القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السَّمَوْأل بن عادِيّاء الكل
المجموع : 15
إِرفَع ضَعيفَكَ لا يُحِر بِكَ ضَعفُه
إِرفَع ضَعيفَكَ لا يُحِر بِكَ ضَعفُه / يَوماً فَتُدرِكَهُ العَواقِبُ قَد نَما
يَجزيكَ أَو يُثني عَلَيكَ وَإِنَّ مَن / أَثنى عَلَيكَ بِما فَعَلتَ فَقَد جَزى
لَم يَقضِ مِن حاجَةِ الصِبا أَرَبا
لَم يَقضِ مِن حاجَةِ الصِبا أَرَبا / وَقَد شَآكَ الشَبابُ إِذ ذَهَبا
وَعاوَدَ القَلبَ بَعدَ صِحَّتِهِ / سُقمٌ فَلاقى مِنَ الهَوى تَعَبا
إِنَّ لَنا فَخمَةً مُلَملَمَةً / تَقري العَدوَّ السِمامَ وَاللَهَبا
رَجراجَةً عَضَّلَ الفَضاءُ بِها / خَيلاً وَرَجلاً وَمَنصِباً عَجَباً
أَكنافُها كُلُّ فارِسٍ بَطَلٍ / أَغلَبَ كَاللَيثِ عادِياً حَرِبا
في كَفِّهِ مُرهَفُ الغِرارِ إِذا / أَهوى بِهِ مِن كَريهَةٍ رَسَبا
أَعِدَّ لِلحَربِ كُلَّ سابِغَةٍ / فَضفاضَةٍ كَالغَديرِ وَاليَلَبا
وَالسُمرَ مَطرورَةً مُثَقَّفَةً / وَالبيضَ تُزهي تَخالُها شُهُبا
يا قَيسُ إِنَّ الأَحسابَ أَحرَزَها / مَن كانَ يَغشى الذَوائِبَ القُضُبا
مَن غادَرَ السَيِّدَ السِبَطرَ لَدى ال / مَعرَكِ عَمراً مُخَضَّباً تَرِبا
جاشَ مِنَ الكاهِنَينِ إِذ بَرَزوا / أَمواجَ بَحرٍ تُقَمِّصُ الحَدَبا
لِنَصرِكُم وَالسُيوفُ تَطلُبُهُم / حَتّى تَوَلَّوا وَأَمعَنوا هَرَبا
وَأَنتَ في البَيتِ إِذ يُحَمُّ لَكَ ال / ماءُ وَتَدعو قِتالَنا لَعِبا
رَأَيتُ اليَتامى لا يَسُدُّ فُقورَهُم
رَأَيتُ اليَتامى لا يَسُدُّ فُقورَهُم / قِرانا لَهُم في كُلِّ قَعبٍ مُشَعَّبِ
فَقُلتُ لِعَبدَينا أَريحا عَلَيهِمِ / سَأَجعَلُ بَيتي مِثلَ آخَرَ مُعزَبِ
وَلَسنا بِأَوَّلِ مَن فاتَهُ
وَلَسنا بِأَوَّلِ مَن فاتَهُ / عَلى رِفقِهِ بَعضُ ما يُطلَبُ
وَقَد يُدرِكُ الأَمرَ غَيرُ الأَريبِ / وَقَد يُصرَعُ الحُوَّلُ القُلَّبُ
وَلَكِن لَها آمِرٌ قادِرٌ / إِذا حاوَلَ الأَمرَ لا يُغلَبُ
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الخُبَيتُ
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الخُبَيتُ / إِلى الإِحرامِ لَيسَ بِهِنَّ بَيتُ
أَعاذِلَتَيَّ قَولَكُما عَصَيتُ / لِنَفسي إِن رَشِدتُ وَإِن غَويتُ
بَنى لي عادِيا حِصناً حَصيناً / وَعَيناً كُلَّما شِئتُ اِستَقَيتُ
طِمِرّاً تَزلَقُ العِقبانُ عَنهُ / إِذا ما نابَني ضَيمٌ أَبَيتُ
وَأَوصى عادِيا قِدماً بِأَن لا / تُهَدِّم يا سَمَوأَلُ ما بَنَيتُ
وَبَيتٍ قَد بَنَيتُ بِغَيرِ طينٍ / وَلا خَشَبٍ وَمَجدٍ قَد أَتَيتُ
وَجَيشٍ في دُجى الظَلماءِ مَجرٍ / يَؤُمُّ بِلادَ مَلكٍ قَد هَدَيتُ
وَذَنبٍ قَد عَفَوتُ لِغَيرِ باعٍ / وَلا واعٍ وَعَنهُ قَد عَفَوتُ
فَإِن أَهلِك فَقَد أَبلَيتُ عُذراً / وَقَضَّيتُ اللُبانَةَ وَاِشتَفَيتُ
وَأَصرِفُ عَن قَوارِصَ تَجتَديني / وَلَو أَنّي أَشاءُ بِها جَزَيتُ
فَأَحمي الجارَ في الجُلّى فَيُمسي / عَزيزاً لا يُرامُ إِذا حَمَيتُ
وَفَيتُ بِأَدرُعِ الكِندِيِّ إِنّي / إِذا ما خانَ أَقوامٌ وَفَيتُ
وَقالوا إِنَّهُ كَنزٌ رَغيبٌ / فَلا وَاللَهِ أَغدِرُ ما مَشَيتُ
وَلَولا أَن يُقالَ حَبا عُنَيسٌ / إِلى بَعضِ البُيوتِ لَقَد حَبَوتُ
وَقُبَّةِ حاصِنٍ أَدخَلتُ رَأسي / وَمِعصَمَها المُوَشَّمَ قَد لَوَيتُ
وَداهِيَةٍ يَظَلُّ الناسُ مِنها / قِياماً بِالمَحارِفِ قَد كَفيتُ
نُطفَةٌ ما مُنيتُ يَومَ مُنيتُ
نُطفَةٌ ما مُنيتُ يَومَ مُنيتُ / أُمِرَت أَمرَها وَفيها بُريتُ
كَنَّها اللَهُ في مَكانٍ خَفِيٍّ / وَخَفيٍ مَكانُها لَو خَفيتُ
مَيتَ دَهرٍ قَد كُنتُ ثُمَّ حَيِيتُ / وَحَياتي رَهنٌ بِأَن سَأَموتُ
إِنَّ حِلمي إِذا تَغَيَّبَ عَنّي / فَاِعلَمي أَنَّني كَبيراً رُزيتُ
ضَيِّقُ الصَدرِ بِالأَمانَةِ لايُف / جِعُ فَقري أَمانَتي ما بَقيتُ
رُبَّ شَتمٍ سَمِعتُهُ فَتَصامَم / تُ وَغَيٍّ تَرَكتُهُ فَكُفيتُ
لَيتَ شِعري وَأَشعُرَنَّ إِذا ما / قَرَّبوها مَنشورَةً وَدُعيتُ
أَلِيَ الفَضلُ أَم عَلَيَّ إِذا حو / سِبتُ أَنّي عَلى الحِسابِ مُقيتُ
وَأَتاني اليَقينُ أَنّي إِذا مُت / تُ وَإِن رَمَّ أَعظُمي مَبعوتُ
هَل أَقولَنَّ إِذ تَدارَكَ ذَنبي / وَتَذَكّى عَلَيَّ إِنّي نُهيتُ
أَبِفَضلٍ مِنَ المَليكِ وَنُعمى / أَم بِذَنبٍ قَدَّمتُهُ فَجُزيتُ
يَنفَعُ الطَيِّبُ القَليلُ مِنَ الرِز / قِ وَلا يَنفَعُ الكَثيرُ الخَبيتُ
فَاِجعَلِ الرِزقَ في الحَلالِ مِنَ الكَس / بِ وَبَرّاً سَريرَتي ما حَيِيتُ
وَأَتَتني الأَنباءُ عَن مُلكِ داؤُ / دَ فَقَرَّت عَيني بِهِ وَرَضيتُ
وَسُلَيمانَ وَالحَوارِيُّ يَحيى / وَمَنَسّى يوسُف كَأَنّي وَليتُ
وَبَقايا الأَسباطِ أَسباطِ يَعقو / بَ دارِسِ التَوراةِ وَالتابوتُ
وَاِنفِلاقُ الأَمواجِ طَورَينِ عَن مو / سى وَبَعدُ المُمَلَّكُ الطالوتُ
وَمُصابُ الإِفريسِ حينَ عَصى اللَ / هَ وَإِذ صابَ حَينَهُ الجالوتُ
لَيسَ يُعطى القَوِيُّ فَضلاً مِنَ الرِز / قِ وَلا يُحرَمُ الضَعيفُ الشَخيتُ
بَل لِكُلٍّ مِن رِزقِهِ ما قَضى اللَ / هُ وَإِن حَزَّ أَنفَهُ المُستَميتُ
اِسلَم سَلِمتَ وَلا سَليمَ عَلى البِلى
اِسلَم سَلِمتَ وَلا سَليمَ عَلى البِلى / فَنِيَ الرِجالُ ذَوُو القُوى فَفَنيتُ
كَيفَ السَلامَةُ إِن أَرَدتُ سَلامَةً / وَالمَوتُ يَطلُبُني وَلَستُ أَفوتُ
وَأُقيلُ حَيثُ أَرى فَلا أَخفى لَهُ / وَيَرى فَلا يَعيا بِحَيثُ أَبيتُ
مَيتاً خُلِقتُ وَلَم أَكُن مِن قَبلِها / شَيئاً يَموتُ فَمُتُّ حَيثُ حَيِيتُ
وَأَموتُ أُخرى بَعدَها وَلَأَعلَمَن / إِن كانَ يَنفَعُ أَنَّني سَأَموتُ
أَصبَحتُ أَفني عادِيا وَبَقيتُ
أَصبَحتُ أَفني عادِيا وَبَقيتُ / لَم يَبقَ غَيرُ حُشاشَتي وَأَموتُ
وَلَقَد لَبِستُ عَلى الزَمانِ جَديدَهُ / وَلَبِستُ إِخوانَ الصَبى فَبَليتُ
غَلَبَ العَزى عَمَّن أَرى فَتَبِعتُهُ / وَخُدِعتُ عَمّا في يَدي فَأَسيتُ
وَمَسالِكٍ يَسَّرتُها فَتَرَكتُها / وَمَواعِظٍ عَلِّمتُها فَنَسيتُ
أَعاذِلَتي أَلا لا تَعذِليني
أَعاذِلَتي أَلا لا تَعذِليني / فَكَم مِن أَمرِ عاذِلَةٍ عَصَيتُ
دَعيني وَاِرشُدي إِن كُنتُ أَغوى / وَلا تَغوَي زَعَمتِ كَما غَوَيتُ
أَعاذِلَ قَد أَطَلتِ اللَومَ حَتّى / لَوَ أَنّي مُنتَهٍ لَقَدِ اِنتَهَيتُ
وَصَفراءِ المَعاصِمِ قَد دَعَتني / إِلى وَصلٍ فَقُلتُ لَها أَبَيتُ
وَزِقٍّ قَد جَرَرتُ إِلى النَدامى / وَزِقٍّ قَد شَرِبتُ وَقَد سَقَيتُ
وَحَتّى لَو يَكونُ فَتى أُناسٍ / بَكى مِن عَذلِ عاذِلَةٍ بَكيتُ
أَلا يا بَيتُ بِالعَلياءِ بَيتُ / وَلَولا حُبُّ أَهلِكَ ما أَتَيتُ
أَلا يا بَيتُ أَهلُكَ أَوعَدوني / كَأَنّي كُلَّ ذَنبِهِمِ جَنَيتُ
إِذا ما فاتَني لَحمٌ غَريضٌ / ضَرَبتُ ذِراعَ بَكري فَاِشتَوَيتُ
إِنَّ اِمرَأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلٌ
إِنَّ اِمرَأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلٌ / يَرجو الخُلودَ كَضارِبٍ بِقِداحِ
مِن بَعدِ عادِيِّ الدُهورِ وَمَأرَبٍ / وَمُقاوِلٍ بيضِ الوُجوهِ صِباحِ
مَرَّت عَلَيهِم آفَةٌ فَكَأَنَّها / عَفَّت عَلى آثارِهِم بِمَتاحِ
يا لَيتَ شِعري حينَ أُندَبُ هالِكاً / ماذا تُؤُبِّنُني بِهِ أَنواحي
أَيَقُلنَ لا تَبعَد فَرُبَّ كَريهَةٍ / فَرَّجتُها بِشَجاعَةٍ وَسَماحِ
وَمُغيرَةٍ شَعواءَ يُخشى دَرؤُها / يَوماً رَدَدتُ سِلاحَها بِسِلاحي
وَلَرُبَّ مُشعَلَةٍ يَشُبُّ وَقودُها / أَطفَأتُ حَرَّ رِماحِها بِرِماحي
وَكَتيبَةٍ أَدنَيتُها لِكَتيبَةٍ / وَمُضاغِنٍ صَبَّحتُ شَرَّ صَباحِ
وَإِذا عَمَدتُ لِصَخرَةٍ أَسهَلتُها / أَدعو بِأَفلِح مَرَّةً وَرَباحِ
لا تَبعَدَنَّ فَكُلُّ حَيٍّ هالِكٌ / لا بُدَّ مِن تَلَفٍ فَبِن بِفَلاحِ
إِنَّ اِمرِأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلاً / وَرَجا الخُلودَ كَضارِبٍ بِقِداحِ
وَلَقَد أَخَذتُ الحَقَّ غَيرَ مُخاصِمٍ / وَلَقَد بَذَلتُ الحَقَّ غَيرَ مُلاحِ
وَلَقَد ضَرَبتُ بِفَضلِ مالِيَ حَقَّهُ / عِندَ الشِتاءِ وَهَبَّةِ الأَرواحِ
بِالأَبلَقِ الفَردِ بَيتي بِهِ
بِالأَبلَقِ الفَردِ بَيتي بِهِ / وَبَيتُ المَصيرِ سِوى الأَبلَقِ
بِبَلقَعَةٍ أَثبَتَت حُفرَةً / ذِراعَينِ في أَربَعٍ خَيسَقِ
فَلا أَدفَعُ الضَيفَ عَن رِزقِهِ / لَدَيَّ إِذا قيلَ لَم يُرزَقِ
وَفي البَيتِ ضَخماءُ مَملوأَةٌ / وَجَفنٌ عَلى هَمِعٍ مُدهَقِ
أُبيتُ الَّذي قَد أَتى عادِياً / وَحَيّاً مِنَ الحَلَقِ الأَورَقِ
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني / صَديقي وَحُزَّت مِن يَدَيَّ الأَنامِلُ
وَكَفَّنتُ وَحدي مُنذِراً في ثِيابِهِ / وَصادَفَ حَوطاً مِن عَدُوِّيَ قاتِلُ
إِنّي إِذا ما المَرءُ بَيَّنَ شَكَّهُ
إِنّي إِذا ما المَرءُ بَيَّنَ شَكَّهُ / وَبَدَت عَواقِبُهُ لِمَن يَتَأَمَّلُ
وَتَبَرَّأَ الضُعَفاءُ مِن إِخوانِهِم / وَأَلَحَّ مِن حَرِّ الصَميمِ الكَلكَلُ
أَدعُ الَّتي هِيَ أَرمَقُ الحالاتِ بي / عِندَ الحَفيظَةِ لِلَّتي هِيَ أَجمَلُ
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ / فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها / فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا / فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا / شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا / عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ / مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ
رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ / إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ
هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ / يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً / إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا / وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ / وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا / وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ
صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا / إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ
عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا / لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا / كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم / وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ / قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ / وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا / لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ / بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ
مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها / فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ / فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ
فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم / تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ
أَلا أَيُّها الضَيفُ الَّذي عابَ سادَتي
أَلا أَيُّها الضَيفُ الَّذي عابَ سادَتي / أَلا اِسمَع جَوابي لَستُ عَنكَ بِغافِلِ
أَلا اِسمَع لِفَخرٍ يَترُكُ القَلبَ مولِهاً / وَيُنشِبُ ناراً في الضُلوعِ الدَواخِلِ
فَأُحصي مَزايا سادَةٍ بِشَواهِدٍ / قَدِ اِختارَهُم رَحمانُهُم لِلدَلائِلِ
قَدِ اِختارَهُم عُقماً عَواقِرَ لِلوَرى / وَمِن ثَمَّ وَلّاهُم سَنامَ القَبائِلِ
مِنَ النارِ وَالقُربانِ وَالمِحَنِ الَّتي / لَها اِستَسلَموا حُبَّ العُلى المُتَكامِلِ
فَهَذا خَليلٌ صَيَّرَ الناسَ حَولَهُ / رَياحينَ جَنّاتِ الغُصونِ الذَوابِلِ
وَهَذا ذَبيحٌ قَد فَداهُ بِكَبشِهِ / بَراهُ بَديهاً لا نِتاجَ الثَياتِلِ
وَهَذا رَئيسٌ مُجتَبىً ثَمَّ صَفوُهُ / وَسَمّاهُ إِسرائيلَ بَكرَ الأَوائِلِ
وَمِن نَسلِهِ السامي أَبو الفَضلِ يوسُفُ ال / لَذي أَشبَعَ الأَسباطَ قَمحَ السَنابِلِ
وَصارَ بِمِصرٍ بَعدَ فِرعَونَ أَمرُهُ / بِتَعبيرِ أَحلامٍ لِحَلِّ المَشاكِلِ
وَمِن بَعدِ أَحقابٍ نَسوا ما أَتى لَهُم / مِنَ الخَيرِ وَالنَصرِ العَظيمِ الفَواضِلِ
أَلَسنا بَني مِصرَ المُنَكَّلَةِ الَّتي / لَنا ضُرِبَت مِصرٌ بِعَشرِ مَناكِلِ
أَلَسنا بَني البَحرِ المُغَرِّقِ وَالَّذي / لَنا غُرِّقَ الفِرعَونُ يَومَ التَحامُلِ
وَأَخرَجَهُ الباري إِلى الشَعبِ كَي يَرى / أَعاجيبَهُ مَع جودِهِ المُتَواصِلِ
وَكيما يَفوزوا بِالغَنيمَةِ أَهلُها / مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ فَوقَ الحَمائِلِ
أَلَسنا بَني القُدسِ الَّذي نُصِبَت لَهُم / غَمامٌ تَقيهِم في جَميعِ المَراحِلِ
مِنَ الشَمسِ وَالأَمطارِ كانَت صِيانَةً / تَجيرُ نَواديهِم نُزولَ الغَوائِلِ
أَلَسنا بَني السَلوى مَعَ المَنِّ وَالَّذي / لَهُم فَجَّرَ الصَوّانُ عَذبَ المَناهِلِ
عَلى عَدَدِ الأَسباطِ تَجري عُيونُها / فُراتاً زُلالاً طَعمُهُ غَيرُ حائِلِ
وَقَد مَكَثوا في البَرِّ عُمراً مُجَدَّداً / يُغَذِّيهِمِ العالي بِخَيرِ المَآكِلِ
فَلَم يَبلَ ثَوبٌ مِن لِباسٍ عَلَيهِمِ / وَلَم يُحوَجوا لِلنَعلِ كُلَّ المَنازِلِ
وَأَرسَلَ نوراً كَالعَمودِ أَمامَهُم / يُنيرُ الدُجى كَالصُبحِ غَيرَ مُزايلِ
أَلَسنا بَني الطورِ المُقَدَّسِ وَالَّذي / تَدَخدَخَ لِلجَبّارِ يَومَ الزَلازِلِ
وَمِن هَيبَةِ الرَحمانِ دُكَّ تَذَلُّلاً / فَشَرَّفَهُ الباري عَلى كُلِّ طائِلِ
وَناجى عَلَيهِ عَبدَهُ وَكَليمَهُ / فَقَدَّسَنا لِلرَبِّ يَومَ التَباهُلِ
وَفي آخِرِ الأَيّامِ جاءَ مَسيحُنا / فَأَهدى بَني الدُنيا سَلامَ التَكامُلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025