المجموع : 74
أبني نُجيح إن أمكم
أبني نُجيح إن أمكم / أمَةٌ وإن أباكمُ وَقْبُ
أكَلت خبيث الزاد فاتّخمت / عنه وشمَّ خِمارها الكَلبُ
ورأيتُمُ لمجاشِع نَسباً / وبني أبيه حَامِلٌ زَعبُ
وقلبتُم ظهرَ المِجَنِّ لنا / إنَّ اللئيمَ العاجزُ الخَبُّ
يَرعى الجريبَ إِلى لواقِح / فالسُّوبان لا يُثنَى له سَربُ
حتى إِذا قَمِلت بطونُكم / ورأيتُمُ أبناءَكم شَبُّوا
أستاهَ أحمرة صَدرن معاً / نَبتَ الثغامُ لهنَّ والعِربُ
يَملأن جَوف مُتالعٍ ضرطاً / فضّاً يرُدُّ فضيضهُ الهضبُ
فامضُوا على غُلواء أمرِكمُ / ورِدوا الذنابَة ملؤها عَذبُ
أتاني عن أبي أنَسٍ وَعيدٌ
أتاني عن أبي أنَسٍ وَعيدٌ / ومَعصوبٌ تخبُّ به الركابُ
وعِيدٌ تُخدجُ الآرامُ منهُ / وتكرهُ بَنَّةَ الغنمِ الذئابُ
قد قلتُ لما بَدتِ العقابُ
قد قلتُ لما بَدتِ العقابُ /
وضمها والبدنَ الحِقابُ /
جِدّي لكلِّ عاملٍ ثوابُ /
الرأسُ والأكرعُ والإهابُ /
صَحا سكرٌ منه طويل بزينَبا
صَحا سكرٌ منه طويل بزينَبا / تَعاقَبهُ لما استبانَ وَجرّبا
وأحكمهُ شيبُ القَذالِ عن الصبا / فكيف تصابيه وقد صارَ أَشيبا
وَكان لهُ فيما أفادَ حلائِلٌ / عَجَلنَ إذا لاقينهُ قُلنَ مرحبا
فأصبحنَ لا يسألنه عن بما به / أصعَّدَ في عُلو الهوى أم تصوَّبا
طوامحُ بالأبصار عنه كأنما / يَرينَ عليه جُلَّ أدهمَ أجرَبا
فألآنَ إذ هازَلتُهنَّ فإنَّما / يَقُلنَ ألا لم يذهب المرءُ مَذهَبا
غَدا فتيا دَهرٍ ومَرَّ عليهمُ
غَدا فتيا دَهرٍ ومَرَّ عليهمُ / نهارٌ وليلٌ يَلحقانِ القرائِبا
إذا لَقيا حَيّا جميعا بغبطةٍ / أناخَ بهم حتى يُلاقُوا العَجائِبا
هَل لِشبابٍ فات من مَطلب
هَل لِشبابٍ فات من مَطلب / أم ما بُكاءُ البائسِ الأَشيبِ
إلا الأضاليل ومن لا يَزَل / يُوفي على مهلكه يَعصَب
بُدّلتُ شيبا قد عَلا لمتي / بعد شَبابٍ حَسنٍ مُعجبِ
صَاحبتُه ثُمَّت فارَقتُهُ / ليتَ شبابي ذاك لم يَذهبِ
وقد أُراني والبلى كأسمه / إذ أنا لم أصلع ولم أحدَبِ
ولم يُعرني الشيب أثوابه / أصبى عُيون البيضِ كالرَبربِ
كأنما يومَي حَولٌ إذا / لم أشهَدِ اللَّهو ولم ألعبِ
وقَهوةٍ صهباءَ باكرتُها / بجُهمةٍ والديكُ لم ينعَبِ
وطامح الرأسِ طويلِ العمى / يذهبُ جَهلا كلما مَذهبِ
كويته حين عدا طورَه / في الرأس منهُ كيَّة المكلبِ
وغارةٍ شعواءَ ناصبتُها / بسابحٍ ذي حُضُرٍ مُلهبِ
تراهُ بالفارسِ من بعد ما / نكّسَ ذو اللأمةِ كالأنكبِ
وصَاحِبٍ نَبّهتُهُ مَوهنا / ليسَ بأناحٍ ولا جأنبِ
أروعَ بُهلولٍ خميص الحشا / كالنَّصل ما تركب به يركبِ
فقامَ وسنانَ إِلى رحلهِ / وجَسرةٍ دَوسرةٍ ذعلِبِ
ومَربأ كالزُّجِ أشرفتهُ / والشمس قد كادت ولم تَغرُبِ
تلّفني الريحُ على رأسهِ / كأنني صَقرٌ على مَرقَبِ
ذاك ومَولي يمُجُّ الندى / قُريانهُ أخضرُ مُغلَولبِ
قفر حَمته الخيلُ حتى كأن / نَ زاهرُهُ أُغشيَ بالزرنبِ
جاد السما كان بِقُريانهِ / بالنجم والنَثرة والعقربِ
كأنَّ أصواتَ عَصافيرِه / أصوابُ راعي ثَلَّةٍ مُحصبِ
قُدتُ به أجردَ ذاميعَةٍ / عَبلِ الشوى كالصدع الأشعبِ
فَرداً تُغنيني مكاكيّهُ / تَغنيَ الولدان والملعَبِ
لها وَركا عنزٍ وساقا نعامةٍ
لها وَركا عنزٍ وساقا نعامةٍ / وأسنانُ خِنزير ومكشرُ أرنبِ
فلنهشَل قَومي ولي في نَهشَل
فلنهشَل قَومي ولي في نَهشَل / تَغني الولدان والملعَبِ
لا أبتغي عنهم ولا أُشريهم
لا أبتغي عنهم ولا أُشريهم / حتى يُلاقيني حمامُ مماتي
ليسوا بأنذالٍ ولا بأشابةٍ / فيما ينوبُ القومَ لا باللاتِ
وَإِذا بَللتَ بهم بللتَ بِمعشرٍ
وَإِذا بَللتَ بهم بللتَ بِمعشرٍ / نَوكي القلوب ونسوةٍ عهِرات
وقالت لا أراك تُليق شيئاً
وقالت لا أراك تُليق شيئاً / أتُهلك ما جَمعتَ وتستفيدُ
فقلتُ بحَسبها يَسرُ وعار / ومُرتحلٌ إِذا رَحَلَ الوفودُ
فلُومي إن بدا لكِ أو أفيقي / فَقبلك فاتني وهو الحميدُ
أبو العوراءِ لم أكمد عليه / وقيس فاتني وأخي يَزيدُ
مَضوا لسبيلهم وبَقيتُ وحدي / وقَد يُغني رَباعته الوَحيدُ
فلولا الشامِتون أخذتُ حقي / وإن كانت بمطلبه كؤودُ
نفع قليلٌ إذا نادى الصدى أُصلا
نفع قليلٌ إذا نادى الصدى أُصلا / وحانَ منه لبرد الماء تَغريد
وودعوني فقالوا ساعة انطلقوا / أودى فأودى النَدى والحزم والجود
فَما أُبالي إذا ما مت ما صَنعُوا / كلُّ امرئ بسبيل الموت مرصود
نامَ الخليُّ وما أُحسّ رُقادي
نامَ الخليُّ وما أُحسّ رُقادي / والهمُّ مُحتَضرٌ لَدَي وِبادي
من غير ما سَقمٍ ولكن شفّني / همٌّ أراهُ قد أصابَ فؤادي
وَمن الحوادث لا أبالك أنني / ضُربت عليَّ الأرضُ بالأسدادِ
لا أهتدي فيها لِموضع تَلعَةٍ / بينَ العراق وبين أرض مُرادِ
ولقد علمتُ سِوى الذي نبأتِنى / أنَّ السبيلَ سبيلُ ذي الأعوادِ
إن المنيّةَ والحتُوفَ كلاهما / يُوفي المخارمَ يرقيان سوادي
لن يَرضيا مني وفاءَ رَهينةٍ / من دُونِ نَفسي طارفي وتِلادى
ماذا أُؤملُ بَعدَ آلِ مُحرِّقٍ / تَركوا مَنازِلَهُم وبعدَ أيادِ
أهل الخَوَرنق والسدير وبَارقٍ / والقصر ذي الشُرُفاتِ من سندادِ
أرضاً تخيّرها لدار أبيهم / كعبُ بنُ مامَة وابنُ أمِّ دُؤادِ
جَرت الرياحُ على مكان ديارهم / فكأنما كانوا على ميعادِ
ولَقد غَنوا فيها بأنعَم عيشةٍ / في ظلِّ مُلكٍ ثابت الأوتادِ
نَزلوا بأنقرة يسيلُ عليهمُ / ماءُ الفراتِ يجيءُ من أطوادِ
أين الذَين بنوا فطال بناؤهم / وتَمتّعوا بالأهل والأولادِ
فإذا النعيمُ وكلُّ ما يُلهى به / يوماً يَصيرُ إِلى بِلى ونفَادِ
في آل غَرف لو بَغيتَ لي الأسى / لوجدتَ فيهم أسوةَ العُدّادِ
ما بَعد زَيد في فتاةٍ فُرّقوا / قتلاً ونفياً بعدَ حُسنِ تآدي
فتخيَّروا الأرض الفضاءَ لِعزّهم / ويَزيدُ رافدُهم على الرُفادِ
أما تَريني قد بَليتُ وغاضَني / ما نيل من بَصَري ومن أجلادي
وعَصيتُ أَصحابَ الصَّبابةِ والصّبا / وأطعتُ عاذلتي ولانَ قِيادي
وَلقد أروُح عَلى التّجار مُرَجِّلاً / مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجيادي
ولقد لَهوتُ وللشباب لذاذةٌ / بسُلافَةٍ مُزجَت بماءِ غَوادي
من خَمر ذي نَطف أغَنَّ مُنطق / وافى بها لدراهِم الأسجادِ
يَسعى بها ذو تُومتين مُشَمِّرٌ / قنَأَت أناملُهُ منَ الفُرصادِ
والبيضُ تَمشي كالبدُورِ وكالدُّمى / ونواعمٌ يَمشينَ بِالأَرفادِ
والبيضُ يَرمينَ القلوبَ كأنَّها / أُدحِيُّ بينَ صَريمةٍ وجَمَادِ
يَنطقنَ مَعرُوفاً وهُنَّ نَواعِمٌ / بيضُ الوُجوهِ رقيقةُ الأكبادِ
يَنطقنَ مخفوضَ الحديثِ تَهامُساً / فَبلَغنَ ما حاوَلنَ غَير تَنادي
ولَقَد غَدوتُ لِعازبٍ مُتَناذِرٍ / أَحوَى المَذانبِ مُؤنَق الرّوادِ
جادَت سَواريهِ وآزرَ نبتُهُ / نُفأً مِن الصَّفراءِ والزُّبادِ
بالجو فالأموات حَول مغامرٍ / فبِضارج فقصيمَة الطُّرادِ
بمُشَمرٍ عِند جَهيز شدُّهُ / قيد الأوابدِ والرهانِ جوادِ
يشوي لنا الوحَدَ المُدلَّ بحُضرهِ / بشريج بين الشدِّ والإيرادِ
ولَقد تلوتُ الظاعِنينَ بجسرةٍ / أجد مهاجرةِ السقَاب جَمادِ
عَيرانةٍ سَدّ الربيعُ خصاصَها / ما يَستبين بها مَقيلُ قُرادِ
فإذا وذلك لا مهاهَ لذِكرهِ / والدهرُ يُعقبُ صالِحاً بفسادِ
إنَّ امرأً مَولاهُ أدنى داره
إنَّ امرأً مَولاهُ أدنى داره / فيما ألمّ وشَرهُّ لكَ بادِي
إن قُلتَ خيراً قال شراً غيرَهُ / أو قُلتَ شراً مَدهُ بمدادِ
فلئِن أَقَمت لأظعنَنَّ لِبَلدةٍ / ولئِن طعنتَ لأرسِين أَوتادي
كانَ التفرقُ بَينَنا مِن مِئرَةٍ / فاذهَب إِليك فقَد شفيتَ فُؤادي
سَيجرحُ جُراحُ وأعقلُ ضَيمهُ
سَيجرحُ جُراحُ وأعقلُ ضَيمهُ / إذا كان مَخشياً من الضلع المُبدي
فآباءُ جَرّاحٍ ذؤابةُ دَارِمٍ / وأخوالُ جَراحٍ سراةُ بني نَهدِ
خالي ابنُ فارِس ذي الوُقوف مُطلقٌ
خالي ابنُ فارِس ذي الوُقوف مُطلقٌ / وأبي أبو أَسماءَ عبدُ الأسودِ
نَقَمت بنو صَخرٍ عليَّ وجَندل / نسبٌ لَعمرُ أبيكَ ليس بقُعددِ
أودَى ابن جُلهمَ عبادٌ بصرمَتهِ
أودَى ابن جُلهمَ عبادٌ بصرمَتهِ / إن ابن جُلهمَ أمسى حَيةَ الوادِي
وأُمُّهُمُ ضُبعٌ باتت تجُرُّ سِلىً
وأُمُّهُمُ ضُبعٌ باتت تجُرُّ سِلىً / بالجَزعِ بين مُجبراتٍ وهَبُّودِ
ولَقد أرجِّلُ لمّتي بعشيةٍ
ولَقد أرجِّلُ لمّتي بعشيةٍ / للشَربِ قبل سَنابكِ المُرتاد
أَلا مَن لامَني إِلا صديقٌ
أَلا مَن لامَني إِلا صديقٌ / فَلاقى صاحِباً كأَبي زِيادِ