المجموع : 122
وَلَدَت بَنو حُرثانَ فَرخَ مُحَرِّقٍ
وَلَدَت بَنو حُرثانَ فَرخَ مُحَرِّقٍ / بِلِوى الوَضيعَةِ مُرتَجَ الأَبوابِ
لا تَسقِني بِيَدَيكَ إِن لَم أَلتَمِس / نَعَمَ الضَجوعِ بِغارَةٍ أَسرابِ
تَهدي أَوائِلَهُنَّ كُلُّ طِمِرَّةٍ / جَرداءَ مِثلِ هِراوَةِ الأَعزابِ
وَمُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِحالَةِ سابِحٍ / بادٍ نَواجِذُهُ عَلى الأَظرابِ
يَخرُجنَ مِن خَلَلِ الغُبارِ عَوابِساً / تَحتَ العَجاجَةِ في الغُبارِ الكابي
وَإِذا الأَسِنَّةُ أُشرِعَت لِنُحورِها / أَبدَينَ حَدَّ نَواجِذِ الأَنيابِ
يَحمِلنَ فِتيانَ الوَغى مِن جَعفَرٍ / شُعثاً كَأَنَّهُمُ أُسودُ الغابِ
وَمُدَجَّجينَ تَرى المَغاوِلَ وَسطَهُم / وَذُبابَ كُلِّ مُهَنَّدٍ قِرضابِ
يَرعَونَ مُنخَرِقَ اللَديدِ كَأَنَّهُم / في العِزِّ أُسرَةُ حاجِبٍ وَشِهابِ
أَبَني كِلابٍ كَيفَ تُنفى جَعفَرٌ / وَبَنو ضُبَينَةَ حاضِرو الأَجبابِ
قَتَلوا اِبنَ عُروَةَ ثُمَّ لَطّوا دونَهُ / حَتّى نُحاكِمَهُم إِلى جَوّابِ
بَينَ اِبنِ قُطرَةَ وَاِبنِ هاتِكِ عَرشِهِ / ما إِن يَجودُ لِوافِدٍ بِخِطابِ
قَومٌ لَهُم عَرَفَت مَعَدٌّ فَضلَها / وَالحَقُّ يَعرِفُهُ ذَوُو الأَلبابِ
طافَت أُسَيماءُ بِالرِحالِ فَقَد
طافَت أُسَيماءُ بِالرِحالِ فَقَد / هَيَّجَ مِنّي خَيالُها طَرَبا
إِحدى بَني جَعفَرٍ بِأَرضِهِم / لَم تُمسِ مِنّي نَوباً وَلا قُرُبا
لَم أَخشَ عُلوِيَّةً يَمانِيَّةً / وَكَم قَطَعنا مِن عَرعَرٍ شُعَبا
جاوَزنَ فَلجاً فَالحَزنَ يُدلِج / نَ بِاللَيلِ وَمِن رَملِ عالِجٍ كُثُبا
مِن بَعدِ ما جاوَزَت شَقائِقَ فَالدَه / نا وَغُلبَ الصُمّانِ وَالخُشُبا
فَصَدَّهُم مَنطِقُ الدَجاجِ عَنِ العَه / دِ وَضَربُ الناقوسِ فَاِجتُنِبا
هَل يُبلِغَنّي دِيارَها حَرَجٌ / وَجناءُ تَفري النَجاءَ وَالخَبَبا
كَأَنَّها بِالغُمَيرِ مُمرِيَّةٌ / تَبعي بِكُثمانَ جُؤذَراً عَطِبا
قَد آثَرَت فِرقَةَ البُغاءِ وَقَد / كانَت تُراعي مُلَمَّعاً شَبَبا
أَتيكَ أَم سَمحَجٌ تَخَيَّرَها / عِلجٌ تَسَرّى نَحائِصاً شُسُبا
فَاِختارَ مِنها مِثلَ الخَريدَةِ لا / تَأمَنُ مِنهُ الحِذارَ وَالعَطَبا
فَلا تَؤولُ إِذا يَؤولُ وَلا / تَقرُبُ مِنهُ إِذا هُوَ اِقتَرَبا
فَهُوَ كَدَلوِ البَحريِّ أَسلَمَها ال / عَقدُ وَخانَت آذانُها الكَرَبا
فَهُوَ كَقَدحِ المَنيحِ أَحوَذَهُ القا / نِصُ يَنفي عَن مَتنِهِ العَقَبا
يا هَل تَرى البَرقُ بِتُّ أَرقُبُهُ / يُزجي حَبِيّاً إِذا خَبا ثَقَبا
قَعَدتُ وَحدي لَهُ وَقالَ أَبو / لَيلى مَتى يَغتَمِن فَقَد دَأَبا
كَأَنَّ فيهِ لَمّا اِرتَفَقتُ لَهُ / رَيطاً وَمِرباعَ غانِمٍ لَجِبا
فَجادَ رَهواً إِلى مَداخِلَ فَالصُح / رَةِ أَمسَت نِعاجُهُ عُصَبا
فَحَدَّرَ العُصمَ مِن عَمايَةَ لِلسَه / لِ وَقَضّى بِصاحَةَ الأَرَبا
فَالماءُ يَجلو مُتونَهُنَّ كَما / يَجلو التَلاميذُ لُؤلُؤاً قَشِبا
لاقى البَدِيُّ الكِلابَ فَاِعتَلَجا / مَوجُ أَتِيَّيهِما لِمَن غَلَبا
فَدَعدَعا سُرَّةَ الرَكاءِ كَما / دَعدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا
فَكُلُّ وادٍ هَدَّت حَوالِبُهُ / يَقذِفُ خُضرَ الدَباءِ فَالخُشُبا
مالَت بِهِ نَحوَها الجَنوبُ مَعاً / ثُمَّ اِزدَهَتهُ الشَمالُ فَاِنقَلَبا
فَقُلتُ صابَ الأَعراضَ رَيَّقُهُ / يَسقي بِلاداً قَد أَمحَلَت حِقَبا
لِتَرعَ مِن نَبتِهِ أُسَيمُ إِذا / أَنبَتَ حُرَّ البُقولِ وَالعُشُبا
وَليَرعَهُ قَومُها فَإِنَّهُمُ / مِن خَيرِ حَيٍّ عَلِمتُهُم حَسَبا
قَومي بَنو عامِرٍ وَإِن نَطَقَ ال / أَعداءُ فيهِم مَناطِقاً كَذِبا
بِمِثلِهِم يُجبَهُ المُناطِحُ ذو العِز / زِ وَيُعطي المُحافِظُ الجَنَبا
أَصبَحتُ أَمشي بَعدَ سَلمى بنِ مالِكٍ
أَصبَحتُ أَمشي بَعدَ سَلمى بنِ مالِكٍ / وَبَعدَ أَبي قَيسٍ وَعُروَةَ كَالأَجَب
يَضِجُّ إِذا ظِلُّ الغُرابِ دَنا لَهُ / حِذاراً عَلى باقي السَناسِنِ وَالعَصَب
وَبَعدَ أَبي عَمرٍ وَذي الفَضلِ عامِرٍ / وَبَعدَ المُرَجّى عُروَةَ الخَيرِ لِلكُرَب
وَبَعدَ طُفَيلٍ ذي الفِعالِ تَعَلَّقَت / بِهِ ذاتُ ظُفرٍ لا تُوَرَّعُ بِاللَجَب
وَبَعدَ أَبي حَيّانَ يَومَ حَمومَةٍ / أُتيحَ لَهُ زَأوٌ فَأُزلِقَ عَن رَتَب
أَلَم تَرَ فيما يَذكُرُ الناسُ أَنَّني / ذَكَرتُ أَبا لَيلى فَأَصبَحتُ ذا أَرَب
فَهَوَّنَ ما أَلقى وَإِن كُنتُ مُثبِتاً / يَقيني بِأَن لا حَيَّ يَنجو مِنَ العَطَب
أَرى النَفسَ لَجَّت في رَجاءٍ مُكَذِّبِ
أَرى النَفسَ لَجَّت في رَجاءٍ مُكَذِّبِ / وَقَد جَرَّبَت لَو تَقتَدي بِالمُجَرَّبِ
وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ / وَصاحَبتُ مِن وَفدٍ كِرامٍ وَمَوكِبِ
وَسانَيتُ مِن ذي بَهجَةٍ وَرَقَيتُهُ / عَلَيهِ السُموطُ عابِسٍ مُتَغَضِّبِ
وَفارَقتُهُ وَالوُدُّ بَيني وَبَينَهُ / بِحُسنِ الثَناءِ مِن وَراءِ المُغَيَّبِ
وَأَبَّنتُ مِن فَقدِ اِبنِ عَمٍّ وَخُلَّةٍ / وَفارَقتُ مِن عَمٍّ كَريمٍ وَمِن أَبِ
فَبانوا وَلَم يُحدِث عَلَيَّ سَبيلُهُم / سِوى أَمَلي فيما أَمامي وَمَرغَبي
فَأَيَّ أَوانٍ لا تَجِئني مَنِيَّتي / بِقَصدٍ مِنَ المَعروفِ لا أَتَعَجَّبِ
فَلَستُ بِرُكنٍ مِن أَبانٍ وَصاحَةٍ / وَلا الخالِداتِ مِن سُواجٍ وَغُرَّبِ
قَضَيتُ لُباناتٍ وَسَلَّيتُ حاجَةٍ / وَنَفسُ الفَتى رَهنٌ بِقَمرَةِ مُؤرِبِ
وَفِتيانِ صِدقٍ قَد غَدَوتُ عَلَيهِمُ / بِلا دَخِنٍ وَلا رَجيعٍ مُجَنَّبِ
بِمُجتَزَفٍ جَونٍ كَأَنَّ خَفائَهُ / قَرا حَبَشِيٍّ في السَرَومَطِ مُحقَبِ
إِذا أَرسَلَت كَفُّ الوَليدِ كِعامَهُ / يَمُجُّ سُلافاً مِن رَحيقٍ مُعَطَّبِ
فَمَهما نَغِض مِنهُ فَإِنَّ ضَمانَهُ / عَلى طَيِّبِ الأَردانِ غَيرِ مُسَبَّبِ
جَميلِ الأُسى فيما أَتى الدَهرُ دونَهُ / كَريمِ الثَنا حُلوِ الشَمائِلِ مُعجِبِ
تَراهُ رَخيَّ البالِ إِن تَلقَ تَلقَهُ / كَريماً وَما يَذهَب بِهِ الدَهرُ يَذهَبِ
يُثَبّي ثَناءً مِن كَريمٍ وَقَولُهُ / أَلا اِنعَم عَلى حُسنِ التَحِيَّةِ وَاِشرَبِ
لَدُن أَن دَعا ديكُ الصَباحِ بِسُحرَةٍ / إِلى قَدرِ وِردِ الخامِسِ المُتَأَوِّبِ
مِنَ المُسبِلينَ الرَيطَ لَذٍّ كَأَنَّما / تَشَرَّبَ ضاحي جِلدِهِ لَونَ مُذهَبِ
وَعانٍ فَكَكتُ الكَبلَ عَنهُ وَسُدفَةٍ / سَرَيتُ وَأَصحابي هَدَيتُ بِكَوكَبِ
سَرَيتُ بِهِم حَتّى تَغَيَّبَ نَجمُهُم / وَقالَ النَعوسُ نَوَّرَ الصُبحُ فَاِذهَبِ
فَلَم أُسدِ ما أَرعى وَتَبلٍ رَدَدتُهُ / وَأَنجَحتُ بَعدَ اللَهِ مِن خَيرِ مَطلَبِ
وَدَعوَةِ مَرهوبٍ أَجَبتُ وَطَعنَةٍ / رَفَعتُ بِها أَصواتَ نَوحٍ مُسَلَّبِ
وَغَيثٍ بِدَكداكٍ يَزينُ وَهادَهُ / نَباتٌ كَوَشيِ العَبقَرِيِّ المُخَلَّبِ
أَرَبَّت عَلَيهِ كُلُّ وَطفاءَ جَونَةٍ / هَتوفٍ مَتى يُنزِف لَها الوَبلُ تَسكُبِ
بِذي بَهجَةٍ كَنَّ المَقانِبُ صَوبَهُ / وَزَيَّنَهُ أَطرافُ نَبتٍ مُشَرَّبِ
جَلاهُ طُلوعُ الشَمسِ لَمّا هَبَطتُهُ / وَأَشرَفتُ مِن قُضفانِهِ فَوقَ مَرقَبِ
وَصُحمٍ صِيامٍ بَينَ صَمدٍ وَرَجلَةٍ / وَبَيضٍ تُؤامٍ بَينَ مَيثٍ وَمِذنَبِ
بَسَرتُ نَداهُ لَم تَسَرَّب وُحوشُهُ / بِغَربٍ كَجِذعِ الهاجِرِيِّ المُشَذَّبِ
بِمُطَّرِدٍ جَلسٍ عَلَتهُ طَريقَةٌ / لِسَمكِ عِظامٍ عُرِّضَت لَم تُنَصَّبِ
إِذا ما نَأى مِنّي بَراحٌ نَفَضتُهُ / وَإِن يَدنُ مِنّي الغَيبُ أُلجِم فَأَركَبِ
رَفيعَ اللَبانِ مُطمَئِنّاً عِذارُهُ / عَلى خَدِّ مَنخوضِ الغَرارَينِ صُلَّبِ
فَلَمّا تَغَشّى كُلَّ ثَغرٍ ظَلامُهُ / وَأَلقَت يَداً في كافِرٍ مُسيَ مَغرِبِ
تَجافَيتُ عَنهُ وَاِتَّقاني عِنانُهُ / بِشَدٍّ مِنَ التَقريبِ عَجلانَ مُلهَبِ
رِضاكَ فَإِن تَضرِب إِذا مارَ عِطفُهُ / يَزِدكَ وَإِن تَقنَع بِذَلِكَ يَدأَبِ
هَوِيَّ غُدافٍ هَيَّجَتهُ جَنوبُهُ / حَثيثٍ إِلى أَذراءِ طَلحٍ وَتَنضُبِ
فَأَصبَحَ يُذريني إِذا ما اِحتَثَثتُهُ / بِأَزواجِ مَعلولٍ مِنَ الدَلوِ مُعشِبِ
وَيَومٍ هَوادي أَمرِهِ لِشَمالِهِ / يُهَتِّكُ أَخطالَ الطِرافِ المُطَنَّبِ
يُنيخُ المَخاضَ البُركَ وَالشَمسُ حَيَّةٌ / إِذا ذُكِّيَت نيرانُها لَم تَلَهَّبِ
ذَعَرتُ قِلاصَ الثَلجِ تَحتَ ظِلالِهِ / بِمَثنى الأَيادي وَالمَنيحِ المُعَقَّبِ
وَناجِيَةٍ أَنعَلتُها وَاِبتَذَلتُها / إِذا ما اِسجَهَرَّ الآلُ في كُلِّ سَبسَبِ
فَكَلَّفتُها وَهماً فَآبَت رَكِيَّةً / طَليحاً كَأَلواحِ الغَبيطِ المُذَأَأَبِ
مَتى ما أَشَأ أَسمَع عِراراً بِقَفرَةٍ / تُجيبُ زِماراً كَاليَراعِ المُثَقَّبِ
وَخَصمٍ قِيامٍ بِالعَراءِ كَأَنَّهُم / قُرومٌ غَيارى كُلَّ أَزهَرَ مُصعَبِ
عَلا المِسكَ وَالديباجَ فَوقَ نُحورِهِم / فَراشُ المَسيحِ كَالجُمانِ المُثَقَّبِ
نَشينُ صِحاحَ البيدِ كُلَّ عَشِيَّةٍ / بِعوجِ السَراءِ عِندَ بابٍ مُحَجَّبِ
شَهِدتُ فَلَم تَنجَح كَواذِبُ قَولُهُم / لَدَيَّ وَلَم أَحفِل ثَنا كُلِّ مِشغَبِ
أَصدَرتُهُم شَتّى كَأَنَّ قِسِيَّهُم / قُرونُ صِوارٍ ساقِطٍ مُتَلَغِّبِ
فَإِن يُسهِلوا فَالسَهلُ حَظّي وَطُرقَتي / وَإِن يُحزِنوا أَركَب بِهِم كُلَّ مَركَبِ
طَرِبَ الفُؤادُ وَلَيتَهُ لَم يَطرَبِ
طَرِبَ الفُؤادُ وَلَيتَهُ لَم يَطرَبِ / وَعَناهُ ذِكرى خُلَّةٍ لَم تَصقَبِ
سَفهاً وَلَو أَنّي أَطَعتُ عَواذِلي / فيما يُشِرنَ بِهِ بِسَفحِ المِذنَبِ
لَزَجَرتُ قَلباً لا يَريعُ لِزاجِرٍ / إِنَّ الغَويَّ إِذا نُهي لَم يُعتِبِ
فَتَعَزَّ عَن هَذا وَقُل في غَيرِهِ / وَاِذكُر شَمائِلَ مِن أَخيكَ المُنجِبِ
يا أَربَدَ الخَيرِ الكَريمَ جُدودُهُ / أَفرَدتَني أَمشي بِقَرنٍ أَعضَبِ
إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثلُها / فِقدانُ كُلِّ أَخٍ كَضَوءِ الكَوكَبِ
ذَهَبَ الَّذينَ يُعاشُ في أَكنافِهِم / وَبَقيتُ في خَلفٍ كَجِلدِ الأَجرَبِ
يَتَأَكَّلونَ مَغالَةً وَخِيانَةً / وَيُعابُ قائِلُهُم وَإِن لَم يَشغَبِ
وَلَقَد أَراني تارَةً مِن جَعفَرٍ / في مِثلِ غَيثِ الوابِلِ المُتَحَلَّبِ
مِن كُلِّ كَهلٍ كَالسِنانِ وَسَيِّدٍ / صَعبِ المَقادَةِ كَالفَنيقِ المُصعَبِ
مِن مَعشَرٍ سَنَّت لَهُم آباؤُهُم / وَالعِزُّ قَد يَأتي بِغَيرِ تَطَلُّبِ
فَبَرى عِظامي بَعدَ لَحمِيَ فَقدُهُم / وَالدَهرُ إِن عاتَبتُ لَيسَ بِمُعتِبِ
يا هَرِمَ اِبنَ الأَكرَمينَ مَنصِبا
يا هَرِمَ اِبنَ الأَكرَمينَ مَنصِبا /
إِنَّكَ قَد وَليتَ حُكماً مُعجِبا /
فَاِحكُم وَصَوِّب رَأيَ مَن تَصَوَّبا /
إِنَّ الَّذي يَعلو عَلَيها تُرتُبا /
لَخَيرُنا عَمّاً وَأُمّاً وَأَبا /
وَعامِرٌ خَيرُهُما مُرَكَّبا /
وَعامِرٌ أَدنى لَقَيسٍ نَسَبا /
هَل تَعرِفُ الدارَ بِسَفحِ الشَربَبَه
هَل تَعرِفُ الدارَ بِسَفحِ الشَربَبَه / مِن قُلَلِ الشِحرِ فَذاتِ العُنظُبَه
جَرَّت عَلَيها أَن خَوَت مِن أَهلِها / أَذيالَها كُلُّ عَصوفٍ حَصِبَه
يَمَّمنَ أَعداداً بِلُبنى أَو أَجا / مُضَفدَعاتٌ كُلُّها مُطَحلَبَه
أَروى الأَناويضَ وَأَروى مِذنَبَه /
فَبِتنا حَيثُ أَمسَينا قَريباً
فَبِتنا حَيثُ أَمسَينا قَريباً / عَلى جَسداءَ تَنبَحُنا الكَليبُ
نَقَلنا سَبيَهُم صِرماً فَصِرماً / إِلى صِرمٍ كَما نُقِلَ النَصيبُ
غَضِبنا لِلَذي لاقَت نُفَيلٌ / وَخَيرُ الطالِبي التَرَةِ الغَضوبُ
جَلَبنا الخَيلَ سائِلَةً عِجافاً / مِنَ الضُمرَينِ يَخبِطُها الضَريبُ
قوما تَجوبانِ مَعَ الأَنواحِ
قوما تَجوبانِ مَعَ الأَنواحِ /
في مَأتَمٍ مُهَجِّرِ الرَواحِ /
يَخمِشنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ /
في السُلُبِ السودِ وَفي الأَمساحِ /
وَأَبِّنا مُلاعِبَ الرِماحِ /
أَبا بَراءٍ مِدرَهَ الشِياحِ /
يا عامِرا يا عامِرَ الصَباحِ /
وَمِدرَهَ الكَتيبَةِ الرَداحِ /
وَفِتيَةٍ كَالرَسَلِ القِماحِ /
باكَرتَهُم بِحُلَلٍ وَراحِ /
وَزَعفَرانٍ كَدَمِ الأَذباحِ /
وَقَينَةٍ وَمِزهَرٍ صَدّاحِ /
لَو أَنَّ حَيّاً مُدرِكِ الفَلاحِ /
أَدرَكَهُ مُلاعِبُ الرِماحِ /
كانَ غِياثَ المُرمِلِ المُمتاحِ /
وَعِصمَةً في الزَمَنِ الكَلاحِ /
حينَ تَهُبُّ شَمأَلُ الرِياحِ /
كَأساً مِنَ الذيفانِ وَالذُباحِ /
تَرَكتَهُ لِلقَدَرِ المُتاحِ /
مُجَدَّلاً بِالصَفصَفِ الصَحاحِ /
حَمِدتُ اللَهَ وَاللَهُ الحَميدُ
حَمِدتُ اللَهَ وَاللَهُ الحَميدُ / وَلِلَّهِ المُؤَثَّلُ وَالعَديدُ
فَإِنَّ اللَهَ نافِلَةٌ تُقاهُ / وَلا يَقتالُها إِلّا سَعيدُ
وَلَستُ كَما يَقولُ أَبو حُفَيدٍ / وَلا نَدمانُهُ الرِخوُ البَليدُ
فَعَمّي اِبنُ الحَيا وَأَبو شُرَيحٍ / وَعَمّي خالِدٌ حَزمٌ وَجودُ
وَجَدّي فارِسُ الرَعشاءِ مِنهُم / رَئيسٌ لا أَسَرُّ وَلا سَنيدُ
وَشارَفَ في قُرى الأَريافِ خالي / وَأُعطِيَ فَوقَ ما يُعطى الوُفودُ
وَجَدتُ أَبي رَبيعاً لِليَتامى / وَلِلأَضيافِ إِذ حُبَّ الفَئيدُ
وَخالي خِديَمٌ وَأَبو زُهَيرٍ / وَزِنباعٌ وَمَولاهُم أَسيدُ
وَقَيسٌ رَهطُ آلَ أَبي أُسَيمٍ / فَإِن قايَستَ فَاِنظُر ما تُفيدُ
أولَئِكَ أُسرَتي فَاِجمَع إِلَيهِم / فَما في شُعبَتَيكَ لَهُم نَديدُ
قُضِيَ الأُمورُ وَأُنجِزَ المَوعودُ
قُضِيَ الأُمورُ وَأُنجِزَ المَوعودُ / وَاللَهُ رَبّي ماجِدٌ مَحمودُ
وَلَهُ الفَواضِلُ وَالنَوافِلُ وَالعُلا / وَلَهُ أَثيثُ الخَيرِ وَالمَعدودُ
وَلَقَد بَلَت إِرَمٌ وَعادٌ كَيدَهُ / وَلَقَد بَلَتهُ بَعدَ ذاكَ ثَمودُ
خَلّوا ثِيابَهُمُ عَلى عَوراتِهِ / فَهُمُ بِأَفنِيَةِ البُيوتِ هُمودُ
وَلَقَد سَئِمتُ مِنَ الحَياةِ وَطولِها / وَسُؤالِ هَذا الناسِ كَيفَ لَبيدُ
وَغَنَيتُ سَبتاً قَبلَ مُجرى داحِسٍ / لَو كانَ لِلنَفسِ اللَجوجِ خُلودُ
وَشَهِدتُ أَنجِيَةَ الأَفاقَةِ عالِياً / كَعبي وَأَردافُ المُلوكِ شُهودُ
وَأَبوكِ بُسرٌ لا يُفَنَّدُ عَمرَهُ / وَإِلى بِلىً ما يُرجَعَنَّ جَديدُ
غَلَبَ العَزاءَ وَكُنتُ غَيرَ مُغَلَّبٍ / دَهرٌ طَويلٌ دائِمٌ مَمدودُ
يَومٌ إِذا يَأتي عَلَيَّ وَلَيلَةٌ / وَكِلاهُما بَعدَ المَضاءِ يَعودُ
وَأَراهُ يَأتي مِثلَ يَومِ لَقيتُهُ / لَم يَنصَرِم وَضَعُفتُ وَهوَ شَديدُ
وَحَمَيتُ قَومي إِذ دَعَتني عامِرٌ / وَتَقَدَّمَت يَومَ الغَبيطِ وُفودُ
وَتَداكَأَت أَركانُ كُلِّ قَبيلَةٍ / وَفَوارِسُ المَلِكِ الهُمامِ تَذودُ
أَكرَمتُ عِرضي أَن يُنالَ بِنَجوَةٍ / إِنَّ البَريءَ مِنَ الهَناتِ سَعيدُ
ما إِن أَهابُ إِذا السُرادِقُ غَمَّهُ / قَرعُ القِسيِّ وَأُرعِشَ الرِعديدُ
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ
ما إِن تُعَرّي المَنونُ مِن أَحَدِ / لا والِدٍ مُشفِقٍ وَلا وَلَدِ
أَخشى عَلى أَربَدَ الحُتوفَ وَلا / أَرهَبُ نَوءَ السِماكِ وَالأَسَدِ
فَجَّعَني الرَعدُ وَالصَواعِقُ بِال / فارِسِ يَومَ الكَريهَةِ النَجُدِ
الحارِبِ الجابِرِ الحَريبَ إِذا / جاءَ نَكيباً وَإِن يَعُد يَعُدِ
يَعفو عَلى الجَهدِ وَالسُؤالِ كَما / أُنزِلَ صَوبُ الرَبيعِ ذي الرَصَدِ
لَم يُبلِغِ العَينَ كُلَّ نَهمَتِها / لَيلَةَ تُمسي الجِيادُ كَالقِدَدِ
كُلُّ بَني حُرَّةٍ مَصيرُهُمُ / قُلٌّ وَإِن أَكثَرَت مِنَ العَدَدِ
إِن يُغبَطوا يُهبَطوا وَإِن أَمِروا / يَوماً يَصيروا لِلهُلكِ وَالنَكَدِ
يا عَينُ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ / قُمنا وَقامَ الخُصومُ في كَبَدِ
وَعَينِ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ / أَلوَت رِياحُ الشِتاءِ بِالعَضَدِ
فَأَصبَحَت لاقِحاً مُصَرَّمَةٍ / حينَ تَقَضَّت غَوابِرُ المُدَدِ
إِن يَشغَبوا لا يُبالِ شَغبَهُمُ / أَو يَقصِدوا في الحُكومِ يَقتَصِدِ
حُلوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ / مُرٌّ لَطيفُ الأَحشاءِ وَالكَبَدِ
الباعِثُ النَوحَ في مَآتِمِهِ / مِثلَ الظِباءِ الأَبكارِ بِالجَرَدِ
لَن تُفنِيا خَيراتِ أَر
لَن تُفنِيا خَيراتِ أَر / بَدَ فَاِبكِيا حَتّى يَعودا
قولا هُوَ البَطَلُ المُحامي / حينَ يُكسَونَ الحَديدا
وَيَصُدُّ عَنّا الظالِمينَ / إِذا لَقينا القَومَ صيدا
فَاِعتاقَهُ رَيبُ البَريَّ / ةِ إِذ رَأى أَن لا خُلودا
فَثَوى وَلَم يوجَع وَلَم / يوصَب وَكانَ هُوَ الفَقيدا
اِنعَ الكَريمَ لِلكَريمِ أَربَدا
اِنعَ الكَريمَ لِلكَريمِ أَربَدا /
اِنعَ الرَئيسَ وَاللَطيفَ كَبِدا /
يُحذي وَيُعطي مالَهُ لِيُحمَدا /
أُدماً يُشَبَّهنَ صُواراً أُبَّدا /
السابِلُ الفَضلِ إِذا ما عُدِّدا /
وَيَملَأُ الجَفنَةَ مَلأً مَدَدا /
رِفهاً إِذا يَأتي ضَريكٌ وَرَدا /
مِثلُ الَّذي في الغَيلِ يَقرو جُمُدا /
يَزدادُ قُرباً مِنهُمُ أَن يوعَدا /
أَورَثتَنا تُراثَ غَيرِ أَنكَدا /
غِنىً وَمالاً طارِفاً وَأَتلَدا /
شَرخاً صُقوراً يافِعاً وَأَمرَدا /
راحَ القَطينُ بِهَجرٍ بَعدَما اِبتَكَروا
راحَ القَطينُ بِهَجرٍ بَعدَما اِبتَكَروا / فَما تُواصِلُهُ سَلمى وَما تَذَرُ
مَنأى الفَرورِ فَما يَأتي المُريدَ وَما / يَسلو الصُدودَ إِذا ما كانَ يَقتَدِرُ
كَأَنَّ أَظعانَهُم في الصُبحِ غادِيَةً / طَلحُ السَلائِلِ وَسطَ الرَوضِ أَو عُشَرُ
أَو بارِدُ الصَيفِ مَسجورٌ مَزارِعُهُ / سودُ الذَوائِبِ مِمّا مَتَّعَت هَجَرُ
جَعلٌ قِصارٌ وَعَيدانٌ يَنوءُ بِهِ / مِنَ الكَوافِرِ مَكمومٌ وَمُهتَصِرُ
يَشرَبنَ رَفهاً عِراكاً غَيرَ صادِرَةٍ / فَكُلُّها كارِعٌ في الماءِ مُغتَمِرُ
بَينَ الصَفا وَخَليجِ العَينِ ساكِنَةٌ / غُلبٌ سَواجِدُ لَم يَدخُل بِها الحَصَرُ
وَفي الحُدوجِ عَروبٌ غَيرُ فاحِشَةٍ / رَيّا الرَوادِفِ يَعشى دونَها البَصَرُ
كَأَنَّ فاها إِذا ما اللَيلُ أَلبَسَها / سَيابَةٌ ما بِها عَيبٌ وَلا أَثَرُ
قالَت غَداةَ اِنتَجَينا عِندَ جارَتِها / أَنتَ الَّذي كُنتُ لَولا الشَيبُ وَالكِبَرُ
فَقُلتُ لَيسَ بَياضُ الرَأسِ مِن كِبرٍ / لَو تَعلَمينَ وَعِندَ العالِمِ الخَبَرُ
لَو كانَ غَيري سُلَيمى اليَومَ غَيَّرَهُ / وَقعُ الحَوادِثِ إِلّا الصارِمُ الذَكَرُ
ما يَمنَعُ اللَيلُ مِنّي ما هَمَمتُ بِهِ / وَلا أَحارُ إِذا ما اِعتادَني السَفَرُ
إِنّي أُقاسي خُطوباً ما يَقومُ لَها / إِلّا الكِرامُ عَلى أَمثالِها الصُبُرُ
مِن فَقدِ مَولىً تَصورُ الحَيَّ جَفنَتُهُ / أَو رُزءُ مالٍ وَرُزءُ المالِ يُجتَبَرُ
وَالنيبُ إِن تَعرُ مِنّي رَمَّةً خَلَقاً / بَعدَ المَماتِ فَإِنّي كُنتُ أَثَّئِرُ
وَلا أَضِنُّ بِمَعروفِ السَنامِ إِذا / كانَ القُتارُ كَما يُستَروَحُ القُطُرُ
وَلا أَقولُ إِذا ما أَزمَةٌ أَزَمَت / يا وَيحَ نَفسِيَ مِمّا أَحدَثَ القَدَرُ
وَلا أُضِلُّ بِأَصحابٍ هَدَيتُهُمُ / إِذا المُعَبَّدُ في الظَلماءِ يَنتَشِرُ
وَأُربِحُ التَجرَ إِن عَزَّت فِضالُهُمُ / حَتّى يَعودَ سُلَيمى حَولَهُ نَفَرُ
غَربُ المَصَبَّةِ مَحمودٌ مَصارِعُهُ / لاهي النَهارِ لِسَيرِ اللَيلِ مُحتَقِرُ
يُروي قَوامِحَ قَبلَ اللَيلِ صادِقَةً / أَشباهَ جِنٍّ عَلَيها الرَيطُ وَالأُزُرُ
إِن يُتلِفوا يُخلِفوا في كُلِّ مَنقَصَةٍ / ما أَتلَفوا لِاِبتِغاءِ الحَمدِ أَو عَقَروا
نُعطي حُقوقاً عَلى الأَحسابِ ضامِنَةً / حَتّى يُنَوِّرَ في قُريانِهِ الزَهَرُ
وَأَقطَعُ الخَرقَ قَد بادَت مَعالِمُهُ / فَما يُحَسُّ بِهِ عَينٌ وَلا أَثَرُ
بِجَسرَةٍ تَنجُلُ الظُرّانَ ناجِيَةَ / إِذا تَوَقَّدَ في الدَيمومَةِ الظُرَرُ
كَأَنَّها بَعدَما أَفنَيتُ جُبلَتَها / خَنساءُ مَسبوعَةٌ قَد فاتَها بَقَرُ
تَنجو نَجاءَ ظَليمِ الجَوِّ أَفزَعَهُ / ريحُ الشَمالِ وَشَفّانٌ لَها دِرَرُ
باتَت إِلى دَفِّ أَرطاةٍ تُحَفِّرُهُ / في نَفسِها مِن حَبيبٍ فاقِدٍ ذِكَرُ
إِذا اِطمَأَنَّت قَليلاً بَعدَما حَفَرَت / لا تَطمَئِنُّ إِلى أَرطاتِها الحُفَرُ
تَبني بُيوتاً عَلى قَفرٍ يُهَدِّمُها / جَعدُ الثَرى مُصعَبٌ في دَفِّهِ زَوَرُ
لَيلَتَها كُلَّها حَتّى إِذا حَسَرَت / عَنها النُجومُ وَكادَ الصُبحُ يَنسَفِرُ
غَدَت عَلى عَجَلٍ وَالنَفسُ خائِفَةٌ / وَآيَةٌ مِن غُدُوِّ الخائِفِ البُكَرُ
لاقَت أَخا قَنَصٍ يَسعى بِأَكلُبِهِ / شَأنَ البَنانِ لَدَيهِ أَكلُبٌ جُسُرُ
وَلَّت فَأَدرَكَها أولى سَوابِقِها / فَأَقبَلَت ما بِها رَوعٌ وَلا بَهَرُ
فَقاتَلَت في ظِلالِ الرَوعِ وَاِعتَكَرَت / إِنَّ المُحامِيَ بَعدَ الرَوعِ يَعتَكِرُ
وَلَم تَحمَ عَبدُ اللَهِ لا دَرَّ دَرُّها
وَلَم تَحمَ عَبدُ اللَهِ لا دَرَّ دَرُّها / عَلى خَيرِ قَتلاها وَلَم تَحمَ جَعفَرُ
وَلَم تَحمَ أَولادُ الضَبابِ كَأَنَّما / تُساقُ بِهِم وَسطَ الصَريمَةِ أَبكُرُ
وَدَوكُم غَضا الوادي فَلَم تَكُ دِمنَةٌ / وَلا تِرَةٌ يَسعى بِها المُتَذَكِّرُ
أَجِدَّكُمُ لَم تَمنَعوا الدَهرَ تَلعَةً / كَما مَنَعَت عُرضَ الحِجازِ مُبَشِّرُ
لَوَشكانَ ما أَعطَيتَني القَومَ عَنوَةً / هِيَ السُنَّةُ الشَنعاءُ وَالطَعنُ يَظأَرُ
لَشَتّانَ حَربٌ أَو تَبوءوا بِخِزيَةٍ / وَقَد يَقبَلُ الضَيمَ الذَليلُ المُسَيَّرُ
يا بِشرُ بِشرَ إِيادٍ أَيُّكُم
يا بِشرُ بِشرَ إِيادٍ أَيُّكُم / أَدّى أُرَيكَةَ يَومَ هَضبِ الأَجشُرِ
يَتَرادَفُ الوِلدانُ فَوقَ فَقارِها / بِنِها الرَدافِ إِلى أَسِنَّةِ مَحضَرِ
جاءَت عَلى قَتَبٍ وَعِدلِ مَزادَةٍ / وَأَرَحتُموها مِن عِلاجِ الأَيصَرِ
مَن كانَ مِنّي جاهِلاً أَو مُغَمَّراً
مَن كانَ مِنّي جاهِلاً أَو مُغَمَّراً / فَما كانَ بِدعاً مِن بَلائِيَ عامِرُ
أَلِفتُكَ حَتّى أَخمَرَ القَومُ ظِنَّةً / عَلَيَّ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَكابِرُ
وَدافَعتُ عَنكَ الصيدَ مِن آلِ دارِمٍ / وَمِنهُم قَبيلٌ في السُرادِقِ فاخِرُ
فُقَيمٌ وَعَبدُ اللَهِ في عِزِّ نَهشَلٍ / بِثَيتَلَ كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ
فَذُدتُ مَعَدّاً وَالعِبادَ وَطَيِّئاً / وَكَلباً كَما ذيدَ الخِماسُ البَواكِرُ
عَلى حينَ مَن تَلبَث عَلَيهِ ذَنوبُهُ / يَجِد فَقدَها وَفي الذِنابِ تَداثُرُ
وَسُقتُ رَبيعاً بِالفَناءِ كَأَنَّهُ / قَريعُ هِجانٍ يَبتَغي مَن يُخاطِرُ
فَأَفحَمتُهُ حَتّى اِستَكانَ كَأَنَّهُ / قَريحُ سُلالٍ يَكتَفُ المَشيَ فاتِرُ
وَيَومَ ظَعَنتُم فَاِصمَعَدَّت وُفودُكُم / بِأَجمادِ فاثورٍ كَريمٌ مُصابِرُ
وَيَومَ مَنَعتُ الحَيَّ أَن يَتَفَرَّقوا / بِنَجرانَ فَقري ذَلِكَ اليَومَ فاقِرُ
وَيَوماً بِصَحراءِ الغَبيطِ وَشاهِدي ال / مُلوكُ وَأَردافُ المُلوكِ العَراعِرُ
وَفي كُلِّ يَومٍ ذي حِفاظٍ بَلَوتَني / فَقُمتُ مَقاماً لَم تَقُمهُ العَواوِرُ
لِيَ النَصرُ مِنهُم وَالوَلاءُ عَلَيكُمُ / وَما كُنتُ فَقعاً أَنبَتَتهُ القَراقِرُ
وَأَنتَ فَقيرٌ لَم تُبَدَّل خَليفَةً / سِوايَ وَلَم يَلحَق بَنوكَ الأَصاغِرُ
فَقُلتُ اِزدَجِر أَحناءَ طَيرِكَ وَاِعلَمَن / بِأَنَّكَ إِن قَدَّمتَ رِجلَكَ عاثِرُ
وَإِنَّ هَوانَ الجارِ لِلجارِ مُؤلِمٌ / وَفاقِرَةٌ تَأوي إِلَيها الفَواقِرُ
فَأَصبَحتَ أَنّى تَأتِها تَبتَئِس بِها / كِلا مَركَبَيها تَحتَ رِجلَيكَ شاجِرُ
فَإِن تَتَقَدَّم تَغشَ مِنها مُقَدَّماً / عَظيماً وَإِن أَخَّرتَ فَالكِفلُ فاجِرُ
وَما يَكُ مِن شَيءٍ فَقَد رُعتَ رَوعَةً / أَبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ
فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً ذا حَفيظَةٍ / إِذاً زَفَّ راعي البَهمِ وَالبَهمُ نافِرُ
فَلا تَبغِيَنّي إِن أَخَذتَ وَسيقَةً / مِنَ الأَرضِ إِلّا حَيثُ تُبغى الجَعافِرُ
أولَئِكَ أَدنى لي وَلاءً وَنَصرُهُم / قَريبٌ إِذا ما صَدَّ عَنّي المَعاشِرُ
مَتى تَعدُ أَفراسي وَراءَ وَسيقَتي / يَصِر مَعقِلَ الحَقِّ الَّذي هُوَ صائِرُ
فَجَمَّعتُها بَعدَ الشَتاتِ فَأَصبَحَت / لَدى اِبنِ أَسيدٍ مُؤنِقاتٌ خَناجِرُ
أُعاذِلَ قَومي فَاِعذُلي الآنَ أَو ذَري
أُعاذِلَ قَومي فَاِعذُلي الآنَ أَو ذَري / فَلَستُ وَإِن أَقصَرتِ عَنّي بِمُقصِرِ
أُعاذِلَ لا وَاللَهِ ما مِن سَلامَةٍ / وَلَو أَشفَقَت نَفسُ الشَحيحِ المُثَمِّرِ
أَقي العِرضَ بِالمالِ التِلادِ وَأَشتَري / بِهِ الحَمدَ إِنَّ الطالِبَ الحَمدَ مُشتَري
وَكَم مُشتَرٍ مِن مالِهِ حُسنَ صيتِهِ / لِأَيّامِهِ في كُلِّ مَبدىً وَمَحضَرِ
أُباهي بِهِ الأَكفاءَ في كُلِّ مَوطِنٍ / وَأَقضي فُروضَ الصالِحينَ وَأَقتَري
فَإِمّا تَرَيني اليَومَ عِندَكِ سالِماً / فَلَستُ بِأَحيا مِن كِلابٍ وَجَعفَرِ
وَلا مِن أَبي جَزءٍ وَجاري حَمومَةٍ / قَتيلِهِما وَالشارِبِ المُتَقَطِّرِ
وَلا الأَحوَصَينِ في لَيالٍ تَتابَعا / وَلا صاحِبِ البَرّاضِ غَيرِ المُغَمَّرِ
وَلا مِن رَبيعِ المُقتِرينَ رُزِئتُهُ / بِذي عَلَقٍ فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري
وَقَيسِ بنِ جَزءٍ يَومَ نادى صِحابَهُ / فَعاجوا عَلَيهِ مِن سَواهِمُ ضُمَّرِ
طَوَتهُ المَنايا فَوقَ جَرداءَ شَطبَةٍ / تَدِفُّ دَفيفَ الرائِحِ المُتَمَطِّرِ
فَباتَ وَأَسرى القَومُ آخِرَ لَيلِهِم / وَما كانَ وَقّافاً بِدارِ مُعَصَّرِ
وَبِالفورَةِ الحَرّابُ ذو الفَضلِ عامِرٌ / فَنِعمَ ضِياءُ الطارِقِ المُتَنَوِّرِ
وَنِعمَ مُناخُ الجارِ حَلَّ بِبَيتِهِ / إِذا ما الكَعابُ أَصبَحَت لَم تَسَتَّرِ
وَمَن كانَ أَهلَ الجودِ وَالحَزمِ وَالنَدى / عُبَيدَةُ وَالحامي لَدى كُلِّ مَحجَرِ
وَسَلمى وَسَلمى أَهلُ جودٍ وَنائِلٍ / مَتى يَدعُ مَولاهُ إِلى النَصرِ يُنصَرِ
وَبَيتُ طُفَيلٍ بِالجُنَينَةِ ثاوِياً / وَبَيتُ سُهَيلٍ قَد عَلِمتِ بِصَوءَرِ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً / وَحَسناءَ قامَت عَن طِرافٍ مُجَوَّرِ
تَبُلُّ خُموشَ الوَجهِ كُلُّ كَريمَةٍ / عَوانٍ وَبِكرٍ تَحتَ قَرٍّ مُخَدَّرِ
وَبِالجَرِّ مِن شَرقِيِّ حَرسٍ مُحارِبٌ / شُجاعٌ وَذو عَقدٍ مِنَ القَومِ مُحتَرِ
شِهابُ حُروبٍ لا تَزالُ جِيادُهُ / عَصائِبَ رَهواً كَالقَطا المُتَبَكِّرِ
وَصاحِبُ مَلحوبٍ فُجِعنا بِيَومِهِ / وَعِندَ الرِداعِ بَيتُ آخَرَ كَوثَرِ
أولَئِكَ فَاِبكي لا أَبا لَكِ وَاِندُبي / أَبا حازِمٍ في كُلِّ يَومٍ مُذَكَّرِ
فَشَيَّعَهُم حَمدٌ وَزانَت قُبورَهُم / سَرارَةُ رَيحانٍ بِقاعٍ مُنَوِّرِ
وَشُمطَ بَني ماءِ السَماءِ وَمُردَهُم / فَهَل بَعدَهُم مِن خالِدٍ أَو مُعَمَّرِ
وَمَن فادَ مِن إِخوانِهِم وَبَنيهِم / كُهولٌ وَشُبّانٌ كَجِنَّةِ عَبقَرِ
مَضَوا سَلَفاً قَصدُ السَبيلِ عَلَيهِمِ / بَهِيٌّ مِنَ السُلّافِ لَيسَ بِحَيدَرِ
فَكائِن رَأَيتُ مِن بَهاءٍ وَمَنظَرٍ / وَمِفتَحِ قَيدٍ لِلأَسيرِ المُكَفَّرِ
وَكائِن رَأَيتُ مِن مُلوكٍ وَسوقَةٍ / وَراحِلَةٍ شُدَّت بِرَحلٍ مُحَبَّرِ
وَأَفنى بَناتُ الدَهرِ أَربابَ ناعِطٍ / بِمُستَمَعٍ دونَ السَماءِ وَمَنظَرِ
وَبِالحارِثِ الحَرّابِ فَجَّعنَ قَومَهُ / وَلَو هاجَهُم جاءوا بِنَصرٍ مُؤَزَّرِ
وَأَهلَكنَ يَوماً رَبَّ كِندَةَ وَاِبنَهُ / وَرُبَّ مَعَدٍّ بَينَ خَبتٍ وَعَرعَرِ
وَأَعوَصنَ بِالدومِيِّ مِن رَأسِ حِصنِهِ / وَأَنزَلنَ بِالأَسبابِ رَبَّ المُشَقَّرِ
وَأَخلَفنَ قُسّاً لَيتَني وَلَوَ أَنَّني / وَأَعيا عَلى لُقمانَ حُكمُ التَدَبُّرِ
فَإِن تَسأَلينا فيمَ نَحنُ فَإِنَّنا / عَصافيرُ مِن هَذا الأَنامِ المُسَحَّرِ
عَبيدٌ لِحَيِّ حِميَرٍ إِن تَمَلَّكوا / وَتَظلِمُنا عُمّالُ كِسرى وَقَيصَرِ
وَنَحنُ وَهُم مُلكٌ لِحِميَرَ عَنوَةً / وَما إِن لَنا مِن سادَةٍ غَيرَ حِميَرِ
تَبابِعَةٌ سَبعونَ مِن قَبلِ تُبَّعٍ / تَوَلّوا جَميعاً أَزهَراً بَعدَ أَزهَرِ
نَحُلُّ بِلاداً كُلُّها حُلَّ قَبلَنا / وَنَرجو الفَلاحَ بَعدَ عادٍ وَحِميَرِ
وَإِنّا وَإِخواناً لَنا قَد تَتابَعوا / لَكَالمُغتَدي وَالرائِحِ المُتَهَجِّرِ
هَلِ النَفسُ إِلّا مُتعَةٌ مُستَعارَةٌ / تُعارُ فَتَأتي رَبَّها فَرطَ أَشهُرِ
لَعَمري لَئِن كانَ المُخَبِّرُ صادِقاً
لَعَمري لَئِن كانَ المُخَبِّرُ صادِقاً / لَقَد رُزِئَت في سالِفِ الدَهرِ جَعفَرُ
فَتىً كانَ أَمّا كُلَّ شَيءٍ سَأَلتَهُ / فَيُعطي وَأَمّا كُلَّ ذَنبٍ فَيَغفِرُ
فَإِن يَكُ نَوءٌ مِن سَحابٍ أَصابَهُ / فَقَد كانَ يَعلو في اللِقاءِ وَيَظفَرُ