المجموع : 135
حازَ الأَميرُ عَن البرِيَّةِ مُنصُلاً
حازَ الأَميرُ عَن البرِيَّةِ مُنصُلاً / ما حازَهُ أَحَدٌ مِنَ الأُمَراءِ
جاري الفِرِندِ كأَنَّهُ في لَمْعِهِ / آلٌ زَهَتهُ وَقدَةُ المَعزاءِ
وَكأنَّ رَونقَهُ حِداقُ جَنادِبٍ / يَلمعنَ في مَسجورَةِ الرَمضاءِ
يُنضى فيتَّقِدُ اتِّقادَ النارِ تُذ / كيها وَيطَّرِدُ اطِّرادَ الماءِ
مُتَلَوِّناً كالحَيْنِ يَطلُبُ باغِياً / وَمُصَمِّماً كالحيَّةِ الصَمّاءِ
ومُدامةٍ يَخفى النهارُ لنورِها
ومُدامةٍ يَخفى النهارُ لنورِها / وتَذِلُّ أكنافً الدجى لضيائها
صُبَّت فأَحدَقَ نورُها بزُجاجِها / فكأَنها جُعِلَت إناءَ إنائها
وتُرى إذا صُبَّت بَدَت في كأسها / متقاصرَ الأَرجاءِ عن أرجائها
وتَكادُ إن مُزِجَت لرقَّةِ لونها / تَمتازُ عند مِزاجِها من مائِها
صفراء تُضحي الشمسُ إن قيست بها / في ضوئها كالليل في أضوائها
وإذا تصفَّحتَ الهواءَ رأيتهُ / كَدِرَ الأَديمة عند حُسنِ صفائها
تَزدادُ مِن كَرمِ الطباعِ بقَدرِ ما / تودي به الأيامُ من أجزائِها
لا شيء أعجَب من تَوَلُّد بُرئِها / من سُقمِها ودَوائِها مِن دائِها
وَمُهَنَّدٍ عَضبٍ إذا ما سُلَّ في
وَمُهَنَّدٍ عَضبٍ إذا ما سُلَّ في / ظُلَمِ الخُطوبِ أَبانَ عَن قَصدِ الهُدى
يُنضى فيختَلِسُ الطُلى مِن قَبل أَن / تُدنى ذُباباهُ إلى خَلسِ الطُلى
مُتَمَلمِلٌ بفرندِهِ فكأَنَّما / حُمرُ الفَراشِ بُعِثنَ فيهِ والدَبى
يَخضَرُّ مُنتصِباً وَيقنُؤُ حانياً / وَيمورُ مُهتَزّاً وَيَجري مُنتضا
وقهوة أطيب من نَيلِ المُنى
وقهوة أطيب من نَيلِ المُنى /
صفت فجازت في الصفا حدَّ الصفا /
فليس شيء عندها إلّا قَذى /
مُتَعاشقانِ مكاتمانِ هَواهُما
مُتَعاشقانِ مكاتمانِ هَواهُما / قد نامَ بينهما العِتابُ فطابا
يتناقلانِ اللحظَ من جَفنَيهما / فكأنّما يتدارسانِ كتابا
وإذا هَدَت عينُ الرقيبِ تخالست / كفّاهما خُلَسَ السَلامِ سِلابا
بأناملٍ منهُ لوحُ مدادها / وأناملٍ منها كُنسينَ خِضابا
فكأنما يجني لها من كَفِّهِ / عِنَباً وتجنيه لهُ عُنّابا
إني ليهجرني الصديقُ تَجَنِّياً
إني ليهجرني الصديقُ تَجَنِّياً / فأُريه أنَّ لهجره أسبابا
وأخاف إن عاتبته أغريته / فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا دُهيت بجاهلٍ متجاهل / يدع الأمور من المحال صوابا
أوليتُهُ منّي السكوتَ وربَّما / كان السوكتُ على الجواب جوابا
وَعادَ الأَوابِدَ قَبلَ الصَباحِ
وَعادَ الأَوابِدَ قَبلَ الصَباحِ / بنَدبٍ يُفَرِّقُ فيها النُدوبا
مَروحٍ طَموح حَمي الفؤادِ / تَحسِبُ في الطَرفِ منهُ قُلوبا
حصيفٍ يكادُ لفَرطِ الذكاءِ / يُبدي لمُستخبريه العُيوبا
كسا صَدرَهُ صُدرةٌ مِن حريرٍ / وَشقَّ على النَحرِ مِنهُ الجيوبا
وَيفتَرُّ عَن عُصُلٍ شُزَّبٍ / يظلُّ الحديدُ لَدَيها نَكيبا
إذا فاتَ في الصَيدِ حِفظُ الرَقي / بِ كانَ الحِفاظ عَلَيه رَقيبا
إن رُمتَ وَصفَ الراح فأت بما
إن رُمتَ وَصفَ الراح فأت بما / فيها من الأَوصاف من قُربِ
هي ماءُ ياقوتٍ وإن مُزِجَت / في كَأسِها بالبارد العَذبِ
فكأنها وحبابُها ذَهَبٌ / كَلَّلتَهُ باللؤلؤ الرَطبِ
لَها جيدُ ظَبيٍ واهتِزازُ يراعةٍ
لَها جيدُ ظَبيٍ واهتِزازُ يراعةٍ / وعَينا مَهاةٍ واعتِدالُ قَضيبِ
وَلَفظةُ مَنّاعٍ ولَحظَةُ باذلٍ / وعتبُ بَريءٍ واغتيابُ مُريبِ
وإيماضُ ذي جِدٍّ وإعراضُ هازلٍ / وسَورَةُ ذي طيشٍ وعطفُ لبيبِ
من يحتمل ثقل من يأتيه معتفياً
من يحتمل ثقل من يأتيه معتفياً / لم يتَّجه نحوه ذمٌ ولم يُعَبِ
ومن علت في اكتساب المجد همتهُ / ولم يساعده جَدٌّ بات في تعبِ
مدحتُ رسولَ اللَه أبغي بمدحه
مدحتُ رسولَ اللَه أبغي بمدحه / وُفورَ حظوظي من كريمِ المآربِ
مدحتُ امرءاً فاق المديح موحِّداً / باوصافه عن مُبعِدٍ ومقارِب
نبيّاً تسامى في المشارق نورُه / فلاحت هواديه لأهل المغارب
أتتنا به الأنباءُ قبل مجيئه / وشاعت به الأخبارُ في كلِّ جانبِ
وأصبحتِ الكهّان تهتف باسمهِ / وتنفي به رجمَ الظنونِ الكواذب
وأُنطِقت الأصنامُ نطقاً تَبَرَّأت / إلى اللَه فيه من مقال الأكادب
ورامَ استراقَ السمع جنَّ فزيَّلت / مقاعدهم منها رجومُ الكواكب
هدانا إلى ما لم نكن نهتدي به / لطول العمى من واضحات المذاهب
وجاء بآيات تبين أنها / دلائل جبّارٍ مثيب معاقب
فمنها انشقاق البدر حين تعمَّمت / شعوب الضيا منه رؤوس الأخاشب
ومنها نبوع الماء بين بنانه / وقد عدم الوراد قرب المشارب
فروى به جمّاً غفيراً وأسلهت / بأعناقه طوعاً أكفَّ المذانِب
وبئرٍ طغت بالماء من مسِّ سهمه / ومن قبل لم تسمح بمِذقَةِ شارب
وضرعٍ مراهُ فاستدر ولم يكن / به دِرَّة تصفي إلى كفِّ حالب
ونُطقٍ فصيحٍ من ذراع مبينةٍ / لكيد عدوٍّ للعداوة ناصب
وإخباره بالأمر من قبل كونه / وعند بواديه بما في العواقب
ومن تلكم الآيات وحيٌ أتى به / قريب المآتي مستجمّ العجائب
تقاصرت الأفكار عنه فلم يطع / بليغاً ولم يخطر على قلب خاطب
حوى كلَّ علمٍ واحتوى كلَّ حكمةٍ / وفات مرام المستمرِّ الموارب
أتانا به لا عن رويَّةٍ مرتئٍ / ولا صُحف مستَملٍ ولا وصف كاتب
يواتيه طوراً في أجابة سائلٍ / وإفتاء مستفتٍ ووعظ مخاطب
وإتيان برهان وفرض شرائع / وقص أحاديث ونص مآرب
وتصريف أمثال وتثبيت حجَّةٍ / وتعريف ذي جَحدٍ وتوقيف كاذب
وفي مَجمع النادي وفي حومةِ الوغى / وعند حدوثِ المعضلات الغرائب
فيأتي على ما شئت من طُرقاته / قويم المعاني مستدرَّ الضرائب
يصدق منه البعضُ بعضاً كأنما / يلاحظ معناه بعين المراقب
وعجزُ الورى عن أن يجيئوا بمثل ما / وصفناه معلوم بطول التجارب
تأبّى بعبد اللَه أكرم والدٍ / تبلَّجَ منه عن كريمِ المناسب
وشيبةَ ذي الحمدِ الذي فخرت به / قريشُ على أهل العلى والمناصب
ومن كان يُستسقى الغمامُ بوجهه / ويُصدَر عن آرائه في النوائب
وهاشم الباني مشيد افتخاره / بغرِّ المساعي وامتنان المواهب
وعبد منافٍ وهو علَّم قومه اش / تطاط الأماني واحتكام الرغائب
وإن قصيّاً من كريم غراسه / لفي منهلٍ لم يدنُ من كف قاضب
به جمع اللَه القبائلَ بعدما / تقسَّمها نهب الأكفِّ السوالب
وحل كلابٌ من ذرى المجدِ معقلاً / تقاصَرَ عنه كلَّ دانس وغائب
ومرةً لم يحلل مريرةَ عزمه / سِفاه سفيهٍ أو مَحوبةُ حائب
وكعب علا عن طالب المجد كعبه / فنال بأدنى السعي أعلى المراتب
وألوى لؤيٌّ بالعُداة فطُوَّعت / له هممُ الشمِّ الأنوفِ الأغالب
وفي غالبٍ بأسٌ أبى البأس دونهم / يدافع عنهم كلَّ قِرنٍ مغالب
وكانت لفهر في قريشٍ خَطابةٌ / يعوذُ بها عند اشتجار المخاطب
وما زال منهم مالكٌ خيرَ مالكٍ / وأكرمَ مصحوب وأكرمَ صاحب
وللنضر طَولٌ يقصر الطرف دونه / بحيث التقى ضوءَ النجوم الثواقب
لعمري لقد أبدى كنانة قلبه / محاسن تأبى أن تطوع لغالب
ومن قبله أبقى خزيمة حمده / تليد تراثٍ عن حميد الأقارب
ومدرِكةٌ لم يدركِ الناسُ مثلَه / أعفَّ وأعلى عن دني المكاسب
وإلياسُ كان اليأس منه مُقارِناً / لأعدائه قبل اعتدادِ الكتائب
وفي مُضَرٍ يستجمع الفخرُ كله / إذا اعتركت يوماً زحوفُ المقارنب
وحلَّ نزارٌ من رياسة أهله / محلاً تسامى عن عيون الرواقب
وكان معدَّ عدةً لوليِّه / إذا خاف من كيد العدو المحارب
وأد تأدي الفضل منه بغايةٍ / وارثٍ حواهُ عن قُروم أشايب
وفي أددٍ حلم تزيَّنَ بالحجا / إذا الحلم أزهاه قطوبُ الحواجب
وما زال يستعلي هميعُ بالعلى / ويتبع آمالَ البعيد المَراغِبِ
ونبت بنتهُ دوحة العز وابتنى / معاقله في مشمخرِّ الأهاضب
وحيزت لقيذارٍ سماحةُ حاتم / وحكمةُ لقمانٍ وهمَّةُ حاجب
هُموا نسلُ إسماعيل صادقِ وعدِه / فما بعده في الفخر مسعىً لذاهب
وكان خليلُ اللَه أكرمَ من عَنَت / له الأرض من ماشٍ عليها وراكب
وتارحُ ما زالت له أريَحِيَّة / تُبيِّنُ منه عن حميد المضارب
وناحورُ نحّار العدا حُفظت له / مآثر لمّا يحصها عدُّ حاسب
وأشرع في الهيجاء ضيغم غابةٍ / يقدُّ الطلى بالمرهفات القواضب
وأرغو نابٌ في الحروب محكم / ضنين على نفس المشحِّ المغالب
وما فالغٌ في فضله تِلو قومه / ولا عابدٌ من دونهم في المراتب
وشالخ وارفخشذ وسام سمت بهم / سجايا حمتهم كلَّ زارٍ وعائب
وما زال نوح عند ذي العرش فاضلاً / يعدده في المصطفين الأطايب
ولمكٌ أبوه كان في الروع رائعاً / جريئاً على نفس الكميِّ المضارب
ومن قبل لمكٍ لم يزل متوشلخ / يذود العدى بالذائدات الشوازب
وكانت لإدريس النبي منازل / من اللَه لم تقرن بهمة راغب
ويارد بحر عند آل سراته / أبي الخزايا مستدق المآرب
وكانت لمهلاييل فهم فضائل / مهذبة من فاحشات المثالب
وقينان من قبل اقتنى مجد قومه / وفات بشأو الفضل وخد الركائب
وكان أنوش ناش للمجد نفسه / ونزَّهها عن مرديات المطالب
وما زال شيثٌ بالفضائل فاضلاً / شريفاً بريئاً من ذميم المعائب
وكلهم من نور آدم أقبسوا / وعن عوده أجنوا ثمار المناقب
وكان رسول اللَه أكرمَ مُنجَبٍ / جرى في ظهور الطيِّبين المناجب
مقابلةً آباؤه أمهاتِه / مُبَرَّأة من فاضحات المثالب
عليه سلامُ اللَه في كل شارقٍ / ألاح لنا ضوءاً وفي كلِّ غارب
ولما رأين البينَ زُمَّت رِكابهُ
ولما رأين البينَ زُمَّت رِكابهُ / وأيقَنَّ منّا بانقطاعِ المطالب
طلبنَ على الركب المجدين عِلَّةً / فعُجنَ علينا من صدور الركائبِ
فلما تلاقينا كتبنَ بأَعيُنٍ / لنا كتُباً أعجَمنَها بالحواجبش
فلما قرأناهُنَّ سِرّاً طوينَها / حِذار الأعادي بازوِرار المناكبِ
وردت عليها والنجوم كأنها
وردت عليها والنجوم كأنها / كتائب جيش سوِّمت للكتائبِ
غَدَوتُ في يومٍ ضَريبٍ أَشهَبِ
غَدَوتُ في يومٍ ضَريبٍ أَشهَبِ /
مُحتَجب الجونَةِ المطلبِ /
والطير عن لُغاتِها لم تُعرِبِ /
بأنزَعٍ مؤدَّبٍ مُجَرِّبِ /
مُضطمِر الكشحينِ هادٍ شَرجَبِ /
مُؤلَّلِ الأُذنَينِ مُجدٍ مُنجبِ /
كأَنَّهُ لابسُ ثَوبٍ مُذهَبِ /
مُتَّشحٍ بآخَرٍ مُعَصَّبِ /
يَجمَعُ بالوَثبَةِ قُطر السَبسَبِ /
مُواصِلاً مشرِقَهُ بالمغرِب /
يَنقَضُّ في البيدِ إنقِضاضَ الكوكبِ /
كأَنَّه إذا سما لمذهَبِ /
مُوفٍ على أعدائِهِ مِن مرقبِ /
فَظِلتُ مِنه في جناحٍ مُخصبِ /
ومأكَلٍ مُمكَّنٍ لمشربِ /
قد أغتدي والليلُ في حجابِه
قد أغتدي والليلُ في حجابِه /
لم تُحلَلِ العُقدَةُ من نقابهِ /
بأغضفٍ يعيش من عذابهِ /
من صولةٍ بظُفره ونابهِ /
يَراحُ أَن يدعى ليُغتَدى به /
روحة ذي النشوة من شرابه /
يخطُّ بالبُر ثُن في ترابهِ /
خطَّ يدِ الكاتبِ في كتابه /
ملتقطاً للخَطوِ في انتدابهِ /
لَقطَ يدِ الماهرِ في حسابهِ /
حتى إذا أطلقَ عن جِذابِهِ /
مرَّ يَدُرُّ السَحَّ من أهدابهِ /
كما يَدُرُّ القطرُ بانسكابه /
مُنضَرجاً يلمعُ في انسيابه /
كلمعان البرق في سحابه /
أو كانقضاضِ النجمِ في شهابه /
يستأسر المعصم عن طلابه /
في نأيهِ عند وفي اغترابهِ /
تسلمه الخيفة من أسلابه /
فلا يُحِسُّ ما به ممّا بهِ /
يَنتَصِلُ الأظفورَ من قبابه /
كما يُسَلُّ السيف من قِرابهِ /
تخالُهُ ما جَدَّ في إلهابه /
مُفَرِّياً بالحُضرِ من إهابِهِ /
والوحش أسرى ظُفرِهِ ونابِهِ /
يا رُبَّ كَلبٍ أهلُهُ في كسبِهِ
يا رُبَّ كَلبٍ أهلُهُ في كسبِهِ / يَقوتُهُم بسَعيهِ وَذأبِهِ
يظُنُّهُ الناظِرُ رَبَّ ربِّهِ / يراهُ أَدنى مِن سُوَيدا قَلبِهِ
يُؤثِرُهُ عَلى كَريمِ صحبهِ / يعدو بكشحٍ لاحِقٍ بجَنبِهِ
وَمُقلَةٍ مُبينَةٍ عَن إربِهِ / أَجيَدَ كالريمِ نأى عَن سِربِهِ
مُملَّكٌ في العَدوِ قُطري سَهبهِ / يُلحقُ شدّاً شَرقَهُ بغَربِهِ
أَخَصُّ الصِفاتِ التي
أَخَصُّ الصِفاتِ التي / تَناولها من كَثَب
عُيونٌ بلا أَوجُهٍ / لها حَدَقٌ من ذَهَب
نارنجةٌ في فروع الدوح قد نُظِمَت
نارنجةٌ في فروع الدوح قد نُظِمَت / تدنو إلى القلب إذ تدنو مَسرَّتهُ
مثل الكواكب في لون السماءِ إذا / ما لاح في ورقٍ ناهيك خُضرتُهُ
كأنَّهُ في صواني التبر جمر غضاً / مستوقدٌ رُفعت عنّا مَضَرَّتهُ
أعدَدتُ للنُدمان صيدَ زُمَّجِ
أعدَدتُ للنُدمان صيدَ زُمَّجِ /
عَبلَ السَراةِ ذي قوامٍ عَسلَجِ /
تخاله من رقةٍ المنضج /
في قُرطقٍ مُحَبَّرٍ مُدَبَّجِ /
مُبَطَّنٍ بوشيه المُعَرَّجِ /
مُظاهرٍ ببُردِهِ المُدَرَّجِ /
بين ذناباه وبين المنسج /
ريشٌ كمَثل الحبكِ المزبرج /
تراه في تدويمه في الثبج /
يدفَّ مثل العائم الملجَّج /
يخرجُ في الخطفةِ قلبَ الأخرج /
كأنما أظفاره في اليخرج /
حجنٌ خطاطيف بكَفَّي أهوج /
تَظُنُّها مخلوقةً من عوسجِ /
ذي مِنسَرٍ كقَرنِ ظَبيٍ أَدعَجِ /
ومِنخَرٍ كَفوقِ سَهمٍ أفلَجِ /
وساقِ هَقلٍ خاضبٍ مُضَرَّجِ /
سَوَّمتُهُ في يوم دَجنٍ مُبهِجِ /
فرحتُ للشَرب بعيشٍ رَهوَجِ /
أوسعتُهم من القَديدِ المُنضَجِ /
ومن حنيذِ المُعجَل المُلَهوَجِ /
لمّا تَفَرّى الليلث عن أثباجِهِ
لمّا تَفَرّى الليلث عن أثباجِهِ /
وارتاحَ ضوءُ الصُبح لانبلاجه /
غَدوتُ أَبغي الصيدَ من منهاجِهِ /
بأقمَرٍ أبدع في أتلاجه /
ألبَسَهُ الخالقُ من ديباجه /
ثوباً كفى الصانع من نتاجه /
حالٍ من السوق إلى أوداجه /
وَشياً يحارُ الطرف في اندراجه /
في نَسَقٍ منه وفي انعراجه /
وزان فَودَيه إلى حِجاجِه /
بزينةٍ كَفَتهُ نَظمَ تاجه /
يجمعُ دَلَّ الغيد في إبهاجِهِ /
وسَطَوات السيد في هَياجه /
مِنسَرُهُ يُنبئ في إدلاجه /
بعينه كفته عن سراجه /
فلم نزل نغذوه في استخراجِهِ /
من قَبحِهِ حالاً ومن دُرّاجه /
حتّى أزالَ الزيغَ عن مزاجِهِ /
ونَهنَهَ الهَمَّ عن اعوجاجه /