المجموع : 18
منى القلب أن تدنو مِنىً والمحصب
منى القلب أن تدنو مِنىً والمحصب / وللركب قصد دون ذاك ومطلب
إذا كان ما بي فات ما يطلبونه / وإن كان ما هم فات ما كنت أطلب
فكيف التئام الشمس وهو كما ترى / فريقان والقصدان شرق ومغرب
خليلي عوجا بي على الربع عوجة / عسى يشتفي فيها السقيم المعذب
ولو لم يكن إلا بتعريس ساعة / لماما نؤدي بعض فرض ونندب
خليلي لا واللَه لو قد علمتما / من النازح الثاوي به والمغيب
لما اخترتما يوماً على ذاك منزلا / ولو لم يكن إلا من الدمع مشرب
فعوجا بنفسي أنتما وتَبَيَّنا / فخير صِحاب المرء من لا يؤنب
تقولان قصد العيس جمع ويثرب / صدقتم وهذا الربع جمع ويثرب
ولا تعجباً مما يحاول مدنف / فامر كما في اللوم ادهي واعجب
دعاني وأشجان الفؤاد فإنني / جعلتكما في أوسع الحِلِّ فاذهبوا
صحبتكما كي تسعفاني على الجوى / أما سبة اذ لم تفوا ان تؤنبوا
جزا اللَه قوما احسنو الصبر والبلا / مقيم وداعي الخطب يدعو ويخطب
بحيث حسين والرماح شواخص / إليه وألحاظ الأسنة ترقب
وفرسان صدق من لُؤي بن غالب / يؤم بها يبغي المغالب أغلب
أخو الفضل لا اللاجي إلى طود عزه / يضام ولا الراجي لديه يخيب
سروا خابطي الظلماء في طلب العلا / إلى أن بدى منها الخفي المحجب
بكل محيا منهم ينجلي الدجى / كأن كل عضو منه في الليل كوكب
مضى ابن علي الليث لا نفس ماجد / تهم ولا قلب من الحزم يقرب
إذ الصارم الهندي خلا طريقه / وحاد عن القصد السنان المدرب
وخوفه بالموت قوم متى دَرَوْا / بأن حسيناً من لقا الموت يرهب
وقامت تُصادي دونه هاشمية / تحن إلى وصل المنايا وتطرب
فوارس من عليا قريش تسنموا / من المجد صعباً ظهره ليس يركب
أتوا في العلا ما ليس يُدْرى فأغربت / معاني الثنا في مجدهم حيث أغربوا
أسود لها الأسد الضراغم مطعم / وما سفك البيض الصوارم مشرب
ترى الطير في آثارهم طالبي القرى / متى ضمهم في حومة الطعن موكب
عشية أضحى الشرك مرتفع الذرى / وولت بشكل الدين عنقاء مغرب
تراع الوغى منهم بكل شمردل / نديماه فيها سمهري ومقضب
بكل فتى للطعن في حر وجهه / مراح وللضرب المرعبل ملعب
بكل نقي الخد لولا خطا القنا / ترى الشمس من معناه تبدو وتغرب
كثير حياً لولا وقاحة رمحه / لحق به للعارفين التشبب
كان الحداد البيض تخضب بالدما / لعينيه ثغر بارد الظلم اشنب
كان القنا العسال وهي شوارع / قدود تثنى في المراح وتلعب
كان صليل المرهفات لسمعه / غوان تغني بالصبا وتشبب
كأن منايا السود يطلع بينها / اخو البدر معشوق الجمال محجب
كان ركام النقع من فوق راسه / أرائك تبنى للوصال وتضرب
كان الظبا فيه نجوم مضيئة / ويومهم من ثائر النقع غيهب
كأن صدور البيض من ضربها الطلى / أخو صبوة مضنى الفؤاد معذب
كان اطاريف الأسنة تكتسي / دماً طرف صب احمر الدمع صيب
كان ازدحام القرن منه لقرنه / نديمان في كفيهما الراح تقطف
كان السهام الواردات لصدره / بنان يعاطيه المدام مخضب
كان حطيم السمر في لمس كفه / من الطعن هُدّابُ الدمقس المذهب
ومروا على مر الطعان كأنه / لديهم جَنِيَّ النحل بل هو أطيب
إلى أن ثووا تحت العجاج تلفهم / ثياب علا منهنَّ ما حاك قعضب
واقبل ليث الغاب يهتف مطرقاً / على الجمع يطفوا في الألوف ويرسب
إلى أن اتاه السهم من كف كافر / الا خاب باريه وضل المصوب
فخر على وجه التراب لوجهه / كما خر من رأس الشناخيب أخشب
ولم أنس مهما أنس إذ ذاك زينباً / عشية جاءت والفواطم زينب
عراها الاسى حتى استباح اصطبارها / وأذهلها حتى استبان المُنقَّب
اتت وهي حسرى الوجه مما يروعها / وكم حاسر في صونه يتنقب
تحن فيجري دمعها فتجيبها / ثواكل في احشائها النار تلهب
نوائح يعجمن الشَّجى عبراتها / تبين عن الشجو الخفي وتعرب
نوائح ينسين الحمام هديلها / إذا ما حدا الحادي وثاب المثوب
وما أم عشر أهلك البين جمعها / عداداً يقفي البعض بعضاً ويعقب
رأوا غارة شعواء قد وجبت لها / من الحي اكناف تنوح وتندب
فحلوا على أولى الطريدة لم تبل / قليل العنا فيما يقول المؤنب
فراحوا كرام تحت مشتبك القنا / يمزقهم منهن ناب ومخلب
وأبقوا فراخاً ما لهم قوت يومهم / ولا قدرة للكسب فيهم فيكسبوا
فباتوا جياعاً كلما عج منهم / صبي غدت بالويل تبكي وتنحب
فلما بدى صبح بدت خير غرة / تفتش عن قوت لهم وتنقب
فلم تلف ما منهم يسد لفاقه / على أن كلا من اذى الضر يثغب
فراحت لهم تبغي كفيلاً فلم تجد / من الناس من يحنو هناك ويحدب
فأمت بهم تنحو جواداً فلم يكن / سوى باخل من ذكره الجود يهرب
فعادت على بأس وهم يكنفونها / عويلا يذيب القلب شجواً ويشغب
فبينا هُمُ في حالة الضر إذ بَدا / لهم أشجعٌ قاسي الفؤاد عصبصب
اخو ترة أردى اباه ابوهم / فبات بقلب بالجوى يتقلب
وصادف منهم غرة بعد ان غدا / عداد سنين راصداً يتطلب
فغادرهم صرعى فهم نصب عينها / بعين لهم ترعى وروح تغيب
بأوهى قوى منهن ساعة فارقت / حسيناً ونادى سائق الركب ركبوا
فركبن حسرى لا قناعٌ ولا رِدا / سوى الصون يحمى والأشعة تحجب
ورُحن كما شاء العدو بعولة / يذوب الصفا منها ويشجي المحصب
أُسارى بلا فادٍ ولا من مناجد / يعنفها حاد ويعنف مركب
إلى اللَه أشكو لوعة عند ذكرهم / تسح لها العينانِ والخد يشرب
أما فيكم يا أمة السوء غيرة / اذا لم يكن دين ولم يك مذهب
بنات رسول اللَه تُسبى حواسراً / ونسوتكم بالصون تحمى وتحجب
بوادِيَ للرائين من كل ناظر / يُصَعِّد فيها طرفَه ويُصوِّب
اذا لم يكن حب القرابة قربة / فيا ليت شعري بعدها ما التقرب
أَبادوهُمُ قتلا وأسراً ومُثْلَةً / كأَنَّ رسولَ اللَهِ ليسَ لهم أَبُ
كأن رسول اللَه من حكم شرعه / على أهله أن يقتلوا أو يصلبوا
أو ان بنيه دينهم غير دينه / فشرَّقَ يَبغي رُشدَ قَومٍ وغرَّبوا
أو انهم قد نافقوا بعد موته / فحظهم في المسلمين التجنب
يذادون امثال الغرائب خالط الصـ / ـحيحةَ منها صاحبُ العَرِّ أَجرب
ففي كل نجد والبلاد وحاجر / لهم قمر يهوي وشمس تُغَيَّب
كأن لم يكن هدي النبيين هديهم / ولا حبهم فرض من اللَه يوجب
بني الوحي يا كهف الطريد ومن بهم / يلوذ فينجو الخائف المترقب
منازلكم للنازلين مرابع / يريف بها عاف ويخصب مجدب
وايديكمُ للسائلين سحائب / يهل بها عذب النوال ويسكب
واسيافكم حمر الظبا يوم معرك / لها الهام ملهى والترائب ملعب
واكنافكم للمعتفين تحوطهم / بأشفق من أم ومن واصِل أب
ومجدكم ذاك المدى كف فاقتي / تمد له دون البرايا وتنصب
وعيني اليكم لا إلى من عداكم / وان كان من قد كان ترنو وترقب
وقصد سواكم لا تؤم ركائبي / وان كان بالنعماء واديه مخصب
فيأس تراه النفس منكم وخيبة / أحب لقلبي من سواكم وأرغب
فمنعكمُ لي أَيُّ نُعمى وغيركم / نَداه رَدىً أشقى به وأعذب
وخُلَّبُ برق منكم فوق مطلبي / وبرق السوى عندي وإن جاد خُلَّب
فحسبي اذا ما كان حسبي انتم / ويا رب حسب حسبه ليس يحسب
فجد يا ابن طه بالذي أنت أهله / فأنت الذي أرجو وإياك أطلب
وكن حاضري عند احتضاري وناصري / إذا ما أتاني مُنكر وهو مُغضَب
ولي منك موعود أرجي نَجاحَه / وموعدك الحق الذي ليس يكذب
سفه وقوفك في عراص الدار
سفه وقوفك في عراص الدار / من بعد رحلة زينب ونوار
ما أنت واللفتات في أكنافها / ظعن الفريق وخف عنه الساري
أخلت فؤادك من عزائك نية / أخلت سماءك من سنا الأقمار
ما كان احلي من سؤالك منة / لو كان تدفع عنك لاهب نار
جهل بهذا الدار ان تر عندها / مالا يراه متيم من دار
أم ضاع حلمك يوم بادرها النوى / نادت ببدرك للرحيل بدار
فاتيت تسأل رجعة من ذاهب / ما للرجوع وسالف الاعصار
كم قد أتيت الدار اسألها على / ما كان من عذل ومن اعذار
نشوان تشرب ماء دمعي وجنتي / من بعد ري ملابسي وازاري
فاذا بها عجماء تنطق عن حشاً / متصاعب الانفاس بالتزفار
فرجعت لا الوجد القديم مزحزح / عني ولا كفي خلت من طاري
حيران مطوي الضلوع على حشا / منهوكة بالوجد ذات عوار
يا دار امك زور شوق ما لهم / غير اللقا من مقصد الزوار
وصلوك اذ هجروا على علل السرى / لك جانب الاوطان والاوطار
وصلوك بالشوق الجميع وان غدوا / يتشعبون تشعب الاعشار
وافوك من بعد الأنيس واصبحوا / يرضون بعد العين بالاثار
حيوك وفد زائرون فانعمى / ما في تحية زائر من عار
فعلام يا باب الديار واهلها / لا تفقهن لزائر أو زاري
هل زل رأيك أم رماك بخطبة / صرف الزمان وطارق المقدار
لا صلح بعدك والمدى ان تلتقي / والنقع كأس والمهند عاري
للسلم حسن ساعة فاذا انتفت / قبحت مواقعه على الانظار
أنرى الزمان بظنني اغضي على / ما كان من هظمي ومن اضراري
ابدى لا عين حاسدي مقاتلي / وازاح عن ارض الحبيب مزاري
آليت لا القاه إلا واحداً / في جمعه خلق الهزبر الضاري
فليجلبن ما شاء من اجناده / الغربات والتفريق والاعسار
لا عيب من محن الزمان فانما / خلق الزمان مهانة الاحرار
او ما كفاك من الزمان فعاله / بهني النبي وآله الاطهار
ولعت بفارع قدرهم اخطاره / ما اولع الاخطار بالاقدار
الذكر اجمل حين يقرأ قارئ / والجودا كمل حين يطرق قاري
بيض يريك جمالهم وجلالهم / تم البدور عشية الاسرار
يكسو ظلام الليل نور وجوههم / لو الشموس وزينة الاقمار
شرعوا بصافية الفخار وخلفوا / للواردين تكفف الاسار
يلفي العفاة بغير من منهم / كما اصبح مبتسماً بوجه الساري
خطباء ان شهدوا الندى ترى لهم / فيه شقاشق فحله الهدار
فاذا هم شهدوا الكريهة ابرزوا / غلباً تجعجع بالفريق ضواري
فان احتبى بهم الظلام رأيت في / المحراب سجع نوائح الاسحار
لا تستبين كلامهم فكأنهم / قد خولطوا من خشية الجبار
تخفي عبارة ذكرهم عبراتهم / عنهم فلست ترى سوى استعبار
هادون في طول القيام كأنهمذ / بين السواري الجامدات سواري
يمسون من طي الهجيرة لم تذق / إلا القراح تحلة الافطار
وبيت صبيتهم على ذاك الطوى / مشغولة بتتابع الاذكار
وبيت ضيفهم بانعم ليلة / لم يحص عدتها من الأعمار
للكون من أنفاسهم طيب الشذا / ارجا كجيب الغادة المعطار
فكأنما الآصال من أردانهم / نفس الصبا بخمائل الأزهار
وكأنما الساحات من آثارهم / روض الكلى متتابع الامطار
ما شئت من نسب وعظم جلالة / فانسب وقل تصدق بغير عثار
وحياة نفس فضلهم لو لم يكن / تدلي مصائبهم لها ببوار
وكفاك لو لم تدر إلا كربلا / يوم ابن حيدر والسيوف عواري
أيام قاد الخيل توسع شأوها / من تحت كل شمر دل مغوار
هيج إلى الحرب العوان كأنما / تبدي لهم عذراء ذات خمار
يمشون في ظل السيوف تبختراً / مشي النزيف معاقراً لعقار
وتناهبت أجسادهم بيض الظبا / فمسربل بدم الوتين وعاري
وانصاع حول الجيش شبل الضيغم / الكرار شبه الضيغم الكرار
يوفى على الغمرات لا يلوى به / فقد الظهير وقلة الأنصار
لليوم من أنواره وقد انكفت / بنهاره الهبوات خير نهار
يلقى الألوف بمثلها من نفسه / فكلاهما في فيلق جرار
غير ان يبتدر الصفوف كأنه / يجري وإياها إلى مضمار
أمضى من الليث الهزبر وقر نبا / رمح الكمي وصارم المغوار
فكأنما الدفعات ساعة يلتقي / حلق الوفود عشية الايسار
شهذارة في السرج غرب لسانه / في الجمع مثل حسامه البتار
حتى انته من العناد مراشة / شلت يد الرامي لها والباري
وهوى فقل في الطود خر فاصبح / الرجفان فوق قواعد الافطار
بابي وأمي عافرون على الثرى / أكفانهم نسج الرياح الذاري
تصدق نحورهم فينبعث الشذا / فكأنما تصدى بمسك داري
ومطرحون تكاد من أنوارهم / يبدو لعينك باطن الأسرار
نفست بهم أرض الطفوف فاصبحت / تدعى بهم بمشارق الأنوار
بالبيت أقسم والركاب تحجبه / قصداً لادكن قالص الاستار
لولا السقيفة والذين تبرموا / نقضاً لحكم الواحد القهار
فنفوا مقام نبيهم عن ربه / ومضوا بنحلة بضعة المختار
لم يلف سبط محمد في كربلا / يوماً بهاجرة الظهيرة عاري
تطأ الخيول جبينه وضلوعه / بسنابك الابراه والاصدار
كلا ولا راحت بنات محمد / يشهرن في الفلوات والامصار
حسرى تقاذفها السهول إلى الربا / وتلفها الانجاد بالاغوار
تسبى فقل في الزنج تملك أمرها / أيدي الجفاة والسن الاشرار
ضرباً وسحباً وانتهاك محارم / وسباً وسباً بعد غربة داري
يطوى بهن على الطوى وقلوبها / يطوين من ثكل علي كالنار
حسرى الوجوه غاد لامن ساتر / يحمي المحاسن أعين النظار
ما بعد هتكك يا بنات محمد / في الدهر هتك مصونة من عار
كلا ولا لابي ضيم بعدها / يأبى تحمل ذلة وصغار
للهتك بعدك ستر كل مصونة / ولدى المهانة نخوة الجبار
ما العز مكسب لابسيه بعيدها / شرفاً ولا مدل لهم بفخار
أم أي ندب بعد ندبك يبتغي / شيم الغيور وشيمة المغوار
قدر أصارك للخطوب دربة / هة في البرية واحد الأقدار
لم يلبسوك غداة ينزع بينهم / برديك بردي عفة ووقار
فالصون حيث النفس لا ما ظنه / قوم بحيث خميصة وازار
يا طالباً بالثار وقيت الردى / طال المقام على طلاب الثار
يا مدرك الأوتار قد طال المدى / طال المدى يا مدرك الأوتار
يا ابن النبي وخير من علقت به / كف الولي ووالد الأبرار
أنا عبدكم ولكم ولاي وفيكم / أملي ونحو نداكم استنظاري
واليك اهديت القريض فرائداً / منظومة بغرائب الأشعار
فاعطف علي ففي من ضعف القوى / ما ليس بالخافي على الأبصار
وعلي من أصر الذنوب عظائم / وعلى علاك حمالة الأوصار
وعلاك كافلد بما أرجو من / الصفح الجميل وحطة الأوزار
والدهر قرن لست من أكفائه / ان لم تكونوا عنده أنصاري
أفناركي يا ابن النبي وما أنا / هيهات لا والواحد القهار
ثم الصلاة على النبي وآله / ما ناحت الورقاء في الأوكار
إن تكن كربلا فحيوا رباها
إن تكن كربلا فحيوا رباها / واطمئنوا بها نشم ثراها
والثموا جوها الأنيق على ما / كان في القلب حريق جواها
واغمروها باحمر الدمع سقياً / فكرام الورى سقتها دماها
قلت للقلب حين فارق مغناها / ويشتاق بعد ذاك لقاها
كنت واصلتها ملياً قديماً / فلم اخترت بعد وصل جفاها
ما باحيائها علقت فتجفو / حيث محياك ساكنون ثراها
كان أدلى بها اليك قبور / كنت مغري الجشا بفرط هواها
فعلام البعاد بعد التداني / ورباها بمن عشقت رباها
بئسما أنت إذ تخيرت أهلا / من ذويها ومنزلاً من سواها
وتخيرت دونها في أناس / حظ عينك من لقاهم قذاها
فلك اللوم لا لغيرك شوقاً / قلت واهاً أم حسرة قلت آها
وبنفسي مودعون وفي العين / بكاها وفي القلوب لظاها
من بحور تضمنتها قبور / وبدور قد غيبنها رباها
ركبهم والقضا باضعانهم يسرى / وهادي الردى أمام سراها
والمساعي من خلفهم نادبات / والمعالي مشغولة بشجاها
ساكبات الدموع لا يتلاقى / بين أجفانها وبين كراها
وكأني بها عشية القى / سبط خير الورى الركاب لداها
يسأل القوم وهو أعلم حتى / بعد لأي ان صرحوا بسماها
إنها كربلا فقال استقلوا / فعلينا قد كر حتم بلاها
فلديها قبور مختلف الزوار فيها / صباحها ومساها
وبها تهتك الكرائم منا / ورؤوس الكرام تعلوا قناها
وتبدت شوارع الخيل والسمر / وفرسانها يرف لواها
تتداعى ثارات بدر ولما / يكفها كبد حمزة وكلاها
فدعى صحبه هلموا فقد أسمع داعي / المنون نفسي رداها
كنت عرضتكم لمحبوب أمر / ان ترو فيه غبطة وارتفاها
فاذا الأمر عكس ما قد رجونا / محنة فاجأت وأخرى ولاها
فأجاب الجميع عن صدق نفس / اجمعت أمرها وحازت هداها
ولا معنى به تقدست ذاتاً / وجلال به تعاليت جاها
لا نخليك أن نخلي الأعادي / تتخلى رؤسها عن طلاها
أو تنال السيوف منا غذاها / أو تروي الرماح منا ظماها
ثم مع ذاك لم يكن قد قضينا / من حقوق لزمننا ادناها
كيف تقضى العبيد من حق مولا / شكر نعماه نعمة أولاها
فجزاها خيراً فليت لنفسي / بعض حظ مما به قد جزاها
واستبانت على الوفى تتواصاه / واضحى كما تواصت وفاها
تتهادى إلى الطعان اشتياقاً / ليت شعري هل في فناها بقاها
ولقد أخبر الرواة حديثاً / صح لي عن طريقتي وهداها
أنه لم يصب حسيناً من القوم / جراح إلا عقيب فناها
لم تكن ترتقي إليه سهام / هون أن تفتدي حشاه حشاها
تتلقى نحورها البيض والسمر / ومقصودها لنحر سواها
ذاك حتى ثوت موزعة الاشلاء / صرعى سافي الرماح كساها
وامتطى الندب مهره لا يبالي / أشأنه منونه أم شآها
يتلقى القنا بباسم ثغر / متلقى العفاة حين يراها
مطمئناً حيث الألوف فراداها / سواء في عينه وثناها
تنفر الأسد خيفة ان تراه / وهي تدريه أنه ما يراها
تبتغي منهج الفرار واني / والعفرني هناك سد فضاها
مقرياً وافديه نسراً وذئباً / لحم أسد لحم الأسود قراها
فيف كف ردى العداة ندى / للوحش أفدى بداً رداها نداها
واذا ابن النبي هاج لحرب / اخصبت وحشها ورافت فلاها
وانبرت نبلة فشلت يدا رجس / رماها وكف علج براها
وهوى الأخشب الاشم فماجت / نقطة الكون ارضها وسماها
واتى ابن الضبابي ينضي حساماً / حيث مضت كف القضى منتضاها
ففرى بالحسام ثغرة نحر / طال ما طال مص طه لماها
وانثنى بالكريم في الرمح لا يشعر / حلماً ولا يفيق انتباها
معجباً بالذي اتاه من الخطب / وقد يعجب السفيه السفاها
ويله لو درى غداة تباهى / أي عظم وأي جلى اتاها
أي صدر بنعلة قد رقاها / أي نحر بنصله قد فراها
وانثنى المهر بالظليمة عاري / السرج ناع للمكرمات فتاها
واتت زينب الرزايا وقد كض / جوى الثكل قلبها وقواها
اذهل الثكل قلبها فتبدت / وهي لم تدر سافراً من خباها
طلبت صنوها فعز فتبدت / فانثنت بالجوى تنادي أباها
يا أبانا قد أدرك الوتر منا / عصبة الشرك واشتفت احشاها
ابرزت كامن الغليل وروت / من دمانا غليلها وصداها
لم تزل تقتضي الديون اللواتي / فيك حتى كان الطفوف قضاها
ما كفاها أكل الكبود باحد / عن حسين في كربلا مذ أتاها
ليتها إذ رمته بالقتل أمسى / غير قطع الكريم منه شفاها
وأرتضت ذبحه شفاء عن الراس / يعلى على رؤوس قناها
ما كفاها حمل الكريم عن الأسره / لنسوانه وذل سباها
لا ولا حملها أسارى بذل / دون ابرازها لعين عداها
باديات الوجوه اعوزها من / بعد سلب القناع سلب رداها
ينزوي وجوهها كل رآء / غير ان العفاف صان علاها
يتصفحن للأعادي وهيهات / لا مرقد خاب فيه رجاها
تترجى ابن حرة في البرايا / عله ان يرى فيحمي حماها
يا لقومي لعصبة عصت اللَه / وأضحى لها هواها الها
عجبت من فعالها الكفر ليت الدين / يوماً في كفرها ابقاها
ودعاها إلى شقاها يزيد / فاستجابت تاهت لعمري وتاها
اسخطت احمداً ليرضى يزيد / ويلها ما اضلها عن هداها
ثم مع ذاك ترتجي انها منه / فيا للرجال ما اعماها
يا ابن من شرف البراق وفاق الكل / والسبعة الطباق طواها
ورقى حيث لا مقرب يرقى / لا ولا مرسل هنالك فاها
قاب قوسين دق معنى فيا / لِلّه معنى مقام أو ادناها
ان تمنى العدا لك النقص بالقتل / فقد كان فيه عكس مناها
حاولت نيلها علاك فاعياها / وانا من الثرايا ثراها
فاتاحت لك السيوف فجاءت / لك تهدى من العلا اعلاها
اين من مجدك المنيع الأعادي / وبك اللَه في العناية باها
مجدك الفاخر الذي شيدته / آل عمرانها واخت سباها
وعليك اعتماد نفسي فيما / املته وما جنته يداها
وذنوبي وان عظمن فاني / بك يا ابن الكرام لا أخشاها
وبميسور ما استطعت ثنائي / والهدايا بقدر من أهداها
هنا الربع لا بين الدخول فحومل
هنا الربع لا بين الدخول فحومل / فعطفاً علينا يا ابنة القوم وانزل
صحبتك فاستصحبت عذلك جاهلاً / كأني لم أصحبك الا لتعذلي
دعيني واشجاني اكابد حملها / فان الذي بي فوق رضي ويذبل
تلومين دمعي يا ابنة القوم ان جري / على طلل عاف ورسم معطل
تقولين تبكي منزلاً بان أهله / ولم تعلمي يا هذه أي منزل
سلي يا ابنة الاقوام ثم تبيني / فان ساغ حكم اللوم عندك فاعذلي
وكيف ادخار الدمع عن خير منزل / تضمن من خير الورى خير نزل
من البيض بسامون في كل معرك / من البيض مشغول الفراغين ممتلي
بنو الوحي تتلى والمناقب تجتلي / وغر المساعي اولا بعد اول
لهم كل مجد شامل كل رفعة / لها كل حمد شاغل كل محفل
بنو المصطفى الهادي وحسبك نسبة / تفرع عن اسمي نبي ومرسل
سحائب افضائل بدور فضائل / كواكب اجلال بحور تفضلي
غيوث ليوث يومي السلم والوغى / مماة حياة للمعادي وللولي
فاكنافهم خضر الربا يوم فاقة / واسيافهم حمر الظبا يوم معضل
وانوارهم فتح لرشد موفق / وآثارهم حتف لغي مضلل
اذا سوبقوا يوم الفخار انتهت بهم / سوابق للمجل القديم المؤثل
تراهم ركوعا سجداً واكفهم / نوافلها مخلوطة بالتنفل
وعين العلى والعلم فيهم فهل ترى / سوى لا ولم للطالب المتوغل
مناجيد ازوال اماجيد سادة / صناديد ابطال ضراغم جفل
فسل بهم ركب البلا ساعة البلا / اناخ والفي الخطب فيها بكلكل
فهل ضاق ذرعاً بالفنا كل أمثل / وقد ضاق ذرعاً بالقنا كل هوجل
سروا يقطعون الخيل والليل والفلا / بعزم متى يستسهل الصعب يسهل
يؤم بهم طلاب مجد مؤثل / تورثه عن امثل بعد امثل
طلابا بصدر الرمح يرعف انفه / دما لا بكف السائل المتوسل
غداة رمته آل حرب بحربها / وقادت آليه القود في كل جحفل
غداة التقى الجمعان في طف كربلا / وما كربلا عن يوم بدر بمعزل
وقد سدت الآفاق بالنقع والوغى / فلم تر إلا جحفلاً تحت قسطل
وقد زعزعت ريح الجلاد فهيجت / ركام سحاب بالمنية مسبل
وقامت رجال اللَه من دون آله / تشب لظى الحرب العوان وتصطلي
بكل خفيف الحاذ من فوق سابق / تخال به الفتخاء من تحت اجدل
فكم مارق بالرمح ثغرة مارق / وكم فاصل بالسيف هامة فيصل
فطارت فراخ الهام إذا طلقت بها / اكفهم عقبان بيض وانصل
وبان لهم سر هناك فعجلوا / سرى البين نحو المنزل المتأهل
فناموا على الرمضاء بين معفر / بها الوجه أو دامي الجبين مرمل
وضل أخو الهيجاء يحمل شكة / على سابح موج المنية هيكل
أخو همم ياتي بكل عجيبة / تروق لعين الناظر المتأمل
ترى منه بدراً قد تسنم شاهقاً / تسربل بحراً حاملاً متن جدول
وكر بمشتن المكر بصارم / تبادره الهامات من غير أرجل
فاوثر طعناً كالرحيق معجلا / وثنى بضرب كالحريق مرعبل
تراه كأن الطعن بهدي له المنى / فيبدوا بوجه الباسم المتهلل
كأن ظلام النقع يبدي لعينه / ضياء صباح بالمسرة مقبل
كأن المنايا السود بيض خرائد / تعاطيه بعد الهجر عذب المقبل
واوتر رجس نحوه بمراشة / كثيرة وبل الشر عيطاء عيطل
وثنى سنان نحوه بسنانه / فجد له لهفي له من مجدل
واقبل شمر حين دبر حظه / فشمر عن ماضي الغرارين منصل
وادبر ينحو الفاطميات مهره / بعولة عان ناعياً للمعول
فقامت بها الآمال تعدوا إلى الروى / سراعاً ولا يدرين حال المؤمل
فابصرن رب الجود خلواً جواده / وطود العلى قد حطه الحتف من علي
فجئن فالفين الضبابي سيفه / يفصل من نحر الهدى كل مفصل
فعالقة اذيال شمر تذوده / دفاعاً وطوراً بالبكا والتوسل
تقول له يا شمر والدمع قد جرى / على خدها مثل الجمان المفصل
أبا شمر دعني والحبيب لعلني / أَبل غليلاً منه قبل التحمل
ولا تحرمني ساعة قرب سيدي / فانك عمر الدهر يا شمر مثكلي
أيا شمر من للجود بعد وجوده / ومن لبني الآمال بعد المؤمل
أيا شمر من للفضل يرعاه ان تكن / قطعت بحد السيف راس المفضل
ومرت تنادي السبط وهو مجدل / وتندبه يا موئلي ومؤمل
تقول ألا يا واحداً نسجت له الصبا / والظبا بردي نجيع وجندل
ويا واحداً ما للمساكين غيرة / اذا ما اثارت قسطلاً أم قسطل
ويا ماجداً ان هجر الخطب واغتدت / تريد اليتامى عندها ظل موئل
ويا منية السارين حين يلفهم / بليلان من ظلي سيقط وشمأل
ويا حسناً قد غاب عني جماله / أراني قبيحاً فيه حسن التجملي
لتبك المعالي بعد يومك شجوها / بكاء العطايا والنوال المعجل
فقل لبني الحاجات خلو عن السرى / وقطع الفيافي مجهلا بعد مجهل
وقل للمذاكي الجود لا تصحبي الوغى / ولا تركضي في جحفل تحت قسطل
وقل للمطايا لسير ما انت والفلا / فلا ضل منهال ولا ضل منهل
وقل للوغى صبراً فلا رفع قسطل / ولا ركض فرسان ولا ركز ذبل
وقل لليتامى والايامي قضى الذي / عليه عيال كل عاف ومرمل
وقل لعلوم الحق ويحك بعدها / من المعتدى والجاهل المتعقل
فلا دفع ايراد ولا دفع مبهم / ولا كشف اجمال ولا حل مشكل
اتتركني ما بين لاه ولاعب / وذو جدل لم يعط نصفاً ومبطل
مضى الماجد الضرغام والواحد الذي / تحمل من كل العلا كل مثقل
ربيع اليتامى المعتفين وكا / فل الأيامي وامن الخايف المتوجل
اقول لركب كالقسي تفرقوا / ذرا مثلها من كل وجناء عيهل
قفوا بي اذ ابان الطفوف واعرضت / مخايل ذاك العارض المتجلجل
وحلوا من الاكوار وابتدوا الثرى / فما بعد صدي للصدى ري منهل
وقوموا بنا يا قوم نبكي بربعها / لاشرف مقتول باشرف منزل
لثاو على الرمضاء لم يلق مشفقاً / على الترب عار بالنجيع مسربل
لهيف الحشى واري الفؤاد مقطع / ببيض الضبا ناء عن الأهل مهمل
مخلا بقفر مستلب الردى / تريب المحيا ميت لم يغسل
ذبيح قطيع الراس ظلماً من القفا / جريح كسير الظهر جسم معطل
قتيل بلا ذنب معلى براسه / على الرمح مأسور النساء مذلل
عليك ابن خير المرسلين تأسفي / وافراط احزاني ووجد يلذلي
فليت سهاماً خص نحرك وقعه / اصيب به دون البرية مقتلي
وليت القنا المهدى إلى نفسك الفنا / شربت به وهو المنى كاس حنظل
وليت العوادي عدن جسمي ففصلت / سنابكها من دون ظهرك محملي
ومالي على ما كان من فوت نصركم / سوى عبرة أو قرع سن بمفضل
وهل ينفع الراوي وقد فاته الروى / تحدر دمع فوق خديه مهمل
وان ارج فيك الفوز يا بن محمد / فانك بالأمر الذي ترتجي ملي
وان اجر في مضمار مدحت فسكلا / فهل سابق فيما هنا غير فسكلي
وما قدر شعري في علاك وذو العلى / حباك بخير المدح في خير منزلي
فيهنى القوافي ان حوت فيك مدحة / ويهنيك مدح المحكم المتنزل
أما طلل يا سعد هذا فتسئل
أما طلل يا سعد هذا فتسئل / نزالي فهذي الدار إن كنت تنزل
أما منزل يشجيك إن كنت عاشقاً / فهل عاشق من ليس يشجيه منزل
هي الدار لا شوقي إليها وإن خلت / يحال ولا عن ساكنيها يحول
قفوا بي على أطلالها علنا نرى / سميعاً فنشكوا أو مجيباً فنسأل
وعجوا إليها بالحنين واضرموا / باكنافها نار التصابي واشعلوا
عساها إذا ما ابصرت لاعج الحشا / تجيب فتشفي ذا ضناً أو تعلل
ابت شقوتي إلا هواها واهلها / وان بان عنها أهلها وتحملوا
إلى اللَه كم تلحوا اللواحي وتعدل / وكم ابتدى عذراً وكم اتنصل
يريدون بي مستبدلاً عن احبتي / احالوا لعمري في الهوى وتمحلوا
وقد علم اللاحون ان اخا الهوى / إلى اللَوم لا يصغى ولا يتعقل
متى كانت العذال تنصح عاشقاً / متى كانت العشاق للنصح تقبل
على الدار مني ألف الف تحية / وان غضبت منها وشات وعذل
وغزالة بعد النوى تطلب الصفا / وهيهات ما بعد النوى متغزل
أبعد نوى الهادين من آل هاشم / يروقك غزلان ويصبيك غزل
بنو الحسب الوضاح والمحند الذي / معانيه في العلياء لا تتعقل
بها ليل امثال البدور زواهر / وليل الوغى مستحلك اللون اليل
تفانوا على المجد المؤثل في العلا / كذا لكم المجد المؤثل يفعل
أفادهم المجد التليد اباءة / فافناهم والمجد للحر اقتل
ولا يومهم وابن النبي بكربلا / وللنقع في جو السماكين قسطل
يكر فتنحو نحوه هاشمية / فوارس امثال الضراغم ترفل
فوارس امثال الضراغم في الوغى / من الحزم لا من خيفة الطعن جفل
فرارس من عليا الريش وخندف / لهم سالف في المجد يروى وينقل
فوارس اذ نادى الصريخ ترى لهم / مكاناً بمستتن الوغى ليس يجهل
يؤم بهم للمطلب الصعب اصعب / مقبل اطراف البنان مبجل
ومنخرق السربال لم يوف عهده / غداة يوافيه الكمي المسربل
بكل فتى عدل القضا جائر النقا / صدوق كثير الطعن فيه معدل
إلى أن ثووا تحت العجاج تلفهم / ثياب علا منها قني وانصل
فضل وحيداً واحد العصر عزمه / كضيغم مطوي الضلوع شمردل
وشد على قلب الكتيبة مهره / فراحت ثباً مثل المهى تتجفل
اخو نجدة لم يثنه عن عزيمة / سنان ولم يمنعه ما رام منصل
يكر فلا تلقاه إلا جماجماً / تطير واجساداً هنالك تعقل
وإلا طلا تبرى ومعتقلاً يرى / وسابغة تفرى وعضب تفلل
فديتك كم من مشكل لك في الوغى / ألا كل معنى من معانيك مشكل
تحيي القنا رحباً وقد ضاقت المضا / وتوسعها ريا وقلبك مشعل
فتلك منايا أم اماني تنالها / وذاك حريق أو رحيق معسل
ومالاال يفري النحر والثغر سيفه / ويعقل ضرغاماً وآخر يرسل
إِلى أن أتاه الحشا سهم مارق / فخر فقل في يذبل قل يذبل
وادبر ينحو المحصنات حصانه / يحن ومن عظم البلية يعول
والحبلن ربات الحجال وللأسى / تفاصيل لا يحصى لهن مفصل
فواحدة تحنو عليه تضمه / وأخرى عليه بالرداء تضلل
واخرى يفيض النحر تصبغ وجهها / واخرى لما قد نالها ليس تعقل
واخرى على خوف تلوذ بجنبه / واخرى تفديه واخرى تقبل
تكف الدما عنه وتهمل مثلها / دموعاً فلم تبرح تكف وتهمل
واخرى دهاها فادح الخطب بغتة / فاذهلها والخطب يذهي ويذهل
وجاءت لشمر زينب ابنة فاطم / تعنفه عن امره وتعذل
تدافعه بالكف طوراً وتارة / إليه بطاها جدها تتوسل
تقول له مهلاً فهذا ابن احمد / وشبل علي المرتضى المتفضل
أيا شمر مهما كنت في الناس جاهلاً / فمثل حسين لست يا شمر تجهل
أيا شمر هذا حجة اللَه في الورى / أعد نظراً يا شمر ان كنت تعقل
أعد نظراً ويل لأمك بعدها / إذا الويل لا يجدي ولا العذر يقبل
أيا شمر لا تعجل على ابن محمد / فذو ترة في مثلها ليس يعجل
ومر يحز النحر غير مراقب / من اللَه لا يخشى ولا يتوجل
وزلزلت الارضون وارتجت السما / وكادت له أفلاكها تتعطل
وراحت له الأيام سوداً كأنما / تجلبها قطع من الليل أليل
وأضحى كتاب اللَه من أجل فقده / يحن له فرقانه والمفصل
ولم أنس لا واللَه زينب إذ دعت / بواحدها والدَمع كالمزن مسبل
تقول اخي يا شق روحي ومهجتي / ويا واحداً مالي سواه مؤمل
أخي يا أخي لو كنت تنظر زينباً / تساق وزين العابدين مكبل
أخي كيف تنسانا وتعلم أننا / لبينك لا نقوى ولا نتحمل
وراحت تنادي جدها حين لم تجد / كفيلاً فيحمي أو حمياً فيكفل
أيا جدنا هذا الحبيب على الثرى / طريحاً يخلى عارباً لا يغسل
يخلى بأرض الطف شلواً وراسه / إلى الشام فوق الرمح بهدى ويحمل
ايا جد لو عاينته وهو بالظمى / يقاسي المنايا والقنا منه تنهل
أيا جد ثغراً كنت تلهو برشفة / تساقط عنه بالقضيب المقبل
فلو خلت كيف الشمر بقطع راسه / وكيف حسين يستغيث وتقتل
وكيف عوادي الخيل تركض فوقه / فلم يبق منه مفصل لا يفصل
لتبك المعالي يومها بعد يومه / إذا ما بغى باغ واعضل معضل
وبيض الظبا والسمر تدمي صدورها / وخيل الوغى تخفي وبالهام تنعل
وغر المساعي والمراعي ولها / ومرملة في الحي تلحى ومرمل
ومنقبة تتلى وذكر يرتل / ومكرمة تبني ومجد يؤثل
وليلة مسكين تحمل قوته / اليه سراراً والظلام مجلل
ويوم الوغى والحرب تسعر والدجى / ومحرابه والطول والمتطول
وافراس غارات الصياح اذا اغتدى / بفرسانها للطعن تسعى وتعجل
بكاء العذاري الفاقدات كفيلها / عشية جدا الخطب والخطب مهول
متى نبصر النصر الألهي مشرقاً / بانواره تكسى الربى وتجلل
فيفرح محزون ويكمد حاسد / ويرتاح مشتاق ويرتاع عذل
يروم سلوى فارغ القلب مثله / وذلك خطب دونه الصعب يسهل
وآخر يدعوني إلى الحزن زاعماً / وهل واقع بعد الحصول يحصل
حرام على قلبي العزا بعد فقدكم / وفرط الجوى فيه المباح المحلل
ولولا الذي أرجوه من أخذ ثاركم / فاعلق آمالي به واعلل
لمت على ما كان من فوق نصركم / أسى وجوى والموت في ذاك امثل
ولي سيئات قد عرفت مكانها / فظهري منها احدب الظهر مثقل
ولي فيها من يد غير انني / عليكم بها بعد الاله اعول
وسمعاً بني المختار نظم بديعة / يذل لها بشر ويخضع جرول
تجاري كميتاً كالكميت ولم يكن / بها اخطل اذ ليس في الشعر اخطل
فان تمنحوا حسن القبول فشأنكم / وما عنكم ان يطردوا متحول
عليكم سلام اللَه ما لاح بارق / وما ناح قمري وما هب شمأل
عدتك نجد فماذا أنت مرتقب
عدتك نجد فماذا أنت مرتقب / يدنوا إليك الحمى أم تنقل الهضب
أبعد أن بنت عنها بت ترقبها / فاذهب فليس لك العتبى ولا العتب
لو كنت صادق دعوى الحب ما برحت / بك المطي ولا زمت بك النجب
أعراب بادية تهنى بيوتهم / حيث العوامل والهندية القضب
لم يعد ملكهم باس ولا كرم / فلا عدو لهم تلقى ولا نشب
تجري على العكس من قولي ظعونهم / ولو جرت مطلقاً ما فاتني الأرب
فكلما قلت رفقاً بالحشى عنفوا / فليت لو قلت بعداً بالسرى قربوا
يستعذب القلب من تعذيبهم أبداً / كأنهم كلما قد عذبوا عذبوا
يا منزلاً بمحاني الطف لا برحت / تسقي السحائب منك البان والكثب
كم قلت نجداً وما اعني سواك به / وعرب نجد ومن في ضمنك العرب
اني وان عنك عاقتني بداً قدر / ببين جسمي فقلبي منك مقترب
لا تحسبن كل دان منك ذا كلف / الدار بالجنب لكن الهوى جنب
أقائل أهل ودي أنهم غربوا / عن ناظري انهم عن خاطري عزبواه
لا والهوى ليس بعد الدار يشغلني / عنهم ولا محنة كلا ولا وصب
يا سائق الحرة الوجناء انحلها / طي السري وطواها الابن والنصب
وجناء ما الفت يوماً مباركها / ولا انثنت عند تعريس لها ركب
علامة بضروب السير اقربها / منها إلى رأيها التقريب والخيب
تأبى جوانبها تأبى مناكبها / حب السرى فكأن الراحة التعب
عجبي إذا جئت غربي الحمى وبدت / منه لمقلتك الاعلام والقبب
وحي عني الأولى اقمارهم طلعت / من طيبة ولدى كرب البلا غربوا
فاعجب لهم كيف حلوا كربلاء وكم / كانت بهم تفرج الغماء والكرب
فاين تلك البدور التي لا غربوا / واين تلك البحور الفعم لا نضبوا
قوم لهم شرف العلياء من مضر / والمرء يؤخذ في تحويده النسب
قوم كأولهم في الفضل آخرهم / والفضل ان يتساوى البدء والعقب
فمنذر مصطفى بالوحي منتجب / ومرتضى مجتبي للهدى منتخب
الواهبون لدى البأساء ما وجدوا / والطالبون بصدر الرمح ما طلبوا
والمدركون إذا ما أزمة بخلت / بصرفها وتخلت عندها الصحب
وكم لهم حيث جد الخطب من قدم / رست علا والجبال القود تضطرب
ولا كيومهم في كربلاء وقد / جد البلاء وارجحنت عندها الكرب
وفية وردوا ماء المنون بها / ورد المفاضة ظمآن الحشا سغب
من كل ابيض وضاح الجبين له / نوران من جانبيه الفضل والنسب
نجلو العفاة لهم تحت القنا غرواً / تلاعب البيض فيها والقنا السلب
أمت امية ان تعلو لها شرفاً / ويصبح الراس مخدوماً له الذنب
ودون ما يممت هند وجار بها / هند السيوف وحرب دونه الحرب
جاءت ليستعبد الحر اللئيم وفي / عود العلا عند غمز الضيم مضطرب
فشمرت للوغى فرسانها طرباً / وامتاز بالسبك عما دونه الذهب
فوارس اتخذوا سمر القنا سمراً / فكلما سجعت ورق القنا طربوا
يستنجعون اردى شوقاً لغايته / كأنما الضرب في افواهها الضرب
واستأثروا بالردى من دون سيدهم / قصداً وما كل ايثار به الأرب
حتى إذا سئموا دار البلى وبت / لهم عياناً هناك الخرب العرب
فغودروا بالعرى صرعى تلفهم / مطارف من أنابيب القنا قشب
واقبلت زمر الأعداء ترفل والاضعان / تسعر والاحشاء تتلهب
جلالها ابن جلا عضب الشبا ذكراً / لا يعرف الصفح اذ يستلة الغضب
تأتي على الحق الماذي ضربته / ولا يقيم عليها البيض واليلب
فكلما اسود ليل من كتائبهم / أحاله من سناه الضوء لا اللهب
وما استطال سحاب من جموعهم / إلا استطار به من لمعه الرهب
وباسم الثغر والابطال عابسة / كأن جد المنايا عنده لعب
لا يسلب القرن اذ يرديه بزته / والليث همته المسلوب لا السلب
ماض بماض اذا استقبلت امرهما / بدا لعينيك متى فعليهما العجب
تلقي الردى في الندى طلق العنان / تردى حيرة الورى محمولها العطب
حتى اذا ضربت يمنى القضا وارى / احدى العجائب دهر شأنه العجب
هوى إلى الترب قطب الحرب وابتدرت / من مهجة الفدب أيدي البيض تختضب
واقبلت خفرات المصطفى ولها / ندب على الندب لكن الحشا يجب
كواكب فقدت شمس الضحى فبدت / والمرء يعجب لو لم يعرف السبب
كم حرة مثل قرن الشمس قد نفست / على العيون بها الاستار والحجب
ابدت امية منها اوجهاً كرمت / بالصون بسئل عنها الكور والقتب
من كل باكية اسرى وشاكية / حسرى وزاكية عبرى وتنتحب
وكم كمي بقاني البرد مشتمل / وكم أبي بماضي الحد يعتصب
وجسم بحر ندى في الترب منعفر / ورأس بدر هدى في الرمح ينتصب
وحرة بعد فقد الصون يحملها / بين المضلين مهزول المطا نقب
فخدرها وجليل القدر مهتدل / ورحلها وجميل الصبر منتهب
فكلما عاينت ضلت مدامعها / تجري دموعاً وضل القلب ينشعب
كأنما الكون ما فيه سوى جسد / بالترب ملقى على أعضائه الترب
يا غيث كل الورى ان عم عامهم / جدب وياغوثهم ان نابت النوب
والثابت العزم والاهوال مقبلة / والراسخ الحلم والأحلام نضطرب
والماجد الحسب المقري الظبا كرماً / حوبائه وكذاك الماجدا الحسب
ما غالبت صبرك الدنيا ومحنتها / الا انثنت وله من دونها الغلب
ولا تروع لك الأيام سرب حجى / بلى اذا ريعت الاعلام والهضب
ان يصبح الكون داجي اللون بعدك / والايام سوداً وحسن الدهر مستلب
فانت كالشمس ما بالعالمين غنى / عنها ولا تجدهم من دونها الشهب
تاللّه ما سيف شمر نال منك ولا / يدا سنان وان جل الذي ارتكبوا
لولا الأولى اغضبوا رب العلا وابوا نص / الولا والحق المرتضى غصبوا
اصابك النفر الماضي بما ابتدعوا / وما المسيب لو لم ينجح السبب
وما تزال خيول الحقد كامنة / حتى اذا ابصروها فرصة وثبوا
فادرك الكل ما قد كان يطلبه / والقصد يدرك لما يمكن الطلب
كف بها امك الزهراء قد ضربوا / هي التي اختك الحورا بها سلبوا
وان نار وغى صاليت جمرتها / كانت لها كف ذاك البغي تحتطب
فليبك يومك من يبكيه يوم غدرا / بالصنو قوداً وبنت المصطفى ضربوا
واللَه ما كربلا لولا والاحياء / تدرى ولولا النار ما الحطب
يفنى الزمان وفيك الحزن متصل / باق إلى سرمد الايام ينتسب
كأن حزنك في الأحشاء مجدك في / الأحياء لم تبله الأعوام والحقب
تقول نفسي ونار الحزن تضرم في / قلبي وماء البكا في مقلتي سرب
ترضى من العين تجري مدامعها / ومن فؤادك ان يعتاده اللهب
هيهات رمت محالا وادعيت به / دعوى يلوح عليها الخلف والكذب
ما انت والقوم ترجوا نيل سعيهم / وما شربت من الكأس الذي شربوا
هب انك فاتك يوم البين صحبتهم / فكيف لم تركب النهج الذي ركبوا
لو كان في الربع المحيل
لو كان في الربع المحيل / برؤ العليل من الغليل
ربع الشباب ومنزل الاحباب / والخل الخليل
لعب الشمال بهم كما لعبت / شمول بالعقول
طلل يضيف النازلين / شجاوة قبل النزول
مستأنساً بالوحش بعد / أوانس الحي الحلول
مستبدلاً ريماً بريم / آخذاً غيلا بغيل
لا يقتضي عذراً ولا / يرتاع من عذل العذول
ومريعة باللوم تلحوني / وما تدري ذهولي
خلي أميمة عن ملامك / ما المعزي كالثكول
ما الراقد الوسنان / مثل معذب القلب العليل
سهران من ألم وهذا / نائم الليل الطويل
ذوقي أميمة ما أذوق / وبعدها ما شئت قولي
أو ما علمت الماجدين / غداة جدوا بالرحيل
عقدوا على البين النكاح / وطلقوا سنن القفول
عشقوا العلى ففنوا بها / والغصن يرمي بالذبول
هيهات ما الصبر الجميل / هناك بالصبر الجميل
آل الرسول ونعم اكفاء / العلا آل الرسول
خير الفروع فروعهم / واصولهم خير الاصول
وهما بط الأملاك تترى / بالبكور وبالأصيل
ذللا على الأبواب لا / يعدون اذناً بالدخول
أبداً بسر الوحي تهتف / بالصعود وبالنزول
ركبوا إلى العز المنون / وجانبوا عيش الذليل
وردوا الوغى فقضوا وليس / تعاب شمس بالأفولي
أو ما دريت ابن البتولة / لو دريت ابن البتول
أذ قادها شعث النواصي / عاقدات للذيول
طلق الأعنة عاطفات / بالرسيم على الذميل
يطوي بها متن الوعور / معارضاً طي السهول
متنكب الورد الذميم / مجانب المرعى الوبيل
متطلباً اقصى المطالب / خاطب الخطب الجليل
طلاب مجد بالحسام العضب / والرمح كل طول
شرفاً تفرع عن وصي / أو أخي وحي رسول
من معشر ضربوا الحبا / في مفرق المجد الاثيل
وعصابة عقدت عصابة / عزهم كف الجليل
عرف الذبيح بهم وما / عرفت قريش بالفصيل
من مالك الخير لبطون / وصنوه خير القبيل
من هاشم البطحاء لا / سلفي نمير أو سلول
من راكبي ظهر البراق / وممتطي قب الفحول
من خارقي السبع الطباق / ومخرسي العشر العقول
من آل احمد رحمه / الادنى ومغرسه الاصيل
ضلت امية ما تريد / غداة مقترع النصول
رامت تسوق المعصب / الهدار مشتاق الذلول
ويروح طوع يمينها / قود الجنيب ابو الشبول
رامت لعمر ابن النبي / الطهر ممتنع الحصول
وتيممت قصد المحل / فما رعت غير المحيل
ورنت على السغب السراب / بأعين في المجد حول
حتى إذا عبرت نفاقا / تبتغي عوج السبيل
وغوى بها جهل بها / والغي من خلق الجهول
لف الرجال بمثلها / وثنى الخيول على الخيول
وأباحها عضب الشبا / غير الكهام ولا الكليل
لسنانه ولسانه / صدقان من طعن وقيل
خلط البراعة بالشجاعة / فالصليل عن الدليل
قل الصحابة غير أن / قليلهم غير القليل
من كل ابيض واضح / الحسبين معدوم المثيل
كبني علي والحسين / وجعفر وبني عقيل
وحبيب الليث الهزبر / ومسلم الأسد المديل
آحاد قوم يحطمون / الجمع في اليوم المهول
ومعارضي أسل الرماح / بعارض الخد الأسيل
يمشون في ظل القنا / ميل المعاطف غير ميل
وردوا على الظمأ الردى / ورد الزلال السلسبيل
وثووا على الرمضاء من / كاب ومنعفر جديل
وسطى العرنى حيث أفرد / شيمة الليث الصئول
ذات الفقار بكفة / وبكتفه ذات الفضول
وابو المنية سيفه / وكذا السحاب ابو السيول
غرثان اورد حده / ضرب الطلى فرط النحول
صاح نحيل المضربين / فديت للصاحي النحيل
غيران ينتقر الكمي / فلييس يقنع بالبديل
يا بن الذين توارثوا / العليا قبيلاً عن قبيل
والطاعني ثغر الطلي / والمانعي الضيم النزيل
والسابقين بخيلهم / في كل فضل كل جيل
ان تمسي منكسر اللوا / ملقاً على وجه الرمول
فلقد قتلت مهذباً / من كل عيب في القتيل
جم المناقب لم تكن / تعطي العدى كف الذليل
كلا ولا اقررت اقرار / العبيد على الخمول
يهدى لك الذكر الجميل / على الزمان المستطيل
ما كنت إلا السيف ابلته / الضرائب بالفلول
والليث اقلع بعد ما / دق الرعيل على الرعيل
والطود قد حاز العلو / فلم يكن غير النزول
والطرف كف بعيد ما / بذ الجياد على الوصول
والشمس غابت بعد ما / هدت الانام إلى السهيل
والماجد الكشاف للكربات / في الخطب الثقيل
حاري الثناء المستطاب / وكاسب الحمد الجزيل
بابي وأمي انتم / من بعدكم من للسؤل
لا در بعدكم الغمام / ولا سقى ربع المحيل
يا ضلة العاني المخوف / وخيبة العافي المعيل
من للهدى من للندى / من للمسائل والمسول
رجعت بها آمالها / عن لا نوال ولا منيل
قعدت فعبرتها تسح / وقلبها حلف الغليل
ثكلى لها الوبل الطويل / شجاً وافراط العويل
يا طف طاف على مقامك / كل مهتاف هطول
واناخ فيك من السحاب / الغر مثقلة الحمول
وحباك من مر النسيم / بكل خفاق عليل
أرج يضوع كأنه / قد بل بالمسك البليل
حتى ترى خضر المرابع / والمراتع والفصول
كاس الروابي والبطاح / مطارفاً هدل الذيول
قسماً بتربة ساكنيك / وما بضمنك من قبيل
أنا ذلك الظامي وصاحب / ذلك الدمع الهمول
لا بعد ينسني ولا / قرب يبرد من غليلي
يا خير من لاذ القريض / بظل فخرهم الظليل
وأجل مسؤل أتاه / فنال عاف خير سول
لكم المساعي الغر / والعلياء لامعة الحجول
والمكرمات وما أشاد / الدهر من ذكر جميل
وجميع ما قال الأنام / وما تسامى من مقول
والمدح في أم الكتاب / وما أتى عن جبرئيل
وثناي أقصر قاصر / واقل شيء من قليل
والعجز ذنبي لا عدول / عن أخ البر الوصول
وأنا المقتصر كيف كنت / فهل لعذر من قبول
وأرى الكمال بكم فمدح / الفاضلين من الفضول
فعليكم صلى الآله / ما جد ركب في رحيل
أرأيت يوم تحملتك القودا
أرأيت يوم تحملتك القودا / من كان منا المثقل المجهودا
حملتها الغصن الرطيب وورده / وحملت فيك الهم والتسهيدا
وجعلت حظي من وصالك ان أرى / يوماً به ألقى خيالك عيدا
لو شئت أن أعطي حشاي صبابة / فوق الذي بي ما وجدت مزيدا
أهوى رباك وكيف لي بمنازل / حشدت علي ضغائباً وحقودا
أمعرس الحيين ما لك لم تحب / مضنى ولم تسمع له منشودا
أأصمك الاضغال يوم تحملوا / ام صرت بعد الضاعنين بليدا
قد كنت توضح بالأسنة والظبا / معنى وتقضي موعداً ووعيدا
حيث الشموس على الغصدن لم تكن / عاينت إلا اوجهاً وقدودا
من سام عزك فاستباح من الشرى / آداده ومن الخدور الغيدا
اني انتفى ذاك الجمال واصبحت / ايامك البيض الليالي سودا
فاسمع أبثك انني أنا ذلك ال / كمد الذي بك لا يزان عميدا
ما أبعدت منك القريب حوادث / عرضت ولا قربن منك بعيدا
لا تحسبنه هوى يحال وان غدا / حظ الشقي تفرقاً وصدودا
فلأنت أنت وان عدت بك نية / عن ناظري وتركن دونك بيدا
وان ابحت تجلدي فلطالما / الفيتني عند الخطوب جليدا
أو رحت تنكر صبوة قامت على / اثاتها فرق النحول شهودا
فلقبلما التزم العناد معاشر / جحدوا علياً يومه المشهودا
اخذوا بمسرور السراب وجانبوا / عذباً يمير الوافدين برودا
مصباح ليلتها صباح نهارها / يمنى نداها تاجها المعقودا
مطعانها مطعامها مصدامها / مقدامها ضرغامها المعهودا
بشر أقل صفاته ان عاينوا / منهن ما ظنوا به المعبودا
ضلت قريش كم تقيس بسابق / الحلبات ملطوم الجبين مذودا
يا صاحب المجد الذي لجلاله / عنت البرايا مبغضاً وعنيدا
لك غر افعال اذا استقريتها / أخذت علي مغاوراً ونجودا
وصفات فضل اشكلت معنى فلا / اطلاق يكشفها ولا تقييدا
ومراتب قلدتها بمناقب / كالعقد تلبسه الحسان الخودا
ما مر يومك ابيضاً عند الندى / إلا انثنى بدم العدا خنديدا
احسبته بابيك وجه خريدة / فكسوت أبيض خدها التوريدا
أني يشق غبار شعوك معشر / كنت الوجود لهم وكنت الجودا
يجنون ما غرست يداك قضية / القت على شهب العقول خمودا
أني هم والخيل ينثر وقعها / نقعاً تظن به السما كديدا
ومواقف لك هون احمد جاورت / بمقامك التعريف والتحديدا
فعلى الفراش مبيت ليلك والعدى / تهدي اليك بوارقاً ورعودا
فرقدت مثلوج الفؤاد كأنما / يهدي القراع لسمعك التغريدا
فكفيت ليلته وكنت معرضاً / بالنفس لا فشلا ولا رعديدا
واستصبحوا فرأوا دوين مرادهم / جبلا اشم وفارساً صنديدا
رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى / أو ما دروا كنز الهدى مرصودا
وغداة بدر وهي أم وقائع / كبرت وما زالت لهن ولودا
قابلتهن فلم تدع لعقودها / نظماً ولا لنظامهن عقيدا
فالتاح عُتبة ثاوياً بيمين من / يمناه أردت شيبة ووليدا
سجدت رؤسهم لديك وإنما / كان الذي ضربت عليه سجودا
وتوحدت بعد ازدواج والذي / ندبت إليه لتهتدي التوحيدا
وقضية المهراس عن كثب وقد / عم الفرار أساوداً وأسودا
ولى بها الطعن الدراك ولم تزل / إذ ذاك مبدي كرة ومعيدا
فشددت كالليث الهزبر فلم تدع / ركناً لجيش ضلالة مشدودا
وكشفتهم عن وجه ابيض اجد / لم يعرف الادبار والتعريدا
وعشية الاحزاب لما اقبلت / كالسيل مفعمة تقود القودا
عدلت عن النهج القويم واقبلت / حلف الضلال كتائباً وجنودا
فابحت حرمتها وعدت بكبشها / في القاع تطعمه السباع حنيدا
وبني قريضة والنضير وسلعم / والوادييين وخثعم وزبيدا
مزقت جيب نفاقهم وتركتهم / أمماً لعارية السيوف غمودا
وشللت عشراً فاقتنصت رئيسهم / وتركت تسعاً للفرار عبيدا
وعلى حنين أين يذهب جاهد / لما ثبت به وراح شريدا
ولخير خير يصم حديثه / سمع العدى ويفجر الجلمودا
يوم به كنت الفتى الفتاك / والكرار والمحبو والصنديدا
من بعد ما ولى الجبان براية / الايمان تلتحف الهوان برودا
ورأتك فاهتزت بقربك بهجة / فعل الودود يعاين المودودا
فنصرتها ونضرتها فكأنها / غصن يرنحه الصبا املودا
فغدت ترقل والقلوب خوافق / والنصر يرمي نحول الاقليدا
فلقيتها وعقلت فارسها ولا / عجب إذا افترس الهزبر السيدا
ويل أمه أيظنك النكس الذي / ولى غداة الطعن يلوي جيدا
وتبعتها فحللت عقدة تاجها / بيد سمت ورتاجها الموصودا
وجعلته جسراً فقصر فاغتدت / طولى يمينك جسرها الممدوا
وابحت حصنهم الشهيد فلم يكن / حصن لهم من بعد ذاكَ مشيدا
فهوت لعزتك الملائك سجداً / تولي الثناء وتكثر التمجيدا
وحديث أهل النكث عسكر عسكر / بهم البهيمة جندها المحشودا
لاقاك فارسها فبغدد هارباً / لو كان محتوم القضا مردودا
وعلى ابن هند طار منك باشأم / يوم غدا لبني الولاء سعودا
الفى جحاش الكرملين فقادهم / جهلاً فابئس قائداً ومقودا
فغدوت مقتنصاً نفوس كمانه / لِلّه مقتنص يصيد الصيدا
حتى إذا اعتقد الفنا ورأى القنا / مذروية ورأي الحسام حديدا
وبدا له العضب الذي من قبله / قد فل آباء له وجدودا
رفع المصاحف لا ليرفعها علا / لكن ليخفض قدرها ويكيدا
فجنى بها عز الأمان وخلفه / يوم يجرعه الشراب صديدا
وكذاك أهل النهر ساعة فارقوا / بفراقهم لجلالك التأييدا
فوضعت سيفك فيهم فابادهم / تلفاً فديتك متلفاً ومعيدا
ولقد روى مسروقهم عن أمة / والحق ينطق منصفاً وعنيدا
قالت هم شر الورى ومبيدهم / خير الورى أكرم بذاك مبيدا
سبقت مكارمك المكارم مثلما / ختمت لعمر فخارك التأييدا
مازلت اسئل فيك كل قديمة / عاد القديم وقبل عاد ثمودا
الفاك آدم آدماً لا صالح / يدري بذاك ولا نزيلك هودا
إني لأعذر حاسديك على العلا / وعلاك عذري لو عذرت حسودا
فليحسد الحساد مثلك أنه / شرف يزيد على المدى تجديدا
ما انصفتك عصابة جهلتك إذ / جعلت لذاتك في الوجود نديدا
ثم ارتقت حتى ابتك رضى بمن / لم يرض كعبك أن يراه صعيدا
ظلت ادلتها أتبدل بالعمى / رشداً وبالعدم المحال وجودا
باعتك وابتاعت بجوهر ذاتك / العلوي سفلى المبيع رديدا
وبما اسرت من قديم نفاقها / وجرت عليه طارفاً وتليدا
بلغ المرادي المراد واورد الحسن / الردى وقضى الحسين شهيدا
تاللَه لا أنس ابن فاطم والعدى / أبدت اليه ضغائناً وحقودا
غدروا به إذ جائهم من بعد ما / أسدوا اليه مواثقاً وعهودا
قتلوا به بدراً فاظلم ليلهم / فغدوا قياماً في الظلال قعودا
فحموه أن يرد المباح وصيروا / ظلماً له ظامي الرماح ورودا
فسمت إليه أماجد عرفوا به / قصد الطريق فادركوا المقصودا
نفر حوت جمل الثنا وتسنمت / قلل المعالي والداً ووليدا
من تلق منهم تلق كهلاً أو فتى / علم الهدى بحر الندى المورودا
وتبادرت طلق الأسنة لا ترى / الغمرات إلا المائسات الغيدا
وكأنما قصد القنا بنحورهم / درراً يفصلها الطعان عقودا
واستنزلوا حلل العلا ناحلهم / غرفانه فغدى النزول صعودا
فتظن عينك انهم صرعى وهم / في خير دار فارهين رقودا
وأقام معدوم النضير فريد بيت / المجد معدوم النضير فريدا
يلقى القفار صواهلاً ومناصلا / ويرى النهار قساطلاً وبنودا
ساموه أن يرد الهوان أو المنية / والمسود لا يكون مسودا
فانصاع لا يعبأ بهم عن عدة / كثرت عليه ولا يخاف عديدا
يلقى الكماة بوجه ابلج ساطع / فكأنهم أموا نداه وفودا
يسطوا فتقى البيض تغرس في الطلى / فتعود قائمة الرؤس حصيدا
أسد تظل له الاسود خوافقاً / فترى الفتى يحكي الفتاة الرودا
البرق صارمه ولكن لم يسق / للويل إلا هامة ووريدا
والصقر لهدمه ولكن لم يصد / إلا قلوباً أو غرت وكبودا
بأس يسر محمد ووصيه / ويغيض نغل شمية ويزيدا
حتى إذا حم والحمام وآن له / تلقى عماداً للعلا وعميدا
عمدت له كف العناد فسددت / سهماً عدى التوفيق والتسديدا
فثوى يمشتن النزال مقطع / الاوصال مشكور الفعال حميدا
لِلّه مطروح جوت منه الثرى / نفس العلا والسؤدد المعقودا
ومبدد الاوصال لازم حزنه / شمل الكمال فلازم التبديدا
ومجرح ما غيرت منه القنا / حسناً ولا أخلقن منه جديدا
قد كان بدراً فاغتدى شمس الضحى / مذ البسته يد الدماء لبودا
تحمي أشعته العيون فكلما / حاولن نهجاً خلنه مسدودا
وتظله شجر القنا حتى بدت / ارسال هاجرة إليه بريدا
وثواكل في النوح تسعد مثلها / أرأيت ذا ثكل يكون سعيدا
حنت فلم تر مثلهن نوائحاً / إذ ليس مثل فقيدهن فقيدا
لا العيس تحكيها إذا حنت ولا / الورقاء تحسن عندها الترديدا
ان تنع اعطت كل قلب حسرة / أو تدع صدعت الجبال الميدا
عبراتها تجي الثري لو لم تكن / زفراتها تدع الرياض همودا
وغدت اسيرة خدرها ابنة فاظم / لم تلف غير اسيرها مصفودا
تدعو بلهفة ثاكل لعب الأسى / بفؤاده حتى انطوي مفئودا
تخفي الشجا جلداً فان غلب الأسى / ضعفت فابدت شجوها المكمودا
نادت فقطعت القلوب لشجوها / لكما ايتظم البيان فريدا
انسان عيني يا حسين يا أخي / أملي وعقد جماني المنظودا
مالي دعوت ولا تجيب ولم تكن / عودتني من قبل ذاك صدودا
ألمحنة شغلتك عني أم قلى / حاشاك انك ما برحت ودودا
أفهل سواك مؤمل يدعى به / فيجيب داعية ويورق عودا
ان استعن قامت إلي ثواكل / لم تدر إلا النوح والتعديدا
وكفيلها فوق المطي معالج / من ضره ومن الحديد قيودا
أوحيد أهل الفضل يعجب جاهل / ان تمس ما بين الطغام وحيدا
ويلام غيث ما سقاك وانه / من بحر جودك يستمد الجودا
قد كان يعتب عند تركك ضامياً / لو كان غيرك بحره المورودا
يا ابن النبي لية من مدنف / بعدك لا كذباً ولا تفنيدا
ما زالَ سهدي مثل حزني نابتاً / والغمض مثل الصبر عنك طريدا
تأبى الجمود دموع عيني مثلما / يأبى حريق القلب فيك حمودا
والقلب حلف الطرف فيك فكلما / أسبلت هذا ازداد ذاك وقودا
طال الزمان على لقاك فهل قضى / للحزن والمحزون فيك خلودا
أفلم يحن حين المسرة ان ترى / عيناني ذاكَ الصارم المغمودا
وفصيحة عربية مأنوسة / لم تألف الوحشي والتعقيدا
ما سامها الطائي الصغار ولا الذي / قد يممته خالد بن يزيدا
انزلتها بجناب ابلج لم يخب / قصد لديه ولا يذل قصيدا
كانت به جهد المقل وانما / عذر الفتى أن يبلغ المجهودا
لو شاء يمدح بالذي هو أهله / حصر الانام فما سمعت نشيدا
أنت الملوم فمن يكون الألوما
أنت الملوم فمن يكون الألوما / فلك الظمى هيهات معسول اللمى
ما طال ليلك بعد ليلي حيرة / إلا وكنت بها كمثلي مغرما
لك في الضعائن سلوة لو امهلوا / أني وقد ساق الركاب وهوما
أني وقد ساق الركاب واعجل / الحادي وانجد بالفريق وأتهما
أفانت طالب سلوة من بعدهم / وتكون أنت كما زعمت متيما
يا سعد قف بي في المنازل ساعة / نبكي فربة عبرية تزوي ظمى
نبكي نفوس تقى تراق على الظبا / ظلماً واجساداً تغسلها الدما
نبكي لصرعى في التراب تخالها / في الليل من فوق البسيطة أنجما
نبكي حرائر هتكت استارها / بعد الحجاب فاصبحت مثل الاما
نبكي على النفر الذين تتابعوا / نحو المنون معظماً فمعظما
نبكي البدور الكاشفات بنورها / ليل الضلال إذا ضلال ابهما
نفست بهم أرض الطفوف فلم تزل / تجني العظيم وتستفيد الاعظما
ولعت بكسب النيرات فاكسبت / شرفاً مدى الأيام تحسدها السما
قد كنت احسب ان غاية كربها / يوم قضى ابن محمد فيها ظما
فإذا الرزايا لا تزال بربعها / فذا تطرق بالخطوب وتؤما
بأبي حبيب محمد وحبيبه / بأبي وقل أبي وجملة من وما
لم تفت قارعو تحل بربعه / حياً وتزعجه رميماً أعظما
كتب البلاء على علاه كأنما / فرض البلاء على علاه وحتما
حياً كذبح الشاة يذبح بالعرى / بل رب شاة منه كانت أكرما
ذبحاً على ظمأ الفؤاد من القفا / أرأيت شاتاً ويك تذبح بالظما
ويروح يوماً صدره متحطماً / فيهم ويوماً قبره متهدما
أو ما سمعت مصابها الثاني فقد / جاءت بواحدة المصائب صيلما
تركت رجال اللَه قتلا جثماً / وحريم آل اللَه ثكلاً أيما
لعبت بهم أيدي الخطوب فأصبحوا / نهباً بأيدي الظالمين مقسما
فتراهم فيهمكما شاء العدى / للسمر ريا وللصوارم مطعما
يا للرجال ولا رجال لهذه / الأرض التي أقوت من الدين الحمى
لمغسلين بما تفيض نحورهم / لمكفنين مدارعا ان تلحما
لمطرحين بغير دفن بالعرى / تغدوا السيوف لحومهم والاعظما
لموحدين الههم لم يجعلوا / معه سواه ولا أتوا ما حرما
للصائمين نهارهم لم يبرحوا / للقائمين بليلهم ان اعتما
للواصلين هناك رحم نبيهم / تركوا تنعمهم وعافوا الانعما
لمهاجرين إلى المهيمن حسبة / جعلوا الشهادة للسعادة سلما
صرعى تنوش جسومهم وحش الفلا / والطير تغدوا من عليها حوما
ترد السباع لحومها وجسومها / فننازع السرحان فيها القشعما
للراكعين الساجدين العابدين / الحامدين لربهم رب السما
يا ليت شعري من انوح له ومن / أبكي وعن اغدو له متألما
لدعائم الإسلام ساعة ضعضعت / أركانه للدين ساعة هدما
لشعار أهل الحق يمحق نورها / بغضاً لقبر ابن النبي مهدما
لرجال دين اللَه والقوم الذي / بضياء نور بيانهم يجلي العما
لمحمد علم العلوم باسرها / لأخ التقى الفياض غيث ان هما
لأخ النهى والفضل غير مدافع / علم الكمال العارف المتوسما
أم للفتى العلوي صادق قوله / بالسيف جسده النجيع وعندها
أم للفتى السامي علي إذ غدا / ينحو الردى بادي الشجاعة معلما
ما زال يخطر بالحسام مجاهداً / حتى غدا بالمشرفي معمما
بأبي وامي عافرين على الثرى / يقضي ويحسبهم هنالك نوما
ظفروا بقصدهم وبت معللا / ما بين ربتما وبين لعلما
سبقوا إلى الجنات في غاياتهم / سبق الوفود لمنعم لن يسأما
غنموا الجنان وظلت بعد فراقهم / حلف المذلة مرغماً أو مغرما
ربحوا ببيعهم الذي قد بايعوا / فاعرف مقامك أين انت من النما
أفردت نفسك عن سلوك طريقهم / ورجوت بعد لهم تكون التؤما
هيهات منتك الأماني ضلة / وأراك فيما خلته متوهما
فارجع فلست أراك غلا غابطاً / فيما تركت تالياً ومقدما
شأن الغواني صار شأنك لم تكن / إلا تقيم عزاً وتنصب مأتما
إن كان همك ليس إلا بالبكا / فتكون نائحة وتسمع مغرما
فلم ادخرت من السيوف مصمماً / لكريهة ومن الرماح مقوما
ضعفاً لرأيك حيث رأيك في البكا / لا مقدما تلقى ولا مستقدما
ظلت أدلة معشر سوتهم / إن كنت متخذاً حياتك مغنما
يا للرجال ألا تقي عاطف / يحنوا على دين الآله ويرحما
يا للرجال ألا ابن منجبة يرى / أم كلكم يا قوم أبناء الأما
يا للرجال ألا ابن منجبة يرى / ديناً فيغضب للآله فيقدما
يا للرجال ألا معود شيمة / إن صح قول سعود إن لا سلما
إن صح ما منكم لرب مسلم / أفلم يكن فيكم فتى يحمي حما
أفلم يكن فيكم مراعي حرمة / إن كنتم من ليس يخشى محرما
إن صح ان ولاء آل محمد / وهواهم في اللَه شركاً أعظما
إن صح أَن الواصلين نبيهم / في آله يستوجبون جهنما
إن صح لا خلفاء بعد نبيهم / أولا أئمة حرموا ما حرما
بل كلهم باغ مضل مبدع / الا سعود فنوره يجلوا الغما
وزمان الفي عام لم يك فيهم / أحد لوجه آلهه قد أسلما
ويقول طه لم تزل في امتي / بالحق طائفة تقول وتحكما
فمن المصدق منهما ان نبينا / الهادي الرشاد أم الجهول الاعظما
يا ناصر الاسلام يا بن محمد / أكرم به نسباً واعظم منتما
يا بن الكرام ألا تمن بلفتة / غب البلا وتجاوز الماء الفما
وترى حسام البغي كيف قد اغتدى / برقابنا متمكنا متحكما
لا شيبة تركوا ولا مستضعفاً / كلا ولا متضرعاً مستسلما
كم حرة مسحوبة مضروبة / سلب اللئيم قناعها سلب الاما
مسلوبة الاطمار لم تر ساتراً / في الناس إلا كفها والمعصبا
تخشى النهار من العيون إذا بدت / إذ كان يسترها الدجى إن اظلما
كم ذات خدر أخرجوها عنوة / من خدرها فغدا حريقاً مضرما
كم ذات طفل طفلها في حجرها / ذبحوه حتى خالط اللبن الدما
قتل الرجال لشركهم في زعمه / فالطفل أية جرمة قد أجرما
فبمسمع منك الذي قد عاينوا / وكفاهم يا سيدي ان تعلما
قرت عيون الحاسدين شماتة / وافتر ثغر الشامتين تبسما
وانصاع دين اللَه لعبة لاعب / فيما يشاء تهجماً وتهكما
فإلى متى يا بن النبي إلى متى / صلى الآله على النبي وسلما
أهاب به الداعي فلباه إذ دعى
أهاب به الداعي فلباه إذ دعى / وكان عصي الدمع فانصاع طيعا
عصى دمعه حاوي المطايا فمذ رأى / بعينيه ظعن الحي أسرع أسرعا
فبادر لا لوى به عذل عاذل / إذا قيل مهلاً بعض هذا تدفعا
تجلد إذ ظن النوى حكم هازل / فلما رأى جد المطايا تصدعا
فاوغل يجري خلفها لا يصده / حياء ولا لاح لحاه فاقذعا
ظعائن تسري والقلوب باسرها / على أثرها يجرين حسرى وظلعا
ظعائن في الاقمار تجري فحيثما / توجه حادي الركب ابصرت مطلعا
وفي البين عذراً للكريم إذا بكى / لذكرى حبيب إذ تشوق مربعا
خليلي ما بعد النوى من تعلة / وقد غرد الحادي بنجد ولعلعا
فلا ترج بعد الركب غلا مدامعاً / تسح واحشاء من الضعف وقعا
وبالنفس افدي ظاعنين تجلدي / لبينهم قبل التودع ودعا
مضوا والمعالي الغر حول قبابهم / تطوف جهات الست مثنى ومربعا
سروا وسواد الليل داج فشعشعت / على لونه انوارهم فتشعشعا
يحل الهدى أني يحلون والندى / فان أقلعوا لا قدر اللَه أقلعا
ترى الكون من آثارهم حزن روضة / سقا نورها عذب الحيا فترعوعا
مصاليت يوم الحرب رهبان ليلهم / بوارع في هذا وفي ذاك خشعا
ترى الفرد منهم يجمع الكل وصفه / كما لا كأن الكل فيه تجمعا
وتهوي الأيامي لو تحل ربوعهم / وقد تركت من حولها الروض ممرعا
رمت بهم نحو العلى المحض عزمة / لو الطود وافاها وهي وتصدعا
عشية أمسى الدين دين أمية / وأمسى يزيد للبرية مرجعا
يقول بلا فضل ويفتى بلا هدى / ويحكم لا عدلاً ولا رأي أمنعا
وهل خبرت فيما تروم أمية / بأن العلى لم تلف للضيم مدفعا
وقد علمت أن المعالي زعيمها / حسين إذا ما عن ضيم فافزعا
رأى الدين مغلوباً فمد لنصره / يمين هدى من عرصة الدهر أوسعا
فاوغل بطوي الكون ليس بشاغل / على ما به من كف علياه اصبعا
أفاد الفلا وخد المطايا ونصها / كأن السرى يجري رقانا وأذرعا
بقود إلى الحرب العوان ضراغماً / حواسرها امضى من الغير درعا
يجر من الرمح الطويل مزعزعاً / وينضي من السيف الصقيل مشعشعا
مطلا على الاقدار لو شاء كفها / جائته تترى حسبما شاء طيعا
فالقى ببيداء الطفوف مشمراً / إلى الموت لن يخشى ولن ينزوعا
وقامب رجال للمنايا فارخصوا / نفوساً زكت في المجد غرساً ومنبعا
تفرع من عليا قريش فان سطت / رأيت أخا ابن الغاب عنها تفرعا
بدور زهت افعالهم كوجوههم / فسرتك مرئى إذ تراها ومسمعا
أبو جانب الورد الذميم واشرعوا / مناهل أضحى الموت فيهن مشرعا
فاكسبها المجد المؤثل ابلج / غشى نوره جنح الدجى فتقشعا
إلى أن ثووا صرعى الغداة كأنهم / ندامى سقاها الوصل كاساً مشعشعا
وأقبل ثم الليث يحمي عرينه / بباس من العضب اليماني اقطعا
يكر فتلقى الخيل حين يروعها / أضاميم سرب خلفها الصقر زعزعا
فذعذع جمع الجمع قسراً كأنما / تجمع جمع الجمع كي يتذعذعا
يصرف آحاد الكتيبة رأيه / فلا ينثني إلا الكمي المقنعا
عصت أمره لما دعاها إلى الهدى / وجاءت لأمر السيف تنقاد طيعا
بطعن يعيد الزوج بالضم واحداً / وضرب بعيد الفرد بالقطع اربعا
ولما رمت كف المقادير رميمها / وحان لشمل الدين أن يتصدعا
بدى عن سراة السرج يهوي كأنما / جبال شروري من علاها هوت معا
وخر فلا تدري المقادير أيها / أصاب فاخطى حين أردى السميدعا
وجاء سنان طاعناً بسناته / يرى أنه كان الهزبر المشجعا
وأفبل شمر يعلن العجب اذ رقى / على الليث إذ امسى له الحتف مضجعا
وراح بأعلى الرمح يزهو كريمه / كبدر الدجى إذ تم عشراً واربعا
وعاثت خيول الظالمين فابرزت / كرائم أعلى ان تهان وأرفعا
فواطم من آل النبي حرائر / بكف العدى امست سواغب جوعا
ثواكل لم يبق الزمان لها حمى / يكن لا ولم يترك لها الدهر مفزعا
سوافر أعياها التبرقع والحيا / ينازعها مع سلبها أن تبرقعا
دعاها إلى معنى التقنع صونها / واعوزها الاعداء ان تتقنعا
فراحت ويمناها قناع لرأسها / وللوجه يسراها مع اللطم برقعا
عفائف افراط الصيانة طبعها / إذا غيرها نال العفاف تطبعا
تكاد إذا ما اسبلت عبراتها / تعيد الثرى من وابل الدمع مربعا
وكادت إذا ما اشعلت زفراتها / بأنفاسها يغدو لها الروض بلقعا
فما الفاقدات الالف شتت جمعها / غداة النوى أيدي العداة ووزعا
نوت فرقة للغرب منها وفرقة / إلى الشرق فالشملان لن يتجمعا
ولا مدنف يدعو الطلول فكلما / تصاممن لان القول منه تخضعا
ولانار مقر خاف اخماد ضوئها / فاذكى لظاها في الظلام ورفعا
ولا شنتا خرقاء أبلاهما البلا / ودامى على مجراهما فتقطعا
بأوهى قوى منها وأبين ذلة / واضرم احشاء وأضيع أدمعا
نوائح من فوق الركاب كأنها / حمام نأى عنه الخليط فرجعا
سبايا يلاحظن الكفيل مصفداً / على الرحل مغلول اليدين مكنعا
واسرتها الحامون للبيض مطعماً / وأموالها في النهب للقوم مطعما
وأَوجهها مكشوفة لعداتها / واطفالها في الذل غرثى وجوعا
إلى اللَه اشكو معشراً ضل سعيها / فجاءوا بها شنعاء تحمل أشنعا
جزا اللَه تيماً واللئيمة اختها / عن المصطفى شر الجزاء وأفضعا
فاقسم لولا بغيها وفجورها / وغصب علي ما ادعاها من ادعى
ولا راح يدعى حجة اللَه في الورى / يزيد فيعطي من يشاء ويمنعا
ولا راح يوم الطف سبط محمد / لدى القوم مطلول الدماء مضيعا
وكانت بنو حرب أذل وجمعها / أقل ولا شمت به العز أجدعا
دعتها نفاق الدهر حتى تراجعت / نكوصاً على الاعقاب لن تتنعنعا
فقامت على رغم المعالي امية / بنقض الذي قر ابرم المجد ولعا
أباحت لهم افعالهم سنن الأولى / وعهد عليه سالف الدهر أجمعا
أتاها يزيد بالذي فجرت به / وكر على آثارهم متوسعا
فمن ناشد تيماً على ضعف رأيها / وقبح الذي أبدى أخوها وابدعا
خليلي قولا وانصفا واسئلا الذي / تبرعها عن أي وجه تبرعا
بأي بلاء كان منه اغصه / بمر المنايا مقدماً فتجرعا
بادبارهم يوم اليهود وفرهم / غداة ابن ود قارعا ومقرعا
ولم تر في الإسلام تيم واختها / لها ناجماً في افق مجد تطلعا
أقل عناء في العلا جاهلية / واخفظ في الاسلام قدراً واوضعا
وما برحت ذلاً تشم باجدع / وترنوا بعماء وتسطوا باقطعا
مسودين اذناباً جاهلية / تسدد نصلاً حين تغرق منزعا
وكل على الإسلام غطى عيوبها / كما ان ضوء الشمس غطاه لعلعا
فباتت له ترعى الغوائل لا ترى / له مضجعاً إلا تمنته مصرعا
فماذا الذي ترجوه لو عاد عودها / على بدؤها في الشرك لو ثم من وعا
وما ضربت في الفضل أيام شركها / بسهم ولا قامت مع القوم مجمعا
بني المصطفى باخير من وطأ الحصى / وأكرم من لبى وطاف ومن سعى
ويا خير من أم المروعات ركنة / فامتها مناً وراع المروعا
ويا خير من أمته غرثى سواغباً / فاطعمها عذب النوال فاشبعا
ويا خير من جاءته ظمئاً نواهلا / فاصدرها ري القلوب فانقعا
ويا خير من يرجو المسيئون عفوه / فاولى به الصفح الجميل وأوسعا
سما رزؤكم كل الرزايا كما سما / على كل مجد مجدكم وترفعا
فاحرزتم الغايات في كل حلية / فقصر عن مسعاكم كل من سعى
سوابق في الهيجا سوابق في الندى / سوابق ان صد الخصام المشيعا
فوارس يوم البحث والخصم مانع / فاجلب صعب النقض قصداً وجعجعا
مصابكم اضنى فؤادي من الأسى / وازعج عيني أم تنام فتهجعا
إذا ذكرت نفسي عظيم مصابكم / تقسمها الشجو العظيم ووزعا
فقلبي لحر الوجد لم يفت صالياً / وطرفي بماء الدمع ريان منقعا
أروح بأنفاس السليم توجعاً / واغدوا بتذكار السقيم تفجعا
وهل ندم يجدي على فوت نصركم / كما نصركم في العالمين مشفعا
لوامة حلف الملامه
لوامة حلف الملامه / أهدت إلى قلبي سقامه
لوامة نوامة / أين المنام من الملامه
خلو الحشا عن طارق / للجفن ما نعه منامه
متمدد الليل الطويل / كرى وليلي لن أنامه
فبدا يلوم ولو درى / ما في الحشا ما كان لامه
باللوم رام سلو قلب / لا تسليه المدامه
وجمود جفن ليس ترقى / الغانيات له انسجامه
لا ريقها المعسول يشفيه / ولا فرع البشامه
هيهات ذلك ضعف رأى / كيف صفو العقل رامه
سام العزا صباً محال / عنده ما كان سامه
لم يكفه الدمع المكفكف / والجوى المبدي اضطرامه
أفما بذاك علامة / لو ذو حجى يرعى العلامه
خل الجوى لمتيم / خلى السرور لمستدامه
لا يستطيع سوى الشجون / فكيف وهي غدت قوامه
غدت الكآبة نفسه / حتى أقامته مقامه
تلقى مدامعه رواه / وحرم مهجته طعامه
او لم يرعك الاكرمون / وما قضت لهم الكرامه
وقيامة بالطف قامت / دون أدناها القيامه
زلزالة اهدت قوارعها / إلى الكون اصطلامه
طخياء كالحة السواد / كأن ساريها حمامه
فرعاء يكتسب الدجى / من جنح طايرها ظلامه
طارت فاكسبت الوجود / غياهباً أوهت نظامه
فياضة الكربات مثل / البحر يلتطم التطامه
كالسيل اقدم كلما / كفكفت زاد به غرامه
موارة دوارة / لهواتها جثث وهامه
يزجي رحاها ساهر / ان عب بحر الحتف عامه
تلقى الجبال تمر من / سطواته مر الغمامه
متلفتات ليس يدري / الفذ منها ما أمامه
من معشر ضرب الجلال / بهم على العليا خيامه
أدنى منازلها السماك / ومن أظلتها الغمامه
وموطئ الاقدام منها / النسر كاهله وهامه
من احمد المختار منصبه / وحيدرة الشهامه
بجبينه نور النبوة / بين عينيه الامامه
يعلوه عنوان الجلال / به وسيماء الفخامه
غضبان يحتقر الوجود / وما بلت يده حسامه
موف على الدفعات / عز اللَه اشجع من اسامه
متبسماً يلقى العدى / كالليث اذ يلقى سوامه
غيران اما أن يجوز / المجد أو يلقى حمامه
عشق الفناء فليس دون / الحتف ما يشفي غرامه
طرب إذا اضطرب الغريق / كأنما الخطر السلامه
حتى إذا حم الحمام / وصوبت يده سهامه
وتصدعت شمل الهدى / صدعاً أبى الدهر التئامه
قرعت أساس المجد نافذة / فاسرعت انهدامه
هدت ذرى رضوى / وأردت يذبلا ورمت شمامه
وأشمت المجد الاشم / برغم ماجده رغامه
يا أمة ولغ الشقاء / بها فاركبها سنامه
ورأى الضلال محله / منها فملكها زمامه
ما راقبت لنبيها / عهداً وما راعت ذمامه
قتلت أحبته وما / قنعت ان اغتصبت مقامه
وجرت كذاك فلم تزل / أبداً له فيهم ظلامه
جعلت حشاه فدى السهام / وماء مهجته أدامه
هاتي كر آئمة بساق / ومثلها تركوا كرامه
فبناته نهباً كأن / أباحها الدين اغتنامه
ليزيد تلحو بعد كوفته / بلا ستر شآمه
أسرى يعز عليه ما / يلقين من بعد الكرامه
هذا ومهجته بأيدي / الخيل قد رضوا عظامه
وكريمه البدري فوق / قنانه لاقى تمامه
أكذا بدور الحسن لم / تبرح لها الخطى قامه
تروي الرماح أوامها / منه وما روت أوامه
والماء نصب لحاظه / يلتاح ناظره جمامه
يا للرجال لحادثات / قد طبق الدنيا ركامه
أرأيت مبعوثاً لقوم / هكذا جعلوا ختامه
قطعوا عناداً رحمه / الادنى وما خافوا اثامه
أهل الشقاء لهم مقام / ما لنا تلك المقامه
سادوا لنا بالسبق والمأموم / لا يعدوا إمامه
أهل العدالة والوثاقة / والجلالة والسآمه
ما أن عليهم لا ولو / كفروا بخالقهم لوامه
والصمت عن افعالهم / حتم قضى الدين التزامه
سبوا النبي غصبوا الوصي / ضربوا البتول بلا ملامه
حرقوا المصاحف غيروا / من بيت ربهم مقامة
آووا طريد نبيهم / طروا الذي آوى فهامه
حرمانه هتكوا أحلوا / باختيارهم حرامه
وتخلفوا عمداً مع اللعن / المؤكد عن اسامه
هذا وهم ساداتنا / أولادهم ربي سلامه
والفرد منهم حرم الباري / على الخلق اتهامه
ان صح فالتوحيد مم ولم / أجد به اهتمامه
والجاحدون وأهل دين الشرك / لم وضعوا الخضامه
وعلام يقتلهم ولم / يخلف مرامهم مرامه
باللَه حلفة صادق / الفاً وخمسون انقسامه
ما أسلموا إسلامهم / بل عضبه الماضي اقامه
وبه استقاموا عنوة / وعلى الحقيقة لا استقامه
ليسوا هم منه ولا هو / منهم قدر القلامه
قنعوا من الباقي بما نالوا / من الفاني حطامه
وزهت لها الرايات فوق / رؤسهم مثل العمامة
وصرير صوت النعل تستحلي / سماعهم بغامه
واستعذبت بطباعها / من فعلها المردي زقامه
فليعلمن معاشر / أن تأت فاطمة القيامه
وليندمن هناك قوم / حيث لا تغني الندامه
وليسئلن عن الوصي / وحكمة قضت اهتضامه
ولأي امر طفلها / في بطنها رضوا عظامه
وبأي حد زندها / بالسوط قد جعلوا وشامه
ولهيب بيت الوحي / بالنيران لم وصلوا ضرامه
ويل أم هاشم ما لفاطم / قدر سعد واحترامه
ويل قضى أبد الزمان / على بني الدنيا دوامه
ويل قرعت السن منه / ندامة لا بل غرامه
لترى نفيلة بل أمية / بل سمية بل حمامه
أضعاف ما كسبته / ساعة يجمع الباري أنامه
والفضل عدلاً والقضاء / بكف عادله انتقامة
قد قلت للساري المغب / المحمس الوجناء عامه
علق بقطع البيد / وصال السرى سأم السئامه
يزجي لها زيافة / في سيرها مثل النعامه
لبس الدجى برداً وصير / حنح غيهبه لثامه
غول السرى شربت / بطاح الحق وابتلعك اكامه
باللَه ان جئت الطفوف / مبلغاً عني سلامه
من بعد ان قبلت تربته / واكثرت التثامه
وشفيت دائك اذ مسحت / بوجهك العالي رغامه
ومعارج الافلاك حيث / قيامها يتلو قيامه
وسمعت اصوات الدعاء / وقولهم لهم الكرامه
فاذكر له الشوق الملح / وكيف هيمه هيامة
واخبره ان الصب بعد / لقاك لم يعرف منامه
ما لذ برد العيش من ذكراه / بعدك وانصرامه
يشتاق برقاً كلما / استعلى عراقياً فشامه
انفاسه قيد الزفير / وسجعه سجع الحمامه
باتت علي مع العوادي
باتت علي مع العوادي / لوامة خلو الفؤادي
وغدت تطيل ملامتي / يامي كم هذا التمادي
واهاً لها لما رأتني / مطرقاً قلق الوسادي
يامي صبري فوق مقدوري / فخلي عن عنادي
طنت صلاحي في السلو / وكان لي عين الفساد
ما للخواطر والسلو / وللنواظر والرقاد
قد كنت أجدر بالسلو / لو ان زاد اميم زادي
جهل يطالب سلوة / من ظاهر الاحزان بادي
لفؤاده جمر الغضا / ولجنبه شوك القعاد
ولجفنه ماء الدموع / فرائح منها وغادي
ما بعد يوم ابن النبي / سوى المدامع والسهاد
والثكل والويل الطويل / ولبس أثواب السواد
قتل ابن بنت محمد / لرضا يزيد عن زيادي
لرضا امية عن سمية / بالمولد عن فساد
لرضا ابن آكلة الكبود / ونصبها علم الفساد
قتلوه فرداً وهويا / جداه بينهم ينادي
وسقوه من ورد الفرات / العذب أطراف الحداد
حتى قضى والماء يجري / وهو ملهوف الفؤاد
قل للنبي المصطفى / يا خير مبعوث وهاد
هذا الحبيب معفر ال / خدين في عفر المهاد
شلواً ترض ضلوعه / بحوافر الخيل الصلاد
قل للجياد عسى درت / لا أم للخيل الجياد
أشلاء من قد وزعت / بالركض في ذاك الوهاد
هدت قوى المجد الاثيل / وغارب الشرق التلاد
واستأصلت ركن المعالي / بعد تشييد العماد
كبد الهدى أصمت وفرق / سهمها قلب الرشاد
قل للمطهرة البتول / وامها ذات السداد
تأتي الحسين بكربلا / ملقاً يكفنه البوادي
أشلاؤه فوق الصعيد / ورأسه فوق الصعاد
تأتي مشال الرأس فوق / الرمح مقطوع الأيادي
تأتي إلى الصدر المكسر / حطمته يد العوادي
تأتي البدور التم كيف / عدا بها للترب عادي
تأتي البحور الفعم كيف / تزايلت ظمأ صوادي
تأتي السحاب الحوز يس / تسقي الثرى رشح الثماد
تأتي إلى النسوان أسرى / نصب الحاظ الأعادي
تأتي الهدى والمجد سا / عة ألبسا ثوب السواد
تأتي المعالي في مقام / الحزن واثكلى تنادي
تأتي السوابق عدن من / ثكل مطأطأة الهوادي
تأتي الأسود الصلب كيف / تقودها بقر السواد
تأتي السوابغ كيف اضحت / والصوارم في اتحاد
أمنت فرى الرمح الطويل / وضربة القضب الحداد
تأتي أبي الضيم راح / بكربلا سلس القياد
تأتي شريعة جده / البيضاء لابسة السواد
تأتي الدم المسفوح قد / صبغ الثرى صبغ الجساد
تأتي أسارى مالها / من عقدة الاعداء فادي
تأتي المصفد فوق قتب / العجف مغلول الأيادي
يا للرجال لخطة بهماء / حالكة السواد
من بعدكم آل النبي / لحاضر ينحو وبادي
قد صوح الوادي وأظلم / حين غبتم كل ناد
فمن المرجى بعدهم / يا قوم للكرب الشداد
ومن المؤمل للمناقب / والنوائب والأيادي
من للمحافل للجحافل / للنوافل للأيادي
من للفضائل للواضل / للنوازل للعوادي
للسابقات يجيلها / شعثاً تشذب في الطراد
للوقعة الشنعاء طبق / وقعها سمت البلاد
للبيض تقرع بالمواضي / تحت قسطلة الجلاد
للحرب ساعة ليس يدعى / غير ممتط النجاد
للجود حين كبا غد يأت / الندى واري الزناد
للخطب ساعة طبق / الدنيا بداهية تآدي
للفيض في قحم السنين / غداة ظنت بالعهاد
للمجد يجمع شمله / من بعد ما أضحى بداد
للنار للسارين موقدة / على أعلى المصاد
للعلم للأحلام للآاب / للعقل المفاد
للحق لة سفكوه في / النادي بألسنة حداد
لمسرة للأضياف تنظر / مثل رضوى من رماد
لبني الرجا عدت بها / آمالها عدو الجواد
لكفالة الايتام أحوط / من أب وأخ جواد
للموسرين غداة لا / مناً ولا فاد يفادي
للمثقلات يشلها / حاد ويشفعهن حادي
للملة الغراء لا تنفعك / في سوق الكساد
هيهات لا يرجى انحلال / الخطب من بعد انعقاد
لا من يصد النازلات / ولا عن العليا يصادي
كان الحسين وقد مضى / فليهنها نيل المرادي
يا بؤس حظ المستفيد / بعيد فقد المستفاد
يا آل طس ويس / وحاميم وصاد
أصفيتكم ودي واخلص / في الولا لكم اعتقادي
ثقتي بكم يوم الجزاء / وعلى نوالكم اعتمادي
واليكم وجهت آمالي / واعطيت انتقادي
أرجوكم في الاحتضار / وفي الضريح وفي المعاد
وبكل أحوالي وأفعالي / الخواتم والبادي
يا رب ما أنا من / لا ولا الفساد
كلا ولا ممن يسيى / بسيرهم هاد وحادي
وبرئت يا رباه من / تقليدهم والاجتهاد
قلدت آل محمد / وعلى مقالهم استنادي
قلدتهم أصلي وفرعي / وهو يوم العرض زادي
يا رب هذا ما اعتقدت / وأنت رحمان العباد
صلي المليك عليهم / ما رائح سار وغادي
ترفعت أن تبكي من الدار آثارا
ترفعت أن تبكي من الدار آثارا / ألم تكفك الآثار أن تندب الدارا
تخيلت تبكيها وسكانها بها / على م البكا إن تلف داراً وديارا
تخيلت تبكيها خلاء وأهلها / بعينيك تمليها شموساً وأقمارا
تبوء بها والليل غار بنجمه / فانجد منه البعض والبعض قد غارا
قطعنا إليها الليل والخيل والفلا / ركائب شوق سائرين وعمارا
عكوفا وقوفا راحلين على ثرى / تناوح اصداء وتندب أحجارا
تلوم بها صحبي وليت الذي قضى / لها اللوم أقضاها ولوعا وتذكارا
تلوم ومن احدى المصائب عاشق / يراقب عذالاً ويرتاب عذارا
عشية أدنى المؤنسين مدامع / تصوب وأنفاس تصعد تزفارا
خلاء فلا الاحباب أهل بربعها / ولا السالف الديار فيهن ديارا
توهمت والتوحيد ديني أن من / كرامة أهل الدار أن يكرم الجارا
وهل أنا في دعوى الصبابة صادق / إذا لم أرويها سهولاً وأوعارا
وهل في البكا عار على رسم همنة / لبست بها برد الشبيبة أعصارا
تركت لها عيني وما استفيده / من الدهر أوطاراً لقلبي وأوتارا
وركب سرى والليل جم خطوبه / وما اليوم بالمأمون إن سائر سارا
حدت بهم نحو العلى محض عزمة / تفيد الضيا نوراً وتوري الحصا نارا
حجازية لا الثابت العزم ثابت / لديها ولا السيار إن تعد سيارا
يريد بها المجد المؤثل أبلج / قليل غرار الجفن أبيض مغوارا
معيد وغى يثني به البيض والقنا / من الضرب أنهاراً وللطعن آبارا
له سبق العلياء في كل مشهد / وإن بعد السارين فيهن مضمارا
كأني بهم والحرب تذكي ضرامها / وابنائهم بالحرب طائرهم طارا
تحف به الأعداء من كل وجهة / فما قل من عزم وإن قل أنصارا
يلاقي المنايا كالحات وجوهها / طليق المحيا باسم الثغر مسعارا
على مقبل لم تلفه الحرب مدبراً / فما انفك كراراً وما فك كرارا
كأن من الحرب العوان لعينة / مخضبة الاطراف هيفاء معطارا
تراه ولا من ناصر غير سيفه / عرمرم جيش يرهب الجيش جرارا
تخال اذى جال المجال جواده / به البحر زخاراً أو الليث هدارا
حليف ندى سلماً وحرباً فيومه / لدى السلم مثل الحرب منا وايثارا
ترى الطير من حيث استقل ركابه / ووحش الفلا من حيث ما سار قد سارا
ضمن له اسيافه ما يشاءه / فان الفتى لم يفت للضيف منحارا
واقصر شيء عنده عمر سيفه / ولكنه ما زال يسقيه أعمارا
سقى حده كأس الحياة بما سقى / فلو شاء أجراه على الأرض أنهارا
وأظمأ لا يرويه إلا دم الطلى / حريصاً ولو أسقيته المرن مدرارا
إذا اهتز ناجته القلوب كأنما / يفاوضها عن منطق الطعن أسرارا
وخر على وجه التراب كأنه / رعان هوى من قارع الطود فانهار
لقى حيث لا يلقى من الناس مشفقاً / سوى مقتض ديناً ومستأثر ثارا
تحاماه صدر الجيش وهو لما به / فيدير إصداراً ويقبل إدبارا
وتشذر عنه الخيل وهي تؤمه / فتحجم إقداماً وتقدم إصدارا
فيا شقوة البيض البواتر إذ برت / به مرهفاً ماضي العزيمة بتارا
عشية أضحى الكلب كلب ضبابها / يخضب من ليث العرينة أظفارا
فقل لأباة الضيم خلو عن السرى / فلا دافع جوراً ولا مانع جارا
وللخيل خلي عن مداك فلن ترى / ليومك مقداماً على الهول كرارا
وعاثت بها أيدي الأعادي فابرزت / حواسر بعد الصون عوناً وابكارا
أتاها الجوى من حيث أعي فؤادها / احتمالاً واشجاها بروزاً وإضمارا
ينازعها فرط الحيا عظم وجدها / فتغلبه طوراً ويغلب أطوارا
واين مراعاة الحيا من أسيرة / ترى أوجه البلوى عشياً وابكارا
تدافعها أيدي السهول إلى الربا / وترمي بها الاقطار في البيد أقطارا
مهتكة الاستار حسرى تحوطها / من الصون أعلاها حجالاً واستارا
عواري لا تلفي من الشمس ضله / ولا من ظهور العجف في السير أكوارا
بوادي للرائين عن سوء منظر / يسوء الأعادي ناظرات وأنضارا
تهادى بها حسادها وهي بينها / ثواكل لا يملكن نفعاً وإضرارا
تعن لها فوق الرماح كواكب / تفيد الدجى للسفر منهن إسفارا
لها نفحات الروض في خلل القنا / كأن على الارماح منهن اسحارا
بعالي السنان نورها طيب الشذا / فتشرق أنواراً وتعبق نوارا
تسيرى على أنوارها العيس في الدجى / فليس يبالي الركب إن سائر سارا
فيا آخذ الثار المرجى لأهله / على فترة أفديك من آخذ ثارا
أمنتظري طال انتظاري لطلعة / ملئت لها عيني قذى والحشى نارا
أما آن للسيف الذي أنت ربه / يبيد رقاباً فاجراة وفجارا
فقم سيدي فالسيل قد بلغ الزبى / وقد عمت البلوى سهولاً وأوعارا
فمن للهدى يا بن الميامين والندى / فهذا المدى قد جاء والعقل قد حارا
علاناً عداك العار والثار سيدي / خذ الثار يابن المصطفى واكشف العارا
لك الخير إن جئت الطفوف فبلغن / جزيل الثنا منها دياراً وديارا
وقف حيث مبتل الثرى من نحورها / وحيث ترى دمع الفواطم قد مارا
وحيث القبور المشرقات بأهلها / يقاوح آصالاً شذاها وأسحارا
هناك فزدني إن تزدني كرامة / ودعني وما يغني ولوعاً وتزفارا
فيا جنتي بل جنتي يوم فاقتي / ويا وزري ان خفت في الحشر أوزارا
يا صب كم تتحسر
يا صب كم تتحسر / ولكم تنوح وتزفر
كم ينظم الآلام قل / بك والمدامع تنثر
كم يتبع الاضعان / لحظاً جفنك المستعبر
كم تندب الأطلال / وهي بندبها لا تشعر
كم تلتحيك العاذلون / وكم لهم تتعذر
كم تكتمن لظى الفؤاد / وماء دمعك يظهر
كم لونك المصفر يصفح / بالغرام ويخبر
كم تجمل الدعوى / وما تجري الجفون يفسر
كم ضعف صبرك عن / أحاديث الهيام يعبر
كم طرفك المطروف / يرعى النائمين ويسهر
كم ليل شوقك صبحه / بمسرة لا يسفر
كمد الحشى تقضي نها / رك والدجى تتزفر
وبفكرك الساري / عهدت عوارفاً لا تحصر
ما بال سمعك لا يعي / نصحاً ولا يتدبر
إن كان عن كلف فها / تي هفوة لا تجبر
هب كان موجبه و / لكن ثم خطب أكبر
انسيت مشهور الطفو / ف وما هنالك يذكر
يوم على الطرف الأغر / علا أغر مشهر
حامي الحقيقة معلم / طلق الذراع غضنفر
ذو نجدة عن رأيها / ترد المنون وتصدر
سلطان عز قادر / أن لا يطل مقدر
الجد أحمد حين ينس / ب والمضاهي شبر
والأم فاطمة التقى / والفحل فيه حيدر
ومضمخ بدم الوريد / وبالتراب معفر
الجو من صادي دماه / ممسك ومعنبر
والليل من أنواره / ضاحي العشية مقمر
لبست أشعته الليالي / فهي بيض تزهر
لِلّه ما منه يقل ال / سمهري الاسمر
عجباً له أني يقل / عوالماً لا تحصر
المجد أدنى ما تحمل / والجلال الاكبر
والمكرمات الغر طراً / والندي الازهر
ومآتم فيها البتولة / والنبي الافخر
من أجلها دمع الوجود / على السوالف يقطر
والعالم العلوي مفتقد / السرور مكدر
والبيت باك والمقا / م وزمزم والمشعر
ومنى وجمع والمعرف / باكياً ومحسر
والرسل تبكي والملا / ئك بالعزاء تبكر
يتقاسمون الشجو غاد / بالعزا ومهجر
أهدى يزيد لها ملا / بس بالدماء تقطر
وقضى لها حزناً يمر على / الدهور ويعبر
أبداً لها الليل الطويل / فليلها لا يفجر
وبني على ما أسس / المتقدم المتأخر
خلف كسابقة أعتى / على الاله وأكفر
لِلّه آية محنة / لفى النبي الأطهر
من امة عدت الهدى / فطريقها متحير
كدرت عليه حياته / والعيش منه مكدر
أعطت يداً للسيف / يضربها عليه ويجبر
عنفاً أمال رقابها / إذ اوشكت تتكثر
كرهوا هدايته وقا / لوها نبي يهجر
تركوه ملقاً في / الفراش واسرعوا فتأمروا
وعلوا بحيث مقامه / يبكي أسى والمنبر
ووصية المختار في / هِ تجنبوه وأخروا
وتراثه نهب الأ / جانب يستباح ويقهر
وكتابه عما أراد / محرف ومخير
وبسوط أعداه / كريمته تهان وتحقر
وجنينها سقط وأض / لعها لعمري تكسر
ووصيه قود البعير / يقاد وهو مزمجر
وحبيبه كالشاة / ظلماً بالمهند ينحر
ورجاله مثل ال / ضاحي بالسيوف تجزر
وبناته فوق الركا / ئب باديات حسر
حسرى تلاحظها الا / جانب لم تجد مايستر
مثل السبايا يستبا / ح أزارها والمعجر
ومتونها بيد السيا / طِ يشق فيها أنهر
وعليله ساقاه / قيداً بالدما تتفجر
ويتيمها بالعنف يقهر / بالسياق ويزجر
وسؤال سائلها إذا / سال الترفق ينهر
ورؤوس سادتها / باطراف الرماح تشهر
وقلوبها بالثكل تشعل / والمدامع تمطر
حال تكاد له ال / شداد بسبعها تتفطر
ويروح منها البدر / منخسف السنا لا يبدر
واليوم مفتقد الضيا / ء وشمسه تتكور
خطب تصاغر عنده / كل الخطوب ويكبر
لو كان احمد حاضراً / لشجاه ذاك المحضر
يا قومنا خلوا التعصب / وانظروا وتفكروا
أترون لو نظر السبايا / في السبا تتضور
تهدى كأمثال العبيد / إلى يلاير وتؤسر
ورأى اليتامى تستغيث / على الجمال وتجأر
ةرأى احبته جسوماً / في الثرى تتعفر
ويزيد يهتف بالنشيد / وبالشماتة يجهر
مستدعياً أشياخ بدر / يستطيل ويثأر
ويمينه بقضيبه / ثغر النبي يكسر
وكؤسه تجلى فذو / سكر لديه ومسكر
والمطرب الشادي لد / يه يصيح منه المزهر
وبرقصها طرباً تغنيه / البغاة العهر
ويزيد لا متهود / فيهم ولا متنصر
يدعى أمير المؤمنين / يطاع فيما يأمر
واللَه يعذره إذا / ما جاءه يتعذر
بل فعله عين الشريعة / ليس فيه منكر
أنا كافر إن كان هذا / مذهباً يتضور
تاللَه يا بن المصطفين / قضية لا تذكر
خير لهم أخذ هذا / مذهباً أن يكفروا
سيف أصابك حائد / عن قصده متحير
وسنان رمحك نال منك / لرشده لا يبصر
قد عطل الحرب العوان / فيومها لا يذكر
وقضى الفناء على الشجاعة / فهي ميت يقبر
وطوى بأعلام الوغى / فلوائه لا ينشر
لا الابيض الماضي يعد / ولا الاصم الاسمر
ذهب المقوم درها / فلأي شيئاً يذخر
أهديتك النظم المفصل / والثمين الجوهر
عرب لها قس يهي / م وجرول يتحسر
لكنها عن نيل كنة جلال / مجدك أقصر
أكبرتها عمن سواك / فانت منها أكبر
هل أم طوق كذاك الطوق في السلم
هل أم طوق كذاك الطوق في السلم / تحن شوقاً إِلى أيامنا القدم
أم عاقها بعدنا من بعدنا فسلت / سلو البهائم عن أطفالها البهم
أم راعها البين فارتاعت لفرقتنا / فالقلب في ضرم والدمع في سجم
هل سرحة الحي في أيامنا فرقتنا / هل بعدنا للتصابي لذة لفم
لا والهوى ليس بعد القانطين كرى / فيستريح أخو شوق إلى الحلم
وأين من طيف من تهواه عينك والا / جفان منهلة بالدمع كالديم
فاعجب لمكسالة الاعراب إذ حصلت / نحوي ومن بيننا الاعراب والعجم
واعجب بها إذ تجوب المومياة دجى / نحوي وعني وعنها خطوة القدم
وكيف يأوي بأرض الري منزلنا / من كان منزله الروحاء من أضم
أني اهتدي مضجعي والليل منسدل / والجسم يخفى ضنى عن ملة القلم
فاعجب لمسراه والاهوال تصحبه / حتى الوسادة لم يهجع ولم ينم
يأتي الوسادة ليلاً غير ملتفت / إلى الرقيب ولا خاش من التهم
حتى إذا الفجر وافى كر منفلتاً / من حيث أقبل لم يلبث ولم يقم
يا ساكن القلب هل من رحمة لشيح / مغض إلى سقم مفض إلى عدم
ما عند ناظره والقلب من أرب / بعد الحمى غير منهل ومضطرم
اسوان ليس له بعد النوى جلداً / يقوي به غير قرع السن من ندم
صفر الأنامل بادي الغي في ضجر / مقسم القلب بين الخمص والهضم
مناه عود المطايا لو تعود له / بما تحملن من ورد ومن عنم
لا رأي للركب أن يخشى الضلال دجى / والصبح فوق المطايا غير منكتم
وكيف يبغي الشذى والروض تحمله / أكوارها في انتشاق الشيح في الحزم
في البيت من هاشم العلياء نسبتهم / والنعت من احمد المبعوث للأمم
قوم إذا فخر الاقوام كان لهم / أنف الصفا وأعالي البيت والحرم
شم المراعف ولا جون مزدحم / الهيجاء بالنفس فراجون للغمم
أهل الحفيظة لا يلفي جوارهم / يشقى به الجار حفاضون للذمم
أبياتهم حرم للنازلين بها / تأوي المخوف ولا يخشى من العدم
عف المئاذر لا عيب يدنسهم / ولا يخاف عليهم زلة القدم
تلقى جفونهم تغضى حياً وترى / أسماعهم عن هجين القول في صمم
وموقف لهم تنسى مواقفه / وقائع الحرب في أيامها القدم
أيام قاد ابن خير الخلق معلمة / لم ترد فرسانها إلا أخا علم
حمر الضبا سود يوم النقع خضر رباً / لرائدي الجود بيض الأوجه الوسم
من كل ابيض في كفيه مشبهه / في الجزم والحزم والامضاء والقسم
قريع قوم قراع البيض مطربة / لسمعه دون قرع الناس بالتعم
ماض بأبيض لماع الحديد له / مستحكم من أديم الموت منقسم
يوم أبو الفضل تدعوا الضاميات به / والماء تحت شبا الهندية الخذم
الضارب القمم ابن الضارب القمم / ين الضارب القمم بن الضارب القمم
يوم له والمنايا السود شاهدة / بأنه بدرها الوقاد في الظلم
يسطوا فقل في السبنتي خلفت بشرى / أشبالها جوعاً في غاية الألم
والجمع والنقع والظلماء مرتكم / في ظل مرتكم في ظل مرتكم
والخيل تصطلك والزغف الدلاص / على فرسانها قد غدت ناراً على علم
والضرب يخلق أفواهاً مفوهة / تحكي الدماء فكان الكلم للكلم
والطعن يشبه عين الضبي أنجله / لكنه غاير الأعماق في قتم
وأقبل الليث لا يلويه خوف ردى / بادي البشاشة كالمدعو للنعم
فياض مكرمة خواض ملحمة / فضاض معضلة عار من الوصم
أخو ندى ينحر الآساد ضارية / حسامه طعماً للسيد والرخم
ثيابه نسج داود وعمته / عادية أصبحت تعزى إلى أرم
يشتد كالصقر والابطال شاردة / عن جوه كضباء الضال والسلم
يبدو فيغدو صميم الجمع منصدعاً / نصفين ما بين مطروح ومنهزم
فقال منتدب في اللَه محتسب / في اللَه معتصم بِاللَه ملتزم
حتى حوى بحرها الطامي فراتهم / الجاري ببحر من الهندي ملتطم
واصبح الماء ملكاً طوع راحته / مصرفا منه في حكم وفي حكم
فحازه الندب والابطال تلحظه / تكاد احشائه تنشق من ورم
فكف كفاً عن الورد المباح وفي / أحشائه ضرم ناهيك عن ضرم
وحرمت أن تنال الري مهجته / كأنما الري فيها أشهر الحرم
ولم تهم بشرب الماء همته / وسلب ذا الهم نفساً أكبر الهمم
وهل ترى صادقاً دعوى اخوته / روى حشاه واخوه في الهجير رمي
وما كفاه الردى دون ابن والده / حتى قضى مثله وارى الفؤاد ضمي
حتى ملا مطمئن الجأش قربته / ثم انثنى مستهلاً طالب الحرم
فكاثروه فالفوا غير ما نكس / ماضي الشبا غير هياب ولا أرم
فردها والسيوف البيض تحسبها / برق الحيا والرماح الخط كالاجم
وكلما أقبلت تنحو جموعهم / يبدو فينقض منها كل محتدم
أكمي كمي ومن كان الوصي له / اباً فذاك كمي فوق كل كمي
يستوعب الجمع لا مستفهماً بهل / عنه ولا سائلاً عن عده بكم
غيران تأبى يسير الطعن همته / فلا يؤم رماحاً غير مزدحم
فراح ما زالَ في الهندي مشتملاً / بالرمح ملتثماً مستحصف الحزم
حتى ابتنى قلل العلياء من شرف / ورم ساحتها الجرباء بالرمم
عموه بالنبل والسمر العواسل والبيض / الفواصل من فرع إلى قدم
وخر للأرض مقطوع اليدين له / من كل مجد يمين غير منجذم
يا جامعاً شمل انسي بعد بعدكم / قد شت شملي وأمسى غير ملتئم
يا أمن كل مخرف في حماك غدا / بقيت بعدك في خوف بغير حمي
ما بعد جودك للراجين من أمل / ولا ورائك للاجين من حرم
هيهات ما حرم لما قضيت ردى / إلا وبعدك أضحى غير محترم
أهاج حشاك للشادي الطروب
أهاج حشاك للشادي الطروب / قرير العين في الغصن الرطيب
فكم للقلب من وجد وحزن / وكم للطرف من دمع سكوب
ونفس حشو أحشاها هموم / يشيب لها الفتى قبل المشيب
تبيت وليلها بالهم هاد / وحشو نهارها عقد الكروب
تخيل ان ضوء الصبح ليل / به جاء الصباح من الغروب
تحهم ليس تدري ما تلاقي / كفايتها من الصبح القريب
ترى الاحزان مثل الفرض فرضاً / وتحريم السلو من الوجوب
وكيف يسوغ في شرع التصابي / سلو القلب عن فقد الحبيب
تريد من الليالي طيب عيش / وهل بعد الطفوف رجاء طييب
سقى اللَه الطفوف وان تناءت / سجال السحب منزعة الذنوب
فكم لي عندها فرط ووجد / وحر جوى لأحشائي مذيب
أسلوان لقلبي وابن طه / على الرمضاء ذو خد تريب
معرى في الهجيرة لا يوارى / مخلا من قريب أو حبيب
بنفسي والذي ملكت يميني / وأحبابي وخلي والصحيب
فديت مضيعاً في الطف فرداً / تراماه الحزن إلى السهوب
عديم النصر إلا من قليل / من الأنصار والرحم القريب
تفانوا دونه والرمح عاط / بناظره إلى ثمر القلوب
يرون الموت أحلا من حبيب / أباح الوصل خلواً من رقيب
فتلك جسومهم في الترب صرعى / عليها الطير تهتف بالنعيب
تكفنها الرماح السمر حتى / كأن سليبها غير السليب
وتشرق بالنجميع كأن كساها / صبيغ الارجوان من الشحوب
تخوفه المنون جنود حرب / وهل يخشى المنون ابن الحروب
أبي الضيم حامل كل ثقل / عن العلياء كشاف الكروب
أبو الاشبال في يوم التصادي / أبو الايتام في اليوم السغوب
مسرة قلب فاطم لو رأته / وان أدى المآل إلى الشعوب
لسرت لو رأته كيف ينحو / مضيق الكرب بالقلب الرحيب
يحل على الكتيبة وهو فرد / حلول الليث في السرب السروب
يدافع عن مكامه ويحمي / بصارمه عن الحسب الحسيب
خطيب بالأسنة والمواضي / وقرت ثم شقشقة الخطيب
إِذا انتظمت يداه الرمح راحت / له أسد الوغى بدل الكعوب
فاحمد حين تلقاه خطيباً / وحيدرة تراه لدى الخطوب
وظل مجاهداً بالنفس حتى / أتى فعل ابن منجبة النجيب
كان المجد لا يرضى كريماً / إذا لم يعد طعم قناً وذيب
وولى مهره ينعاه حزناً / بمقلة ثاكل وحشاً كئيب
وكم من ثاكل تهوى عليه / لصبغ الوجه بالقاني الصبيب
ونادية تعنف فيه شمراً / وشمر ممكن حد القضيب
ونادت زينب منها بصوت / يصدع جانب الطود الصليب
أخي يا ساحباً فوق الثريا / ذيول علا نقيات الجيوب
ويا متجمعاً لنعوت فضل / سليم النقص معدوم العيوب
ويا سر المهيمن في البرايا / وشاهده على غيب الغيوب
ويا شمساً بها تجلى الدياجي / رماها الدهر عنها بالمغيب
ويا قمراً أحال على غروب / وعاقبة البدور إلى الغروب
فديتك لو تعاين ما ألاقي / لعز عليك ذلي يا حبيبي
فمن ترجو لصعب الخطب يوماً / ومن ندعوه لليوم العصيب
ومن للسائلين يفيض جوداً / وقد مجلت يد المولى الوهوب
ومن للمرملات ولليتامى / كسوباً عند فقدان الكسوب
أخي لم لا يفارقي اصطباري / ومم وكيف لا يعلو نحيبي
ورأسك فوق رأس الرمح عال / تجاذبه الشمال إلى الجنوب
وبعدك يا أخي عجب حياتي / وكم للدهر من خطب عجيب
رماني الدهر بالأرزاء فيكم / أما للموت عندي من نصيب
فيا بن القوم حبهم نجات / لمعتصم وحطة كل حوب
مدحتك راجياً غفران ذنبي / ومدحك فيه غفران الذنوب
أروح وأغتدي نحو المعاصي / وتلك سعابتي ولها دؤبي
فخذ بيدي واعطف وارع ضعفي / فانك عدتي يا بن الحبيب
ما انتظار الدمع أن لا يستهلا
ما انتظار الدمع أن لا يستهلا / أو ما تنظر عاشوراء هلا
هل عاشور فقم جدد به / مأتم الحزن ودع شرباً وأكلا
كيف ما تلبس ثوب الحزن في / مأتم أحزن أملاكاً ورسلا
كيف ما تحزن في شهر به / أصبحت فاطمة الزهراء ثكلى
كيف ما تحزن في شهر به / أصبحت آل رسول اللَه قتلى
كيف ما تحزن في شهر به / ألبس الاسلام ذلا ليس يبلى
كيف ما تحزن في شهر به / رأس خير الخلق في رمح معلى
يوم لا سؤدد إلا وانقضى / وحسام للعلى إلا وفلا
يوم نيران القرى قد اطفئت / وركاب المجد قد أوثق عقلا
يوم الشمس غدت مكسوفة / فيه والبدر به لا يتجلى
يوم الاشراك قد عز به / وبه الاسلام والتوحيد ذلا
يوم خر ابن رسول اللَه عن / سرجه لِلّه خطب ما أجلا
وهناك اهتز عرش اللَه والا / رض فيه زلزلت والدين ثلا
يا قتيلاً أصبحت دار العلى / بعده قفراً وربع الجود محلا
ما حسبنا ان نرى من بعده / للتقى مغنى وللجود محلا
لا خطت بعدك فرسان ولا / جرد الشجعان يوم الروع نصلا
ما نعتك الخلق لكن قد نعت / فيك إحساناً ومعروفاً وبذلا
بأبي المقتول عطشاناً وفي / كفه بحر يروي الخلق جملا
بأبي العاري ثلاثاً بالعرى / ولقد كان لأهل الأرض ظلا
بأبي الخائف أهلوه وقد / كان للخائف أمناً أين حلا
وإذا عاينت أهليه ترى / نوباً فيها رزايا الخلق تسلى
من أسير وسدته البزل حلساً / وقتيل وسدته البيد رملا
ومصونات عفاف أصبحت / باديات للعدى حلا ورحلا
وبنفسي من غدت نادبة / جدها والدمع في الخد استهلا
جد لو تنظرنا إذ قربوا / نحونا للسير انقاضا وهزلا
لرأت عيناك خطباً فادحا / جل أن يلقى له الناظر مثلا
وترى السجاد مغلولاً على / قتب الرحل عليه مستذلا
وترى هذي تنادي ولدي / وأبي هذي وذي تندب خلا
يا مصاباً هد أركان الهدى / وغدت فيه يد الآمال شلا
أحسين فوق بوغاء الثرى / ويزيد فوق تخت الملك حلا
أهلال شهر العشر مالك كاسفاً
أهلال شهر العشر مالك كاسفاً / حتى كأنك قد لبست حداداً
أفهل علمت بقتل سبط محمد / فلبست من حزن عليه سوادا
وأنا الغريب ببلدة قد أحرزت / أيام حزن المصطفى أعيادا
أألم شمل الصبر بعد عصابة / راحوا فرحين المكرمات بدادا
لم تكتف العبرات من أجفانه / سحاً ولو كان البحور مدادا
سبقوا الانام فضائلاً وفواضلا / ومآثراً ومفاخراً وسدادا
ومراتباً ومناقباً ومساعياً / ومعالياً وجلادة وجلادا
من كل وتر ان يسل حسامة / راحت جمةع عداته آحادا
وأخي ندى ان سال فيض بنانه / غمر الزمان مغاوراً ونجادا
رجب إذا شعبان بالغ في الندى / وهو الربيع إذا الشهور جمادى
وبمهجتي الرشد الذي للقائه / حشد الضلال وجند الاجنادا
يلقى القنا ثلج الفؤاد وحاله / أودى القلوب وفتت الاكبادا