المجموع : 47
إنَّا مُحيّوكَ فاسلَم أيُّها الطَّللُ
إنَّا مُحيّوكَ فاسلَم أيُّها الطَّللُ / وإن بُلِيتَ وإن طالت بك الطِّيَلُ
إني اهتديتُ لتسليمٍ على دمَنٍ / بالغمرِ غيَّرهُنَّ الأعصُرُ الأوَلُ
صافَت تُمَعِّج أَعناقَ السيولِ به / من باكرٍ سَبِطٍ أو رائِحٍ يَبِلُ
فَهُنّ كالخِللِ الموشي ظاهرُها / أو كالكتابِ الذي قد مَسَّهُ البَلَل
كانت منازلَ مِنَّا قد تحِلُّ بها / حتى تغيَّرَ دَهرٌ خائِنٌ خَبِلُ
ليس الجديدُ به تبقى بشاشتُه / إِلا قليلاً ولا ذو خِلةٍ يَصِلُ
والعَيشُ لا عَيشَ إِلاَّ ما تَقَرُّ به / عَينٌ ولا حالةٌ إِلا سَتَنتَقِلُ
والنَّاسُ مَن يَلقَ خيراً قائلونَ له / ما يَشتَهي ولأُمِّ المخطِىءِ الهَبَلُ
قد يُدرِكُ المتأني بَعضَ حاجَتِهِ / وقد يكونُ مع المُستَعجِلِ الزَّلَلُ
أمسَت عُلَيّةُ يرتاحُ الفؤادُ لها / وللرواسِمِ فيما دونَها عَمَل
بكل مخترقٍ يجري السَّرابُ به / يُمسي وراكبُه مِن خَوفِهِ وَجِلُ
يُنضي الهِجانَ التي كانت تكونُ بها / عُرضيَّة وَهبابٌ حينَ تَرتحِلُ
حتى ترى الحُرَّةَ الوجناءَ لاغبةً / والأرحبيِّ الذي في خَطوه خَطَلُ
خُوصاً تُديرُ عيوناً ماؤُها سَرِبٌ / على الخدودِ إذا ما اغرورق المُقَلُ
لواغبَ الطَّرفِ منقوباً حواجِبُها / كأنها قُلُبٌ عاديّةٌ مُكُلُ
يَرمي الفِجاجَ بها الركبانُ معترِضاً / اعناقَ بُزَّلِها مُرخَىً لها الجُدُلُ
يَمشينَ رَهواً فلا الاعجازُ خاذلةٌ / ولا الصدورُعلى الاعجازِ تَتَّكِلُ
فَهُن معترضاتٌ والحصى رَمِضٌ / والرِّيحُ ساكِنةٌ والظِلُّ مُعتَدِلُ
يَتبَعنَ ساميةَ العينينِ تحسَبُها / مَجنونةً أَو ترى مالا ترى الابل
لما وَرَدنَ نَبِيّاً واستتبَّ بها / مُسحَنفِرٌ كخطوطِ السِّيحِ مُنسَحِلُ
على مَكانٍ غِشاشٍ ما يُقيم به / إِلاَّ مغيِّرُنا والمُستقي العَجِلُ
ثم استَمَرِّ بها الحادي وجنَّبَها / بَطنَ التي نبتُها الحَواذانُ والنَفَلُ
حتى وَرَدنَ رَكيَّاتِ العُوَيرِ وَقَ / كادَ المُلاءُ من الكتّانِ يَشتَعِلُ
وقد تعرَّجتُ لما وَرَّكَت أرَكاً / ذاتَ الشِّمالِ وعن أيمانِنا الرِجَلُ
على مُنادٍ دَعانا دَعوةً كَشَفَت / عَنَّا النُعاسَ وفي أَعناقِنا مَيَلُ
سَمِعتُها ورِعانُ الطَودِ مُعرضةٌ / من دونِها وكثيبُ العَيثةِ السَّهلُ
فقلت للرَّكبِ لمَّا أَن علا بهمُ / مِن عَن يمينِ الحُبيَّا نظرَةٌ قَبَلُ
ألمحةً من سنى برقٍ رأى بَصَري / أَم وَجهَ عاليةَ اختالَت بهِ الكِلًلُ
تُهدي لنا كُلَّ ما كانت علاوتُنا / ريحَ الخُزامى جرى فيهاالندى الخَضِلُ
وقد أَبِيتُ إذا ما شئتُ باتَ معي / على الفِراشِ الضجيعُ الأغيَدُ الرَّتِلُ
وقد تُباكرني الصَّهباءُ ترفعُها / اليَّ ليِّنةٌ أطرافُها ثِمِلُ
أقولُ للحَرفِ لمّا أَن شكَت أُصُلا / من السِّفارِ فأفنى نَيَّها الرَّحَلُ
إن ترجِعي مِن أبي عُثمانَ مُنجحةً / فقد يَهونُ على المُستَنجحِ العَمَلُ
أَهلُ المدينةِ لا يَحزُنكَ شانُهم / إذا تخطَّأَ عبدَ الواحِدِ الأَجلُ
أمَّا قريشٌ فَلَن تلقاهم أبَداً / إِلاَّ وهم خيرُ مَن يحفى وَينتَعِلُ
إِلاَّ وهُم جَبَلُ الله الذي قَصُرت / عَنه الجبالُ فما ساوى به جَبَلُ
قَومٌ هُمُ ثبّتوا الاسلامَ وامتنعوا / قَومَ الرسولِ الذي ما بَعدَه رُسُلُ
مَن صالحوه رأى مِن عَيشهِ سَعةً / ولا ترى مَن أرادوا ضَره يثِلُ
كَم نالني مِنهُمُ فضلٌ على عَدَمٍ / إذ لا أكادُ مِن الإقتارِ أَحتَمِلُ
وَكَم مِنَ الدَّهرِ ما قد ثبّتوا قدمي / إذ لا أزالُ مَعَ الأعداءِ أَنتَضِلُ
فلا هُمُ صالحوا مَن يبتغي عَنتي / ولا هُمُ كدَّروا الخَيرَ الذي فعَلُوا
هُمُ الملوكُ وابناءُ الملوكِ هُمُ / والآخذون به والسَّاسَةُ الأُوَلُ
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ضُباعا
قِفي قَبلَ التَفَرُّقِ يا ضُباعا / ولا يَكُ مَوقِفٌ مِنك الوَداعا
قفي فادي أسيرَكِ إنَّ قَومي / وَقَومَك لا أرى لهُمُ اجتماعا
وكيف تجامُعٌ مَعَ ما استحلاَّ / مِن الحُرَمِ العِظامِ وما أضاعا
ألم يَحزُنكِ أنَّ حبالَ قَيسٍ / وَتغلِبَ قد تبايَنَت انقطاعا
يُطيعونَ الغُواةَ وكان شَرّاً / لمُؤتَمِرِ الغُوايةِ أن يُطاعا
ألم يُحزنكِ أنَّ ابني نِزارٍ / أسالا من دمائهما التَّلاعا
وصارا ما تَغُبُّهما أمورٌ / تزيدُ سنى حريقهما ارتفاعا
كما العَظمُ الكسيرُ يُهاضُ حتى / يُبَتَّ وانما بَدَأَ انصداعا
فأَصبَحَ سيلُ ذلك قد تَرَقّى / إِلى مَن كان مَنزِلُهُ ياقفا
وكنت أظنُّ أنَّ لذاك يَوماً / يَبُرُّ عن المخبّأةِ القِناعا
وَيَومَ تلاقَتِ الفِئتانِ ضَرباً / وطَعناً يَبطَحُ البَطَلَ الشُّجاعا
ترى منه صُدورَ الخيلِ زُوَراً / كأنَّ به نُحازاً أو دُكاعا
وَظَلَّت تَعبِطُ الايدي كلوماً / تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً متاعا
قوارِشَ بالرماحِ كأنَّ فيها / شواطِنَ يُنتَزَعنَ بها انتزِاعا
كأنَّ الناسَ كلَّهم لأُمٍّ / ونحن لعِلَّةٍ عَلت ارتفاعا
فهم يتبيَّنون سنى سيوفٍ / شَهَرنَاهُنَّ أياماً تباعا
فكلُّ قبيلةٍ نظروا إلينا / وَحَلّوا بيننا كرِهوا الوقاعا
ثبتنا ما من الحيّينِ إِلا / يَظَلُّ يرى لكوكبهِ شعاعا
وكنا كالحريقِ أصابَ غاباً / فيخبو ساعةً وَيَهُبُّ ساعا
فلا تبعد دماءُ ابني نِزارٍ / ولا تقرر عيونُك يا قُضاعا
أمورٌ لو تدبرها حليمٌ / إذَن لنهى وهيَّبَ ما استطاعا
ولكنَّ الأديمَ إذا تفرَّى / بِلىً وتَعيُّناً غَلَبَ الصَّناعا
ومَعصيةُ الشفيقِ عليك مما / يَزيدُك مَرَّةً منه استماعا
وَخيرُ الأمرِ ما استقبلتَ منه / وليس بأن تَتَبعَهُ اتِّباعا
كذاكَ وما رأيت النَّاسَ إِلاَّ / إِلىما جَرَّ غاوِيَهم سِراعا
تراهُم يغمِزون مَن استركّوا / ويجتنبونَ مَن صَدَقَ المصاعا
وأما يومَ قلتُ لعبدِ قيسٍ / كلاماً ما أريدُ له خِداعا
تَعَلَّم أنَّ الغَيَّ رُشداً / وأنَّ لهذهِ الغُمَمِ انقِشاعا
ولو يُستخبرُ العلماءُ عَنَّا / وَمَن شَهِدَ الملاحِمَ والوَقاعا
بتغلِبَ في الحروبِ ألَم يكونوا / أشَدَّ قبائِلَ العَرَبِ امتناعا
زمانَ الجاهليةِ كُلُّ حيٍّ / أبَرنا من فصيلتِهِ لِماعا
أليسوا بالالى قَسَطوا قديماً / على النُعمانِ وابتَدروا السِطاعا
وَهم وَرَدوا الكلابَ على تميمٍ / بجيشٍ يَبلَعُ الناسَ ابتلاعا
فما جبنوا ولكنَّا أُناسٌ / نُقيمُ لَمن يُقارِعُنا القِراعا
فأما طيِّءٌ فإذا أتاها / نذائِرُ جيشنا ولجوا القِلاعا
وأما الحيُّ من كَلبٍ فإنّا / نُحلُّهم السواحِلَ والتِلاعا
ومن يكُن استلامَ إِلى ثَويِّ / فقد اكرمتَ يا زُفَرُ المتاعا
أكُفرَاً بعد رَدِّ المَوتِ عني / وبَعدَ عَطائِكَ المائةَ الرِّتاعا
فلو بيدي سواك غَداةَ زَلَّت / بيَ القدمانِ لم أرجُ اطِّلاعا
إذَن لَهَلَكتُ لو كانت صغاراً / من الاخلاقِ تُبتَدَعُ ابتداعا
فلم أرَ منعمينَ أقلَّ منا / واكرمَ عندما اصطنعوا اصطناعا
من البيضِ الوجوهِ بني نُفَيل / أَبَت أخلاقُهم إِلاَّ اتساعا
بني القَرمِ الذي علِمَت مَعَدٍّ / تَفَضَّل فوقها سعةً وباعا
وظهرِ تنوفةٍ حدباءَ تَمشي / بها الركبانُ خائفةً سِراعا
قِذافٍ بذاتِ الواحٍ تراها / ولا يرجو بها القومُ اضطجاعا
قطعت بذاتِ الواحٍ تراها / أمامَ القومِ تَندَرِعُ اندراعا
وكانت ضربةً من شدقميٍّ / إذا ما استَنَّت الابلُ استناعا
ومن عَيرانةٍ عَقَدَت عليها / لِقاحاً ثم ما كسرت رجاعا
لأولِ قَرعةٍ سَبَقت اليها / من الذَودِ المرابيعَ الضباعا
فلما رَدَّها في الشَّولِ شالت / بذيَّالٍ يكونُ لها لِفاعا
فَتَمَّ الحَولُ ثمَّتَ اتبعتها / ولمّا ينتج الناسُ الرِباعا
فصافَت في بناتِ مَخاضِ شَولٍ / يَخَلنَ أمامَها قرعاً نِزاعا
وصافَ غلامُنا رجلاً عليها / إرادةَ أن يفوّقَها ارتضاعا
فلما أَن مَضَت سنتانِ عنها / وصارَت حِقَّةً تعلو الجذاعا
عرفنا ما يرى البُصَراءُ منها / فآلينا عليها أن تُباعا
وقُلنا مهِّلوا لثنِيَّتَيهَا / لكي تزدادَ للسَّفرِ اضطلاعا
فلما أن جَرى سِمَنٌ عليها / كما بطّنت بالفَدَنِ السياعا
أمَرتُ بها الرجالَ ليأخذوها / ونحن نظن أن لن تُستطاعا
إذا التيّازُ ذو العضلاتِ قلنا / إليكَ اليكَ ضاق بها ذراعا
فلأياً بعد لأيِ أَدرَكوها / على ما كانَ إذ طَرَحوا الرقاعا
فما انقلبَت من الروّاضِ حتى / اعارَته الاخادعَ والنخاعا
وسارت سيرةً نُرضيكض منها / يكادُ وسيجُها يُشفي الصُّداعا
كأنَّ نُسوعَ رحلي حين ضمَّت / حوالِبَ غُرَّزاً وَمِعاً جياعا
على وَحشيةٍ خَذَلَت خَلوجٍ / وكان لها طلا طِفلٌ فضاعا
فكرَّت عند فيقتها اليه / فألفَت عندَ مَربضهِ السباعا
لَعِبنَ به فلم يترُكنَ إِلاَّ / إهاباً قد تَمَزَّقَ أو كراعا
فَسافَتهُ قليلاً ثمَّ وَلَّت / لها لَهَبٌ تثيرُ به النقاعا
أَجَدَّ بها النجاءُ فأصحبتها / قوائمُ قلمَّا اشتكت الظُلاعا
كأنَّ سبيبةً من سابريٍّ / أُعِيرَتها رِداءً أو قناعا
وما غَرَّ الغواةُ بعنبسيٍّ / يُشرِّدُ عن فرائسِهِ السَّباعا
إذ رأسٌ رأيتَ به طِماحاً / شدوت له الغمائِمَ والصِّقاعا
نأَتكَ بليلى نِيَّةٌ لم تُقاربِ
نأَتكَ بليلى نِيَّةٌ لم تُقاربِ / وما حُبُّ ليلى مِن فؤادي بذاهِبِ
مُنَعَّمةٌ تجلو بعودِ أراكةٍ / ذَرى بَرَدٍ عَذبٍ شَنيبِ المناصبِ
كأنَّ فضيضاً من غريضِ غمامةٍ / على ظمأٍ جادَت به أُمُّ غالِبِ
لمستهلكٍ قد كان من شِدَّةِ الهوى / يموتُ ومن طولِ العِداتِ الكواذبِ
صريعُ غوانٍ راقَهُنَّ ورُقنَه / لَدُن شبَّ حتى شابَ سودُ الذوائبِ
وثنتينِ مما قد يَلَذُّهما الفتى / جمعتُهما راحٍ وبيضاءَ كاعبِ
قُديديمةٍ التجريبِ والحلمِ أنني / أرى غفلاتِ العَيشِ قَبل التجارِبِ
وما ريحُ رَوضٍ ذي أَقاحٍ وَحَنوَةٍ / وذي نَفَلٍ من قُلَّةِ الحَزنِ عازِبِ
سَقَتهُ سماءٌ ذاتُ ظلٍّ فنقّعت / نطافاً ولمّا سَيلُ المذانِبِ
بأطيبَ مِن ليلى إذا ما تمايلت / من الليلِ وسنى جانِباً بَعدَ جانِبِ
تُلاعِبُ أتراباً من الحي مَوهناً / فصارَ الخُطا مُستَرخياتِ المناكبِ
تلاهَينًَ واستَنعَت بهن خريدة / إلى مَلعبٍ ناءٍ من الحَيِّ ناضِبِ
وبِيضِ حِسانٍ يتَّبِعنَ إِلى الصَّبا / رسولاً كميعادِ العِتاقِ النجائبِ
فأَقبَلنَ ما يمشينَ إِلا تأوّداً / حِسانُ الوجوه ضافياتُ الذوائبِ
فلما التقينا قامَ للعاجِ رَنَّةٌ / وكُنَّ صريعاً من سَليبٍ وسالبِ
وإني وإن كان المُسافِرُ نازِلاً / وإن كان ذا حق على الناس واجبِ
ولا بُدَّ أنَّ الضَّيفَ مخبرُ ما رأى / مخبّرُ أهلٍ أو مخبرُ صاخبِ
لمُخبرُكَ الانباءَ عن أمٍّ منزلٍ / تَضيّفتها بين العُذيبِ فراسِبِ
تلفَّعتُ في طَلٍّ وريحٍ تلُفُّني / وفي طِرمِساء غيرِ ذاتِ كواكبِ
إِلى حيزبونٍ تُوقِدُ النَّارَ كلَّما / تَلَفَّعت الظلماءُ من كُلِّ جانبِ
تصلّى بها بَردَ العِشاءِ ولم تكُن / تخالُ وَبِيصَ النارِ يبدو لراكِبِ
فما راعَها إِلا بُغامُ مطيتي / تُريح بمحسورٍ من الصَوتِ لاغبِ
تقول وقد قَربتُ كوري وناقتي / اليكَ فلا تَذعَر عليَّ ركائبي
فجنَّت جنوناً من دلالاتٍِ منيخةٍ / ومن رَجُلٍ عاري الأشاجِعِ شاحِبِ
سرى في جليدِ الليل حتى كأنما / تَخَزَّم بالاطرافِ شَوكَ العقاربِ
فَسلَّمتُ والتسليمُ ليس يَسُرُّها / ولكنّه حَقٌ على كُلِّ جانِبِ
فَرَدَّت سلاماً كارِهاً ثُمَّ اعرَضت / كما انحازتِ الافعى مخافةَ ضارِبِ
فقُلتُ لها لا تَفعلي ذا براكبِ / أتاكِ مصيبٍ ما أصابَ فذاهِبِ
فلما تَنازَعنا الحديث سأَلتُها / مَن الحيُّ قالت مَعشَرٌ مِن مُحاربِ
من المُشتَوينَ القَدَّ مما تراهم / جياعاً وريفُ الناسِ ليس بناضبِ
فلما بدا حِرمانُها الضيفَ لم يكُن / عليّ مُناخُ السوءِ ضَربَةَ لازِبِ
فَقُمت إِلى مُهريّةٍ قد تعوَّدَت / يداها ورجلاها خيببَ المواكبِ
تُفرّي قميصَ الليل عنها وتنتحي / كانّ بذفرَاها بُزاقَ الجنادِبِ
ترى كلَّ ميلٍ جاوزته غنيمةً / سُحيراً وقد صارَ القُميرُ بحاجبِ
تخوّدُ تخويدَ النَّعامةِ بعدما / تصوّبت الجوزاءُ قصدَ المغاربِ
كأني ورَحلي من نجاءِ مُواشِكِ / على قارحٍ بالمنصليةِ قاربِ
حدا إننا من ذي حَماسِ وعَرعَرٍ / لقاحاً يغشيها رؤوسُ الصياهبِ
مفدحةٍ قُبّاً خِفافاً بطونُها / وقد وازنتُ جِحشانها بالحوالبِ
تَمُرُّ كَمَرِّ الطَيرِ في كُلِّ غَمرَةٍ / ويكتحِلُ التالي بمورٍ وحاصبِ
إلا إنما نيرانُ قَيس إذا اشتَوَوا / لطارقِِ ليلٍ مثلُ نارِ الحباحبِ
إذا مُتُّ فانعيني بما كُنتُ اهله / لتغلبَ إنَّ الحَقَّ لا بُدَّ غالي
إذا الحيُّ حَلّوا فرط حَولٍ بغائطِ / جديبٍ مُنَدّاهُ انيقٍ لحاطبِ
دعاني الهوى إذ شَرَّقَ الحيُّ غدوةً
دعاني الهوى إذ شَرَّقَ الحيُّ غدوةً / وما كُنتُ تدعوني الخطوبُ الضَّعائِفُ
وهيَّج أحزاني حُمولٌ تَرَفَّعَت / عليهنَّ غِزلانٌ عليها الزَّخارِفُ
وبالأمسِ قد كانَت بَدَت ليَ طيرُهم / جَرَت بارِحاً لو زَجَّرَ الطيرَ عائِفُ
فيا قاتَلَ اللهُ الغواني فإنها / قريبٌ بَعيدٌ وَصلُهُنَّ تنائِفُ
تراهُنَّ يختلن الأقاومَ بالصبا / وهُنّ على ما يختَتِلنَ سَخائِفُ
بَكَرنَ فلم يُنجِزنَ وَعداً وَعَدنَه / إِلى البُخلِ تحدو ظَعنَهُنَّ المناصِفُ
وقد كانَ فيهِم ما دَنَوا لي نعمَةٌ / وقرةُ عينٍ دَمعُها اليومَ ذارِفُ
ومِن لذَّةِ الدنيا حَديثٌ ونعمةٌ / ولهوٌ وحاجاتٌ تُتلّى طرائِفُ
فَشَتَّ النوى من بَعدِ طولِ اقامةٍ / وما كُلُّ ما تهوى النُّفوسُ يُساعِفُ
فان أُمسِ قَد بُدِّلتُ حِلماً وشيبةً / مشيبيَ من بعدِ التَّبَختُر دالِفُ
فَكَم من حَبيبٍ بانَ نهوى جِماعَهُ / وخطب خطوبٍ كلَّفتني التَّكالِفُ
وراحٍ سُلافٍ شَعشَعَ التَجرُ مَزجها / لنحمى وما فينا عن الشّربِ صادِفُ
فصالوا وَصُلنا واتقَونا بماكِرٍ / ليعلمَ مافينا عن البَيعِ كانِفُ
فحطّوا إلينا شاصِياتٍ كأنها / مِن السِندِ مسلوبُ القميصِ رواعِفُ
فلما انتشينا عَدِّني من صديقِهِ / وعادَ الصَّبوحُ والشّواءُ السدائِفُ
أذلك أم بيضاءُ مِلأُنسِ حُرَّةٌ / أتاها بِوِدِّ القَلبِ مني الخطاطِفُ
لها رَوضَةٌ في القَلبِ لم يَرعَ مثلَها / فَروكٌ ولا المستعبراتُ الصلائِفُ
أرى الحَقَّ لا يعيى عليَّ سبيلُه / إذا ضافني ليلاً مع القَرِّ ضائِف
إذا كَبَّدَ النجمُ السماءَ بشَتوةٍ / على حين هَرَّ الكلبُ والثَّلجُ خاشِفُ
ربيعةُ أبائي الأُلى اقتسموا العلى / إذا عُدَّ باقٍ من زمانٍ وسالِفُ
وتغلِبُ بَحري طَمَّ سيلاً بأبحُرٍ / فلم يَستَطِع تيارَهُنَّ المجاذِفُ
وبَكرٌ وعبدُ القيسِ اخوتُنا معاً / كفتنا لُكَيزٌ منهُمُ والحَنائِفُ
وعِيلان منا يَومَ كُلَّ كريهَة / وتحلب غُزراً يَومَ تُدعى الخَنادِفُ
ومن خَندِفَ الداعي الرسولُ الى الهدى / ومِنّا الامامُ والنجومُ العواكِفُ
أخوكَ الذي لا تملك الحِسَّ نفسُه / وترفضُّ عند المحفظاتِ الكتائِفُ
فَنَحنُ الزِّمامُ القائدُ المُهتدي بهم / ومِن غيرنا المولى التبيعُ المحالِفُ
إذا اصطَك رأسانا حلَلَنا بباذخٍ / برُكنيهِ تعتاذُ التوالي الزعانيفُ
ونحن تَروحُ الخيلُ وَسطَ بيوتنا / ويَغبُقنَ مَحضا وهي مَحلٌ مَسانِف
زُوروا أُمامَة طالَ ذا هِجرانا
زُوروا أُمامَة طالَ ذا هِجرانا / وحقيقةٌ هي أن تُزارَ أَوانا
كيفَ المزارُ ودونَها متمنّعٌ / صَعبٌ يَرِنُّ حِمامُه إرنانا
شَمسٌ يفوزُ بنو الحصينش بِجَنبِها / وتُضيءُ دورُهم لها أحيانا
تَبضَع المجاسِدَ عن صفائحَ فِضةٍ / ذُلقٍ ترى صفحاتِهِنَّ حسانا
وترى النَّعيمَ على مفارِقٍ فاحِمٍ / رَجلٍ تَعُلُّ اصولَه الأدهانا
فكأنما اشتملَ الضجيعُ بريطَةٍ / لا بَل تزيدُ وثارةً ولَيانا
وترى لها بشَراً يعودُ خَلوقُه / بعد الحميمِ خدلّجاً رَيَانا
وكأنَّ طَعمَ مُدامَةٍ عانِيَّةٍ / شَمِلَ الرياقَ وخالَطَ الأسنانا
أَبَت الخروجَ من العراق وليتَها / رَفَعَت لنا بقُطيقطٍ أَظعانا
فَتَحِلُّ حيثُ تقر أعينُنا بها / ونرى أُمامَةَ تارةً وَتَرانا
رَمتِ المقاتلَ من فؤادِك بَعدَما / كانت جنوبُ تُدِينكَ الأديانا
وأرى الغوانيَ إنما هي جِنَّةٌ / شِبهُ الرَياح
وإذا دَعَونَك عَمَّهُنَّ فلا تُجب / فهناك لا تجدُ الصَّفاءَ مكانا
نَسَبٌ يَزيدُك عِندَهُنّ حقارَةً / وعلى ذَوَاتش شبابِهنَّ هَوانا
وإذا حَلَفنَ فَهُنَّ أكثرُ واعدٍ / خُلفاً واكثرُ حالِفٍ أَيمانا
وإذا رَأَينَ من الشَّباب لُدونةً / فعسى حِبالُك أن تكونَ مِتانا
بَل ليتها سُئِلَت جَنوبُ فلم تَقُل / كَذِباً عليَّ ولم تُعَمِّ بَيانا
أخبرتِني وَلقد علمت شَمائلي / أذَرُ الخَنا وأُكارِمُ الأخدانا
وتكون فيَّ على العَدوِّ شكاسَةٌ / وألينُ حينَ أرى أَخاً ليَ لانا
ورقيقةِ الحُجُراتِ باديةِ القَذى / كدَمِ الغزالِ صَبِحتُها نَدمانا
وإذا تُعانِيني الهمومُ قريتُها / سُرُحَ اليَدينِ تُخالسُ الخَطَرانا
حَرجاً كانَّ من الكُحيل صَبابةً / نضَحت مغابنها بها نَضَحانا
تَصِلُ المَخِيلَةَ بالذراعةِ بعدما / جعل الجنادِبُ تَركبُ العِيدانا
وجرى السَّراب على الإكام كانَّه / نسجُ الولائِدِ بينها الكَتّانا
وكأنّ نمرُقتي فويقَ مولَّعٍ / يَرعى الدَّكادِكَ من جَنوبِ قَطانا
بعوازِبِ القَفَراتِ بين شقيقةٍ / وكثيبِها يتنظّرُ الحَدَثانا
لَهَقٌ سَقَته من المحرم ليلةً / هَتَلَت عليه بديمةٍ هَتَلانا
فثنى اكارِعَه وباتَ تجُمُّه / رِهَمٌ تسيلُ تِلاعُه إمعانا
أَرِقاً تضاحكُهُ البروقُ براجفِ / كسنى الحريقِ ولامعٍ لَمَعانا
فغدا صبيحَةَ صَوبها متوجّساً / شَئزَ القيام يُقَضِّبُ الأغصانا
بحضيضِ رابِيةٍ يَهزُّ مُذلّقاً / صَلباً يكونُ له الطِلالُ دِهانا
فترى الحُبابَ كأنما عبثت به / تقفيَّتانِ تُنَظّمانِ جُمانا
فَليَيَنما هو غافِلٌ إذ راعَهُ / يَحمون أرسَلَهُم بنو ذَكوانا
مَعَهُم ضوارٍ مِن سَلوقَ كأنها / حُصنٌ تجول تُجرِّرُ الأَرسانا
فطلبنَهُ شَأواً تخالُ غبارَهُ / وغبارَهُنَّ إذا التَهَبنَ دُخانا
وَهلاً مخافَتُهنَّ ثُمَّتَ رَدَّه / ذِكرُ القتالِ وحينَ آخَرُ حانا
فسما وقامَ يذودُهُنَّ بِمُرهَفٍ / صَلبِ القناةِ كأنّ فيها سِنانا
فإذا خَنَسنَ مضى على مُضوائِهِ / وإذا لَحِقنَ به أصَابَ طِعانا
حَرِجاً وكَرَّكرورَ صاحبِ نَجدَةٍ / خَزِيَ الحرائرَ أن يكونَ جبانا
ويكون حَدُّ سِنانه لأشدِّها / قَرَماً وأكثرِها له غَشيانا
فَحَسَرنَ غيرَ مخدّشاتِ أديمه / وغداً يروحُ ترَوُّحاً عَجلانا
أبَني زُهيرِ لامرىءٍ ذي عِزّةٍ / يتنفسُ الصُعَداءَ حينَ يرانا
وحَسَبتِنا نَزَعُ الكتيبةَ غُدوَةً / فيغيّفون ونرجِعُ السَّرَعانا
وَنحِلُّ كُلَّ حِمىً نُخبَّرُ أنَّهُ / مَنَح البروقَ وما يُحَلُّ حِمانا
وإذا تَسَعسَعَت الحروبُ فمالكٌ / منها المطاعِنُ والأشدُّ سنانا
ونُطيع آمِرَنا ونجعلُ أمرَنا / لذوي جَلادتِنا وحَزمِ قِوانا
وَكَلت فقلت لها النَّجاءَ تناولي / بي حاجَتي وتنكَّبي هَمدانا
وعليكِ اسماءَ بنَ خارجةَ الذي / عَلِمَ الفِعالَ وعَلَّمَ الفِتيانا
فستعلمينَ أصادِقٌ روّادُهُ / عنه وأيُّ فتىً فتى غَطَفانا
قَرماً إذا ابتدرَ الرجالُ عظيمةً / بَدَرَت إليه يمينُهُ الأَيمانا
فاخترتَ أسماءَ الجوادَ فلم تَخِب / يَدُ راغِبٍ عَلِقَت أبا حَسَّانا
نِعمَ الفتى عَمِلَت اليه مَطيّتي / لا نَشتكي جَهدَ السِفارِ كِلانا
إنَّ الأبوَّةَ والدانِ تراهما / مُتقابلَينِ قَسَامياً وهِجانا
فأبٌ يكونُ إِلى القيامة مَجدُهُ / وأبٌ يكونُ على بَنيهِ ضمانا
وَترى الرِفقاَ يوجِّهونَ رِكَابهم / نحو العريضِ مَنادِحاً وخُوانا
يَلِجونَ من ابوابِ دَارَةِ ماجدٍ / لَيست تَهِرُّ كلابُه الضيفانا
وتراه يَفخَرُ أَن تَحِلَّ بيوتُه / بمحلة الزمنِ القصير عينانا
غَطَفان سيِّدُهم أبوك وخيرُهم / ولدوك حين تذكروا الإحسانا
ألا عَللاني كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ
ألا عَللاني كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ / ولا تَعِداني الشَّرَّ والخَيرُ مُقبِلُ
فانكما لا تَدريان أما مضَى / مِن الدَّهرِ أو ما قَد تأخَّرَ أَطوَلُ
وما لِلفتى مَالٌ إذا مَرَّ نَعشُهُ / على عَمَدٍ فَوقَ المناكِبِ يُحمَلُ
أحاديثُ عَن عادٍ وجُرهُمَ جمَّّةٌ / يُثوِّرُها العِضّان زَيدٌ ودَغفَلُ
لنا لَيلَةٌ منها بعَيساءَ اسهُمٍ / وليلتُنا بالجدّ أصبى وأجهَلُ
ولما عَرَفنَ الجدَّ جدَّ ابنِ ملقَطٍ / عَدَلنَ له وانصاعَ مِنهُنَّ أَوَّلُ
وَقَعنَ وقوعَ الموحشِ المبتغي القِرى / به لعدادٍ حُسَّرَاً مايُظل
فَظَلَّ يَرُدُّ الحائماتِ ابنُ ملقَطِ / وناداهم غُضفَ الجمامِ تَرَحَّلوا
وقالوا صَرانا اليومَ عَينٌ بَكيَّةٌ / وكذّانة صاقورُها يَتَفَلَّلُ
يَلُذنَ باعقارِ الحياضِ كأنها / نساءُ النَّصارى أَصبَحَت وَهيَ كُفَّلُ
وإني لَمُهدٍ مِدحَةً وَهَدِّيَةً
وإني لَمُهدٍ مِدحَةً وَهَدِّيَةً / لا سماءَ ذي الفَضلِ العظيم القُماقمِ
وما قائلٌ خيراً ومثنٍ بنائِلٍ / على آلِ بَدرِ بنِ مَعَدٍّ بنادِمِ
وَجَدُّكَ حُصنٌ قد بنى لك في العُلا / كما كان نُعمان بنى للعلاقمِ
أَغَرُّ إذا اصطَكَّ الجباهُ كأنه / هِلالٌ بدا مُسجفاتِ الغمائِمِ
إذا نحن زُرنا بيتَهُ قال مَرحَباً / لِجوا ثم لَم يَعرِض لنا بالسَّخائِمِ
ألَم تَرَ أنّا قد كسَوناك حلةً / نَمت بك ليست لِلئِّامِ الدَمائِمِ
مُفَدّاةُ بنتُ الحصنِ أُمُّكَ فانتسِب / إِلى النَّسَب الرَابي الرفيعِ الدَّعائمِ
وأمَّ بني بَدر فلا تَنسيَنَّها / وبَدراً أبا تلك النجوم الخَضارمِ
تَظَلُّ سَراةُ الحيِّ قيسٌ تَعودُهُ / وتغلبُ من معطي الخزامِ ووائِمِ
لَعَمري لَقَد سادَ ابنُ بَدرٍ بفضلِهِ / على وُدٍّ مسرورٍ بذاك وراغِمِ
وأَسنَد أمرَ الناسِ بعد التباسِهِ / إِلى كل جَلدٍ مُبرمِ الأمرِ حازِم
وأنت الذي ترجوكَ قيسٌ لفضلهِ / وحتى لُكَيزٍ من وراءِ اللهازِمِ
فَضُلت نزاراً يا ابن حُصنٍ تكرُّما / وحزماً بِشدّاتِ الفحولِ الصَّلادِمُ
بِجمَّالِ اثقالٍ إذا خَطَرَت بهِ / فزارةُ في يومِ الثّأى المتفاقِمِ
وقالوا فُقيمٌ قيّمُ الماءِ فاستَجِز
وقالوا فُقيمٌ قيّمُ الماءِ فاستَجِز / عُبادَةَ إنَّ المستجيزَ على قُترِ
فبينا عُميرٌ طامِحُ الطَّرفِ إذ رأى / عُبادةَ إن واجهتَ أضجمَ ذا خَترِ
شنِئتُكَ اذ أبصرتُ جَهرَك سيّئاً / وما غيّبَ الأقوامُ تابعةَ الجُهرِ
وقد كنتَ تُدعى عبدَ ياسوعَ مرةً / فأخلفتَ والإخلافُ من سيَّىء الذَّكرِ
واعييَتَ قيساً إن تجيءَ كضربهِ / وما كُلُّ ذي عِرقٍ ولو يستوي يجري
وباتت لقاحي بالقريِّ كأنما / تجاوبُ ثكلى من عَوانِ ومن بِكسرِ
وما ضَرَّها إن لم تكن رَعَتِ الحِمى / ولم تَطلُبِ الخيرَ الملاوِذَ من بِشرِ
وَرَدنَ مُدلاَّتِ وأصدَرنَ ذُبَّلاً / وقد لاحتِ الجوزاءُ في مَطلَعِ الفَجرِ
فلو كان حوضُ ابنِ السليلِ تعَطّنت / أصابَت بلا شُربٍ قليلٍ ولا كَدرِ
أُولاك البهاليلُ الأُلى يُهتدى بهم / إِلى اليوم فارحَل عن مُقاوَلةٍ زهرِ
فوارسُ بُسطامٍ عليك لأمِّهِ / بنو الشَّمس أدَّت بالسّعودِ من البَدرِ
وكنتُ اذا قَومٌ جَفَوني رَميتُهُم / بداهيةٍ شنعاءَ قاصمةِ الظَهرِ
وَمَن تكُنِ الحضارةُ أَعجَبَتهُ
وَمَن تكُنِ الحضارةُ أَعجَبَتهُ / فأيَّ أناسِ باديةِ تَرَانا
وَمَن رَبَطَ الجِحاشَ فإنَّ فينا / قناَ سُلباً وأفراساً حِسانا
وكُنَّ اذا أَغَرنَ على جَنابٍ / وأَعوَزهُنَّ كوزٌ حيث كانا
أغرنَ من الضَّبابِ على حَلالِ / وضبةَ إنَّهُ مَن حانَ حانا
وأحياناً على بَكرٍ أخينا / إذا ما لم نَجِد إِلا أخانا
ما اعتادَ حُبُّ سُليمى حينَ مُعتادِ
ما اعتادَ حُبُّ سُليمى حينَ مُعتادِ / ولا تقضّى بوادي دَينها الطَّادي
إِلاَّ كما كنت تلقى من صواحبِها / ولا كيومِكِ من غرّاءَ ورّادِ
بيضاءُ محطوطَةُ المَتنينِ بَهكَنَّة / ريّا الروادفِ لم تُمغِل بأولادِ
ما للكواعبِ وَدَّعنَ الحياةَ كما / وَدَّعنَني واتخذنَ الشَّيبَ ميعادي
أبصارُهُنَّ إِلى الشُبَّانِ مائلةٌ / وقد اراهُنَّ عني غَيرَ صُدّادِ
إذ باطلي لم تَقشَّع جاهليتُه / عني ولم يترك الخلانُ تقوادي
كنيّةِ القومِ من ذي الغضبةِ احتملوا / مستحقبينَ فؤاداً ما له فاد
محددينَ لِبَرقٍ صابَ في خيمٍ / وفي القُرَيّةِ رادوهُ برُوّادِ
بانوا وكانَت حياتي في اجتماعِهِمُ / وفي تفرقِهم موتي وإقصادي
أرمي قَصيدَهُمُ طرفي وقد سلكوا / بين المُجيمرِ فالرَّوحاءَِ فالوادي
يخفون طَوراً وأحياناً إذا طَلعوا / طَوداً بدا لي من اجمالهِم بادِ
وفي الخدورِ غماماتٌ بَرَقنَ لنا / حتى تصيَّدنَنا من كُلِّ مُصطادِ
يَقتُلننا بحديثٍ ليس يَعلَمُه / من يتقينَ ولا مكنونُه بادِ
فَهُنَّ يَنبِذنَ من قَولِ يُصبنَ به / مواقعَ الماءِ من ذي الغُلَّةَ الصّادي
المعنَ يقصُرنَ من بُختٍ مُخيَّسَةٍ / ومن عرابٍ بعيداتٍ من الحادي
تبدو إذا انكشفت عنها اشلتُها / منها خصائِلُ أفخاذٍ وأعضادِ
من كُلِّ بَهكَنةٍ القت اشلتَها / على هِبلٍّ كرُكنِ الطَود مُنقادِ
وَكُلُّ ذلك منها كلما رَفَعَت / منها المكري ومنها الليّن السادي
حتى إذا الحيُّ مالوا بَعدَ ما ذَعَروا / وَحشَ اللهيمِ بأمواتٍ وطُرّادِ
حَلّوا بأخضرَ قد مالَت سرارتُهُ / من ماءِ مُزنٍ على الأعراض أنضادِ
قَفرٌ تظَل مَكاكيُّ النهارِ بِهِ / كأن أصواتها أصواتُ نُشّادِ
مالي أرى الناسَ مزورّاً فحولُهم / عني اذا سَمِعوا صوتي وإنشادي
إِلا أُخيَّ بني الجَوال يوعدُني / ماذا يريدُ ابنُ جَوّالٍ بايعادي
وطالما ذَبَّ عني سُيَّرٌ شُردٌ / يَصبَحنَ فوقَ لسانِ الراكبِ الغادي
فاسأل نِزاراً فقد كانت تُنازلُني / بالنَّصفِ من بينِ اسخانٍ وابرادِ
وأسأل اياداً وكانوا طالما حَضروا / مِني بواطنَ إدناءٍ وإبعادِ
عني وَعن قُرَّحِ كانت تَضُمُّ معي / حتى تقطَّعَ من مَثنى وفُرَّادِ
فلا يطيقونَ حَملي إذ هجوتُهُمُ / وإن مَدَحتُهُمُ لم يَبغَلوا آدي
مَن مُبلِغٌ زُفَرَ القيسي مِدحَتَهُ / عن القطاميِّ قولاً غَيرَ أفنادِ
إني وإن كانَ قَومي ليس بينهم / وبين قومِك إلا ضَربَةُ الهادي
مُثنٍ عليك بما استبقيت مَعرِفَتي / وقد تعرضَ مني مقتَلٌ بادِ
فَلَن أُثيبَك بالنَّعماءِ مَشتَمَةً / ولَن أكافىءَ اصلاحاً بإفسَادِ
وإن هَجَوتُك ما تمت مُكارَمتي / وإن مَدَحتُ فقد أحسنتَ اصفادي
وما نَسيست مقامَ الوردِ تجعلُه / بيني وبينَ حفيفِ الغابةِ الغادي
قتلتَ بكراً وكلباً واثَّلَثتَ / وَقَد اردتَ بأن يَستَجمعَ الوادي
لولا كتائِبُ مِن عمروٍ تَصولُ بها / أرديتَ يا خيرَ مَن يندو له النادي
اذ لا ترَى العينُ إِلا كُلَّ سَلهَبَةٍ / وسابحٍ مثل سيدِ الرَّدهَةِ العادي
إذا الفوارِسُ من قيسٍ بشكَّتِهِم / حولي شهودٌ وقومي غَيرُ شُهَادِ
إذ يعتريك رِجالٌ يسألون دمي / ولو اطعتَهُمُ أبكيتَ عُوّادي
فَقَد عصيتَهم والحَربُ مقبلةٌ / لا بَل قَدَحتَ زَناداً غَيرَ صلاَّدِ
والصِيدُ آلُ نُفَيلٍ خيرُ قومِهِمُ / عندَ الشتاءِ إذا ما ضُنَّ بالزَّادِ
المانِعونَ غداةَ الرَّوع جارَهُمُ / بالمَشرِفِيَّة من ماضِ ومُنَادِ
أيامَ قومي مَكاني مَنصِبٌ لَهم / ولا يظنونَ إلا أنَّني رادِ
فانتاشَني لَكَ من غبراءَ مظلمةٍ / حَبلٌ تضمَّنَ إصداري وإيرادي
ولا كَرَدَّكَ مالي بَعدَما كَرُبَت / تُبدي الشماتةَ أَعدائي وحُسَّادي
فإن قدرتَ على شيءٍ جُزيتَ به / واللهُ يَجعَلُ أقواماً بِمِرصادِ
نفسي فداءُ بني أم هُمُ خلطوا / يومَ العَروبةِ اوراداً بأورادِ
بيضٌ صوارمُ كالشهبانِ تعسفها / في البيضِ من مستقيماتِ ومنآدِ
نُبِّئتُ قَيساً على الحشَاك قد نَزلوا / منا بحيٍّ على الأضيافِ حُشَادِ
في المَجدِ والشَرَفِ العالي ذوي أَمَلٍ / وفي الحياةِ وفي الأموال زهّادِ
الضاربينَ عُميراً في بيوتِهِمُ / بالتلِّ يومَ عُميرٌ ظالِمٌ عادِ
ثابت له عُصَبٌ من مالِكٍ رُجُحٌ / عند اللقاءِ مساريعُ إلى النادي
ليست تُجَرَّحُ فُرَاراً ظهورُهم / وفي النّحورِ كُلومٌ ذاتُ أبلادِ
لا يَغمُدونَ لهم سَيفاً وقد عَلِموا / إن لا يَكُن لهم أيامُ اغمادِ
لا يُبعِد اللهُ قوماً من عشيرَتِنا / لم يخذلونا على الجُلى ولا العادي
مَحميةً وحِفاظاً إنّها شِيَمٌ / كانت لقومي عاداتٍ من العادِ
لم تَلقَ قوماً هُمُ شَرِّ لاخوتهم / منا عَشيةً يجري بالدَّمِ الوادي
حَالَ الحوادثُ والأيامُ دونَهُمُ / ونحنُ من من بَعدِهِم لَسنا بخُلاَّدِ
مُستَلبثينَ وماكانت أناتُهم / إِلا كما لَبِثَ الضَّاحي عن الغادي
ودعوةٍ قد سِمعنا لا يقومُ لها / إِلا الحفاظُ والا المِقنَبُ الآدي
حتى إذا كانت النيرانُ بينَهُمُ / للحَرب يُوقدونَ لا يُوَقدنَ للزّادِ
واستعجلونا وكانوا من صَحَابَتِنا / كما تعجل فراطٌ لروّادِ
نَقربهُمُ لهذمياتٍ نَقُدُّ بها / ما كان خاطَ عليهم كُلَّ زَرَادِ
ابلِغ ربيعةَ اعلاها واسفَلَها / انا وقيساً تَوافينا لميعادِ
وكان قومي ولم تَغدُر لهم ذِمَمٌ / كطالبِ الدَينِ مُستَوفٍ ومُزدادِ
ولو تبينتُ قومي ما وَجَدتُهُم / في طالعينَ من الثرثار نُدَّادِ
تَرحَّلَ إخواني بعقلي إنني
تَرحَّلَ إخواني بعقلي إنني / تكلفَ قلبي كُلُّ جارٍ لجاوِرُه
وأرَّقَني ما لا يزالُ يروقني / غَزالُ اناسِ قاصِرُ الطَّرفِ فاتِرُهُ
له مستظلٌ بارِدٌ في مخدَّرِ / كنينٍ إذا شَعبانُ أحمَت هَواجِرُه
بعينيك تنظارٌ الى كُلِّ هَودَجِ / وكلِّ بَشيرِ الوَجهِ حُرٍّ مسافِرُه
تراه وما تَسطيعُهُ غير أنَّه / يكونُ على ذي الحلمِ داءً يُخامِرُه
إذا تاقَ قَلبي أو تطرَّبَهُ الهوى / فليست له بُقيا ولا الحِلمُ زاجرُه
عصى كُلَّ ناهٍ وآستَبَدَّ بأمرِهِ / فما هو الا كالعَشِيرِ تُؤامِرُه
وكَأسٍ تَمشّى في العِظامِ سبيئةٍ / من الرَّاحِ تعلو الماءَ حتى تكاثِره
كميتٍ إذا ما شَجَّها الماء صَرَّحَت / ذخائِرَ حانيٍّ عليها يناذِرُه
فجاءَ بها بَعدَ الإباءِ وَبَعدَما / بذلنا له ما آستامَ في السَّومِ تاجِرُه
شَرِبتُ وفتيان كجنَّةِ عَبقَرٍ / كرام اذا ما الأمرُ أَعيَت جرائرُهُ
فَقُلتُ اشرَبوا حيّاكم اللهُ واسبقوا / عواذِلَنا منها بريّ نُباكِرُه
فلما انتَشينا واستدارَت بهامِنا / وقلنا اكتفينا بَعدًَ عَفقِ نُظاهِرُه
وَرُحنا أُصَيلالاً نَجُرُّ ذُيُولَنا / بأنعمِ لَيلٍ قد تَطَاوَلَ آخِرُهُ
وَشَدَّ المطايا بالرِّحالِ كأنها / قطاً قلَّ عنهُ الماءُ صفرٌ غَرائِرُه
يعارضُ بَرّاقَ المُتون موقِّعاً / رضيضَ الحصا ما إن تنامُ سوافِرُه
تَعوجُ البرى والجُدلُ في كل رسلَةٍ / إذا كمشَ الحادي استحثَّت تُبادِرُه
طَواها السُّرى فالنِسعُ يجري كأنّه / وِشاحُ فتاةٍ دق عَنه مخاصِرُه
تَزَيَّدُ في فَضلِ العنان بصَدرِها / إذا اليومَ عاذَت بالظلالِ يعافِرُه
فَظَلَّ يُباريها سَمامُ كأنها / عوالي عروشٍ قد حَنَتهُ أواسِرُه
وُكلُّ صهابيٍّ كانَ عمامَةً / على الرَّأسِ مما قد كَسَتهُ مشافِرُه
فإني نفيسٌ في الشَّبابِ ورحلةُ ال / مطيِّ وبعضُ العَيشِ تعدى مياسِرُه
وفي صالحاتِ الخَيل إنَّ ظهورَها / مراكبُنا في كلِّ يومٍ نغاوِرُهُ
تُكَشِّرُ بادينا على كلِّ من بدا / قديماً واغنى مثلَ ذلك حاضِرة
فليس من الأحياءِ إِلا مُسوِّدٌ / ربيعةَ أعرابيُّهُ ومهاجِرُه
ونحن أُناسٌ لا ترى الناسَ اقرموا / إِلى قَرمِنا قَرماً يجيءُ بِخاطِرُه
اذا ما سما بَذَّ القورمَ جرانُه / ومها تصب انيابُه فهوَ عاقِرُه
اذا الحربُ شالت للتسَّلقُح لم تجد / لنا جانبا إِلا بهِ مَن يُصابرُه
نُطيعُ وَنعصي كلَّ ذاك أميرَنا / وما كلَّ حين لا نزالُ نشاورُه
وما يَعلمُ الغيبَ امرؤٌ قبلَ أن يَرى / ولا الأمر حتى تُستبانَ دوابِرُه
باتَت أُمَيمُ وأَمسى حَبلُها رَمَما
باتَت أُمَيمُ وأَمسى حَبلُها رَمَما / وطاوَعَت بكَ مَن أغرى وَمَن صَرَما
ولَم يكُن ما ابتُلينا من مواعِدِها / إِلا السفاهَ وإِلا الهمَّ والسَّقَما
قولاً يكونُ من الإخلافِ صاحِبُه / غيرَ المريحِ ولا الموفي بما زَعَما
وما البخيلةُ إِلا مِن صواحِبِها / ممن يخونُ وممن يكذبُ القَسَما
وما يُقضّي غَريمٌ لا تنجّزه / إِلا التوى لَمحَلِّ الدِّينِ أو ظلما
لكن لياليَ عاناتٍ تحدَّثه / سِرَّ الفؤادِ وتعطيهِ الذي احتكما
إذ الشَّبابُ علينا لونُ مذهبِهِ / ونحن في زَمَنٍ يأتي بنا الأمما
قامَت تُريك وتجلو من محاسِنِها / بَردَ الغمامةِ تسقي بَلدَةً حرما
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ نَضخُ العبيرِ بها / اذا تميّلَ عن خُلخَالِها انفَصَما
ليست ترى عجباً إِلا بدا بَرَدٌ / غُرُّ المضاحِكِ ذو نور إذا ابتَسما
كأنها بَيضَةٌ صَفراءُ خَدَّ لها / في عَثعَث يُنبِتُ الحَوذانَ والعَذَما
أو دُرَّةٌ من هِجانِ الدُّرٍّ أَدرَكَها / مُصَعَّرٌ من رجال الهندِ قد سَهَما
أوفى على ظَهرِ مِسحاجٍ تَقَدّمَهُ / غواربُ الماء قد القينَه قُدُما
جوفاء مطليةٍ قاراً إذا اجُتَنَحَت / به غوارِبُهُ قَحمنَها قَحَما
حتى إذا السُفنُ كانَت فَوقَ مُعتَلجٍ / القى المعاوِزَ عنه ثُمَّتَ انكتما
في ذي حُبوك يُقَضّي الموتُ صاحبَه / إذا الصراري من أهوالهِ ارتسما
غوَّاصُ ماءٍ يمجُّ الزيتَ منغمساً / اذا الغُمورَةُ كانت فَوقَه قِيَما
حتى تناولَها والموتُ كاربُه / في جوفِ سَاجٍ سواديٍّ اذا فَحَما
ما للبلادِ كأنَّ الحيَّ لم يردِوا / نهيَ الخلاطِ ولم يُسقَوا به نَعَما
ولم يَحِلّوا باحواسِ الغميسِ إِلى / شَطَّي عُويقةَ فالرَّوحاءِ من خِيمَا
والعيشُ ذو فَرَحٍ والأرضُ آمنةٌ / والدَّهرُ للناسِ لم يأزِم كما أزَما
نرجو البَقاءَ وما مِن أُمَّةٍ خلقت / إِلا سَيُهلِكُها ما أهلَكَ الأُمَما
أما سَمِعتَ بأنَّ الريحَ مُرسلةٌ / في الدهرِ كانت هَلاكَ الحيَّ مِن إرَما
وقوم نوحٍ وقد كانوا يقول لهم / يا قومُ لا تعبدوا الأَوثانَ والصَّنما
فكذَّبوا مَن دَعا للخير واجتنبوا / ما قالَ وامتلأت آذانُهم صَمَما
فلا هُمُ رَهِبوا ما قَد أظلَّهُمُ / ولا نبيُّهُمُ عمّى ولا كَتَما
ذَر ذا وخُذ منس َراة القوم اذ ظعنوا / مُحدِّدين لبرقٍ يَمطر الدِّيَما
سار الظعائنُ من عتبانَ ضاحيةٍ / إِلى البني وبطنِ الوعرِ إذ سَجما
اذا هَبَطنَ مكاناً فاعتركن به / أحلهن سناماً عافياً جَشُما
ظعائنٌ لا يُرينَ الدهرَ مغترباً / من الأراقمِ إِلا القَيلَ والفَحَما
افهمتهم يومَ جَدَّ البَينُ بينَهُمُ / لو كان فيهِم غداة البَينِ مَن فَهِما
حلوا الرحوبَ وحلَّ العزُّ ساحتَهم / يدعو أميةَ أو مروانَ أو حَكَما
كم من بناءٍ بنى الكيَالُ قبلَهُمُ / وأحمرُ القرمِ لولا عِزُّهُ انهَدَما
قاد الخيولَ ابنُ ليلى وهي ساهِمَةٌ / حتى أَغرنَ مع الظلماءِ إذ ظُلما
أولى لآلِ سليمٍ أو ابي عُمَرٍ / من ضَربةٍ تورِثُ الأَضغَانَ والغَمَما
اذا الطبيبُ بمحرافيه حاولها / زادَت على النَفرِ أو تحريكُها ضَجَما
نادى المُنادي بِمَوت فاستجبتُ له / والليثُ مثلي إذا لم يَستبِن عَزَما
ومِثلُ حربيَ أنساهم تجشُّمُها / إجانةً من مُدامٍ طالَ ما احتَدَما
إنَّ الأخيطلَ ليس الدهرُ مائرَهم / أو يبعثُ اللهُ عاداً أو ترى إرَما
حَلَّت بنو مالِكٍ والبَحرُ دوَنَهُمُ / وذَمَّم القومُ في يوم القنا جشما
فما يجوزُ اخوهم في مهوّلةٍ / ولا يجدُّ اذا ما مفظِعٌ عَزَما
وَدَوبَلٌ لا يكونُ المجدُ غايتَهُ / ولن يجدَّ إذا شيطانُه اعترما
عفا من آلِ فاطمةَ الفُراتُ
عفا من آلِ فاطمةَ الفُراتُ / فَشَطّا ذي حماسِ فحائِلاتُ
وبالصحراءِ والثَمَدينِ مِنها / منازلُ لم تعفَّ وعافيات
واسرَع في امرىءِ القيس بنِ تيمٍ / نوى قذفٌ وأبطأت السّعاةُ
تَعمَّدَها وأنتَ لها سفيحٌ / وخيرُ أُمورِك المتعمداتُ
طَرقَت جَنوبُ رحالَنا من مُطرِقِ
طَرقَت جَنوبُ رحالَنا من مُطرِقِ / ما كنتُ أَحسَبُها قريبَ المعنقِ
قَطَعَت اليكَ بمثلِ جيدِ جدايةٍ / حَسنَ المعلَّقِ ترتجيه مُطَوِّقِ
هَلاَّ طَرَقتَ اذ الحياةُ لذيذةٌ / واذ الشَّبابُ قميصُهُ لم يخلُقِ
طَرَقت نواحِلَ حللت بمضَرَّسٍ / ونُسوعُها برحالِها لم تُطلَقِ
ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ كأنَّما / شَربوا الغَبوقَ من الطُّلاءِ المُعتَقِ
متوَسَّدينَ ذراعَ كُلِّ شِمِلّةٍ / ومفرجٍ عرقِ المقدِّ منوَّقِ
وَجَثَت على رَكبٍ تهدُّ بها الصفا / وعلى الكلاكِلِ بالنَّقِيلِ المُطرِقِ
فاقرِ الهُمومَ قلائصاً عيديَّةً / تطوي الفيافي بالوجيفِ المُعنِقِ
واذا سَمِعنَ هماهماً من رِفقَةٍ / واذا النجومُ غوابِراً لم تخفِقِ
جَعَلَت تُميلُ خدودَها آذانُها / أَنَفاً بهنَّ الى حُداء السُّوَّقِ
كالمصغيات الى الغِناءِ سَمعنَه / من رائعٍ لقلوبِهنَّ مُشَوَقِ
وترى بِجَيضَتِهِنَّ عندَ رحيلِنا / وَهَلاَّ كأنَّ بهنَّ جِنَّةَ أولقِ
واذا لَحَظنَ الى الطريقِ رأينَهُ / لهِقاً كشاكلةِ الحصانِ الأَبلَقِ
واذا تَخَلَّفَ بَعدَهُنَّ لحاجةٍ / حادٍ يُشَسِّعُ نَعلَهُ لم يلحقِ
لعنَ الكواعبَ بعد يومِ صريمتي / بشرى الفراتِ وبعد يَوم الجَوسَقِ
عَدَّينَ كُلَّ وديعةٍ يعلَمنَها / وذَعَرنَ من شَيبٍ تَجلَّلَ مفرقي
وأَبَينَ شِيمَتَهنَّ أولَ مرةٍ / وأبى تقلُّبَ دَهرِكَ المتصفقِ
ولقد يَروعُ قلوبَهُنَّ تكلُّمي / ويروعني مُقَلُ الغَزالِ المرشقِ
لئنِ الهمومُ عن الفؤاد تفرَّجَت / وحلا التكلمُ للّسان المُطلَقِ
لأعلِقَنَّ على المطيِّ قصائداً / أذَرُ الرواةَ بها طويلي المَنطِقِ
إني حَلًفتُ بِربِّ مَن عَمِلَت له / خوصُ المطيِّ بكلِّ خَبتَِ سملقِ
أُدمٌ تُصانُ وكانَ اصلُ نجارِها / من شدقميةِ منذرٍ ومحرّقِ
لئنِ الجزيرَةُ أصبَحَت ممنوعةً / لوَدِدتُ أنَّ بريةً لم لم تخلقِ
وبنو أميةَ مَن أرادوا نفعَهُ / نَفَعوا وَمن نصَبوا له لَم يسبقِ
حَلَّت جنوبُ قُميقماً بُرهانها / فمتى الخلاصُ لذا الرِّهانِ المغلقِ
وَنأت بِحاجَتِها ورُبَّتَ عَنوَةٍ / لك من مواعِدِها التي لَم تَصدُقِ
كعناءِ لَيلَتِنا التي جعَلَت لنا / بالقريتينِ وليلةٍ بالخندقِ
أو قَبلَ ذاك اذ الحياةُ لذيذةٌ / واذ الزمانُ بصفوِهِ لم يَرنُقِ
بَخِلَت عليكَ فما تجودُ بنائِلٍ / إِلا اختلاسَ حديثِها المُتَسَرّقِ
طَرَقَت بأطيبَ ما يَحِلّ لمسلمٍ / بالقريتينِ وليلةٍ بالمشرقِ
مما تَفَرَّعَ بالأباطحِ سيلُه / أو بالقلاتِ من الصَّفا لم يطرقِ
تعطي الضجيعَ اذا تَنَبَّهَ مَوهِناً / منها وقد أَمِنَت له مَن يَتّقي
عَذبَ المذاقِ مُفلَّجاً اطرافُهُ / كالاقحوانِ من الرَّشاشِ المُستقي
نفضت أعاليَهُ الشّمالُ تهزُّهُ / وغَدَت عليه غداةَ يَومٍ مشرقِ
وكأنما جَادَت بماءِ غمامَةٍ / خَصرٍ تَنَزَّلُ من مُتونِ العشرقِ
وأرى المعيشةَ انما هي ساعَةٌ / فَرَجٌ وساعةُ كُربَةٍ وتَضَيُّقِ
وأرى المنيَّةَ للرِّجالِ حبائِلاً / شرَكاً يُصادُ به لِمَن لَم يَعلقِ
وإذا أصابَكَ والحوادثُ جَمّةٌ / حَدَثٌ حَداكَ الى أخيكَ الأوثَقِ
وهُمُ الرِّجالُ وكلٌّ ذلك فيهِمُ / يجدون في رَحبٍ وفي متضيّقِ
إنَّ الرِّجالَ اذا طلبتَ نوالَهم / منهُم خليلُ مَوَدَّةٍ وتملُّقِ
واخو مكارَمَةٍ على علاَّتِهِ / فَوَجَدتَ خيرَهُمُ خليلُ المصدقِ
ولما رُزِقتَ ليأتينَّك سَيبُه / جَلَباً وليس اليك ما لَم ترزقِ
ألا مَن مُبلِغٌ زَفرَ بنَ عَمروٍ
ألا مَن مُبلِغٌ زَفرَ بنَ عَمروٍ / وَخيرُ القَولِ ما نَطَقَ الحكيمُ
ألَم تَرَ كالنعامةِ يَدَّريني / ولم يَكُ يَدَّري مثلي الحليمُ
اتختُلُني وتحسَبُني كخِشفٍ / من الغِزلانِ اغفلَ ما يريمُ
يُقحّمُ في الخبارِ ويختليني / وضغثُ المختلي كَلأٌ وَخيمُ
لَعلَّ الصيدَ سوف يصيرُ شئناً / يُبيّننُ حينَ يَنهِم أو يقومُ
هِزَبراً ترهَبُ الأَقرانُ منهُ / من اللائي يبيتُ لها نئيمُ
ابنَّ موارِدَ الغَمرينِ عَصراً / وطَوراً في مساكِنهِ القَصيمُ
أذلك أم رياضةُ راسِ قرمٍ / تخمَّط وهو تركبُهُ الهمومُ
من العُصلِ الشوابِكِ نَشرُ حربٍ / عَلندَى المنكبينِ بهِ العصيمُ
اذا سَمِعَت له القَعدانُ عزفاً / ذَرَفنَ وَهُنَّ من فَزَعٍ كظومُ
مُعرّى فهو يربضُ حيث أمسى / من الاهمالِ تعرفُهُ النجومُ
تبيت الغُولُ تهزجُ أن تراه / وصنج الجنَ من طَرب يهيمُ
أبيّ ماي قادُ الدهرَ قسراً / ولا لهوى المصرِّفِ يَستقيمُ
تصدُّ عَضارِطَ الركبانِ عَنهُ / وشَهراً من تَخَمُّطِهِ يَصُومُ
أنوفٌ حينَ يغضبُ مستعزّ / جنوحٌ يستبدُّ به الغريمُ
وقبلَ ابنِ النعامةِ كنت نِكلاً / ملداً حين تنتطحُ الخصومُ
فما أدنى نعامَةَ من أبينَا / اذا عُدَّ الخؤولَةُ والعمومُ
فخالي الشيخُ صعصعةُ بنُ سعدٍ / وتننميني لاكرمِها تميمُ
وترفِدُني الاراقمُ كلَّ رفدٍ / وشيبانُ بنُ ثعلبةًَ القرومُ
ابي عنه وَرِثتُ سوامَ مَجدٍ / وكلُّ أبِ سيورِثُ ما يسومُ
فما آلُ الحُبابِ الى نفيلٍ / اذا عُدّ الممهلُ والقديمُ
كأنَّ أبا الحُبابِ الى نفيلٍ / حمارٌ عَضَّهُ فَرَسٌ عَذومُ
بنى لك عامِرٌ وبنو كلابٍ / أروماً ما يوازِنُهُ أرومُ
اذا عدَّت هوازنُ أو سُليمٌ / فأنتم فَرعُها الشرفُ الصميمُ
وَجَدنا الصعقَ كبشَ بني نَفيلٍ / حرى بالمجدِ قد علمَ العليمُ
وكان اذا يَعَضُّ سفيه قومٍ / عصى الراقينَ في الحُمة السليمُ
بعضةِ رأسِ اقرعَ ذي لغامٍ / يُسكَرُ أو يسَنَّيهِ العليمُ
حلَّ الشقيقُ من العقيقِ ظعائِنٌ
حلَّ الشقيقُ من العقيقِ ظعائِنٌ / فنزلنَ رامَةَ واحتَلَلنَ نَواها
ولقد شفى نَفسي وأبرأَ سُقمَها / دارُ ابنةِ الغَنَوِيِّ حَيثُ أَراها
ولقد نَزَلتُ بها فما أحمَدتُها / عِندَ المبيتِ وما ذَمَمتُ قِراها
فَرَحَلتُ يعملةَ النجاءِ شملةٍ / تُرضِي الزميلَ اذا الزمامُ قِراها
تلوي باسحَم واردٍ حين اغتدت / تنفي الذبابَ اذا الذبابُ عراها
شِبهُ الأتانِ توحَّشَت في قفرةٍ / يَهماءَ فاختلسَ السِّباعُ طَلاها
ليس المريبُ بمن أتى سلطانَهُ / طوعاً وطالبَ حاجةً فَقَضاها
أرجو الخليفَةَ اذ رَحَلتُ ميمِّماً / والنفسُ تُدرِك في الرحيلِ مُناها
وإذا علقتُ من الوليدِ بذمةٍ / سكنت إليّ جوانحي وحَشاها
أنتَ الإمامُ ابنُ الإمامِ لأُمَّةٍ / أضحى ببكفِّكَ فَقرُها وغِناها
يا ناقُ خُبّي خَببا زِوَرّا
يا ناقُ خُبّي خَببا زِوَرّا / وقلبِّي منسَمكِ المُغبَرَا
وعارضي الليلَ إذا ما اخضَرّا / أَخبرَكِ البارحُ حينَ مَرَّا
إذ سَوفَ تَلقَينَ جَواداً حُرّا / سَيّدَ قيسٍ زُفَرَ الأغرّا
ذاك الذي بايعَ ثم بَرّا / ونقضَ الآباءَ واستَمَرّا
قد نَفَعَ اللهُ به وضرّا / وكان في الحَربِ شِهاباً مُرّا
يا زُفَرُ بنُ الحارثِ بنِ الأكرمِ
يا زُفَرُ بنُ الحارثِ بنِ الأكرمِ / قد كنتَ في الحربِ كريمَ المَقدمِ
إذ أحجمَ القومُ ولمّا تحجِمِ / انك وابنَيكَ وصَلتُم مَحرَمي
بعدَ العوالي بعدَ ما ذبَّ فمي / وحَقَنَ اللهُ بأيديكم دَمي
والرمحُ يَهتَزُّ اهتزازَ المحجمِ / من بعد ما اختلَّ السنانُ مِعصَمي
أنقذتني من بطلٍ مُعَمَّمِ / والخيلُ تحتَ العارِضِ المسوّمِ
ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ
ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ / تعاتِبُ والمودودُ يَنفَعُه العَزرُ
فَقُلتُ لها إنّي بحلمِكِ واثِقٌ / وغنَّ سوى ما تأمرينَ هُوَ الآمرُ
وتَرعِيَّةٍ لم يَدرِ ما الخمرُ قبلَنا / سقيناهُ حتى صارَ قيداً له السُّكرُ
فثمَّ كفيناهُ البَدادَ ولم نكُن / لننكدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدرُ
وَظلَّ الى أن باتَ عندي بنعمةٍ / الى أن غدا لا لومَ أهلي ولا خَمرُ
غطاريفُ يَدعون الكريمَ أخاهم / وإن لم يكن فيهم له مِنهُمُ صَهرُ
وتغلِبُ حَيَّ وَرَّثَ المجدَ وائلاً / مَراسِلُها حُشدٌ مرافِدُها غُزرُ
دَعوا النَمرَ لا تثنوا عليهم خِنايَةً / فقد أحسنت فيما خلا بينَنا النَمرُ
وكنا كما كانوان إذا نَزَلت بهم / من المُعضلاتِ لا عَوانٌ ولا بِكرُ
وكنا إذا نابَت من الدَّهرِ نوبةٌ / كفتها الهوادي من بني جُشَمَ الزهرُ
ألم تَرَ همّاماً فتى تغلِب الذي / تعاورُه الأيامُ واضطَرَّهُ الدَّهرُ
بنى بَينَ حَيَّي وائِلٍ بصنيعةٍ / فلا تغلِبٌ لامَت أخاها ولا بَكرُ
لَعَمرُ أبي أمِّ الأراقم إنها / لَغرّاءُ مذكارٌ تجنُّبُها النَّززُ
ولو ثَوَّبَ الدّاعي بشَيبانَ زَعزَعَت / رماحٌ وجَاشَت من جوانِبِها القِدرُ
لَجِيميةٌ خرساءُ أو ثعلبيَّةٌ / يُحشنَ حُمَيَّاها المساعِرةُ الزَهرُ
هُمُ يَومَ ذي قارٍ اناخوا وجالَدوا / كتائبَ كسرى بعد ما وَقَد الجَمرُ
وظلت بناتُ الحُصنِ بالمِسكِ تطّلي / اليهم وقد طابَت بأيدِيهِمُ الخَمرُ
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي
ألا يا ديارَ الحَيِّ بالأخضَرِ أسلَمي / وليس على الأيامِ والدهرِ سالِمُ
تراوَحَها العصرانِ طوراً مسفَّةً / وطوراً صَباً من آخر الليلِ خارمُ
تَحِلُّ بها والحيُّ حيٌّ بغبطةٍ / تقرُّ بهم عَيناكَ لو دام دائمُ
ولم أرَ ذا شَرِّ تمايَلَ شَرُّهُ / على قومِهِ إلا انتمى وهو نادِمُ
فلو أنني هانَت عليّ عشيرتي / لسُبَّ عروضٌ واستُحِلَّت محارِمُ
إذن لانطَوَت عني شُعوبٌ وأقبلت / عليّ شكاةٌ منهم وملاوِمُ
وذي شَفَقٍ ما يَأتليني نصيحةً / عَصَيتُ وقلبي للَّذي قالَ فاهِمُ
فقلت له لا أنتَ راجعُ ما مضى / عليّ ولا ماف ي غد أنتَ عالِمُ
فأقبلَ مني حين وَدَّعتُ باطلي / أخٌ لك ذو شَغبٍ على من يُراجِمُ
وما هِندوانيِّ تنقّاه صيقَلٌ / بضربَتِهِ عند الكريهَةِ صارِمُ
بأصدقَ مني يبتليني وتبتَلى / له وقعةٌ منها تُتَرُّ الجماجِمُ
ومجهولةٍ قد خَرَّمَ السَّيلُ نُؤيَها / إذا اعتادَ عُثنونٌ من الصَّيفِ رازِمُ
ترى فَرطَ حَولَيها الأثافيَّ كأنّها / لدى موقدِ النارِ الحمامُ الجواثِمُ
واسُّ اواريِّ الديارِ كأنها / حياضُ عراكٍ هَدَّمتها المواسِمُ
وذي عِزَّةِ ضَخم السَّوادِ اذا هَوى / إِلى الأشعراتِ الدّالِحُ المُتزاحِمُ
ألا طالما احلولى نيامي وجرّني / الى الفضلات الأغيدُ المتناعِمُ
أخو من خلا واللهوُ ما أن يهمَّه / مراحٌ ولا غادٍ على الحيِّ سائِمُ
اذا حَلَّ جَنبَي عَرعَرٍ ركزت به / زجاجُ الرماحِ الاكثرون الأكارِمُ
بقودٍ واسلافٍ وسدٍ كأنهم / مخارمُ موصولٌ بهنَّ مخارِمُ
وَحل بنو سَعدٍ بيبرينَ فيهم / طوالُ القنا والمقرباتُ الصَّلادِمُ
وحَلَّ بنو قَيسِ بنِ عيلانَ دونَهُم / وباتَ بنو بَكرٍ هُناكَ الأعاجِمُ
تَذكرَّتُ هَمّاماً وذكَّرَني به / زَمانٌ كأحناءِ الرحالةِ آزِمُ
بأبيضَ ما ينفَكُّ عاقدَ رايةٍ / لمردٍ على جردٍ لَهُنَّ هماهِمُ
وَخُيَّرَ فاختارَ الجهادَ وقد يُرى / لديهِ نساءٌ مرشقاتٌ نواعِمُ
لإفراسِه يَوماً على الدَّربِ غارَةٌ / تصلصِلُ في اشداقِهنَّ الشَّكائِمُ
نَمى بك يا هَمّامُ شيخٌ ورَثتَهُ / بنى لك والآباءُ بانٍ وهادِمُ
فقُل لبني مَروان لا تَجعَلَنَّهُ / كآخَرَ يمتدُّ الضُّحى وهو نائِمُ
فأصبَحَ قومي قد تَفَقَّدَ منهُمُ / رجالُ العوالي والخطيبُ المراجِمُ
وما لمثاباتِ العروشِ بقيةٌ / اذا سُلَّ من تَحتِ العروشِ الدعائِم
ألم تَرَى للبُنيان تَبلى بيوُتهُ / وتبقى من الشَعرِ البيوتُ الصوارمُ