المجموع : 15
إِرفَع ضَعيفَكَ لا يُحِر بِكَ ضَعفُه
إِرفَع ضَعيفَكَ لا يُحِر بِكَ ضَعفُه / يَوماً فَتُدرِكَهُ العَواقِبُ قَد نَما
يَجزيكَ أَو يُثني عَلَيكَ وَإِنَّ مَن / أَثنى عَلَيكَ بِما فَعَلتَ فَقَد جَزى
لَم يَقضِ مِن حاجَةِ الصِبا أَرَبا
لَم يَقضِ مِن حاجَةِ الصِبا أَرَبا / وَقَد شَآكَ الشَبابُ إِذ ذَهَبا
وَعاوَدَ القَلبَ بَعدَ صِحَّتِهِ / سُقمٌ فَلاقى مِنَ الهَوى تَعَبا
إِنَّ لَنا فَخمَةً مُلَملَمَةً / تَقري العَدوَّ السِمامَ وَاللَهَبا
رَجراجَةً عَضَّلَ الفَضاءُ بِها / خَيلاً وَرَجلاً وَمَنصِباً عَجَباً
أَكنافُها كُلُّ فارِسٍ بَطَلٍ / أَغلَبَ كَاللَيثِ عادِياً حَرِبا
في كَفِّهِ مُرهَفُ الغِرارِ إِذا / أَهوى بِهِ مِن كَريهَةٍ رَسَبا
أَعِدَّ لِلحَربِ كُلَّ سابِغَةٍ / فَضفاضَةٍ كَالغَديرِ وَاليَلَبا
وَالسُمرَ مَطرورَةً مُثَقَّفَةً / وَالبيضَ تُزهي تَخالُها شُهُبا
يا قَيسُ إِنَّ الأَحسابَ أَحرَزَها / مَن كانَ يَغشى الذَوائِبَ القُضُبا
مَن غادَرَ السَيِّدَ السِبَطرَ لَدى ال / مَعرَكِ عَمراً مُخَضَّباً تَرِبا
جاشَ مِنَ الكاهِنَينِ إِذ بَرَزوا / أَمواجَ بَحرٍ تُقَمِّصُ الحَدَبا
لِنَصرِكُم وَالسُيوفُ تَطلُبُهُم / حَتّى تَوَلَّوا وَأَمعَنوا هَرَبا
وَأَنتَ في البَيتِ إِذ يُحَمُّ لَكَ ال / ماءُ وَتَدعو قِتالَنا لَعِبا
رَأَيتُ اليَتامى لا يَسُدُّ فُقورَهُم
رَأَيتُ اليَتامى لا يَسُدُّ فُقورَهُم / قِرانا لَهُم في كُلِّ قَعبٍ مُشَعَّبِ
فَقُلتُ لِعَبدَينا أَريحا عَلَيهِمِ / سَأَجعَلُ بَيتي مِثلَ آخَرَ مُعزَبِ
وَلَسنا بِأَوَّلِ مَن فاتَهُ
وَلَسنا بِأَوَّلِ مَن فاتَهُ / عَلى رِفقِهِ بَعضُ ما يُطلَبُ
وَقَد يُدرِكُ الأَمرَ غَيرُ الأَريبِ / وَقَد يُصرَعُ الحُوَّلُ القُلَّبُ
وَلَكِن لَها آمِرٌ قادِرٌ / إِذا حاوَلَ الأَمرَ لا يُغلَبُ
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الخُبَيتُ
عَفا مِن آلِ فاطِمَةَ الخُبَيتُ / إِلى الإِحرامِ لَيسَ بِهِنَّ بَيتُ
أَعاذِلَتَيَّ قَولَكُما عَصَيتُ / لِنَفسي إِن رَشِدتُ وَإِن غَويتُ
بَنى لي عادِيا حِصناً حَصيناً / وَعَيناً كُلَّما شِئتُ اِستَقَيتُ
طِمِرّاً تَزلَقُ العِقبانُ عَنهُ / إِذا ما نابَني ضَيمٌ أَبَيتُ
وَأَوصى عادِيا قِدماً بِأَن لا / تُهَدِّم يا سَمَوأَلُ ما بَنَيتُ
وَبَيتٍ قَد بَنَيتُ بِغَيرِ طينٍ / وَلا خَشَبٍ وَمَجدٍ قَد أَتَيتُ
وَجَيشٍ في دُجى الظَلماءِ مَجرٍ / يَؤُمُّ بِلادَ مَلكٍ قَد هَدَيتُ
وَذَنبٍ قَد عَفَوتُ لِغَيرِ باعٍ / وَلا واعٍ وَعَنهُ قَد عَفَوتُ
فَإِن أَهلِك فَقَد أَبلَيتُ عُذراً / وَقَضَّيتُ اللُبانَةَ وَاِشتَفَيتُ
وَأَصرِفُ عَن قَوارِصَ تَجتَديني / وَلَو أَنّي أَشاءُ بِها جَزَيتُ
فَأَحمي الجارَ في الجُلّى فَيُمسي / عَزيزاً لا يُرامُ إِذا حَمَيتُ
وَفَيتُ بِأَدرُعِ الكِندِيِّ إِنّي / إِذا ما خانَ أَقوامٌ وَفَيتُ
وَقالوا إِنَّهُ كَنزٌ رَغيبٌ / فَلا وَاللَهِ أَغدِرُ ما مَشَيتُ
وَلَولا أَن يُقالَ حَبا عُنَيسٌ / إِلى بَعضِ البُيوتِ لَقَد حَبَوتُ
وَقُبَّةِ حاصِنٍ أَدخَلتُ رَأسي / وَمِعصَمَها المُوَشَّمَ قَد لَوَيتُ
وَداهِيَةٍ يَظَلُّ الناسُ مِنها / قِياماً بِالمَحارِفِ قَد كَفيتُ
نُطفَةٌ ما مُنيتُ يَومَ مُنيتُ
نُطفَةٌ ما مُنيتُ يَومَ مُنيتُ / أُمِرَت أَمرَها وَفيها بُريتُ
كَنَّها اللَهُ في مَكانٍ خَفِيٍّ / وَخَفيٍ مَكانُها لَو خَفيتُ
مَيتَ دَهرٍ قَد كُنتُ ثُمَّ حَيِيتُ / وَحَياتي رَهنٌ بِأَن سَأَموتُ
إِنَّ حِلمي إِذا تَغَيَّبَ عَنّي / فَاِعلَمي أَنَّني كَبيراً رُزيتُ
ضَيِّقُ الصَدرِ بِالأَمانَةِ لايُف / جِعُ فَقري أَمانَتي ما بَقيتُ
رُبَّ شَتمٍ سَمِعتُهُ فَتَصامَم / تُ وَغَيٍّ تَرَكتُهُ فَكُفيتُ
لَيتَ شِعري وَأَشعُرَنَّ إِذا ما / قَرَّبوها مَنشورَةً وَدُعيتُ
أَلِيَ الفَضلُ أَم عَلَيَّ إِذا حو / سِبتُ أَنّي عَلى الحِسابِ مُقيتُ
وَأَتاني اليَقينُ أَنّي إِذا مُت / تُ وَإِن رَمَّ أَعظُمي مَبعوتُ
هَل أَقولَنَّ إِذ تَدارَكَ ذَنبي / وَتَذَكّى عَلَيَّ إِنّي نُهيتُ
أَبِفَضلٍ مِنَ المَليكِ وَنُعمى / أَم بِذَنبٍ قَدَّمتُهُ فَجُزيتُ
يَنفَعُ الطَيِّبُ القَليلُ مِنَ الرِز / قِ وَلا يَنفَعُ الكَثيرُ الخَبيتُ
فَاِجعَلِ الرِزقَ في الحَلالِ مِنَ الكَس / بِ وَبَرّاً سَريرَتي ما حَيِيتُ
وَأَتَتني الأَنباءُ عَن مُلكِ داؤُ / دَ فَقَرَّت عَيني بِهِ وَرَضيتُ
وَسُلَيمانَ وَالحَوارِيُّ يَحيى / وَمَنَسّى يوسُف كَأَنّي وَليتُ
وَبَقايا الأَسباطِ أَسباطِ يَعقو / بَ دارِسِ التَوراةِ وَالتابوتُ
وَاِنفِلاقُ الأَمواجِ طَورَينِ عَن مو / سى وَبَعدُ المُمَلَّكُ الطالوتُ
وَمُصابُ الإِفريسِ حينَ عَصى اللَ / هَ وَإِذ صابَ حَينَهُ الجالوتُ
لَيسَ يُعطى القَوِيُّ فَضلاً مِنَ الرِز / قِ وَلا يُحرَمُ الضَعيفُ الشَخيتُ
بَل لِكُلٍّ مِن رِزقِهِ ما قَضى اللَ / هُ وَإِن حَزَّ أَنفَهُ المُستَميتُ
اِسلَم سَلِمتَ وَلا سَليمَ عَلى البِلى
اِسلَم سَلِمتَ وَلا سَليمَ عَلى البِلى / فَنِيَ الرِجالُ ذَوُو القُوى فَفَنيتُ
كَيفَ السَلامَةُ إِن أَرَدتُ سَلامَةً / وَالمَوتُ يَطلُبُني وَلَستُ أَفوتُ
وَأُقيلُ حَيثُ أَرى فَلا أَخفى لَهُ / وَيَرى فَلا يَعيا بِحَيثُ أَبيتُ
مَيتاً خُلِقتُ وَلَم أَكُن مِن قَبلِها / شَيئاً يَموتُ فَمُتُّ حَيثُ حَيِيتُ
وَأَموتُ أُخرى بَعدَها وَلَأَعلَمَن / إِن كانَ يَنفَعُ أَنَّني سَأَموتُ
أَصبَحتُ أَفني عادِيا وَبَقيتُ
أَصبَحتُ أَفني عادِيا وَبَقيتُ / لَم يَبقَ غَيرُ حُشاشَتي وَأَموتُ
وَلَقَد لَبِستُ عَلى الزَمانِ جَديدَهُ / وَلَبِستُ إِخوانَ الصَبى فَبَليتُ
غَلَبَ العَزى عَمَّن أَرى فَتَبِعتُهُ / وَخُدِعتُ عَمّا في يَدي فَأَسيتُ
وَمَسالِكٍ يَسَّرتُها فَتَرَكتُها / وَمَواعِظٍ عَلِّمتُها فَنَسيتُ
أَعاذِلَتي أَلا لا تَعذِليني
أَعاذِلَتي أَلا لا تَعذِليني / فَكَم مِن أَمرِ عاذِلَةٍ عَصَيتُ
دَعيني وَاِرشُدي إِن كُنتُ أَغوى / وَلا تَغوَي زَعَمتِ كَما غَوَيتُ
أَعاذِلَ قَد أَطَلتِ اللَومَ حَتّى / لَوَ أَنّي مُنتَهٍ لَقَدِ اِنتَهَيتُ
وَصَفراءِ المَعاصِمِ قَد دَعَتني / إِلى وَصلٍ فَقُلتُ لَها أَبَيتُ
وَزِقٍّ قَد جَرَرتُ إِلى النَدامى / وَزِقٍّ قَد شَرِبتُ وَقَد سَقَيتُ
وَحَتّى لَو يَكونُ فَتى أُناسٍ / بَكى مِن عَذلِ عاذِلَةٍ بَكيتُ
أَلا يا بَيتُ بِالعَلياءِ بَيتُ / وَلَولا حُبُّ أَهلِكَ ما أَتَيتُ
أَلا يا بَيتُ أَهلُكَ أَوعَدوني / كَأَنّي كُلَّ ذَنبِهِمِ جَنَيتُ
إِذا ما فاتَني لَحمٌ غَريضٌ / ضَرَبتُ ذِراعَ بَكري فَاِشتَوَيتُ
إِنَّ اِمرَأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلٌ
إِنَّ اِمرَأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلٌ / يَرجو الخُلودَ كَضارِبٍ بِقِداحِ
مِن بَعدِ عادِيِّ الدُهورِ وَمَأرَبٍ / وَمُقاوِلٍ بيضِ الوُجوهِ صِباحِ
مَرَّت عَلَيهِم آفَةٌ فَكَأَنَّها / عَفَّت عَلى آثارِهِم بِمَتاحِ
يا لَيتَ شِعري حينَ أُندَبُ هالِكاً / ماذا تُؤُبِّنُني بِهِ أَنواحي
أَيَقُلنَ لا تَبعَد فَرُبَّ كَريهَةٍ / فَرَّجتُها بِشَجاعَةٍ وَسَماحِ
وَمُغيرَةٍ شَعواءَ يُخشى دَرؤُها / يَوماً رَدَدتُ سِلاحَها بِسِلاحي
وَلَرُبَّ مُشعَلَةٍ يَشُبُّ وَقودُها / أَطفَأتُ حَرَّ رِماحِها بِرِماحي
وَكَتيبَةٍ أَدنَيتُها لِكَتيبَةٍ / وَمُضاغِنٍ صَبَّحتُ شَرَّ صَباحِ
وَإِذا عَمَدتُ لِصَخرَةٍ أَسهَلتُها / أَدعو بِأَفلِح مَرَّةً وَرَباحِ
لا تَبعَدَنَّ فَكُلُّ حَيٍّ هالِكٌ / لا بُدَّ مِن تَلَفٍ فَبِن بِفَلاحِ
إِنَّ اِمرِأً أَمِنَ الحَوادِثَ جاهِلاً / وَرَجا الخُلودَ كَضارِبٍ بِقِداحِ
وَلَقَد أَخَذتُ الحَقَّ غَيرَ مُخاصِمٍ / وَلَقَد بَذَلتُ الحَقَّ غَيرَ مُلاحِ
وَلَقَد ضَرَبتُ بِفَضلِ مالِيَ حَقَّهُ / عِندَ الشِتاءِ وَهَبَّةِ الأَرواحِ
بِالأَبلَقِ الفَردِ بَيتي بِهِ
بِالأَبلَقِ الفَردِ بَيتي بِهِ / وَبَيتُ المَصيرِ سِوى الأَبلَقِ
بِبَلقَعَةٍ أَثبَتَت حُفرَةً / ذِراعَينِ في أَربَعٍ خَيسَقِ
فَلا أَدفَعُ الضَيفَ عَن رِزقِهِ / لَدَيَّ إِذا قيلَ لَم يُرزَقِ
وَفي البَيتِ ضَخماءُ مَملوأَةٌ / وَجَفنٌ عَلى هَمِعٍ مُدهَقِ
أُبيتُ الَّذي قَد أَتى عادِياً / وَحَيّاً مِنَ الحَلَقِ الأَورَقِ
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني
إِن كانَ ما بُلِّغتَ عَنّي فَلامَني / صَديقي وَحُزَّت مِن يَدَيَّ الأَنامِلُ
وَكَفَّنتُ وَحدي مُنذِراً في ثِيابِهِ / وَصادَفَ حَوطاً مِن عَدُوِّيَ قاتِلُ
إِنّي إِذا ما المَرءُ بَيَّنَ شَكَّهُ
إِنّي إِذا ما المَرءُ بَيَّنَ شَكَّهُ / وَبَدَت عَواقِبُهُ لِمَن يَتَأَمَّلُ
وَتَبَرَّأَ الضُعَفاءُ مِن إِخوانِهِم / وَأَلَحَّ مِن حَرِّ الصَميمِ الكَلكَلُ
أَدعُ الَّتي هِيَ أَرمَقُ الحالاتِ بي / عِندَ الحَفيظَةِ لِلَّتي هِيَ أَجمَلُ
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ / فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها / فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا / فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا / شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارُنا / عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ
لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ / مَنيعٌ يَرُدُّ الطَرفَ وَهُوَ كَليلُ
رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ / إِلى النَجمِ فَرعٌ لا يُنالُ طَويلُ
هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شاعَ ذِكرُهُ / يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ
وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّةً / إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ
يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا / وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ
وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ / وَلا طُلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ
تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا / وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ
صَفَونا فَلَم نَكدُر وَأَخلَصَ سِرَّنا / إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ
عَلَونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحَطَّنا / لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا / كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم / وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ / قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ / وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ
وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا / لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ
وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ / بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فُلولُ
مُعَوَّدَةٌ أَلّا تُسَلَّ نِصالُها / فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ / فَلَيسَ سَواءً عالِمٌ وَجَهولُ
فَإِنَّ بَني الرَيّانِ قَطبٌ لِقَومِهِم / تَدورُ رَحاهُم حَولَهُم وَتَجولُ
أَلا أَيُّها الضَيفُ الَّذي عابَ سادَتي
أَلا أَيُّها الضَيفُ الَّذي عابَ سادَتي / أَلا اِسمَع جَوابي لَستُ عَنكَ بِغافِلِ
أَلا اِسمَع لِفَخرٍ يَترُكُ القَلبَ مولِهاً / وَيُنشِبُ ناراً في الضُلوعِ الدَواخِلِ
فَأُحصي مَزايا سادَةٍ بِشَواهِدٍ / قَدِ اِختارَهُم رَحمانُهُم لِلدَلائِلِ
قَدِ اِختارَهُم عُقماً عَواقِرَ لِلوَرى / وَمِن ثَمَّ وَلّاهُم سَنامَ القَبائِلِ
مِنَ النارِ وَالقُربانِ وَالمِحَنِ الَّتي / لَها اِستَسلَموا حُبَّ العُلى المُتَكامِلِ
فَهَذا خَليلٌ صَيَّرَ الناسَ حَولَهُ / رَياحينَ جَنّاتِ الغُصونِ الذَوابِلِ
وَهَذا ذَبيحٌ قَد فَداهُ بِكَبشِهِ / بَراهُ بَديهاً لا نِتاجَ الثَياتِلِ
وَهَذا رَئيسٌ مُجتَبىً ثَمَّ صَفوُهُ / وَسَمّاهُ إِسرائيلَ بَكرَ الأَوائِلِ
وَمِن نَسلِهِ السامي أَبو الفَضلِ يوسُفُ ال / لَذي أَشبَعَ الأَسباطَ قَمحَ السَنابِلِ
وَصارَ بِمِصرٍ بَعدَ فِرعَونَ أَمرُهُ / بِتَعبيرِ أَحلامٍ لِحَلِّ المَشاكِلِ
وَمِن بَعدِ أَحقابٍ نَسوا ما أَتى لَهُم / مِنَ الخَيرِ وَالنَصرِ العَظيمِ الفَواضِلِ
أَلَسنا بَني مِصرَ المُنَكَّلَةِ الَّتي / لَنا ضُرِبَت مِصرٌ بِعَشرِ مَناكِلِ
أَلَسنا بَني البَحرِ المُغَرِّقِ وَالَّذي / لَنا غُرِّقَ الفِرعَونُ يَومَ التَحامُلِ
وَأَخرَجَهُ الباري إِلى الشَعبِ كَي يَرى / أَعاجيبَهُ مَع جودِهِ المُتَواصِلِ
وَكيما يَفوزوا بِالغَنيمَةِ أَهلُها / مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ فَوقَ الحَمائِلِ
أَلَسنا بَني القُدسِ الَّذي نُصِبَت لَهُم / غَمامٌ تَقيهِم في جَميعِ المَراحِلِ
مِنَ الشَمسِ وَالأَمطارِ كانَت صِيانَةً / تَجيرُ نَواديهِم نُزولَ الغَوائِلِ
أَلَسنا بَني السَلوى مَعَ المَنِّ وَالَّذي / لَهُم فَجَّرَ الصَوّانُ عَذبَ المَناهِلِ
عَلى عَدَدِ الأَسباطِ تَجري عُيونُها / فُراتاً زُلالاً طَعمُهُ غَيرُ حائِلِ
وَقَد مَكَثوا في البَرِّ عُمراً مُجَدَّداً / يُغَذِّيهِمِ العالي بِخَيرِ المَآكِلِ
فَلَم يَبلَ ثَوبٌ مِن لِباسٍ عَلَيهِمِ / وَلَم يُحوَجوا لِلنَعلِ كُلَّ المَنازِلِ
وَأَرسَلَ نوراً كَالعَمودِ أَمامَهُم / يُنيرُ الدُجى كَالصُبحِ غَيرَ مُزايلِ
أَلَسنا بَني الطورِ المُقَدَّسِ وَالَّذي / تَدَخدَخَ لِلجَبّارِ يَومَ الزَلازِلِ
وَمِن هَيبَةِ الرَحمانِ دُكَّ تَذَلُّلاً / فَشَرَّفَهُ الباري عَلى كُلِّ طائِلِ
وَناجى عَلَيهِ عَبدَهُ وَكَليمَهُ / فَقَدَّسَنا لِلرَبِّ يَومَ التَباهُلِ
وَفي آخِرِ الأَيّامِ جاءَ مَسيحُنا / فَأَهدى بَني الدُنيا سَلامَ التَكامُلِ