المجموع : 39
أَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
أَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / بَني ناشِبٍ عَنّي وَمَن يَتَنَشَّبُ
أَكُلُّكُمُ مُختارُ دارٍ يَحُلُّها / وَتارِكُ هُدمٍ لَيسَ عَنها مُذَنَّبُ
وَأَبلِغ بَني عَوذِ بنِ زَيدٍ رِسالَةً / بِآيَةِ ما إِن يَقصِبونِيَ يَكذِبوا
فَإِن شِئتُمُ عَنّي نَهَيتُم سَفيهَكُم / وَقالَ لَهُ ذو حِلمُكُم أَينَ تَذهَبُ
وَإِن شِئتُمُ حارَبتُموني إِلى مَدىً / فَيَجهَدُكُم شَأوُ الكِظاظِ المُغَرَّبُ
فَيَلحَقُ بِالخَيراتِ مَن كانَ أَهلَها / وَتَعلَمُ عَبسٌ رَأسُ مَن يَتَصَوَّب
لا تَلُم شَيخي فَما أَدري بِهِ
لا تَلُم شَيخي فَما أَدري بِهِ / غَيرَ أَن شارَكَ نَهداً في النَسَب
كانَ في قَيسٍ حَسيباً ماجِداً / فَأَتَت نَهدُن عَلى ذاكَ الحَسَب
إِن تَأخُذوا أَسماءَ مَوقِفَ ساعَةٍ
إِن تَأخُذوا أَسماءَ مَوقِفَ ساعَةٍ / فَمَأخَذُ لَيلى وَهيَ عَذراءُ أَعجَبُ
لَبِسنا زَماناً حُسنَها وَشَبابَها / وَرُدَّت إِلى شَعواءِ وَالرَأسُ أَشيَبُ
كَمَأخَذِنا حَسناءَ كُرهاً وَدَمعُها / غَداةُ اللِوى مَغصوبَةً يَتَصَبَّبُ
إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح
إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح / عَلَيهِ وَلَم تَعطِف عَلَيهِ أَقارِبُه
فَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ / فَقيراً وَمِن مَولىً تَدِبُّ عَقارِبُه
وَسائِلَةٍ أَينَ الرَحيلُ وَسائِلٍ / وَمَن يَسأَلُ الصُعلوكَ أَينَ مَذاهِبُه
مَذاهِبُهُ أَنَّ الفِجاجَ عَريضَةٌ / إِذا ضَنَّ عَنهُ بِالفَعالِ أَقارِبُه
فَلا أَترُكُ الإِخوانَ ما عُشتُ لِلرَدى / كَما أَنَّهُ لا يَترُكُ الماءُ شارِبُه
وَلا يُستَضامُ الدَهرَ جاري وَلا أُرى / كَمَن باتَ تَسري لِلصَديقِ عَقارِبُه
وَإِن جارَتي أَلوَت رِياحٌ بِبَيتِها / تَغافَلتُ حَتّى يَستُرَ البَيتَ جانِبُه
أَفي نابٍ مَنَحناها فَقيراً
أَفي نابٍ مَنَحناها فَقيراً / لَهُ بِطِنابِنا طُنُبٌ مُصيتُ
وَفَضلَةِ سَمنَةٍ ذَهَبَت إِلَيهِ / وَأَكثَرُ حَقِّهِ ما لا يَفوتُ
تَبيتُ عَلى المَرافِقِ أُمُّ وَهبٍ / وَقَد نامَ العُيونُ لَها كَتيتُ
فَإِنَّ حَمِيتَنا أَبَداً حَرامٌ / وَلَيسَ لِجارِ مَنزِلِنا حَمِيتُ
وَرُبَّتَ شُبعَةٍ آثَرتُ فيها / يَداً جاءَت تُغيرُ لَها هَتيتُ
يَقولُ الحَقُّ مَطلَبُهُ جَميلٌ / وَقَد طَلَبوا إِلَيكَ فَلَم يُقيتوا
فَقُلتُ لَهُ أَلا اِحيَ وَأَنتَ حُرٌّ / سَتَشبَعُ في حَياتِكَ أَو تَموتُ
إِذا ما فاتَني لَم أَستَقِلهُ / حَياتي وَالمَلائِمُ لا تَفوتُ
وَقَد عَلِمَت سُلَيمى أَنَّ رَأيِي / وَرَأيَ البُخلِ مُختَلِفٌ شَتيتُ
وَأَنّي لا يُريني البُخلَ رَأيٌ / سَواءٌ إِن عَطِشتُ وَإِن رُويتُ
وَأَنّي حينَ تَشتَجِرُ العَوالي / حَوالي اللُبَّ ذو رَأيٍ زَميتُ
وَأُكفى ما عَلِمتُ بِفَضلِ عِلمٍ / وَأَسأَلُ ذا البَيانِ إِذا عَميتُ
قُلتُ لِقَومٍ في الكَنيفِ تَرَوَّحوا
قُلتُ لِقَومٍ في الكَنيفِ تَرَوَّحوا / عَشِيَّةَ بِتنا عِندَ ماوانَ رُزَّحِ
تَنالوا الغِنى أَو تَبلُغوا بِنُفوسِكُم / إِلى مُستَراحٍ مِن حِمامٍ مُبَرِّحِ
وَمَن يَكُ مِثلي ذا عِيالٍ وَمُقتِراً / مِنَ المالِ يَطرَح نَفسَهُ كُلَّ مَطرَحِ
لِيَبلُغَ عُذراً أَو يُصيبَ رَغيبَةً / وَمَبلَغُ نَفسٍ عُذرَها مِثلُ مَنجَحِ
لَعَلَّكُمُ أَن تُصلِحوا بَعدَما أَرى / نَباتَ العِضاهِ الثائِبِ المُتَرَوِّحِ
يُنوؤونَ بِالأَيدي وَأَفضَلُ زادِهِم / بَقِيَّةُ لَحمٍ مِن جَزورٍ مُمَلَّحِ
إِذا آذاكَ مالُكَ فَاِمتَهِنهُ
إِذا آذاكَ مالُكَ فَاِمتَهِنهُ / لِجاديهِ وَإِن قَرَعَ المَراحُ
وَإِن أَخنى عَلَيكَ فَلَم تَجِدهُ / فَنَبتُ الأَرضَ وَالماءُ القَراحُ
فَرَغمُ العَيشِ إِلفُ فِناءِ قَومٍ / وَإِن آسوكَ وَالمَوتُ الرَواحُ
قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى
قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى / وَجَفا الأَقارِبُ فَالفُؤادُ قَريحُ
ما لي رَأَيتُكِ في النَدِيِّ مُنَكِّساً / وَصِباً كَأَنَّكَ في النَدِيِّ نَطيحُ
خاطِر بِنَفسِكَ كَي تُصيبَ غَنيمَةً / إِنَّ القُعودَ مَعَ العِيالِ قَبيحُ
المالُ فيهِ مَهابَةٌ وَتَجِلَّةٌ / وَالفَقرُ فيهِ مَذَلَّةٌ وَفُضوحُ
هَلّا سَأَلتَ بَني عَيلانَ كُلَّهُمُ
هَلّا سَأَلتَ بَني عَيلانَ كُلَّهُمُ / عِندَ السِنينَ إِذا ما هَبَّتِ الريحُ
قَد حانَ قِدحُ عِيالِ الحَيِّ إِذ شَبِعوا / وَآخَرٌ لِذَوي الجِيرانِ مَمنوحُ
ما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ
ما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ / سِوى أَنَّ أَخوالي إِذا نُسِبوا نَهدُ
إِذا ما أَرَدتَ المَجدَ قَصَّرَ مَجدُهُم / فَأَعيا عَلَيَّ أَن يُقارِبَني المَجدُ
فَيالَيتَهُم لَم يَضرِبوا فِيَّ ضَربَةً / وَأَنِّيَ عَبدٌ فيهِمُ وَأَبي عَبدُ
ثَعالِبُ في الحَربِ العَوانِ فَإِن تَبُخ / وَتَنفَرِجِ الجُلّى فَإِنَّهُمُ الأُسدُ
ما بِالثَراءِ يَسودُ كُلُّ مُسَوَّدٍ
ما بِالثَراءِ يَسودُ كُلُّ مُسَوَّدٍ / مَثرٍ وَلَكِن بِالفِعالِ يَسودُ
بَل لا أُكاثِرُ صاحِبي في يُسرِهِ / وَأَصُدُّ إِذ في عَيشِهِ تَصريدُ
فَإِذا غَنيتُ فَإِنَّ جارِيَ نَيلُهُ / مِن نائِلي وَمَيَسَّري مَعهودُ
وَإِذا اِفتَقَرتُ فَلَن أَرى مُتَخَشِّعاً / لِأَخي غِنىً مَعروفُهُ مَكدودُ
جَزى اللَهُ خَيراً كُلَّما ذُكِرَ اِسمُهُ
جَزى اللَهُ خَيراً كُلَّما ذُكِرَ اِسمُهُ / أَبا مالِكٍ إِن ذالِكَ الحَيُّ أَصعَدوا
وَزَوَّدَ خَيراً مالِكاً إِنَّ مالِكاً / لَهُ رِدَّةٌ فينا إِذا القَومُ زُهَّدُ
فَهُم يَطرَبَن في إِثرِكُم مَن تَرَكتُمُ / إِذا قامَ يَعلوهُ حِلالٌ فَيَقعُدُ
تَوَلّى بَنو زِبّانَ عَنّا بِفَضلِهِم / وَوَدَّ شَريكٌ لَو نَسيرُ فَنَبعُدُ
لِيَهنَء شَريكاً وَطبُهُ وَلِقاحُهُ / وَذو العُسِّ بَعدَ النَومَةِ المُتَبَرِّدُ
وَما كانَ مِنّا مَسكَناً قَد عَلِمتُمُ / مُدافِعُ ذي رَضوى فَعَظمٌ فَصَندَدُ
وَلَكِنَّها وَالدَهرُ يَومٌ وَلَيلَةٌ / بِلادٌ بِها الأَجناءُ وَالمُتَصَيَّدُ
وَقُلتُ لِأَصحابِ الكَنيفِ تَرَحَّلوا / فَلَيسَ لَكُم في ساحَةِ الدارِ مَقعَدُ
إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ
إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ / وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائِكَ واحِدُ
أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى / بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ
أُقَسِّمُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ / وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ
أَرِقتُ وَصُحبَتي بِمَضيقِ عُمقِ
أَرِقتُ وَصُحبَتي بِمَضيقِ عُمقِ / لِبَرقٍ في تِهامَةَ مُستَطيرِ
إِذا قُلتُ اِستَهَلَّ عَلى قَديدٍ / يَحورُ رَبابُهُ حَورَ الكَسيرِ
تَكَشُّفَ عائِذٍ بَلقاءَ تَنفي / ذُكورَ الخَيلِ عَن وَلَدٍ شَفورِ
سَقى سَلمى وَأَينَ دِيارُ سَلمى / إِذا حَلَّت مُجاوِرَةَ السَريرِ
إِذا حَلَّت بِأَرضِ بَني عَلِيِّ / وَأَهلي بَينَ زامِرَةٍ وَكيرِ
ذَكَرتُ مَنازِلاً مِن أُمِّ وَهبٍ / مَحَلَّ الحَيِّ أَسفَلَ ذي النَقيرِ
وَأَحدَثُ مَعهَداً مِن أُمِّ وَهبٍ / مَعَرَّسُنا بِدارِ بَني النَضيرِ
وَقالوا ما تَشاءُ فَقُلتُ أَلهو / إِلى الإِصباحِ آثَرَ ذي أَثيرِ
بِآنِسَةِ الحَديثِ رُضابُ فيها / بُعَيدَ النَومِ كَالعِنَبِ العَصيرِ
أَطَعتُ الآمِرينَ بِصَرمِ سَلمى / فَطاروا في عِضاهِ اليَستَعورِ
سَقَوني النَسءَ ثُمَّ تَكَنَّفوني / عُداةُ اللَهِ مِن كَذِبٍ وَزورِ
وَقالوا لَستَ بَعدَ فِداءِ سَلمى / بِمُغنٍ ما لَديكَ وَلا فَقيرِ
أَلا وَأَبيكَ لَو كَاليَومَ أَمري / وَمَن لَكَ بِالتَدَبُّرِ في الأُمورِ
إِذاً لَمَلَكتُ عِصمَةَ أُمُّ وَهبٍ / عَلى ما كانَ مِن حَسَكِ الصُدورِ
فَيا لِلناسِ كَيفَ غَلَبتُ نَفسي / عَلى شَيءٍ وَيَكرَهُهُ ضَميري
أَلا يا لَيتَني عاصَيتُ طَلقاً / وَجَبّاراً وَمَن لي مِن أَميرِ
تَحِنُّ إِلى سَلمى بِحُرِّ بِلادِها
تَحِنُّ إِلى سَلمى بِحُرِّ بِلادِها / وَأَنتَ عَلَيها بِالمَلا كُنتَ أَقدَرا
تَحِلُّ بِوادٍ مِن كَراءٍ مَضَلَّةٍ / تُحاوِلُ سَلمى أَن أَهابَ وَأَحصَرا
وَكَيفَ تُرَجّيها وَقَد حيلَ دونَها / وَقَد جاوَرَت حَيّاً بِتَيمَنَ مُنكَرا
تَبَغّانِيَ الأَعداءُ إِمّا إِلى دَمٍ / وَإِمّا عُراضِ الساعِدَينِ مُصَدَّرا
يَظَلُّ الإِباءُ ساقِطاً فَوقَ مَتنِهِ / لَهُ العَدوَةُ الأولى إِذا القِرنُ أَصحَرا
كَأَنَّ خَواتَ الرَعدِ رِزءُ زَئيرِهِ / مِنَ اللاءِ يَسكُنَّ العَرينَ بِعُثَّرا
إِذا نَحنُ أَبرَدنا وَرُدَّت رِكابُنا / وَعَنَّ لَنا مِن أَمرِنا ما تَيَسَّرا
بَدا لَكِ مِنّي عِندَ ذاكَ صَريمَتي / وَصَبري إِذا ما الشَيءُ وَلّى فَأَدبَرا
وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءَ لا أَنسَ قَولَها / لِجارَتِها ما إِن يَعيشُ بِأَحوَرا
لَعَلَّكِ يَوماً أَن تُسِرّي نَدامَةً / عَلَيَّ بِما جَشَّمتِني يَومَ غَضوَرا
فَغُرِّبتِ إِن لَم تُخبِريهُم فَلا أَرى / لِيَ اليَومَ أَدنى مِنكِ عِلماً وَأَخبَرا
قَعيدَكِ عَمرَ اللَهِ هَل تَعلَمِينَني / كَريماً إِذا اِسوَدَّ الأَنامِلُ أَزهَرا
صَبوراً عَلى رُزءِ المَوالي وَحافِظاً / لِعِرضِيَ حَتّى يُؤكَلَ النَبتُ أَخضَرا
أَقَبُّ وَمِخماصُ الشِتاءِ مُرَزَّأٌ / إِذا اِغبَرَّ أَولادُ الأَذِلَّةِ أَسفَرا
أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ
أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ / وَنامي وَإِن لَم تَشتَهي النَومَ فَاِسهَري
ذَريني وَنَفسي أُمَّ حَسّانَ إِنَّني / بِها قَبلَ أَن لا أَملِكَ البَيعَ مُشتَري
أَحاديثَ تَبقى وَالفَتى غَيرُ خالِدٍ / إِذا هُوَ أَمسى هامَةً فَوقَ صُيَّرِ
تُجاوِبُ أَحجارَ الكِناسِ وَتَشتَكي / إِلى كُلِّ مَعروفٍ رَأَتهُ وَمُنكَرِ
ذَريني أُطَوِّف في البِلادِ لَعَلَّني / أُخَلّيكِ أَو أُغنيكِ عَن سوءِ مَحضِري
فَإِن فازَ سَهمٌ لِلمَنِيَّةِ لَم أَكُن / جَزوعاً وَهَل عَن ذاكَ مِن مُتَأَخِّرِ
وَإِن فازَ سَهمي كَفَّكُم عَن مَقاعِدٍ / لَكُم خَلفَ أَدبارِ البُيوتِ وَمُنظَرِ
تَقولُ لَكَ الوَيلاتُ هَل أَنتَ تارِكٌ / ضُبُوّاً بِرَجلٍ تارَةً وَبِمِنسَرِ
وَمُستَثبِتٌ في مالِكَ العامَ أَنَّني / أَراكَ عَلى أَقتادِ صَرماءَ مُذكِرِ
فَجوعٌ لِأَهلِ الصالِحينَ مَزَلَّةٌ / مَخوفٌ رَداها أَن تُصيبُكَ فَاِحذَرِ
أَبى الخَفضَ مَن يَغشاكِ مِن ذي قَرابَةٍ / وَمِن كُلِّ سَوداءِ المَعاصِمِ تَعتَري
وَمُستَهنِئٍ زَيدٌ أَبوهُ فَلا أَرى / لَهُ مَدفَعاً فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري
لَحى اللَهُ صُعلوكاً إِذا جَنَّ لَيلُهُ / مُصافي المُشاشِ آلِفاً كُلَّ مَجزَرِ
يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ / أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ
يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً / يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ
قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ / إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ
يُعينُ نِساءَ الحَيِّ ما يَستَعِنُّهُ / وَيُمسي طَليحاً كَالبَعيرِ المُحَسَّرِ
وَلَكِنَّ صُعلوكاً صَفيحَةُ وَجهِهِ / كَضَوءِ شِهابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ
مُطِلّاً عَلى أَعدائِهِ يَزجُرونَهُ / بِساحَتِهِم زَجرَ المَنيحِ المُشَهَّرِ
إِذا بَعُدوا لا يَأمَنونَ اِقتِرابَهُ / تَشَوُّفَ أَهلَ الغائِبِ المُتَنَظَّرِ
فَذالِكَ إِن يَلقَ المَنِيَّةَ يَلقَها / حَميداً وَإِن يَستَغنِ يَوماً فَأَجدَرِ
أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وَزَيدٌ وَلَم أَقُم / عَلى نُدَبٍ يَوماً وَلي نَفسُ مُخطِرِ
سَتُفزِعُ بَعدَ اليَأسِ مَن لا يَخافُنا / كَواسِعُ في أُخرى السَوامَ المُنَفَّرِ
يُطاعِنُ عَنها أَوَّلَ القَومِ بِالقَنا / وَبيضٍ خِفافٍ ذاتِ لَونٍ مُشَهَّرِ
فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها / وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ
يُناقِلنَ بِالشُمطِ الكِرامِ أُلي القُوى / نِقابَ الحِجازِ في السَريحِ المُسَيَّرِ
يُريحُ عَلَيَّ اللَيلُ أَضيافَ ماجِدٍ / كَريمٍ وَمالي سارِحاً مالُ مُقتَرِ
عَفَت بَعدَنا مِن أُمِّ حَسّانَ غَضوَرُ
عَفَت بَعدَنا مِن أُمِّ حَسّانَ غَضوَرُ / وَفي الرَحلِ مِنها آيَةٌ لا تَغَيَّرُ
وَبِالغُرِّ وَالغَرّاءِ مِنها مَنازِلٌ / وَحَولَ الصَفا مِن أَهلِها مُتَدَوَّرُ
لَيالِيَنا إِذ جيبُها لَكَ ناصِحٌ / وَإِذ ريحُها مِسكٌ زَكِيٌّ وَعَنبَرُ
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ حَسّانَ أَنَّنا / خَليطاً زَيالٍ لَيسَ عَن ذاكَ مَقصَرُ
وَأَنَّ المَنايا ثَغرُ كُلِّ ثَنِيَّةٍ / فَهَل ذاكَ عَمّا يَبتَغي القَومُ مُحصِرُ
وَغَبراءَ مَخشِيَ رَداها مَخوفَةٍ / أَخوها بِأَسبابِ المَنايا مُغَرَّرُ
قَطَعتُ بِها شَكُّ الخِلاجِ وَلَم أَقُل / لِخَيّابَةٍ هَيّابَةٍ كَيفَ تَأمُرُ
تَدارَكَ عَوذاً بَعدَ ما ساءَ ظَنُّها / بِماوانَ عِرقٌ مِن أُسامَةَ أَزهَرُ
هُم عَيَّروني أَنَّ أُمّي غَريبَةٌ / وَهَل في كَريمٍ ماجِدٍ ما يُعَيَّرُ
وَقَد عَيَّروني المالَ حينَ جَمَعتُهُ / وَقَد عَيَّروني الفَقرَ إِذ أَنا مُقتِرُ
وَعَيَّرَني قَومي شَبابي وَلِمَّتي / مَتى ما يَشا رَهطُ اِمرِئٍ يَتَعَيَّرُ
حَوى حَيُّ أَحياءٍ شِتيرَ اِبنَ خالِدٍ / وَقَد طَمَعَت في غُنمِ آخَرَ جَعفَرُ
وَلا أَنتَمي إِلّا لِجارٍ مُجاوِرٍ / فَما آخِرُ العَيشِ الَّذي أَتَنَظَّرُ
وَنَحنُ صَبَحنا عامِراً إِذ تَمَرَّسَت
وَنَحنُ صَبَحنا عامِراً إِذ تَمَرَّسَت / عُلالَةَ أَرماحٍ وَضَرباً مُذَكَّرا
بِكُلِّ رُقاقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدٍ / وَلَدنٍ مِنَ الخَطِّيِّ قَد طُرَّ أَسمَرا
عَجِبتُ لَهُم إِذ يَخنُقونَ نُفوسَهُم / وَمَقتَلُهُم تَحتَ الوَغى كانَ أَعذَرا
يَشُدُّ الحَليمُ مِنهُمُ عَقدَ حَبلِهِ / أَلا إِنَّما يَأتي الَّذي كانَ حُذَّرا
أَخَذَت مَعاقِلَها اللِقاحُ لِمَجلِسٍ
أَخَذَت مَعاقِلَها اللِقاحُ لِمَجلِسٍ / حَولَ اِبنِ أَكثَمِ مِن بَني أَنمارِ
وَلَقَد أَتَيتُكُمُ بِلَيلٍ دامِسٍ / وَلَقَد أَتَيتُ سُراتَكُم بِنَهارِ
فَوَجَدتُكُم لِقَحاً حُبِسنَ بِخُلَّةٍ / وَحُبِسنَ إِذ صُرّينَ غَيرَ غِزارِ
مَنَعوا البِكارَةَ وَالأَفالَ كِلَيهِما / وَلَهُم أَضَنُّ بِأُمِّ كُلِّ حِوارِ
أَبلِغ لَدَيكَ عامِراً إِن لَقيتَها
أَبلِغ لَدَيكَ عامِراً إِن لَقيتَها / فَقَد بَلَغَت دارُ الحِفاظِ قَرارَها
رَحَلنا مِنَ الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّءِ / نَسوقُ النِساءَ عوذَها وَعِشارَها
تَرى كُلَّ بَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ / تُفَرّي إِذا شالَ السِماكُ صِدارَها
وَقَد عَلِمَت أَن لا اِنقِلابَ لِرَحلِها / إِذا تَرَكَت مِن آخِرِ اللَيلِ دارَها