المجموع : 27
أتيناكَ في حاجةٍ فاقضها
أتيناكَ في حاجةٍ فاقضها / وقل مرحبا يجب المرحبُ
ولا تكلنّا إلى معشر / متى يعدُوا عدة يكذبوا
فإنك في الفرع من أسرةٍ / لهم خضعَ الشرقَ والمغربُ
وفي أدبٍ منهمُ ما نشأت / فنِعْمَ لَعمرُكَ ما أدّبوا
بلغتَ لعشرٍ مضت من سني / كَ ما يبلغُ السيدُ الأشيبُ
فَهَمُّكَ فيها جِسامُ الأُمورِ / وهمُّ لِداتِكَ أن يَلعَبوا
وجُدتَ فقلتَ ألا سائلٌ / فيسأل أو راغبٌ يرغبُ
فمنكَ العطيةُ للسّائلين / وممن ينوبكَ أن يرغبوا
أقولُ لما رأيت محبسه
أقولُ لما رأيت محبسه / وعضَّ مني بالغارب القتَبُ
أغلق دون السماح والجود والنجـ / ـدةِ بابٌ خروجهُ أشبُ
إن متَّ ماتَ الندى يزيد فلا / تودِ ولا يودِ بحركُ اللجبُ
أصبحَ في قيدِكَ السماحةُ والحاملُ / للمعضلاتِ والحسبُ
فُزتَ بقدح الندى على مهلٍ / وقصرت دُونَ سعيكَ العربُ
يزيدُ أنتَ الربيعُ نأمُلُهُ / يَرجُوكَ منَّا ذُو الأهلِ والعَزَبُ
ابن ثلاثٍ وأربعين مضت / لا ضَرَعٌ واهنٌ ولا ثلِبُ
لا بطِرٌ إن تتابعت نِعَمٌ / وصابرٌ في البَلاء مُحتسِبُ
لعنَ الإلهُ قُريَّةً يممتها
لعنَ الإلهُ قُريَّةً يممتها / فأضافني ليلاً إليها المغربُ
الزارعينَ وليس لي زرعٌ بها / والحالبينَ وليس لي ما أحلبُ
فلعلَّ ذاك الزرعَ يُوذي أهلهُ / ولعل ذاك الشاءَ يوما يجربُ
ولعلَّ طاعونا يُصيبُ علوجها / ويصيبُ ساكنها الزمان فتخربُ
وعطلت الأسرةُ منكَ إلا
وعطلت الأسرةُ منكَ إلا / سريركَ يومَ تُحجَبُ بالثيابِ
وآخِرُ عهدنا بكَ يومَ يُحثى / عليكَ بدابقٍ سهلُ التُرابِ
أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ
أقفرَ بعدَ الأحبةِ البلدُ / فهو كأن لم يكن بهِ أحدُ
شجاكَ نُؤيٌ عفت معالِمُهُ / وهامِدٌ في العراصِ مُلتَبِدُ
أمكَ عنسيةٌ مهذبةٌ / كانت لها الأمهاتُ والنضُدُ
تُدعى زهيريةً إذا انتسبت / حيثُ تلاقى الأحسابُ والعددُ
إن المروءةَ والسماحَةَ والندى
إن المروءةَ والسماحَةَ والندى / لمحمد بن القاسم بن محمَّدِ
ساسَ الجيوشَ لسبعَ عشرةَ حجّة / يا قُربَ ذَلِكَ سُؤدداً من مَولِد
إن تأته يَكُ منهُ رَبعُكَ مُخْصِبا / والأرضُ مجدبةٌ كخدِّ الأمردِ
طَلَبَ المحامِدَ جاهِداً وهي التي / لا يحتويها طالبٌ لم يجهَدِ
لم تدرِ ما لا فَلَستَ قائلَها
لم تدرِ ما لا فَلَستَ قائلَها / عُمرَكَ ما عشتَ آخرَ الأبدِ
ولم تُؤامِر بِتلكَ مُمتريا / فيها وفي أختها ولم تكَدِ
وهي على أنها أَخَفَّهما / أثقلُ حملاً عليكَ من أُحُدِ
لِما تعوَّدتَ من نَعَمْ فَنَعَمْ / ألذُّ في فِيكَ من جَنى الشّهدِ
إلا يكن عاجلٌ تعجِّلُهُ / لنا لِئَلا تَقولها فعِدِ
وما تَعِدْ في غدٍ يَكُنْ غدُكَ / الواجبُ للسائلينَ خيرَ غَدِ
ومتى يؤامر نفسَهُ مُستَخلِيًا
ومتى يؤامر نفسَهُ مُستَخلِيًا / في أن تَجود لدى السُّؤالِ تَقُل جُدِ
أو أن يعود لنا بنفحةِ نائلِ / بعد الكرامة والحياء تَقُل عُدِ
أو في الزيادةِ بعدَ جزلِ عطائهِ / للمستزيدِ من العُفاةِ تَقُلْ زِدِ
أو في الوفودِ على فقيرٍ مُوبقٍ / بخلت أقاربُهُ عليهِ تَقُل فِدِ
أو في وُرودِ شَريعةٍ محفوفةٍ / بالمشرفِيَّةِ والرماحِ تَقُل رِدِ
ونَعَمْ بِفِيهِ ألذُّ حينَ يقولُها / طَعْمًا من العَسَلِ المَشوبِ بِفِي الصَّدي
احسِبيها ليلةً أدلجتها
احسِبيها ليلةً أدلجتها / فكلي إن شئت تِبْنًا أو ذَري
قد أتى مولاكِ خبزٌ يابسٌ / فتَغَدَّيْ وَتَعَزّيْ واصْبِري
ولائمة لامتكَ يا فيضُ في الندى
ولائمة لامتكَ يا فيضُ في الندى / فَقُلتَ لها لن يَقدَحَ اللومُ في البحرِ
أرادت لتثني الفيضَ عن عادةِ النَّدى / ومن ذا الذي يثني السحابَ عن القطرِ
كأنَّ وفودَ القوم لما تحملُوا / إلى الفيض لاقوا عندهُ ليلةَ القدرِ
مواقِعُ جُودِ الفيضِ في كُلّ بلدةٍ / مواقِعُ ماءِ المُزنِ في البلَدِ القَفَرِ
أتينا سليمانَ الأميرَ نَزُورُهُ
أتينا سليمانَ الأميرَ نَزُورُهُ / وكان امْرَأً يُحبى ويُكرَمُ زائِرُه
إذا كُنتَ بالنجوى به متفردا / فلا الجودُ مخليهِ ولا البخلُ حاضِرُه
كفى سائليهِ سُؤلَهُم من ضميرِهِ / عن البخلِ ناهِيهِ وبالجودِ آمِرُه
كلت رحالي واعواني وأحراسي
كلت رحالي واعواني وأحراسي / إلى الأمير وإدلاحي وإملاسي
إلى امرِئٍ مُشبَعٍ مجدًا ومَكرُمَةً / عارية فهوَ حالٍ منهما كاسي
فلستُ منكَ ولا ممَّا مُنيتُ به / من فضلِ وُدِّكَ كالمدهي في الرَّاس
إني وإياك والإخوان كُلُّهُمُ / في العُسرَ واليُسرِ لو قيسُوا بمقياسِ
وذاك مما ينوبُ الدهرُ من حدثٍ / كالحبل في المثلِ المضروبِ والآس
يبيدُ هذا فيبلى بعد جدتهِ / غضا وغابرُهُ رهنٌ بإيناس
وأنت لي دائمٌ باقٍ بشاشتهُ / يهتزُّ لا عُودُهُ عسرٌ ولا عاسِ
غمضت في حاجةٍ كانت تؤرقُني
غمضت في حاجةٍ كانت تؤرقُني / لؤلا الذي قُلتُ فيها قبل تعميضي
حلفتَ بالله لي أن سوفَ تُنصفُني / فساغَ في الحلقِ ريقي بعد تجريصي
سل هؤلاء عن أولى ما شهادتهم / أم كيف أنت وأصحابُ المعاريض
وسل سُحيما إذا وافاك أجمعُهُم / هل كان بالشَّرِ خوفِي قَبلَ تحريضي
ألا يغرنكَ ذو سجدةٍ
ألا يغرنكَ ذو سجدةٍ / يظلُّ بها دائماً يَخدعُ
كأنَّ بجبهتهِ جُلبَةً / يُسبِّحُ طوراً ويسترجعُ
وما للتقى لزمَت وجهَهُ / ولكن ليغترّ مُستَودعُ
فلا تنفُرَنَّ من أهلِ النبيذ / وإن قيلَ يَشرَُ لا يُقلعُ
فعندكَ علمُ بما قد خبر / تُ إن كان علمٌ ببها ينفَعُ
ثلاثونَ ألفاً حواها السُّجُودُ / فليسَت إلى أهلها تَرجعُ
بَنَى الدارَ من غيرَ ما مالِهِ / فأصبحَ في دارِه يَرتَعُ
مهائِرُ من مالِهِم قد حُرِمنَ / ظُلما فهم سُغٌُ جُوَّعُ
وأدى أبو الكاسِ ما عندَهُ / وما كُنتُ في رَدّهَا أطمَعُ
مخلدُ إن اللَهَ ما شاءَ يَصنَعُ
مخلدُ إن اللَهَ ما شاءَ يَصنَعُ / يجُودُ فيعطي ما يشاءُ ويمَنعُ
وإني قد أملت منكَ سحاببةً / فجادت سراباً فوق بيداءَ تلمعُ
فاجمعت صرما ثم قلتُ لعلَّهُ / يثوبُ إلى أمرٍ جميلٍ ويرجِعُ
فأيسني من خيرِ مخلدِ أنهُ / على كُلِّ حالٍ ليسَ لي فيه مطمَعُ
يجودُ لأقوامِ يودونَ أنَّهُ / من البغضِ والشنآنِ أمسى يُقطَّعُ
وَيبخلُ بالمعروفِ عمّضن يودُّهُ / فواللهِ ما أدري به كيف أصنعُ
أأصرمُهُ فالصرمُ شر مغبة / ونفسي إليهِ بالوصالِ تطلَّعُ
وشتانَ بيني والوصالِ وبينهُ / على كلِّ حلٍّ أستقيمُ ويضلَعُ
وقد كان دهراً واصلاً لي بوده / ومعروفهِ يعدو يزيدُ المفزَّعُ
واعقبني صرماً على غير إحنةٍ / وبخلا وقدما كان لي يتبرعُ
وغيرهُ ما غيرَ الناسَ قبلَهُ / فنفسي ببما يأتي به ليسَ تقنعُ
وصلتَ سماءَ الضر بالضرِّ بعدمكا
وصلتَ سماءَ الضر بالضرِّ بعدمكا / زعمت سماءَ الضر عنا ستقلعُ
فليتَ هشاماً كان حيا يسُوسُنا / وكنا كما كنا نُرجي ونطمعُ
حازَ الخلافةَ والداكَ كلاهُمَا
حازَ الخلافةَ والداكَ كلاهُمَا / ما بين سخطةِ ساخطٍ أو طائعِ
أبواكِ ثُمَّ أخوكَ أصبحَ ثالثا / وعلى جبينك نُورُ مُلكِ الرابعِ
سريتَ خوفَ بني المُهَلَّبِ بعدَمَا / نظروا إليكَ بسُمِّ موتٍ ناقِع
ليسَ الذي أولاك رَبُّكَ منهُم / عند الإلهِ وعندهُم بالضائِعِ
يا وليد الخنا تركتَ الطريقا
يا وليد الخنا تركتَ الطريقا / واضحاً وارتبكت فجا عميقا
وتماديت واعتديت وأسرفت / وانبعثت فَسُوقا
أبداً هاتِ ثُمَّ هاتِ وهاتي / ثم هاتي حتَّى تخرَّ صعيقا
أنت سكرانُ لا تفيقُ فلا ترتُقُ / فتقاً وقد فتقت فُتُوقا
جاثَلِيقٌ أسقُفُّ فسقٍ وكفرٍ / ثم فُقتَ الأسقفُ والجاثليقا
يشعثُ صبياننا إذا يتموا
يشعثُ صبياننا إذا يتموا / وأنت صافي الأديم والحدقه
فليتَ صبياننا إذا يتموا / يلقون ما قد لقيت يا صدقه
عوض اللهُ من أبيكَ ومن / أمكَ في الشامِ في العراقِ مقَه
كفاكَ عبدُ الرحمانِ همهما / فأنت في كسوةٍ وفي نفقه
تظلُّ في درمك وفاكهةٍ / ولحمِ طيرٍ ما شئت أو مرقه
تأوي إلى حاضنٍ وحاضنةٍ / زادا على والديكَ في الشفقه
فكل هنيئا ما عاش ثم إذا / ماتَ فلغ في الدماءِ والسرقه
وخالفِ المسلمين قبلتهم / وضلَّ عنهم وخادِنِ الفسقَه
واسب بهذا التليد ذا صل / بصوتهِ في الصهيل صهصلقه
فاقطع عليه الطريقَ تلقَ غداً / رب دنانير جمةٍ ورقه
يا ابن الوليد المرتجى سيبُهُ
يا ابن الوليد المرتجى سيبُهُ / ومن يجلي الحندس الحالكا
سبيلُ معروفكَ منّي على / بالٍ فما بالي على بالكا
حشو قميصي شاعرٌ مفلقٌ / والجودُ أمسى حشو سر بالكا
يلومكَ الناسُ على صحبتي / والمسكُ قد يستصخب الرامكا
إن كنتَ لا تصحب إلا فتى / مثلك لن تؤتى بأمثالكا
إني امرؤٌ حيثُ يريدُ الهوى / فعد عن جهلي باسلامكا