المجموع : 54
حَلَّت تُماضِرُ بَعدَنا رَبَبا
حَلَّت تُماضِرُ بَعدَنا رَبَبا / فَالغَمرَ فَالمُرّينِ فَالشُعَبا
حَلَّت شَآمِيَّةً وَحَلَّ قَساً / أَهلي فَكانَ طِلابُها نَصَبا
لَحِقَت بِأَرضِ المُنكَرينَ وَلَم / تُمكِن لِحاجَةِ عاشِقٍ طَلَبا
شَبَّهتُ آياتٍ بَقينَ لَها / في الأَوَّلينَ زَخارِفاً قُشُبا
تَمشي بِها رُبدُ النَعامِ كَما / تَمشي إِماءٌ سُربِلَت جُبَبا
وَلَقَد أَروغُ عَلى الخَليلِ إِذا / خانَ الخَليلُ الوَصلَ أَو كَذَبا
بِجُلالَةٍ سَرحِ النَجاءِ إِذا / آلُ الجَفاجِفِ حَولَها اِضطَربا
وَكَسَت لَوامِعُهُ جَوانِبَها / قُصَصاً وَكانَ لِأَكمِها سَبَبا
خَلَطَت إِذا ما السيرُ جَدَّ بِها / مَعَ لينِها بِمِراحِها غَضَبا
وَكَأَنَّ أَقتادي رَمَيتُ بِها / بَعدَ الكَلالِ مُلَمَّعاً شَبَبا
مِن وَحشِ أَنبَطَ باتَ مُنكَرِساً / حَرِجاً يُعالِجُ مُظلِماً صَخِبا
لَهَقاً كَأَنَّ سَراتَهُ كُسِيَت / خَرَزاً نَقا لَم يَعدُ أَن قَشُبا
حَتّى أُتيحَ لَهُ أَخو قَنَصٍ / شَهمٌ يُطِرُّ ضَوارِياً كُثُبا
يُنحي الدِماءَ عَلى تَرائِبِها / وَالقِدَّ مَعقوداً وَمُنقَضِبا
فَذَأَونَهُ شَرفاً وَكُنَّ لَهُ / حَتّى تُفاضِلَ بَينَها جَلَبا
حَتّى إِذا الكَلّابُ قالَ لَها / كَاليَومِ مَطلوباً وَلا طَلَبا
ذَكَرَ القِتالَ لَها فَراجَعَها / عَن نَفسِهِ وَنُفوسَها نَدَبا
فَنَحا بِشِرَّتِهِ لِسابِقِها / حَتّى إِذا ما رَوقُهُ اِختَضَبا
كَرِهَت ضَوارِيَها اللِحاقَ بِهِ / مُتَباعِداً مِنها وَمُقتَرِبا
وَاِنقَضَّ كَالدِرّيءِ يَتبَعُهُ / نَقعٌ يَثورُ تَخالُهُ طُنُبا
يَخفى وَأَحياناً يَلوحُ كَما / رَفَعَ المُنيرُ بِكَفِّهِ لَهَبا
أَبَني لُبَينى لَم أَجِد أَحَداً / في الناسِ أَلأَمَ مِنكُمُ حَسَبا
وَأَحَقَّ أَن يُرمى بِداهِيَةٍ / إِنَّ الدَواهِيَ تَطلُعُ الحَدَبا
وَإِذا تُسوئِلَ عَن مَحاتِدِكُم / لَم توجَدوا رَأساً وَلا ذَنَبا
صَبَوتَ وَهَل تَصبو وَرَأسُكَ أَشيَبُ
صَبَوتَ وَهَل تَصبو وَرَأسُكَ أَشيَبُ / وَفاتَتكَ بِالرَهنِ المُرامِقِ زَينَبُ
وَغَيَّرَها عَن وَصلِها الشَيبُ إِنَّهُ / شَفيعٌ إِلى بيضِ الخُدورِ مُدَرِّبُ
فَلَمّا أَتى حِزّانَ عَردَةَ دونَها / وَمِن ظَلَمٍ دونَ الظَهيرَةِ مَنكِبُ
تَضَمَّنَها وَاِرتَدَّتِ العَينُ دونَها / طَريقُ الجِواءِ المُستَنيرُ فَمُذهَبُ
وَصَبَّحَنا عارٌ طَويلٌ بِناؤُهُ / نُسَبُّ بِهِ ما لاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَكثَرَ باكِياً / وَوَجهاً تُرى فيهِ الكَآبَةُ تَجنَبُ
أَصابوا البَروكَ وَاِبنَ حابِسِ عَنوَةً / فَظَلَّ لَهُم بِالقاعِ يَومٌ عَصَبصَبُ
وَإِنَّ أَبا الصَهباءِ في حَومَةِ الوَغى / إِذا اِزوَرَّتِ الأَبطالُ لَيثٌ مُحَرَّبُ
وَمِثلَ اِبنَ غَنمٍ إِن ذُحولٌ تُذُكِّرَت / وَقَتلى تَياسٍ عَن صَلاحٍ تُعَرِّبُ
وَقَتلى بِجَنبِ القُرنَتَينِ كَأَنَّها / نُسورٌ سَقاها بِالدِماءِ مُقَشِّبُ
حَلَفتُ بِرَبِّ الدامِياتِ نُحورُها / وَما ضَمَّ أَجمادُ اللُبَينِ وَكَبكَبُ
أَقولُ بِما صَبَّت عَلَيَّ غَمامَتي / وَجُهدِيَ في حَبلِ العَشيرَةِ أَحطِبُ
أَقولُ فَأَمّا المُنكَراتِ فَأَتَّقي / وَأَمّا الشَذا عَنّي المُلِمَّ فَأَشذِبُ
بَكَيتُم عَلى الصُلحِ الدُماجِ وَمِنكُمُ / بِذي الرِمثِ مِن وادي تَبالَةَ مِقنَبُ
فَأَحلَلتُمُ الشَربَ الَّذي كانَ آمِناً / مَحَلّاً وَخيماً عوذُهُ لا تَحَلَّبُ
إِذا ما عُلوا قالوا أَبونا وَأُمُّنا / وَلَيسَ لَهُم عالينَ أُمٌّ وَلا أَبُ
فَتَحدِرُكُم عَبسٌ إِلَينا وَعامِرٌ / وَتَرفَعُنا بَكرٌ إِلَيكُم وَتَغلِبُ
نُبِّئتُ أَنَّ بَني جَديلَةَ أَوعَبوا
نُبِّئتُ أَنَّ بَني جَديلَةَ أَوعَبوا / نَفراءَ مِن سَلمى لَهُم وَتَكَتَّبوا
أَلَم تُكسَفِ الشَمسُ وَالبَدرُ وَال
أَلَم تُكسَفِ الشَمسُ وَالبَدرُ وَال / كَواكِبُ لِلجَبَلِ الواجِبِ
لِفَقدِ فَضالَةَ لا تَستَوي ال / فُقودُ وَلا خَلَّةُ الذاهِبِ
أَلَهفاً عَلى حُسنِ أَخلاقِهِ / عَلى الجابِرِ العَظمِ وَالحارِبِ
عَلى الأَروَعِ السَقبِ لَو أَنَّهُ / يَقومُ عَلى ذِروَةِ الصاقِبِ
لَأَصبَحَ رَتماً دُقاقَ الحَصى / كَمَتنِ النَبِيِّ مِنَ الكاثِبِ
وَرَقبَتِهِ حَتَماتِ المُلو / كِ بَينَ السُرادِقِ وَالحاجِبِ
وَيَكفي المَقالَةَ أَهلَ الرِجا / لِ غَيرَ مَعيبٍ وَلا عائِبِ
وَيَحبو الخَليلَ بِخَيرِ الحِبا / ءِ غَيرَ مُكِبٍّ وَلا قاطِبِ
بِرأَسِ النَجيبَةِ وَالعَبدِ وَال / وَليدَةِ كَالجُؤذُرِ الكاعِبِ
وَبِالأُدمِ تُحدى عَلَيها الرِحا / لُ وَبِالشَولِ في الفَلَقِ العاشِبِ
فَمَن يَكُ ذا نائِلٍ يَسعَ مِن / فَضالَةَ في أَثَرٍ لاحِبِ
هُوَ الواهِبُ العِلقَ عَينَ النَفي / سِ وَالمُتَعَلِّي عَلى الواهِبِ
نَجيحٌ مَليحٌ أَخو مَأقِطٍ / نِقابٌ يُحَدِّثُ بِالغائِبِ
فَأَبرَحتَ في كُلِّ خَيرٍ فَما / يُعاشِرُ سَعيَكَ مِن طالِبِ
وَدِّع لَميسَ وَداعَ الصارِمِ اللاحي
وَدِّع لَميسَ وَداعَ الصارِمِ اللاحي / إِذ فَنَّكَت في فَسادٍ بَعدَ إِصلاحِ
إِذ تَستَبيكَ بِمَصقولٍ عَوارِضُهُ / حَمشِ اللِثاتِ عِذابٍ غَيرِ مِملاحِ
وَقَد لَهَوتُ بِمِثلِ الرِئمِ آنِسَةٍ / تُصبي الحَليمَ عَروبٍ غَيرِ مِكلاحِ
كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتَبَقَت / مِن ماءِ أَصهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ
أَو مِن مُعَتَّقَةٍ وَرهاءَ نَشوَتُها / أَو مِن أَنابيبِ رُمّانٍ وَتُفّاحِ
هَبَّت تَلومُ وَلَيسَت ساعَةَ اللاحي / هَلّا اِنتَظَرتِ بِهَذا اللَومِ إِصباحي
قاتَلَها اللَهُ تَلحاني وَقَد عَلِمَت / أَنّي لِنَفسِيَ إِفسادي وَإِصلاحي
إِن أَشرَبِ الخَمرَ أَو أُرزَأ لَها ثَمَناً / فَلا مَحالَةَ يَوماً أَنَّني صاحي
وَلا مَحالَةَ مِن قَبرٍ بِمَحنِيَةٍ / وَكَفَنٍ كَسَراةِ الثَورِ وَضّاحِ
دَعِ العَجوزَينِ لا تَسمَع لِقيلِهِما / وَاِعمَد إِلى سَيِّدٍ في الحَيِّ جَحجاحِ
كانَ الشَبابُ يُلَهّينا وَيُعجِبُنا / فَما وَهَبنا وَلا بِعنا بِأَرباحِ
إِنّي أَرِقتُ وَلَم تَأرَق مَعي صاحي / لِمُستَكِفٍّ بُعَيدَ النَومِ لَوّاحِ
قَد نُمتَ عَنّي وَباتَ البَرقُ يُسهِرُني / كَما اِستَضاءَ يَهودِيٌّ بِمِصباحِ
يا مَن لِبَرقٍ أَبيتُ اللَيلَ أَرقُبُهُ / في عارِضٍ كَمُضيءِ الصُبحِ لَمّاحِ
دانٍ مُسِفٍّ فُوَيقَ الأَرضِ هَيدَبُهُ / يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالراحِ
كَأَنَّ رَيِّقَهُ لَمّا عَلا شَطِباً / أَقرابُ أَبلَقَ يَنفي الخَيلَ رَمّاحِ
هَبَّت جَنوبٌ بِأَعلاهُ وَمالَ بِهِ / أَعجازُ مُزنٍ يَسُحُّ الماءِ دَلّاحِ
فَاِلتَجَّ أَعلاهُ ثُمَّ اِرتَجَّ أَسفَلُهُ / وَضاقَ ذَرعاً بِحَملِ الماءِ مُنصاحِ
كَأَنَّما بَينَ أَعلاهُ وَأَسفَلِهِ / رَيطٌ مُنَشَّرَةٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ
يَنزَعُ جِلدَ الحَصى أَجَشُّ مُبتَرِكٌ / كَأَنَّهُ فاحِصٌ أَو لاعِبٌ داحي
فَمَن بِنَجوَتِهِ كَمَن بِمَحفِلِهِ / وَالمُستَكِنُّ كَمَن يَمشي بِقِرواحِ
كَأَنَّ فيهِ عِشاراً جِلَّةً شُرُفاً / شُعثاً لَهاميمَ قَد هَمَّت بِإِرشاحِ
هُدلاً مَشافِرُها بُحّاً حَناجِرُها / تُزجي مَرابيعَها في صَحصَحٍ ضاحي
فَأَصبَحَ الرَوضُ وَالقيعانُ مُمرِعَةً / مِن بَينِ مُرتَفِقٍ مِنها وَمُنطاحِ
وَقَد أَراني أَمامَ الحيِّ تَحمِلُني / جُلذِيَّةٌ وَصَلَت دَأياً بِأَلواحِ
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ صَلَّبَها / جَرمُ السَوادِيِّ رَضّوهُ بِمِرضاحِ
سَقى دِيارَ بَني عَوفٍ وَساكِنَها / وَدارَ عَلقَمَةِ الخَيرِ بنِ صَبّاحِ
وَفَدَت أُمّي وَما قَد وَلَدَت
وَفَدَت أُمّي وَما قَد وَلَدَت / غَيرَ مَفقودٍ فَضالَ بنَ كَلَد
يَحمِلُ الوِردَ عَلى أَدبارِهِم / كُلَّما أَدرَكَ بِالسَيفِ جَلَد
وَما كانَ وَقّافاً إِذا الخَيلُ أَحجَمَت
وَما كانَ وَقّافاً إِذا الخَيلُ أَحجَمَت / وَما كانَ مِبطاناً إِذا ما تَجَرَّدا
كَثيرُ رَمادِ القِدرِ غَيرُ مُلَعَّنٍ / وَلا مُؤيِسٍ مِنها إِذا هُوَ أَخمَدا
أَبَني لُبَينى لَستُمُ بِيَدٍ
أَبَني لُبَينى لَستُمُ بِيَدٍ / إِلّا يَداً لَيسَت لَها عَضُدُ
أَبَني لُبَينى لا أُحِقُّكُمُ / وَجَدَ الإِلَهُ بِكُم كَما أَجدُ
أَبَني لُبَينى لَستُ مُعتَرِفاً / لِيَكونَ أَلأَمَ مِنكُمُ أَحَدُ
أَبَني لُبَينى إِنَّ أُمُّكُمُ / أَمَةٌ وَإِنَّ أَباكُمُ عَبدُ
أَبَني لُبَينى إِنَّ أُمُّكُمُ / دَحَقَت فَخَرَّقَ ثَفرَها الزَندُ
تُنفَونَ عَن طُرُقِ الكِرامِ كَما / تَنفي المَطارِقُ ما يَلي القَرَدُ
وَكَأَنَّ ظُعنَ الحَيِّ مُدبِرَةً / نَخلٌ بِزارَةَ حَملُهُ السُعُدُ
خانَتكَ مِنهُ ما عَلِمتَ كَما / خانَ الإِخاءَ خَليلَهُ لُبَدُ
أَتاني اِبنُ عَبدِ اللَهِ قُرطٌ أَخُصُّهُ
أَتاني اِبنُ عَبدِ اللَهِ قُرطٌ أَخُصُّهُ / وَكانَ اِبنَ عَمٍّ نُصحُهُ لِيَ بارِدُ
فَمُندَفِعُ الغُلّانِ غُلّانِ مُنشِدُ
فَمُندَفِعُ الغُلّانِ غُلّانِ مُنشِدُ / فَنَعفُ الغُرابَ خُطبُهُ فَأَساوِدُه
يا عَينُ جودي عَلى عَمروُ بنِ مَسعودِ
يا عَينُ جودي عَلى عَمروُ بنِ مَسعودِ / أَهلِ العَفافِ وَأَهلِ الحَزمِ وَالجودِ
أَودى رَبيعُ الصَعاليكِ الأُلى اِنتَجَعوا / وَكُلَّ ما فَوقَها مِن صالِحٍ مودي
المُطعِمُ الحيَّ وَالأَمواتَ إِن نَزَلوا / شَحمَ السَنامِ مِنَ الكومِ المَقاحيدِ
وَالواهِبُ المِئَةَ المِعكاءَ يَشفَعُها / يَومَ النِضالِ بِأُخرى غَيرَ مَجهودِ
إِنَّ مِنَ القومِ مَوجوداً خَليفَتُهُ / وَما خَليفُ أَبي وَهبٍ بِمَوجودِ
لَعَمرُكَ ما مَلَّت ثَواءَ ثَوِيَّها
لَعَمرُكَ ما مَلَّت ثَواءَ ثَوِيَّها / حَليمَةُ إِذ أَلقَت مَراسِيَ مِقعَدِ
وَلَكِن تَلَقَّت بِاليَدَينِ ضَمانَتي / وَحَلَّ بِشَرجٍ مِنَ القَبائِلِ عُوَّدي
وَقَد غَبَرَت شَهرَي رَبيعٍ كِلَيهِما / بِحَملِ البَلايا وَالحِباءِ المُمَدَّدِ
وَلَم تُلهِها تِلكَ التَكاليفُ إِنَّها / كَما شِئتَ مِن أُكرومَةٍ وَتَخَرُّدِ
هِيَ اِبنَةُ أَعراقٍ كِرامٍ نَمينَها / إِلى خُلُقٍ عَفٍّ بَرازَتُهُ قَدِ
سَأَجزيكِ أَو يَجزِيكِ عَنّي مُثَوِّبٌ / وَقَصرُكِ أَن يُثنى عَلَيكِ وَتُحمَدي
فَإِن يُعطَ مِنّا القَومُ نَصبِر وَنَنتَظِر / مِنى عَقِبٍ كَأَنَّها ظِمءُ مَورِدِ
وَإِن نُعطَ لا نَجهَل وَلا نَنطُقُ الخَنا / وَنَجزِ القُروضَ أَهلَها ثُمَّ نَقصِدِ
لا تُظهِرَن ذَمَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ / وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ
لا تَأمَنوا آراءَهُ وَظُنونَهُ
لا تَأمَنوا آراءَهُ وَظُنونَهُ / إِنَّ العُيونَ لَها مِنَ الأَمدادِ
وَتَعَوَّذوا بِاللَهِ مِن أَقلامِهِ / إِنَّ السُيوفَ لَها مِنَ الحُسّادِ
غَنِيٌّ تَآوى بِأَولادِها
غَنِيٌّ تَآوى بِأَولادِها / لِتُهلِكَ جِذمَ تَميمِ بنِ مُر
وَخِندَفُ أَقرِب بِأَنسابِهِم / وَلَكِنَّنا أَهلُ بيتٍ كُثُر
فَإِن تَصِلونا نُواصِلكُمُ / وَإِن تَصرِمونا فَإِنّا صُبُر
لَقَد عَلِمَت أَسَدٌ أَنَّنا / لَهُم نُصُرٌ وَلَنِعمَ النُصُر
فَكَيفَ وَجَدتُم وَقَد ذُقتُمُ / رَغيغَتَكُم بينَ حُلوٍ وَمُرّ
بِكُلِّ مَكانٍ تَرى شَطبَةً / مُوَلِّيَةً رَبَّها مُسبَطِرّ
وَأُذنٌ لَها حَشرَةٌ مَشرَةٌ / كَإِعليطِ مَرخٍ إِذا ما صَفِر
وَقَتلى كَمِثلِ جُذوعِ النَخيلِ / تَغَشّاهُمُ مُسبِلٌ مُنهَمِر
وَأَحمَرَ جَعداً عَليهِ النُسورُ / وَفي ضِبنِهِ ثَعلَبٌ مُنكَسِر
وَفي صَدرِهِ مِثلُ جيبِ الفَتا / ةِ تَشهَقُ حيناً وَحيناً تَهِرّ
وَإِنّا وَإِخوانَنا عامِراً / عَلى مِثلِ ما بينَنا نَأتَمِر
لَنا صَرخَةٌ ثُمَّ إِسكاتَةٌ / كَما طَرَّقَت بِنَفاسٍ بِكِر
نَحُلُّ الدِيارَ وَراءَ الدِيارِ / ثُمَّ نُجَعجِعُ فيها الجُزُر
لَعَمرُكَ ما تَدعو رَبيعَةُ بِاِسمِنا
لَعَمرُكَ ما تَدعو رَبيعَةُ بِاِسمِنا / جَميعاً وَلَم تُنبِئ بِإِحسانِنا مُضَر
أَلَمَّ خَيالٌ مَوهِناً مِن تُماضِرا
أَلَمَّ خَيالٌ مَوهِناً مِن تُماضِرا / هُدُوّاً وَلَم يَطرُق مِنَ اللَيلِ باكِرا
وَكانَ إِذا ما اِلتَمَّ مِنها بِحاجَةٍ / يُراجِعُ هِتراً مِن تُماضِرَ هاتِرا
وَفِتيانُ صِدقٍ لا تَخُمُّ لِحامُهُم / إِذا شُبِّهَ النَجمُ الصُوارَ النَوافِرا
وَأَيسارَ لُقمانَ بنِ عادٍ سَماحَةً / وَجوداً إِذا ما الشَولُ أَمسَت جَرائِرا
خُذِلتُ عَلى لَيلَةٍ ساهِرَه
خُذِلتُ عَلى لَيلَةٍ ساهِرَه / بِصَحراءِ شَرجٍ إِلى ناظِرَه
تُزادُ لَيالِيَّ في طولِها / فَلَيسَت بِطَلقٍ وَلا ساكِرَه
كَأَنَّ أَطاوِلَ شَوكِ السِيالِ / تَشُكُّ بِها مَضجَعي شاجِرَه
أَنوءُ بِرِجلٍ بِها ذِهنُها / وَأَعيَت بِها أُختُها الغابِرَه
وَبِاللاتِ وَالعُزّى وَمَن دانَ دَينَها
وَبِاللاتِ وَالعُزّى وَمَن دانَ دَينَها / وَبِاللَهِ إِنَّ اللَهَ مِنهُنَّ أَكبَرُ
أُحاذِرُ نَجَّ الخَيلِ فَوقَ سَراتِها / وَرَبّاً غَيوراً وَجهُهُ يَتَمَعَّرُ
وَذو بَقَرٍ مِن صُنعِ يَثرِبَ مُقفَلٌ / وَأَسمَرُ داناهُ الهِلالِيُّ يَعتِرُ
فَلا بُرءَ مِن ضَبّاءَ وَالزَيتُ يُعصَرُ /
نَحنُ بَنو عَمرِ بنِ بَكرِ بنِ وائِلٍ
نَحنُ بَنو عَمرِ بنِ بَكرِ بنِ وائِلٍ / نُحالِفُهُم ما دامَ لِلزَيتِ عاصِرُ
عَدَدتَ رِجالاً مِن قُعَينَ تَفَجُّساً
عَدَدتَ رِجالاً مِن قُعَينَ تَفَجُّساً / فَما اِبنُ لُبَينى وَالتَفَجُّسُ وَالفَخرُ
شَأَتكَ قُعَينٌ غَثُّها وَسَمينُها / وَأَنتَ السَهُ السُفلى إِذا دُعِيَت نَصرُ
وَعَيَّرتَنا تَمرَ العِراقِ وَبُرَّهُ / وَزادُكَ أَيرُ الكَلبِ شَوَّطَهُ الجَمرُ
مَعازيلُ حَلّالونَ بِالغَيبِ وَحدَهُم / بِعَمياءَ حَتّى يُسأَلوا الغَدَ ما الأَمرُ
فَلَو كُنتُمُ مِنَ اللَيالي لَكُنتُمُ / كَلَيلَةِ سِرٍّ لا هِلالٌ وَلا بَدرُ
فَدَعها وَسَلِّ الهَمَّ عَنكَ بِجَسرَةٍ / عَلَيها مِنَ الحَولِ الَّذي قَد مَضى كَترُ