القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَواد الشَّبِيبي الكل
المجموع : 50
فخرت باَعمامي وطلت بأخوالي
فخرت باَعمامي وطلت بأخوالي / فزاحمت في الأفلاك كوكبها العالي
على أن لي نفساً عصامية لها / عقول كهول وهي في سن أطفال
وأدركت مجد السابقين بعزمتي / وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
وسارت بمستن الكواكب همتي / وما وقفت إلا على النجم آمالي
وقلت لعين الشمس ما أنا بارح / ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
سمت كلماتي الساحرات ذوي النهى / سمو حباب الخمر حالاً على ال
قفا أثري المريخ حين سبقته / وقد مسكت كف الثريا بأذيالي
ولو وزنوا بي يذبلا خف وزنه / وقنطاره ما قيس وزناً بمثقالي
وأقوالي الأمثال لم يك سيرها / لغايتها غلا إلى جنب أفعالي
تقدمت فيها تالياً فضل والدي / ومن عجب صرت المقدم والتالي
وفصلت فيه عقد مدحي مجملا / فأغربت في تفصيل عقدي واجمالي
سلام على آل المظفر إنهم / إذا جدَّ جد القوم في شرف آلي
عليهم تحياتي تروح وتغتدي / وفيهم وإلا لا يطيب مقالي
والدي أشأم الركاب وأعرق
والدي أشأم الركاب وأعرق / بمزاياك وهي أذكى وأعبق
نشر بغداد عاطر من شذاها / وبها عطرت مدينة جلق
غرّب الناقلون عنها الهدايا / ولها طالب الهداية شرق
فاز منك اللاجي بأمن ومن / والمداجي فيما يحاول أخفق
خلق قد فطرت طبعاً عليها / لا كمن ضل دأبه يتخلق
بلباب الفضل اختصصت وكم من / قايل في قشوره يتشدق
قيد الناس بالذي ترتئيه / إن قول التفضيل فيك لمطلق
وباجماع أمة الفضل اضحى / لك سر من الحيا ليس يخرق
يا قبيلي ولا ارى من قبيل / لعلاكم سار على سنن الحق
جُدتم وادي الغري فأغدق / وطلعتم به نجوماً فاشرق
وهززتهم أقلامكم فنظمتم / لؤلؤاً في طروسكم يتنسق
فلو أن الزمان أصبح جيداً / لرأي أنه بكم يتطوق
أو غدا مفرقاً لكنتم عليه / يا أكاليل عزه تاج مفرق
مظهر من بواطن الجود فيهم / لجفان على الظواهر تفهق
طبق الكون جودهم وكفاهم / ان عندي يداً لذاك المطبق
قلت للشيق الذي يتصابى / للغواني وللجمال المعشق
قم فطالع جبين عمي حسين / ولآيات مصحف الفضل فاشتق
إن هذا معنى الجمال ولا عش / ق لقلب بغيره يتعلق
هو فلك النجاة لي وكفاني / إن لي خلف جريه جري زورق
أنت دربتني فجليت سبقا / إن مهراً دربته كيف يلحق
لم أكن خارجاً عن البحر خوفاً / إن تخف الأمواج فيّ فأغرق
غير أني ذكرت للخال عهداً / حين قد فك فكه وتمنطق
شاعر ظن والمظنة إثم / إن في نفسه شعور الفرزدق
واحد يملؤ الفراغ ولكن / هو ثان في العصر لابن المذلق
لو يناجي قارون لوث ازار / لسرى داؤه إليه فأملق
يا خليلي أرى ببردك نفساً / كبرت أن تداس ذلاً وتسحق
نفس حر واحسن الحسن فيها / انها من خزائن العز ترزق
عظمت همة فما العود منها / بسوى مزنة الحمية أورق
إن لبست الضيق الجديد قميصاً / طالما ضيق القميص لينشق
لا تخل إن ذا الغمام جهام / ربما خالف الجهام فاودق
فترقب رتق الغنى عنك حتى / يأذن اللَه في غناك فيفتق
طار صيت الرضا وللنجم حلق / وتعالى فقال يا حاسدي الحق
طاير الزور للحضيض هويا / لست تعلو بباطل طائر الحق
فجناح الجديد أثقل من أن / فيه وكر النسر السماوي يطرق
ولفكر الرضا معارج فضل / راح فيها لمجده يتسلق
فطنة غاضت النيازك حتى / طفقت في شرارها تتحرق
حسد البدر شعلة من ذكاها / فغدا يستسر منها ويمحق
يا جديد الاسلوب وهو حمياً / عفت من أجلها الشراب المعتق
رقصت حولها القلوب ارتياحاً / ولها الحفل في المحاشد صفق
عاطنيها يا عم أنقى وأصفى / من رحيق الطلى المصفى المصفق
حننت حنين الفاقدات الثواكل
حننت حنين الفاقدات الثواكل / لذكراك والذكرى أثارت بلابلي
وطارحت في الدوخ العنادل باكياً / فأبكيت فيه ساجعات العنادل
أطالت معي إعوالها لا هديلها / فطال لدينا النوح من دون طائل
ذكرت لها فجر الفرات وطيبه / وعصراً تقضى بين تلك الخمائل
فكادت مع الألفاظ تلفظ نفسها / وتخرج من بين الكلى والحواصل
فكيف بها لو أنني ذاكر لها / مساقط ذاك الدر من سحر بابل
فطوراً ترينا منه نفحة عاطر / وطوراً يرينا منه حلية عاطل
يذيب ثمين الدر خمراً لشارب / ويسبك خير القول تبراً لآمل
فيا لك سحراً من تفنن مبدع / يحير أرباب النهى والفضائل
خليط الصبا من لا مرء متباعد / على دجلة ذات الرياحين نازل
تزاحفه أمواجه بسلاسل / وما عدّ يوماً عن غزاة السلاسل
يرى الشاطئ الأدنى فيذكر معهداً / تولى حميداً بين تلك المنازل
أراني لو استبدلت غيرك لي أخاً / لعمر العلى استبدلت حقاً بباطل
إذا أنا جاوزت الحدود من الوفا / فلا جاوزت جيدي حدود المناصل
أبي لو أملؤ الدنيا ثناءاً
أبي لو أملؤ الدنيا ثناءاً / لما أضحت لتربيتي جزاءا
كفاني أن لي بسناك رشداً / وحسبي أن ملكت بك السناءا
تنازل عن مسايرتي الثريا / فتحسب ان تجاوزت السماءا
ولو وجد الهلال إليك مثلي / انتماءاً ما تعداك انتماءا
وعنك رويت أخلاقاً حسانا / حياءك والرزانة والحياءا
توارى المشتري عني حياءاً / وقابلت السماك فما تراءى
وترت القوس مرتمياً لمجد / أصبت به الزعامة والعلاءا
إذا ما فاتني للقاك فرض / ولم أستوف واجبه أداءا
فأني سوف أخلص فيه سعيي / وأجهد كي أجيء به قضاءا
ميلوا إلى الوصل يا أهل الوفا ميلوا
ميلوا إلى الوصل يا أهل الوفا ميلوا / فالقطع منكم بدا والحبل موصول
لا تخجلوا من تجافيكم فقد عرقت / جباهكم إن أيدينا مناديل
فطالما مسحت صدراً به درن / فعاد وهو بكف الصفح مصقول
لا والذي شاء أن يبقي غريمكم / مستعطفاً يتقاضى وهو ممطول
إنا على عهدنا الماضي فليس لنا / عنه وإن حالت الأيام تحويل
خلتم خلا القلب منكم يا أحبته / وفيكم ربعه المعمور مأهول
قومو النظر واهل تراءى في سجنجله / لغيركم يا مثال الصدق تمثيل
زنوا ليبذر حب الحب صبكم / في ربوة القلب أو في صاعكم كيلوا
يا مصدري غرر الأحكام سافرة / إن الخيال الذي خلتم لتخييل
تدلل صار منكم وهو برهنة / كما تشاء مغازيكم وتدليل
تقولوا أو فقوَّلوا ما بدا لكم / حسبي من الذكر هاتيك الأقاويل
يا من يرّد علي الباب أطرقه / عليه ردك محبوب ومقبول
وناقد القول ملفوظاً لمهزلة / ما هكذا توسم النيب المهازيل
ومرسل السحر يعييني مطالعة / موضوعه وهو في أذني محمول
حللت معدنه نقداً ولا عجب / فالنقد للذهب الابريز تحليل
وللعروض الذي قطعته سبب / من المهازل مصنوع ومجعول
قوضته فتراءى ماله وتد / ترثي له فاعلات أو مفاعيل
أهل الفرات أهل يرضى سديركم ال / عافي الرسوم به أن يقرن النيل
تحير الفكر هل كانت زرواقه / أجرى وأثبت أم تلك الأساطيل
وفي الضفاف بيوت قيل ساكنها / الركب حطوا إلى التعريس أو قيلوا
عرب لهم في عشايا الجدب ضيقة / بالضيف ترحيب ملهوف وتأهيل
كم ضل مضطر ما أخر والقرى / خوف المدى الحمر مرسون ومعقول
في كل يوم لهم عيد وعادتهم / أن تنحر الخيل والكوم المراسيل
آه على القصر شرقياً حييت به / والوقت في هجمات الأنس مقتول
وللكروم وراء القصر مثمرة / عقص الجعود وللأعشاب ترجيل
والورق تهدل في الأغصان ساجعة / وللعناقيد في الأوراق تهديل
لم يجل فيه قذى عينيَّ من سهري / إلا أغن غضيض الطرف مكحول
وفتية كسيوف الهند جوهرها / على المضا قبل طبع القين مجبول
لا تمسك المال أيديهم لجودهم / إلا كما تمسك الماء الغرابيل
الحاصلون على علم وحظهم / من ضيعة الفضل مبسوط ومحصول
كم نثرة من نسيج الفكر محكمة / منهم بها لاح تصدير وتذييل
ان فاكهوا فرزين الحلم تحمله / أخلاقهم وهو باللذات مشمول
أصولهم مثبتات أن دوحهم / له من المجد تفريع وتأصيل
صافيتهم ويمين الدهر تمسط لي / وساعدي بنشاط العمر مفتول
غذاء روحي غدوا والنفس ليس لها / إلا الفكاهة مشروب ومأكول
مباني الجسر ناجيني على بعد / فالقلب عندك رهن الحب متبول
هل السواقي على عهدي مناصلها / فبعضها مغمد والبعض موصول
وهل عرايس ذاك النحل مرسلة / على ترائبها تلك العثاكيل
أحبابنا بالحمى إن ضن وابله / عليكم فركام الدمع مبذول
لجيرة النجف الأعلى بجانحتي / مغنىً كما يتمنى القلب منزول
آراؤهم لا السيوف البيض قام بها / لِلّه في الأرض تكبير وتهليل
أعلت منار الهدى في كل مملكة / هذي العمائم لا تلك الأكاليل
تطاول السمر صهب في أناملهم / نصيبها الطول إذ حظ الظبا الطول
يستعرض العقل روضاً من مهارقها / عليه ينبت معقول ومنقول
بيوت علم عليها أينما ضربت / ستر من العفة البيضاء مسدول
إن حاججوك فشمس الصحو حجتهم / أو جاولوك فلا نكس ولا ميل
لو طال طول المدى تفصيل ناعتهم / لم تبلغ الزند هاتيك التفاصيل
إذا رأى الخصم محجوجاً أدلتهم / صريحة ما بها لبس وتأويل
يظل من تحتها يرنو فتوهمه / بزاتهم تلك أم طير أبابيل
فخراً أدلاء من تاهت بصيرته / فأنتم في دياجيها قناديل
براكم اللَه أرواحاً مقدسة / من معدن اللطف والباقي تماثيل
دافعتم عن سنا القرآن فالتجأت / نوراتهم لسناه والأناجيل
سمعاً خليط شبابي ما لعاطفتي / مهما تغيرت تغير وتبديل
كم عللتني بك الأيام تجمعني / وعلتي أصلها هذي التعاليل
وواعدتني أن تصفو مواردها / وما مواعيدها إلا الأباطيل
قل للألى نفروا بالجهل صيدهم / أين الشباك استقلت والأحاييل
لم يغن عنكم فتيلا طول مكركم / مات الخداع وفي النزع الأضاليل
لا فجر كم صادق حتى تقوم له / من رقدة الليل أحرار بهاليل
ولا ضحاكم له نور فنعرفه / لكنه غشوة فيها الأباطيل
بربك يا دمية المعبدِ
بربك يا دمية المعبدِ / صلي صبك المبتلى أو عِدِ
ويا عمرك اللَه لا تتركيه / بين المعافى وبين الودي
عبثت به مدة فارحمي / وجرت على قلبه فاقصد
كفاه من الوجد ما ناله / من الضر والسقم المجهد
لقد لامه فيك حتى أخوه / وقد مله أشفق العود
رعاك الذي قاد قلبي الي / ك وما كان قلبي بالأقود
ألا تذكرين زماناً مضى / إذ العيش غض الحواشي ندي
وإذ نحن لا نعرف المنحنى / ولا أرض سلع ولا ثهمد
ألم نعقد العهد أن لا نحو / ل عن الود في ذلك المعهد
فما بال ودي لم ينتقص / وما بال جدي لم يزدد
لك الخير لا تصدق القائلون / ولا تصدق الخود في موعد
وأخسر كل الورى صفقة / فتى أخلص الود للخريد
وكم ليلة فيك قد بتها / على حر جمر الغضا الموقد
يقلب طرفي فيها النجوم / ويلعب بالجدي والفرقد
سلكت لأجلك طرق الضلال / وزغت عن السنن الأرشد
وفارقت فيك سبيل الهدى / وليس المضلل كالمهتدي
فالف سلام إذا ما وصلت / على ساكن الدير والمسجد
وألف عفاء إذا ما هجرت / على العيش والزمن الأرغد
وقد كنت أحسب قبل الهوى / بأن الهوى أسلس المقود
وكل بعيد إذا ما رأته / عيني تناولته باليد
فلما توسطت في لجه / وأعيى الخلاص على المنجد
هنالك صدقت ما قيل لي / وأصغيت سمعاً إلى المرشد
على حين لا استطيع الفرار / ولو كنت في أوسع الفدفد
وأصبح قلبي أسيراً لديه / وليس يحاول أن يفتدي
وكم قلت للقلب لما عصى / وعاصي الزمام فلم ينقد
أيا قلب دع عنك ذكر الهوى / وخلي البطالة للمفسد
أيا قلب ما أنت والغانيات / وأين حليف النهى من دد
فقال لك اللوم لا لي فأنت / القيت بي في فم الأسود
ألم أك خلواً فحاولتني / عليها ولولاك لم أعمد
فخذ في النصحة أولاً فذر / وأقصر من اللوم أو فأزدد
كذا من يرى أنه عاقل / يلوم على ذنبه المعتدي
رويدك قد راح منك الفؤاد / فرح في الندامة أو فاغتد
وإلا فجامل ظباء الكناس / عسى تظفر اليوم أو في غد
فقد جاملت هاشم خصمها / ولم ترض في أمرها عن عدي
وقد غال كسرى ابن ماء السماء / بداهية صيلم مؤيد
ونال جذيمة مكر النساء / ولولا التحلم لم يفصد
عرف القلب نقد دينار خد
عرف القلب نقد دينار خد / لك فازداد في السبائك نقدا
بات لا ينكر الخفوق لبرق / من ثناياك يملؤ الجو وقدا
دارس الجسم لا العهود اللواتي / أقرأته الوفاء عهداً فعهدا
أنت لي مذ نشأت سمحاً رقيقاً / فلما ذا ملكتني اليوم عبدا
لك في الخد جمرة وقدتني / بفؤاد أحاله الوقد وجدا
كف عني حدود جفنك يا من / قد تعدى في شرعة الحسن حدا
راعني منك في الوداع قريب / لعناقي يسومه البين بعدا
يا بخيلاً بالوصل وهو كريم / لم يكن يمنح الأحبة صدا
من لي باللقا ولو عمر طيف / ان لعيني أذنت نكري وتهدي
ألا يا زينة النادي
ألا يا زينة النادي / ويا كوكبنا الهادي
إذا ما هز للخطب / أتى كالأسد العادي
وأما سال للجود / نداه أفعم الوادي
فكم أنقع في جدواه / ريّاً غلة الصادي
يرينا بهجة الروض / إذا اهتز لإرفاد
فكم شمنا سنا البدر / بوجه منه وقاد
ألا بعداً لهاجيك / أيا تلو ابن عباد
يميناً بمزاياك / التي بهجت النادي
لقد فقت ببغداد / كمالا أهل بغداد
لنعم الزاد بالركب / باتهام وانجاد
لئن سقطت / بانشائي وانشادي
فاني سوف أرضيك / بمدح رايح غاد
لواء الدين لف فلا جهاد
لواء الدين لف فلا جهاد / وباب العلم سد فلا اجتهاد
تخارست المقاول والمواضي / فليس لها جدال أو جلاد
بكيت معسكر الاسلام لما / أتيح عميدها وهو العماد
كأن لم تركز الخرصان فيه / وتصبح في مواكبه الجياد
تزاحمت الخطوب فهل سديد / وأرجفت الثغور فهل سداد
أقائد جحفل التوحيد من ذا / يعدل صفه وبمن يقاد
تصيدك العدى في الجو نسراً / ونسر الشهب فيهم لا يصاد
وأرهبهم جناح منك أضحت / تغير في قوادمه العباد
إذا وضعوا كتائبه استكانت / لعز مليكه الدول البعاد
مليك غير أن العلم تاج / له من فوق مفرقه انعقاد
ومصلح أمة لو لم يعمها / بنهضته لأقعدها الفساد
فما نفرت وفيه لها ائتلاف / وما اشتجرت وفيه لها اتحاد
أتاها والقلوب بها سقام / وجاهدها فابراها الجهاد
وساق الجيش مطلعه سعيد / وفي مجرى طلائعه السداد
بجمهر لا يعد وليس يأتي / على أوصاف قائده العداد
يسير المسلمون على سناه / وفي الفلوات منه بها اتقاد
كأن الخيل يرسلها سراباً / كواكب في السماء لها طراد
كأن السمر آجام ولكن / على عذباتها تجري الجياد
كأن عداك في الهيجاء زرع / دنا منه بمنصلك الحصاد
كأن البر لج من حديد / تسيل به الأباطح والوهاد
كأنك يا نجاتهم سفين / تسايرها الهداية والرشاد
أرادوا النصر ينتج بابن آن / وأمر اللَه يعقم ما أرادوا
ورد نفيرهم لم يلو جيد / إلى العقبى وعقباها ارتداد
تحايدت القبائل عنك لما / رأت أن الحياة هي الحياد
أما لمحتك من خلل القصور
أما لمحتك من خلل القصور / فتاة برقعت بنصيف نور
وهل وافتك يكحل مقلتيها ال / شباب الغض في ميل الفتور
يميل الدل معطفها فيثني / شبيه اللين بالغصن النضير
من اللآئي لبسن الصون برداً / تزر عليه أروقة الخدور
أعادلة المهفهف جرت حكماً / وليس من العدالة أن تجوري
وهاجرتي هجرت وصول وجد / يبيت وليله كضحى هجير
فمنشور الغرام على جواه / ومطوّي الضلوع على زفير
يكابد فيك لوعة مستشيط ال / صبابة موقد قبس الضمير
إلي إلي يا روحي وراحي / ويا روحي المضمخ بالعبير
ذري تسويف ميعادي وصالا / وزوري فالحياة بان تزوري
صلي فالحي مات الصبح عنه / وما في الحي غيري من سمير
وجنح الليل خفق في نسيم / يرف بوفرة الروض المطير
وللورقاء في الأوراق صدح / فمن بم يقرطنا وزير
وبنت الكرم أسكبها فتجري / سلافتها على شفة المدير
ظما لحشاي إن لم ارتشفها / برودا بالعشي وبالبكور
بمنجر الخميلة حيث مدّت / إلى أمد ومنفتح الزهور
ومطلول الندي عليه ألقى ال / ندى متساقط الدر النثير
كأن ربيعه غض الحواشي / خميس حف درعاً من غدير
يباكره المهب بكل رطب ال / قبول معبق أرج الدبور
تضمن منه سمط السرب عيناً / عرضن لنا كولدان وحور
ييممن الغدير فمن مهاة / مضمرة ومن رشأ غرير
يد عندي لذاك السرب كم لي / به من منعم بوصال زور
يطيف خياله بسواد عيني / فلم أدركه من فرط الضمور
ولم أر مثل عارضه صباحاً / يحوط سناه ديجور الشعور
محياه تسيل به حميا ال / جمال مسيل نار فوق نور
تلونا فيه آيات التصابي / رقمن على سجل من حرير
وطرس جبينه قد ذيلته / حواجبه بمقرون السطور
أهل زبر الصبا الانجيل فيه / وجذوله بأحكام الزبور
ألا خفض بحظك للحضيض
ألا خفض بحظك للحضيض / فقد قرضتك السنة القريض
إذا ذكر الكمال فانت شكل / غدوت من العلى عين النقيض
لقد عرضت عرضك للأهاجي / ولم تك بالطويل ولا العريض
صححت مخازياً ومرضت ديناً / لحاك اللَه من صاح مريض
قصرت فكنت تحت النعل جسماً / تعاظم عنده جسم البعوض
نهضت بحمل مثقلة المخازي / فحظك قد تقاعد عن نهوض
فلو صورت غمضاً للأماقي / لقال سوادها هذا بغيضي
لو ألقيت في كأس الحميا / لعادت وهي آنية الجريض
ولو رمقتك أبصار الزواني / لودت أن تكحل بالغموض
ولو فاضت بدجلة بنت كرم / لقلت لدجلة بحشاي غيضي
ترى مرقى العلى أبداً حراماً / ومرقي الأير من سنن الفروض
فلا طفلاً تركت ولا فتاةً / ولا اللآئي يئسن من المحيض
ترى البيض الكعاب فتنتحيها / بسود من خزايا غير بيض
وتلمح كل براق الثنايا / بطرف عن سنا العليا غضيض
وان عربدت قلت خلا ندي ال / حميا لي فيا دنياي بيضي
أيا هادي الفواحش سوف يأتي / اليك الهجو لماح الوميض
يقطع منك عرضك فاعتزله / فذاك مدّق تقطيع العروض
نشر الشوق والزفير يلف
نشر الشوق والزفير يلف / مغرم شفه الغرام المشف
يتحرى للكرخ جذوة برق / لسناها بمربع القلب خطف
يا بروق الزوراء زدت التماعا / لك جفني بوابل الدمع يهفو
ولحي على الرصافة حلوا / مات صبري وناظري ليس يغفو
وعليهم مدامع مطلقات / وفؤاد على التلهب وقف
ضعفي منهم بكل قوي ال / ردف في خصره نحول وضعف
ينفث السحر طرفه لمحب / وكذا يسحر المحبين طرف
رق جسماً فكاد يشربه الوهم / على أنه من الخيال أشف
حجبته النوى فابعد شوطاً / في مغار الجفا ومن حب يجفو
فلديه من الدلال رواق / وعليه من الشبيبة سجف
فضل الخمر ريقه فهو كرم / خالط الماء صرفها وهو صرف
كوثري ما فض عن ختم كأس ال / ثغر منه لواغر القلب رشف
يا جنياً روض الجمال شباباً / هل لورد بروض خديك قطف
وعبيقاً ملوي الغدائر عرفا / أنت في روضة المحاسن عرف
ماج ماء الصبا بخديك لكن / فيهما شعلة الجمال تحف
صحف الحب عنونتك لتتلى / بك منها يا يوسف الحسن صحف
وعلى مقلتيك خط يراع ال / كحل هاتان للبرية حتف
واوصدغيك ما لها لم يعقب / لي منها على تلاقيك عطف
ذا هلال السما لجيدك طوق / ولاذنيك فرقد الشهب شنف
ان تلح سافراً فانك بدر / أو تمل نافراً فغصن وخشف
ترف الدل قد ثنى منك قداً / كاد يعروه مذ تأود قصف
من عذيري على هواك معيني / بأمون عن السرى لا تكف
من بنات التغليس ادماء عنس / يثقل السوط متنها فتخف
هي حرف يخط فيها لدى السير / بطرس الكثبان حرف فحرف
وبموج السراب فيها يعوم ال / وخد طوراً وتارة فيه تطفو
كم شآها طرف الرياح فقالت / عن وجيفي للبريق كم غض طرف
لو بكفي زمامها لاريحت / بحمىً فيه مورد الفضل يصفو
عليلُ جسمي بعليل طرفه
عليلُ جسمي بعليل طرفه / شفاؤه وغيره لم يشفه
بخده وخده كروضة / ورد قطفت الحتف قبل قطفه
دار علي كأسه وكدت أن / أشربه قبل الطلا من لطفه
آه علي عهد الأليف إنه / يجمع كل آلف بإلفه
لو أنني أملك كل منطق / لوصفه الفاتن لم أوفه
كأنما الصدغ بطرس خده / واو ولكن لم تكن لعطفه
روعني ببعده فهل كفى / ما ذقته في البعد أم لم يكفه
يا طاوي الحسن على انبساطه / للعين بين حجله وشنفه
ما حيلة الصب الذي جفنك قد / حمله ما لم يطق من ضعفه
رمت بين الترائب والشغاف
رمت بين الترائب والشغاف / بقايا القلب ثالثة الأثافي
والوت بالهوادي من لوي / فمالت في أخادعها الضعاف
تنيف على الجبال بها رزايا / تحض بها الغطارف من مناف
تشف على منازل حي فهر / بها النكباء عاصفة السوافي
لها طرف المباني قد تهادت / فأمست وهي واهية الطراف
بها البلدي يندب عن وجيب / يشاطر فيه نزال الفيافي
واظهرها اقشعرت من نعي / على الذكوات مرهوب الهتاف
وفي وكناتها العقبان القت / لهائلها القوادم والخوافي
أناسفة بأحمد ركن صبري / هتت علي أروقة السجاف
لقد جاذبت منه شريف أصل / تميد لفقده فرعاً شراف
عزيز ان يطاوع وهو صعب / وتعصيني به عرب القوافي
لقد كفأت به كف الرزايا / دوين الشرب أقداح التصافي
وغض شبيبة كالخوط غض / لواه الحتف في زمن القطاف
فلا مرح يميل به ولكن / لما يعلوه من ثمر العفاف
فيا ري الصدى جففت ريقاً / عليك وأنت رقراق النطاف
شمائل كنت أحسبها شمولاً / شربت لفقدها مر الذعاف
وأخلاق بنشوتها انتشينا / وملنا عن معتقة السلاف
ويا شمساً تحجبها المنايا / برغمي أن تكور بانكساف
ويا غصن المعاطف كيف أضحت / تميل بك المنون إلى انعطاف
أليفي قم تلاف قواي إني / أراك رحلت عني بائتلاف
رحلت وما رعيت عهود ودي / كأنك قد عزمت على تلافي
أواصل قاطعيك بأي عذر / تبيت وأنت للخلاق جاف
يعالجك الطبيب وليس يدري / بأنك من عياء الداء شاف
كفى حزناً عليك بأنك قنعنا / من الأيام بعدك بالكفاف
جرحت العين فانبعثت رعافا / وليس العين جارحة الرعاف
ألا لِلّه نعش منك ترمى / له الأضلاع وجداً بالثقاف
تقل عواتق العلماء منه / سريراً فوق موج الدمع طاف
فقل بالليث عريسا تهادى / أمالهم وليس إلى الزفاف
أكلت دما إذا أنا لم أصير / مطافي في ضريحك واعتافي
وإن أنا لم أوفي حق حزني / عليك فلست بالخل الموافي
ولولا صبر عمك ما ندبنا / لدى الجلى بألسنة القوافي
إمام هدى عليه قد اتفقنا / برغم العاكفين على الخلاف
وطود حجى ومنه قد التجأنا / إلى ظل على العافين ضاف
وبحر ندى ومنه قد ارتوينا / إذا ما الغيث أخلف بالنطاف
خلا عما سوى الأحكام قلباً / وبالمعروف ملآن الصحاف
ديباج خدك من بالحسن نمقه
ديباج خدك من بالحسن نمقه / وعاج نهدك من بالصدر حققه
وسيف طرفك من بالكحل أرهفه / ولدن عطفك من بالدل أورقه
يا مجتلي الخد مواجا برونقه / ماء الصبا لا عدمناه ورونقه
ماء الشباب عليه انساب جدوله / فما سقى زهره إلا وأغرقه
عم العوارض طوفان النعيم بها / لذاك أجرى عليها الخال زورقه
والصدع أومأ في كف الغريق إلى / نوتيه فدنا منه وأوثقه
حفت بحيرته في شعلتي قبس / لو يقبس البدر منه النور أحرقه
بي ناعس الطرف أغفى عن مواصلتي / وهدب طرفي بالجوزاء علقه
مغضي الجفون على غمض الخلي ولي / جفن ولوع الشجي الصب أرقه
ليس النطاق الذي أهوى موشحه / وانما هو قلبي قد تمنطقه
وليس ماء الصبا الجاري بوجنته / وانما هو دمعي حين رقرقه
ظبي ببارق أهلوه وملعبه / قلبي بحيث عليه الشوق أطبقه
تفدي نزول العذيب الطلق بارقه / عذيب مبسمه الصافي وابرقه
ان دنس الخمر راووق بتصفية / فريقه بلئالي الثغر روقه
شم مغرب الكوب من فيه فكوكبه / يبدي لعينيك من كفيه مشرقه
وشم عمود جبين الحسن منفلقاً / ففالق الصبح أعطى الحسن مفلقه
لو أنصف الأفق الأعلى لقرطه / جوزاءه وبنصف البدر طوقه
شقيق نعمان خديه غدا شققاً / بوجنتيه غداة اللثم شققه
مليك حسن فما أحلى مواكبه / إن ساق من زمر الغزلان فيلقه
إليك يا كبدي عن سهم مقلته / فقد براه لتعذيبي وفوقه
بي منه خوط لجين صيغ من ترف / فجل من في نضار الدل رققه
قارون ردفيه لم يسمح بثروته / لخصره فينيل اليسر مملقه
معبق الريط في ردع الخلوق شذاً / كأن نشر سليم العرض عبقه
بعرسه بارق الاقبال مؤتلق / فقل به اليوم ما أجلى تألقه
وكل ركب حباه المصطفى منناً / حداً بتهذيب رجع البشر أنيقه
الرافع البيت معموراً فوافده / يلقى النجاح به أني تطرقه
بيت على هضبات العز مرتفع / فاللَه شيده والمجد سردقه
للجود قد فتحت أبوابه كرماً / ورب باب فتى باللؤم أغلقه
رحب الندي ونادي غير منته / كمفحص الطير وقع الذل ضيقه
ان قيد العام ضرع الغيث في محل / فخصب جدواه بالمعروف أطلقه
أو جمع المال أقوام فهمته / إذا تجمع يوماً أن يفرقه
لو كان يملك ما في الأرض من ذهب / وقيل يا مصطفى غوثا لأنفقه
متوج باكليل مرصعة / تخيرت من مقر الفضل مفرقه
من ذا يباريه حر الفضل بارعه / أمسى الزمان له رقا فاعتقه
أريجك أم نشر المسرة يعبق
أريجك أم نشر المسرة يعبق / وثغرك أم برق المنى يتألق
وريقك أم بنت العناقيد زفها / لثغري ممشوق القوام مقرطق
يشعشعها والشهب خيلت سفائنا / تكاد بلجي الغياهب تغرق
يطوف بها في روضة ظلها الندى / ودبجها من وابل السحب مغدق
بحيث غصون البان ظل هزارها / عليها يغني والغدير يصفق
وأعلام مطلول الشقيق تنكرت / غداة اليها النرجس الغض يرمق
كساها الحيا برد الربيع مسانحا / بحافاتها حرب الجآذر يحدق
منازل ريعان الشباب يحيلها / جنان هوى أكمامها تتفتق
مسارح اسراب الجآذر والدمى / بها العيش غض والصبا الطلق ريق
يغازلني فيه أغن أتيلع / بوجنته ماء الصبا يترقرق
كأن كباها بين يانع زهرها / مليك به قد حف للزهر فيلق
كأن نسيم الورد في جنباتها / حثام لطيم فضه البحر معبق
كأن غصون البان تعطفها الصبا / نشاوى طلا من منزع الكأس تغبق
كأن عيون النرجس الغض غلمة / على الغنج أهداب المحاجر تطبق
من الريم خمري الرضاب وشاحه / وقلب معناه خفوق ومقلق
هو الغصن إلا أنه غير ذابل / هو البدر إلا أنه ليس يمحق
تلفع ديجور العقاص كأنه / هلال له داجي الغدائر مشرق
ولف على غصن اللجين قوامه / مآزر حسن بالجمال تنمق
أرى جنتي أضرم فيهما / نعيمها ناراً بها القلب يحرق
واخرس حجليه أصم فلم يكن / ليسمع إلا ما به الحلي تنطق
رمت بي اليه كل أرماء جانح / من اليعملات القب تحدي وتعبق
اجاذبها فضل الزمام كأنها / ظليم به وخد المسير محلق
فواصلته والنسر للغرب جانح / وطفل الدجى من فوده شاب مفرق
وأنشدته قولي المنضد درّه / أريجك أم نشر المسرة يعبق
هذي حمياك أم هذا محياكا
هذي حمياك أم هذا محياكا / وذا الحباب طفا أم ذي ثناياكا
قم عاطني الكأس بل فانفذ زجاجتها / فإن لي عوضا عن جامها فاكا
يا غازي القلب في خطار معطفه / عطفاً علي فبي قد جار عطفاكا
فما السيوف المواضي في فاعلة / كمثل ما فعلت في القلب عيناكا
سلاسل الجعد قد سلسلت فاحمها / دقصا تقاد به طوعا اساراكا
قلل فديتك بري السهم تنفذه / للعاشقين فقد اكثرت قتلاكا
أفنيتهم سافكا هدراً دماءهم / في مقلتيك وما سموك سفاكا
تحلو المنايا لهم أما مررت بهم / فما أمرك بل ياما أحيلاكا
صرعتهم فانطووا لكن نشرتهم / لما نفحتهم في نشر رياكا
سماك رهط سرب العين ريم فلا / يا أخطأ الرشد من بالريم سماكا
من أين للريم ثغر فيه قد نظمت / يد الشباب فريد الدر أسلاكا
ذا جيده عطلاً حلاه صانعه / وبالهلال برغم الريم حلاكا
ووجنة لك كالدينار سكته / مطبوعة للبرايا باسم معناكا
قد سكه الحسن مذ صفى سبيكته / فمن رأي الحسن سكاكا وسباكا
وصائغ الثغر فيلنقذه ان به / فقراً له أي ومن بالحسن أغناكا
يا ورد وجنته المحمي يانعه / لو عقرب الصدغ لم تلذع قطفناكا
ويا غدير الصبا لولا عوارضه / حفتك ألوية منها شربناكا
أجريت زورق خال في بحيرته / وقلت يا خال بسم اللَه مجراكا
في أمة الحب قد ارسلت مبتعثا / فكل قلب غريم قد تولاكا
قرنت ضحوة شمس في دجى شعر / شروق ذي لم يعارضه دجى ذاكا
دعوت لا للهدى قلبي فلباكا / وللضلال عن الرشد اتبعناكا
مليك حسن براك اللَه مقتدراً / على القلوب التي أضحت رعاياكا
بزي دمية محراب برزت فما / أبقى جمالك عباداً ونساكا
يا فعل قاصر ذاك الطرف في كبدي / من كان لي بسهام الهدب عداكا
أبحت يا قاتلي مني حرام دمي / فجراً فاني على الحالين أهواكا
افضض لنا من ريقك المختوم
افضض لنا من ريقك المختوم / جاما تضمن نشوة التسنيم
ريقية نثر الشباب حبابها / تلقاء لؤلؤ ثغرك المنظوم
شرع الهوى رشفاتها واساغها / ورمى ابنة العنقود بالتحريم
فضلت نطاف الخمر في مشمومها ال / عباق فهي لطيمة المشموم
ظمأ لثغرك يا رشوف مدامة / إن لم تكن مزجت بريق نديم
قم زفها كالشمس حلت كوكبا / في كف بدر كللت بنجوم
رقت فكاد الوهم يشرب كأسها ال / مظنون ظرف رحيقها الموهوم
مهما طغى فرعون حزنك فاقتبس / جذوات فرقد جامها المضروم
سطعت على طور الغرام فآنست / عيناي منها جذوة التكليم
فهناك قد صعق الزفير بجانبي / قلب بأسياف الجفون كليم
أمديرها من فيك حي براحها / فم سائل من روحها محروم
واستجلها حيث الخميلة معجم / نوارها قلم الندى برقوم
والليل حف هزيعه بزنوجه / والصبح زاحفه بجحفل روم
هذي اويقات السرور فطف بها / راحا تروح خاطر المهموم
فسقى الحيا الهتان مسكب زقها / بأجش رجاف العشي هزيم
وسرى بمجلاها النسيم فإنه / مجلى بنات الشيح والقيصوم
تسري لتنزله العريب ركابها / من كل فج تنائف وحزوم
المدلجون العيس تحمل غلمة / أجفانهم مالت إلى التهويم
من كل محلول الوشاح من السرى / داجي مشق المقلتين رخيم
عقد الكرى أجفانهم فكأنها / قطع الدجى معقودة بنسيم
عذب الخطاب كأن مخرج نطقه / عن صوت خشف في السروح بغوم
لهب الجمال ذكاً بجنة خده / فأعادها محفوفة بجحيم
يا قلب خلفك عن مثقف قده / وحذار مرهف طرفه المسموم
بي منه مخلف وعده أني يفي / ذو الدل في ميعاده لغريم
رقت شمائله فكاد شبابه / فيها يسيل برقة ونعيم
ملك الجمال بأسره فشذا الكبا / وسنا الغزالة والتفات الريم
أمشبهي ضعفاً بدقة خصره / من شبه الموجود بالمعدوم
من مبعدي عنه بمتن شملة / أو أحزنت ركبت جناح ظليم
ترنو كساخطة إلى أمد السرى / في مقلتي خشن المشافر ايم
لو كنت أملكها تلوت بسمعها / يا ناق في لجج الدجنة عومي
لا تنتحي شقق الغميم وحاجر / فالكرخ حاجر لذتي وغميمي
هو البارق العلوي ينبض عرقه
هو البارق العلوي ينبض عرقه / وتجلو لك الآثار في الأرض مزنه
وميض من الآراء لا ما تخاله / وقطر من الأقلام لا ما تظنه
وما السيف مصقول الفرند بمائج / كما ماج من عضب البصيرة متنه
إذا ملك الانسان رأياً ومزبراً / تمنع عن فتح الملمات حصنه
وكيف وعضب الرأي يبهر ضربه / وزج اليراع الصلب يبهر طعنه
ألا قطعت من زندها يد كاسل / مقيم على لهو وقد جد ظعنه
يشيد مثل الصرح جسماً على الهوى / ويهدمه من حيث يثبت ركنه
فيا راكب الخمسين والعيش مشرع / تصادم في روع من الذعر سفنه
أمالك من أمارة السوء زاجر / يسوس لك الجاش الذي لا تعنه
فهل بعد عوز الماء عن مغدر الصبا / يرنح في غض الشبيبة غصنه
أتى الشيب بالشهباء وهي كتيبة / بها حزب خطب مرهب مرجحنه
يبكيه إرجاف الظنون ومن بكى / لها حق أن لا تضحك الدهر سنه
وتسهره الآمال والفوز ضائع / عليها كما قد ضيع النوم جفنه
شرى الحسن من باع الحياة بموته / ولا ثمن إلا الملام وغبنه
هوى بجناح الطيش ينفض ريشه / وأصبح رهن الذاريات مكنه
يفاخر في تلك الرفاة دفائناً / يعز عليها أن يؤخر دفنه
إذا ما اقتفى المرء الذليل ابن نفسه / بأخلاقه فالعز أن تقبل ابنه
أرى المجد في الإنسان ثغراً يسده / ونهجاً على الذكر الجميل يسنه
جمال الفتى إحسانه وجميله / وليس جميلاً بالفتى الضرب حسنه
وليس سواء مزئر حول غيلة / وباغم سرب يشرئب أغنه
يدك ابو الأشبال هضبة قرنه / وخشف الظبا بالقهر يكسر قرنه
أحب المخلى يطلق الجد رأيه / وأبغضه والقيد باللهو سجنه
وأعشق من تصبو الفنون فؤاده / فلا فن إلا وهو بالجد فنه
وأهوى نزيفاً جامه ما يصوغه / والفاظه الصهباء والفكر دنه
جلاها سراجاً في العبوق ومثلها / توقد في قلب الدجنة ذهنه
أمنت بها خطف المخاوف انما / تخوفها من طال بالنوم أمنه
فشمر لها ذيل المجد وردعها / به خاطب العلياء يعبق ردنه
فدىً لمنير الليل في جمرة الذكا / خمود دخان الموقدين يجنه
إذا ما جرى ذكر المصافات للعلى / تراكض من خلف الترائب ظعنه
يسل كهاما من لسان وكم نبا / وفي لمس أعراض الكرام يسنه
فلم يمتلي إلا بنقص صواعه / ولم يستقم إلا على النحس وزنه
أحلته أحلام الكرى منبت المنى / فاهزله المرعى الذي فيه سمنه
هو الشعب كن مستمسكاً باخائه
هو الشعب كن مستمسكاً باخائه / وصل ببنيه وادرع بإبائه
تفيأه ظلا فالمباني وان علت / هياكلها تندك دون بنائه
تداف بماء الرفق طينة أرضه / وتزدان بالاصلاح شهب سمائه
على المبدء العالي استقام إطراده / فغايته في السعي مثل ابتدائه
امامك بيت الشعب يمم مقيله / ودع كل بيت غيره من ورائه
فلا تسرج الأفكار في غير بهوه / ولا يجذب الأبصار غير بهائه
تداركه رهن السقام على شفاً / فما قام إلا واثقاً بشفائه
ألا انظر أماني الشعب وهي خوافق / تحوم على أرجائه وفضائه
وما علة الجور العياء يزيلها / عن الأمة الزمناء مثل دوائه
وخير علاج للفتى وصف حاذق / تلقى أصول الفن عن حكمائه
رأى ان هذا السعي فرض مؤكد / عليه وهذا الوقت وقت أدائه
ويا رب محدود البصيرة فاته / أداء وأمسى عاجزاً عن قضائه
أشعب العلى صافاك شعب مجاهد / فعاطاك قبل المزج كأس صفائه
توحدتما حتى إذا ما انتمى امرؤ / لبعضكما فالكل أصل انتمائه
غدا موطن العلياء يلتف حولكم / بساسته والصيد من زعمائه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025