المجموع : 14
مولىً إمام همامُ
مولىً إمام همامُ / له على اللُّوحِ هام
دار السلام حماه / على حماه السلام
ما الورح والراح إلا / كلامه والمدام
لا أملك السمع إما / لوائم اللهو لاموا
لهو الهوى حرموه / وفي الفتاوى كلام
لاموا وهم ما رأواه / ولو رأوه لهاموا
لعمر أبي الحسين لقد رآنا
لعمر أبي الحسين لقد رآنا / صحائف تنسخ الصحف القديمه
هي العقد الفريد من الدراري / فما العقد الفريد وما اليتيمه
الكاس في كأس كاعب
الكاس في كأس كاعب / كوجنتيها تورد
شمس عليها كواكب / من الحباب المنضد
شمس على كف شمس / قد ضمنا كل أنس
هما الحياة لنفسي / كذا تنال الرغائب
إن ساعد الحظ أسعد /
الفصل فصل الربيع / والدهر فيه مطيعي
والدوح حالي الفروع / والطير في الدوح خاطب
شدا وغنى وغرد /
ومرتعات الحياض / ما بين تلك الرياض
كمصلتات المواضي / وإن تهب الجنائب
تغدو كدرع مزرد /
كتائب من حدائق / أزهارها كالزنابق
خفاف ورد الشقائق / أعلام تلك الكتائب
مصوب ومصعد /
حكم الليالي المواضي / أساءني في القراض
واليوم يوم التقاضي / ذاك الزمان المحارب
أعطى المقادة على يد /
فهات ذات الأشعة / وهاك عقلي خلعه
أحيى بأول جرعه / الراح روح لشارب
والسكر عقل مجرد /
إن التهتك فني / يروي ويؤثر عني
ولا أنافق إني / للشيب بالخمر خاضب
بمثل ذا أتعبد /
فجد بلثم المراشف / وضم هيف المعاطف
فإن لي بالسوالف / إلى الطلى والترائب
من ملعب القرط معبد /
مذ يا مليح الشمائل / برزت باللحظ بابل
نصبت كل المقاتل / فضع بقوص الحواجب
سهم اللحاظ المسدد /
عجبت كيف دموعي / لم تطف نار ضلوعي
يا من أطلت ولولعي / في وجنتيك العجائب
النا رفي الماء توقد /
أنكرت فرط ودادي / وذي دموعي السواكب
على المحبة تشهد /
فكم غدوت الطلايح / ما بين غادٍ ورايح
مستخبراً جد مازح / وآملاً صدق كاذب
وكيف يصدق أغيد /
يا قلب ذبت سقاماً / وما بلغت مراما
فاهتف وناد إذا ما / أعيت عليك المذاهب
يا جعفر بن محمد /
يا من دعتك الزعامه / مفتاح كل كرامه
وذيل برد الإمامه / عليك في الأرض ساحب
وتاجها لك يعقد /
لم تصب الغيد كلا / كرمت قولاً وفعلا
لم ترض بالعرس إلا / لحفظ تلك المناسب
لعل مثلك يوجد /
الليث ينتج شبلا / والصل يعقب صلاً
والفرع ينبت أصلا / ألست يا بن الأطايب
مشابه الأب والجد /
وفي سماء المعالي / طلعت بدر كمال
وحزت غر خصال / بيضاً كشهب الكواكب
جئت وجلت عن العد /
يا من لليد الإشاره / وفيك فرع الإمارة
عليك يمن البشاره / في عرس عباس راتب
مع الزمان مخلد /
أبوك في المجد آيه / دراية لا روايه
وفرض عقد الولايه / له على الناس واجب
ملفه ومقلد كذا /
بزغت فلاح البشر من طلعتها
بزغت فلاح البشر من طلعتها / والسعد مكتوبٌ على جبهاتها
بيض كواعب في شتيت ثغورها / قد كان للعشاق جمع شتاتها
وافت كأمثلا الظباء وبينها / ذات الدلال دلالها من ذاتها
نجدية بدوية أجفانها / سرقت من الآرام لحظ مهاتها
نشرت على أكتافها وفراتها / شمس سمات الحسن دون سماتها
كالبيض في سطوتها والسمر في / وخزاتها والريم في لفتاتها
سلت صفيحة مقلة وسنانة / حتى رأنيا الحتف في صفحاتها
لحيكم مهجتي جانحه
لحيكم مهجتي جانحه / ونحوكم مقلتي طامحه
واستنشق الريح إن نسمت / فبالأنف من نشركم سافحه
تعايه أشباح تلك الوجوه / فلا برحت نحوكم شابحه
وكم ظبيات بها قد رعت / بقيصوم قلبي غدت سارحه
تقضت ومن لي بها لو تعود / فكيف وقد ذهبت رائحه
وعدت غريباً بتلك الديار / أرى صفقتي لم تكن رابحه
لما عاد مسملم بين العدى / غريباً وكابدها جائحه
رسول حسين ونعم الرسول / إليهم من العترة الصالحه
لقد بايعوا رغبة منهم / فيا بؤس للبيعة الكاشحه
وقد خذلوه وقد أسلموه / وغدرتهم لم تزل واضحه
فيا ابن عقيل فدتك النفوس / لعظم رزيتك الفادحه
لنبك لها بمذاب القلوب / فما قدر أدمعنا المالحه
سقتك دما يا ابن عم الحسين
سقتك دما يا ابن عم الحسين / مدامع شيعتك السافحه
ولا برحت هاطلات العيون / تحييك غادية رائحه
فواحر قلبها من غلةٍ / بصدرك نيرانها لافحه
لأنك لم ترو من شربة / ثناياك فيها غدت طائحه
رموك من القصر إذ أوثقوك / فما سلمت فيك من جارحه
وسحباً تجر بأسواقهم / ألست أميرهم البارحه
قتلت ولم تبكك الباكيات / أما لك في المصر من نائحه
وكم طفلةٍ لك قد أعولت / وجمرتها في الحشى قادحه
يعززها السبط في حجره / لتغدو في قربه فارحه
فأوجعها قلبها لوعةً / وحست بنكبتها القارحه
تقول مضى عم مني أب / فمن ليتيمته النائحه
قد عاد بالأفيال عيدي
قد عاد بالأفيال عيدي / وسعدت بالوقت السعيد
واعتضت مغتبطاً بحلو ال / وصل عن مر الصدود
هذي شموس من وجوه / في ليالٍ من جعود
صيغت من الأرواح وال / ألباب في أشكال غيد
رقت معاطفها فكا / دت أن تسيل من البرود
لي بينهن مريضة الأجفان / واهية العهود
تروي غليل العاشقين / بريقها العذب البرود
هزأت على الأغصان في / هز المعاطف والقدود
مادت وقالت يا غصو / ن تعلمي مني وميدي
يا نرجس الروض الأنيق / ويا مدبجة الورود
هذي عيوني نرجس / والورد هذا من خدودي
وتبسمت للأقحوان / بسمطي الدر النضيد
يا ريم أنت من العناد / دعيت بالريم العنود
في أي عين تنظرين / فتور ألحاظي وجيدي
وترى هلال الأفق وال / جوزاء في قوس الصعود
فتقول هذا نصف خل / خالي وهذا من عقودي
هي من قريب تنشر ال / موتى وتقتل من بعيد
لا تستقيم ولا تدوم / على وصال أو صدود
فأماتت العشاق بين / الوعد منها والوعيد
لم تغن عني عدتي / منها العذاب ولا عديدي
يا من أطلت صبابتي / وأطرت من جفني هجودي
شوقي إليك وأنت ما / بين السواعد والزنود
شوق الجمال بخمسها / عند الهجيرة للورود
إذ كل آن تملأين / العين من حس جديد
وجنات خدك للعيو / ن كمثل جنات الخلود
ترعي بها ما تشتهي / والقلب في ذات الوقود
الموت أدنى لي إذا / ودعت من حبل الوريد
كم قد نزعت إلى المعا / هد والدجنة من برود
وطويت منشور الوها / د ألفها بيداً ببيد
وسألت إنجاز الوعود / وأنت مخلفة الوعود
لو دام لي عهد الشباب / لكنت حافظة عهودي
ويوم السد أنفك كان مغن
ويوم السد أنفك كان مغن / لذي القرنين عن زبر الحديد
ولو آوى لقنته ابن نوح / نجا من ذلك الغرق الشديد
مني النفس ما بين العذيب وحاجر
مني النفس ما بين العذيب وحاجر / بحيث تهاب الأسد بطش الجآذر
مررن على الوادي فلما رأينني / نفرن كأمثال الظباء النوافر
وفيهن من أرجو طروق خيالها / كما يرتجي التأمين قلب المخاطر
حثثت قلوصي طالباً رسم دارها / وللبين بي ما بالرسوم الدوائر
تخفيت حتى لم أخف عين قائف / على أثري إلا نجوم الدياجر
ولم أرد العذب النمير على الظما / إذا لم أميز كيف تغد ومصادري
أسيب انسياب الصل بين خيامها / وأسري مسير النوم بين المحاجر
ومازلت أشكو الوجد حتى سحرتها / وفي بعض شكوى الحب نفثة ساحر
وقلت لها لا تذعري إنني امرؤ / قصارى مناي اللثم لست بفاجر
فجادت بما أهوى وبت بليلة / من الدهر ما كنت تمر بخاطري
ولا والهوى ما خامرتني ريبة / ولا انعقدت يوماً عليها مآزري
أحدث نفسي أنني إن لقيته
أحدث نفسي أنني إن لقيته / أبث إليه ما ألاقي من الضر
فلما تلاقينا دهشت فلم أجد / عتاباً فأبدلت المعاتيب بالعذر
على ما ليس تظهره علائم
على ما ليس تظهره علائم / دموعك أظهرت ما كنت كانم
بكيت دماً وذبت جوى فبانت / خفيات الغرام لكل لايم
دهيت بحب قاسي القلب غض الش / شباب تكاد تجرحه النسائم
أغن مهفهف الأعطاف يكسي / بجعد مثل جنح الليل فاحم
له من قده رمح إذا ما / ثناه ومن لحاظ العين صارم
أراه ولا سبيل إلى لماه / ولا أسلو فأقرع سن نادم
منوع لو وفي بالوعد قرت / به عيني ولو في طيف حالم
يواعدني ويمطلني فأشكو / له منه وأبكي وهو باسم
رضيت بما حكمت ولو بقتلي / بلاحقٍ فماذا أنت لحاكم
ورق الهنا صدحت على أغصانها
ورق الهنا صدحت على أغصانها / وتجوبت بالبشر في ألحانها
والروض من نعمان باكره الحيا / وسرى النسيم الغض في نغماتها
فطفقت أقطف من ورود رياضها / وأشم نشر الشيخ من كثبانها
ولقد مررت على ملاعب رامةٍ / فتشوقت نفسي إلى جيرانها
وبشت طرفي في رياض المنحنى / فرأى فنون الغنج من غزلانها
قد أرسلت فوق المتون غدائراً / اللَه في العشاق من ثعبانها
لو لم تكن جمعت كل العلى فينا
لو لم تكن جمعت كل العلى فينا / لكان ما كان يوم الطف يكفينا
يوم نهضنا كأمثال الأسود به / وأقبلت كالدبى زحفاً أعادينا
جاءوا بسبعين ألفاً سل بقيتهم / هل قابلونا وقد جئنا بسبعينا
ليس يدري بكنه ذاتك ما هُوْ
ليس يدري بكنه ذاتك ما هُوْ / يا ابن عم النبي إلا اللهُ
ممكن واجب حديث قديم / عنك تنفى الأنداد والأشباه
لك معنى أجلى من الشمس لكن / خبط العارفون فيه فتاهوا
أنت في منتهى الظهور خفي / جل معنى علاك ما أخفاه
صعدوا نحو أوجه خطرات / الوهم وهماً فضل دون مداه
قلت للقائلين في أنك اللَه / استقيموا فاللَه قد سواه
هو مشكاة نوره قبل خلق ال / خلق طراً وباسمه سماه
وحباه بكل فضلٍ عليم / وبمقدار ما حباه ابتلاه
أظهر اللَه دينه بعلي / أين لا أين دينه لولاه
كانت الناس قبله تعبد الط / طاغوت رباً والجبت فيهم إله
ونبي الهدى إلى اللَه يدعوهم / ولا يسمعون منه دعاه
سله لما هاجت طغاة قريشٍ / من وقاه بنفسه من فداه
من جلا كربه ومن رد عنه / يوم فر الأصحاب عنه عداه
من سواه بكل وجهٍ شديدٍ / عنه من رد ناكلاً من سواه
لو رأى مثله النبي لم واخاه / حياً وبعده وصاه
قام يوم الغدير يدعو ألا من / كنت مولاً له فذا مولاه
ما ارتضاه النبي من قبل النفس / ولكنما الإله ارتضاه
غير أن النفوس مرضى ويأبى / ذو السقام الدوا وفيه شفاه
أنكروه وكيف ينكر عين الش / شمس من أمرصت بها عيناه
ثم لما رأوه لا يؤثر الباطل / يوماً ولو أطلت دماه
أغلقوا بابه عليه وبزوا / ما لديه قسراً وحلوا حباه
تركوه وهو الأمير جليس الد / دار والأمر صار أمر عداه
يجمع الوحي وهو أعرف خلق اللَ / ه بالوحي والذي أوحاه
قد زووه وهو الإمام وقاموا / بضلال وخبط عشواء تاهوا
ثم لما دجى الضلال على العالم / واستوعب الأنام دجاه
ورأى غارس النفاق وبالاً / غص فيما جنته منه يداه
فأتوه وبايعوه وقالوا الآن نا / ل الدين الحنيف مناه
فقضى بينهم بفصل قضاء اللَه / واللَه لا يرد قضاه
قسم القيء بالسوية في الناس / وساوي بسيدٍ مولاه
وهو حكم صعب على غير ما را / ض هواه بعقله وهداه
وبهم مؤثر لطاعة إبليس / ومهما دعا به لباه
فدعاه لنكث بيعة مولاه / فلبى وحاد عن مولاه
وأتى أمه وللبغي عقبى / سلهماً كيف صادقا عقباه
قل لها إذ تبرجت من حجاب / كان طه المختار قد أرخاه
نسيت آية التبرج أم لم / تعتقدها والابن يقفو أباه
جندت جندها على الجمل الأعسر / والناس تابعوا من رعاه
فأتى المرتضى بأجناد بدر / صحب طه ورف فيهم لواه
وأراهم وبال ما قد جنوه / واصطلى بالضرام من أوراه
وهم الناكشون والمصطفى من / قبل هذا بقتلهم أوصاه
ثم للقاسطين سار حثيثاً / ورأى من جهادهم ما رأه
كم عظيم كمثل عمار أردوه / وسالت لفقده مقلتاه
ونجا المارقين بالسيف يفري ال / هام حتى أبادهم بشباه
لم يزل طول عمره في عناءٍ / ولحفظ الإسلام كان عناه
ذا ابتداء مع النبي يعاني / حرب أعدائه وذا منتهاه
قد لقي من خلاف أصحابه أضعا / ف ما من أعدائه لا فاه
كم تمنى الموت المريح وما ظنك / فيمن بالموت درك مناه
قال ما يمنع الشقي أما حان / شقاه يا رب عجل شقاه
وغدا للصلاة للمسجد الأعظم / والليل مستجن دجاه
وأقام الصلاة للسجدة الأولى / وكان ابن ملجمٍ يرعاه
فعله بالسيف فأعجب لسيف / اللَه بالسيف كيف فل شباه
فهوى قائلاً لقد فزت واللَه / وسالت على المصلى دماه
فبكته الأملاك وارتجت الأف / لاك حزناً وجبرئيل نعاه
الهدى هد ركنه والتقى قد / فصمت في المصاب وثقى عراه
وسرى يقصد الشئام بشير ال / قوم يبدي السرور وآخر ناه
قام عيد بالشام أبعدها اللَه / وقرت من شامت عيناه
كبر اللَه وهو لم يعرف الله / سروراً ونال أقصى مناه
كان لم يهنه كراه حذاراً / من علي واليوم طاب كراه
كان لا يستطيع أن يهدم الدين / فقد راح عنه حامي حماه
غير أن السبطين والغلب من أب / نائه والوجوه من أولياه
قد أحاطوا به وقد يئسوا منه / وهانت نفوسهم في فداه
وجرى السم في المفاصل والناط / بأحشائه وأوهى قواه
فشجوا عنده خفياً / يترك القلب دامياً بشجاه
بنفوس كادت تطير مع الأن / فاس غيطاً والغايظ في منتهاه
أنا أبكي عليه ملقى يدير ال / عين فيهم والوجد ملء حشاه
أم عليهم يرونه مد للموت / يديه وغمضت عيناه