القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُرْوَة بنُ الوَرْد الكل
المجموع : 39
أَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
أَيا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن / بَني ناشِبٍ عَنّي وَمَن يَتَنَشَّبُ
أَكُلُّكُمُ مُختارُ دارٍ يَحُلُّها / وَتارِكُ هُدمٍ لَيسَ عَنها مُذَنَّبُ
وَأَبلِغ بَني عَوذِ بنِ زَيدٍ رِسالَةً / بِآيَةِ ما إِن يَقصِبونِيَ يَكذِبوا
فَإِن شِئتُمُ عَنّي نَهَيتُم سَفيهَكُم / وَقالَ لَهُ ذو حِلمُكُم أَينَ تَذهَبُ
وَإِن شِئتُمُ حارَبتُموني إِلى مَدىً / فَيَجهَدُكُم شَأوُ الكِظاظِ المُغَرَّبُ
فَيَلحَقُ بِالخَيراتِ مَن كانَ أَهلَها / وَتَعلَمُ عَبسٌ رَأسُ مَن يَتَصَوَّب
لا تَلُم شَيخي فَما أَدري بِهِ
لا تَلُم شَيخي فَما أَدري بِهِ / غَيرَ أَن شارَكَ نَهداً في النَسَب
كانَ في قَيسٍ حَسيباً ماجِداً / فَأَتَت نَهدُن عَلى ذاكَ الحَسَب
إِن تَأخُذوا أَسماءَ مَوقِفَ ساعَةٍ
إِن تَأخُذوا أَسماءَ مَوقِفَ ساعَةٍ / فَمَأخَذُ لَيلى وَهيَ عَذراءُ أَعجَبُ
لَبِسنا زَماناً حُسنَها وَشَبابَها / وَرُدَّت إِلى شَعواءِ وَالرَأسُ أَشيَبُ
كَمَأخَذِنا حَسناءَ كُرهاً وَدَمعُها / غَداةُ اللِوى مَغصوبَةً يَتَصَبَّبُ
إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح
إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح / عَلَيهِ وَلَم تَعطِف عَلَيهِ أَقارِبُه
فَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ / فَقيراً وَمِن مَولىً تَدِبُّ عَقارِبُه
وَسائِلَةٍ أَينَ الرَحيلُ وَسائِلٍ / وَمَن يَسأَلُ الصُعلوكَ أَينَ مَذاهِبُه
مَذاهِبُهُ أَنَّ الفِجاجَ عَريضَةٌ / إِذا ضَنَّ عَنهُ بِالفَعالِ أَقارِبُه
فَلا أَترُكُ الإِخوانَ ما عُشتُ لِلرَدى / كَما أَنَّهُ لا يَترُكُ الماءُ شارِبُه
وَلا يُستَضامُ الدَهرَ جاري وَلا أُرى / كَمَن باتَ تَسري لِلصَديقِ عَقارِبُه
وَإِن جارَتي أَلوَت رِياحٌ بِبَيتِها / تَغافَلتُ حَتّى يَستُرَ البَيتَ جانِبُه
أَفي نابٍ مَنَحناها فَقيراً
أَفي نابٍ مَنَحناها فَقيراً / لَهُ بِطِنابِنا طُنُبٌ مُصيتُ
وَفَضلَةِ سَمنَةٍ ذَهَبَت إِلَيهِ / وَأَكثَرُ حَقِّهِ ما لا يَفوتُ
تَبيتُ عَلى المَرافِقِ أُمُّ وَهبٍ / وَقَد نامَ العُيونُ لَها كَتيتُ
فَإِنَّ حَمِيتَنا أَبَداً حَرامٌ / وَلَيسَ لِجارِ مَنزِلِنا حَمِيتُ
وَرُبَّتَ شُبعَةٍ آثَرتُ فيها / يَداً جاءَت تُغيرُ لَها هَتيتُ
يَقولُ الحَقُّ مَطلَبُهُ جَميلٌ / وَقَد طَلَبوا إِلَيكَ فَلَم يُقيتوا
فَقُلتُ لَهُ أَلا اِحيَ وَأَنتَ حُرٌّ / سَتَشبَعُ في حَياتِكَ أَو تَموتُ
إِذا ما فاتَني لَم أَستَقِلهُ / حَياتي وَالمَلائِمُ لا تَفوتُ
وَقَد عَلِمَت سُلَيمى أَنَّ رَأيِي / وَرَأيَ البُخلِ مُختَلِفٌ شَتيتُ
وَأَنّي لا يُريني البُخلَ رَأيٌ / سَواءٌ إِن عَطِشتُ وَإِن رُويتُ
وَأَنّي حينَ تَشتَجِرُ العَوالي / حَوالي اللُبَّ ذو رَأيٍ زَميتُ
وَأُكفى ما عَلِمتُ بِفَضلِ عِلمٍ / وَأَسأَلُ ذا البَيانِ إِذا عَميتُ
قُلتُ لِقَومٍ في الكَنيفِ تَرَوَّحوا
قُلتُ لِقَومٍ في الكَنيفِ تَرَوَّحوا / عَشِيَّةَ بِتنا عِندَ ماوانَ رُزَّحِ
تَنالوا الغِنى أَو تَبلُغوا بِنُفوسِكُم / إِلى مُستَراحٍ مِن حِمامٍ مُبَرِّحِ
وَمَن يَكُ مِثلي ذا عِيالٍ وَمُقتِراً / مِنَ المالِ يَطرَح نَفسَهُ كُلَّ مَطرَحِ
لِيَبلُغَ عُذراً أَو يُصيبَ رَغيبَةً / وَمَبلَغُ نَفسٍ عُذرَها مِثلُ مَنجَحِ
لَعَلَّكُمُ أَن تُصلِحوا بَعدَما أَرى / نَباتَ العِضاهِ الثائِبِ المُتَرَوِّحِ
يُنوؤونَ بِالأَيدي وَأَفضَلُ زادِهِم / بَقِيَّةُ لَحمٍ مِن جَزورٍ مُمَلَّحِ
إِذا آذاكَ مالُكَ فَاِمتَهِنهُ
إِذا آذاكَ مالُكَ فَاِمتَهِنهُ / لِجاديهِ وَإِن قَرَعَ المَراحُ
وَإِن أَخنى عَلَيكَ فَلَم تَجِدهُ / فَنَبتُ الأَرضَ وَالماءُ القَراحُ
فَرَغمُ العَيشِ إِلفُ فِناءِ قَومٍ / وَإِن آسوكَ وَالمَوتُ الرَواحُ
قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى
قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى / وَجَفا الأَقارِبُ فَالفُؤادُ قَريحُ
ما لي رَأَيتُكِ في النَدِيِّ مُنَكِّساً / وَصِباً كَأَنَّكَ في النَدِيِّ نَطيحُ
خاطِر بِنَفسِكَ كَي تُصيبَ غَنيمَةً / إِنَّ القُعودَ مَعَ العِيالِ قَبيحُ
المالُ فيهِ مَهابَةٌ وَتَجِلَّةٌ / وَالفَقرُ فيهِ مَذَلَّةٌ وَفُضوحُ
هَلّا سَأَلتَ بَني عَيلانَ كُلَّهُمُ
هَلّا سَأَلتَ بَني عَيلانَ كُلَّهُمُ / عِندَ السِنينَ إِذا ما هَبَّتِ الريحُ
قَد حانَ قِدحُ عِيالِ الحَيِّ إِذ شَبِعوا / وَآخَرٌ لِذَوي الجِيرانِ مَمنوحُ
ما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ
ما بِيَ مِن عارٍ إِخالُ عَلِمتُهُ / سِوى أَنَّ أَخوالي إِذا نُسِبوا نَهدُ
إِذا ما أَرَدتَ المَجدَ قَصَّرَ مَجدُهُم / فَأَعيا عَلَيَّ أَن يُقارِبَني المَجدُ
فَيالَيتَهُم لَم يَضرِبوا فِيَّ ضَربَةً / وَأَنِّيَ عَبدٌ فيهِمُ وَأَبي عَبدُ
ثَعالِبُ في الحَربِ العَوانِ فَإِن تَبُخ / وَتَنفَرِجِ الجُلّى فَإِنَّهُمُ الأُسدُ
ما بِالثَراءِ يَسودُ كُلُّ مُسَوَّدٍ
ما بِالثَراءِ يَسودُ كُلُّ مُسَوَّدٍ / مَثرٍ وَلَكِن بِالفِعالِ يَسودُ
بَل لا أُكاثِرُ صاحِبي في يُسرِهِ / وَأَصُدُّ إِذ في عَيشِهِ تَصريدُ
فَإِذا غَنيتُ فَإِنَّ جارِيَ نَيلُهُ / مِن نائِلي وَمَيَسَّري مَعهودُ
وَإِذا اِفتَقَرتُ فَلَن أَرى مُتَخَشِّعاً / لِأَخي غِنىً مَعروفُهُ مَكدودُ
جَزى اللَهُ خَيراً كُلَّما ذُكِرَ اِسمُهُ
جَزى اللَهُ خَيراً كُلَّما ذُكِرَ اِسمُهُ / أَبا مالِكٍ إِن ذالِكَ الحَيُّ أَصعَدوا
وَزَوَّدَ خَيراً مالِكاً إِنَّ مالِكاً / لَهُ رِدَّةٌ فينا إِذا القَومُ زُهَّدُ
فَهُم يَطرَبَن في إِثرِكُم مَن تَرَكتُمُ / إِذا قامَ يَعلوهُ حِلالٌ فَيَقعُدُ
تَوَلّى بَنو زِبّانَ عَنّا بِفَضلِهِم / وَوَدَّ شَريكٌ لَو نَسيرُ فَنَبعُدُ
لِيَهنَء شَريكاً وَطبُهُ وَلِقاحُهُ / وَذو العُسِّ بَعدَ النَومَةِ المُتَبَرِّدُ
وَما كانَ مِنّا مَسكَناً قَد عَلِمتُمُ / مُدافِعُ ذي رَضوى فَعَظمٌ فَصَندَدُ
وَلَكِنَّها وَالدَهرُ يَومٌ وَلَيلَةٌ / بِلادٌ بِها الأَجناءُ وَالمُتَصَيَّدُ
وَقُلتُ لِأَصحابِ الكَنيفِ تَرَحَّلوا / فَلَيسَ لَكُم في ساحَةِ الدارِ مَقعَدُ
إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ
إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ / وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائِكَ واحِدُ
أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى / بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ
أُقَسِّمُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ / وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ
أَرِقتُ وَصُحبَتي بِمَضيقِ عُمقِ
أَرِقتُ وَصُحبَتي بِمَضيقِ عُمقِ / لِبَرقٍ في تِهامَةَ مُستَطيرِ
إِذا قُلتُ اِستَهَلَّ عَلى قَديدٍ / يَحورُ رَبابُهُ حَورَ الكَسيرِ
تَكَشُّفَ عائِذٍ بَلقاءَ تَنفي / ذُكورَ الخَيلِ عَن وَلَدٍ شَفورِ
سَقى سَلمى وَأَينَ دِيارُ سَلمى / إِذا حَلَّت مُجاوِرَةَ السَريرِ
إِذا حَلَّت بِأَرضِ بَني عَلِيِّ / وَأَهلي بَينَ زامِرَةٍ وَكيرِ
ذَكَرتُ مَنازِلاً مِن أُمِّ وَهبٍ / مَحَلَّ الحَيِّ أَسفَلَ ذي النَقيرِ
وَأَحدَثُ مَعهَداً مِن أُمِّ وَهبٍ / مَعَرَّسُنا بِدارِ بَني النَضيرِ
وَقالوا ما تَشاءُ فَقُلتُ أَلهو / إِلى الإِصباحِ آثَرَ ذي أَثيرِ
بِآنِسَةِ الحَديثِ رُضابُ فيها / بُعَيدَ النَومِ كَالعِنَبِ العَصيرِ
أَطَعتُ الآمِرينَ بِصَرمِ سَلمى / فَطاروا في عِضاهِ اليَستَعورِ
سَقَوني النَسءَ ثُمَّ تَكَنَّفوني / عُداةُ اللَهِ مِن كَذِبٍ وَزورِ
وَقالوا لَستَ بَعدَ فِداءِ سَلمى / بِمُغنٍ ما لَديكَ وَلا فَقيرِ
أَلا وَأَبيكَ لَو كَاليَومَ أَمري / وَمَن لَكَ بِالتَدَبُّرِ في الأُمورِ
إِذاً لَمَلَكتُ عِصمَةَ أُمُّ وَهبٍ / عَلى ما كانَ مِن حَسَكِ الصُدورِ
فَيا لِلناسِ كَيفَ غَلَبتُ نَفسي / عَلى شَيءٍ وَيَكرَهُهُ ضَميري
أَلا يا لَيتَني عاصَيتُ طَلقاً / وَجَبّاراً وَمَن لي مِن أَميرِ
تَحِنُّ إِلى سَلمى بِحُرِّ بِلادِها
تَحِنُّ إِلى سَلمى بِحُرِّ بِلادِها / وَأَنتَ عَلَيها بِالمَلا كُنتَ أَقدَرا
تَحِلُّ بِوادٍ مِن كَراءٍ مَضَلَّةٍ / تُحاوِلُ سَلمى أَن أَهابَ وَأَحصَرا
وَكَيفَ تُرَجّيها وَقَد حيلَ دونَها / وَقَد جاوَرَت حَيّاً بِتَيمَنَ مُنكَرا
تَبَغّانِيَ الأَعداءُ إِمّا إِلى دَمٍ / وَإِمّا عُراضِ الساعِدَينِ مُصَدَّرا
يَظَلُّ الإِباءُ ساقِطاً فَوقَ مَتنِهِ / لَهُ العَدوَةُ الأولى إِذا القِرنُ أَصحَرا
كَأَنَّ خَواتَ الرَعدِ رِزءُ زَئيرِهِ / مِنَ اللاءِ يَسكُنَّ العَرينَ بِعُثَّرا
إِذا نَحنُ أَبرَدنا وَرُدَّت رِكابُنا / وَعَنَّ لَنا مِن أَمرِنا ما تَيَسَّرا
بَدا لَكِ مِنّي عِندَ ذاكَ صَريمَتي / وَصَبري إِذا ما الشَيءُ وَلّى فَأَدبَرا
وَما أَنسَ مِنَ الأَشياءَ لا أَنسَ قَولَها / لِجارَتِها ما إِن يَعيشُ بِأَحوَرا
لَعَلَّكِ يَوماً أَن تُسِرّي نَدامَةً / عَلَيَّ بِما جَشَّمتِني يَومَ غَضوَرا
فَغُرِّبتِ إِن لَم تُخبِريهُم فَلا أَرى / لِيَ اليَومَ أَدنى مِنكِ عِلماً وَأَخبَرا
قَعيدَكِ عَمرَ اللَهِ هَل تَعلَمِينَني / كَريماً إِذا اِسوَدَّ الأَنامِلُ أَزهَرا
صَبوراً عَلى رُزءِ المَوالي وَحافِظاً / لِعِرضِيَ حَتّى يُؤكَلَ النَبتُ أَخضَرا
أَقَبُّ وَمِخماصُ الشِتاءِ مُرَزَّأٌ / إِذا اِغبَرَّ أَولادُ الأَذِلَّةِ أَسفَرا
أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ
أَقِلّي عَلَيَّ اللَومَ يا بِنتَ مُنذِرٍ / وَنامي وَإِن لَم تَشتَهي النَومَ فَاِسهَري
ذَريني وَنَفسي أُمَّ حَسّانَ إِنَّني / بِها قَبلَ أَن لا أَملِكَ البَيعَ مُشتَري
أَحاديثَ تَبقى وَالفَتى غَيرُ خالِدٍ / إِذا هُوَ أَمسى هامَةً فَوقَ صُيَّرِ
تُجاوِبُ أَحجارَ الكِناسِ وَتَشتَكي / إِلى كُلِّ مَعروفٍ رَأَتهُ وَمُنكَرِ
ذَريني أُطَوِّف في البِلادِ لَعَلَّني / أُخَلّيكِ أَو أُغنيكِ عَن سوءِ مَحضِري
فَإِن فازَ سَهمٌ لِلمَنِيَّةِ لَم أَكُن / جَزوعاً وَهَل عَن ذاكَ مِن مُتَأَخِّرِ
وَإِن فازَ سَهمي كَفَّكُم عَن مَقاعِدٍ / لَكُم خَلفَ أَدبارِ البُيوتِ وَمُنظَرِ
تَقولُ لَكَ الوَيلاتُ هَل أَنتَ تارِكٌ / ضُبُوّاً بِرَجلٍ تارَةً وَبِمِنسَرِ
وَمُستَثبِتٌ في مالِكَ العامَ أَنَّني / أَراكَ عَلى أَقتادِ صَرماءَ مُذكِرِ
فَجوعٌ لِأَهلِ الصالِحينَ مَزَلَّةٌ / مَخوفٌ رَداها أَن تُصيبُكَ فَاِحذَرِ
أَبى الخَفضَ مَن يَغشاكِ مِن ذي قَرابَةٍ / وَمِن كُلِّ سَوداءِ المَعاصِمِ تَعتَري
وَمُستَهنِئٍ زَيدٌ أَبوهُ فَلا أَرى / لَهُ مَدفَعاً فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِصبِري
لَحى اللَهُ صُعلوكاً إِذا جَنَّ لَيلُهُ / مُصافي المُشاشِ آلِفاً كُلَّ مَجزَرِ
يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ / أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ
يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً / يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ
قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ / إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ
يُعينُ نِساءَ الحَيِّ ما يَستَعِنُّهُ / وَيُمسي طَليحاً كَالبَعيرِ المُحَسَّرِ
وَلَكِنَّ صُعلوكاً صَفيحَةُ وَجهِهِ / كَضَوءِ شِهابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ
مُطِلّاً عَلى أَعدائِهِ يَزجُرونَهُ / بِساحَتِهِم زَجرَ المَنيحِ المُشَهَّرِ
إِذا بَعُدوا لا يَأمَنونَ اِقتِرابَهُ / تَشَوُّفَ أَهلَ الغائِبِ المُتَنَظَّرِ
فَذالِكَ إِن يَلقَ المَنِيَّةَ يَلقَها / حَميداً وَإِن يَستَغنِ يَوماً فَأَجدَرِ
أَيَهلِكُ مُعتَمٌّ وَزَيدٌ وَلَم أَقُم / عَلى نُدَبٍ يَوماً وَلي نَفسُ مُخطِرِ
سَتُفزِعُ بَعدَ اليَأسِ مَن لا يَخافُنا / كَواسِعُ في أُخرى السَوامَ المُنَفَّرِ
يُطاعِنُ عَنها أَوَّلَ القَومِ بِالقَنا / وَبيضٍ خِفافٍ ذاتِ لَونٍ مُشَهَّرِ
فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها / وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ
يُناقِلنَ بِالشُمطِ الكِرامِ أُلي القُوى / نِقابَ الحِجازِ في السَريحِ المُسَيَّرِ
يُريحُ عَلَيَّ اللَيلُ أَضيافَ ماجِدٍ / كَريمٍ وَمالي سارِحاً مالُ مُقتَرِ
عَفَت بَعدَنا مِن أُمِّ حَسّانَ غَضوَرُ
عَفَت بَعدَنا مِن أُمِّ حَسّانَ غَضوَرُ / وَفي الرَحلِ مِنها آيَةٌ لا تَغَيَّرُ
وَبِالغُرِّ وَالغَرّاءِ مِنها مَنازِلٌ / وَحَولَ الصَفا مِن أَهلِها مُتَدَوَّرُ
لَيالِيَنا إِذ جيبُها لَكَ ناصِحٌ / وَإِذ ريحُها مِسكٌ زَكِيٌّ وَعَنبَرُ
أَلَم تَعلَمي يا أُمَّ حَسّانَ أَنَّنا / خَليطاً زَيالٍ لَيسَ عَن ذاكَ مَقصَرُ
وَأَنَّ المَنايا ثَغرُ كُلِّ ثَنِيَّةٍ / فَهَل ذاكَ عَمّا يَبتَغي القَومُ مُحصِرُ
وَغَبراءَ مَخشِيَ رَداها مَخوفَةٍ / أَخوها بِأَسبابِ المَنايا مُغَرَّرُ
قَطَعتُ بِها شَكُّ الخِلاجِ وَلَم أَقُل / لِخَيّابَةٍ هَيّابَةٍ كَيفَ تَأمُرُ
تَدارَكَ عَوذاً بَعدَ ما ساءَ ظَنُّها / بِماوانَ عِرقٌ مِن أُسامَةَ أَزهَرُ
هُم عَيَّروني أَنَّ أُمّي غَريبَةٌ / وَهَل في كَريمٍ ماجِدٍ ما يُعَيَّرُ
وَقَد عَيَّروني المالَ حينَ جَمَعتُهُ / وَقَد عَيَّروني الفَقرَ إِذ أَنا مُقتِرُ
وَعَيَّرَني قَومي شَبابي وَلِمَّتي / مَتى ما يَشا رَهطُ اِمرِئٍ يَتَعَيَّرُ
حَوى حَيُّ أَحياءٍ شِتيرَ اِبنَ خالِدٍ / وَقَد طَمَعَت في غُنمِ آخَرَ جَعفَرُ
وَلا أَنتَمي إِلّا لِجارٍ مُجاوِرٍ / فَما آخِرُ العَيشِ الَّذي أَتَنَظَّرُ
وَنَحنُ صَبَحنا عامِراً إِذ تَمَرَّسَت
وَنَحنُ صَبَحنا عامِراً إِذ تَمَرَّسَت / عُلالَةَ أَرماحٍ وَضَرباً مُذَكَّرا
بِكُلِّ رُقاقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدٍ / وَلَدنٍ مِنَ الخَطِّيِّ قَد طُرَّ أَسمَرا
عَجِبتُ لَهُم إِذ يَخنُقونَ نُفوسَهُم / وَمَقتَلُهُم تَحتَ الوَغى كانَ أَعذَرا
يَشُدُّ الحَليمُ مِنهُمُ عَقدَ حَبلِهِ / أَلا إِنَّما يَأتي الَّذي كانَ حُذَّرا
أَخَذَت مَعاقِلَها اللِقاحُ لِمَجلِسٍ
أَخَذَت مَعاقِلَها اللِقاحُ لِمَجلِسٍ / حَولَ اِبنِ أَكثَمِ مِن بَني أَنمارِ
وَلَقَد أَتَيتُكُمُ بِلَيلٍ دامِسٍ / وَلَقَد أَتَيتُ سُراتَكُم بِنَهارِ
فَوَجَدتُكُم لِقَحاً حُبِسنَ بِخُلَّةٍ / وَحُبِسنَ إِذ صُرّينَ غَيرَ غِزارِ
مَنَعوا البِكارَةَ وَالأَفالَ كِلَيهِما / وَلَهُم أَضَنُّ بِأُمِّ كُلِّ حِوارِ
أَبلِغ لَدَيكَ عامِراً إِن لَقيتَها
أَبلِغ لَدَيكَ عامِراً إِن لَقيتَها / فَقَد بَلَغَت دارُ الحِفاظِ قَرارَها
رَحَلنا مِنَ الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّءِ / نَسوقُ النِساءَ عوذَها وَعِشارَها
تَرى كُلَّ بَيضاءِ العَوارِضِ طَفلَةٍ / تُفَرّي إِذا شالَ السِماكُ صِدارَها
وَقَد عَلِمَت أَن لا اِنقِلابَ لِرَحلِها / إِذا تَرَكَت مِن آخِرِ اللَيلِ دارَها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025