القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ سِينا الكل
المجموع : 26
خير النفوس العارفات ذواتها
خير النفوس العارفات ذواتها / وحقيق كمّيات ماهياتها
وبما الذي كانت ومم تكونت / أعضاء بنيتها على هيئاتها
نفس النبات ونفس حس ركّبا / هذا كذاك سماته كسماتها
ما العلّة السبب الذي من أجله / صارت مسلطة على اخواتها
هل من فتى فطن أريه دلائل / يجلو بها عن شَكّنا شبهاتها
يا للرجال لعظم رزء لم تزل / منه النفوس تخبّ في ظلماتها
محرك الكل أنت القصد والغرض
محرك الكل أنت القصد والغرض / وغاية مالها إن قستها عرض
من كان في قلبه مثقال خردلة / سوى جلالك فاعلم أنها مرض
يا ممرضي بجفون لأمراض بها
يا ممرضي بجفون لأمراض بها / صحّت ومن طبعها التمريض والمرض
أمنن علىّ بوصل منك يسعدني / فقد يسدّ الجوهر العرض
أخي خلّ حّيز ذى باطل
أخي خلّ حّيز ذى باطل / وكن للحقائق في حيّز
فما الدار دار مقام لنا / وما المرء في الأرض بالمعجز
تنافس هذا لهذا على / أقلّ من الكلم الموجز
محيط السموات أولى بنا / فكم ذا التخلف في المركز
وما نحن إِلا خطوط وقع / ن على نقط وقع مستوفز
هو الشيب لا بدّ من وخطه
هو الشيب لا بدّ من وخطه / فقرّضه إن شئت أوغطه
أقلقك الطلّ من وبله / جزعت من البحر في شطه
وكم منك سرّك غصن الشبا / ب وريقا فلا بدّ من خبطه
فلا تجزعن لطريق سلك / ت انبّ غيرك في وسطه
ولا تجشعن فما إن ينا / ل من الرزق كل سوى قسطه
وكم حاجة بذلت نفسها / ففوّتها الحرص من فرطه
إذا أخصب المرء من غفلة / يسانى الزّمان على قطحه
ومن عاجل الحزم في عزمه / فإنّ الندامة من شرطه
وكم راحة نالها جازم / على ما تألم من سعطه
وكم غرّ من متخم ممعص / وفور اللذاذة في سرطه
وكم ملق تحته غيلة / كما يمرط الشعر في مشطه
إذا ما أحال أخو زلة / على العذر فاعجل إِلى بسطه
وما يتعب النفس تمييزه / فلا تعجلن إِلى خلطه
ووقر أخا الشيب والح الشبا / ب إذا ما تعسف في خبطه
ولا تبغ في العذل واقصد فكم / كتبت قديماً على خطه
وكم عاند النصح ذو شيبة / عناد القتاد لدى خرطه
تراه سريعا إِلى مطمع / كما انشط البكر عن نشطه
وكم رام ذو ملل حاشم / ليغضب حلمى فلم أعطه
وذى حسدٍ لي أسقطته / لقى يأنف الدهر عن لقطه
يحاول حطى عن رتبتي / قد ارتفع النجم عن حطه
يظل على دهره ساخطا / وكم يضحك الدهر من سخطه
أما أصبحت عن ليل التصابي
أما أصبحت عن ليل التصابي / وقد أصبحت عن ليل الشباب
تنفس في عذارك صبح شيب / وعسعس ليله فكم التصابي
شبابك كان شيطاناً مريدا / فرجّم من مشيبك بالشهاب
واشهب من بزاة الدهر خوّى / على فودى فألمأ بالغراب
عفا رسم الشباب ورسم دار / لهم عهدى به مغنى رباب
فذاك ابيضّ من قطرات دمعى / وذاك اخضّر من قطر السحاب
وذا ينعى إليك النفس نعيا / وذلكم نشور للروابي
كذا دنياك ترأب لانصداع / مغايظة وتبنى للخراب
ويعلق مشمئز النفس عنها / باشراك تعوق عن اضطراب
ولولاها لعجّلت انسلاخى / عن الدنيا وإن كانت إهابي
عرفت عقوقها فسلوت عنها / فلما عفتها اغربتها بى
بليت بعالم يعلو أذاه / سوى صبري ويسفل عن عتابي
وشب لي الصواب خلاط قوم / وكم كان الصواب سوى الصواب
أخالطهم ونفسي في مكان / من العلياء عنهم في حجاب
ولست بمن يلطخه خلاط / متى اغبّرت اياة عن تراب
إذا ما لحت للأبصار نالت / خيالا واسمدرّت عن لبابي
هذي منازلهم أما تتذكر
هذي منازلهم أما تتذكر / درست معاهدهم فأمست تنكر
عفت السيول طلولها فكأنها / خدّى يخددها دموع تهمر
درست رسومهم ورسم شبيبتى / وعلاهما نَور وشيب أزهر
لون المشيب على عذارى آية / بيضاء من سوء تروع وتنذر
قالوا الخضاب فقلت أني ماقت / حىّ المشيب فكيف ميتا يقبر
يا ربع نَكّرك الأحداث والقدم
يا ربع نَكّرك الأحداث والقدم / فصار عينك كالآثار تتهم
كأنما رسمك السرّ الذي لهم / عندي ونؤيك صبري الدارس الهدم
كأنما سفعة الأثقى باقية / بين الرياض قطاجونية جثم
أو حسرة بقيت في القلب مظلمة / عن حاجة ما اقتضوها أذهم أمم
ألا بكاه سحاب دمعه همع / بالرعد مزدفر بالبرق مبتسم
لم لا يجدها سحاب جودها ديم / من الدموع الهوامي كلهن دم
ليت الطلول أجابت من به أبداً / فى حبهم صحة في بغضهم سقم
أو علّها بلسان الحال ناطقة / قد تفهم الحال ما لا تفهم الكلم
أما ترى شيبتى تنبيك ناطقة / بأنّ حدّى الذى استذلقته ثلم
الشيب يوعد والآمال واعدة / والمرء يغترّ والأيام تنصرم
مالى أرى حكم الأفعال ساقطة / وأسمع الدهر قولا كله حكم
ما لى أرى الفضل فضلا يستهان به / قد أكرم النقص لمّا اتنقض الكرم
جولت في هذه الدنيا وزخرفها / عينى فألفيت داراً ما بها أرم
كجيفة دوّدت والدود منشؤها / منها ومنها ترى الأرزاء والطعم
سيّان عندي أن برّوا وإن فجروا / فليس يجرى على أمثالهم قلم
لا تحسدنهم إن جُدّوا بجَدّهم / فالجِدّ يجدى ولكن ماله عصم
ليسوا وإن نعموا عيشاً سوى نعم / وربّما نعمت في عيشها النعم
الواجدون غنى والعادمون نهى / هل الذي وجدوا مثل الذي عدموا
خلقت فيهم وأيضا قد خلطت بهم / فليس فيهم غنى عنهم ولا بهم
أسكنت بينهم كالليث في الأجم / رأيت ليثاً له من جنسه أجم
إنى وإن كان عنى من بليت به / في عينه كمه في أذنه صمم
مميّز من بنى الدنيا يميزني / أقلّ ما فيّ ليس الجلّ والعظم
بأى مأثرة ينقاس بي أحد / بأى مكرمة تحكينى الأمم
أمثل عنجهة شوكاء يلحق بى / أو مثل شغبر حش عرضه زيم
فذا عجوز ولكن بعد ما قعدت / وذاك جود مشاع الملك مستهم
إنى وإن كانت الأقلام تخدمنى / كذاك يخدم كفى الصارم الخذم
قد أشهد الروع مرتاحاً فأكشفه / إذا تناكص عن تيّاره الهم
الضرب محتدم والطعن منتظم / والدمع مرتكم والبأس مغتلم
والجوّ يافوخه من نقعهم قتر / والأفق فسطاطه من سفكهم قتم
والبيض والسمر حمر تحت غبرته / والموت يحكم والأبطال تختصم
واعدل القسم في حربى وحربهم / منهم لنا غنم منّا لهم غرم
أمّا البلاغة فاسألنى الخبير بها / أنا اللسان قديماً والزمان فم
لا يعلم غيرى معلماً علما / لأهله أنا ذاك المعلم العلم
كانت قناة علوم الحق عاطلة / حتى جلاها بشر البند والعلم
نبيد أرواحهم بالرعب نقذفه / فيهم وأجسادهم بالقضب تلتحم
ماتت أنالة ذا الدهر اللقاح على / عزائمى وأسفت بى لها الهيم
لو شبت كان الذى لو شئت بحت به / مالخوف أسكت بل إن تلزم الحشم
ولو وجدت طلوع الشمس متسعا / لحط رجل غريمى كنت أغترم
ولو بكت غير ما بى دونها الحشم / ولم يغم سبيلى نحوها الغمم
وكانت البيض ظلف للغمودله / وقد تشاغل عرض الحيد والحكم
وظن أن ليس تحجيل سوى شعر / وإن للخيل في ميلادها اللجم
وغشيت صفحات الأرض معدلة / فالأسد تنفر عن مرعى به غنم
لكنّها بقعة حفّ الشتاء بها / فكل صاغ إليها صاغر سدم
قفا نجزى معاهدهم قليلا
قفا نجزى معاهدهم قليلا / روت بدموعنا الربع المحيلا
تخوّنه العفاء كما تراه / فأمسى لا رسوم ولا طلولا
لقد عشنا بها زمناً قصيرا / نقاسى بعدهم زمناً طويلا
ومن يستثبت الدنيا بحال / يرُم من مستحيل مستحيلا
إذا ما استعرض الدنيا اعتبارا / تنحّى الحرص عنها مستقيلا
خليلَى بلغا العذّال انى / هجرت تجمّلى هجراً جميلا
وإني من أناس ما أحلنا / على عزم فأعقبنا نزولا
مآقينا وأيدينا إذا ما / همين رأيتنا نعصى العذولا
وقفت دموع عينى بعد سُعدى / على الأطلال ما وجدت مسيلا
على جفنى لسعدى فرض دمع / أقمت له به قلبى كفيلا
عقدت له الوفاء وإن عقدى / هو العقد الذى لن يستحيلا
وكم أخت لها خطبت فؤادى / فما وجدت إِلى عذرى سبيلا
أعاذلُ لست في شىء فأسهب / يدَ الملوين أو أقصر قليلا
فلم ترى مثل ما قلبى ألوفاً / ولم تر مثل ما أذنى ملولا
وعذل الشيب اولانى لو أنّى / أطقت وإن جهدت له قبولا
أجل قد كورت هذا الليالي / على ليلى زمانا لن تزولا
أتنكر داره لمّا علىّ / برين كرتبة الأثر النصولا
تعيّرني ذبولى أو نحولى / نسيت الذبل والخدّ النحيلا
كما أن الحفيش أبو وجيم / يعيرني بأن لست البخيلا
بقول منذر ليغض عنّى / يعد علوّ ذى كرم سفولا
متى وسعت لقصدي الأرض حتى / أبرز أو أنيل به جزيلاً
يقول به انخراق الكفّ جدّا / وكم خرق رقعت به منيلا
فحص خلل الأصابع منك واجهد / عسى أن لا يطوف ولا يبولا
بفحش إن مالك فوق مالى / تقايس ما يصان بما أذيلا
حكاك غبار ما أفناه بذلى / يباع ببعض ما يحوى كميلا
يحذرك الأحبة وقع كيدي / فليس بذاك مذعورا مهولا
سقطت الأحبة وقع كيدي / فطب نفسا ولا تفرق قبيلا
فإما أن أرعك بغير قصدى / فقدما روّع الفيل الأفيلا
أساجية الجفون أكلّ خود
أساجية الجفون أكلّ خود / سجاياها استُعِرن من الرّحيق
هي الصهباء مخبرها عدوّ / وإن كانت تناغى عن صديق
ما المبتلى بهم وإن
ما المبتلى بهم وإن / حسّدته ورغمت أنفا
إلا كنضو دبّت ال / أنباء في متنيه صفا
فتورّمت أشلاؤه / وتخاله سمنا وسحفا
أو كالقراظ المستشي / ط وإن أراك سنا ورفا
وكما يقاسى الجمر عو / داً كرة ينشيك عرفا
أكاد أجنّ ممّا قد أجنّ
أكاد أجنّ ممّا قد أجنّ / فلم ير ما أرى انس وجنّ
رميت من الخطوب بمصيات / نوافذ لا يقوم لها مجنّ
وجاورنى أناس لو أريدوا / على منفت ما أكلوه ضنوا
فإن عنّت مسائل مشكلات / أجال سهامهم حدس وظنوا
وإن عرضت خطوب معضلات / تواروا واستكانوا واستكنوا
محن اليّ توجهت فكأنني
محن اليّ توجهت فكأنني / قد صرت مغناطيس وهي حديد
أشكوا إِلى الله الزمان فصرفه / أبلى جديد قواى وهو جديد
خفيت على الجهّال أعلام الهدى
خفيت على الجهّال أعلام الهدى / كالشمس خافية على العميان
هبطت إليك من المحلّ الأرفع
هبطت إليك من المحلّ الأرفع / ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
محجوبة عن كلّ مقلة عارف / وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كرهِ اليك وربما / كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما أنست فلما واصلت / ألفت مجاورة الخراب البلقع
وأظنّها نسيت عهوداً بالحمى / ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها / في ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت / بين المعالم والطلول الخضّع
تبكي إذا ذكرت جواراً بالحمى / بمدامع تهمى ولمّا تقطع
وتظل ساجمة على المن التي / درست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشرك الكثيف وصدّها / قفص عن الأوج الفسيح الأربع
حتى إذا قرب المسير من الحمى / ودنا الرحيل إِلى الفضاء الأوسع
وعذت مفارقة لكلّ مخلّف / عنها حليف الترب غير مشيّع
سجعت وقد كشف الغطاء فابصرت / ما ليس يدرك بالعيون الهجّع
وغدت تغرد فوق ذروة شاهق / سام إِلى قعر الحضيض الأوضع
إن كان أرسلها الإله لحكمة / طويت عن الفذ اللبيب الأروع
فهبوطها إن كان ضربة لازب / لتكون سامعة لما لم تسمع
وتعود عالمة بكل خفية / في العالمين فخرقها لم يرقع
وهي التي قطع الزمان طريقها / حتى لقد غربت بعين المطلع
وكأنها برق تألق بالحمى / ثم انطوى فكأنّه لم يلمع
هذّب النفس بالعلوم لترقى
هذّب النفس بالعلوم لترقى / وخذ الكل فهي للكلّ بيت
إنما النفس كالزجاجة والعل / م ضياء وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنك حىّ / وإذا أظلمت فإنك ميت
رضيت من الدنيا بقوت وشملة
رضيت من الدنيا بقوت وشملة / وشربة ماء كوزه متكسّر
فقل لبنى الدنيا اعزلوا من أردتم / وولّوا وخلوني من البعد أنظر
فما ملِك الدنيا اعزلوا خراجها / إليه ولا ذاك الأمير المؤمّر
بأهنأ منى عيشة لو عرفتم / ولكن أسير الحرص عن ذاك أعور
وجماد ظل ينمو في العلي
وجماد ظل ينمو في العلي / يا لشىء هو نام وجماد
وأبدت لردّ الليل سود ضفائر
وأبدت لردّ الليل سود ضفائر / فضاء محياها وأعجزها الردّ
فؤادي هوى صبرا وقلبك قسوة / فقلتُ كلانا في الهوى حجر صلد
تكلم في خصالك كلّ عيّ
تكلم في خصالك كلّ عيّ / وعىّ النفس دون مدى خصالك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025