القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : قُسّ بنُ ساعِدة الإِيادي الكل
المجموع : 9
هاجَ لِلقَلبِ مِن هَواهُ اِدِّكارُ
هاجَ لِلقَلبِ مِن هَواهُ اِدِّكارُ / وَلَيالٍ خِلالَهُنَّ نَهارُ
وَجِبالٌ شَوامِخٌ راسِياتٌ / وَبِحارٌ مِياهُهُنَّ غِزارُ
وَنُجومٌ يَحُثُّها قَمَرُ اللَي / لِ وَشَمسٌ في كُلِّ يَومٍ تُدارُ
وَضَوؤُها يِطمُسُ العُيون وَإِرعا / دٌ شَديدٌ في الخافِقينِ مُثارُ
وَغُلامٌ وَأَشمَطٌ وَرَضيعٌ / كُلُّهُم في التُرابِ يَوماً يُزارُ
وَقُصورٌ مَشيدَةٌ حَوَتِ ال / خَيرَ وَأُخرى خَوَت فَهُنَّ قِفارُ
وَكَثيرٌ مِمَّ تُقَصِّرُ عَنهُ / حَدسَةُ الناظِرِ الَّذي لا يَحارُ
وَالَّذي قَد ذَكَرتُ دَلَّ عَلى اللَ / هِ نُفوساً لَها هُدىً وَاِعتِبارُ
في الذاهِبينَ الأَوَّلي
في الذاهِبينَ الأَوَّلي / نَ مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِر
لَمّا رَأَيتُ مَوارِداً / لِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر
وَرَأَيتُ قَومي نَحوَها / تَمضي الأَصاغِرُ وَالأَكابِر
لا يَرجِعُ الماضي وَلا / يَبقى مِنَ الباقينَ غابِر
أَيقَنتُ أَنّي لا مَحا / لَةَ حَيثُ صارَ القَومُ صائِر
يا ناعِيَ المَوتِ وَالمَلحودُ في جَدَثٍ
يا ناعِيَ المَوتِ وَالمَلحودُ في جَدَثٍ / عَلَيهِمِ مِن بَقايا خَزِّهِم خِرَقُ
دَعهُم فَإِنَّ لَهُم يَوماً يُصاحُ بِهِم / فَهُم إِذا اِنتَبَهوا مِن نَومِهِم فُرُقُ
حَتّى يَعودوا بِحالٍ غَيرِ حالِهِم / خَلقاً جَديداً كَما مِن قَبلِها خُلِقوا
مِنهُم عُراةٌ وَمِنهُم في ثِيابِهِم / مِنها الجَديدُ وِمِنها المَنهَجُ الخَلَقُ
خَليلَيَّ هُبّا طالَما قَد رَقَدتُّما
خَليلَيَّ هُبّا طالَما قَد رَقَدتُّما / أَجِدَّكُما لا تَقضِيانِ كَراكُما
أَلَم تَعلَما أَنّي بِسِمعانَ مُفرَدٌ / وَما لِيَ فيها مِن خَليلٍ سِواكُما
أُقومُ عَلى قَبرَيكُما لَستُ بارِحاً / طِوالَ اللَيالي أَو يُجيبَ صَداكُما
جَرى المَوتُ مِجرى اللَحمِ وَالعَظمِ مِنكُما / كَأَنَّ الَّذي يِسقي العُقارَ سَقاكُما
تَحَمَّلَ مَن يَهمى العُقولَ وَغادَروا / أَخاً لَكُما أَشجاهُ ما قَد شَجاكُما
فَأَيُّ أَخٍ يَجفوا أَخاً بِعدَ مَوتِهِ / فَلَستُ الَّذي مِن بَعدِ مَوتٍ جَفاكُما
أَصُبُّ عَلى قَبرَيكُما مِن مُدامَةٍ / فَإِلّا تَنالاها تُرَوِّ جُثاكُما
أُناديكُما كَيما تُجيبا وَتَنطِقا / وَلَيسَ مُجاباً مَوتُهُ مَن دَعاكُما
كَأَنَّكُما وَالمَوتُ أَقرَبُ غايَةٍ / بِروحِيَ في قَبرَيكُما قَد أَتاكُما
قَضَيتُ بِأَنّي لا مَحالَةَ هالِكٌ / وَأَنّي سَيَعروني الَّذي قَد عَراكُما
فَلَو جُعِلَت نَفسٌ لِنَفسٍ وِقايَةً / لَجُدتُّ بِنَفسي أَن تَكونَ فِداكُما
مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَمسِ
مَنَعَ البَقاءَ تَقَلُّبُ الشَمسِ / وَطُلوعُها مِن حَيثُ لا تُمسي
وَطُلوعُها حَمراءَ صافِيَةً / وَغُروبُها صَفراءُ كَالوَرسِ
تَجري عَلى كَبِدِ السَماءِ كَما / يَجري حِمامُ المَوتِ في النَفسِ
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي / لَم يَخلُقِ الخَلقَ عَبَث
وَيَخلُفُ قَومٌ خِلافاً لِقَومٍ
وَيَخلُفُ قَومٌ خِلافاً لِقَومٍ / وَيَنطِقُ لِلأَوَّلِ الأَمَّلُ
قَد كُنتُ أَسمَعُ بِالزَمانِ وَلا أَرى
قَد كُنتُ أَسمَعُ بِالزَمانِ وَلا أَرى / أَنَّ الزَمانَ يُطيقُ نَتفَ جَناحي
فَأَراهُ أَسرَعَ فِيَّ حَتّى أَصبَحَت / بيضاً مُتونُ عَوارِضي مِن أَراحي
وَأَنا الكَبيرُ لِنِسبَةٍ في قَومِهِ / هَيهاتَ كَم ناسَمتُ مِن أَرواحي
صافَحتُ ذا جَدَنٍ وَأَدرَكَ مَولِدي / شَمِرُ بنُ عَمرٍو يُتَّقى بِالراحِ
وَالقَيلُ ذو يَزَنٍ رَأَيتُ مَحَلَّهُ / بِالقَهرِ بَنيَ جَنادِلٍ وَصِفاحِ
فَتَكَ الزَمانُ بِمُلكِ حِميَرَ فَتكَةً / تَسعى بِكُلِّ عَشِيَّةٍ وَصَباحِ
أَودى أَبو كَرِبٍ وَعَمرٌو قَبلَهُ / وَأَبادَ مُلكَ أُذَينَةَ الوَضّاحِ
وَأَبادَ أَفريقيسَ بَعدَ مَقامِهِ / في المُلكِ بِالمُستَغرِقِ المُجتاحِ
وَالصَعبُ ذو القَرنَينِ أَصبَحَ ثاوِياً / بِالحِنوِ بَينَ تَلاعُبِ الأَرواحِ
وَغَدا بِأَبرَهَةَ المَنار فَأَصبَحَت / أَيّامُهُ مَسلوبَةَ الإِصباحِ
أَخنى عَلى صَيفي بِحادِثِ صَرفِهِ / مُستَأثِراً بِجَذيمَةَ الوَضّاحِ
آفآيْنَ عَلكَدَةُ الهُمامُ وَمُلكُهُ / أَم أَينَ عِزُّ عَبادَةَ الفَتّاحِ
لا تُمسِ في شَكِّ المُنونِ أَما تَرى / أَيّامُهُ مَشهورَةَ الإيضاحِ
لا تَأمَنَن مَكرَ الزَمانِ فَإِنَّهُ / أَردى الزَمانُ بِشَمَّرَ الوَضّاحِ
بَرَكَ الزَمانُ عَلى اِبنِ هاتِكِ عَرشِهِ / وَعَلى أُذَينَةَ سالِبِ الأَنواحِ
وَعَلى الَّذي كانَت بِموكَلِ دارِهِ / نُهبُ القِيانِ وَكُلِّ أَجرِ وِشاحِ
مِن بَعدِ مُلكِ الصينِ أَصبَحَ هالِكاً / أَكرِم بِهِ مِن هالِكٍ مُجتاحِ
إِنَّ الَّذينَ تَمَلَّكوا وَقَد أُهلِكوا / وَعَلى المُقَنَّعِ حَلَّ بِالأَبراحِ
شَخَصَت عَلى بُعدِ النَوى أَشخاصُهُم / فَراتَهُم الأَوهامُ كَالأَشباحِ
أَفَبَعدَ أَملاكٍ مَضَوا مِن حِميَرِ / يُرجى الفَلاحُ وَلاتَ حينَ فَلاحِ
مَن ذا تَصافَقَ كَفُّهُ كَفَّ الرَدى / يَشري التُقى عَن بَيعَةِ الأَرواحِ
كُلُّ يَهماءَ يَقصُرُ الطَرفُ عَنها
كُلُّ يَهماءَ يَقصُرُ الطَرفُ عَنها / أَرقَلَتها قِلاصُنا إِرقالا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025