المجموع : 25
ربّما قد لُقِيتُ أمسِ كئيبا
ربّما قد لُقِيتُ أمسِ كئيبا / أقطع الليلَ عبرةً ونحيبا
أذكرُ اليأسَ من بقائك في الدن / يا وعهداً منّا ومنك قريبا
يوم أدعوك للخُطوب ولو يُس / مِعُ داعيك مَن دعا لأجيبا
أيها المُشفِقُ المُلِحُّ حذاراً / إنّ للموت طالباً ورقيبا
فَصلُ ما بين ذي الغنى وأخيه / أن يُعارَ الغنيُّ ثوباً قشيبا
همُ سَمَّنُوا كلباً ليأكلَ بعضَهُم
همُ سَمَّنُوا كلباً ليأكلَ بعضَهُم / ولو ظَفِرُوا بالحَزمِ لم يَسمَنِ الكلب
أَشَهِدتِنَا أم كنتِ غائبةً
أَشَهِدتِنَا أم كنتِ غائبةً / عن ليلتي بحديثةِ القَسب
يا لَيتَ خُصّاً مُجَاوِرَها
يا لَيتَ خُصّاً مُجَاوِرَها / بَدَلاً بداري في بني أسَدِ
الخُصُّ فيه تَقَرُّ أعيُنُنا / خيرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ
لكلِّ جوادٍ عَثرَةٌ يستقيلُها
لكلِّ جوادٍ عَثرَةٌ يستقيلُها / وعَثرَةُ مثلي لا تُقال مدى الدَّهرِ
فهبنيَ يا حجّاج أخطأتُ مرّةً / وجُرتُ عن المُثلى وغنَّيتُ بالشعر
فهل لي إذا ما تُبتُ عندك توبة / تدارك ما قد فات في سالف العمر
إنّ في الرفقة التي شَيّعتنا
إنّ في الرفقة التي شَيّعتنا / نحو بَربِيسَمَا لزَينَ الرفاقِ
ونَدمان صدقٍ قال لي بعد هَدأةٍ
ونَدمان صدقٍ قال لي بعد هَدأةٍ / من الليل قم نَشرَب فقلتُ له مَهلا
فقال أَبُخلاً يا بنَ أسماءَ هاكَها / كُمَيتاً كريح المِسكِ تَزدَهِفُ العَقلا
فتابعتُه فيما أراد ولم أكُن / بخيلاً على النَّدمانِ أو شكِساً وَغلا
ولكنني جَلدُ القُوى أبذلُ النَّدى / وأشربُ ما أُعطى ولا أقبل العَذلا
ضحوكٌ إذا ما دبَّت الكأسُ في الفتى / وغيَّرهُ سُكرٌ وإن أكثر الجَهلا
يَسُرُّكِ أن أكون وذاك عيبٌ
يَسُرُّكِ أن أكون وذاك عيبٌ / عليَّ كمن ينالُ ولا يُنيلُ
ويغرم من ينادمه اغتناماً / وذاك على أخي جودٍ ثقيل
أَبَت لي ذاك مَأثُرَةٌ نماها / كريمٌ فضلُ نائِلِهِ جزيلُ
أَعُيَينَ هَلا إذ شَغِفتَ بها
أَعُيَينَ هَلا إذ شَغِفتَ بها / كُنتَ استَعَنتَ بفارغ العَقل
أَقبَلتَ تَرجُو الغَوثَ من قِبَلي / والمُستَغَاثُ إليه في شُغلِ
كَتَمتُ شَيبي ليخفى بعد رَوعَتهِ
كَتَمتُ شَيبي ليخفى بعد رَوعَتهِ / فَلاحَ منه وميضٌ ليس يَنكَتِمُ
راعَ الغواني فما يَقرَبنَ ناحيةً / رأينَ فيها بُرُوقَ الشيب تَبتَسِمُ
إنَّ لي عند كلِّ نفحة بستا
إنَّ لي عند كلِّ نفحة بستا / نٍ من الجُلِّ أو من الياسَمِينا
نظرةً والتفاتةً لكِ أرجو / أن تكونِي حَلَلتِ فيما يلينا
حبَّذا ليلتي بتَلِّ بَوَنَّا
حبَّذا ليلتي بتَلِّ بَوَنَّا / إذ نُسَقَّى شَرابَنَا ونُغَنَّى
من شرابٍ كأنه دَمُ جَوفٍ / يَترُكُ الشَّيخَ والفتى مُرجَحِنَّا
حيث دارت بنا الزجاجةُ دُرنَا / يحسب الجاهلون أنَّا جُنِنّا
ومررنا بنسوةٍ عَطِراتٍ / وسماعٍ وقرقف فَنَزَلنَا
ما لهم لا يبارك اللَه فيهم / حِين يَسأَلنَ وَيحَنَا ما فعلنا
أمُغَطَّى منِّي على بصري بال / حُبِّ أم أنتِ أكملُ الناسِ حُسنَا
وحديثٍ ألذُّه هو ممّا / يشتهي الناعتُون يوزَنُ وَزنَا
منطق صائبٌ وتلحن أحيا / ناً وخير الحديث ما كان لحنا
وتزيدين أطيب الطيب طيباً
وتزيدين أطيب الطيب طيباً / إن تَمَسِّيه أين مثلك أينا
وإذا الدّرُّ زانَ حُسنَ وجوهٍ / كان للدّرِّ حُسنُ وجهِكِ زينا
يا مُنزِلَ الغيثِ بعدما قنطوا
يا مُنزِلَ الغيثِ بعدما قنطوا / ويا وليَّ النعماءِ والمِنَنِ
يكون ما شئتَ أن يكون وما / قدَّرتَ أن لا يكون لم يكنِ
لو شئت إذ كان حبُّها عَرَضاً / لم تُرِني وجهَهَا ولم تَرَني
يا جارة الحيِّ كنت لي سَكَناً / إذ ليس بعضُ الجيران بالسَّكَنِ
أذكر من جارتي ومجلسها / طرائفاً من حديثها الحَسَنِ
ومن حديثٍ يزيدني مِقَةً / مالحديث المَومُوق من ثمنِ
هجوتُ الأَدعِياءَ فَناصَبتنِي
هجوتُ الأَدعِياءَ فَناصَبتنِي / معاشِرُ خِلتُها عَرَباً صِحَاحا
فَقُلتُ لهم وقد نَبَحُوا طويلاً / إليَّ وما أَجبتُ لهم نُباحا
أَمِنهُمُ أنتُمُ فأكفَّ عنكُم / وأدفَعَ عنكمُ الشتمَ الصُّراحا
وإلا فاحمدوا رأيي فإنّي / أزحزح عنكم الأُبنَ القباحا
وحسبك تهمةً ببريء قومٍ / يضمّ على أخي سَقَمٍ جناحا
ذهب الرُّقادُ فما يُحَسُّ رُقَادُ
ذهب الرُّقادُ فما يُحَسُّ رُقَادُ / مما شَجَاكَ وملَّتِ العُوَّادُ
خبر أتاني عن عيينه مُفظِعٌ / كادت تقطَّع عنده الأكباد
بلغ النفوسَ بلاؤه فكأننا / موتَى وفينا الروحُ والأجساد
يرجون عثرة جدِّنا ولَوَ أنَّهم / لا يدفعون بنا المكارهَ بادوا
لمّا أتاني عن عيينة أنه / أمسى عليه تظاهرُ الأقيادُ
نخلت له نفسي النصيحةَ إنه / عند الشدائد تذهب الأحقاد
وعلمتُ أنِّي إن فقدتُ مكانه / ذهب البِعَادُ فكان فيه بِعَاد
ورأيتُ في وجه العدوِّ شكاسةً / وتَغيَّرت لي أوجهٌ وبِلاد
وذكرتُ أيَّ فتىً يَسُدُّ مكانَه / بالرِّفد حِين تقاصَرُ الأرفادُ
أمّ من يهين لنا كرائمَ مالِهِ / ولنا إذا عُدنا إليه معاد
بكت الديارُ لفقد ساكِنِها
بكت الديارُ لفقد ساكِنِها / أفعِندَ قلبي أبتغي الصَّبرا
بَينَا هُمُ سَكَنٌ لجيرتهم / ذكروا الفراق فأصبحوا سَفرا
فظللتُ ذا وَلَهٍ يعاتبني / من لا يرى أمري له أمرا
عيَّرتِنِي خَلقاً أبليتُ جِدَّتَه
عيَّرتِنِي خَلقاً أبليتُ جِدَّتَه / وهل رأيتِ جديداً لم يَعُد خَلقا
قالت طَريفَة ما تبقى دراهمُنا
قالت طَريفَة ما تبقى دراهمُنا / وما بنا سَرَفٌ فيها ولا خُرُقُ
إنا إذا كثرت يوماً دراهمنا / ظلَّت إلى سُبُلِ المعروف تستبق
لا يألفُ الدرهمُ المنقوشُ صُرَّتَنا / إلا لماماً قليلاً ثم ينطِلقُ
حتى يصيرُ إلى نذل يخلِّده / يكاد من صَرِّه إيَّاه يمَّزِقُ
أطيبُ الطيبِ طيبُ أمِّ أبان
أطيبُ الطيبِ طيبُ أمِّ أبان / فأرُم مسكٍ بعنبر مسحوقُ
خلطته بعودها وبِباقٍ / فهو أحوى على اليدين شريق