنْ يُخفِي ذُكاءَ
ولم نَعْجَبْ لِفَيْضِ النِّيلِ أَنّي / وإبراهيمَ عَلَّمَهُ الوَفاءَ
ولقد أَدامَ الصَّاحِبُ بنُ مُحمَّدٍ
ولقد أَدامَ الصَّاحِبُ بنُ مُحمَّدٍ / بَذْلَ القِرَى فى القَفْرةِ البَيْداءِ
ولو أنَّ فيها حاتِماً مَنَعَ القِرَى / وغَدا ابنُ مَامَةَ باخِلاً بالماءِ
تَجلَّى لنا البَدْرُ في خِلْعَةٍ
تَجلَّى لنا البَدْرُ في خِلْعَةٍ / لَفَاضَ عليها السَّنَا والسَّناءَ
مِن الفاختياتِ لَمَّا بَدَتْ / بِها طَلْعَةُ البَدْرِ كانتْ سَماءَ
أَمَولانا الأَميرَ وأَنتَ سَمْحٌ
أَمَولانا الأَميرَ وأَنتَ سَمْحٌ / يُجيبُ نَداكَ مِن قَبْلِ النِّداءِ
لَقَدْ بَرَدَ الهواءُ عَلَيَّ فارحَمْ / فَما حالُ السِّراجِ مَعَ الهَواءِ
يَدعُو الضُّيوفَ بِأَلسُنٍ مِن نارِهِ
يَدعُو الضُّيوفَ بِأَلسُنٍ مِن نارِهِ / يُمسي الكَرِيمُ بها مُجَابَ دُعاءِ
يَمحُو سَوادَ اللَّيْلِ أَلويَةٌ لها / حُمْرٌ تَسِيرُ أَمامَ كُلِّ لِواءِ
يَأْوِي لها يَمَنٌ وقَيْسٌ رايةً / حَمراءَ تَصدُرُ عَن يَدٍ بَيضاءِ
فبِأَيِّ قدْحٍ نَرتَقِي لِعَلائِهِ / ما أَبعدَ الشِّعْرَى مِن الشُّعَراءِ
ياواهِبَ الصُّلَحَاءِ من دَعَواتهِ
ياواهِبَ الصُّلَحَاءِ من دَعَواتهِ / فَوقَ الذي يَحوِي مُجَابُ دُعائِها
سَالَتْ لكَ الرَّحمنَ في جُنْحِ الدُّجَى / تَحْتَ المُسُوحِ السُّودِ مِن ظَلمائِها
مارَثَّ لا وأَبيكَ عَهْدُ زِنادِي
مارَثَّ لا وأَبيكَ عَهْدُ زِنادِي / بَلْ عَزَّ عَنْكَ وعَنْ أَبيكَ عَزائي
أُجْرِي الدُّموعَ على الدُّموعٍ وذو الأسى / مَنْ طالبَ العَبَراتِ بالإبطاءِ
إنْ كانَ دَمْعُ العَيْنِ لَمْ يبلُغْ دَمِي / فَوَراءَ شُهْبِ الدَمْعَ جِمْرُ دِماءِ
ماصانَ أحمدُ مالَهُ عَنْ سَائلٍ / فَيَصُونُ مافي جَفْنِه مِن ماءِ
ولَطَالَما جَلِّى سَوادَ مَطالبِ / جُوْدُ ابنِ مُوسى ذِي اليَدِ البيضاءِ
وَلكَمْ أَبى في الجُودِ معنىً قد شأَى / مَعْناً بهِ وطَوى حَديثَ الطَّائي
عِنديَ مِنْدِيلٌ إذا غَسَّلْتُهُ
عِنديَ مِنْدِيلٌ إذا غَسَّلْتُهُ / غَسَّلْتُ ماءً جَارياً بِماءِ
لا أُستطيعُ نَشْرَهُ مَخَافَةً / عَليهِ مِن غائِلةِ الهَوَاءِ
مِن كُلِّ خَوَّاضِ الغِمارِ بِلأْمَةٍ
مِن كُلِّ خَوَّاضِ الغِمارِ بِلأْمَةٍ / نُسِجَتْ عليهِ مِن حَبابِ الماءِ
وكأنَّهُ وَيَداهُ في مِجْذافهِ / رَامَ الطّعانَ بِصَعْدةٍ سَمْراءِ
وتَخالُ جِلْستَهُ على كُرْسيّهِ / لِلجَذْفِ فَوقَ طِمِرَّةٍ جَرْداءِ
شَكْواكَ مِن أَلَمِ المَفاصِلِ لِلّذِي
شَكْواكَ مِن أَلَمِ المَفاصِلِ لِلّذِي / حَمَّلتَها لِلمَجدِ من أَعْباءِ
تَقِفُ البِحارُ ولَمْ تَقِفْ فارفِقْ بِها / أَو لَمْ تَكُنْ عُضْواً مِن الأَعضاءِ
ما حَلَّ عَزْمِي مِثلُ عَقْدِ قَبائهِ
ما حَلَّ عَزْمِي مِثلُ عَقْدِ قَبائهِ / بَدْرٌ يُعَدُّ البَدْرُ مِن رُقَبائهِ
يَحلُو مُقبَّلُهُ وبَرْدُ رُضَابهِ / كالأُقحوانِ غَداةَ غِبِّ سَمائِه
يَتشبّهُ الغُصْنُ الرَّطِيبُ بقدّهِ / يَا غُصْنُ فاتَكَ لَسْتَ من نُظَرائهِ
تَواضَعَ عَن مِقدارهِ وَهْوَ مُرْتَقٍ
تَواضَعَ عَن مِقدارهِ وَهْوَ مُرْتَقٍ / كذا البَدْرُ يُدْني النُّورَ منهُ اعتِلاؤُهُ
أَبيٌّ غَدَتْ آباؤُهُ مَنْ عَلِمتُمُ / ألا حَبَّذا آباؤُهُ وإباؤُهُ
بِكِلتَا الخِلْعتَيْنِ لَكَ الهَنَاءُ
بِكِلتَا الخِلْعتَيْنِ لَكَ الهَنَاءُ / هُمَا تَشْرِيفُ مُلْككَ والشِّفاءُ
فَبُرْدٌ أَنتَ تُبليهِ وبُرْدٌ / لَهُ فَتَملُّهُ ولَكَ البَقَاءُ
جَاذَبَتْ نَسْمَةُ الصَّباحِ رِدائي
جَاذَبَتْ نَسْمَةُ الصَّباحِ رِدائي / عَبَثاً جَدَّ في الهوى مِنهُ دَائي
وأَذاعَتْ سِرَّ الرِّياضِ وَهَلْ يُكْتَ / سمُ بَينَ النَّسِيمِ والآنَاءِ
بَاكَرَتْها غَمامةٌ شَقّتِ الجَيْ / بَ وجَادَتْ بِدَمعةِ الثَّكْلاءِ
فَثُغُورُ الكِمامِ ذاتُ ابتسامٍ / وَجُفُونُ الغَمامِ ذَاتُ بُكاءِ
نَفِدَ الزَّيْتُ الذي جُدْتَ بهِ
نَفِدَ الزَّيْتُ الذي جُدْتَ بهِ / لِسِراجٍ لكَ وَقَّادِ الذَّكاءِ
ذِي لِسانٍ لَكَ رَطْبٍ بالذِي / طاب من حَمْدٍ وشُكْرٍ وَثَناءِ
وَهْوَ أمسى في ذُراكُمْ آمِناً / مِنْ هَوًى يَغدُو عليهِ أَوْ هَوَاءِ
غَيرَ أَنَّ السُّرْجَ تَحتاجُ إلى / أَنْ يُزادَ الزّيْتُ في لَيلِ الشِّتاءِ
وَسَهَّلَ حَظُّهُ رِزْقاً عَسِيراً
وَسَهَّلَ حَظُّهُ رِزْقاً عَسِيراً / أراحَ بهِ فُؤَادِي مِن عَنَائِه
وعَادَ ليَ الرِّصَاصُ بهِ لُجيناً / فَأَصَلُ سَعَادتي مِن كيميائِه